إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الشيعــــــــــة و الصحــــــــابة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الشيعــــــــــة و الصحــــــــابة

    ((منقول))

    بسم الله رب الارباب ، والصلاة والسلام على النبي وداحي الباب، وآله الغر الميامين الاطياب، وصحبه البرره المنتجبين الاحباب.



    تنازعت فرق المسلمين فيما بينهم وتركوا اعدائهم يصولون في الساحة، واختلف المسلمون فيمابينهم على فروع صغيرة وتركت الاعداء تمرح في وضع الاحاديث في صفوف المسلمين لتفرق شملهم اكثر وأكثر، ولازال المسلمون يختلفون فيمن يكفر الصحابة ومن يجلهم ، وافترقت الفرق وكأن كل فرقة مخولة من الله بان تحمي الصحابة أو ان تحمي أهل البيت وقد علمنا ان الله مقدر امر شاء ان يفعله, فضعفت الامة الاسلامية وسيطر عليها اعدائها وغلب علينا الجهل وبدأت تحارب بعضها البعض ،، بل وصل بنا الحال الى تكفير بعضنا البعض ثم الى حد سفك الدماء في حال الصلاة و في المساجد،، ونسيت الامة الاسلامية قوله عز وجل (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )


    وحتى نتمكن من عرض الموضوع بصورة علمية يمكن من خلالها ان نعرف حقائق الامور التي جعلت بعض المسلمين يتأول على الآخر ما ليس في عقيدته ، لابد من عرض بعض المفاهيم التي تعتمد عليها الفرق الاسلامية في تعاريفها واقصد بذلك كيف تعرف كل طائفة من المسلمين الكلمات التي تستخدمها، اذ لا فائدة ترتجى من ان يقول شخص صحابي، ويقصد به غير الذي يقصد به الثاني من نفس الكلمة، ونحن نعلم ان ما يطلق عليه صحابي عند زيد قد لا يكون صحابي عند غيره، وايضا نعلم ان المذاهب الاسلامية قد اختلفت في تعريف الصحابة، حتى ان اهل السنة قد عرفوه على اكثر من ثلاثة، وسوف نبدأ بتعريف الصحابي حتى يتبين المعنى الاساسي من ذلك. ولابد من ان احصر معنى تعريف الصحابي عند اهل السنة على ما هو متعارف عليه عند اكثرهم.

    تعريف الصحابي في مدرسة أهل السنة والجماعة
    عرف اهل السنة والجماعة الصحابي بـ(الذي لقى النبي مؤمنا به ومات على ذلك)، وهذا ما قاله ابن حجر الاصابة، وبهذا التعريف يدخل كل من صحب (لقى النبي بمدة قصيرة أو طويلة) ، شهد معه الحروب ام لم يشهد، أو حتى من لم يروى عنه، وايضا حتى من لم يراه برأي عين مباشرة لوجود العارض..
    وعرف بعض علماء اهل السنة ان الصحابي هو من طالت مجالسته للنبي صلى الله عليه وآله وسلم متَّبعاً له


    تعريف الصحابي في مدرسة اهل البيت (الشيعة)
    استندت الشيعة الامامية الى القواميس العربية في التعريف، واعتبرت الصحبة بالمعاشرة أو الملازمة، بل ان الصحبة قد تكون بلاتماثل بين الجنسين، كأن يصحب الحيوان الانسان أو الانسان الحيوان، ذلك لان التعريف اللغوي ينص على المعاشرة و الملازمة.
    وهذا التعريف يعني شمول كل من صحب الرسول (ص)، ولا يمكن ان تفهم كلمة صحابي او صاحب، اذ لا يمكن ان نستفيد من الكلمة بذاتها مفهوما قطعيا لانها قاصرة (الكلمة) عن بيان المعنى إلا باضافتها الى مايفيد المعنى ، فمثلا جملة((هذا صاحب))،، لا نستفيد منها شيء لانها لاتفيد في المعنى ، إلا اذا اضيفت الى من، فمثلا نقول ((هذا صاحب رسول الله(ص) )) وبهذا نعرف انه صحابي للرسول عليه وآله الصلاة و السلام، ولذا فلايمكن اطلاق الكلمة لوحدها ، ولو ان أهل السنة والجماعة اعتبروا اطلاقها لوحده تعبر عن الصحابي للرسول(ص) ، وهذا على سبيل الاختصار، اذ لا دليل على ذلك.

    ولكننا لو تعمقنا قليلا في لغة العرب وحاولنا ان نتعرف على مدلول كلمة صحابي، وخير ما يمكن الاستدلال به كتاب الله عز وجل لرأينا ان القرآن دائما ما يقرن هذه الكلمة إلى ما يفيد المعنى وضوحا ، قال تعالى ((فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)) وقال تعالى ((يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)) ،،

    إلى هنا وبصورة سريعة ومختصرة كان هذا راي المدرستين في تعريف الصحابي .

    ومن هنا عرفنا الاختلاف الذي وقع مبدئيا في مفهوم الكلمة، وحتى نبين رأي الشيعة في الصحابة، يجب علينا ان نقرأ كتبهم المعتمدة، بل خير ما أبدأ بما قاله السيد الطباطبائي (ق س) في تفسير الميزان ج9 ص 373 قوله في تفسير آية : ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ))
    قال السيد : وهذا ينطبق على من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الهجرة ثم هاجر قبل وقعة بدر التى منها ابتدأ ظهور الاسلام على الكفر أو آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وآواه وتهيأ لنصرته عند ما هاجر إلى المدينة .

    وقال : وإنا نجده تعالى في كتابه لا يذم من الاتباع إلا ما كان عن جهل وهوى كاتباع المشركين آباءهم ، واتباع اهل الكتاب أحبارهم ورهبانهم وأسلافهم عن هوى واتباع الهوى واتباع الشيطان فمن اتبع شيئا من هؤلاء فقد أساء في الاتباع ومن اتبع الحق لا لهوى متعلق بالاشخاص وغيرهم فقد احسن في الاتباع ، قال تعالى : ( الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله ) الزمر : 18 ومن الاحسان في الاتباع كمال مطابقة عمل التابع لعمل المتبوع ويقابله الاساءة فيه .

    وقال في الجزء التاسع ايضا في الصفحة 374
    فقد تلخص أن الاية تقسم المؤمنين من الامة إلى ثلاثة أصناف : صنفان هما السابقون الاولون من المهاجرين والانصار ، والصنف الثالث هم الذين اتبعوهم بإحسان . وظهر مما تقدم
    اولا : ان الاية تمدح الصنفين الاولين ، بالسبق إلى الايمان والتقدم في إقامة صلب الدين ورفع قاعدته ، و تفضيلهم على غيرهم على ما يفيده السياق .
    وثانيا : أن ( من ) في قوله : ( من المهاجرين والانصار ) تبعيضية لا بيانية لما تقدم من وجه فضلهم ، ولما ان الاية تذكر ان الله رضى عنهم ورضوا عنه ، والقرآن نفسه يذكر ان منهم من في قلبه مرض ومنهم سماعون للمنافقين ، ومنهم من يسميه فاسقا ، ومنهم من تبرا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عمله ولا معنى لرضى الله عنهم ، والله لا يرضى عن القوم الفاسقين .
    وثالثا : ان الحكم بالفضل ورضى الله سبحانه في الاية مقيد بالايمان والعمل الصالح على ما يعطيه السياق فإن الاية تمدح المؤمنين في سياق تذم فيه المنافقين بكفرهم وسيئات أعمالهم ويدل على ذلك سائر المواضع التى مدحهم الله فيها أو ذكرهم بخير ووعدهم وعدا جميلا فقد قيد جميع ذلك بالايمان والعمل الصالح كقوله تعالى : (للفقراء المهاجرين الذين إخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله ) إلى آخر الايات الثلاث الحشر : 8 .

    وقال السيد رحمه الله في ج9 صفحة 376 قوله : قوله تعالى : ((وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة)) الاية حول الشئ ما يجاوره من المكان من اطرافه وهو ظرف ، والمرد العتو والخروج عن الطاعة ، والممارسة والتمرين على الشر وهو المعنى المناسب لقوله في الاية : ( مردوا على النفاق ) أي مرنوا عليه ومارسوا حتى اعتادوه . ومعنى الاية : وممن في حولكم أو حول المدينة من الاعراب الساكنين في البوادى منافقون مرنوا على النفاق ومن اهل المدينة أيضا منافقون معتادون على النفاق لا تعلمهم انت يا محمد نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم .
    قوله تعالى : ((وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا)) الاية ، أي ومن الاعراب جماعة آخرون مذنبون لا ينافقون مثل غيرهم بل اعترفوا بذنوبهم لهم عمل صالح وعمل آخر سيئ خلطوا هذا بذلك من المرجو ان يتوب الله عليهم إن الله غفور رحيم . وفي قوله : ( عسى الله ان يتوب عليهم ) إيجاد الرجاء في نفوسهم لتكون نفوسهم واقعة بين الخوف والرجاء من غير ان يحيط بها اليأس والقنوط ، وفي قوله : ( إن الله غفور رحيم ) ترجيح جانب الرجاء .

    و من هنا نستطيع تلخيص رأي الشيعة في الصحابة على ثلاث اقسام اساسية
    1- ماذكرته الآية الشريفة في كتب الله الكريم في قوله تعالى ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) وقد تقدم تفسير السيد رحمه الله في تفسير الميزان وقوله ((وهذا ينطبق على من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل الهجرة ثم هاجر قبل وقعة بدر التى منها ابتدأ ظهور الاسلام على الكفر أو آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وآواه وتهيأ لنصرته عند ما هاجر إلى المدينة )). والشيعة تجلهم وتوقرهم وتترضى عليهم كيف وهم الذين وعدهم الله بالجنة كما نصت الآية الشريفة. بل ليس من الشيعة من يخوض بقدح فيهم. وكثير من ومنهم الشهداء مع رسول الله (ص) ومعلوم ولا خلاف في منزلة الشهداء بين المسلمين وشهداء بدر واحد وحنين كلهم من الصحابة ونذكر من الصحابة الذين ايضا ممن عاشوا بعد رسول الله وهم ممن يعدوا ممن بايع بيعة الرضوان والاشيعة تعزهم هم على سبيل المثال لا الحصر ((أبوذر الغفاري، المقداد بن الاسود، حذيفة بن اليمان، مصعب بن عمير، عمار بن ياسر الذي قال فيه رسول الله (ص) تقتله الفئة الباغية.. .. وووو.. ..))

    وكذا فان الصحابة تتفاوت منزلتهم، كيف وقد فضل الله الانبياء بعضهم على بعض، في قوله تعالى (( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ)) وقال تعالى ((وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً )) وكذلك فان في الحديث الشريف ما يفيد ان رسول الله (ص) قد أمر امرا من الله ان يحبهم فقد جاء في الحديث الشريف في مسند أحمد ج5 ((عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يحب من أصحابي أربعة أخبرني أنه يحبهم وأمرني أن أحبهم قالوا: من هم يا رسول الله قال: إن عليا منهم وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد بن الأسود الكندي. ))
    وكذا رواه السيوطي في زيادة الجامع الصغير برقم 984، فمن قال فيهم رسول الله (ص) هذا ومن أمر الله رسوله ان يحبهم كيف لا نحبهم ونحن مأمورين بإتباع النبي (ص).. ؟؟؟


    2- هذه الفئة من الصحابة كما ذكرهم الله سبحانه وتعالى ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) وهنا قد بينت الآية ان ليس كل المهاجرين والانصار بل كما قال السيد رحمه الله في الميزان قوله ((أن ( من ) في قوله : (من المهاجرين والانصار) تبعيضية لا بيانية لما تقدم من وجه فضلهم ، ولما ان الاية تذكر ان الله رضى عنهم ورضوا عنه ، والقرآن نفسه يذكر ان منهم من في قلبه مرض ومنهم سماعون للمنافقين ، ومنهم من يسميه فاسقا ، ومنهم من تبرا النبي صلى الله عليه وآله وسلم من عمله ولا معنى رضى الله عنهم ، والله لا يرضى عن القوم الفاسقين .

    ومن هنا نجد ان من الصحابة من نزلت فيهم سورة الجمعة ، وكذلك ما يستدل به على ان من الصحابة من ذكرهم الله قوله تعالى ((وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ))
    وهؤلاء ممن ذكره رسول الله (ص) كما نص على ذلك البخاري في صحيحه من حديث رسول الله (ص)
    فقد أخرج البخاري عن أبي هريرة أنه كان يحدِّث أن رسول الله (ص) قال : يرِد عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي ، فيُحَلَّؤن عن الحوض ، فأقول : يا ربِّ أصحابي . فيقول : إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى.

    واخرج مسلم في صحيحه في ج8 ص122 ((عن قيس قال قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذى صنعتم في امر على أرأيا رأيتموه أو شيئا عهده اليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة اخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في اصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة واربعة لم احفظ ما قال شعبة فيهم .)) وكذا في الديباج على مسلم لجلال الدين السيوطي ج6 ص137 واخرج البخاري في صحيحه ص191 ج5 (عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (يا أيها الناس، إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة غرلا، ثم قال: {كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين}. إلى آخر الآية، ثم قال: ألا وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، ألا وإنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا رب أصيحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد}. فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم)))

    واخرج البخاري في الصحيح ص207 ج7 ((عن أنس،عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصيحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).

    ومن هنا نعرف ان رسول الله (ص) قد سمى بعض اصحابه بالمنافقين، وكذا في كثير من المواضع يبين لنا رسول الله (ص) ان من اصحابه من لا يدخلون الجنه فنقول ان الشيعة ايضا تؤمن بذلك وحرصا على معرفة مفهوم الصحابي عند الشيعة كما بينا في تعريف الشيعة للصحابي.

    ولن يكون حكم الشيعة في هذا النوع من الصحابة غير حكم رسول الله (ص) وقد بين الله ورسوله الكريم صلوات ربي عليه وآله ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار، فالتبرأ منهم من حكم الله ورسول كما بينا في النصوص السابقة.

    وقد نستطيع ان نعرف بعضهم، كيف وقد بين لنا رسول الله (ص) كما هو بين من الاحاديث الصحيحة وفي كتب المسلمين جميعا ،كما في الصحيح حيث قال لعلي (ع): لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق. ، وقد قال ابن حجر في فتح الباري ج7 ص57 ((وقوله في الحديثين ان عليا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله أراد بذلك وجود حقيقة المحبة والا فكل مسلم يشترك مع علي في مطلق هذه الصفة وفي الحديث تلميح بقوله تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فكأنه أشار إلى ان عليا تام الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اتصف بصفة محبة الله له ولهذا كانت محبته علامة الايمان وبغضه علامة النفاق كما احرجه مسلم من حديث علي نفسه قال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق وله شاهد من حديث أم سلمة عند أحمد ثالثها حديث سهل بن سعد أيضا))


    3- هم قوم صاحبوا رسول الله وقد بين الله سبحانه وتعالى: (( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) ، وما جاء في تفسير الميزان للسيد رحمه الله وقدست نفسه الزكية قوله ((أي ومن الاعراب جماعة آخرون مذنبون لا ينافقون مثل غيرهم بل اعترفوا بذنوبهم لهم عمل صالح وعمل آخر سيئ خلطوا هذا بذلك من المرجو ان يتوب الله عليهم إن الله غفور رحيم . وفي قوله : ( عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ) إيجاد الرجاء في نفوسهم لتكون نفوسهم واقعة بين الخوف والرجاء من غير ان يحيط بها اليأس والقنوط ، وفي قوله : ( إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) ترجيح جانب الرجاء )) وقوله ترجيح جانب الرجاء يتبعه الشيعة اذ انهم يرجون من الله ان يغفر لهم ويتوب عليهم وهو التواب الرحيم.

    وبين الحينة والاخرى نقرأ، ان الشيعة تسب الصحابة، وان الشيعة لا تحترم رسول الله (ص) في صحابته، وهكذا الافتراءات تتوالى يوم بعد يوم على الرغم من ان الشيعة قد بينت {ايها في كتبها المعتمدة ، ولو ان المشيع للكلام قال ان الشيعة تحكم على بعض الصحابة بالنفاق، لقبلنا مادام المدعي يطلب الدليل والبرهان من كتاب الله والكلام سيد المرسلين.

    والاكثر جدلا ان من يشيع هذه الافتراءات، ينقل نصوصا من كتب الشيعة ولأنه لا يعلم ان الشيعة لا تدعي صحة كل كتبها، كما هو الحال عند اهل السنة في صحيح البخاري ومسلم وما إلى ذلك، بل تعتبر ان ماسوى القرآن فهو قابل للتصحيح .
    بل انهم يقتطفون ما تسوغ له اذهنتهم من وحتى يقوي المفهوم والبهتان الذي هم يريدوه ، فينقل الرواية حتى لو كانت ضعيفة او موضوعه في حين يترك ما يعارضها حتى لو كانت صحيحة ومعمول بها ، فتراه يركض جاهدا لنقل رواية كهذه ((عن أبي جعفر (ع)،، قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، رحمة الله وبركاته عليهم، ثم عرَف أناسٌ بعدَ يسير. وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا، حتى جاؤوا بأمير المؤمنين مكرَهاً فبايع، وذلك قوله تعالى [وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قُتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين]. )) وينسى أو يتناسى أو يتعمد في عدم ذكر الرواية التي هي صحيحة في مدح الصحابة ، ((عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله اثني عشر ألفا ثمانية آلاف من المدينة ، و ألفان من مكة ، وألفان من الطلقاء ، ولم ير فيهم قدري ولا مرجي ولا حروري ولا معتزلي ، ولا صحاب رأي ، كانوا يبكون الليل والنهار ويقولون : أقبض أرواحنا من قبل أن نأكل خبز الخمير ))

    فعجبي كيف ينتقي اعداء الشيعة النصوص التي تشينهم على الرغم من ضعفها، ولا ينقل رواية صحيحة تفيد الرؤية الصحيحة التي يتبناها الشيعة. هذا بالاضافة الى عدم معرفتهم الى منطق الشيعة، وكما هو الحال في معنى الصحابة وتعريف الصحابي، الذي اختلفت فيه المسلمين بشتى الاختلافات، كذلك في معنى المرتد، وهذا مسلم في صحيحه يقول في شرح حديث انك لا تدري ما احدثوا بعدك قال مسلم ((وقيل هؤلاء صنفان أحدهما عصاة مرتدون عن الاستقامة، لا عن الإسلام. وهؤلاء مبدلون للأعمال الصالحة بالسيئة. والثاني مرتدون إلى الكفر حقيقة، ناكصون على أعقابهم. واسم التبديل يشمل الصنفين)) فهذا ما ينقله مسلم في صحيحه، وعندما نبحر قليلا في معاني الكلمة اقصد معنى الردة ، ولو تتبعنا القرآن الكريم لما وجدنا ان القرآن يستخدم كلمة مرتد دون ما يفيد تبيان معناها ، فمثلا قوله تعالى ((فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) ،، وقال سبحانه وتعالى ((قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ)) ، وقال تعالى ((مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَد إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء )). فكل هذه الآيات تتكلم عن الردة ، ولكنها لا تحكي الردة عن الدين..
    في حين اننا لو تتبعنا الآيات التي تحكي الردة عن الدين لرأيناها توضح المعنى الواضح من ذلك كقوله تعالى (( ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) ، وقال تعالى ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُعِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) . من هنا عرفنا ان كلمة ارتد ان لم تكن مقيدة بما يفيد الارتداد عن الدين فانها لا تعني الخروج عن دين الله ، وقد أكد على ذلك ايضا مسلم في صحيحه، فلماذا اذا جاء ذلك في كتب أهل السنة قبل ، وان أى في غيرها اعبر كفرا.؟؟ وفي الحديث الذي يشنع به على الشيعة لك يقيد معنى الردة، كما هو الحال في صحيح مسلم، وقد نفهم منه (بغض النظر عن صحته) انهم رجعوا عن بيعة علي عليه السلام.

    وهذا القول ليس منحصر في الشيعة الامامية بل حتى علماء اهل السنة قد قالوا بنفس المعنى ، فقد ذكر ابن الاثير في البداية والنهاية 2/214 عن حديث الحوض قال : وفي حديث القيامة والحوض : (( فيقال : إنهم لم يزالوا مرتدين على أدبارهم القهقرى )) : أي متخلِّفين عن بعض الواجبات . ولم يُرِد ردَّة الكفر ، ولهذا قيَّده بأعقابهم ، لأنـه لـم يرتد أحد من الصحابة بعده ، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب.

    وهذا الحديث لا يزيد على بعض الأحاديث المروية عن النبي (ص) في المصادر السنية التي نصت على حصول الارتداد في صحابة النبي (ص) منها حديث الحوض ومنها آخرين . كما بينا في ما سبق في صحيح البخاري ومسلم، والحديث ضعيف اصلا لوجود سدير الصيرفي.

    وكتب الشيعة كثيرة ، ويمكن قراءتها، ويكفيني ان اذكر رأي عالم من علماء الشيعة وهو من العلماء المعروفين والمشهورين السيد مرتضى العسكري في كتابه معالم المدرستين في الصفحة 97 قوله :
    ترى مدرسة أهل البيت تبعا للقرآن الكريم : أن في الصحابة مؤمنين أثنى عليهم الله في القرآن الكريم وقال في بيعة الشجرة مثلا : " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا " الفتح / 18 .

    فقد خص الله الثناء بالمؤمنين ممن حضروا بيعة الشجرة ولم يشمل المنافقين الذين حضروها مثل عبد الله بن أبي وأوس بن خولى (1) . وكذلك تبعا للقرآن ترى فيهم منافقين ذمهم الله في آيات كثيرة مثل قوله تعالى " وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم " التوبة / 101 . وفيهم من أخبر الله عنهم بالافك ، أي من رموا فراش رسول الله صلى الله عليه وآله بالافك (2) - نعوذ بالله من هذا القول - وفيهم من أخبر الله عنهم بقوله " وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما " - الجمعة / 11
    _____________________
    1) راجع خبر بيعة الشجرة = بيعة الرضوان في مغازي الواقدي وخطط المقريزي .
    2) اشارة إلى قصة الافك التي نزلت في شأنها الايات ( 11 - 17 ) من سورة النور في براءة ام المؤمنين عائشة عما رميت به كما روتها هي ، أو في براءة مارية عما رميت به على قول غيرها كما في ج 2 من احاديث ام المؤمنين عائشة .


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد و عجل اللهم فرج قائم محمد و آل محمد بحق محمد و آل محمد يا كريم
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    جزاك الله مولاي الكريم كل الخير

    نحن نفتقد مثل هذه المواضيع القيمة مولاي الكريم

    بارك الله فيكم

    تعليق


    • #3
      اللهم صلي على محمد و آل محمد و عجل فرجهم

      جزاك الله كل خير, و ووفقك الى ما يحب و يرضى.

      تعليق


      • #4
        العفو ساداتي واخواني الكرام

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          اللهم صل على محمد و آل محمد


          أخي الكريم

          موضوع مميّز و فعلا نحن بحاجة إلى مواضيع من هذا المستوى

          و على هذا اللهم صلّ على محمد خاتم النبيين و تمام عدة المرسلين و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و على أصحابه المنتجين

          و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

          تعليق


          • #6
            و على هذا اللهم صلّ على محمد خاتم النبيين و تمام عدة المرسلين و على أهل بيته الطيبين الطاهرين و على أصحابه المنتجبين

            تعليق


            • #7
              موضوع مميز
              وجزاك الله الف خير
              وصل اللهم وسلم على سيد البشر وعلى آله الاطهار

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
              استجابة 1
              10 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
              ردود 2
              12 مشاهدات
              0 معجبون
              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
              بواسطة ibrahim aly awaly
               
              يعمل...
              X