إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

\\\\\ مقالات أعجبتني /////

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    بحث حول كينونة مولانا أمير المؤمنين علي (عليه وآله السلام) مع الأنبياء باطناً ومع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ظاهراً



    الإسم: *****
    النص: بسم الله الرحمن الرحيم
    سماحة اية الله... العلامة المحقق الشيخ محمد جميل حمود العاملي مد ظله
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
    نأمل من سماحة المرجع الاجابة على الاستفسار الاتي
    قول مولانا مولى الموحدين امير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى اله اجمعين
    كنت مع الانبياء باطنا ومع رسول الله ظاهرا
    السؤال الاول - بأي صفه وبأي شخصيه كان وجود امير المؤمنين عليه السلام مع الانبياء السابقين
    السؤال الثاني - ماهو الدور ووجه الانتفاع من وجود مولانا امير المؤمنين عليه السلام مع كل نبي وقت بعثته
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة



    الموضوع العقدي: بحث حول كينونة مولانا أمير المؤمنين علي (عليه وآله السلام) مع الأنبياء باطناً ومع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ظاهراً.
    بسمه تعالى

    الحمد لله ربّ العالمين والصلاة على سادة رسله سفن النجاة ومصابيح الدجى رسول الله محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين من كلّ عيب ورجس والمطهرين من كل سوء وعيب، فلعن الله تعالى ظالميهم ومبغضيهم ومنكري معارفهم وفقههم ومعاجزهم وكراماتهم وفضائلهم وظلاماتهم ومنازلهم وولايتهم إلى قيام يوم الدين..وبعد.
    السؤال حول الشخصية العظمى أمير المؤمنين وإمام المتقين مولانا الإمام الأعظم أبي الحسن المرتضى عليّ صلى الله عليه وأهل بيته الطاهرين أجمعين لهو سؤال كبير يحتاج إلى جواب كبير يعطي تلك الشخصية العظيمة حقها... وأين لنا من ذاك البحر الزخار الذي لا يمكن الولوج في أمواجه والسباحة في مائه الهدار...!!! ولكن كما قال هذا الرجل العظيم مولانا أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه وآله: ( ما لا يدرك كلّه لا يترك كله" وفي تعبيرٍ آخر له روحي فداه قال عليه السلام: ( الميسور لا يسقط بالمعسور) وها نحن نحاول أن نسبر بعض شواطئه الشريفة عسانا نلتقط بعض درره ولؤلؤه الثمين راجين أن يكتبنا في لائحة خدامه وممن يلتمس أن يربط له شريط نعله أو حذائه..وسوف لن يرتجف قلمي في الكتابة عن السر المكنون لهذا الرجل العظيم أرواحنا فداه وتبقى الكتابة ناقصة لا تفيه حقه ..ومن أنا حتى أوفيه حقه وما أنا إلا غبرة على نعله الشريف..! وها أنا أتشرف بالجواب عن السؤالين اللذين تفضل بهما أحد المؤمنين الأفاضل رضا .... دامت تسديداته وتوفيقاته..وهذان السؤالان هما الآتي:
    السؤال الأول:بأي صفة وبأي شخصية كان وجود أمير المؤمنين (ع) مع الأنبياء السابقين؟
    السؤال الثاني:ما هو الدور ووجه الإنتفاع من وجود مولانا أمير المؤمنين (ع) مع كل نبي وقت بعثه؟...

    والجواب:
    للإجابة على هذين السؤالين ينبغي أن نقسم البحث إلى ثلاث نقاط رئيسية حتى يتضح حقيقة الكينونة العلوية على صاحبها آلاف السلام والتحية مع الأنبياء باطناً ثم مع الرسول ظاهراً, فنقول وبه نستعين, أن البحث يدور حول نقاط:
    (النقطة الأولى): حول سند الرواية الحاكية عن وجوده الأقدس مع الأنياء باطناً.
    (النقطة الثانية): هل تدخل المسألة في التقمص الذي يقول به الدروز وهل أن مجرد انتقال الروح العلوية عبر الأطوار يعتبر تناسخاً؟.
    (النقطة الثالثة): كيف نعالج وجود أمير المؤمنين المقدس قبل ولادته الجسدية وصور تعدده الشريفة؟.


    *(البحث في النقطة الأولى):


    لقد جاء في أخبار متعددة _أورد السيد هاشم البحراني أعلى الله مقامه الشريف في كتابه الشريف مدينة المعاجز ج1 ص 142-144 عدداً وافراً منها حدود ستة أخبار نقلاً عن الحافظ رجب البرسي أعلى الله مقامه في كتابه مشارق أنوار اليقين _ تدل على الوجود الكوني لأمير المؤمنين عليه السلام منذ عهد النبي نوح عليه السلام نزولاً إلى عهد النبي سليمان وموسى وهارون عليهم السلام وبالرغم من كثرة هذه الأخبار حيث تجاوزت حد الإستفاضة فإنها محذوفة الأسانيد, والحذف قد يتخذه مَنْ في قلبه ذريعة للتشكيك في تلكم الأحاديث الشريفة الدالة على علو فضل أمير المؤمنين (عليه السلام), والتشكيك بالكرامات والمعاجز علامة النفاق عند المتظاهر بالإيمان والولاء, فحتى لا يكون حذف الأسانيد ذريعة لبذر الفتنة حول معاجز سيد الأولياء أمير المؤمنين وإمام المتقين(عليه السلام) لا بد لنا من علاج هذه الروايات الشريفة _الدالة على علو فضله_ من الناحية الرجالية وعلم الحديث والدراية فنقول وبه نستعين:
    _ أن صحة أي خبر سواء أكان فقهياً أو عقائدياً أو تاريخياً أو تكوينياً ترتبط بجهتين في علم الأصول:
    (الجهة الأولى): أن يكون الخبر مدلولاً عليه بالخبر الثقة الذي لا يُحتمل عادةً في حقه الكذب والتلفيق.
    (الجهة الثانية): أن يكون الخبر مدلولاً عليه بالخبر الموثوق الصدور وهو الخبر التي دلت القرائن على صحته، ونعني بالقرائن الإشارات والمقدمات الدالة على صحة الخبر المنقول إلينا بواسطة رواة، فالمعول على مدلول الخبر المتوافق مع القرائن من الكتاب والسنة وغير ذلك وليس المعوّل على نفس الراوي كراوٍ للحديث, والقرينة قد تكون لبيَّة (وهي كل ما يساهم في تحديد المراد الجدي للكلام من غير الألفاظ) وقد تكون لفظية وهي (كل ما يتصل بالكلام من لفظ أو غيره فيتحدد به المراد الجدي للمتكلم.
    والقرينة اللفظية تارة تكون متصلة :كما لو قال المتكلم "أكرم كل عالم إلا أن يكون فاسقاً" فالقرينة هي الإستثناء, ولولاها لكان ظاهر كلام المتكلم هو وجوب إكرام جميع العلماء إلا أن مجيئها أنتج تحديد المراد الجدي للمتكلم وأنه لا يقصد العموم رغم استعماله للفظٍ يعبر عن العموم وهو لفظ "كل".
    ومنشأ التعبير عن هذه القرينة بالمتصلة هو وقوعها في سياق كلام المتكلم واتصالها به.
    وأخرى تكون منفصلة :كما لو قال المتكلم "أكرم كلَّ العلماء" ثم يقول في خطاب آخر "لا تكرم فساق العلماء" فالخطاب الثاني قرينة منفصلة يتحدد بها المراد الجدي من الخطاب الأول وأنه لا يريد إكرام الفساق من العلماء.
    _وقد وقع خلاف بين الأعلام حول صحة الجهة الثانية ( أي جهة كون الخبر موثوق الصدور) مع اتفاقهم ضمنياً على الأخذ بالخبر الثقة، فمشهور المتقدمين وثلة من المتأخرين تبنوا نظرية الخبر الموثوق الصدور في مجال استنباط الأحكام الشرعية وغيرها من القضايا التاريخية والتكوينية والأخلاقية وفي مجال الأدعية والزيارات والتوسلات والفضائل والمعجزات والكرامات بخلاف مشهور المتأخرين الذين شددوا على وجوب الأخذ بالخبر الثقة ولم يعطوا أهمية لغيره مع أنهم أعرضوا عن أخبار صحيحة سنداً, فهم من الناحية العملية قد عملوا بحجية الخبر الموثوق الصدور لا الخبر الثقة... وبالغض عن كل ذلك فإن روايات الفضائل والمعاجز والكرامات يجوز الأخذ بها بل يجب ذلك ما دامت لاتعارض الكتاب والسنة ودليل العقل الشرعي وذلك لأن أخبار الفضائل والكرامات والمعاجز لا تحكي عن الفعل الشرعي للمكلفين بل هي مبيّنة ومؤكّدة للأدلة الدالة على طهارة صاحب المعجزة والكرامة والفضيلة فهي خارجة عن محل التكليف.
    وبعبارة أوضح: أن ما عدا الحكم التكليفي الخاص بالمكلّف يكون خارجاً عن التكليف به شخصياً بل هوحاكٍ عن تكليف غيره من المعصومين أو أنه واصف لحال المعصوم عليه السلام بما هو عليه من الفضل والكرامة فلا يحتاج الخبر الواصف لغير المكلف أن يكون صحيحاً من الناحية السندية...بالإضافة إلى أن حجية الخبر الواحد إنما هي خاصة بالمكلف بالتكليف الشرعي الإلزامي ولا علاقة لها بالتكليف الشرعي غير الإلزامي كالمستحب والمباح...فضلاً عن أنها خارجة عن الأوصاف الحاكية للفضائل والملاحم والتواريخ والحوادث التكوينية شريطة أي يكون الوصف مديحاً لا ذمّاً أو إنتقاضاً وإلا لصدق على الخبر الناقل بأنه مصداق لقوله تعالى ( أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).
    _وكون هذه الروايات مرسلة لا يضر بصحة التمسك بها وذلك لأمرين:
    الأول: أن المرسل ينجبر بعمل الأصحاب.
    الثاني: أن الإرسال لا يضر مع كثرة الرواية.
    وبالجملة: سواء قلنا بحجية الخبر الثقة أو الموثوق الصدور, فإن خبر وجود أمير المؤمنين (عليه السلام) مع الأنبياء باطناً صحيح من الناحية الدلالية, ولا بأس به من الناحية السندية حتى ولو كان مرسلاً فإن الإرسال لا يضر مع كثرة الروايات المتعلقة بوجود أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله الطيبين الطاهرين مع الأنبياء باطناً..هذا بالإضافة إلى أنه لا يشترط قوة السند في أخبار الفضائل والمعاجز لأن المطلوب في أخبار الفضائل والمعاجز والكرامات عقد القلب على المعارف اليقينية والتسليم لفضائل الحجج الطاهرين الذين لولاهم ما خلق الله تعالى الخلق (لولاكم لما خلقت الأفلاك).


    *(النقطة الثانية):


    هل تدخل المسألة في مفهوم التقمص؟ وهل أن مجرد انتقال الروح عبر الأطوار يعتبر تناسخاً؟.
    الجواب: إنَّ انتقال الروح المجردة إلى جسد مثالي آخر لا يدل على وجود تناسخ لأن مفهوم التناسخ هو عبارة عن الإنتقال الروحي إلى أجساد متعددة بنية الثواب والعقاب أي أن تعدد الروح عبر الأجساد المتكررة إنما هو لأجل تعذيب الروح أو تنعيمها بواسطة الجسد الذي انتقلت إليه, والتناسخيون لا يعتقدون بوجود جنة ونار أخروية بل هما _أي الجنة والنار_ في عالم الدنيا ولا ثمة عالم آخروي غير هذا العالم الدنيوي, فالفرق بين التجرد الروحي عبر الجسد المثالي وبين التناسخ واضح كما أشرنا أعلاه, فأصحاب التجرد الروحي _وهم أتباع الشرائع السماوية كاليهود والنصارى والمسلمون_ يؤمنون بوجود عالم أُخروي فيه عذاب ونعيم ولا يؤمنون بالتقمص أو ما يسمى بالتناسخ بل إن فكرة التناسخ منشؤها وثني بوذي كما فصّلنا ذلك في كتابنا (الفوائد البهية في شرح عقائد الإمامية ج1 باب عقيدتنا في المعاد الجسماني) فليُراجع.



    الفرق بين التناسخ والتجرد المثالي
    _والفرق بين التناسخ والتجرد الروحي في عالم الصور المثالية من وجوه:
    (الوجه الأول): إن النتاسخ عبارة عن خروج الروح من جسد وانتقالها إلى جسد آخر لأجل التنعيم أو التعذيب فالروح في مفهوم التجسد كانت في جسد مادي ثم انتقلت إلى جسد مادي آخر, بخلاف التجرد الروحي عند أمير المؤمنين (عليه السلام) قبل حلوله في جسده المادي كان روحاً في قالب مثالي ثابت لم ينتقل من جسد إلى جسد آخر كما هو حاصل في التجسد التناسخي بل إنه جسد واحد قبل عالم الأبدان كان في قالب مثالي وهو ما عبرت عنه الأخبار إنهم عليهم السلام كانوا أشباح نور قبل عالم الدنيا أو قبل تسلسلهم في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة...ومعنى (أشباح) أي صور مثالية كانت قالباً لأرواحهم المقدسة، وبهذا القالب كانوا يتنقلون في العوالم العلوية والسفلية معلِّمين للملائكة ومنقذين للأنبياء من الهلكة باعتبار أن أئمتنا الطاهرين (عليهم السلام) _وفي طليعتهم أمير المؤمنين (عليه السلام)_ وهو ما جاءنا من الأخبار الشريفة التي نقلها لنا الحافظ الجليل رجب البرسي أعلى الله مقامه الشريف في كتابه الشريف مشارق أنوار اليقين في أسرار أمير المؤمنين (ع) وقد نقلها عنه المحدث الجليل السيد هاشم البحراني في كتابه الجليل مدنية المعاجز الجزء الأول / من الباب الرابع والعشرين إلى الباب السابع والعشرين/ حديث الجنّي الذي كان عند رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن ننقلها لكم ليتضح الصبح لذي عينين وهي التالي:
    81_البرسي: قال: أخبر أصحاب التواريخ أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان جالساً وعنده جنيّ يسأله عن قضايا مشكلة, فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فتصاغر الجنيّ، حتى صار كالعصفور، ثمّ قال: أخبرني يا رسول الله. قال: عمّن؟ فقال: من هذا الشاب المقبل؟ قال: وما ذاك:؟ قال الجنيّ: أتيت سفينة نوح لأغرقها يوم الطوفان، فلّما تناولتها ضربني هذا فقطع يدي، ثمّ أخرج يده مقطوعة، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): هو ذاك.
    82_البرسي: قال: بهذا الإسناد إن جنيّاً كان جالساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأقبل أمير المؤمنين (عليه السلام) فاستغاث الجنيّ وقال: أجرني ( يا رسول الله من هذا الشاب المقبل. قال: ما فعل بك؟ قال: تمردت على سليمان، فأرسل إليّ نفراً من الجنّ، فطلت عليهم، فجاءني هذا الفارس، فأسرّني وجرحني، وهذا مكان الضربة إلى الآن لم تندمل.
    83_ من طريق المخالفين ما رواه صاحب فضائل العشرة: إن جنيّاً كان جالساً في مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل عليٌّ (عليه السلام) فغاب الجنيّ، فلمّا خرج عليّ عاد الجنيّ إلى مكانه، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) لم غبت عند حضور[الإمام] عليّ عليه السلام؟ فقال: يا رسول الله إن عليّاً جرحني. قال: وكيف؟ ولم تظهر إلا في زمن سليمان (ع) ثمّ قال (صلى الله عليه وآله): إنّ الله تعالى خلق ملكاً على صورة عليّ يقاتل مع الأنبياء.
    ملاحظة وتنبيه: كل الأخبار المتعلقة بسبق وجود أمير المؤمنين عليّ عليه السلام دلت على وجوده حقيقة إلا هذا الخبر الدال على أن الله تعالى خلق ملكاً بصورة أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وهو على ضعفه السندي من حيث كونه من طرق المخالفين الذين ينكرون تقدم سبق الأرواح على الأجسام لا سيما أرواح أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام..بالإضافة إلى أنَّ وجود روح أمير المؤمنين عليه السلام قبل جسده الشريف تسجل على القوم حجة كبرى عليهم لإقرارهم حينئذٍ بفضائله الكبرى التي تضاهي كرامات النبيّ الأعظم محمد صلى الله عليه وآله، وعلى كلِّ حال فإن نفس إعترافهم بوجود ملك بصورة إمام المتقين سيدنا المعظم أمير المؤمنين عليّ عليه السلام يعتبر دليلاً مهماً على عظمة مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه السلام وقربه من الله تعالى ما يصبغ عليه صفة العصمة لأن تشبه الملك المعصوم بالهيكل المعظم لأمير المؤمنين عليه السلام يستلزم عصمته وعلو منزلته ومساواته لرسول الله صلى الله عليه وآله..ووجود صورته على هيكل الملاك لا يتعارض مع الأخبار الأُخرى الدالة على أن روحه المقدسة كانت في قالب مثالي وأنه كان حقيقة مع الأنبياء وليس صورته على هيكل الملاك وذلك لوجود قرينة واضحة في الأخبار تشير إلى أنه صلوات الله عليه أيد به النبيين سراً..ولا يصلح التأييد إلا بالوجود الحقيقي لروحه المقدسة وليس بوجوده الصوري الملقى على الملك فلا يطلق عليه بأنه ناصر للأنبياء بل كان المناسب إطلاق لفظ آخر عليه بأن الله نصر الأنبياء بملك متصوراً بصورة الإمام عليّ عليه السلام وهو منتفٍ وجوده في الأخبار التي صرحت بأن الله تعالى أيد به الأنبياء سراً وأيد به رسول الله جهراً ...فتأييد النبي الأعظم محمد صلى الله عليه وآله جهراً معطوفاً على تأييد الأنبياء به سراً دلالة أخرى على وجوده الحقيقي مع الأنبياء كما كان موجوداً حقيقةً مع رسول الله محمد صلى الله عليه وآله..يرجى التدبر جيداً.
    84_ البرسي: قال: روي أنّ فرعون _لعنه الله_ لمّا لحق هارون(ع) بأخيه موسى(ع) دخلا عليه يوماً، وأوجسا خيفة منه، فإذا فارس يقدمهما، ولباسه من ذهبٍ، وبيده سيف من ذهبٍ، وكان فرعون يحبّ الذهب، فقال لفرعون: أجب هذين الرجلين ,وإلا قتلتك، فانزعج فرعون لذلك، وقال: عودا إليّ غداً، فلمّا خرجا دعا البوابين، وعاقبهم وقال: كيف دخل عليّ هذا الفارس بغير إذن؟ فحلفوا بعزّة فرعون (انّه) ما دخل إلا هذان الرجلان، وكان الفارس مثال عليّ (هذا) الذي أيّد الله به النبيين سرّاً، وأيّد به محمّداً جهراً لأنّه كلمة الله الكبرى التّي أظهرها الله لأوليائه فيما شاء من الصور، فنصرهم بها وبتلك الكلمة يدعون (الله) فيجيبهم، وينجيهم، والآيه الإشارة بقوله " ونجعل لكما سلطاناً فلا يصلون إليكما بآياتنا ".
    وقال ابن عبّاس: كانت الآية الكبرى لهما هذا الفارس (والسلطان).
    85_وأيضاً البرسي: قال المفسّرون في معنى هذه الآية: كانت الآية والسلطان صورة عليّ وكذا لسائر النبيين.
    86_وقال أيضاً: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي إنّ الله أيّد بك النبيين سرّاً، وأيّدني بك جهراً.
    وما يؤيد وجوده السري مع الأنبياء كونه الوليّ الأكبر لله تعالى والآية العظمى الباهرة لله تعالى ما صدر منه من محاربته للجن في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد ورد بخبر مستفيض اشتهر بخبر عطرفة الجني، أورده السيد الجليل هاشم البحراني في مدينة المعاجز الجزء الأول بسندين عن سلمان الفارسي رضي الله عنه ، وقد رواه البحراني نقلاً عن إبن شهر أشوب في كتاب المناقب ونقلاً عن السيد المرتضى في عيون المعجزات وقد أقر السيد المرتضى رحمه الله تعالى بأن الخبر معروف عند علماء الشيعة، وقد نقله السيد المرتضى عن كتاب الأنوار لصاحبه الجليل أبي عليّ محمد بن أبي بكر همام بن سهيل الكاتب الأسكافي المولود عام 258 والمتوفى عام 336هـ وقد وثقه النجاشي قائلاً عنه بأنه شيخ أصحابنا ومتقدميهم وله منزلة عظيمة...فمن كانت له هذه المنقبة وهي محاربته للجن التي تتطلب إيماناً كاملاً وقدرات ربانية هائلة لا يمكن مساواته مع سائر المؤمنين أو بعض الصحابة الذين يتشدق المخالفون بعلو درجاتهم ويخصون بالذكر أبا بكر وعمر وعثمان، فليكشفوا لنا عن مناقبهم العالية كتلك المناقب التي اتصف بها أمير المؤمنين عليه السلام بإعتراف علمائهم المنصفين ...!.
    (الوجه الثاني): التجرد الروحي بالجسد المثالي يختلف عن التقمص الروحي المشروط فيه الخلع واللبس المتكرر بمعنى أن الروح في المفهوم التناسخي تنتقل عبر أجساد متعددة أصلية في حين أنها _في المفهوم التجردي_ باقية في جسد مثالي واحد ولا تنتقل من جسد إلى آخر لأجل النعيم أو التعذيب المشروطين في التقمص.
    (الوجه الثالث): للتناسخ حالات وانتقالات عدة، كل حالة يُصطلح عليها باسمٍ خاص عندهم _كما فصلناه في كتابنا الفوائد البهية ج1 ص633.
    وهذه الحالات هي أربعٌ:
    1_النسخ: وهو انتقال النفس بالموت من البدن الأول المادي إلى بدن آخر مادي في هذه النشأة.
    2_المسخ: هو الرجوع إلى بدن حيواني، فإن كان محسناً فإلى حيوان سعيد، وإن كان مسيئاً فإلى حيوان شقي.
    3_ الفسخ: وهو انتقال إلى شجر ونبات.
    4_الرسخ: وهو انتقال إلى حجر وجماد.
    وهذه أقسام التناسخ في مدارج النزول، وهناك أقسام أخرى في مدارج الصعود نلخصها بالبيان التالي هو :
    إن النفس في بدء وجودها إنما توجد في صورة أحسن النباتات ثم تتدرج بالصعود إلى أرقى الدرجات لتصل إلى درجة الحيوان الذي هو أشرف من النبات ثم تتدرج لتصل إلى النوع الإنساني وبعده تتصل بأجرام فلكية غاية استكمالها النهائي فتصبح في عالم المجردات متحدة مع العقول ومن كانت بهذه الصفة فهي مع السعداء، وأما الأشقياء فتنتكس نفوسهم في مظاهر الظلمانيات لتخلد إلى الأرض مع الأبد.
    فيتلخص مما ذكرنا: أن النفس لا تزال تنتقل ضمن أجسادها هابطة أو صاعدة.
    ويترتب على القول بالتناسخ محذورات:
    الأول: الإستخفاف بقدرة الله تبارك شأنه حيث إن الإعتقاد بإنتقال الروح من بدن إلى بدن آخر ــ بحسب نظرية التناسخ ــ دليل عجز الإله على أن يخلق لكل بدن روحاً خاصة به (تعالى الله تعالى عن العجز علواً كبيراً ).
    الثاني: إنكار المعاد الجسماني وهو عودة الأرواح إلى أجسادها الأصلية يوم القيامة، مع أن المسلمين مجمعون على صحة المعاد الجسماني لصريح الآيات والأخبار بذلك.
    وبالجملة: إن مجرد إنتقال الروح من جسد إلى جسد آخر أصلي كالأول أو مخالف له بالماهية _كأن تتحول الروح إلى جسد حيوان أو حجر أو شجر _ كافٍ في أن يكون باطلاً بخلاف التجرد الروحي عبر صورة واحدة لا تعدد فيها لأجل الثواب والعقاب لصاحبها، وعلى فرض التعدد لا يكون مشابهاً للتناسخ الباطل.
    (الوجه الرابع): إن الإنتقال من جسد إلى جسد في مورد التناسخ إنما يكون مشروطاً بالجزاء الأخروي بمعنى أن نفس الإنتقال من جسد إلى جسد يكون على وجه العقاب أو الثواب... بخلاف التجرد الروحي فإنه ليس كذلك بل هو مجرد روح موضوعة في قالب واحد تماماً كإنتقال النفس بعد الموت إلى بدن مثالي آخر في عالم البرزخ وكحشر بعض الناس يوم القيامة على صور البهائم والحشرات... فهو حشر لهم بصورة حيوان كالمسخ الذي يصيب أناساً من أهل العناد والنصب والعداوة، فإن المسخ الذي هو عبارة عن بقاء الروح في جسدها الأصلي الذي تحول من الجسد الإنساني إلى جسد حيوان، فالتغير حصل في جزئيات الجسم الإنساني التي تحولت من الأجزاء الإنسانية إلى أجزاء حيوانية... فالتجرد الروحي الحاصل لأمير المؤمنين (ع) قبل تسلسله في الأصلاب الشامخة إنما هو صورة مثالية حاملةً للروح الإنسانية، والبدن المثالي يختلف بطبيعته عن البدن الأصلي المعتبر وجوده في النسخ....وقد استفضنا البحث في مسألة التناسخ والفرق بينه وبين التجرد المثالي في كتابنا " الفوائد البهية ج1 الباب الأربعون " ....

    تعليق


    • #17
      *(النقطة الثالثة):

      وتدور حول السؤال التالي: كيف نعالج وجود أمير المؤمنين (عليه السلام) قبل ولادته الجسدية وصور تعدده الشريفة؟.
      الجواب: وجوده الشريف قبل ولادته الجسمية إنما هو وجود روحي قائمٌ على ما جاء في الأخبار من تقدم الأرواح على عالم الأجساد بمعنى أن الله تعالى خلق الأرواح قبل خلقه للأجساد، ويدل على تقدم عالم الأرواح على الأجسام آياتٌ وأخبارٌ كثيرة... ليس المقام مقام بيان إثباته بشكل تفصيلي فله مقامٌ آخر...ومضمون هذه الأخبار هو أن الله تعالى خلق أرواح الشيعة قبل أبدانهم بألفي عام وعرضهم على رسول الله وأهل بيته وعرّفهم رسول الله وأمير المؤمنين (ع) ونحن نعرفهم بصفاتهم واحوالهم ومعاجزهم ومعارفهم.
      _والسؤال الذي يدور في خِلد كل باحث هو : ما الفائدة من تقدم الأرواح على الأبدان، وكذا ما الفائدة في تقدم أرواح أهل البيت (ع) على عامة الأرواح وما الفائدة في نصرة أمير المؤمنين (ع) لبعض الأنبياء....؟؟
      الجواب عن السؤال الأول: بقولنا أن الفائدة من تقدم الأرواح على الأبدان هو أخذ الميثاق عليهم بالربوبية والتوحيد الإلهي وأمرهم بطاعته وطاعة الأنبياء والأوصياء والحجج المطهرين كما يشير إليه خبر الاصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليّ عليه السلام فليُراجع البحار ج5 ص 258 ح 62.
      الجواب عن السؤال الثاني القائل (ما الفائدة في تقدم أرواح أهل البيت) هو الآتي: إن فائدة تقدم أرواح أهل البيت (ع) على عامة الأرواح يرجع إلى أمور:
      (الأمر الأول): ليأخذ الميثاق على الأنبياء والأولياء وعامة الخلق بالولاية لأهل البيت (ع) وأن النبيَّ وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام أفضل من عامة الخلق على الإطلاق، فكان أخذ الميثاق عليهم بولاية النبي وأهل بيته تنويهاً بفضلهم وتعظيماً لشأنهم.
      (الأمر الثاني): ليعرِّف اللهُ الملائكةَ والأنبياء والأوصياء بأن آل محمد أعرف وأعلم منكم فهم صفوته وحججه على عامة خلقه...
      (الأمر الثالث): أن العلّة في تقدم أرواح آل البيت على عامة الأرواح ليقوموا بتعليم الملائكة والأنبياء بما حباهم الله تعالى به من المعارف والعلوم، فهم الواسطة بين الله تعالى وبين خلقه بلا إستثناء.
      (الأمر الرابع): علة تقدم أرواحهم على أبدانهم لينصروا دين الله تعالى المتمثل بالأنبياء والأوصياء باعتبار أن أئمة الهدى ومصابيح الدجى من أعاظم أوليائه وخيرة أعوانه، فاقتضت الحكمة الإلهية أن يكونوا أعضاءاً وأعواناً وهو ما أشار إليه دعاء رجب الوارد من الناحية المقدسة على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد عن مولانا الإمام المعظم الحجة من آل محمد: (اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرك المستبشرون بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك أسألك بما نطق فيهم من مشيئتك فجعلتهم معادن لكلماتك وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك بدؤها منك وعودها إليك أعضاد وأشهاد ومناة وأذواد وحفظةٌ ورواد).
      (الأمر الخامس): إن علة تقدم أرواح آل محمد (ع) وجعلهم في صور مثالية (أشباح أنوار) ليُري آدم وبقية الأنبياء والملائكة بأنه لولا محمد وآل محمد ما خلق الله تعالى آدم ولا سماء ولا أرض فإذا عرفهم آدم بتلك المنزلة عظُموا في نفسه فيزداد تعظيمه لهم وبتبجيلهم لذواتهم المقدسة، فقد جاء في الصحيح من الأخبار (بأن آدم (ع) رأى على العرش أشباحاً يلمع نورها، فسأل الله تعالى عنها فأوحى إليه أنها أشباح رسول الله وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة (ع) وأعلمه أنه لولا الأشباح التي رآها ما خلقه ولا خلق سماءاً ولا أرضاً...) فليراجع البحار ج5ص261.
      والوجه فيما أظهره الله تعالى من الأشباح والصور لآدم عليه السلام هو أن دلّه على تعظيمهم وتبجيلهم وجعل ذلك إجلالاً لهم ومقدمة لما يفترضه من طاعتهم ودليلاً على أن مصالح الدين والدنيا لا تتم إلا بهم...
      (الأمر السادس): ثمة أخبار كثيرة تدل على ظهور أهل البيت (ع) في صورهم المثالية نظير ما ورد بحضورهم على المحتضرين كما لو حضر أمير المؤمنين على ألف مؤمن محتضر في ساعة واحدة بناءً على عدم حضورهم بذواتهم الحقيقية بل يحضرون بصورهم المثالية...فلا يخلو الأمر في حضور أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام إما أن يحضروا بأجسامهم الأصلية وإما بصورهم المثالية، فإن كان الأول فلا بدَّ من تاويله بأنهم في الملكوت الأعلى كالشمس في كبد السماء ويراها الملايين، فما الضير في أن يحضر أمير المؤمنين عليّ عليه السلام على الأنبياء قبل ولادته الجسمانية كما يحضر بجسمه المثالي على المحتضرين مع كون الحضورين من وادٍ واحد وطينة واحدة، فلا فرق في الحضور بالجسم المثالي بين كونه قبل الولادة الجسمانية وبين كونه بعد شهادته، فموته لا يمنع من حضور روحه الطاهرة في جسد مثالي وكذلك نصرته للأنبياء قبل ولادته الجسمانية لا تمنع من حضور روحه المباركة في جسد مثالي سابق على الجسد المادي الأرضي.
      _بما تقدم يتضح وجهُ الغاية من وجود أمير المؤمنين (عليه السلام) قبل ولادته الجسمانية، ونزيد على ما تقدم بالوجوه التالية:
      (الوجه الأول): الغاية هي التنبيه على أن أمير المؤمنين عليّاً (عليه السلام) هو اسم الله الأعظم الذي يظهر في كل صورة ويترائى في كل تركيب، ولهذا الظهور والتركيب أمثلة لا تخفى على مَنْ جاس خلال ديار الأخبار وسبر أغوارها، فقد جاء في البحار ج 18 في باب إثبات المعراج عن الإمام الصادق عليه السلام ما معناه: أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ترائى للنبي الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) في المعراج في السماء الخامسة وتحت العرش وفي بيت المقدس في السماء المعمورة وكان أمير المؤمنين في بيت المقدس بجانب جده نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، فلمّا سأل جبرائيل عليه السلام عن سرّ ذلك قال له: إن الملائكة اشتهت أن ينظروا إلى صورة أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا: ربّنا إن بني آدم في دنياهم يتمتعون غدوة وعشية بالنظر إلى صورة عليّ بن أبي طالب عليه السلام ..فمتعنا بصورته قدر ما تمتع أهل الدنيا به فصوّر لهم صورته من نور قدسه عزّ وجلّ فعليٌّ عليه السلام بين أيديهم ليلاً ونهاراً يزورونه وينظرون إليه غدوة وعشية".
      ونحن لا نستبعد وجود صورته في كل سماء وليس في السماء الخامسة أو السماء المعمورة فحسب، لا سيَّما وأن المحدِّث المجلسي رحمه الله أشار في البحار (ج18 ص300):" أن رسول الله رأى صور أهل بيته الطاهرين عليهم السلام يسبحون الله تعالى ويقدسونه ليراهم أجمعين على كمالهم كمن شاهد أشخاصهم برؤيته مثالهم ويشكر الله تعالى على ما منحه من تفضيلهم وإجلالهم وهذا في العقول من الممكن المقدور، ويجوز أيضاً أن يكون الله تعالى خلق على صورتهم ملائكة في سمائه يسبحونه ويقدسونه لتراهم ملائكته الذين أعلمهم بأنهم سيكونون في أرضه حججاً له على خلقه فيتأكد عندهم منازلهم وتكون رؤيتهم تذكاراً لهم بهم وبما سيكون من أمرهم" .
      ملاحظة هامة: إشتهاء الملائكة للنظر إلى صورة أمير المؤمنين أبي الحسن عليّ صلى الله عليه وآله إنما هو نظرٌ إلى صورته الحقيقية التي كان عليها واقعاً في عالم الدنيا لا أنها شبيهة الظن به حتى يكون ذلك مبرراً لمن في قلبه مرض فيتخذ ما أوردناه من الرواية المتعلقة بصورة أمير المؤمنين عليه السلام ذريعةً لجواز الإعتقاد بصحة الصورة المنسوبة إلى الإمام الأكبر أمير المؤمنين عليّ عليه السلام فيعلقونها في بيوتهم ومؤسساتهم لأن هذه الصورة لا علاقة لها بشبه أمير المؤمنين عليّ عليه السلام لا من قريب ولا من بعيد فهي بعيدة كلّ البعد عن جماله الأقدس، وقد قمنا في بعض أجوبتنا على إستفتاء وجّه إلينا بشأن الإعتقاد بصورته المنسوبة إليه عليه السلام بعرض الإشكالات التي وجهناها إلى الصورة المزعومة لمَّا وجدنا إنتشارها السريع المريع مع ما تحويه من معايب على شخصية أمير المؤمنين عليه السلام سيؤدي إلى التعييب على شخصه الكريم صلوات الله عليه وآله ـــ بالرغم من عصمته وطهارته عن العيوب الخَلقية والخُلُقية بنص آية التطهير التي نفت عنهم الارجاس والأنجاس المادية والمعنوية بمقتضى الإطلاق في نفي مطلق الرجس عنهم ـــ لا سيما وأن جهات دينية كانت تروّج لنشرها لغايات دنيوية وشيطانية..!
      والحاصل: إن صورة سيد المتقين أبي الحسن عليّ (صلى الله عليه وآله) كانت مثالاً بلا روح أو أنها بروح ملك أو أن لروحه تصرفاً ملكوتياً نعجز عن الإحاطة به وهو الأقوى عندي...وعلى كلِّ حال إن الله تبارك شأنه خلق له مثالاً على مثال صورته الأصلية يأنس الملائكة بالنظر إليها سوآء أكانت بروح أم بلا روح ما يدل على عظمة هذه الشخصية المباركة أينما كانت، قال تعالى بحق نبيّه عيسى عليه السلام ( وجعلني مباركاً أينما كنت) فإذا ثبتت البركة لنبيّ الله عيسى عليه السلام أينما كان مع كونه أدنى منه ثبتت الفضيلة لسيده ومولاه أمير المؤمنين عليّ عليه أفضل الصلاة والسلام بطريقٍ أولى باعتباره نفس النبيّ الأعظم صلى الله عليه وآله المتفق على أفضليته على النبي عيسى وعامة خلق الله تعالى... فأمير المؤمنين مولانا المعظم عليّ صلى الله عليه وآله لم يفارق رسول الله في حلّه وترحاله لا سيما في سفره إلى عالم الملكوت الأعلى والجبروت الأعظم عندما تفرد رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) بربه في عالم الجبروت كلّمه ربُّه بصوت أبي الحسن عليّ أمير المؤمنين (ع) فلمّا سأل رسول الله ربّه عما إذا سبقه أمير المؤمنين (ع) فأجابه الربُّ الجليل : أنظر إلى يسارك فلما نظر فإذا به يرى مثال أمير المؤمنين (ع)...وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على عظمة هذه الشخصية الميمونة وهو تأويل قوله تعالى (لنريه من آياتنا) الإسراء 17 (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) النجم 18 (فأراه الآية الكبرى) النازعات 20 (لنريك من آياتنا الكبرى) طه 23 وقد جاء عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: (أنا آية الجبار أنا حقيقة الأسرار) أو ( ما لله آية أكبر مني ولا لله من نبأ عظيم أعظم مني). وجاء في زيارته (السلام عليك يا آية الله العظمى)...
      فمن كان آيةً كبرى وعظمى وليس ثمة آية أكبر منه فلا يجوز الإستهانة بحضوره على الأنبياء قبل ولادته الجسمانية، فكما حضر رسول الله وحضر معه أمير المؤمنين عليٌّ وأهل بيته في العالم الأول بأرواحهم الموجودة في قوالب مثالية: _ يجوز حضوره بنفس القالب المثالي على الأنبياء ليغيثهم من الكربات وينجيهم من الصعوبات _ كيف لا !؟ وهو أبو الغوث ومعين المضطر إذا دعاه وكاشف السوء والكروب ومجلي الهموم والغموم عن قلوب المضطرين الملهوفين...
      وكلمة الله الكبرى يظهرها الله لأوليائه فيما شاء من الصور فينصرهم بها وبتلك الكلمة يدعون الله فيستجيب لهم .
      (الوجه الثاني): إن رسول الله هو الفاتح والخاتم بقوله (صلى الله عليه وآله): (أنا الفاتح أنا الخاتم) أي أنه (صلى الله عليه وآله) الفاتح لهذا الكون والخاتم له، وحيث إن أمير المؤمنين نفسه بصريح آية المباهلة والأخبار المفسرة لها، فله ما لرسول الله وعليه ما عليه، فلماذا الشك في الثاني مع التسليم بكونه نفس الأول؟! أليس الثاني قسيم النور الأول كما في الأحاديث (كنا نوراً واحداً) ؟.
      (الوجه الثالث): الغاية من وجوده مع الأنبياء سراً للدلالة على أنه سلطان من عند الله تعالى، فهو سلطان السلاطين، من هنا كان لقبه (أمير المؤمنين) إسماً على مسمى، فهو أميرٌ مطلق على الأنبياء والمرسلين إلا رسول الله محمد لأنه نفسه وروحه.. وأمير الجند مسؤول عن جنوده في حال دهمتهم المخاطر ووقعوا في المهالك... وأمير المؤمنين (عليه السلام) هو قائد عامة المؤمنين سواء أكانوا أنبياء أم ملائكة أم جن أم إنس وإلا لما صح أن يسميه الله تعالى بأمير المؤمنين من دون قيد أو شرط، وكونه أميراً عليهم يستلزم أن يكون مسؤولاً عنهم وحامياً لهم باعتبارهم جنوده المأتمرين بأمره والمنضوين تحت إمرته فهو المغيث لجنوده من الأنبياء عندما اشتدت عليهم الظروف والمحن فكان معهم سرّاً كشف عنهم المخاطر كما كشفها عن رسول الله ظاهراً، وهذا ما أشار إليه مولانا أمير المؤمنين عليّ عليه وآله الصلاة والسلام في إحدى خطبه الشريفة أنا الظاهر مع الأنبياء أنا وليُّ الأنبياء)...فكان معهم في القرون الأولى وسوف يكونون معه كلّهم في نهاية العالم يوم الرجعة فيقودهم إلى حرب إبليس وجنوده كما أفصحت عن ذلك أخبارنا الشريفة.
      (الوجه الرابع): الحكمة التي من أجلها أبقى الله الخضر حياً وجعله مرشداً لنبي الله موسى هي بنفسها علّة لكون الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه وآله نصيراً للأنبياء سرّاً...
      وبعبارة أخرى: العلة التي من أجلها أبقى الخضر (ع) حياً هي ليكون نصيراً للأولياء لا سيما الأنبياء وقد أمره الله تعالى بأن ينصر النبي موسى (ع) ويرشده ويعلّمه، هذه العلة هي بنفسها موجودة مع معلمه أمير المؤمنين علي (ع) بطريق أولى، بمعنى أن ما ثبت من الفضيلة _وهي تعليم الخضر لموسى سراً_ يثبت لمولانا المعظم أمير المؤمنين علي (عليه وآله السلام) بنفس المناط بطريق أولى...
      (الوجه الخامس): بما أنّ الأئمة (عليهم السلام) حجج الله تعالى على خلقه بمقتضى قول مولانا أمير المؤمنين الإمام المعظم علي الهادي (عليه السلام) في الزيارة الجامعة الكبيرة معرِّفاً عن صفات أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم أجمعين بقوله الشريف: (وحجج الله تعالى على أهل الدنيا والآخرة والأولى) ويراد بكونهم حججاً على أهل الدنيا والآخرة والأولى... هو أنهم القيّمون على أهل الدنيا والآخرة والأولى، فأهل الدنيا هم عامة الخلق فيها الأنبياء والملائكة والجن والناس وما يُرى وما لا يرى وجميع المخلوقات المخفية عنا كما يشير إلى ذلك روايات عالم جابلقا وجابرسا وغيرها من العوالم كما أكدته الأخبار الشريفة في (البحار ج27 ص41 وفي آخر بصائر الدرجات ص510باب 14) ويراد من الأولى هو عالم الأرواح والذر فهم حجج الله تعالى على الخلق في عالم الذر والأرواح، والمراد من الآخرة هو عالم المعاد ومتفرعاته.

      والحاصل: انهم حجج الله تعالى على الخلق في عالم الوجود مطلقاً، ويستفاد هذا من الأحاديث الأخرى الدالة على أن الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق... وكونهم حججاً على الخلق في الدنيا يعني أن لهم الولاية عليهم يأتمر الخلق بأمرهم كما أن للأئمة (ع) ولاية نصرتهم أي نصرة شيعتهم من الأنبياء والمؤمنين الموالين، وبهذا نكون قد وضحنا للسائل الكريم معنى أن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) كان مع الأنبياء سراً ومع رسول الله جهراً فإن ذلك مقتضى ولايته الباطنية الملكوتية على عامة العوالم من دون تقييد بعالم دون آخر، فهو الحجة المطلقة على عامة خلقه وواسطة بين الله تعالى وخلقه وهذا ما فسره لنا هشام بن الحكم عن مولانا الإمام المعظم الصادق (ع)، أنه قال للزنديق الذي سأله من أين أثبت الأنبياء والرسل؟ قال (ع): إنّا لمّا أثبتنا أن لنا خالقاً صانعاً متعالياً عنا وعن جميع ما خلق، وكان ذلك الصانع حكيماً متعالياً لم يجز أن يشاهده خلقه ولا يلاسوه فيباشرهم ويباشروه ويحاجهم ويحاجوه، ثبت أن له سفراء في خلقه يعبرون عنه إلى خلقه وعباده ويدلونهم على مصالحهم ومنافعهم وما به بقاؤهم وفي تركه فناؤهم فثبت الآمرون والناهون عن الحكيم العليم في خلقه والمعبرون عنه جل وعز وهم الأنبياء وصفوته من خلقه وهم حكماء ومؤدبون في الحكمة.... .
      وفي الوافي كتاب أبواب خصائص الحجج عن الكافي بإسناده عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين (ع) قال: إن الله طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في أرضه، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا).
      وفيه بإسناده عن عبد الله بن القاسم عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع) (الأوصياء هم أبواب الله تعالى التي يؤتى منها ولولاهم ما عُرف الله تعالى وبهم احتج الله على خلقه).. والإطلاق في قوله (وبهم احتج الله على خلقه) يفيد الحجية المطلقة لهم على عامة خلقه ما كان وما سيكون إلى ما شاء الله تعالى، لأن حذف المتعلق دليل على العموم، فلم يقيّد الإمام (ع) لفظ "خلقه" بصنفٍ من الخلق بل أطلق، مما يدل على أن الأئمة المطهرين عليهم السلام حجج الله على عامة خلقه بمن فيهم الأنبياء والمرسلين والملائكة والجن والإنس وبقية خلق الله تعالى ولو أراد الإمام التقييد لقيّد باعتباره في مقام البيان، فعدم التقييد دليل العموم في الحجية على عامة خلقه وهو مؤيد بعمومات الكتاب الكريم كما في قوله تعالىإنَّما وليُّكم الله ورسوله والذين آمنوا..) فقدحصر الولاية الكبرى به وبرسوله وحججه المطهرين صلوات الله عليهم أجمعين .
      والحمد لله ربّ العالمين وسلام على المرسلين والقادة على الخلق أجمعين رسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام وهو حسبنا ونعم الوكيل... وهم أغواثنا وليوث الورى وسفن النجاة والدعوة الحسنة ....اللهم عجل لوليّك الفرج والنصر واجعلنا من أعوانه وخيرة أنصاره بمحمد وآله والسلام عليكم ورحمته وبركاته.


      حررها كلبهم الباسط ذراعيه بالوصيد/تراب أقدام آل محمد العبد محمد جميل حمود العاملي ــ بيروت بتاريخ 28 شوال 1433هــ ــ ق.


      • المصدر : http://www.aletra.org/subject.php?id=587
      • تاريخ إضافة الموضوع : 2012 / 09 / 21
      • تاريخ الطباعة : 2018 / 06 / 20

      تعليق


      • #18
        السؤال: الامام علي (عليه السلام) في انجيل يوحنا
        اللهم صل على محمد وآل محمد
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        طبعا عندنا نحن الشيعة الامامية بان الامام علي عليه السلام لديه اسماء كثيرة من ضمن هذه الاسماء هو ( إيليا ) فهل يبينوا لنا سماحتكم ادلة من كتب المسيحيين واليهود?
        لان في كتبهم يشير ان إيليا هو اسم نبي من الانبياء وليس الامام علي عليه السلام
        جزاكم الله خيرا وشكرا جزيلا مقدما
        الجواب:
        الأخ محمد المحترم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        جاء أسم أمير المؤمنين(ع) في إنجيل يوحنا، كما في النص العبري التالي:
        19- قي زوت عيدوت يوحانان بشلوّح هيهوديم كوهنيم أولقّيم ميرو شاليم لشؤول أو تومي أُتا؟.
        20- في هو هودا في لوكحّيس قيّودة ليمور لو همّا شيّح أنّي.
        21- قيّومروا إيلاف أومي أتّا؟ ها إيليّا هو أتّا؟ قيّومر إينيني ها أتا هنا قي؟ قايَّعن لو.
        22- قيّومروا إيلاف مي زيه أتّا لَمِعَن ناشيف إت شولحينُوا دافار ما توَمر لِنفشيخا.
        23- قيّومَر أنّي قول قوريه بَمد بار بنّوا ديرخ يهقا كأشير آمر يشغيا هوَ هَنا قي.

        ترجمة النص:
        19- وهذه شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنةً ولاويين ليسألوه من أنت؟ فاعترف ولم ينكر قائلاً: لست المسيح.
        21- وقالوا له: من أنت؟ هل أنت أيليّا فقال: لا. هل أنت النبي؟ فأجاب: لا.
        22- فقالوا من أنت إذن حتى نعطي جواباً للذين أرسلونا، ماذا تقول عن نفسك؟
        23- فقال: أنا صوت منادٍ في الصحراء! اتجهوا نحو الله كما قال النبي اشعيا)) انتهى.
        إن هذه الفقرات في النص العبري أعلاه من إنجيل يوحنا تبشّر بالإمام علي(عليه السلام) حيث نلاحظ في الفقرة (21) ردف لفظة (إيليّا) بالنبي دلالة على أنّه ليس نبيّاً، وإنّما هو قرين نبي ووصيه وبديله.
        ولفظه (ايليّا في النص العبري تعني الإرتفاع والصعود، وهي تطابق المعنى اللغوي لعلي(عليه السلام) والذي يعني: رفيع، شريف (انظر المعجم الحديث (عبري - عربي) د ربحي كمال: 348، ولسان العرب لأبن منظور 15: 83 - 84).
        وقد تسأل كيف تتم الدلالة على ان المراد بهذا الأسم (إيليا) هو خصوص الإمام علي(عليه السلام).
        الجواب: قد وردت في سفر التكوين وغيره من نصوص العهد القديم والجديد البشارة بالإئمة الأثني عشر الذين يأتون من صلب إسماعيل.. الأمر الذي يدل على تسامع أهل الكتاب باسماء الأئمة من آل البيت(ع) قبل مولدهم.. ويمكن مراجعة هذه النصوص وما تقدم من الصورة الخطية للنص المتقدم بلغته العبرية في كتاب: أهل البيت في الكتاب المقدّس لمؤلفه الإستاذ كاظم النصيري الواسطي.
        ودمتم في رعاية الله


        وسامتعليق على الجواب (1)
        الا ترون انّ الحجة التي اوردتموها بان القديس يوحنا او ايليا هو الامام علي عليه السلام حجّة ضعيفة وواهية .
        اني ارجوكم التوضيح خصوصا" بأن هناك فرق زمني كبير بين ايلي و الامام علي عليه السلام
        الجواب:
        الأخ وسام المحترم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        لابد لك في سبيل فهم هذه الحجة التي تصفها بالواهية من مراجعة عدد من النصوص والمباني الشيعية. وحتى يزول اللبس مؤقتا فسوف نذكر لك مقدمات هذه الحجة ثم ينبغي عليك ان تبحث بنفسك عن مصداق ذلك ان كنت طالبا للحق.
        المقدمة الأولى: فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام: يا علي كنت مع الانبياء سراً ومعي جهراً.
        ومعنى كون علي مع الانبياء سراً أنه كان روحا تسدد الانبياء عليه السلام قبل أن يجعله الله تعالى وصيا لمحمد صلى الله عليه وآله. ولمزيد الاطلاع حول هذا الموضوع ارجع إلى صفحنتا العقائدية/ الاسئلة والأجوبة/ ما هو المراد بروح إليا وهل هو أمير المؤمنين (عليه السلام)؟

        المقدمة الثانية: قال علي عليه السلام في بعض خطبه: ((أين مسلمو أهل الكتاب أنا اسمي في الإنجيل إليا وفي التوراة بريها وفي الزبور أرى وعند الهند كلبن وعند الروم بطريسا وعند الفرس جبير وعند الترك تيبر وعند الزنج خبير وعند الكهنة بوى وعند الحبشة تبريك وعند أمي حيدرة وعند ظئري ميمون وعند العرب علي وعند الأرمن فريق وعند أبي زهير)).
        وينتج بالاستناد إلى هاتين المقدمتين الوجه والمعنى في الحجة التي تزعم أنها ضعيفة...
        ودمتم في رعاية الله

        http://www.aqaed.com/faq/3653/

        تعليق


        • #19
          اليا
          وثمة اسم يطلق على امير المؤمنين عليه السلام له دلالة عظيمة وذلك لكونخ مثبت في الكتب السماوية السابقة وعند كثير من الامم الا وهو اليا
          فان لفظة ((ايليا)) او ((ايلي)) او(( اليا)) ذكرت في الكتب المقدسه السابقة مثل التوراة والانجيل وحتى كتب الديانات الوثنية الهندية القديمة او بالاصح الديانات التوحيدية القديمة
          ان بعض من لا يريد اضهار الحق كما هو يسعى الى اثبات ان المراد من تلك اللفظةهو (( الله )) او (( الياس )) او (( المسيح )) او (( يوحنا )) وليس علي كما هو بالحقبقة وبعض المنصفين من اهل الحق بين ان الفظة لاتدل على ما اقسرت عليه من معاني فقال :لا تستعمل كلمة ((اليا )) او ((ايلي )) في اللغات العبرية القديمة بمعنى الاله او الله بل يضهر انه سوف ياتي في الزمان المستقبل او اخر الزمان رجل يدعى((ايليا)) او ((ايلي))
          ايليا في الزبور
          ففي تنبؤات النبي داود عليه السلام وردت هذه العبارة :ان طاعة ذلك العظيم الذي اسمه((ايلي)) واجبة وان الامتثال لاوامره يصلح كافة الاعمال الدنيوية والاخروية وتلك الشخصية العضيمة ايضا تسمى حدار(( حيدر ))وهو معين الضعفاء وملجاهم واسد الاسود وذو قدرة فائقة ومولده يكون في كعابا (( الكعبة)) فيجب على كل احد ان يتمسك باذيال ولاء ذلك العظيم ويكون له كالعبدالقن المطيع لمولاه فليسمع كل ذي اذن وليعيي كل ذي لب وليفكر كل ذي عقل ويغتنم الفرص فانها تمر مر السحاب
          هذه الجمل نقلت من نسخة خطية قديمة جدا منة الزبور موجودة عند(( اهزان الله)) الزعيم الديني المسيحي ويقول مفتي الازهر معلقا على هذه العبارة من الزبور : لو ان المسيحين يضعون هذه العبارة امام انظار العالم لاندثر الدين المسيحي ولم يبق له عين ولا اثر في العالم
          اليا على الواح سفينة نوح عليه السلام
          في شهر حزيران من عام 1951حينما كانت مجموعة من خبراء المعاجم تبحث عن منجم فاشتغلوا بحفر الارض عثروا على بعض الالواح الخشبية القديمه التي نخرتها الارض ، وبعدما حفروا اكثر وجدوا قطعا كثيرة تحت الارض قد اصبحت خاوية بسبب مرور الزمن عليها ومن العلامات الموجودة عليها ادركوا بانها لابد ان تكون من الخشب غير العادي وتشمل على بعض الرموز لذا اخذو ينبشون الارض بدقة كاملة فراوا قطعا من الخشب البالي واشياء اخرى ثم راوا خشبة مستطيلة الشكل قد حيرتهم جميعا لانها كانت صحيحة سالمة لم تؤثر الارض فيهابخلاف سائر الخشب فحملت الخشبة وشكلت الحكومة الروسية لجنة في يوم 27 من شهر شباط عام 1953 للتحقبق حول هذه الخشبة واعظاء اللجنة هم (( ايفاهان خينو)) استاذ اللغات القديمة في كلية رجاينا و (( ميشان لو فارتك )) رئيس قسم الاثار القديمة و (( ناتمول جورت )) استاذ اللغات في كلية كفزوا و (( دي راكان )) عالم الاثار واستاذ جامعة لينين ، مع اساتذة اخرين وبعد ثمانية اشهر من التحقيق والمطالعة انكشف لدى اللجنة المذكورة اسرار هذه الخشبة وتبين انها قطعة من سفينة نوح وقد كتب نوح عليها بعض الاسماء للاستنجاد والتيمن وكان قد علقها على صدر السفينة وفي وسط هذه الخشبة نقش رسم بشكل كف وكتب عليها بالغة السامانية ما ترجمته :ياربي يا معيني بلطفك ورحمتك وبالذوات المقدسة محمد اليا شبر شبير وفاطمة عليهم السلام خذ بيدي ، هذه الذوات الخمسة المقدسة هي اعظم من كل احد ويجب احترامها وخلق كل العالم لاجلها الهي بواسطة اسمائهم اسعفني انك قادر على ان تهدي الناس الى الصراط المستقيم
          بالمناسبة وردت في ذلك رواية صريحة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لما أراد الله أن يهلك قوم نوح أوحى إليه ، أن شق ألواح الساج فلما شقها لم يدر ما يصنع بها ، فهبط جبرئيل فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت بها مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار ، فسمر بالمسامير كلها السفينة إلى أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلى مسمار فأشرق بيده وأضاء كما يضئ الكوكب الدري في افق السماء ، فتحير نوح فأنطق الله المسمار بلسان طلق ذلق فقال : أنا على اسم خير الانبياء محمد بن عبدالله ، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال له : يا جبرئيل ما هذا المسمار الذي ما رأيت مثله ؟ فقال : هذا باسم سيد الانبياء محمد بن عبدالله ، اسمره على أولها على جانب السفينة الايمن . ثم ضرب بيده إلى مسمار ثان فأشرق وأنار ، فقال نوح : وما هذا السمار ؟ فقال : هذا مسمار أخيه وابن عمه سيد الاوصياء علي بن أبي طالب فاسمره على جانب السفينة الايسر في أولها ، ثم ضرب بيده إلى مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار فقال جبرئيل عليه السلام : هذا مسمار فاطمة فاسمره إلى جانب مسمار أبيها ، ثم ضرب بيده إلى مسمار رابع فزهر وأنار ، فقال جبرئيل : هذا مسمار الحسن فاسمره إلى جانب مسمار أبيه ، ثم ضرب بيده إلى مسمار خامس فزهر وأنار وأظهر النداوة ، فقال جبرئيل هذا مسمار الحسين فاسمره إلى جانب مسمار أبيه ، فقال نوح : يا جبرئيل ما هذا النداوة ؟ فقال هذا الدم ، فذكر قصة الحسين عليه السلام وما تعمل الامة به ، فلعن الله قاتله وظالمه و خاذله .
          ايليا عند الهنود القدماء
          المهاتما بده احد اكبر مصلحي الهنود ويدعي عندهم انه نبي ولد سنة 623قبل الميلاد وقد ذكر في قصة له مع (( منتري )) ما حاصله: لقد باركت لي روح عظيمة جدا وبشرتني بان عبادتك وعبوديتك قد قبلتا واعطتا ثمارهما اذهب واتخذ من اسمي وردا وتسبيحا حتى يتيسر لك كل ما تريد اسمي هو (( اليا )) والملتقى معي قرب الحائط المنشق في مكان طاهر ومقدس جدا (( الكعبة )) ويكون بصورة طفل صغيرولكنه باق الى ذلك الحين زمان طويل
          ومن دعاء المهاتما بده :يا مقصود الطالبين يا عزيز الاعزة يا (( اليا )) ايها المنتصر على كل احد تعال وارني طلعتك واعني يا اسد الله ان ثعالب الدنيا يردن ان ياكلنني اقسم عليك بالذي انت كفه وساعدة وبالذي فيك قوته وقدرته حل مشكلتي لك اسم هو اسم الله تعال فان النظر الى وجهك الف عبادة(( اشارة الى ما ورد ان النظر الى وجه علي عبادة )) لانك وجه الله المتعال ، يا حبيبي انك كل شيى واني في صورة عدم الارتباط بك لا اكون شيئا انك ترى كل شيى وتعلم بحال كل احد انك تعلم بلوعتي وتعبي وقادر على ازاحتهما (( اوم اليا ))
          هذا الدعاء يوجد في اكثر كتب البدهيين الذين يعتنقون مذهب بدة وذكر ه ((رام نارائن )) البنارسي في رسالة (( بدة جيان )) ص54المطبوعة سنة 1931
          وحينما كان مهاتما بدة على فراش الموت يلفظ انفاسه الاخيرة جلس اعز تلامذته (( انندة )) عند راسه ولما راى استاذه بتلك الحالة جلس يبكي فقال له المهاتما : انندة ايها العزيز لا تغتم يا انندة احفظ مال اقول لك لست انا وحدي قد بعثت لهداية البشر ولست خاتم الانبياء بل ياتي زمان سوف يبعث فيه مبعوث اخر هو نور الله ويؤتى الحكمة وهو ذوحظ واقبال يعلم اسرار الوجود هو هادي مصلح للعالم ومعام للانس والجن هو رحيم جدا ورحمة للعالمين وسوف يعرف بهذا الاسم الطاهر هو من تختم به النبوة على راسه تاج ذو اضلاع خمسة تضيى كالشمس والقمر واسم الماسة الكبير هو (( اليا )) هم اناس مطهرون ومن البدء خلقوا ولكن يبقى الى حين ظهورهم زمان طويل ان الظلمة سوف يؤذون حبات درة (( اولاده )) ويحاولون اجتثاثهم من اصولهم ولا يدعون عملا ضدهم الا قامو به ولكن الله سوف يبقي ذكره وعماه وغايته ونسله الى اخر الزمان ، يا اننده ان اناسا كثيرين مثلي ومثلك ينتضرون بفارغ الصبر ذلك العظيم وسوف يتعبهم ذلك الانتظار فمرحى للذين يدركونه ويتبعونه اني الان لا استطيع ان اعلمك اكثر من هذا وافشي لك الامر
          الخلاصة
          انما ذكرنا كل هذا للطافته وندرته لا لاثبات الحقيقة فان حقيقة انطباق لفظ (( ايليا )) على علي امير المؤمنين ناخذه من كلمات المعصوم عليه السلام والتي تغنينا عن سواها فقد أعطاه رسول الله الراية يوم خيبر ، وكانت راية بيضاء وقال له : خذالراية وامض بها ، فجبرئيل معك ، والنصر أمامك والرعب مبثوت في صدور القوم ، واعلم يا علي إنهم يجدون في كتابهم أن الذي يدمر عليهم اسمه إيليا ، فإذا لقيتهم فقل : أنا علي ، فإنهم يخذلون إنشاء الله تعالى
          واقر بذلك رأس الجالوت امام معاوية حين ساله عن الدابة التي هي عند الشيعةتفسر بامير المؤمنين عن الاصبغ ابن نباتـة قال : قال لي معاويـة يا معشـر الشيعـة تـزعمـون ان عليا دابـة الارض فقلت نحن نقـول اليهود تقوله فارسل إلى رأس الجالوت فقال ويحك تجـدون دابـة الارض عنـدكم فقال نعم فقال ما هي فقال رجل فقال اتدري ما اسمـه قال نعم اسمـه اليا قال فالتفت الي فقال ويحك يا اصبغ ما ـرب اليا من عليا
          وقر له بهذا الاسم رهبان النصارى فقد جاء راهب من رهبان النصارى.الى مسجد النبي فلما راه أقبل بوجهه إليه ثم قال : يا فتى مااسمك ؟ فقال : اسمي عند اليهود إليا ، وعند النصارى إيليا ، وعند والدي علي ، وعند امي حيدرة . فقال : ما محلك من نبيكم ؟ قال : أخي وصهري وابن عمي . قال الراهب : أنت صاحبي ورب عيسى
          وقال هو عليه السلام من خطبة له في الكوفة : اين مسلموا اهل الكتاب : انا اسمي في الانجيل اليا , وفي التوراة بريء , وفي الزبور اري , وعند الهند كبكبر , وعند الروم بطريسا , وعند الفرس جبتر , وعند الترك بشير , وعند الزنج حبتر , وعند الكهنة بويء , وعند الحبشة بتريك , وعند امي حيدرة , وعند ضئري ميمون , وعند العرب علي , وعند الارمن فريق , وعند ابي ظهير

          https://imamali.net/old/?part=563


          تعليق


          • #20

            http://hajrnet.net/hajrvb/showthread.php?t=403029695

            شخصية تسير مع الزمن ! من هو إيليا الذي يتمنى الأنبياء ان يحلّوا سير حذائه ؟

            كتبت الكاتبة المسيحية ايزابيل الاشوري ما كنت اريد كتابة بعضه ولكنها اغنتني فجزاها الله خيرا :


            شخصية تسير مع الزمن ! من هو إيليا الذي يتمنى الأنبياء ان يحلّوا سير حذائه ؟



            سألت أحد الآباء المقدسين عن شخص ورده ذكره كثيرا في الكتاب المقدس وفي أدبيات وملاحق وتفسيرات الكتاب المقدس هذا الشخص كان منذ القدم اسمه ((إيليا)) فمن هو هذا الشخص . قال أنه نبي من الأنبياء . فقلت له ولكن الكتاب المقدس ينفي ذلك ويسوع اكد بأن إيليا ليس نبي وأنه عظيم لو تسنى له لانحنى ليحل سيور حذائه وقال عنه بأنه سوف يأتي مع نبي . فلم يقل الأب شيئا ولكنه قال لي : عجيبة هي مسائلك سأعطيك الجواب غدا.
            طبعا هاقد مضت اكثر من سنة ولم يردني الجواب.
            في سفر يسوع بن سيراخ جاء وصف لهذا الشخص المقدس . إيليا خلقه الرب منذ القدم ليكون عونا للأنبياء وغيرهم في ساعات الشدة. الوصف يجعل القارئ يقف أمام شخصية لا يستوعبها عقله اترككم مع النص الذي هو على شكل تضرع لله بإسم هذا الشخص.
            جاء في سفر يشوع بن سيراخ 48: 1 ((وقام ايليا كالنار وتوقد كلامه كالمشعل . بعث عليهم الجوع وبغيرته ردهم اغلق السماء بكلام الرب وانزل منها نارا ثلاث مرات ما اعظم مجدك يا ايليا بعجائبك ومن له فخر كفخرك انت الذي اقمت ميتا من الموت ومن الجحيم بكلام العلي واهبطت الملوك الى الهلاك والمفتخرين من اسرّتهم . وسمعت في سيناء القضاء وفي حوريب احكام الانتقام ومسحت ملوكا للنقمة وخطفت في عاصفة من النار في مركب نارية وقد اكتتبك الرب لاقضية تجرى في اوقاتها. طوبى لمن عاينك ولمن حاز فخر ــ موالاتك ــ تكشف عما سيكون على مدى الدهور وعن الخفايا قبل حدوثها)).
            من هو ايليا الذي تنبأ به جميع الانبياء وطلبوا نصرته وحتى زمن يسوع الذي تنبأ به فقال في إنجيل متى 16: 14 ((جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ تَنَبَّأُوا. ، هذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ )).
            من هو إيليا الذي ينقذ من نار الحريق كما في سفر دانيال 3: 6 حيث نورد القصة كاملة : ((نبوخذنصر الملك صنع تمثالا من ذهب طوله ستون ذراعا وعرضه ست اذرع ونصبه في بابل ونادى بشدة قد امرتم ايها الشعوب والامم والالسنة ان تخروا وتسجدوا لتمثال الذهب الذي نصبه نبوخذنصر الملك ومن لا يخر ويسجد يلقى في وسط اتون نار متقدة . تقدم حينئذ رجال كلدانيون واشتكوا على شدرخ ومشيخ وعبد نغو هؤلاء الرجال لم يجعلوا لك ايها الملك اعتبارا الهتك لا يعبدون ولتمثال الذهب الذي نصبت لا يسجدون حينئذ امر نبوخذنصر بغضب وغيظ باحضار (شدرخ وميشخ وعبد نغو) فاتوا بهؤلاء الرجال قدام الملك وقال لهم نبوخذ نصر ان كنتم الان مستعدين ان تخروا وتسجدوا للتمثال الذي عملته وان لم تسجدوا ففي تلك الساعة تلقون في وسط اتون النار المتقدة ومن هو الاله الذي ينقذكم من يدي ــ فقالوا ــ هوذا يوجد الهنا الذي نعبده يستطيع ان ينجينا من اتون النار المتقدة وان ينقذنا من يدك ايها الملك ولا نسجد لتمثال الذهب الذي نصبته امر الملك جبابرة القوة في جيشه بان يلقوهم في اتون النار المتقدة ثم اوثق هؤلاء الرجال في سراويلهم واقمصتهم وارديتهم ولباسهم والقوا في وسط اتون النار المتقدة والاتون قد حمي جدا سقطوا موثقين في وسط اتون النار المتقدة حينئذ تحير نبوخذنصر الملك وقام مسرعا وقال لمشيريه الم نلقي (((ثلاثة رجال))) موثقين في وسط النار فاجابوا وقالوا للملك صحيح ايها الملك اجاب وقال ها انا ناظر (((اربعة رجال))) يتمشون في وسط النار وما بهم ضرر ((ومنظر الرابع)) شبيه بابن الالهة ـــ فمن أين أتى هذا الرابع ــ ثم اقترب نبوخذنصر الى باب اتون النار المتقدة فقال يا شدرخ وميشخ وعبد نغو اخرجوا وتعالوا فخرجوا من وسط النار فاجتمعت المرازبة والشحن والولاة ومشيرو الملك وراوا هؤلاء الرجال الذين لم تكن للنار قوة على اجسامهم وشعرة من رؤوسهم لم تحترق وسراويلهم لم تتغير ورائحة النار لم تات عليهم ))
            السؤال من هو هذا الرابع الذي يعرفونه بانه شبيه بابن الله ؟ والملقب إيليا
            وفي سفر الملوك الأول 17: 1 منع إيليا المطر : ((وقال إيليا لأخاب : حي هو الرب الذي وقفت أمامهُ ، إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي)) .
            من هو هذا إيليا الذي يُرافق الأحداث عبر الزمن فيكون مع كل نبي ويحضر عند كل شدة . إيليا حضر أيام المجاعة فأكل عند أرملة فخبزت له من طحينها وزيتها القليل الذي ادخرته لها ولابنها وقالت لإيليا كما في سفر الملوك 17 : كيف اخبزه لك وهو آخر ما تبقى عندي سنأكله انا وابني ونموت من الجوع ، فقال لها إيليا اخبزي لي اولا ثم اخبزي لابنك وكلما اخذتي من هذا الطحين والزيت لا ينفذ ابدا حتى تنتهي المجاعة .وبقيت سنين ببركة دعاء إيليا تأكل من كف الدقيق و ضحضاح الزيت ولم ينفذ ، ثم مات ابن الارملة ، فقام إيليا وقال للرب اتُميت ابن الارملة وانا ضيف عندها أرجع يا الهي روح الفتى إليه فرجعت روح الفتى إليه ونهض حيا .
            سفر الملوك الأول 17 : 22 ((أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهِي، أَأَيْضًا إِلَى الأَرْمَلَةِ الَّتِي أَنَا نَازِلٌ عِنْدَهَا قَدْ أَسَأْتَ بِإِمَاتَتِكَ ابْنَهَا؟ وَصَرَخَ إِلَى الرَّبِّ وَقَالَ: يَا رَبُّ إِلهِي، لِتَرْجعْ نَفْسُ هذَا الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ. فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ. فَأَخَذَ إِيلِيَّا الْوَلَدَ ِ وَدَفَعَهُ لأُمِّهِ، وَقَالَ إِيلِيَّا: انْظُرِي، ابْنُكِ حَيٌّ فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لإِيلِيَّا: هذَا الْوَقْتَ عَلِمْتُ أَنَّكَ رَجُلُ اللهِ، وَأَنَّ كَلاَمَ الرَّبِّ فِي فَمِكَ حَقٌّ)).
            ومن هو إيليا الذي يأمره الرب أن يعطي مطرا للأرض كما في : ((سفر الملوك الأول 18: 1((وبعد أيام كثيرة كان كلام الرب إلى إيليا قائلا: اذهب فاعطي مطرا على وجه الأرض)).
            ومن هو إيليا الذي يسجد له الأنبياء الأمميين كما في سفر الملوك الأول 18: 7 ((وفيما كان عوبديا في الطريق، إذا إيليا قد لقيه فعرفهُ، وخر على وجهه وقال : أأنت هو سيدي إيليا)).
            ومن هو إيليا الذي يطلب من الرب أن يُنزل نارا لتأكل أعداءه فيسمع الرب له ويُنزل النار ثلاث مرات كما في سفر الملوك الثاني 1 :12 : ((فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ)).
            ومن هو إيليا الذي عندما تنتهي مهمته يصعد إلى السماء كما في سفر الملوك الثاني 2: 1 ((وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء)).
            ومن هو إيليا الذي يضرب الماء بردائه فينشق وتظهر الارض اليابسة فيعبر كما في سفر الملوك الثاني 2: 8 ((وأخذ إيليا رداءه والفه وضرب الماء، فانفلق إلى هُنا وهُناك، فعبر كلاهما في اليبس)).
            ومن هو إيليا الذي تأت مركبة من السماء فتأخذه سفر الملوك الثاني 2: 11((وفيما هما يسيران ويتكلمان إذا مركبة من نار فصلت بينهما فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء )).
            ومن هو إيليا الذي تغسل الأنبياء يديه كما في سفر الملوك الثاني 3: 11(( فقال يهوشافاط : أليس ها نبي للرب فنسأل الرب به ؟ فأجاب واحد من عبيد ملك إسرائيل وقال : هنا اليشع بن شافاط الذي كان يصُب ماء على يدي إيليا)).
            ومن هو إيليا الشجاع الذي يغار على ربه فتحمله مركبة ثم ينزل وينصر أحد الأنبياء فيقتل كفار مدينة كاملة بسيفه كما في سفر الملوك الثاني 10: 17(( هلم معي وانظر غيرتي للرب . وأركبه معهُ في مركبته ، وجاء إلى السامرة وقتل جميع الذي بقوا لأخاب حتى أفناه حسب كلام الرب الذي كلم به إيليا )) .
            ومن هو إيليا الذي حضر مع موسى الذي توفى منذ آلاف السنين لنصرة يسوع المسيح كما في إنجيل متى 17: 3 : (( أخذ يَسُوعُ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَخَاهُ وَصَعِدَ بِهِمْ إِلَى جَبَل عَال ُمنْفَرِدِينَ.. وَإِذَا مُوسَى وَإِيلِيَّا قَدْ ظَهَرَا لَهُمْ يَتَكَلَّمَانِ مَعَهُ)). فموسى لا يستطيع الحضور إلى العالم مرة ثانية إلا مع إيليا الذي يمتلك مفاتيح بوابة الآخرة .
            ومن هو إيليا الذي استنجد به يسوع المسيح عندما وقع في الاخطار كما في إنجيل متى 27: 47: (( صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: إيليا إيليا فَقَوْمٌ مِنَ الْوَاقِفِينَ هُنَاكَ لَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «إِنَّهُ يُنَادِي إِيلِيَّا. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ)).
            ومن هو إيليا صديق الارامل والايتام الذي قال عنه يسوع المسيح كما في إنجيل لوقا 4: 25 (( وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ )) نعم فقد كان نصيرا للارامل والايتام ايام محنتهن .
            وأخيرا علينا أن نعرف أن إيليا هذا ليس نبيا إنه أكبر من مقام نبي لأن يسوع المسيح رفض ان يقيس نفسه بإيليا ولا بالنبي الذي سوف يأتي معه كما في إنجيل يوحنا 1: 21 (( فَسَأَلُوهُ: إِذًا من أنت؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟» فَقَالَ: لَسْتُ أَنَا. فسالوه :أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟ فَأَجَابَ: لاَ هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ)) هذه هي عظمة إيليا ، أن يتمنى نبي أن يحل سيور حذاءه.
            عندنا نحن من نؤمن بالكتاب المقدس أن إيليا هذا شخص عظيم مقدس جدا يحل كل معضلات ومشاكل الناس وهو يسير مع الزمن ليس له وقت معين ، ومنتهاه سيكون بعد بعثة نبي حيث سيكون معه ، ثم ينتقل إلى عالم آخر ليُمارس دوره بعد أن يُرسي دعائم الدين الجديد ويكون حارسا عليه .
            فماذا تقول مصادر المسلمين عن إيليا ومن هو ؟
            بحثت كثيرا فوجدا أن هناك شريحة جدا كبيرة من المسلمين قد ابعدوا إيليا. وشطبوا كل مآثره وأعماله ولكني وجدت ما يلي:
            في كتاب الاحتجاج للطبرسي الجزء الاول صفحة 308 : روي انه وفد وفد من بلاد الروم إلى المدينة على عهد أبي بكر وفيهم راهب من رهبان النصارى فأتى مسجد النبي فسأل اسألة لم يُجبه احد عليها ، فأرسلوا إلى علي فقام علي وخرج ومعه الحسن والحسين حتى أتى المسجد، فلما رأى القوم عليا كبروا الله، وحمدوا الله، وقاموا اليه أجمعهم، فدخل علي وجلس فقال أبوبكر: أيها الراهب سله فانه صاحبك وبغيتك، فأقبل الراهب بوجهه إلى علي ثم قال: يافتى ما اسمك؟ قال: إسمي عند اليهود " اليا " وعند النصارى " ايليا " وعند والدي " علي " وعند امى " حيدرة .
            وفي حديث آخر كما في (بحار الأنوار ج29/244)عن الأصبغ بن نباتة قال: قال لي معاوية: يا معشر الشيعة تزعمون أن علياً دابة الارض؟ ـــ يعني الذي يمشي على الارض يدب منذ خلقها ـــ قلتُ: نحن نقول واليهود يقولون.
            قال: فأرسل إلى رأس الجالوت فقال: ويحك تجدون دابة الأرض عندكم مكتوبة؟ فقال: نعم، فقال: وما هي أتدري ما أسمها؟ قال: نعم، اسمها: إيليا.
            قال(الأصبغ) فالتفت إليّ (معاوية) فقال: ويحك يا أصبغ ما أقرب إيليا من علياً..
            الزخرف آية
            ((وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم)) نعم إنه علي حكيم .

            ايها الرب انزل مراحمك من عليائك على عبدتك إيزابيل بالإسم القابع خلفها وأغفر لها خطاياها . آمين

            ازابيل بنيامين ماما اشوري

            اقول يا الهي وانزل رحمتك ونورك على هذا الخادم لايليا الذي لا يقبل قلبه ان يفارقه لحبه ويقينه ومعرفته به .

            -------------------------------------------------------------------------------------------------------------
            حديث عن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله الأطهار ) أنه قال : "بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا"

            (ابن أبي جمهور الإحصائي في المجلى ص 309 / أحمد الرحماني الهمداني في الإمام علي ص 86 / السيد هاشم البحراني في غاية المرام ج 3 ص 17 / شرح دعاء الجوشن ص: 104 ، وجامع الاسرار ص: 382 - 401 ح 763 - 804 والمراقبات ص: 259 / الامام على بن ابى طالب عليه السلام ـ من حبه عنوان الصحيفة الفصل 6)


            حديث النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله الأطهار): "يا علي كنت مع الأنبياء سرا ومعي جهرا"
            (السيد علي الميلاني في نفحات الأزهر ج 5 ص 111، 306 / حجة الإسلام محمد تقي شريف في صحيفة الأبرار ج 2 ص 39)

            حديث النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله الأطهار): "يا علي إن الله أيد بك النبيين سرا وأيدني بك جهرا"
            (السيد هاشم البحراني في كتابه حلية الأبرار ج 2 ص 17 وفي كتابه مدينة المعاجز ج 1 ص 144)


            إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

            و القران كتاب امامة
            و مما تخبط فيه بنو اسرائيل شخصية ايليا و ما اقرب ايليا الى على

            فى سفر ملاخى ( 4 : 5 ) " ها أنذا أرسل إليكم إيليا النبىّ قبل مجيئ يوم الرب اليوم العظيم والمخوف . فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلب الأبناء على آبائهم لئلا آتى واضرب الأرض بلعن " .

            فمن علامات الظهور "يوم الرب " ارسال ايليا و ليس الا على عليه السلام و تسميته نبى مجاز

            فى بصائر الدرجات
            حدثنا أبو الفضل العلوي عن سعد بن عيسى الكربزي البصري قال حدثنا إبراهيم بن الحكم بن طهر (1) عن أبيه عن شريك بن عبد الله بن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي وقاص عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين عليه السلام قال سمعته يقول عندي علم المنايا والبلايا والوصايا والأنساب والأسباب وفصل الخطاب ومولد الاسلام موارد الكفر وانا صاحب الميسم وانا الفاروق الأكبر وانا صاحب الكرات ودولة الدول فاسئلوني عما يكون إلى يوم القيامة وعما كان على عهد كل نبي بعثه الله.
            (6) حدثنا أحمد بن إبراهيم وأحمد بن زكريا عن أحمد بن نعيم عن يزدار بن إبراهيم عمن حدثه من أصحابه عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول عندي علم المنايا و البلايا والوصايا والأنساب و (2) فصل الخطاب ومولد الاسلام ومولد الكفر وانا صاحب الكرات ودولة الدول فاسألوني عما يكون إلى يوم القيمة.

            فالكرار ع هو من يعايش الاحداث عبر الازمنة
            -------------------------------------------------------------------------------------------------------------
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            شكرا لاخوتي الاماجد الذين اثروا الموضوع وهو بعد في بدايته فالموضوع ثري فعلا وهو من دراسات الالهيات والعقائد العميقة التي لا يتوفر عليها الكثير من الاخوة حتى الباحثين ، وهو يحتاج منا الى مراجعة ودراسة عميقة .
            وقد لاحظت من دراساتي في كتب اللاهوت النصراني وكتب الحديث الاسلامي عن مولانا رسول الله ص وعن خلفائه المعصومين الكثير من التوافق والرموز التي تكشف عن معاجز الهية كبرى وعن تسلسل في الاسلام منذ ادم الى النبي محمد ، ولكن اهل الكتاب لا يفهمون وهم يفسرون حسب مشتهياتهم كما فسر اهل الضلال من المسلمين القرآن تفسيرا يقلب معاني القرآن بل يجعل القرآن بعيدا عن لغة العرب التي نزل بها ، فالى هذا الحد وصل تحريف الكتاب مع ان القرآن حافظ على ألفاظه بينما الكتب السماوية تعرضت للترجمة وتغيير الكلمات ولم تستطع الديانات من معرفة اصل النصوص الحقيقية وانما هي ترجمة عن ترجمة عن ترجمة وهكذا ، وما يعثر عليه من لفظ يرونه مؤشرا خطرا على بقاء ديانتهم يحذفونه او يقلبونه كما قلبوا الباركليتوس من افعل التفضيل لحمد الى البيركليتوس وهو المهرج او المسلي وفسروها المعزي ومن هذا خذ الكثير.
            ومما لفت نظري هو اصرار الائمة ع وامير المؤمنين ع بالذات على انه هو إيليا ، مع ان ايليا هو من اقدس المقدسين عند اهل الكتاب من يهود ونصارى حتى ان الانبياء يرونه مقدسا اعلى منهم وهو مصدر الخلاص الحقيقي . فهنا يجب الدراسة بعمق والوصول الى نتيجة محددة ، وتفكيك كل النصوص القديمة المشوشة ، واعادة تركيبها وفق منهج التجميع الكلي الممنهج بدل التجزيئ والتفكيك وترك الامر مفككا بلا ربط ، فيكون موضوعا غير قابل للفهم اصلا ، مع انه موضوع مفهوم وعلى الاقل في كلياته لا في تفصيلاته الدقيقة .

            الاخ الكريم عيون تراقب العدو حفظك الله

            ان قارئ هذا المقال لا يخلو ان يكون احد ثلاثة :
            1- اما ناصب وهذا يتقطع قلبه حينما يقرأ هذا الموضوع ويجن جنونه ويكفر بالله ورسوله ويتمسك بالشيطان رابطا نفسه به بقفل من حديد .
            2- واما مؤمن عادي لا يعرف اسرار من امتحن الله قلب المؤمنين بهم فيستبعد وتشمئز نفسه او على الاقل يتغافل متعمدا لما لا يحمل قلبه فيسود قلبه تكوينا .
            3- واما مؤمن امتحن الله قلبه بالايمان فيعبّر عن قبول ذلك ، فيتهم بالغلو جهلا .

            وكما ترى النتيجة على جميع الحوال فيها خطر وضرر محتمل ، فكان العنوان لتحميل المسؤولية للقارئ واستعداده لحصانة نفسه من سلبيات النتائج والاخذ بافضلها .
            انك سترى فيما بعد من لا يقبل هذه المعاني فضلا عن قبول التطبيقات وهناك من سيأتيك نافيا التطبيق واعتباره من الهذيان ، وهناك من تراه لا يقرأ القضية بشكل مترابط فيقرأها مفككة ، ويرى التصورات في الموضوع عبارة عن هذيان ، وربط ما لا يرتبط ، لانه يجهل مكامن الربط ويحاول ان يبقى على تفسير اهل الكتاب ثم يتراجع لانه لا يؤمن بهم فتسقط القضية من بين يديه ، ولا يستعمل اسقاط المعاني النبوية والعلوية على الموضوع .
            ان تجميع هذه النصوص في الحقيقة ينتج في الحصيلة كل ما ورد في خطبة البيان لامير المؤمنين عليه السلام من وصف لنفسه ، وهذا ما يحتم على المؤمن التوقف في رفض هذه الخطبة لانه لا يتعقل ما ورد فيها من اوصاف امير المؤمنين فحتى بعض شراحها يقولون لا نقول بموجبها ويحاولون تاؤيل بعض المعاني التي لا يفهمونها بينما هي مبنية على سلسلة العلل الطولية وليس في ذلك غضاضة . فان هذه نصوص الكتب القديمة تقول ان ايليا منزل المطر ، محرك المياه ، منجي المؤمنين ورازقهم ، وهو الشفيع ، وهو المرافق لجميع الانبياء والذي سيعود في اخر الزمان وهو الذي بيده ميزان عدل الله وهو عاكس لارادة الله علينا وما شابه ذلك ، وكل ذلك هو مفاد خطبة البيان الضعيفة سندا لانها بسند سني غير موثق عندنا ، ولكن الحيرة في موافقة النصوص التي في الخطبة في وصف علي بالنصوص في الكتب السماوية في وصف إيليا.
            ان الاشارة العظيمة لكون ايليا مخلوق قبل الخلق وينزل مع الخلق ويبقى بعد الخلق وهو مخلوق لله مطيع ، يتوافق مع العقيدة العرفانية بالله وبنوره النازل للوجود الغيري على شكل النور الاحمدي . فهنا تفسيرات قدسانية للوجود وللتاريخ وهو يقدم حصيلة خفية لمسايرة الله لخلقه عبر وسائله الخاصة المخلوقة على شكل بشر كما نعرفه ، فإذن نحن لا نعرف علياً فكيف بناصب او مؤمن جاهل للمقامات؟
            فلهذا قلت (حتى لا ... ) فليس بالمقدور ان احدد في العنوان نوع الخطر في قراءة هذا الموضوع .

            بالمناسبة لقد طرح الشماس نوري إيشوع مندو موضوع ايليا من وجهة منظر مسيحي فشوش فكرة القارئ ولكنه بنفس الوقت اعطى وصفا مبهرا لايليا ، فتارة يعتبره شخصا ولد في فترة ما في قوم ما وارتفع الى السماء بعاصفة نارية ، وتارة هو ذاك النور الذي رافق الانبياء وانجاهم ورزق المؤمنين وساعدهم على مر تاريخ البشرية . فاين هذا من هذا؟ والذي يبدو من خلال قراءة اللاهوت النصراني ان هناك بعض القديسين وبعض المجرمين تسموا باسم ايليا تبركا باسم هذا العظيم وقد اختلطت التواريخ والنصوص باسقاط الذي يرافق الانبياء وهو اعلى منهم (وعلى الاخص انبياء بني اسرائيل) على عبد صالح زاهد متصوف او مجرم طالح كالقائد العسكري ايليا الغشوم المنتصر . وهذا ما حصل في موضوع الشماس نوري إيشوع مندو في موضوعه (تذكار إيليا النبي) . وقد قال في اخر موضوعه كلاما خطيرا فانه يعترف بان النصارى يعبدون إيليا فانظر ماذا قال:
            ( كذلك نجد يسوع يتكلم عن إيليا المزمع أن يأتي بقوله : فجميع الأنبياء قد تنبأوا وكذلك الشريعة، حتى يوحنا. فإن شئتم أن تفهموا، فهو إيليا المنتظر رجوعه . ( متى 11: 13 _ 15)
            إن عبادة النبي إيليا منتشرة بين المسيحيين، وعلى اسمه شيدت الكثير من الكنائس. فشفاعته مقبولة، وعجائبه كثيرة. فهو ينجدهم في شدائدهم، ويشفي مرضاهم، ويسرع إلى إغاثتهم. وهو شفيع رهبان وراهبات الكرمل منذ أجيال وأجيال. [22]
            وتصلي كنيسة المشرق في تذكار مار إيليا التشيبي هذه الترتيلة: ; نحتمي بصلوات النبي القديس، الشهير مار إيليا التشيبي، لنستحق الرحمة ومغفرة الخطايا، ونقتدي بسيرته، ونرفع المجد والشكر لقوته المظفرة;.[23]
            وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار إيليا التشيبي في الجمعة السابعة من سابوع إيليا .) انتهى كلام الشماش توري مندو


            الموضوع كبير جدا وادعوكم للتحقيق فيه وبيان الاشتباهات التي يقع فيها الباحثون في هذا الموضوع ، وان كان يحتاج في بعض المعاني الدقيقة دراسة دقيقة للعرفان والفلسفة العليا وليس للكلام الخطابي .

            ملاحظة : عندي بعض التحفظات على فهم الباحثة الانجيلية ايزابيل في بعض النصوص مثل ان عيسى يتمنى ان يحل سير حذاءه فالنص الانجيلي لا يعرف هل المقصود به إيليا ام النبي ؟ والعطف على الاقرب يدل على ان المقصود النبي وان لم يكن هناك مانع لما فهمت ولكن يحتاج الى عناية زائدة غير متوفرة . وهما شخصيتان(إيليا والنبي) وليسا شخصية واحدة . كما كتبت سابقا في بعض مواضيعي هنا في هذه الشبكة .

            --------------------------------------------------------------------------------------------------------------

            تعليق


            • #21
              موضوع كتبه أحد الكُتاب وأسمه (صفاء علي حميد) في رد له للكاتبة المسيحية إيزبيل حول موضوع لها وهو كتبه بعنوان ملاحظات وأسمه :

              ملاحظات على مقال {{ شخصية تسير مع الزمن ! من هو إيليا الذي يتمنى الأنبياء ان يحلوا سير حذائه ؟ }}

              http://safa1434.blogspot.com/2013/12...#ixzz31oUESQBM

              البارحه تحاورناً لبضعه دقائق مع أحد الأصدقاء حول كتابات الاستاذة الباحثة ايزابيل بنامين ماما اشوري وسألته عن رأيه في مقال {{ شخصية تسير مع الزمن ! من هو ايليا الذي يتمنى الأنبياء أن يحلوا سير حذائه ؟ }} فكان جوابه ايجابي وموافقاً لما ذكر في المقال ...

              قلت له عليك التثبت والتأكد ولا تصدق بأي شيء مالم يأتي دليلاً من القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليه ...

              فقال الاستاذة ذكرت روايتين ، فقلت له ليس ذكر الروايات في اي بحث دليل على صحة ذلك البحث ... على أي حال وعدته بأن اكتب بعض الملاحظات على المقال فحبب إليه الأمر وما ان مرت ساعات على ذلك الحوار حتى بدأت ... وقبل ذكر الملاحظات نشير إلى نقطتين :




              النقطة الأولى / محل النزاع :




              أن كاتب السطور يدعي أن كل النصوص التي ذكرتها الأستاذة في مقالها عن ايليا لا تتعلق بالإمام علي عليه السلام ، أما الاستاذة الباحثة الفاضلة فهي تقول أنه الإمام علي عليه السلام ...

              أن قالت : ما هو دليلك ؟

              قلنا : لم يرد عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام أنهم قالوا كلما ورد اسم ايليا في التوراة والانجيل فالمقصود منه هو الإمام علي عليه السلام هذا أولاً ، وثانياً لو ابتعدنا عن القراءة التجزيئية التقطيعية لعرفنا أن النصوص التي ذكرتها الاستاذة الفاضلة ترتبط بإناس مذكورين في نفس القصة فبعد السير مع الكلام يتضح انه شخص غير الإمام علي عليه السلام فاستبدال الشخصية بالإمام علي يفتقر إلى الدليل .

              أن قالت : النصوص في التوراة والأنجيل محيرة وأنا وصلت إلى النتيجة من خلال جمع النصوص بعضها مع بعض .

              قلنا : هل مفسري التوراة والأنجيل اجمعوا على أن ايليا هو الإمام علي ؟

              أن قالت : كيف لهم أن يجمعوا على ذلك وفي هذا الاجماع تهديم لدينهم ؟

              قلنا : أذن المسألة هي اجتهادك الشخصي وهو لا يخلو أما أن تكوني أنت على صواب وهم على خطأ أو العكس وفي كلا الحالتين نحن غير ملزمين بما تتوصلون إليه فرأيهم لا يهمنا ورأيك ليس لديك عليه مسند من روايات أئمتنا عليهم الصلاة والسلام .





              النقطة الثانية / أن كان ولابد أن يكون أيليا هو الإمام علي فيجب الالتزام بما يلي :




              لو كانت الاستاذة الفاضلة تعتقد أن ايليا هو علي السنة لقلنا هذا شأنها ولا يعنينا فأهل الخلاف دينهم من ألفه إلى باءه باطل ومليء بالبدع والاهواء ، لكن بما أن الاستاذة الباحثة قالت ما نصه ((بحثت كثيرا فوجدا أن هناك شريحة جدا كبيرة من المسلمين قد ابعدوا إيليا . وشطبوا كل مآثره وأعماله ولكني وجدت ما يلي)) ومن ثم ذكرت كتابين من كتبنا فإذن هو الإمام علي عليه السلام الذي يعتقد به الشيعة سلمهم وحرسهم المولى وهذا يلزم الأستاذة :

              1ـ أن الشيعة وتبعاً لأئمتهم عليهم الصلاة والسلام اجمعوا واتفقوا وتسالموا على أن الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله أفضل من كل النواحي والجوانب والمستويات من الإمام علي عليه السلام .

              2ـ أن تعمل بطريقة علماءهم فيما يتعلق بالرواية فهم لا يعتقدون بصحة كل كتب الحديث من الجلاد إلى الجلاد إلا كتاب رب العباد القرآن الكريم .




              وبعد هاتين النقطتين ندخل في الملاحظات فنقول :




              الملاحظة الأولى / عنوان المقال :




              نناقش العنوان من جهتين :




              الجهة الأولى : قول الاستاذة الفاضلة (( شخصية تسير مع الزمن )) نقول : ماذا تقصد بالزمن هل هو الليل والنهار وما يلحقهما أم هو التجرد عنهما ؟؟؟ ومتى بدأ السير ؟؟؟ المتبادر من كلامها أنه بدأ منذ الخليقه وهذا لا يخلو عن مستويين :

              الأول : ان يكون أيلياً جسم بروح وجسد وهذا خلاف طبيعة الأجسام ..

              والثاني : ان يكون أيليا متجرداً عن الجسم وهذا يستلزم القدم ...

              وأن أوردت على الثاني بأن القدم منتفي لخلق الباري له ؟

              قلنا : وهذا يستلزم أن يكون ايليا خلق قبل الرسول الخاتم أولاً وهو أفضل منه ثانياً ؟؟




              الجهة الثانية : قول الاستاذة الفاضلة (( يتمنى الأنبياء ان يحلوا سير حذائه )) نقول : لم يتمنى كل الأنبياء أن يفعلوا ذلك لأيليا بل هي ذكرت السيد المسيح فقط فهل السيد المسيح يمثل كل الأنبياء ؟؟ هذا أولاً وثانياً السيد المسيح لم يتمنى ان يحل سير حذاء ايليا بل الوارد في ذلك ان القائل هو يوحنا كما في :

              1. انجيل مرقس 1 : 6 ـ 7 {{ كان يوحنا يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد على حقويه وياكل جرادا و عسلا بريا . وكان يكرز قائلا ياتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان انحني واحل سيور حذائه }} .

              2. انجيل لوقا 3 : 16 {{ اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء و لكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار }} .

              3. انجيل يوحنا 1 : 26 ـ 27 {{ اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه هو الذي ياتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه }} .

              نعم ورد في انجيل برنابا ان السيد المسيح قال ذلك لكنه ليس في ايليا وإنما في الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله كما في الفصل الرابع والأربعون {{ ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم ، صدقوني إني رأيته وقدمت له الاحترام كما رآه كل نبي، لأن الله يعطيهم روحه نبوة ، ولما رأيته امتلأت عزاءا قائلا : يا محمد ليكن الله معك وليجعلني أهلا أن أحل سير حذائك ، لأني إذا نلت هذا صرت نبيا عظيما وقدوس الله }} .




              الملاحظة الثانية / أن كان ايليا لا يستوعبه العقل فنحن غير ملزمين بمعرفته :




              قالت الاستاذة الفاضلة (( في سفر يسوع بن سيراخ جاء وصف لهذا الشخص المقدس . إيليا خلقه الرب منذ القدم ليكون عونا للأنبياء وغيرهم في ساعات الشدة . الوصف يجعل القارئ يقف أمام شخصية لا يستوعبها عقله )) نقول أن كانت هذه الأوصاف لا يستوعبها العقل فكيف نؤمن بها ؟ فلا العقل يدركها ولم تأتي من قبل الشرع حتى نتعبد بها فدونها قرط القتاد .





              الملاحظة الثالثة / هل وظيفة الأنبياء هي التمهيد للرسول أم للأمام علي ؟ :




              قالت الأستاذة الفاضلة (( من هو ايليا الذي تنبأ به جميع الانبياء وطلبوا نصرته وحتى زمن يسوع الذي تنبأ به فقال في إنجيل متى 16: 14 جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ تَنَبَّأُوا. ، هذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ )) نقول ما هي فائدة أن يتنبأ الأنبياء بالإمام علي ويطلبوا نصرته لو لم يأتي الرسول الخاتم هل يأتي وصيه المكرم ؟ الأئمة عليهم الصلاة والسلام دورهم يأتي بعد رسولهم واستاذهم وهم مقيدون بالسير على نهجه وشريعته وسنته .




              الملاحظة الرابعة / لم لا يكون ايليا هو يوحنا المعمدان ؟ :




              كما رأيتم أن الاستاذة الفاضلة ذكرت لنا ما قاله السيد المسيح (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام) نقلاً عن انجيل متى وهذا النص بترت منه الباحثة المحترمة بعض الكلمات فأخلت بالنص وإليك النص كاملاً {{ لان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنباوا . وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي . من له اذنان للسمع فليسمع }} كما هو واضح وجلي ان النص تغير معناه وارجو ان تكون الاستاذة اعتمدت على طبعة ليس كالطبعة التي عندي ؟؟؟ !!!




              الملاحظة الخامسة / شبيه أبن الله هل هو لقب لايليا ؟ :




              نقلت الأستاذة الفاضلة القصة الكاملة التي حدثت للأشخاص الثلاثة الذين اجبرهم نبوخذ نصر ان يسجدوا لتمثال الذهب ... في نهاية القصة قالت (( من هو هذا الرابع الذي يعرفونه بانه شبيه بابن الله ؟ والملقب إيليا )) طبعاً السؤال لا داعي له لأن الكاتبة الفاضلة ذكرت هذه القصة كدليل على ما قالته قبل ان تسرد القصة وهو قولها [[ من هو إيليا الذي ينقذ من نار الحريق ]] فالباحثة تجزم بأن الذي انقذ الثلاثة هو ايليا فما الداعي للسؤال أصلا ؟؟ !! ومن ثم هل اجمع مفسري دانيال وشارحيه ان " شبيه بابن الالهة " هو ايليا ؟ حسب اطلاعي المتواضع انهم انشقوا إلى قسمين احدهم يقول انه المسيح . وأخرين يقولون أنه ملاك من عند الله .




              الملاحظة السادسة / ايليا سفر الملوك لم يقل أنه يسير مع الزمن ولا يكون مع كل نبي ؟ :




              نقلت هذا النص الوارد من سفر الملوك الأول (( وقال إيليا لأخاب : حي هو الرب الذي وقفت أمامهُ ، إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي )) قالت بعده ما نصه [[ من هو هذا إيليا الذي يُرافق الأحداث عبر الزمن فيكون مع كل نبي ويحضر عند كل شدة ]] نقول من الواضح جداً أن ما قالته الأستاذة الفاضلة ما هو إلا تحميل للنص ما لا يتحمله فكلامه محدد ببضعه سنين {{{في هذه السنين}}} فالتعميم والاطلاق مستبعد جداً من هكذا جمل ؟؟ !!





              الملاحظة السابعة / ايليا سفر الملوك الأول هو نبي ؟ :




              نقلت الأستاذة الفاضلة قصة ايليا مع المرأة وكيف ارجع روح أبنها بعدما مات وهذا الشخص الذي تستشهد به الأستاذة على اعتبار أنه الإمام علي عليه السلام نفسه يقول {{ 18: 22 ثم قال ايليا للشعب انا بقيت نبيا للرب وحدي وانبياء البعل اربع مئة وخمسون رجلا }} ... {{ 18: 36 وكان عند اصعاد التقدمة ان ايليا النبي تقدم وقال ايها الرب اله ابراهيم و اسحق و اسرائيل ليعلم اليوم انك انت الله في اسرائيل واني انا عبدك وبامرك قد فعلت كل هذه الامور }} فكل ما في الأمر ان ايليا كان نبي بعثه الله ليقف بوجه عبدة البلعم والسواري .




              الملاحظة الثامنة / هل عوبديا نبي أم عبداً صالحاً يعمل في قصر أخاب ؟ :




              قالت الأستاذة الفاضلة (( ومن هو إيليا الذي يسجد له الأنبياء الأمميين كما في سفر الملوك الأول 18: 7 وفيما كان عوبديا في الطريق، إذا إيليا قد لقيه فعرفهُ، وخر على وجهه وقال : أأنت هو سيدي إيليا )) في نفس السفر الذي نقلت منه الأستاذة هذا النص جاء بعده {{ فقال له انا هو اذهب و قل لسيدك هوذا ايليا . فقال ما هي خطيتي حتى انك تدفع عبدك ليد اخاب ليميتني }} .... عوبديا ان كان نبياً لماذا هو متردد فيما يأمره به ايليا ؟ وايضا ما هو الدليل الذي تملكه الأستاذه الفاضلة على ان عوبديا هذا كان نبياً ؟




              الملاحظة التاسعة / الرب هو الذي امر ايليا أم ملاكه ؟ :




              قالت الاستاذة الفاضلة ((ومن هو إيليا الذي يطلب من الرب أن يُنزل نارا لتأكل أعداءه فيسمع الرب له ويُنزل النار ثلاث مرات كما في سفر الملوك الثاني 1 :12 : فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ )) هذا النص الذي ذكرته الباحثه في نفس الأصحاح نص 3 ورد {{ فقال ملاك الرب لايليا التشبي قم اصعد للقاء رسل ملك السامرة وقل لهم اليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله تذهبون لتسالوا بعل زبوب اله عقرون }} وفي هذا النص جواب لسؤال الأستاذة فمن المؤكد والطبيعي أن الله عندما يأمر عبده أن يذهب في مهمة معينة فسوف لا يبخل على العبد في تلبيه كل ما يطلبه منه وليكن طلب ايليا فيما يتعلق بالنار من هذا القبيل . وأيضا نسأل ما هو المقصود بملاك الرب هل هو ملك مثلاً ومن الأفضل هو أم ايليا ؟




              الملاحظة العاشرة / ايليا لم يصعد إلى السماء وإنما أمره الله تعالى في مهمة أخرى :




              قالت الأستاذة الفاضلة (( ومن هو إيليا الذي عندما تنتهي مهمته يصعد إلى السماء كما في سفر الملوك الثاني 2: 1 وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء )) وهذا النص لو قرأنا النصوص الأخرى السابقة عليه والأتية بعده لعرفنا أن هذا الصعود ليس صعوداً ابدياً كما يفهم من كلام الاستاذة الباحثة وإنما هو اشبه بصعود الطائرات من أجل التنقل من منطقة إلى أخرى ...

              {{ كان عند اصعاد الرب ايليا في العاصفة الى السماء ان ايليا واليشع ذهبا من الجلجال . فقال ايليا لاليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى بيت ايل فقال اليشع حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك و نزلا الى بيت ايل . فخرج بنو الانبياء الذين في بيت ايل الى اليشع وقالوا له هل اتعلم انه اليوم ياخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا . ثم قال له ايليا يا اليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى اريحا فقال حي هو الرب و حية هي نفسك اني لا اتركك و اتيا الى اريحا . فتقدم بنو الانبياء الذين في اريحا الى اليشع و قالوا له اتعلم انه اليوم ياخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا . ثم قال له ايليا امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى الاردن فقال حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك وانطلقا كلاهما }} .




              الملاحظة الحادية عشر / يسوع يتحدث عن ايليا :




              قالت الأستاذة الفاضلة (( ومن هو إيليا صديق الارامل والايتام الذي قال عنه يسوع المسيح كما في إنجيل لوقا 4: 25 وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ )) هذا النص يناقض النص الذي نقلنا في الملاحظة الرابعة ...




              الملاحظة الثانية عشر / القائل يوحنا وليس يسوع ؟ :




              قالت الأستاذة الفاضلة (( أن يسوع المسيح رفض ان يقيس نفسه بإيليا ولا بالنبي الذي سوف يأتي معه كما في إنجيل يوحنا 1: 21 فَسَأَلُوهُ : إِذًا من أنت؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟ فَقَالَ: لَسْتُ أَنَا. فسالوه :أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟ فَأَجَابَ: لاَ هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ )) ولو رجعنا إلى الحوار كاملاً لعرفنا ان القائل هو ليس يسوع المسيح كما قالت الأستاذة الباحثة واليك النصوص {{ فسالوه اذا ماذا ايليا انت فقال لست انا النبي انت فاجاب لا . فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا ماذا تقول عن نفسك . قال انا صوت صارخ في البرية قوموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي . وكان المرسلون من الفريسيين . فسالوه وقالوا له فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح ولا ايليا ولا النبي . اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء و لكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه . هو الذي ياتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه }} .




              الملاحظة الثالثة عشر / هذا ليس نبياً ولا علياً ؟ :




              قالت الأستاذة الفاضلة (( علينا أن نعرف أن إيليا هذا ليس نبيا إنه أكبر من مقام نبي )) نقول بما أن الأستاذة الباحثة نفت عن ايليا مقام النبوة فبقي علينا ان ننفي الشطر الأخر وهو أن يكون ايليا أكبر من مقام النبي فالإمام علي عليه الصلاة والسلام ما هو إلا عبداً من عبيد محمد ...




              الملاحظة الرابعة عشر / ايليا يأتي مع نبي فلا النبي افضل منه ولا هو أعظم من النبي ! :




              قالت الأستاذة الفاضلة (( أن إيليا هذا شخص عظيم مقدس جدا يحل كل معضلات ومشاكل الناس وهو يسير مع الزمن ليس له وقت معين ، ومنتهاه سيكون بعد بعثة نبي حيث سيكون معه )) في الملاحظة الثالثة عشر قالت الأستاذة ان مقام ايليا أكبر من مقام نبي وهنا تقول يكون بعد نبي !! فهل تقصد الأستاذة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان كان هذا قصدها فمن هو الافضل النبي محمد أم الامام علي أن قالت الثاني فليس عندها دليل لا من كتب أهل الكتاب ولا من الشيعة وأن قالت الأول فكيف تحل هذا التناقض العجيب .




              مع روايتي الطبرسي والمجلسي رضوان الله عليهما :




              مع ما تقدم من الملاحظات نعتقد ان ليس من الضروري أن ندخل في نقاش حول الروايتين اللتين ذكرتها الاستاذة الفاضلة نقلاً عن الاحتجاج لشيخنا الطبوسي والبحار لشيخنا المجلسي ومن باب الأشارة نقول انهما من المراسيل والاعتماد عليهما يحتاج إلى اطناب وتفصيل ...




              نسأله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحب وريرضى أنه ارحم الراحمين


              والحمد لله رب العالمين


              8 صفر / 1435 هـ


              12 / 12 / 2013 م


              صفاء علي حميد


              http://safa1434.blogspot.com/2013/12...#ixzz31oV0KYCX

              تعليق


              • #22
                الاخ مراقب
                كان من اسباب رفض اليهود للمسيح بن مريم ع ان ايليا لم يظهر قبله فهم كانوا ينتظرون المهدى \المسيا و عيسى ع ليس المسيا اصلا
                ففى سفر ملاخى ان يوم الرب و هو يوم ظهور المهدى يسبقه ظهور ايليا
                و كاتب الانجيل كذب و زعم ان يوحنا المعمدان هو ايليا ليحل المشكل
                القضية واضحة
                هناك شخص اسمه ايليا ينتظره اليهود قبل مجىء المهدى \المسيا و قد جاء و هو على عليه السلام

                لسلام عليكم ورحمة الله

                الاخ الكريم ابن قبة حفظك الله

                اعتقد ان النصارى واليهود يفرقون تماما بين إيليا وبين إلياس فالثاني هو الاخضر وهو يوناني وهو يكافئ الخضر من الصالحين عندنا . وهذا لا يختلط بايليا المقدس ، نعم عندهم كاهن صوفي اجرى المعجزات او ما يسمونه العجائب اسمه إيليا وكذلك عندهم قائد فاتك اسمه إيليا واختلطت قصصهما . ويبدو لي ان قصص هذين اختلطت مع ايليا الذي ظهر لجميع الانبياء ورعى الصالحين وسيظهر آخر الزمان مع الماشيحا او المسيا وهو المهدي المنتظر حسب نص قاموس كوجمان العبري . (مع انني توصلت ان المسيا ليس هو الماشيحا ، فان المسيا هو حمدا او حمدو باللغة العبرية وهذا يكشف انه اسم ، بينما الماشيحا صفة وليست اسم وهو المنتظر المهتدي وقد قال كوجمان انه المنتظر المهدي . على ان المهدي صلوات الله عليه اسمه محمد ايضا فلا ننس هذا ولكن هناك ضابطة ذكرتها كثيرا للتفريق بين محمد النبي وبين محمد المنتظر وهو الظهور العالمي الشامل في آخر الزمان فكل محمد يكون كذلك فهو المهدي وكل محمد لا يكون كذلك فهو النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) .
                وأؤيدكم بان اليهود لازالوا ينتظرون إيليا والنبي والمسيا وكل نبوءاتهم وطموحاتهم مبنية على هذا الانتظار (مع ان ايليا ظهر لهم واخبرهم باسمه وصفته وهو علي بن ابي طالب ع ولكنهم بعيدون عن الواقع ) ، حتى ان انصارهم من الجواسيس كالوهابية والقاعدة وداعش كلهم يؤمنون بنفس المعتقد اليهودي الابتر ويعتقدون بانهم حركة مهدوية تنتظر مجيء المسيا والماشيحا ولهذا ترى اعلامهم سود وفكرتهم مرتبطة بخراسان من اجل التأثير على حركة التاريخ ليصنعوا هم مجد الله ، تعسا لعقولهم الفاسدة أيحتاج الله ان يصنع له هؤلاء الوحوش البشرية القذرة مجد الله وملئ الارض عدلا بعد ما ملئت جورا ، بينما هم عين الظلم والجور وهم من ينشر الارض ظلما وظلاما عاما .
                فاذن تبقى قضية إيليا قضية حيوية وخطيرة جدا ويجب علينا جميعا دراستها . وقد انقل لكم بحث الشماس نوري مندو فهو بحث ظاهر في الخلط بين شخص محدود زمنا ومكانا مخلوطا بشخص يسير مع حركة التاريخ ومع كل الصالحين وهو يتحكم بمفارق التواريخ وازمات الايمان . ولو نشره احد غيري لفعل لنا احسانا .

                الاخ الكريم عيون تراقب العدو حفظك الله .

                قرات مقالة هذا الاخ التي نقلتها وهي تدل على ان كاتبها لا يعرف من التخصص الديني شيئا اطلاقا (فهو عامي يتباحث في الدين على طريقة العوام) ويتحكم بالضوابط الدينية بما لا يقبله العلم الديني الامامي الاثنا عشري لخصوصيته . وعلى الاخص فان المقدمة بنقطتيها خطأ في خطأ وليس فيها اي مجال للصواب . نعم قد نوافقه على بُعدِ بعض الاستنتاجات كما نوهت في تنبيهي السابق ولكن لا يمكن تحكيم هذه المعايير التي وضعها في المقدمة ، وفي سبيل بيان ذلك ساتفرغ له غدا او يوم الاحد لعدم التفرغ وكذلك لترك المساحة مفتوحة لمن يعلق او يدرس جيدا راجيا ان يكون التعليق عبارة عن علم ومقارنة ومحاججة متينة مع جزيل شكري لاخوتي حفظهم الله الذين يبيضون وجوهنا دائما بمعلوماتهم وملاحظاتهم الدقيقة.


                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                الاخ ابن قبة حفظك الله

                يبدو لي ان المتاخرين من الشارحين المسحيين تمسكوا بالاشتباه الذي وقع فيه المسلمون بالدمج بين ايليا الفلسطيني وبين إلياس اليوناني الذي هو الخضر عليه السلام كما في اغلب دراسات المسلمين .

                وهذا قد نتطرق له للتفريق بين الشخصيتين رغم الخلط العجيب ، ولكن هناك امور مهمة يجب ان تقال في قضية إيليا وما هو المقصود بكلام مولانا امير المؤمنين بان اسمه إيليا عند النصارى واليا عند اليهود وعلي عند العرب (ابيه) ؟؟ فهل هم واحد في النصوص؟ ام واحد في البشارة؟ ولا شك ان السياق يقربنا من الفرض الثاني .

                تعليق


                • #23
                  شيخنا الجليل المنار حفظه الله
                  هذا بحث للكاتب الشماس ايشوع مندو
                  http://www.marnarsay.com/Santas/St_Eliye_Alnabi.htm



                  تذكار إيليا النبي

                  الشماس نوري إيشوع مندو

                  إيليا النبي: اسم عبري معناه " إلهي يهوه ". نبي عظيم عاش في المملكة الشمالية. وبما أنه يدعى التشبي[1] فيرجح أنه ولد في تشبة، ولكنه عاش في جلعاد. وكان عادة يلبس ثوباً من الشعر ومنطقة من الجلد، وكان يقضي الكثير من وقته في البرية.[2] وهو من كبار الأنبياء، الذي أرسلهم الرب إلى الشعب الإسرائيلي ليكونوا له هدى ونوراً. ولربما فاق سواه من الأنبياء بنسكه وتعبده وجرأته وغيرته النارية وأعماله المجيدة وحياته المقدسة، فلم يضارعه في ذلك ولا فاقه فيه سوى يوحنا المعمدان في زمن المخلص. فكان يقضي أيامه ناسكاً لله في البرية متعبداً للرب في كهوف الجبال، ثم يظهر فجأة فيرمي ملوك إسرائيل الأثمة بصواعق غضبه، ويملأ الدنيا بصوت أنذاره، ويهز الجماهير بقوة آياته، ويبهرهم بعظائم معجزاته. وأن ما اتصف به من الجرأة النادرة والإيمان القوي، والغيرة النارية على عبادة الرب، وما أتاه من العظائم في قتله كهنة البعل،[3]

                  وفي سفره إلى جبل سيناء، ثم نوع صعوده إلى السماء محمولاً على مركبة من نار تطير بها خيل من نار، ثم ظهوره إلى جانب المخلص مع موسى على جبل طابور، ذلك كله يجعله من الأنبياء الأكثر شهرة، والأعظم اسماً، والأبعد أثراً في حياة الشعوب، والأكرم عبادة منذ القدم حتى أيامنا الحاضرة.

                  وفي أيام المخلص يسوع كان اسم النبي إيليا لا يزال يملأ الأسماع والأذهان، حتى أن الفادي الإلهي لما سأل تلاميذه: " من ابن الإنسان في قول الناس؟ فقالوا: بعضهم يقول يوحنا المعمدان، وبعضهم الأخر يقول هو إيليا، وغيرهم يقول هو إرميا أو أحد الأنبياء ". ( متى 16: 13 _ 14 ).

                  وفي زمن الملك آحاب أحلت امرأته الملكة إيزابيل[4] المحرمات، واغتصبت أموال الناس، ولا رادع يردع كفرها ومطامعها. فأرسل الله إيليا إلى مملكة إسرائيل، فأنب آحاب باسم الرب على شروره. فانحبست الأمطار عن الأرض، وصارت السماء نحاساً والأرض بلقعاً. فجاع الناس وماتت البهائم وصار ضيق شديد. وعُني الرب بإيليا في تلك الأيام الضيقة، فأرسله إلى ضفاف نهر كريث[5] تجاه الأردن. وهناك أمر الغربان فكانت تقوته وتأتيه كل يوم ما يأكله، وكان يشرب من النهر. فأقام إيليا في تلك البرية يتعبد لله ويكفر خطايا الشعب.

                  ثم مضى إلى صرفة[6] من أعمال صيدا وأقام هناك عند امرأة أرملة ولها ابناً وحيد. وأخبرها إيليا أن الرب قال: " أن جرة الدقيق لا تفرغ، وقارورة الزيت لا تنقص، إلى يوم يرسل الرب مطراً على وجه الأرض ". فآمنت تلك الأرملة المتعبدة بكلام إيليا لها. وعاشت هي وهو وابنها طوال أيام القحط، ولم تفرغ جرة الدقيق، ولم تنقص قارورة الزيت.

                  وكانت لها ضيافة إيليا بركة ونعمة أيضاً فوق بركة الطعام والغذاء، لأن ابنها مرض مرضاً شديداً ومات، فركضت إلى إيليا حاملت ابنها وهي تبكي وتعول. فأخذه إيليا من يديها، وصعد إلى العلية التي كان نازل بها، وأضجعه على سريره، ثم صرخ إلى الرب لكيما يعيد إليه الحياة. فسمع الرب صوته وعادت الروح إلى ابنها وعاد حياً.

                  وبقي إيليا مختبئاً ثلاث سنين، والجوع سائد على الأرض. فرئف الرب على شعبه، وطلب من إيليا أن يذهب للقاء الملك آحاب. ففعل إيليا كما أمره الرب، فذهب والتقى بآحاب، فابتدره الملك بغضب وقال: " أأنت إيليا مُقلق إسرائيل؟ ". فأجاب إيليا: " لم أقلق إسرائيل أنا بل أنت وبيت أبيك بترككم وصايا الرب واقتفائكم البعليم ".

                  ثم طلب من الملك أن يجمع في جبل الكرمل[7] كل إسرائيل، وأنبياء البعل الأربع مئة والخمسين، وأنبياء عشتاروت[8] الأربع مئة الذين يأكلون على مائدة إيزابل. ومن ثم سوف يرأف الرب بشعبه، ويرسل المطر على الأرض. فرضي آحاب بذلك. وأرسل فجمع الأنبياء ورؤساء بني إسرائيل إلى جبل الكرمل. فتقدم إيليا إلى جميع الشعب وقال لهم: " إلى متى أنتم تعرجون بين الجانبين، إن كان الرب هو الإله فاتبعوه، وإن كان البعل فاتبعوه ". فلم يجيبوه بكلمة، لأن كلامه كان كلام العقل والمنطق.

                  ثم طلب من أنبياء البعل أن يأتوا بثورين، فيختاروا لهم ثوراً ثم يقطعوه ويجعلوه على الحطب ولا يضعوا ناراً. وهو أيضاً سيفعل ذلك بالثور الأخر. ثم يدعون هم آلهتم، وهو يدعوا باسم الرب. والذي يجيب بنار فهو الإله الحق. فوافقوا على عرضه. وللوقت فعل أنبياء البعل ما اتفق عليه، وقاموا من الغداة حتى الظهيرة يصرخون ويتضرعون ويرقصون ويقولون: أيها البعل أجبنا. فلم يكن من مجيب. فأخذ إيليا اثني عشر حجراً على عدد أسباط بني يعقوب، وبنى تلك الحجارة مذبحاً على اسم الرب. ثم نضد الحطب وقطع الثور وجعله عليه. ثم تقدم وصلى قائلاً: " أيها الرب إله إبراهيم واسحق ويعقوب، ليعلم اليوم أنك إله في إسرائيل، وأني أنا عبدك وبأمرك فعلت كل هذه الأمور. استجبني يا رب ليعلم هذا الشعب أنك أيها الرب أنت رددت قلوبهم إلى الوراء ". وللحال هبطت نار الرب وأكلت المحرقة. فلما رأى ذلك جميع الشعب خروا على وجوههم وقالوا: " الرب هو الإله ".

                  ثم طلب إيليا من الشعب أن يقبضوا على أنبياء البعل الكذبة الذين كانوا يضلونهم. فقبضوا عليهم جميعهم، فأنزلهم إيليا إلى نهر قيشون[9] وهناك ذبحهم عن آخرهم. وعاد الشعب إلى عبادة الله. ثم صعد إيليا إلى رأس جبل الكرمل، وخر على الأرض وجعل وجهه بين ركبتيه، وقال لتلميذه: اصعد وتطلع نحو البحر. فصعد وتطلع وقال: ما أرى شيئاً. فقال له أرجع على سبع مرات. فلما كان في المرة السابعة قال: ها سحابة قدر راحة رجل طالعة من البحر. فقال له إيليا اصعد وقل لآحاب: شد وانزل لئلا يمنعك المطر. وللحال هطلت الأمطار وعاشت الأرض والناس.

                  أما إيزابيل فلما علمت بما جرى لكهنة البعل، غضبت وأقسمت أن تنتقم من إيليا. فخاف إيليا شرها وهرب من وجهها، وترك بلاد السامرة واليهودية،[10] وسار نحو سيناء. ولما أتى جبل حوريب دخل المغارة هناك، حيث كان قد مكث موسى النبي لما كان يناجي الرب.

                  ثم أمره الرب أن يرجع في طريقه نحو برية دمشق. وهناك يمسح حزائيل[11] ملكاً على أرام[12]. ويمسح ياهو بن نمشي[13] ملكاً على إسرائيل، ويمسح إليشاع بن شافاط[14] نبياً بدلاً منه. فمضى وصنع كما أمره الرب.

                  واتقد غضب الرب على الملك آحاب بسبب اغتصابه لكرم نابوت اليزرعيلي، بعد أن دبرت زوجته إيزابيل حيلة جهنمية على نابوت، حيث أقامت شهود زور عليه بدعوى أنه جدف على الله والملك. فدفعت الشعب فرجموه بالحجارة حتى مات. فجاءت عند زوجها فرحة مستبشرة وقالت له: " لقد مات نابوت، فقم واستولِ على كرمه كما تشتهي ". فذهب آحاب ووضع يده على مال الجور والظلم. فوافى إيليا الملك الأثيم وأخبره بجرأة رسولية عن أن الرب سيجلب عليه وعلى امرأته ونسله غضبه الشديد. فقال لآحاب: " هكذا يقول الرب: قتلت وورثت أيضاً. ففي الموضع الذي لحست الكلاب دم نابوت، تلحس الكلاب دمك أيضاً. لأنك بعت نفسك لعمل الشر في عيني الرب. هاءنذا جالب عليك الشر، ومبيد نسلك ".

                  وقال عن إيزابيل: " إن الكلاب ستأكل إيزابيل عند مترسة يزرعيل. ومن مات لآحاب في المدينة تأكله الكلاب، ومن مات له في الصحراء تأكله طير السماء ". وقد تحققت هذه النبوءة في آحاب وأهل بيته. فبعد ثلاث سنوات قامت الحرب بينه وبين ملك أرام، فوقع صريعاً وهو في مركبته برمية سهم طائش.

                  وقام ابنه أحزيا[15] مكانه، وصنع الشر في عيني الرب، وسار في طريق أبه وأمه في عبادة البعل. وفي أحد الأيام مرض، فبعث رسلاً إلى بعل زبوب يسأله هل يبرأ من مرضه. فلاقاهم إيليا في الطريق وأنبهم، وطلب منهم أن يبلغوا الملك بأن لن ينزل عن السرير بل يموت موتاً. وما أن عادوا حتى أعلموا الملك بما قاله إيليا. فغضب فأرسل خمسين رجلاً ليقبضوا على إيليا. وما أن وصلوا عنده حتى كلمه قائد الفرقة قائلاً: " يا رجل الله الملك يقول انزل ". فأجابه إيليا: " إن كنت أنا رجل الله فلتهبط نار من السماء وتأكلك أنت وخمسينك ". وللحال هبطت نار من السماء وأكلتهم.

                  وعلم الملك بما جرى، فأرسل خمسين آخرين، فكان نصيبهم كالأولين. وأرسل خمسين مرة ثالثة، فجاء قائدهم وجثا على ركبتيه أمام إيليا، وتضرع إليه أن يرأف به وبرجاله. فنزل إيليا من الجبل ومضى معهم عند الملك، وكلمه بجرأة وقال: " بما أنك بعثت رسلاً لتسأل بعل زبوب إله عقرون، كأن ليس إله في إسرائي تلتمس كلامه، لذلك فالسرير الذي علوته لا تنزل عنه، بل تموت موتاً ". وهكذا كان فمات أحزيا، وملك أخوه يورام[16] مكانه.

                  وكان إذ أراد الرب أن يرفع إيليا في العاصفة نحو السماء، وقد ذهب إيليا مع إليشاع إلى الجلجال.[17] وعلم إليشاع بوحي من الرب أن إيليا سيرتفع عنه ويتركه، فلازمه ولم يعد يفارقه. فأراد إيليا أن يحتال عليه ويبقيه في الجلجال، ثم في بيت إيل،[18] ثم في أريحا،[19] فلم يُوفق إلى ذلك، وبقي إليشاع ملازماً له. فلما رأى إيليا ذلك أقبل معه إلى الأردن، فأخذ إيليا رداءه ولفه وضرب المياه، فانفلقت إلى هنا وهناك وجازا كلاهما على اليبس. فلما عبرا قال إيليا لإليشاع أسألني ماذا أصنع لك قبل أن أوخذ منك. فطلب منه إليشاع أن يكون له سهمان في روحه. فقال له إيليا إن رأيتني عندما أوخذ من عندك سيكون لك ذلك، وألا فلا. وفيما كانا سائرين وهما يتحادثان، إذا مركبة نارية وخيل نارية قد فصلت بينهما، وطلع إيليا في العاصفة نحو السماء، وإليشاع ناظر وهو يصرخ: " يا أبي يا أبي يا مركبة إسرائيل وفرسانه ". ثم لم يره.

                  فأمسك إليشاع ثيابه وشقها شطرين، ورفع رداء إيليا الذي سقط عنه، ورجع ووقف على شاطئ الأردن، وضرب المياه برداء إيليا وقال: " أين الرب إله إيليا الآن أيضاً؟ ". فانفلقت المياه إلى هنا وهناك وعبر إليشاع. ورآه بنو الأنبياء الذين في أريحا فقالوا: " قد حلت روح إيليا على إليشاع، وجاءوا للقائه وسجدوا له على الأرض ".

                  وقد مدح سفر يشوع بن سيراخ[20] النبي إيليا بقوله: " وقام إيليا النبي كالنار، وتوقد كلامه كالمشعل. وهو الذي جلب عليهم الجوع، وبغيرته جعلهم نفراً قليلاً. بكلام الرب أغلق السماء، وأنزل ناراً ثلاث مرات. ما أعظم مجدك يا إيليا بعجائبك! ومن له فخر كفخرك؟ أنت الذي أقمت ميتاً من الموت، ومن مثوى الأموات بكلام العلي. وأهبطت الملوك إلى الهلاك، والعظماء من أسرَّتهم. وسمعت في سيناء عتاباً، وفي حوريب أحكام أنتقام، ومسحت ملوكاً للمجازاة، وأنبياء خلفاء لك. وخطفت في عاصفة من نار، في مركبة خيل نارية. واكتتبت في إنذارات للأيام الآتية، لتسكن الغضب قبل انفجاره, وترد قلب الأب إلى الأبن، وتصلح أسباط يعقوب. طوبى لمن عاينك ولمن رقد في المحبة، فإننا نحن أيضاً نحيا حياةً ". ( يشوع بن سيراخ 48: 1 _ 11 ).

                  وقد شاعت بين اليهود أن إيليا سيعود إلى الأرض قبل مجيء المسيح، ليهيئ له السبل. ونجد ذلك في قول النبي ملاخي[21]: " هاءنذا أرسل إليكم إيليا النبي قبل أن يأتي يوم الرب العظيم الرهيب، فيرد قلوب الآباء إلى البنين، وقلوب البنين إلى آبائهم، لئلا آتي وأضرب الأرض بالتحريم ". ( ملاخي 3: 23 _ 24 ).

                  كذلك نجد يسوع يتكلم عن إيليا المزمع أن يأتي بقوله: " فجميع الأنبياء قد تنبأوا وكذلك الشريعة، حتى يوحنا. فإن شئتم أن تفهموا، فهو إيليا المنتظر رجوعه ". ( متى 11: 13 _ 15 ).

                  إن عبادة النبي إيليا منتشرة بين المسيحيين، وعلى اسمه شيدت الكثير من الكنائس. فشفاعته مقبولة، وعجائبه كثيرة. فهو ينجدهم في شدائدهم، ويشفي مرضاهم، ويسرع إلى إغاثتهم. وهو شفيع رهبان وراهبات الكرمل منذ أجيال وأجيال. [22]

                  وتصلي كنيسة المشرق في تذكار مار إيليا التشيبي هذه الترتيلة: " نحتمي بصلوات النبي القديس، الشهير مار إيليا التشيبي، لنستحق الرحمة ومغفرة الخطايا، ونقتدي بسيرته، ونرفع المجد والشكر لقوته المظفرة ".[23]

                  وتحتفل كنيسة المشرق بتذكار إيليا التشيبي في الجمعة السابعة من سابوع إيليا.

                  --------------------------------------------------------------------------------

                  1_ تشبي: تقع في شرقي الأردن في أرض جلعاد. وهي القرية التي ولد فيها إيليا المعروف بالتشبي. قاموس الكتاب المقدس ص 219.

                  2_ قاموس الكتاب المقدس ص 144.

                  3_ البعل: اسم سامي معناه " رب أو سيد أو زوج ". وهو إله كنعاني ابن الإله إيل وزوج الآلهة بعلة أو عشيره أو عنات أو عشتاروت ويعرف كالإله هدد. وكان إله المزارع ورب الخصب والحقول وفي الحيوانات والمواشي. قاموس الكتاب المقدس ص 181.

                  4_ الملكة إيزابيل: هي ابنة اثبعل ملك صيدا وكاهن عشترتى. وقد تزوجت آحاب ملك إسرائيل، وأدخلت إلى إسرائيل عبادة البعل اشيرة. قاموس الكتاب المقدس ص 141.

                  5_ نهر كريث: كريث اسم عبري معناه " وهدة " وهو مجرى ماء مقابل الأردن. قاموس الكتاب المقدس ص 780.

                  6_ صرفة: مدينة فينيقية من أعمال صيدا. وتسمى اليوم صرفند. وهي قرية قائمة على تلة قرب البحر على بعد 14 ميلاً إلى شمالي صور، و8 أميال إلى جنوب صيدا. أما المدينة القديمة فكانت عند البحر. قاموس الكتاب المقدس ص 542.

                  7_ جبل الكرمل: كرمل اسم عبري معناه " مثمر أو مشجر " وهي سلسلة جبلية طولها 15 ميلاً تؤلف الحدود الجنوبية لجون عكا. قاموس الكتاب المقدس ص 777.

                  8_ عشتاروت: هي البعلة معبودة الفينيقيين. الإلهة الأم ربة الحب والخصب والحرب. امتدت عبادتها من أوغاريت إلى المدن الفينيقية الأخرى وإلى فلسطين. المنجد في الأعلام ص 470.

                  9_ نهر قيشون: قيشون اسم عبري معناه " المنحني " وتجري المياه في هذا النهر من جبل طابور وتلال الناصرة وجبل حرمون الصغير وجلبوع. والعرب يسمونه " نهر المقطع ". بسبب أن مجراه معوج، فيدخل سهل عكا ويصب بالقرب من حيفا. الكتاب المقدس ص 753.

                  10_ اليهودية: اسم القسم الجنوبي من فلسطين الذي سكنه العائدون من سبي بابل. وسميت في العهد القديم ببلاد يهوذا. وفي العهد الجديد قد تطلق اليهودية على كل فلسطين، حتى وعل بعض أراضي شرقي الأردن. وفي عهد ارخيلاوس صارت ولاية سورية رومانية. وكان يحكمها والي يعينه الأمبراطور الروماني. قاموس الكتاب المقدس ص 1085.

                  11_ حزائيل: اسم أرامي معناه " قد رأى الرب " وهو أرامي من البلاط الملكي. وقد ارتكب فظائع مخيفة في شعب إسرائيل. قاموس الكتاب المقدس ص 301.

                  12_ أرام: لفظه في الأكادية " أرامو " معناه " الأرض المرتفعة. وأرض أرام تعني المناطق التي سكنها الآراميون من جبال لبنان في الغرب إلى ما وراء الفرات في الشرق، ومن جبال طوروس في الشمال إلى دمشق وما وراءها في الجنوب. وأقاموا في هذه المناطق دويلات عديدة منها: أرام صوبا. أرام معكة. أرام بيت رحوب. أرام النهرين. أرام جشور. أرام دمشق. أما أرام المعنية أعلاه فهي أرام دمشق والتي كانت دمشق عاصمتها في عصر قيام مملكة إسرائيل. وقد غزا الآشوريون دمشق وامتلكوها سنة 732 قبل الميلاد. قاموس الكتاب المقدس ص 42 _ 43.

                  13_ ياهو بن نشمي: ياهو اسم عبري معناه " هو يهوه " وهو مؤسس الأسرة الرابعة في المملكة الشمالية. كان جندياً في جيش الملك آحاب. وقد أوصى الله إيليا ليمسحه ملكاً بدل آحاب. ونفذ إليشاع خليفته هذه المهمة وأوصاه أن ينفذ أمر الله بإبادة بيت آحاب. وقد قتل جميع أنبياء البعل وكهنتهم. ودام ملكه 28 سنة. قاموس الكتاب المقدس ص 1050.

                  14_ إليشاع بن شافاط: إليشاع اسم عبراني معناه " الله خلاص ". وهو خليفة إيليا في العمل النبوي في المملكة الشمالية. وقد دعاه إيليا للعمل النبوي إذ طرح رداءه عليه. كان إليشاع من أسرة ثرية من سبط يساكر. وقد أقام في آبل محولة في وادي الأردن. ويسجل لنا العهد القديم معجزات قام بها إليشاع أكثر من أي نبي آخر. وكانت بعض هذه المعجزات أعمال رحمة وشفقة شبيهة بالمعجزات التي قام بها يسوع. قاموس الكتاب المقدس ص 111 _ 112.

                  15_ أحزيا: اسم عبري معناه " الرب يمسك " أو " الرب يسند ". خلف آحاب والده على العرش، وهو ثامن ملوك إسرائيل. قاموس الكتاب المقدس ص 31.

                  16_ يورام: اسم عبري معناه " يهوه علَّي ". ويعرف أيضاً بـ يهورام وهو اسم عبري معناه " يهو مرتفع ". وهو ابن الملك آحاب، وكان أقل شراً من والديه، لأنه أزال تمثال البعل. لكنه ظل يعبد العجلين. قتل في حقل نابوت. قاموس الكتاب المقدس ص 1093 + 1114.

                  17_ الجلجال: كلمة عبرية معناها " متدحرج " وهي قرية تعرف بجلجلة الحديثة على بعد 8 أميال شمال بيت إيل. قاموس الكتاب المقدس ص 263.

                  18_ بيت إيل: اسم عبري معناه " بيت الله ". تقع المدينة إلى الشرق من خط يمتد من أورشليم إلى نابلس على بعد واحد من كلتا المدينتين. وكانت قديماً محل إقامة ملوك الكنعانيين. وعندما جاء إبراهيم من أور الكلدانيين إلى أرض الميعاد نصب خيمته في الأراضي المرتفعة قرب بيت إيل. وعندما هرب يعقوب من وجه أخيه عيسو، بات في مكان قرب مدينة لوز. ورأى هناك رؤياه العظيمة. فدعا اسم المدينة حينئذ بيت إيل، وذلك لأن الله ظهر له فيها تلك الليلة. وتشتهر المدينة بأن تابوت العهد بقي فيها بعض الزمن. قاموس الكتاب المقدس ص 200.

                  19_ أريحا: تعني " مدينة القمر " أو " مكان الروائح العطرية ". تقع على مسافة خمسة أميال غربي نهر الأردن، وعلى مسافة سبعة عشرة ميلاً شمال شرقي أورشليم. أما أريحا التي ورد ذكرها في الكتاب المقدس فتقع على مسافة ميل من مدينة أريحا الحديثة. وتعرف الآن بـ " الريحا ". وتعتبر أريحا من أقدم مدن العالم. قاموس الكتاب المقدس ص 58.

                  20_ يشوع بن سيراخ: كان من وجهاء أورشليم. وكان كاتباً مطبوعاً منذ حداثته على حب الشريعة، ولوعاً بالحكمة. ومن خلال خبرته فتح مدرسة كي يفيد الآخرين من ثمار تأمله. ويبدو أنه قضى حياة سعيدة هادئة، عائشاً في البحبوحة. واللهجة التي يسدي بها نصائحه تحملنا على الظن أنه كان يشغل في أورشليم منصباً رفيعاً. وليس ما يثبت أنه كان كاهناً، بالرغم من تكريمه للهيكل والكهنوت والطقوس. وفي نهاية حياته عزم على نشر دروسه التي كثيراً ما ألقاها، لكي يتعلم جميع الناس الذين يحبون المعرفة أن يعيشوا بحسب الشريعة. الكتاب المقدس العهد القديم دار المشرق مدخل إلى سفر يشوع بن سيراخ ص 1433 _ 1434.

                  21_ النبي ملاخي: اسم عبري معناه " رسولي ". وهو آخر الأنبياء في العهد القديم، ودعي الختم لأن نبواته كانت ختاماً لذلك العهد. قاموس الكتاب المقدس ص 913.

                  22_ السنكسار سير القديسين المطران ميخائيل عساف ج 2 ص 51 _ 62.

                  23_ الحوذرة " مدار السنة الطقسية "الجزء الثالث ص ىع.

                  تعليق


                  • #24
                    ايليا هو دابة الارض التى اشار القران الكريم لظهورها قبل مجىء المهدى الذى اشار اليه القران بقوله عز من قائل :"أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ"( النمل )
                    وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ 82 وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ 83
                    فسورة النمل تحدد ما اختلف فيه بنو اسرائيل
                    وعن مقاتل عن عطاء في ـ تفسير ـ قوله تعالى: ((وَلَقَدْ آتَيْنَا موسَى الْكتَابَ))(البقرة:87), كان في التوراة: يا موسى إني أخترتك واخترت لك وزيراً هو أخوك هارون لأبيك وأمك، كما أخترت لمحمد إيليا، هو أخوه ووزيره ووصيه والخليفة من بعده، طوبى لهما من أخوين وطوبى لهما من أخوين، إيليا أبو السبطين الحسن والحسين، ومحسن الثالث من ولده، كما جعلت لأخيك هارون شبراً وشبيراً ومبشراً . (غاية المرام ج1/238).

                    تعليق


                    • #25
                      بحث لبعض الموالين

                      وقصة الحوار الذي جرى بين ابليس الملعون وبين الرب بشان ايوب ( ع ) توضح ذلك اذ ادعى اللعين على لسان جنوده ان ايوب ( ع ) سيترك الشكر ويكفر اذا سلبه الله تعالى امواله وعافيته وولده .. فسلطه الله عليه ماعدا عقله وورد في الماثور ان بدنه الشريف اصبح ( قرحة واحدة ) وذلك بعدما اهلك الملعون اولاده وامواله ومواشيه كلها وكلما نزل به نوع من البلاء ازداد شكرا فكان في ذلك درس بليغ لكل عابد ويؤكد انتشار هذه الفكرة في المجتمع محاورته ( ع ) معهم في التوراة . فان المحاورة بين ايوب ( ع ) واصدقائه الثلاثة في سفر ايوب من التوراة توضح جانبا اخر من تعنيف القوم له وردَه الشديد اللهجة عليهم .
                      فقد القوا باللائمة عليه دوما اما هو فقد القى باللائمة عليهم واعتبر بلائه بسبب قانون اجتماعي .. أي ان اثام المجموع هي التي اصابته وادعى ايضا انه بريء تماما وبلا ذنب مطلقا !
                      والواقع ان ايوب ( ع ) لايعني بذلك الذنب الذي يساوي البلاء ويستحق به هذا العذاب ولكن قوله ( انا بريء تماما ) فيه رد على المولى ايضا وهو لذلك يحتاج الى نوع من التسليم التام بالامر الالهي وان لم يدرك الاسباب الخفية للعلاقات بين المجموع والفرد .والظاهر ان هناك غلام صغير مع الزوار هو الذي اكتشف او علَم ايوب ( ع )هذا الامر وهو اكيد صحيح لان لرسول الله ( ص ) وامير المؤمنين علي صلوات الله عليهم ادعية يقرون فيها بذنوبهم امام الله ، فامام الحق الجميع مذنبون وانما العصمة في الواقع هي هذه الدرجة العالية من التسليم والاقرار .. وكلنا يعلم ان مقامهما صلوات الله عليهما وآلهما اعلى من مقام ايوب ( ع ) بكثير .
                      هذا الغلام هو ( اليهو بن برخئيل البوزي ) وهو الذي قال : ( انا صغير في الايام وانتم شيوخ لذلك خفت ان ابدي لكم رأيي ) .
                      كان اليهو هو اخر شخص يكلم ايوب ( ع ) وبعده دعا ايوب بالدعاء المذكور فاتاه الغوث ورفع عنه البلاء .
                      ويبدو ان هناك علاقة بين نصيحة الغلام المذكور وادراك ايوب لمعنى التسليم .
                      لانعلم شيئا عن هذا الغلام المعلِم للحكمة سوى قول الاصحاح الثاني والثلاثين من السفر انه من عشيرة رام وليس له ذكر اخر في أي موضع من التوراة .
                      كان اليهو وحسب ماقالت التوراة : ( قد حمي غضبه على ايوب لانه يحسب نفسه ابر من الله ) ـ لاحظ العبارة جيدا فلم ينكر قوله انه ابر من الناس لانه حق ـ 72 / 2 ـ 4 .
                      وفي عين الوقت ( حمي غضبه على الرجال الثلاثة لانهم لم يجدوجوابا واستذنبوا ايوب ) أي اعتبروه مذنبا !!
                      اذن فالجميع عند اليهو يتكلمون بغير مايرضي الله ! وان كلامهم خارج القانون الالهي .
                      ويرى اليهو الغلام الصغير نفسه مملوء بالحكمة الى درجة انه لايقدر ان ينطق !! ولكن كلامهم ضايقه واجبره على النطق !
                      اذن فهذا الغلام له مقام اعلى من مقام ايوب ( ع ) في عالم المعرفة بل يمكن القول انه هو الذي علَمه كيفية الخلاص من البلاء .
                      وخلاصة الطريقة هي التسليم والرضا بما فعل الله تعالى ومع الاقرار بالجهل بالاسباب لان هذا عنده هو التوحيد الفعلي .. وان التساؤل نفسه ( عن الذنوب ) هو تجاهل لحقيقة ان الله لايُسأل عما يفعل ولذلك فالمحاورات كلها هي كلام لايرضي الله تعالى .
                      ومن جملة ما قاله اليهو لايوب ( ع ) :
                      ( انك قلت في مسامعي وصوتك سمعت قلت انا بريء بلا ذنب زكي ولا اثم لي هوذا ( أي الله ) يطلب علي علل ويحسبني عدوا له . وضع رجلي في المقطرة يراقب كل طرقي . ها انك في هذا لم تصب وانا اجيبك لان الله اعظم من الانسان ولان كل اموره (اوامره ) لايجاب عنها .. ) 32 / 19 .
                      ومن المحتمل ان يكون اليهو مجرَد زائر عابر جاء معهم فقط . ولاعلاقة له بعشيرة رام ومن المحتمل انه قال ذلك وان لمفردة رام معنى اخر فاني اعتقد ان اليهو ولي من الاولياء جاء لينقذ ايوب ( ع ) ويعلمه كيفية الدعاء والغريب ان دعوى ان يكون هو امير المؤمنين علي ( ع ) ليست ببعيدة مطلقا ففي بعض الطبعات اسمه مجزء هكذا ( إلي ـ هو ) أي هو علي بتقديم اسم الاشارة على الصفة .
                      ثم ان هذا الكلام هو كلامه عينه والتاكيد على بطنه في الكوفة والمدينة بالقوقول : ( هذا بطني مملوء علما .. هذا سفط العلم . هذا لعاب رسول الله سلوني قبل ان تفقدوني .. ) من مشهور كلامه ( ع ) حتى سمي ( البطين ) وهو من اشهر القابه قال الجواهري مخاطبا الحسين ( ع ) :
                      ايا ابن البطين بلا بطنةٍ ويا ابن الفتى الحاسر الانزعِ
                      كذلك بقى لفظ ( الفتى ) مرافقا له في التوراة والانجيل وعند الملة حتى لايكاد ينصرف الى غيره .
                      فانظر ماذا قال ألي ـ هو في التوراة لايوب ( ع ) وهو يشير الى بطنه مرة اخرى :
                      ( هو ذا بطني كزق خمر جديدة لم تفتح يكاد ينشق . اتكلم فافرج . افتح شفتي واجيب .. لا احابي وجه رجل ولا اتملق انسانا لاني لا اعرف الملق .. لانه عن قليل ياخذني صانعي ولكن اسمع يا ايوب اقوالي واصغ الى كل كلامي ) اصحاح 32 / 19 ـ 21واصحاح 33 / 1 ـ 2 .
                      فهل يعقل ان ياتي غلام صغير ليعلم ايوب ( ع ) ما لم يكن وليا من الاولياء وهل يعقل ان يامره بسماع كل كلامه ويمدح نفسه بمثل هذا المديح امام الشيوخ لو لم تكن له قدرة فائقة على الحجاج ؟
                      ويبقى السؤال من هو هذا الغلام ؟ فقيل هو امير المؤمنين علي ( ع ) لان لفظ الكرار الذي اطلقه عليه النبي ( ص ) على اطلاقه فهو كرار في الحروب والازمان والاماكن وهناك نصوص كثيرة جدا عن النبي ( ص ) وعنه عليهما السلام تؤكد ظهوره في كل الادوار لتعليم الانبياء والتمهيد للتوحيد المحمدي الخالص فظهر جليا في آخر الادوار والله تعالى اعلم .
                      وبصفة عامة فان مايهمنا هنا هو الدرس لا المدرِس او تحديد شخصيته .
                      فهذا الدرس هو اهم الدروس على الاطلاق وهو اساس معرفة الله والذي يكمن في التسليم بالجهل عن معرفته والاقرار بحكمه فاذا بلغ العبد هذه المرحلة امكن التخلص من البلاء ولا اقل من القدرة الفائقة على الصبر عليه وهو جوهر ما انطوى عليه تعليم ( الي ـ هو ) لايوب ( ع ) .
                      ثم قال الي ـ هو مخاطبا الجميع :
                      ( اسمعوا يا ذوي الالباب حاشا لله من الشر والقدير من الظلم لانه يجازي الانسان على فعله وينيل الرجل طريقه فحتما ان الله لايفعل سوءً والقدير لايعوج القضاء من وكله بالارض ومن صنع المسكونة كلها ) 34 / 10 ـ 13
                      ان اتهام الله بالظلم يمنع من حصول اجابة الدعاء ولابد اذن من الاقرار بالذنب امام الله والثناء عليه والاعتراف بفضل المرسلين والصلاة عليهم كمقدمة لقبول الدعاء .
                      ان الله تعالى غني عن الخلق رحيم بهم فليس من المهم ان لايذنب العبد حتى لايقع في البلاء والعقاب اذ العبد لابد ان يذنب فهذا هو طبعه وقدره ولكن المهم هو هذا الاقرار بانك انت المذنب والله هو البريء ويبدو ان الدرس الديني كله انما يريد من الخلق هذا الاقرار لانه جوهر التوحيد واساسه .
                      وعلى ذلك فان منع وقوع البلاء والوقاية منه هو تحصيل حاصل فان المنع مطلقا لايتحقق مطلقا وانما الذي يتحقق منه درجات ومراتب فيبقى العبد مرتبطا بالله لانقاذه من الشر .
                      في قصة ايوب ( ع ) دروس وعبر اهمها ان ايوب عرف السر من الغلام ( الي ـ هو ) ففي الاصحاح ( 35 ) يستمر الي ـ هو في القاء خطبته على ايوب وايوب يسمع ولا يجيب بشيء ولم يجب ايضا أي واحد من الشيوخ فقال ( الي ـ هو ) :
                      ( اتحسب هذا حقا ان قلت انا ابر من الله ؟ .. انا ارد عليك كلامك وعلى اصحابك معك وانظر الى السموات وابصر ولاحظ الغمام انهما اعلى منك .. الخ ) 35 / 1 ـ 4 .
                      وفي الاصحاح ( 36 ) يواصل ( الي ـ هو ) خطابه الى المجموع قائلا ( اصبر عليَ قليلا فابدي لك انه بعدُ لاجل الله كلام إحمل معرفتي من بعيد وانسب البر لصانعي حقا لايكذب كلامي وصحيح المعرفة عندك ) .
                      وهذا يشبه جدا قوله ( ع ) عند الفتنة : ( .. ما كذبت كذبة .. ) .
                      وفي الاصحاح ( 37 ) ـ لازال ( الي ـ هو ) يخاطب ايوب ويعلمه التوحيد المحض الخالص الذي لاتشوبه شائبة . صحيح انه يحب الله ويعلم انه لايظلم ولكن ادعاءه ان ما اصابه بلا خطيئة قط هو خلاف هذا المفهوم وليس المهم هو الكلام وانما المهم هو تبرءة الله واتهام النفس حقيقة لا قولا فلابد ان يتضائل المرء ليعرف قدر نفسه قال ( الي ـ هو ) :
                      ( انصت الى هذا يا ايوب وقف وتامل بعجائب الله اتدرك انتباه الله لها او اضاءة نور سحابه .. عند الله جلال وحب والقدير لاندركه عظيم القوة وكثير البر . لا يجاوب ) 37 / 3 .
                      أي ان الله لايعاتب ولا يحاور اذن لايبقى فارق بين الاله والمالوه والخالق والمخلوق والطريق الوحيد اليه هو التسليم .
                      وبمجرد ان قام ايوب وهم بالقيام وجد قدرة على القيام اول مرة منذ الابتلاء لينظر الى الغمام كما علَمه ( الي ـ هو ) .
                      وبعد هذا الاقرار كلمه الله او الرب فقال : ( فاجاب الرب من العاصفة قائلا : من هذا الذي يظلم القضاء بكلام بلا معرفة ؟ اشدد الان حقويك كرجل فاني اسالك اين كنت حين اسست الارض . اخبر ان كان عندك فهم .. ) 38 / 1 ـ 5 .
                      يجثو ايوب ( ع ) على ركبته كما يحدثنا الامام الصادق ( ع ) ويعترف بان الله تعالى بريء من كل اتهام وان مصدر الشر والعذاب هو الشيطان وعندئذ يوحي اليه الله تعالى بالاغتسال والشرب من عين الماء المتفجرة برجله فتعود اليه عافيته وجميع اهله وامواله وتتضاعف كما قال تعالى : ( وآتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لاولي الالباب ) 23 / ص
                      لقد ذكر العلماء شروطا معينة لصحة الدعاء وقبوله واهم تلك الشروط هو ( خلوص النية ) والظاهر ان هذا التعبير غير واضح لدى الكثير من المكلفين حيث يحسب البعض ان خلوص النية هو الطلب فقط او في الاعتقاد بقدرة الله تعالى على تحقيق المطلب او في عدم الدعاء والطلب من غيره او في اليقين والاطمئنان الى تحقق المطلوب وعدم الشك والواقع ان كل هذه الامور داخلة في خلوص النية الا انها ليست هي خلوص النية بل هي من جملة شروطها وصحتها .
                      انما راس النية الخالصة واساسها هو الرضا والتسليم بما وقع والاعتقاد الجازم بان الله تعالى منزه عن فعل الشر وانه غني عن عباده فهو بريء من كل وجه وان ما يحصل للعبد هو من شرور نفسه وبعده عن الحق واهماله او هو من سائر الخلق ولذلك يكون الطلب من الله بالعون طلبا حقيقيا ومع ذلك فيجب الاعتقاد بان الله يفعل مايشاء وقد يؤخر ويقدم مايشاء كيفما يشاء .
                      والواقع ان هذا الشرط العام هو احد ثلاثة شروط اخذ الله موثقها من كل الانبياء قبل بعثهم وهو ماورد في الكتاب عن الصادق ( ع ) في باب البداء قوله : ( واخذ عليهم ان لله المشيئة فيقدم مايشاء ويؤخر ما يشاء ) / الكافي ـ 337/ 5 .
                      ولذلك فان راس العبادة هو معرفة الحكمة الكامنة في البداء باعتباره مظهر التوحيد الخالص فقد قال الصادق ( ع ) : ( ماعبد الله بشيء مثل البداء ) / الكافي ـ 346
                      وقال ( ع ) ايضا : ( لو علم الناس ما في القول بالبداء من الثواب ( الاجر ) ما فتروا عن الكلام فيه )
                      والحق ان الحملة التي تشنها الفرق الاخرى على البداء في معتقد اهل البيت ( ع ) هي واحدة من حملات الشيطان ليتمكن من تدمير الخلق بالامراض والاوبئة وانواع البلاء .. ذلك ان البداء هو التسليم والطاعة لله ومعلوم ان هذا التسليم والطاعة يؤدي الى زوال انواع البلاء والقضاء على اسبابه واهلاك مسببه ولذلك لاقت فكرة البداء الإعراض والتجاهل من قبل الكثير من الشيعة انفسهم فضلا عن غيرهم والذين ادعوا ان البداء نوع من الشرك اخطأوا لان الكفر بالبداء هو الشرك وهو المفضي الى المصائب .
                      ذلك لانك حاشاك ـ اذا كنت تقرا الوقائع والحوادث وفق قوانينها وسننها فقط ولاتترك لله تعالى المشيئة في التغيير والتبديل فقد عطلت فعل القدير سبحانه من جهة ولم تستطع احتمال التغيرات في النتائج ولا فهمها فلا تصل ابدا الى حالة الرضا بقدر الله وقضاءه . ولذلك قال الصادق ( ع ) عبارته : ( ما عُبِد الله بشيء مثل البداء ) .
                      فتأمل فيها فان العبادة مراتب واعلى مرتبة للعابد ان يعبد عن طريق البداء فانتبه .
                      ولذلك تكون قصة ايوب ( ع ) ذكرى لكل عابد وهذا هو لفظ القرآن فانظر الى دقة ولطافة كلام الله وانتبه لعلم اهل البيت ( ع ) وفهمهم لكتاب الله قال تعالى : ( آتيناه اهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) الانبياء / 84 .
                      فلم يقل للمؤمنين او المسلمين او المتقين .. الخ الالفاظ ذلك لان محنة ايوب ( ع ) مرتبطة بدرجة العبادة التي توقفت عنده على حدود البداء وعند الابتلاء فهم البداء فعبد الله بالبداء ونال درجة الاستحقاق وانما اطلت في شرحه لان اغلب بلاء المؤمنين الشديد هو من هذا النوع ولان الايمان بالبداء يخلص المؤمن من البلايا الكبيرة فيكون الخلاص مما هو دونها تحصيل حاصا والله تعالى اعلم .

                      تعليق


                      • #26
                        وفي سبيل اختصار الجواب واختزاله قررت ان اضع مقدمات ونقاط توضيحية وبعد ذلك مناقشة لمقالة الاخ صفاء حميد للرد على الكاتبة ايزابيل .

                        مقدمات لابد منها :
                        1- ان بحث الباحثة المسيحية ايزابيل عبارة عن تساؤلات مشروعة عن تفسير نصوص متناثرة في الكتب المقدسة عند الكنيسة . وهي لا تتعلق ببحث اسلامي ، وانما يسمى نقدا داخليا للنص حسب الدراسات المسيحية ، والباحثة ايزابيل لعلها توافق البابوات الذين يعتقدون ان القرآن كتاب من الله حيث قالوا (نطق الله على لسان محمد) كما قال تقرير الكنيسة الخاص بعد دراسته للقرآن ، او كما اعلن البابا يوحنا بولس الثاني بان الاسلام ديانة سماوية معترف بها عند المسيحية وهذا يعني ان الاسلام سماوي المصدر بلا شك . فهناك اتجاه متزايد في الكنيسة يقبل دراسة النص القرائي والاعتماد عليه وهو وان كان خجولا الا ان بعض المسيحيين ممن تمرد على الكنيسة نتيجة ابحاثه كبعض المسيحيين الاريوسيين الذين التقيت بهم يرون ان القران مصدر من مصادر عقيدتهم مع التوراة والانجيل ، وقد يستغرب بعض الاخوة هذا الامر ولكنه في الحقيقة موجود ، وقد التقيت اول شخص منهم في سنة 1980 في العراق صدفة وقد استغربت منه ابحاثه النقدية للكنيسة من داخل الفهم الكنسي وليس من خارجه ، واستغربت مقاربته للنص القرآني وجعله قرينا للكتب المقدسة ، وبعد ذلك التقيت بكثير منهم في بلدان عربية واوربية مما يعني ان هناك اتجاها في هذا المجال ، واصبحت اعرفهم لمجرد ان يتكلموا معي . والذي يبدو لي ان الباحثة ايزابيل بينيامين ماما الاشوري التي تقول انها من مدينة الكوت اوالبصرة في الاصل ، واللطيفة انني التقيت في سنة 1990 بمسيحي وصف نفسه بانه بروتستانتي ولكن افكاره اريوسية كان من اهل البصرة وقد وجه نقدا شديدا لتفسير الكاثوليك والبروتستانت للكتاب المقدس ، وقد التقيت ببعضهم يحرم الخمر واكل لحم الخنزير ويحرم اكل المخنوق ويجيز تعدد الزوجات وغير ذلك وعرفت بان المذهب الاريوسي الذي بقي في المانيا الى القرن السادس عشر (ويرى الاب ميشال عون ان حركات نهاية القرن التاسع عشر مثل كنيسة الرسليين وشهود يهوة من البورتستانت هم حركة اريوسية ) وقد تم الضغط على هذا المذهب بالارهاب من قبل كنيسة روما ، فتحولت المانيا في نفس الفترة الى البروتستانتية على يد مارتن لوثر الذي توفي في منتصف القرن السادس عشر ، ومن يدرس افكار لوثر الاصلية لا يستبعد ان يكون اصله اريوسي واراد التصحيح في الكنيسة من باب حرية التفسير للكتاب المقدس بدل احتكار الكنيسة التفسير بشكل قسري وغير متوافق مع النصوص ومع فارق في تفسير الثالوث وغير ذلك ، وكانت هذه من اعظم الصراعات بين لوثر والكنيسة الكاثوليكية ، نعم تكونت بعد ذلك اتجاهات عديدة في الكنيسة البروتستانيتة التي سميت بالعلمانية فلعلها ابتعدت كثيرا عن اللوثرية الاصلية ، وقد سمعت ولم اقابل وأتأكد بوجود اقوام في اوربا وفي هولندا على الاخص تعيش بمجتمعات منعزلة ولا تقبل مظاهر الحضارة الحالية وتعتبرها حضارة كافرة وضد القداسة وتعتمد افكار لوثرية مشوبة بافكار اريوسية مثل نفي اتحاد الاقانيم ونفي السنخية وما شابه ذلك فلهذا لا يعتبرون الكاثوليك من المسيحيين المؤمنين كما يبدو ولا يقبلون عظاتهم ولا افكارم في الحياة العامة. فلهذا لا استغرب من النقد الداخلي الذي اقرأه للباحثة ايزابيل الاشوري فلعله يصب بمثل هذه الاتجاهات داخل الكنيسة وهي اتجاهات متداخلة في كل الكنائس فان بابا الفاتيكان يعتبر - بتصريح رسمي- بان الديانة الاسلامية ديانة سماوية ، وقبله يقبل البابا بولس السادس عشر اعلان لجنة دراسة القرآن الكريم قولها بان الرب نطق على لسان محمد ، بل قل قد حدثت بلبلة عجيبة حيث اعتبر النصارى ان النبي محمد هو بابا مسيحي لفرقة مسيحية عربية وانه اخذ النصرانية من ورقة بن نوفل كما يدعون فهو رسول نصراني ولكن المسلمين لا يفهمون ،هكذا يقولون، وقد جرى نقاش بيني بين سيدة نصرانية حول هذه الدعوى وقد شعرت السيدة بالحرج الشديد من الزامي لها بتصحيح تعاليم النبي محمد وفق هذه النظرة ، والقصص كثيرة جدا في هذا المجال ولا أريد ان اخرج عن صلب الموضوع ولكن احببت ان يفهم الاخوة الاتجاهات التفسيرية عند الباحثين المسيحيين وهي ليس كما يتصورون .
                        2- في المفاهيم المسيحية هناك اختلافات جوهرية حول المصطلح المسيحي لكثير من الالفاظ المشتركة مع المسلمين ، فكلمة رب ونبي ورسول ، تختلف اختلافا جذريا بينهما ، من المهم ان نشير الى ان كلمة رسول تعني عندهم الانسان الملهم وهذا تارة يعرف انه ملهم كالبابا وتارة لا يعرف بذلك ولكن اعماله تدل على الهامه فقد يقرر انه نبي او قديس بعد وفاته ، فكلمة نبي في الترجمات للكتب المقدسة لا تعني بالضرورة من ارسل الله اليه ملكا مقربا يحدثه وقد عصمه الله من الخطيئة ليكون حجة الله على خلقه ، فهذه المعاني كلها غير موجودة اصلا في القاموس المسيحي ولا في القاموس اليهودي ، ولعل كلمة رب ورسل لا تختلف عن كلمة نبي في اختلاف المعنى من المصطلح ، ولهذا علينا حين نقرأ الدراسات المسيحية ان نفهم تعابيرهم وليس ان نضعها بقالب مصطلحاتنا ، فان ذلك يولد هجينا معرفيا غير متناسق وغير مقبول لا للمسلمين ولا للمسيحيين .
                        3- في الكتب المعتمدة في الكنيسة والكنيس اليهودي هناك غموض شديد يتزايد مع الايام حول الشخصيات المنتظرة المقدسة والتي لها اوصاف عظيمة في الكتب المقدسة ، ولا يقتصر هذا التشوش على التفسير الكهنوتي بل يتعداه الى نفس النصوص التي تعرضت لكثير من الضبط وفق الفهم الكهنوتي للديانتين المسيحية واليهودية ، ومن المعلوم ان هذه الشخصيات المنتظرة تنسخ الديانات وهي من يطرح ديانة شاملة وجديدة ومتجددة ، وهذا يعني فقدان اصحاب الديانة مقامهم ، فقد ينغلق الدكان وتكسد البضاعة ، فلهذا نرى هذا الغموض والتشويش واضافة الكلمات وانقاص كلمات من النصوص الاصلية حتى لا يعرف المتعبد بالديانة المسيحية والديانة اليهودية اي شيء عما ينتظره من امر الهي محتوم ، وقد تعرضت اسماء وشخصيات منتظرة لصراع شديد ولتشويه كبير مثل البارقليط والمسيا والماشيحا والنبي الخاتم وايليا ، فان هذه الشخصيات المنتظرة بشدة وشوق لا يعرف ما هي؟ ولا من هي؟ ولا كيف هي ؟ ولا الطريق للوصول اليها ؟؟؟ بالضبط كحال مهدي اهل السنة الذي لا يمكن معرفة طريق معرفته اطلاقا عندهم. وقد اجريت دراسات عديدة فتبين لي انه يمكن حل هذا التشابك من خلال ضوابط في دراسة النص في الكتب القديمة. وقد عرفت بان الكنسية وعلى الاقل بعض باحثيها يعرفون بان النبي محمد هو المنتظر وان علي بن ابي طالب وزيره الخاص هو المنتظر وان المهدي هو المنتظر وهو القديس العربي الذي سيرافق عيسى بن مريم في قيامته الثانية والذي نسميه (نزوله من السماء) ، فان الفرق بين القيامة من الاموات وبين النزول كبير فانهم يعتقدون بان عيسى قام من الأموات وصعد الى السماء في اليوم الثالث من موته ، فاذن هو في السماء فكيف يقوم من الاموات مرة ثانية من جديد ، فهل مات من جديد ليكون نزوله من السماء هو قيامته من الاموات ؟؟ وهذا ايضا من جملة المصطلحات المقلوبة ، اقصد يوم القيامة . ولكن على كل حال فان الدراسات عن البشارة بالاتي قليلة وغير مرتبة كما أرى . (مع العلم ان الانجيل نفسه هو اليشارة فتكون البشارة بمن سيأتي هو مهمة الانجيل لانه لا معنى للبشارة بخلاص الناس من ذنوبهم بالشفاعة فهذا هو ديدن كل الديانات ) ، فنحتاج الى تحديد هويات المبشّر بهم لنعرف ما هي حقيقة ما يجري؟ ولماذا هذا الاخفاء؟ بشكل اكثر وضوحا .
                        4- ان الكنيسة في فترة القرن العاشر وما بعده حيث شعرت باحراج شديد من بعض نصوصها ، اخذت تبدل بعض الالفاظ وتخفي معانيها عن العامة لان هناك تبشيرا اسلاميا بمضمون هذه البشارات صار كبيرا على المسيحيين فقد اسلم نصارى العراق ونصارى الشام ونصارى مصر والسودان نتيجة البشارة بالاتي واقتناع هؤلاء المؤمنين بانه قد حان الوقت للتغيير ، ولولا الحروب الصليبية التي اتت بمسيحيين من اوربا - باعتراف الكاردنال مار نصر الله صفير- لما كان لهم ذكر في بلاد الشام ، وهم لم يواجهوا اي ضغوط دينية ويكون حالهم كحال نصارى اليمن وحضرموت الذين اسلموا عن بكرة ابيهم طواعية نتيجة علمهم بالكتاب . وكحال نصارى الكوفة ودولة المناذرة المسيحية حيث لم يبق فيهم نصراني اطلاقا في وقت مبكر ، ولم يتعرضوا لاي ضغوط بل قيل انهم اسلموا بالمحاججات كنصارى اليمن وحملوا السلاح مع اخوانهم المسلمين وساهموا بالفتح كبني شيبان وبني اسد والمناذرة والغسانيين وكندة وطي وبكر بن وائل وغيرهم من نصارى العرب ، ولولا ان عثمان اصر على بقاء النصارى على دينهم في شمال ايران وبقية العالم الاسلامي يوم ذاك من اجل غلة الضريبة عليه والتي تكون خالصة له وان معاوية اصر على بقاء نصارى الشام المتبقين لاسباب مجهولة مع مصاهرتهم - فان ام يزيد لم تسلم اصلا وان يزيد تربى عند اخواله ولا يعرف الاسلام في صغره- ، لما رأيت في العرب نصراني واحد . لانهم يقرأون الكتاب وكانوا ينتظرون البارقليط والمسيا وايليا وقد عاشروهم وسمعوا اخبارهم عن قرب ، ويعرفون بان التفاسير المقدمة لهم ايهامية وان النصوص تساعد كثيرا على تحديد الهدى ، فان ايقاف نمو الاسلام كان بقرار من قبل حكام سرقوا الشرعية وتحالفوا مع الكنيسة على تجارتها الدينية . ومن هذا يتبيّن لنا الخطأ الفاحش الذي يرتكبه بعض ابناء المسلمين حيث يرون ان الدراسات في النصوص المسيحية لا يجب ان تكون وغير لازمة لانها غير ملزمة لنا ، وان المعاني قد توصل الى الكفر وما شابه ذلك كما رايناه في هذا الموضوع من اعتراض الاخويين صفاء حميد والاخ علي ذو النوريين ، فهذا نبذ لمصلحة كبرى لا يريد تجار الديانات منا ان ندخلها . وهذا ليس موقف الاخويين فقط وانما هو موقف جملة كبيرة من المتدينيين حيث يعتبرون البحث في النصوص المسيحية فضلة بل انحرافا عن الافضل ، ففي مرة القيت محاضرة عن الفروق التوحيدية والنظر الى الله بين المذاهب النصرانية علق احد الاساتذة الكبار بقوله (اليس كان من الافضل ان تبحث في كلام المعصومين بدل هذا الخرط وتعلمنا بافكار الارثوذوكس والكاثوليك والبروتستانت وبقية المذاهب ... ) ، فهذا اتجاه موجود وهو اتجاه من لا يعي اطلاقا اهمية هذه الدراسات وانها ستشكل اساس جهود قضية التغيير المرتقب بظهور المهدي عجل الله فرجه الشريف ، بل معرفة هذه الافكار للنخبة يحمينا من كثير من الانزلاقات لان اغلب افكار الضلال نجد انها مسبوقة في المذاهب النصرانية وان المسلمين تنتقل اليهم بطريقة غير مفهومة وتتفاعل عندهم على مستوى ثقافي عام وعلى مستوى شعبي كبير ، وليس بعيدا عنا حركة الحداثوية في ايران والتي بدات تنتقل الى لبنان والعراق وقد وصلت الى مراحل خطيرة جدا في قراءة النص الديني وفي التقدير لدور النبوة حتى اصبح الكثير منهم يبشر بفكرة ان النبي محمد قائد ملهم بالعرفان وان تعاليمه كانت متطورة لزمنه ومحدودة بها والان لا تصلح اطلاقا وتعتبر تخلفا حقيقيا ، وهذا يدرس في جامعات ايران والعراق ولبنان بين المسلمين سنة وشيعة ، واصل القضية هي بدعة قامت بها الكنيسة البروتستانتية من اجل مماشاة العلم والتقدم التكنولوجي وعدم ترك النصرانية فاتى جماعة الحداثوية ليهدموا دين الاسلام باقتباس فكرة ليثبتوا بها دين النصرانية وهي فكرة مبنية على الكذب والخداع الفكري ، فعدم الاهتمام والمعرفة بمجريات الافكار والاحداث يؤدي الى هذا الاختراق الهدام المخالف للعقل والمنطق باسم العقل والمنطق والعلم . ان احتقار دراسات النصوص القديمة وخصوصا البشارات انما هو تقديم تخلفنا بايدينا عن ركب النمو الاسلامي ، وهو اتهام لكبار علمائنا الذين تخصصوا في هذه الدراسات وهم كثير ومنهم البلاغي والصادقي وغيرهم رحم الله الماضين وحفظ الله الباقيين .
                        5- ما هي قصة ايليا في الكتاب المقدس؟ الجواب على ذلك لا بد ان يكون دقيقا فقد قلت بشكل واضح ان ايليا هو عدة شخصيات في الكتاب المقدس الاولى هي شخصية تاريخية كما يبدو وهو ايليا التشبي وهو قديس ونبي عند اليهود عاش في القرن التاسع قبل الميلاد وقد عمل معجزات (عجائب بالتعبير المسيحي) وهو متصوف متقشف لا يهتم الا بدعوته الى الله كما يبدو من النصوص ، وقد حاولت الكنيسة ان ترد على منتقدي هذا النبي من داخل الكنيسة لانه طلب قتل جنو لقائد مارد فاعتبر بان هذا خلاف العدل لانه اخذ البريء بجريرة المذنب . ولعل الامر مردود فانه ليس كما تصوره بعض اطراف الكنيسة او بعض المنتقدين للكنسية فهو قد واجه جيش ضلال فليس هناك بريء ومجرم بل هو جيش ضد العدل وضد ارادة الله . واما الشخصيات الاخرى فهو ظهور شخص يسمى إيليا يساعد الانبياء ويرعى حركتهم وهذا حسب تقدير الكنيسة هو واحد وهو القديس ايليا ، وقد بشر الانبياء بمجيء هذا القديس في اخر الرسالات وكذلك في اخر الزمان وعلى الاخص بعد رسالة النبي عيسى .
                        6- الكلام ليس في إيليا التشبي ابدا (وان بدا لي ان الكاتبة ايزابيل تميل الى انه ايضا شخصية استثنائية ومجهولة قد تكون ظهرت وغابت في حوادث معينة في عصر الماردة ازابيل) . انما الكلام في ايليا الذي ظهر لمساعدة الانبياء في لحظات حرجة وسيظهر بعد المسيح مع ديانة جديدة ونبي جديد . هذه الشخصية الاستثنائية العجائبية من تكون؟ وما يقول فيها اهل الكتاب وما قيمتها عندهم؟ وهنا يجب ان نكون حذرين من دراسات اهل الكتاب لانهم يحاولون طمس معالم هذه الشخصية وقد خلطوها بين صور شتى لشخصيات لا يمكن ان تأتلف مثل شخصية ايليا التشبي مع شخصية المعين للانبياء والذي تمثّل للانبياء بشخص منقذ لاكثر من الفي سنة ولسنين قادمة لا يعرف مداها حسب الكتاب المقدس. فخلط الكنيسة لهاتين الشخصيتين يراد منه شيء خطير وهو التشويش على صورة إيليا المنتظر الذي ينتظره المؤمنون من اليهود والنصارى على حد سواء وكان اليهود ينتظرون ثلاثة افراد بشدة ، وحين بعث الله المسيح نفى ان يكون هو ايليا او المسيا او النبي وكذا فعل يحيى ، وهذا الاصرار لانتظار هذه الشخصيات مع فقدان معالم هذه الشخصيات وتشخيصها بالاجتهادات الشخصية بدعوى انها تعاليم الكنيسة يوجب التوقف والنظر بريبة لما يجري.
                        7- قبل ان نستنطق الكتاب القديم علينا ان نسأل انفسنا : هل لدينا تفسير لمن كان ينتظرهم اليهود والنصارى من القديسين ؟ ام اننا لا نملك اي صورة تماما كاتباع الديانتين ؟ وفي حال عدم مقدرة احد من تحدد الهوية ، فيأتي السؤال الخطير : اذن لماذا يبشر الانبياء بمن لا يستطيع الانسان تحديده بدليل عدم قدرة جميع الديانات على تحديد هذه الشخصيات الا بالظنون والاجتهادات الشخصية ؟ وهذا السؤال واقعي وخطير الى حد ما ولكن لحسن الحظ فان هناك تحديدا عند ائمة الهدى صدر بشكل متكرر ، ولكن في الغالب لم يعتنى بتثبيت صدوره من المعصومين وكانه فضلة في كلامهم ، وقد ارسلت رواياته واعتمدت على كلام نقل رواة لم يكونوا من المتمسكين باهل البيت . وهنا يبدو لغير المحقق بان هذه القضية رجعت الى نقطة البداية وكأننا لم نعثر على شيء . وهذا خطأ فادح. سنبينه لاحقا. ولكن نفس وجود هذا التوضيح للشخصية ولو بشكل غائم يحتم علينا ان ندرس امكانية التطابق اولا ومن ثم بعد ذلك ندرس وسائل الاثبات اذا تجاوزنا مبحث الامكان ، فان الامكان يسبق التحقق كما لا يخفى وسد الباب مسبقا بادعاء عدم الامكان هو مراوحة في المكان ، واغلب من ينتقد مثل هذه القضايا ينتقل الى الطعن بالامكان كطعنهم بغيبة الامام المهدي عليه السلام فانهم لا يكلفون انفسهم بالتحقيق حول وسائل الاثبات وانما يذهبون الى تجميع الادلة على طريقة التكديس لتنتهي القصة الى نفي الامكان. وهنا يدق ناقوس الخطر المنهجي فان استبعاد كل ما لا نريد وندخله في قائمة المستحيل فقد ارتكبنا خطأ يؤدي الى تدمير كل الرسالات وبالتالي الى تدمير القيم وتدمير الانسان بنوعه اذا ادى ذلك الى الالحاد وترك القيم . واذا قمنا بعملية انتقائية فنستبعد ما لا نريد ونستقرب ما نريد فقد دخلنا في زاوية الظلم وسوء العلم والعمل .
                        8- وهنا تبرز قضية مهمة تثير تساؤلات كثيرة وهي: لقد امتلات كتب الحديث عند جميع المسلمين بما يؤدي الى القطع بوقوع مجمل الحوادث وهي: محاججات النبي والائمة مع اهل الكتاب بما هو مذكور بكتبهم من النص ، بل الاشد هو ذكر ذلك في القرآن الكريم وبين ظهراني اليهود والنصارى ولم يجرأ احد منهم ان يقول للنبي او للامام علي او الائمة الطاهرين بان قضية الاخبار باشخاصهم غير موجود ، ولم تعلن الكنيسة ولا ليهود بان القران كذب على التوراة او الانجيل ، ولم يصدر ذلك صراحة الا ابان اشتداد الحروب الصليبية في القرن الثالث او الرابع الهجري حينما ادعى احد القسسة بان النبي محمد رسول من الشيطان وانه كذب على الكتب المقدسة وحرفها (وهذه المعلومة يجب التأكد منها ، وذلك لمعرفة ماذا كتب بالضبط يوحنا الدمشقي في القرن الثاني الهجري حول البشارات ولكن المقطوع به هو ابان الحملة الصليبية الثانية في بداية الاربعمائة او نهاية الثلاثمائة هجرية) . وهنا نتسائل أين هذه الالفاظ والنصوص الدالة على البشارة بالنبي محمد واهل بيته؟ وفي اي فترة صدرت هذه النصوص ؟ فاذا درسنا الموضوع هل نستطيع كشف هذه الحقيقة ليكون واضحا لكل الباحثين ان الديانتين انحرفتا حينما اتى المبشَّر به وانكرتا البشارة او قبل ذلك لاسباب تتعلق بالنفوذ وبتداخل العقائد كما حدث في تداخل عقائد الرومان الوثنية الشعبية بالديانة المسيحية وكذلك تداخل عقائد البابليين الوثنية الشعبية في الديانة اليهودية وكما حدث عندنا من تداخل الوثنية واليهودية والمسيحية في المفاهيم الاسلامية فان عثمان وهو خليفة المسلمين قال بما لا يقبل الشك (ما كنت لأنزع قميصا ألبسنيه الله) وهذه هي الفكرة الوثنية في فعل الانسان السائدة عند وثنيي العرب حيث تدل الايات الكريمة على انهم يؤمنون بانهم مسيرون بارادة الله : «سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا» ، فان شركهم والخلافة مغتصبة كلها بارادة الله ورضاه عندهم ، فاذن ليس بغريب ما يجري لغير المسلمين اذا كان خليفة المسلمين يدعي بان خلافته المغتصبة بالحيلة والجريمة ووضع معيار الديانة الوضعية باختراع مصدرية سنة الشيخين كمصر للتشريع بانها لباس الله له لا يستطيع نزعه ؟؟؟!!! ، فما جرى من تحريف وتعمد ازاحة المعاني عن الفاظها في الكتب القديمة انما هو للاستمرار في قيادة المجتمعات وليس من اجل الدين وبراءة الذمة امام الله سبحانه. وقد وجد الباحثون انه بالبحث والتنقيب ومعرفة اللغات القديمة ومعرفة الترجمات وحقيقتها يتبين ان ما طرحه القرآن والنبي واهل بيته في محاججاتهم موجود بالفعل في كتبهم ومقرراتهم وموروثهم الشعبي والديني ، وكان واضحا للاجيال الاولى التي قابلت النبي واهل بيته ، فلم يستطيعوا انكار ذلك لما هو متسالم بينهم في المعاني والتفسير. ولابد من ذكر قضية مهمة وهي ان امير المؤمنين حاجج الكثير من اليهود والنصارى وقد اسلموا وكان اغلب ما يقال له (نعم نجدك ونجد اسمك وصفتك في الكتاب ) ووجود الاسم ليس الا ايليا ، وكذا وقع مع النبي محمد ص حيث قيل له نجد اسمك وصفتك عندنا ، فهذه امور ثابتة لكثرتها بما تغنينا عن طلب السند لانها من الكثرة بحيث يستحيل ان تتطابق على الكذب او الخطأ مع هذه الكثرة المتنوعة في القصص والمواقع ، وهنا في هذا اليوم لابد لنا من استخراج هذه المعاني بطريقة علمية وفنية بشكل اكبر لوجود وسائل للمعرفة لم تكن متاحة سابقا فانتشار العلم وسهولة تحصيله بالوسائل الحديثة يضع على عاتقنا تكليفا اضافيا لدراسة هذه الامور المهمة التي هي جوهرية في مقابلة ربع البشرية تقريبا.
                        9- ان المشكلة الواضحة التي واجهت المعترضين هي نفي الكل بنفي الجزء ، فمثلا الاخ صفاء حميد يرى ان صفات ايليا تعني انه افضل من النبي محمد (باستدلال غريب) فاذن الموضوع باطل كليا ، وهنا يتسائل المثقف : فاذا لم يكن هذا المعنى صحيحا فهل تلتزم باستحالة ان يكون ايليا (عليا) ، واستبعدَ الفاضل صفاء ان يكون عليا لانه في التوراة منصوص على انه نبي ، وهذا مستحيل ان يكون عليا لانه ليس نبيا عندنا، فاذا قلنا له ان لفظ النبي في التوراة لا تعني النبوة في الاصطلاح الاسلامي فهل يرفع الاستحالة بناء على هذه الجزئية ، وكذلك الاخ علي ذو النورين استبعد ان يكون ذلك عليا لانه يلزم الغلو باعتبار ان المعنى اصبح ان الامام علي بذاته كان يتنزل بصور شتى وهذا غلو محرم (مستفيدا من الاشارة لذلك بروايات ضعيفة استبعدها بعض العلماء) ، ولكن اذا قلنا للاخ انه لا يدعي احد انه بذاته البدنية وانما بنوره ، ونفي النور يحتاج الى نفي عالم الذر ونفي المخلوق الاول وهذه مجازفة كبرى في العلم بل لا يمكن تفسير نشوء الكون بطريقة معقولة فلسفيا وعلميا الا بذلك ، وكذلك اذا قلنا له ان هذا ليس غلوا اصلا لان الغلو انما يكون بشرط الاستقلال ، فهل يقبل ويتراجع ويقول ان كون ايليا هو علي امر ممكن ومقبول ؟ بل لو قلنا له يا اخي دعك من صورة ايليا الكائن المشخص خارجيا في التوراة فقد يكون هذا غير ايليا المبشر به وانما هو تشابه اسم ، فان ما بشر به الكتاب المقدس انما هو ايليا الذي هو علي وهذا لا علاقة له بمن رافق الانبياء لمساعدتهم (أي قطع الصورة عن مرافقاتها ) ، فهل تنفي اللوازم الكفرية في اعتقادك؟ اجوبة هذه الاسئلة متروكة للمحاورين حفظهم الله ، ولكنني اعلم بانهم قد يجدون طريقة تعضد القول بالاستحالة او لزوم الباطل لانه غير مقتنع ، بناء على تفسير روايات او كلمات لعلماء غير معصومين ولسنا ملزمين بتقليدهم في هذه الامور حتى لو قلدناهم بالفقه . ولهذا في سبيل ان لا ندخل في المماحكة علينا تحديد الموضوع والحكم ، وبعد ذلك نتناقش ؟ فقد يتوضح للمعترض انه لا مشكلة في تلك الحال التي شخصنا فيها الموضوع ؟

                        تعليق


                        • #27
                          فاذن بعد معرفة هذه المقدمات علينا ان نبحث ونجيب عن هذه الاسئلة الكثيرة ولو بقدر ضئيل. وعلينا ان انبين الموضع ما هو ؟
                          الموضوع : هو وجود بشارة بمن سيأتي مع النبي او المسيا وهذا القديس اسمه إيليا . وانه البشر الذي سيقسم الناس الى داخل للجنة وداخل للنار . فمن هو هذا عند الديانات الثلاث ؟

                          وهنا علينا ان نبين امورا مهمة جدا :

                          اولا : ماذا تريد ان تقول الباحثة المسيحية :
                          الباحثة المسيحية لديها معرفة بالالسن وبالنصوص القديمة والنسخ المقارنة ، وهي تجمع جملة من النصوص المبهمة حول شخصية لا يراد لها المعرفة والتحديد حسب الكنيسة ، مثل شخصية ايليا التي وردت بنصوص كثيرة انه متأرجح بين الوجود الفعلي في مختلف الدهور وبين البشارة بمن سيأتي بهذا الاسم ، وهي لا تجد عند النصرانية جوابا محددا ، وهذا غير معقول ان تكون البشارة بالمجهول ، وبلا أي محددات، فانما هي ليست بشارة بل ضياع . وهذا لا يفعله عاقل بل لا يقول بوقوعه عاقل، وان قال بمثله الفخر الرازي حينما راى ان اية الولاية تدل على عصمة الولي لانه مبلغ عن الله وحاكم بامر الله ولكنه يقول بان مثل هذا المعصوم لم نعثر عليه ولا وجود له ، فاذن الله يولي علينا من لا وجود له ولا نستطيع ان نعرفه اذا كان موجودا ، وهذا منتهى الفكر الباطل . فان الكنيسة تتعامل مع البشارات بهذه العقلية .
                          ثم قالت الباحثة انها وجدت إلغاءً ونسيانا لهذه التسمية عند فرقة من المسلمين ووجدت في كتاب شيعي ان الامام علي قال اسمي ايليا عند النصارى كما وجدت عند نفس الفرقة ان احدهم قال لمعاوية ان دابة الارض علي وان ها عند اهل الكتاب فسال عالم بالكتاب فقال له دابة الارض هي ايليا فقال معاوية ما اقرب (عليا) من ايليا .
                          وهذا كل ما قالته فلا موضوع لاشكالات الاخ صفاء حتى يورد عليها ما اورد ، لانها لم تقل بان الكتاب المقدس يفرض علينا ان يكون عليا نبيا وهو سائر مع الانبياء مع ازمانهم ، بل قالت انه ايليا ، وقالت انه في كتاب شيعي يقول بانه علي عليه السلام. فالكرة في ملعب الشيعي اذن وليس في ملعب الباحثة النصرانية كما يصور القضية الاستاذ صفاء .

                          ثانيا : ماذا نريد ان نقول :
                          نقول بانه موجود في كتبنا وادعيتنا وفي تاريخ المسلمين تصريح بان اسم علي في الكتب المقدسة ايليا ، ونحن لا نعرف خصائص ايليا في الكتب المقدسة ، ولكن ما يتعلق بالمبشر بظهوره بعد المسيح او مع ظهور الرسالة الخاتمة التامة ، فلا بد ان يكون هذا الجزء من شخص ايليا هو المقصود بهذه الروايات على اقل تقدير واما بقية اللوازم فيجب معالجتها بالقواعد العلمية .
                          وبالفعل هناك تفريق بين ايليا النبي اليهودي وبين ايليا المنتظر هو ليس واحدا .
                          وهذا امر لا يأتي له الغلو من شيء ، نعم ما يمكن توهمه هو قضية نصرة الأنبياء السابقين، فهذا الأمر أيضا صادر في روايات مرسلة كما هو في قضايا كثيرة في الكتب القديمة فان شخصية ايليا التي ساعدت الصالحين حسب الكتب المقدسة القديمة تنتشر زمنيا الى فترات بالاف السنين وليست في زمن واحد محدد كما هو طبيعة الإنسان ان يعيش في فترة زمنية محددة، وبناء على ذلك فهنا نحن امام حالة غريبة وهي وجود روايات نضعفها تقول بان عليا ساعد الصالحين ولازم الأنبياء وهي صورة تتوافق مع صورة ايليا في التوراة والإنجيل اي ان وجوده ممتد مع الزمن ، فما معنى هذا ؟ وكيف يمكن ان يكون هذا التوافق ؟ وهل يمكن اعتبار المطابقة مع القصص التوراتية والانجيلية كموافقة للواقع يجبر ضعف السند لان الرواية المطابقة للواقع الخارجي لا تحتاج الى سند اصلا (واقصد بالمطابقة هنا الروايات القائلة بان عليا نصر النبيين سرا ونصر محمدا جهرا وبين ايليا الناصر للنبيين في الكتب المقدسة وباجماعهم على ذلك) .
                          وهذا ما اعترض عليه الاخ علي ذو النورين باعتبار ان بعض علمائنا قال ان هذا غلو وانه ليس صحيحا وقوع ذلك الامر ، كما استدل بآيات لا يمكن الاستدلال بها في هذا الشأن مطلقا لانها تخص النبي محمد شحما ولحما اقصد جسدا، وليس نور علي او انها تخص علي بشكل اخر فالكلام لا يشمله والاستدلال بما ان الرسول لم يحضر محاضر الانبياء فمن باب اولى لا يكون لعلي ، فهذا يعتمد على ان نفي الشيء ينفي ما عداه ، ومع ذلك فالكلام ليس جسديا كما يبدو لتسليمنا ان جسد النبي او جسد علي هما جسدان طبيعيان مولودان ويموتان بكل تاكيد والكلام في عالم الارواح والانوار وقدراتها ، فاذا قال الاخوة كما يقول الوهابية الصهاينة ان ذلك مستحيل ، فاننا نستطيع ان نرد على الوهابية بثبوث قولهم بقدرات الشيطان بنفس قدرات الله وبقدرات الساحر بنفس قدرات الله ، ولكن الاخوة الكرام لا يؤمنون بهذا وهم من اهل الولاية ومن ابسط شروطها التصديق بكونهم خلقوا قبل الخلق وانوارهم معلقة بالعرش وما شابه ذلك ، مما هو بدهي عند عموم المسلمين وخصوصا الشيعة بانواعهم والصوفية والاشاعرة بانواعهم ولا يبقى في ذلك الا الحشوية الذين هم يهود يلبسون لباس الاسلام وهؤلاء لا نعدهم من الفكر الاسلامي اصلا . انما هم طفيليات بهيمية اوجدها الاعداء لنشر الوحشية بين المسلمين المتحضرين .
                          فالقضية بمجرد ان يكون علي او ايليا هو قدرة نورية وليس جسدَ وكيانَ علي ، فهذا يجعل الامر مختلف تماما ، فلا يمكن للمسلم ان ينكر ذلك لان بانكاره يلزم انكار حقائق وايمان تام واهمها غيبة الامام المهدي الموضوعية لا العنوانية التي يحتم القول بهما معا ، فان معنى الحضور والغياب الموضوعي هو ان يكون الامام يظهر ويختفي وجودا وهذا من خصائص النور وليس من خصص الجسد.
                          وهنا اكرر واذكر بما نقله الاخ لواء الحسين حفظه الله :
                          في حديث عن النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله الأطهار ) أنه قال : "بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا"
                          (ابن أبي جمهور الإحصائي في المجلى ص 309 / أحمد الرحماني الهمداني في الإمام علي ص 86 / السيد هاشم البحراني في غاية المرام ج 3 ص 17 / شرح دعاء الجوشن ص: 104 ، وجامع الاسرار ص: 382 - 401 ح 763 - 804 والمراقبات ص: 259 / الامام على بن ابى طالب عليه السلام ـ من حبه عنوان الصحيفة الفصل 6)

                          حديث النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله الأطهار): "يا علي كنت مع الأنبياء سرا ومعي جهرا"
                          (السيد علي الميلاني في نفحات الأزهر ج 5 ص 111، 306 / حجة الإسلام محمد تقي شريف في صحيفة الأبرار ج 2 ص 39)

                          حديث النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله الأطهار): "يا علي إن الله أيد بك النبيين سرا وأيدني بك جهرا"
                          (السيد هاشم البحراني في كتابه حلية الأبرار ج 2 ص 17 وفي كتابه مدينة المعاجز ج 1 ص 144)

                          واكتفي بها القدر من الالماعات .


                          ثالثا : هل يلزم تكذيب الاخبار لضعفها ، وبعد ذلك نفي متعلقها ؟
                          هذه قضية مهمة جدا ، فان شروط صحة الصدور لا تنفي متعلق الخبر غير الصحيح ، وانما تنفي حجيته الظاهرية ، وهنا فرق كبير . ولا يمكن وصف الخبر بالكاذب الا اذا خالف الواقع او خالف الضروريات بحذافيرها او صدر من المعصوم تكذيب ثابت الصدور وتام المعنى . وبغير ذلك لا يجوز التكذيب . ومعايير الصحة والضعف هي معايير اعتماد لا معايير اثبات الموضوعات . لهذا فان ورود روايات كثيرة ضعيفة لا يصح صفها بالكذب او عدم الواقعية فكيف اذا صادفت واقعا ملموسا غير محسوب ؟

                          الروايات الكثيرة في مقامات الأئمة الطاهرين وانتشار نورهم وان انوارهم معلقة في عرش الرحمن ، لا تدع مجالا للشك بانها صادرة منهم اجمالا سواء لكثرتها واشتهارها وعدم الاعتراض عليها ، او لجهة ان بعضها صحيح السند فيجبر الصحيح الضعيف وليس ضروريا ان يكون النص على التفصيلات وانما على الاجمال الشامل للتفصيلات وهذا يتوفر له روايات صحيحة ، ثم ان الضعيف اذا كان عليه عمل الاصحاب فهو مجبور عندنا بخلاف رأي سيدنا الخوئي الشاذ في هذا المطلب لمجازفته الكبيرة ، ولا شك ان اعتقاد اصحابنا بل اعتقاد عموم المسلمين هو كون النبي اول المخلوقات وهو في طرف سلسلة العلل النازلة ، وهذا بمعنى نوره وبهائه الذي هو جزء في سلسلة التكوين وليس بمعنى جسده وهو مما لا يقول به احد الا ما قد يظهر ممن لا تحصيل له لعدم السنخية بين نوره وجسديته مع الاحتفاظ على النسبة .
                          لا اريد ان اطيل في الكلام على مقامات النبي واهل بيته الخاصين عند المسلمين من شيعة او سنة صوفية اشاعرة ، بانهم يقعون في اول سلم العلل المعللة لا التي لا تعليل لها فهذا هو ذات الله . وهذا هو محور موضوع علم العرفان عند جميع المسلمين سواء من سماه عرفانا او كره هذه التسمية وسماه مقامات اهل البيت صلوات الله عليهم. وهذه كتب المسلمين عموما تشهد بذلك سواء انحرفت عن خط الحقيقة او لم تنحرف في موضوع معرفتهم بالله وهو كيفية توصيف عملية نزول امره في قوس النزول وصعوده في قوس الصعود .
                          ان ما ورد عن بعض علمائنا من نقد لما في خطبة البيان وغيرها التي فيها : (أنا ولي الأصفياء ، أنا الظاهر مع الأنبياء) واعتبار هذا الكلام خطأ او خلو ، وهذا يجب ان نحمله اما على ان ذلك العالم حمل الكلام على المعنى الجسدي وهذا لا شك في بعده عن الواقع ، فليس بمقدور الجسد هذه الأعمال بدون القوة الروحية والجسم النوراني الحقيقي الكامل في بعض مخلوقات الله من الاولياء والاصفاء بما لا نعرف تفسيره . او ان الموضوع خارج اختصاصه وقد تكلم بما هو خارج اختصاصه وقع منه خطأ ما وهذا ليس بعزيز فان الفقهاء قد لا يعرفون بدقة مسائل مهمة في العقائد ويجيب عنها في بعض الاحيان استنادا الى الفهم الفقهي فينتج خطأ هو لا يقل في ذلك فلا يتحمل المسؤولية الكاملة لانه ليس مورد التقليد كما نعلم فاننا لا نقلد في العقائد ذات الطابع العقلي انما يمكن ان نقلد فيما ثبت عن المعصوم من ملحقات لا تعرف الا بالنص كمختصات النبي او مشاهد القيامة وما شابه ذلك فليست هذه مما يصح اجراء حكم العقل فيها وهي مما يجب الايمان بها عندنا ولا يكفي التصديق كما عند السنة.
                          ثم انه يمكن القول بان رايهم هذا منقوض براي علماء اخرين ، لو لمن يكن جوابهم ارجح فتتساوى الاجوبة وتسقط جميعها ، وهذا وارد علميا ، وقد حاولت ان اعثر على قول لسيدنا الخوئي يرد على نفس ما نقله الاخ علي ذو النورين بالغلو في الامام اذا قلنا بانه قد صاحب الانبياء فان السيد الخوئي نص على ان المعصومين المخصوصين في قمة سلسلة العلل وهذا يعني ان كلامه انما هو عن الجسد وليس عن النور . ولكن لانني سيت الكتاب وليس ي يدي الان طريقة سريعة للبحث بحثت فوجدت ان مركز الابحاث العقائدية تحت اشراف السيد السيستاني يجيب عن هذه القضايا وعلى النت مباشرة بما لا يلتفت الى السند وانما الى مقبولية المعنى او عدم مقبوليته بناء على القواعد واغلب اجوبة المجيبين مبنية على تفريعات قاعدة الواحد لا يصدر منه الا الواحد كما لا يخفى على اهل الاختصاص في المعقول . وانني اعلم علم اليقين بان اغلب الفقهاء لا يعتبرون هذه الروايات التي يسأل عنها الناس ولكنهم لا يقولون بكذبها او نفيها وانما يقومون بتوجيهها بشكل يصح ذلك وفق العلوم العقلية ، وهذا هو ديدن العلماء . وعلى كل حال فان هذه الاجوبة التي سانقلها مع اسئلتها من مركز الابحاث العقائدية ، ليعلم الجميع بان الكلام عن الائمة في عالم النور والخلق الاول كما في الحديث السني المرسل ( اول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) وليس الكلام في شخوصهم الجسدية وهذا ما يجب ان يفهم وفي الاجوبة مزيد تفهيم .
                          جواب السؤال عن كونهم العلل :

                          رابطة فذكر الثقافية / العراق
                          السؤال: صحّة إطلاق العلل الأربعة على أهل البيت (عليهم السلام)

                          السلام على العاملين في مركز الابحاث العقائدية
                          هل يصح أن نطلق على أهل البيت (عليهم السلام) بأنهم العلل الأربع للخلق (الفاعلية، والمادية، والصورية، والغائية)؟

                          الجواب:
                          الأخوة في رابطة فكر الثقافية
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          القدر المتيقن هو جواز إطلاق العلة الفاعلية والعلة الغائية على أهل البيت(عليهم السلام)، لأنهم(عليهم السلام) مجرى الفيض الإلهي إلى الخلق ولهم الولاية التكوينية في كل شيء بإذن الله تعالى لا بالاستقلال كما يذهب إليه الغلاة المفوضة. وجواز هذا الاطلاق إنما هو باعتبار مقاماتهم العلوية كمقام الحقيقة المحمدية ووجوداتهم النورية كمقام نور الأنوار، لا باعتبار ذواتهم الأرضية وأشخاصهم الزمانية.
                          أما صحة إطلاق العلة الغائية عليهم، فلأن الله تبارك وتعالى قد خلق كل شيء لأجلهم كما ثبت في صريح الأخبار كخبر الكساء وحديث (لولاك لما خلقت الأفلاك) وغيرها. فهم إذن غاية ما خلق الله تعالى، ولولاهم لما كان في الوجود زيد ولا عمرو.
                          وأما صحة إطلاق العلة الفاعلية عليهم فمن جهة الله تعالى لتنزهه عن المباشرة جعل وسائط بينه وبين خلقه ومن جملة هذه الوسائط الفواعل، ومع ذلك فلا يعني ذلك أن أهل البيت(عليهم السلام) فاعلون وخالقون بل الله عز وجل هو الفاعل الخالق لما يشاء لا شريك له في خلقه، إلا أنه سبحانه إنما يفعل بفعله ومشيئته لا بذاته لتنزه وتقدس ذاته عن مباشرة عالم الإمكان، فقد ورد في الحديث الشريف: (( خلق الله الأشياء بالمشيئة وخلق المشيئة بنفسها)) ومعنى ذلك أن المباشر للخلق هي المشيئة وهي فعل الله عز وجل، وهم عليهم السلام محال مشيئة الله كما ورد في زيارة الجامعة.
                          فحينما نقول: أنهم(عليهم السلام) العلة الفاعلية نريد أن لهم تأثيراً في عالم التكوين بإذن الله عز وجل، فإن الله قد نسب فعل الخلق إلى بعض أنبيائه فقال في حق عيسى(عليه السلام): (( وَإِذ تَخلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ بِإِذنِي ))(المائدة: 110) ووكّل بعض ملائكته الكرام(عليهم السلام) بالرزق كميكائيل وبعضهم وكلهم بالحياة كإسرافيل وبعض بالإماتة كعزرائيل.. وورد أنه إذا أتى على الجنين في بطن أمه أربعة أشهر ((يبعث الله ملكين خلاقين فيقولان: يا رب ما نخلق؟ ذكر أم أنثى؟ شقياً أو سعيداً؟...) الحديث. فإذا صحت نسبة الخلق إلى بعض مخلوقات الله عز وجل كالأنبياء والملائكة فليس ثمة غرابة في صحة نسبته إلى الأئمة (عليهم السلام). فهم خالقون فاعلون بإذن الله عز وجل.

                          والجواب عن السؤال ان لنا مع الله حالات الدال على ان حالتهم في سلسلة العلل الطولية تختلف عن حالتهم البشرية الجسمانية :


                          محمد / قطر
                          السؤال: حديث منسوب للائمة (عليهم السلام) في الوحدة والكثرة

                          ما المقصود من هذه الرواية:
                          (إن لنا مع الله حالات هو نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن)
                          الجواب:
                          الأخ محمد المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          وردت هذه الرواية في كلمات العرفاء بلا سند عن لسان احد الأئمة (عليهم السلام) غير محدد.
                          وعلى كل فان بعضاً منهم كالسيد الخميني(ره) يأتي بها كشاهد على اتحاد الوحدة مع جهة الكثرة عند الكمل من الأولياء الشامخين، فبعد أن ذكر أن الحكماء (الفلاسفة) لما كان نظرهم إلى الكثرة فذكروا أن الصادر الأول هو العقل المجرد وان العرفاء الشامخين لما كان نظرهم إلى الوحدة قالوا أن الصادر الأول هو الوجود العام المنبسط، قال: واما الذي يشاهد الكثرة بلا احتجاب عن الوحدة ويرى الوحدة بلا غفلة من الكثرة يعطي كل ذي حق حقه فهو مظهر (الحكم العدل) الذي لا يتجاوز عن الحد وليس بظلام للعبد، فحكم تارة بان الكثرة متحققة وتارة بان الكثرة هي ظهور الوحدة كما نقل عن المتحقق بالبرزخية الكبرى والفقير الكلّ على المولى والمرتقى بـ (قاب قوسين أو أدنى) المصطفى المرتضى المجتبى بلسان أحد الأئمة (عليهم السلام): لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن وهو نحن ونحن هو. (مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية: المشكاة الثانية: المطلع السادس).
                          نقول: ان الواصل إلى هذه المرتبة هو دائم الوقوع فيها لا يغفل عن الوحدة بالانشغال بالكثرة ولا يغفل عن الكثرة بالفناء في الوحدة ومنه يظهر النظر في كلامه (قدس)): (فحكم تارة بأن الكثرة متحققه وتارة بأن الكثرة هي ظهور الوحده)، وظهر أيضاً أن ليس في هذه المرتبة حالات دون حالات، فربما والله العالم كان للحديث: (لنا مع الله حالات هو هو...الخ). معنى آخر، غير ما ذكره.
                          ودمتم في رعاية الله

                          وجواب السؤال عن حقيقة نورهم :

                          عبد الله
                          السؤال: وحدة حقيقتهم ونورهم

                          السلام عليكم ورحمة الله
                          قد برهن الحكماء ان رسول الله (ص) هو واسطة الفيض وعبره يصل الفيض الى كل الموجودات.وهو مظهر الصادر الاول و الانسان الكامل.
                          لكن لماذا يعتبر ان اهل البيت (ع) جميعهم هم وسائط الفيض وكذلك امام الزمان(عج) وان لولا وجوده المبارك لساخت الارض.بما ان رسول الله(ص) هو واسطة الفيض على جميع الدنيا و من فيها في كل زمان. هل يوجد دليل على ذلك؟

                          الجواب:
                          الأخ عبد الله المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          ان الحقيقة اهل البيت (عليه السلام) هي حقيقة واحدة, وهي الحقيقة المحمدية، ونورهم واحد وهو نور الانوار الذي تنورت منه الانوار, وحينئذ فكل واحد منهم بلحاظ الحقيقة المحمدية هو واسطة الفيض .
                          فعن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) في حديث المعراج الى أن يقول : يامحمد اني خلقت عليا وفاطمة والحسن والحسين والائمة من نور واحد ...
                          وعنه ايضا : خلقت انا وعلي من نور واحد قبل ان خلق الله ادم . وبالجمع بين الحديثين تبين انهم (عليهم السلام) جميعا من نور واحد .
                          ودمتم في رعاية الله

                          السؤال عن الإرادة الطولية لأنها واقعة في سلسلة العلل الطولية :


                          محمد المقداد / امريكا
                          السؤال: إرادتهم في طول إرادة الله عز وجل

                          أود أن أستفسر حول معنى واصل وصحة قول(إن لله رجالاً إذا أرادوا أراد )..هل قال به النبي (صلى الله عليه وآله) او احد الائمة عليهم السلام. هل يجوز ويصح عقائدياً هذا القول.

                          الجواب:
                          الأخ محمد المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          لم ترد هذه العبارة في الأخبار بهذا اللفظ بل وردت هكذا : (( إنّ لله عباداً متى أرادوا أراد ))، وهي من مرويات صوفية العامة.
                          وقد ورد ما في معناها بخصوص أهل البيت ( عليهم السلام ) . وسبب عدم تنافي الإرادتين: أن إرادتهم في طول إرادة الله، فلا يشاؤون الإّ ما يشاء :
                          فعن الصادق (عليه السلام) : إن الإمام وكر لإرادة الله عزّ وجلّ، لا يشاء الإّ ما يشاء الله .
                          وعن الإمام السجّاد (عليه السلام) إلى أن قال : ... اخترعنا من نور ذاته، وفوّض إلينا أمور عباده، فنحن نفعل بإذنه ما نشاء، ونحن إذا شئنا شاء الله، وإذا أردنا أراد الله .... الخبر.
                          وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال : يا جابر عليك بالبيان والمعاني، قال : فقلت / وما البيان والمعاني ؟ فقال (عليه السلام) : أمّا البيان فهو أن تعرف الله سبحانه ليس كمثله شيء فتعبده ولا تشرك به شيئاً، وأمّا المعاني فنحن معانيه ونحن جنبه وأمره وحكمه وكلمته وعلمه وحقه، وإذا شئنا شاء الله ويريد الله ما نريده .... الحديث .
                          ودمتم في رعاية الله


                          جواب ثان عن حالات الانوار القدسية :

                          حيدر نظير / العراق
                          السؤال: معنى قولهم (عليهم السلام) (لنا مع الله حالات هو فيها نحن...)
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          يذكر كلام ينسب الى الأئمة (عليهم السلام): (لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن وهو نحن ونحن هو).
                          وقد اشكلت عليّ فهم هذة العبارة.. ألا تدل على معتقد وحدة الوجود، واتحاد الخالق مع المخلوق، وهي شبيهة بعقائد النصارى من حلول الآله في البشر.
                          ارجو المساعدة والاجابة با سرع وقت... ولكم كل الشكر والامتنان
                          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

                          الجواب:
                          الأخ حيدر نظير المحترم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          ورد هذا الكلام في كتاب (الكلمات المكنونه) للفيض الكاشاني، وكتاب (مصباح الهداية) للسيد الخميني (قدس) حيث كان بصدد الرد على كلام الصوفية وتبيان المذهب الحق في المسألة.
                          وقولهم (عليهم السلام) هذا ليس فيه دلالة على ما ذكرت، فإن قوله: (لنا مع الله حالات هو فيها نحن ...) الخ، ناظر إلى حالات الإتحاد في الهوية، أي أنّ لنا مع الله تعالى حالات نكون في هذه الحالات لشدّة الإتصال به عزّ وجلّ والقرب منه كأننا هو، إذ تغيب إنياتنا في هذه الحالات لاندكاكها في عظمته، فنكون مظهراً لأمر الله وفعله، فإذا قلنا فالله تعالى هو القائل بنا وإذا فعلنا فالله تعالى هو الفاعل بنا، فبلحاظ هذه الحالات يكون فعلنا وقولنا فعل الله وقول مع أنه أجل وأعلى من أن يتحد بنا لأننا نحن وهو الله، وكذلك نكون كأننا الله عز وجل مع إننا عبيد له.
                          ويشير إلى هذا المعنى ما ورد في دعاء كلّ يوم من شهر رجب للإمام الحجة (عليه السلام) ومنه: (وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها، في كل مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك وبينها إلا إنهم عبادك وخلقك).
                          فقوله (عليه السلام): (لا فرق بينك وبينها) يشير إلى تلك الحالات التي لهم (عليهم السلام) مع الله تعالى بحيث تغيب إنياتهم وذواتهم في جلال جبروته وعظمته - ففي مثل هذه الحالات لا يكون ثمة فرق بينه عزّ وجلّ وبينهم من جهة صيرورتهم مظاهراً لأفعاله لأنهم واسطة فيضه ومحل مشيته ومظهر كبريائه . فتأمل .
                          ودمتم في رعاية الله

                          اقول : هذه جملة ن الاجوبة التي يجيب فيها علماء مؤمنون يتوضح منها عدم تبينهم للروايات ولكنهم يدرسون امكان توجيهها بالشكل المقبول ، بناء على التفريق بين مقامات الائمة النورية ومقاماتهم الجسدية لا يصح حمل هذه على غيرها .
                          والاجوة بكل وضوح هي موافقة للمنهج الفلسفي في العرفان النظري وقد ورد فيها اجوبة دقيقة ومصطلحات غير مفهومة لغير ذوي الاختصاص مثل الخلق بالمشيئة وليس بالمباشرة . فهذا مما لا يعرفه الا الخاصة واهل الاختصاص . ولكنني اوردت ذلك للدلالة على انه في مرحلة الامكان لا يمكن التنكيل فيما ورد بهذه الروايات الضعيفة ، اما في مرحلة الاثبات فقد لا يؤمن المرجع او القيه بها الكلام اثباتا ، ولعل السيد السيستاني صاحب ها الموقع لا يقبل هذه الافكار من اساسها ولكنه لا يستطيع نفي امكانها . على ان بعضها اشار الى تظافر وترابط المعاني بحيث يتحول الامر من الامكان الى الوقوع . فتأمل جيدا .

                          وبهذا فقد اجبنا الاخوة ويبقى جواب الايات التي تصور اخونا علي ذو النورين حفظه الله بانها منافية ، اتركها له ليتامل فيها وفيما قلناه حتى يتوصل بنفسه الى الجواب ويخبرنا فاا لم يتوصل فنحن بخدمته على المساعدة ، وكانت التجربة السابقة في جوابه ضعيفة النتيجة فانه قد نقل الاستنكار على افضلية الائمة على الانبياء فاتيته بقول في ارجوزة السيد الخوئي ، وكذلك اتيته بتنبيه قول الخوئي بان النبي نور وكذلك علي وليس جسد فقط ، ولكنه حفظه الله راى انها لا تكون جوابا على امر اخر فلم يلتفت الى انها في نفس الاتجاه :
                          والايات التي طرحها الاخ ذو النورين وهي نفس الايات التي يستدل بها المخالفون على عدم علم النبي بالسابقين وانما هو ناقل ما يقوله الملك (مراسل بريد بين الله والبشر) وهذه الآيات هي :

                          قال الله تعالى لرسوله الاعظم (صلى الله عليه واله) ( يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ )

                          وقال تعالى في سورة يوسف
                          (رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102) وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ )

                          وقال تعالى في سورة القصص ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (43) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الْأَمْرَ وَمَا كُنْتَ مِنَ الشَّاهِدِينَ (44) وَلَكِنَّا أَنْشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (45) وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) .

                          فننتظر منه ترتيب افكاره ليجيب هو عن الاشكال الذي ورد في ذهنه وشوشه في هذه الايات ، ونسال الله له التوفيق في ادراك الحقائق .

                          يلحق ........>>

                          تعليق


                          • #28
                            ------> تابع

                            السلام عليكم


                            نأتي الى جواب مقال الاخ صفاء حميد وسوف اضع تحت قول الاخ صفاء خطا وجواب بلا تخطيط ، ويمكن للمحرر الاسلامي ان يلون الاحد الكلاميين للتميز البصري اكثر كما يمكنه اجراء بعض التصحيحات الضرورية فقد فاتني التصحيح وانا على علجلة من امري :

                            قال حفظه الله في مقاله بعنوان :

                            ملاحظات على مقال {{ شخصية تسير مع الزمن ! من هو إيليا الذي يتمنى الأنبياء ان يحلوا سير حذائه ؟ }}

                            http://safa1434.blogspot.com/2013/12...#ixzz31oUESQBM

                            البارحه تحاورناً لبضعه دقائق مع أحد الأصدقاء حول كتابات الاستاذة الباحثة ايزابيل بنامين ماما اشوري وسألته عن رأيه في مقال {{ شخصية تسير مع الزمن ! من هو ايليا الذي يتمنى الأنبياء أن يحلوا سير حذائه ؟ }} فكان جوابه ايجابي وموافقاً لما ذكر في المقال ...



                            قلت له عليك التثبت والتأكد ولا تصدق بأي شيء ما لم يأتي دليلاً من القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليه ...


                            ( أقول: هذا الكلام غير علمي فان حصر الحقيقة والتصديق بالقرآن والعترة لا يقول به القرآن ولا العترة فان الحقيقة تعرف بطرق المعرفة الإنسانية ، والقرآن والسنة متكفلان لبيان أوامر الله ونواهيه والحق والباطل ، والادلة على الحكم الشرعي عندنا نحن الشيعة القرآن وسنة المعصوم والعقل والاجماع ، فلا ينحصر بالكتاب والسنة ، ولا يحصره كذلك الا الحشوية ولا يلتزمون به ، وهناك القرآنيون يحصرونه فقد بالقرآن ، وهذا كله تدمير للدين . واغلب اهل السنة وضعوا مصادر للتشريع غير الكتاب والسنة وهي مصادر وضعية انسانية مثل القياس الاستحسان و شرع من قبلنا والمصالح المرسلة وسد الذرائع وعمل اهل المدينة وعمل الصحابة وما شابه ذلك من مصادر ليست معصومة ولا هي لبيان التكليف . فالخلاصة ان ما بنى عليه الاخ صاحب المقال من نظرية لا يمكن قبولها اسلاميا فعلا عن التشيع ، ثم كيف يقال لا يقبل من الكتب السماوية القديمة الا ما وافق الكتاب والسنة ، بينما يجب ان يقول انه لا يقبل الا ما ثبت صدقه وعدم تحريفه لاننا مأمورون بالتصديق بكتب الله القديمة: { نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ } وهذا يعني الكتاب الحقيقي الذي نزل على صدر الانبياء وليس كتابا تقول عنه الكنيسة انه دخله تغيير سواء بالترجمة او بالتغيير المتعمد او غير المتعمد. فمن الواضح ان هناك خللا في التعاطي مع الاسلام ومع القران ناشئ من عدم التخصص ومن التعجل بالاحكام. )


                            فقال الاستاذة ذكرت روايتين ، فقلت له ليس ذكر الروايات في اي بحث دليل على صحة ذلك البحث


                            (اقول : رده على محاوره بتعجل يدل على نقضه لقاعدته ، فانه لا يعتبر ذكر الروايات دليلا ، فلا بد انه يضع شروطا لتكون دليلا ، وهذه الشروط ليست في الكتاب ولا في السنة لانها شروط عقلية لتحقيق صدق الدور اولا وثانيا علوم الدلالة التي هي ن المباح العقلية الانسانية التي لا دخل للسنة فيها بل هي من يبين مراد السنة ، وهذا الكم نقول به ولكنه ينقض كلامه السابق الذي يرفض قبول أي قول الا ان يكون موافقا للكتاب والسنة ، فشروط التحقق والدلالة هي شروط عقلية ليست من الكتاب والسنة) .


                            ... على أي حال وعدته بأن اكتب بعض الملاحظات على المقال فحبب إليه الأمر وما ان مرت ساعات على ذلك الحوار حتى بدأت ... وقبل ذكر الملاحظات نشير إلى نقطتين :

                            النقطة الأولى / محل النزاع :

                            أن كاتب السطور يدعي أن كل النصوص التي ذكرتها الأستاذة في مقالها عن ايليا لا تتعلق بالإمام علي عليه السلام ، أما الاستاذة الباحثة الفاضلة فهي تقول أنه الإمام علي عليه السلام ...

                            أن قالت : ما هو دليلك ؟

                            قلنا : لم يرد عن أهل البيت عليهم الصلاة والسلام أنهم قالوا كلما ورد اسم ايليا في التوراة والانجيل فالمقصود منه هو الإمام علي عليه السلام هذا أولاً ، وثانياً لو ابتعدنا عن القراءة التجزيئية التقطيعية لعرفنا أن النصوص التي ذكرتها الاستاذة الفاضلة ترتبط بإناس مذكورين في نفس القصة فبعد السير مع الكلام يتضح انه شخص غير الإمام علي عليه السلام فاستبدال الشخصية بالإمام علي يفتقر إلى الدليل .

                            أن قالت : النصوص في التوراة والأنجيل محيرة وأنا وصلت إلى النتيجة من خلال جمع النصوص بعضها مع بعض .

                            قلنا : هل مفسري التوراة والأنجيل اجمعوا على أن ايليا هو الإمام علي ؟

                            أن قالت : كيف لهم أن يجمعوا على ذلك وفي هذا الاجماع تهديم لدينهم ؟

                            قلنا : أذن المسألة هي اجتهادك الشخصي وهو لا يخلو أما أن تكوني أنت على صواب وهم على خطأ أو العكس وفي كلا الحالتين نحن غير ملزمين بما تتوصلون إليه فرأيهم لا يهمنا ورأيك ليس لديك عليه مسند من روايات أئمتنا عليهم الصلاة والسلام .





                            النقطة الثانية / أن كان ولابد أن يكون أيليا هو الإمام علي فيجب الالتزام بما يلي :

                            لو كانت الاستاذة الفاضلة تعتقد أن ايليا هو علي السنة لقلنا هذا شأنها ولا يعنينا فأهل الخلاف دينهم من ألفه إلى باءه باطل ومليء بالبدع والاهواء ، لكن بما أن الاستاذة الباحثة قالت ما نصه ((بحثت كثيرا فوجدا أن هناك شريحة جدا كبيرة من المسلمين قد ابعدوا إيليا . وشطبوا كل مآثره وأعماله ولكني وجدت ما يلي)) ومن ثم ذكرت كتابين من كتبنا فإذن هو الإمام علي عليه السلام الذي يعتقد به الشيعة سلمهم وحرسهم المولى وهذا يلزم الأستاذة :

                            1ـ أن الشيعة وتبعاً لأئمتهم عليهم الصلاة والسلام اجمعوا واتفقوا وتسالموا على أن الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله أفضل من كل النواحي والجوانب والمستويات من الإمام علي عليه السلام .

                            2ـ أن تعمل بطريقة علماءهم فيما يتعلق بالرواية فهم لا يعتقدون بصحة كل كتب الحديث من الجلاد إلى الجلاد إلا كتاب رب العباد القرآن الكريم .



                            اقول : ( اولا بيان فساد المقدمتين كما اخبرت سابقا :
                            ان الاستاذ الكريم : عرض مقدمتان لرده وهما اساس تفكيره في القضية :
                            الاولى : ان المعصومين والقرآن لم يقولوا بانه كلما ورد ايليا في الكتب السماوية فهو علي . وان مفسري النصرانية لا يقولون بذلك ، فيكون هذا رايها ، وهو لا يعتمد .
                            الثانية : ان قولها بان ايليا هو علي يلزم منه ان عليا افضل من النبي وهذا باطل عند الشيعة.

                            هذا خلاصة ما اراد من مقدمتيه ، وكلاهما غير صحيح . فان الكاتبة لا تدعي هذا اطلاقا حتى يشكل عليها فهو اشكال خارج الموضوع ، لانها تقول بان ايليا لم يكن في زمن محدد ولا في مكان محدد فقد اوردت – كما في الكتب المقدسة - تواجده مع النبين في مفاصل كثيرة وسيخرج اخر الزمان مع صاحب الرسالة ، وهذا طيف واسع ليس لانسان محدد في الكتاب كالنبي ايليا الذي ظهر عندهم في القرن التاسع قبل الميلاد ، فاين هذا من مقدمتيه ؟ كأنه لم يقرا ما كتبت الكاتبة بعمق ولم يعرف ما تريد فاصبح اشكاله على ماعرفه بنفسه لا على ما هو مطروح.
                            ثم ان كلا المقدمتين لا يمكن الالتزام بهما فالمقدمة الاولى : يرد عليها بان مجرد ورود رواية ان اسم علي عند النصارى هو ايليا – بغض النظر عن صحة الصدور لان هذا الصدور يوجب احتمالا للصدور لا يبيح لنا رفضه لمجرد عدم التاكد- ولهذا فان مار الفكرة خطئ حيث يشترط ان يصدر من الله او المعصوم قول بانه كلما ورد في الانجيل اسم ايليا فهو علي ، وهذا حتى لو صدر فلن يصح لان ايليا في الانجيل يمثل عدة شخصيات وعلى اقل تقدير هو ذالك الشخص المحدد الهوية – ايليا التشيبي - والاشخاص غير محددي الهوية التي حار فيهم كتاب النصرانية هل هو ملاك الرب ام انسان حقيقي ، حيث رافق الانبياء ، وانه سيظهر بالدين الحق مع صاحب الرسالة فهذه شخصيات اخرى ، يمكن دمجها بشخص واحد ولكن لا يمكن دمج هذا بايليا التشيبي الذي قتل الناس ابدا لانه شخص محدد ليس هو علي ، فكيف يريد من الله او المعصوم ان يدعي بان الجميع واحد .
                            واما المقدمة الثانية فهذه لا تصدر من شيعي والانسب ان تصدر من وهابي مغلق ، فان تفضيل علي على الانبياء لا يعني انه افضل من النبي محمد ص ابدا ، ومن ثم انها لم تقل انه افضل بل قالت ان صاحب هذه المواصفات ومنها نصرته للانبياء سيأتي في اخر الرسالات بشكل علني هو شخص استخلصه الله واعطاه كرامة ، ولم تجد له تفسيرا وعند المسلمين السنة لم تجد تفسيرا وانما وجدت في روايات الشيعة انه علي بن ابي طالب ، فاين قولها بالتفضيل على الانبايء جميعا ؟ واين ما ستلزم منه ان تقول بانه افضل من النبي محمد . وللطيفة فان اهل السنة لا يقبلون بهذا لانهم يقولون بان بعض الصحابة افضل خلق الله عدا النبي محمد وهذا يعني انه افضل من اولي العزم ، وقد اختلفوا فيه هل هو ابو بكر ام عائشة ام علي او غيرهم على خلاف شديد بينهم . فان مجرد مدح شخص لا يعني انقاص وزن اخرين وتفضيل شخص على شخص لا ينبغي حسابه على أخر وحتى التعميم في التفضيل لا يؤخذ به الا بعد الاستثناء فان عليا لا يعتبر نفسه يئا تجاه النبي محمد ص وكذلك الشيعة يقولون ولكنهم يقولون بان عليها افضل من الابياء في امور اما عامة او خاصة على تفصيل وخلاف بينهم.
                            ثم ان عدم ذكر علماء النصارى بان عليا ينبطق عليه صفة انه ايليا لا يعني انه دليل على الرفض . فانه للاسف اعتبر كلام الفاضلة ايزابيل مردود لانها لا تواق الدراسات المسيحية ، فاولا هي نصرانية وهي تعرف بدينها اكثر من منتقدها ، وثانيا هناك من قال بانه مذكور في كتبهم بصفته واسمه ، والقصص في ذلك من المشهورات قديما في زمن مولانا امير المؤمنين مثل لقاءه بالراهب براثا وذكره ذلك ومثل لقائه بالراهب من نسل بطرس الرسول في دير الزور واخباره بوجود اسمه وصفته وكذلك الراهب في منطقة قرب مدينة القائم الحدودية ، وكذلك حين امره النبي في فتح خيبر ان يعلن عن اسمه (علي) فانه سيرعب اهل خيبر لانهم يعرفون بان هذا الحصن سيسقط على يد ايليا . وهكذا الكثير من علماء اليهود والنصارى يطابقون بين ايليا الذي سيأتي وبين علي وهم يفرقون بين ايليا النبي الذي مضى وايليا الذي سيأتي ، فدعوى الاخ متعجلة وغير مستندة لاساس علمي وهي مبنية على اسا ان عدم اجماع النصارى على كلام ايزابيل دليل على طلان قولها ، وهذا يعني انه دليل على بطلان الاسلام لمن هو مسيحي يريد ان يستبصر فتفهم يرحمك الله .

                            اذن القدمات التي بنى عليها بحثه لا يمكن الاعتماد عليها لا عقلا ولا شرعا وهي تحتاج الى اعدة نظر ومن ثم اعاد ياغة ، وعند ذلك اغلب اشكالاته ستكون خارج الموضوع .
                            نعم هناك بعض الاشكالات قد يرد على الفاضلة ايزابيل مثل كون الشخص الرابع في النار البابلية هو ايليا ، فهذا تفسيرها الشخصي او انه فهمها من ملازمات ان ايليا المسيحي هو ناصر الانباء وهو الرجل الخفي في انقاذ اهل الحق ن فيكون هو هذا الرجل الخفي لا كما ذهب المتاخرون في الكنيسة انه ملاك الرب ، وعليه فيجب ان تسال الفاضلة: هل ان هذا استنتاج منها ؟ ام ان عندها نص بانه ايليا؟ فلا يجب ان نجزم بكونها اخطأت في هذا التشخيص ، مع انه امر مناقش في التطبيق بدون نص ظاهرا حيث لم نعثر على نص في ذلك ، ولكنها كما نعلم انها تجيد لغات قديمة وعندها مخطوطات قديمة تستدل بها فلعلها وجدت شيئا او طبقت قضية كلية على هذه الجزئية.)




                            وبعد هاتين النقطتين ندخل في الملاحظات فنقول :

                            الملاحظة الأولى / عنوان المقال :

                            نناقش العنوان من جهتين :

                            الجهة الأولى : قول الاستاذة الفاضلة (( شخصية تسير مع الزمن )) نقول : ماذا تقصد بالزمن هل هو الليل والنهار وما يلحقهما أم هو التجرد عنهما ؟؟؟ ومتى بدأ السير ؟؟؟ المتبادر من كلامها أنه بدأ منذ الخليقه وهذا لا يخلو عن مستويين :

                            الأول : ان يكون أيلياً جسم بروح وجسد وهذا خلاف طبيعة الأجسام ..

                            والثاني : ان يكون أيليا متجرداً عن الجسم وهذا يستلزم القدم ...

                            وأن أوردت على الثاني بأن القدم منتفي لخلق الباري له ؟

                            قلنا : وهذا يستلزم أن يكون ايليا خلق قبل الرسول الخاتم أولاً وهو أفضل منه ثانياً ؟؟




                            اقول المؤاخذة على الجهة الاولى من الملاحظة الاولى : ان عدم فهم الاستاذ المناقش لجملة شخصية تسير مع الزمن ، نقطة ضده لا ضدها فهي لا تريد هذه المعاني وانما المقصود ومن خلال السرد انها شخصية ظهرت لمختلف الانبياء والصالحين لنجدتهم ومعونتهم وهي احد اهم الشخصيات المنتظر (النبي ، ايليا ، المسيا) عند اليهود وهو شخصية منتظرة عند النصارى بعد ان طبقوا المسيا على عيسا والنبي على انبياء النصرانية فبقيت عندهم مكلة ايليا ، كما هي مشكلة البارقليط . ثم ان النقاش حول القابليات الروحية هو نقاش عقيم لانه نقاش في مرحلة الثبوت والامكان وهذا ممكن عند جميع العقلاء ، وانه بذلك الظهور يخالف الاجسام او يلزم منه القدم فهو كله في واد بعيد عن الفهم للقضايا الفلسفية ، فلا التجرد عن الجسم او المادة يعني القدم فان الملائة مجردون والروح مجردة فل هي قديمة ويستلزم تعدد القدماء؟ ثم ان استنكار ان ايليا خلق قبل النبي محمد وهو افضل منه ثانيا يعتبر عدم فهم لاقوال الرسول بانه اول خلق الله وان نور اشتق من نوره وما شابه ذلك ومن قال بانه ينفرد بذلك عن النبي فلعل النبي انفراده اهم واعمق ، وهو ما ثبت لدينا بالدليل . كل المناقشة فيها


                            الجهة الثانية : قول الاستاذة الفاضلة (( يتمنى الأنبياء ان يحلوا سير حذائه )) نقول : لم يتمنى كل الأنبياء أن يفعلوا ذلك لأيليا بل هي ذكرت السيد المسيح فقط فهل السيد المسيح يمثل كل الأنبياء ؟؟


                            هذا أولاً وثانياً السيد المسيح لم يتمنى ان يحل سير حذاء ايليا بل الوارد في ذلك ان القائل هو يوحنا كما في :

                            اقول: الملاحظة على الجهة الثانية من الملاحظة الاولى :
                            اولا : هناك في بعض الاناجيل ان المسيح قال هذه الكلمة في البارقليط او في الذي سيأتي بعده . فلم تشتبه الفاضلة وانما هناك مشكة في معلومات الاستاذ المناقش في الاسرار المسيحية.
                            ثانيا : ان العام الطبيعي يتحقق بفرد فحين تقول بان النبي عيسى يتمنى ان يحل سير حذائه فان النبياء تمنوا ذلك ، ثم انه يقر بان من قال ذلك هو يحيى هذان اثنان ويحيى نبي بقوله يتحقق الطبيعي ، ولم يناقش في ان النصرانية تقول بانه عنى عيسى عليه السلام كما تقول دراسات الكنيسة ، وهذا الكلام مختل لان ام عيسى وعيسى تربوا في بين والد يحيى وع يحيى ويحيى اصغر من مريم كما هو معلوم وهو ابن خالتها ، فالكلام ليس موجها لعيسا لانه اتفى علا لا انه سياتي حيث ان المعاصرة تنف القول المستقبلي خصوصا على صريح القرآن بانه نبي منذ ولادته كما تؤمن بعض الكنائس والمذاهب النصرانية .
                            ثالثا : ان قول يوحنا او عيسى كان بعد ذكر ايليا ومجيئه ، وهل هو يحيى او عيسى؟ ومناسبة المقال والمقام تقتضي ان يكون هذا الكلام العام جاء في سياق ذكر ايليا ، ولهذا فهو نص من حيث الربط بقضية ايليا أو من سيأتي بعده ، فان بعض الروايات تقول ذلك عن البارقليط وهو افعل التفضيل للفعل حمد كما يقول علماء اللغات. وبعضها عن ايليا نفسه ، وقد اعترف الانجيل بانه حتى عوام النساء كن ينتظرن ايليا او النبي او المسيا . )

                            1. انجيل مرقس 1 : 6 ـ 7 {{ كان يوحنا يلبس وبر الابل ومنطقة من جلد على حقويه وياكل جرادا و عسلا بريا . وكان يكرز قائلا ياتي بعدي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان انحني واحل سيور حذائه }} .

                            2. انجيل لوقا 3 : 16 {{ اجاب يوحنا الجميع قائلا انا اعمدكم بماء و لكن ياتي من هو اقوى مني الذي لست اهلا ان احل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار }} .

                            3. انجيل يوحنا 1 : 26 ـ 27 {{ اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء ولكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه هو الذي ياتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه }} .

                            نعم ورد في انجيل برنابا ان السيد المسيح قال ذلك لكنه ليس في ايليا وإنما في الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله كما في الفصل الرابع والأربعون {{ ما أسعد الزمن الذي سيأتي فيه إلى العالم ، صدقوني إني رأيته وقدمت له الاحترام كما رآه كل نبي، لأن الله يعطيهم روحه نبوة ، ولما رأيته امتلأت عزاءا قائلا : يا محمد ليكن الله معك وليجعلني أهلا أن أحل سير حذائك ، لأني إذا نلت هذا صرت نبيا عظيما وقدوس الله }} .




                            الملاحظة الثانية / أن كان ايليا لا يستوعبه العقل فنحن غير ملزمين بمعرفته :

                            قالت الاستاذة الفاضلة (( في سفر يسوع بن سيراخ جاء وصف لهذا الشخص المقدس . إيليا خلقه الرب منذ القدم ليكون عونا للأنبياء وغيرهم في ساعات الشدة . الوصف يجعل القارئ يقف أمام شخصية لا يستوعبها عقله )) نقول أن كانت هذه الأوصاف لا يستوعبها العقل فكيف نؤمن بها ؟ فلا العقل يدركها ولم تأتي من قبل الشرع حتى نتعبد بها فدونها قرط القتاد .


                            اقول الملاحظة الثانية يفسر الاستاذ الناقد كلمة (لا يستوعها عقل) كأن المقصود منها انها مستنكرة عند العقل ، والفرق بينهما فرق بين السماء والارض ، فان مقصود الباحثة ان صفات هذا الشخص تفوق قدرة الانسان العادية ولا يستطيع العقل ان يجد لها تفسيرا طبيعيا ، وهذا نقوله بالقطع في كل المعاجز وفي حال النبي واهل بيته وفي حال الانبياء ، فان العقل يعجز عن تفسير فعل النبي ولهذا فهو معجزة ، ولكن الاستاذ فهمها بانها صفات مستنكرة او مستقبحه ، لعله فهمها بانها غير موجودة اصلا لانها مخالفة لقوانين العقل العام عند البشر ، ولهذا يراه غير ملزمة له ويكرر الخطا بانها لم تاتي من قبل الشرع فلا نتعبد بها ن بل المعجزة التي يعجز عنها العقل هي ما يجب ان نتعبد باتباع صاحبها وهي الحجة القاطعة على صدق النبوة اثباتا . ولكن الاخ لا يلتزم بالفكر الامامي العلمي ولا باصول العقيدة الاسلامية لان قوله هذا يعني نفي النبوات حيث ا ناي قضية نعجز عن فهمها فهي مستقبحة عقلا لا تشكل اي دليل ، وهذا سمعناه من بعض الملاحدة وهو لا يستقيم في قاييس العقل الانساني.


                            الملاحظة الثالثة / هل وظيفة الأنبياء هي التمهيد للرسول أم للأمام علي ؟ :

                            قالت الأستاذة الفاضلة (( من هو ايليا الذي تنبأ به جميع الانبياء وطلبوا نصرته وحتى زمن يسوع الذي تنبأ به فقال في إنجيل متى 16: 14 جَمِيعَ الأَنْبِيَاءِ وَالنَّامُوسَ تَنَبَّأُوا. ، هذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ. مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ )) نقول ما هي فائدة أن يتنبأ الأنبياء بالإمام علي ويطلبوا نصرته لو لم يأتي الرسول الخاتم هل يأتي وصيه المكرم ؟ الأئمة عليهم الصلاة والسلام دورهم يأتي بعد رسولهم واستاذهم وهم مقيدون بالسير على نهجه وشريعته وسنته .




                            اقول : الملاحظة على الملاحظة الثالثة :
                            اولا: ان الاستاذ لم يفرق بين دراسة نص انجيلي ، وبين لوازم اسلامية (وهي غير لازمة ايضا) فخلط الحابل بالنابل ، فلهذا يرد على قراءة نص انجيلي يقول بان جميع الانبياء تنبأوا بمجيء ايليا في الزمن اللاحق ، وبين انه يلزم الباحثة بان النبوءة فقط بالنبي محمد ص ، وهذا اشتباه منه فان نبوءات الكتاب المقدس هي في النبي محمد وفي عيسى وفي علي وفي المهدي وفي الحسين واصحابه كما في كتبهم وفي الاثنا عشر قديسا من ولد اسماعيل ، فلا يعني اطلاقا ان هذا النص يلزم منه نفي مجيء النبي محمد مع ان نص الانجيل بانهم ينتظرون النبي وفي تعبير اخر البارقليط وينتظرون المسيا وينتظرون ايليا ، فهناك نصوص لا اظنها تخفى على الباحثة في النبي محمد ص.
                            ثانيا : السؤال عن الفائدة في النبوءة لا يقول بها متعلم ، لان النبوءات هي كلام الله على لسان الانبياء وكلما اجمع الانبياء على نفس الاشخاص المتنبأ حولهم فذلك يدعو الى العلم ان هذا الشخص له خصوصية عند الله ، ولا يسال الله عن خصوصياته بهذه الطريقة من قبيل ما الفائدة؟.
                            ثالثا: ان نص الباحثة المسيحية يقول بان هذه الشخصية تحتاج الى تحديد هوية ، وان تنبؤ جميع الكتب (الناموس) وجميع الانبياء به ، وهو سياتي بعد دهر كلام خطير فلابد من تحدد هويته ؟ فاشكال الناقد بعيد عن مقالة الباحثة في هذه الفقرة .
                            رابعا : الا يرى الاستاذ ان التنبأ بالتابع هو تنبأ بالاصل أيضا ؟ والا يرى الاستاذ ان من عظمة رسول الله ان يتنبا الانبياء به وبتابعه وبخلفاءه على حد سواء في التقديس والانتظار ؟ بل تنبؤوا له ابثني عشر خليفة ووصي تحديدا؟ فلا اعرف كيف فاته هذا وهو من الموالين ؟
                            فالنتيجة ان نقاشه خارج حدود ما قالته الباحثة بشكل عجيب . فاين كلامها من اشكاله؟





                            الملاحظة الرابعة / لم لا يكون ايليا هو يوحنا المعمدان ؟ :

                            كما رأيتم أن الاستاذة الفاضلة ذكرت لنا ما قاله السيد المسيح (على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام) نقلاً عن انجيل متى وهذا النص بترت منه الباحثة المحترمة بعض الكلمات فأخلت بالنص وإليك النص كاملاً {{ لان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنباوا . وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي . من له اذنان للسمع فليسمع }} كما هو واضح وجلي ان النص تغير معناه وارجو ان تكون الاستاذة اعتمدت على طبعة ليس كالطبعة التي عندي ؟؟؟ !!!




                            اقول : ما ذكره من النص يقول بان يوحنا ايضا تنبا بان يأتي ايليا ، وليس انه هو ايليا !! فاين هذا من ذاك؟
                            أن يوحنا المعمدان نفسه قال في انجيل يوحنا الانجيلي 1 :21 إنه ليس إيليا فكيف يستنتج الاخ انه ايليا عجبا.
                            19وَهذِهِ هِيَ شَهَادَةُ يُوحَنَّا، حِينَ أَرْسَلَ الْيَهُودُ مِنْ أُورُشَلِيمَ كَهَنَةً وَلاَوِيِّينَ لِيَسْأَلُوهُ:«مَنْ أَنْتَ؟» 20فَاعْتَرَفَ وَلَمْ يُنْكِرْ، وَأَقَرَّ:«إِنِّي لَسْتُ أَنَا الْمَسِيحَ». 21فَسَأَلُوه ( إِذًا مَاذَا؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟) فَقَالَ: (لَسْتُ أَنَا). (أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟) فَأَجَابَ: (لاَ).
                            فأين ما يقول مما هو وقع الفكر المسيحي ؟؟؟!!!


                            الملاحظة الخامسة / شبيه أبن الله هل هو لقب لايليا ؟ :

                            نقلت الأستاذة الفاضلة القصة الكاملة التي حدثت للأشخاص الثلاثة الذين اجبرهم نبوخذ نصر ان يسجدوا لتمثال الذهب ... في نهاية القصة قالت (( من هو هذا الرابع الذي يعرفونه بانه شبيه بابن الله ؟ والملقب إيليا )) طبعاً السؤال لا داعي له لأن الكاتبة الفاضلة ذكرت هذه القصة كدليل على ما قالته قبل ان تسرد القصة وهو قولها [[ من هو إيليا الذي ينقذ من نار الحريق ]] فالباحثة تجزم بأن الذي انقذ الثلاثة هو ايليا فما الداعي للسؤال أصلا ؟؟ !! ومن ثم هل اجمع مفسري دانيال وشارحيه ان " شبيه بابن الالهة " هو ايليا ؟ حسب اطلاعي المتواضع انهم انشقوا إلى قسمين احدهم يقول انه المسيح . وأخرين يقولون أنه ملاك من عند الله .




                            اقول : لعلي اتفق مع الناقد بعدم ورود نص في هذه الحادثة بانه ايليا ، ولكننا لا نجزم لعدم معرفتنا بخفايا الدراسات المسيحية فهناك نصوص مخفية عندهم .
                            ان تفسير الكنيسة الرسمي انه ملاك الرب ، وقد ردت الكنيسة على بعض المتطرفين القائلين بانه
                            يسوع اشتباها منهم لانهم فهموا كلمة ابن الالهة التي نطق بها الملك البابلي تعني ابن الله ، بينما المقصود في لغة البابليين لهذه الكلمة هو الملائكة حيث يسمونهم ابناء الالهة ، وهذا الرد من الكنيسة كان الاولى ان يكون على كل باحثيها الاثاريين الذين بحثوا في العراق حيث ترجموا كل ما ورد في لغة البابليين والسومريين من لفظة ابناء الالهة بنفس الترجمة او بالالهة لتكون كل حضارة وادي الرافدين شركية اطلاقا ولا يوجد نص على التوحيد ، وهذا باطل قطعا ، فارجو ان يستفيد الباحثون الاسلاميون من اعتراض الكنيسة على تفسير هذه الكلمة المركبة التي تعني امرا واحدا وهو الملاك . وقد عثرت على بحث مختصر لباحث قبطي اسمه هاني نبيل صادق يقل في اخر بحث هذه الخلاصة : ( لقد كانت دوما قصه الشخص الرابع الذي ظهر في اتون النار يتمشي مع الفتية الثلاثه موضع للتأمل والبحث و يميل الكثير من المسيحين اليوم الي اعتباره ابن الله يسوع المسيح الذي يخلصنا في وقت الضيق و بالطبع ليس هناك عيبا في هذا التأمل لكن كما وضح البحث انه لا ينبغي اخذ الامور علي علتها بل يجب للامانه العلمية ان نبحث عن قصد الروح القدس من وجود هذه الكلمات بالكتاب المقدس وهذا كما رأينا بالرجوع للخلفية التاريخية والقرينه واراء المفسرين قد رجح كفة ان يكون المقصود هو ملاك من عند الرب و ليس شخص الرب يسوع ابن الله .) وهذا واضح وكاف .

                            وهنا اقول انه لو اخطأت الباحثة في تطبيق هذا النص فلن يفقد البحث قيمته كما صورنا جوهر البحث . وقد يكون انها كمسيحة اعتمدت على نصوص عامة كما اشارات في قولها : (في سفر يسوع بن سيراخ جاء وصف لهذا الشخص المقدس . إيليا خلقه الرب منذ القدم ليكون عونا للأنبياء وغيرهم في ساعات الشدة ) فهي فسرت هذا الفرد تحت هذا العنوان العام اي المنقذ المصاحب للانبياء المخلوق قديما ، وهنا الاحظ على الكاتبة انها كان يجب ان تبين هل هذه المعلومة ، لها سند نصي ؟ ام هو استنتاج وتطبيق العموم على فرد نتيجة السبر والاستقصاء ؟ .




                            الملاحظة السادسة / ايليا سفر الملوك لم يقل أنه يسير مع الزمن ولا يكون مع كل نبي ؟ :

                            نقلت هذا النص الوارد من سفر الملوك الأول (( وقال إيليا لأخاب : حي هو الرب الذي وقفت أمامهُ ، إنه لا يكون طل ولا مطر في هذه السنين إلا عند قولي )) قالت بعده ما نصه [[ من هو هذا إيليا الذي يُرافق الأحداث عبر الزمن فيكون مع كل نبي ويحضر عند كل شدة ]] نقول من الواضح جداً أن ما قالته الأستاذة الفاضلة ما هو إلا تحميل للنص ما لا يتحمله فكلامه محدد ببضعه سنين {{{في هذه السنين}}} فالتعميم والاطلاق مستبعد جداً من هكذا جمل ؟؟ !!




                            اقول : في هذا الامر ايضا اختلط على الناقد الامر ، فان هذا هو ايليا التشبي ، ولكن هناك مشكلة في بعض المذاهب المسيحية التي تقول بالتناسخ فهي تقبل ان يكون نفس ايليا التشبي هو تقمص لايليا القديس الذي يرافق جميع الانبياء مع كل الازمان على انهم يشكلون عليه بانه قتل الناس(خمسين جنديا) بضربة واحدة (الابادة الجماعية) وهذا قد اجابوا عنه بمختلف الاجوبة حيث لم يعتبروا ذلك من باب الابادة الجماعية للمذنب ولغير المذنب ، وله قصة شبيهة في الاحاديت عندنا عن نبي دعا على قومه فاهلك الله الاشرار والابرار فسأل ربه فقال له ان الابرار سكتوا ومالؤوا الاشرار فلحقهم العذاب .

                            يبقى هنا سؤال : هل ان الباحثة لم تفرق بين ايليا النبي عندهم وبين ايليا الذي ياتي اخر الزمان؟ ام انها ايضا تؤمن بالتقمص والتناسخ ؟ ام ان ايرادها لهذا النص وقع غفلة نتيجة تحضير كل النصوص في ايليا ففلت منها؟؟


                            الملاحظة السابعة / ايليا سفر الملوك الأول هو نبي ؟ :

                            نقلت الأستاذة الفاضلة قصة ايليا مع المرأة وكيف ارجع روح أبنها بعدما مات وهذا الشخص الذي تستشهد به الأستاذة على اعتبار أنه الإمام علي عليه السلام نفسه يقول {{ 18: 22 ثم قال ايليا للشعب انا بقيت نبيا للرب وحدي وانبياء البعل اربع مئة وخمسون رجلا }} ... {{ 18: 36 وكان عند اصعاد التقدمة ان ايليا النبي تقدم وقال ايها الرب اله ابراهيم و اسحق و اسرائيل ليعلم اليوم انك انت الله في اسرائيل واني انا عبدك وبامرك قد فعلت كل هذه الامور }} فكل ما في الأمر ان ايليا كان نبي بعثه الله ليقف بوجه عبدة البلعم والسواري .



                            اقول : الظاهر هذا ايضا ايليا التشبي وليس ايليا الذي كان مع الانياء وتنبأ به جميع الانبياء بدليل انهم يعرفون ايليا التشيبي ولكنهم ينتظرون ايليا المزمع ان يأتي . واحتمالي ان هذا ايليا التشبي هو وروده في سياق سفر الملوك ، ولكنني لا استطيع الجزم فان القضية فيها غموض وتداخلات واضافات تعترف بها الكنيسة.
                            ولعل الباحثة لها راي في ايراد نصوص ايليا التشيبي (إذا كان هو المقصود بالنص ) ، فلعلها رأت ان هذه الشخصية لم تكن كما تقول عنها كتب التفسير اليهودي فلعله شخص ظهر فجاة وحارب المجرمين واختفى وكل ما قيل عنه انما هو عن موقف يوم او عدة ايام من هذا القديس الذي اعطي صفة ونسبا في كتب اليهود بينما هو مجهول في الحقيقة ، وهذا وارد حسب ما نقرأ في الدراسات اللاهوتية ، فانهم لا يستبعدون هكذا تفسيرات كما في تفسير الجامعة واستير وغيرها .
                            لعلي شخصيا اميل الى وجود عدة شخصيات تتبرك باسم ايليا القديس لكونه اسما عظيما عندهم وهو منتظر كاحد المنتظرين الكبار ، وقد ظهر على يدي بعضهم الكرامات ولكنه ليس هو نفسه ايليا القديس العظيم عندهم. وهذا الاحتمال يعني ان هذا النبي عندهم شخصية حقيقية عاشت ترة معينة ، رغم انهم لم يحددوا فترة النبي ايليا وقد اسمته بعض الكنائس الياس ولكنهم يحددون فترة الملك الذي حاور ايليا ولا نستطيع ان نجزم ولكنه احتمال وارد والامر يحتاج الى دراسات معمقة في الكتب القديمة وكيفية تكوين صورة هذا النبي عندهم ومقدار موثوقية السفر الذي ذكر الامر .


                            الملاحظة الثامنة / هل عوبديا نبي أم عبداً صالحاً يعمل في قصر أخاب ؟ :

                            قالت الأستاذة الفاضلة (( ومن هو إيليا الذي يسجد له الأنبياء الأمميين كما في سفر الملوك الأول 18: 7 وفيما كان عوبديا في الطريق، إذا إيليا قد لقيه فعرفهُ، وخر على وجهه وقال : أأنت هو سيدي إيليا )) في نفس السفر الذي نقلت منه الأستاذة هذا النص جاء بعده {{ فقال له انا هو اذهب و قل لسيدك هوذا ايليا . فقال ما هي خطيتي حتى انك تدفع عبدك ليد اخاب ليميتني }} .... عوبديا ان كان نبياً لماذا هو متردد فيما يأمره به ايليا ؟ وايضا ما هو الدليل الذي تملكه الأستاذه الفاضلة على ان عوبديا هذا كان نبياً ؟


                            اقول : اشكال الاستاذ الناقد صفاء خارج موضوع البحث وانما يريد ان يشكك في معلومات الباحثة ، وتساؤله عن عوبديا وعن نبوته يدل على انه لا يفهم معنى النبوة عند اليهود والمسيحيين فهم لا يقصدون به مفهوم النبوة عندنا اطلاقا .
                            عوبيديا نبي وله سفر عندهم ، وقد قال عنه قاموس الكتاب المقدس (وهو أحد الأنبياء الصغار (عوبديا النبي الصغير)، ولم تكن هذه التسمية بسبب صِغَرْ شأن هؤلاء الأنبياء، وإنما لِقِصَر نبواتهم المكتوبة.) وقال ايضا (نبي من بني يهوذا، من أنبياء العهد القديم الصغار، في القرن السادس ق.م. بعد دمار أورشليم أو في القرن الخامس بعد العودة من السبي. والمعلومات عن حياته قليلة جدًا. وهو كاتب رابع نبوات الأنبياء الصغار، سفر عوبديا الذي هو السفر الحادي والثلاثين في العهد القديم.)
                            فاذا كان عوبديا في القرن السادس فانه من المستحيل ان يكون ايليا هنا هو ايليا التشبي ، لانه في القرن التاسع الفرق بينهما ثلاثمائة عام فيكون ايراد الباحثة لهذه الحادثة موافق لاصل الفكرة التي طرحتها .



                            الملاحظة التاسعة / الرب هو الذي امر ايليا أم ملاكه ؟ :

                            قالت الاستاذة الفاضلة ((ومن هو إيليا الذي يطلب من الرب أن يُنزل نارا لتأكل أعداءه فيسمع الرب له ويُنزل النار ثلاث مرات كما في سفر الملوك الثاني 1 :12 : فَأَجَابَ إِيلِيَّا وَقَالَ إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ اللهِ، فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ )) هذا النص الذي ذكرته الباحثه في نفس الأصحاح نص 3 ورد {{ فقال ملاك الرب لايليا التشبي قم اصعد للقاء رسل ملك السامرة وقل لهم اليس لانه لا يوجد في اسرائيل اله تذهبون لتسالوا بعل زبوب اله عقرون }} وفي هذا النص جواب لسؤال الأستاذة فمن المؤكد والطبيعي أن الله عندما يأمر عبده أن يذهب في مهمة معينة فسوف لا يبخل على العبد في تلبيه كل ما يطلبه منه وليكن طلب ايليا فيما يتعلق بالنار من هذا القبيل . وأيضا نسأل ما هو المقصود بملاك الرب هل هو ملك مثلاً ومن الأفضل هو أم ايليا ؟



                            اقول : اشكال الاستاذ الناقد صفاء يدل على انه لا يفهم مرتكزت الفكر المسيحي ، لان الفكر المسيحي يعتبر الالهام عملية تواصل مباشر مع الله وكذلك يعترف بالواسطة بين النبي وبين الله بالملائكة ، وهذا قد نتافق فيه مع بعض القيود في العناوين .
                            ثم ان الباحثة تريد ان تتسائل عن قدرة ايليا التشبي التكوينية التي وهبها الله له . فان الن التوراتي يشير الى قدرة تكوينية من جهة والى تواق بين ارادة الله وارادة ايليا . فمن حقها ان تتسائل عن قيمة ايليا عند الله وهل التشبي له نفس قيمة ايليا المنقذ ام وقع وصف التسيبي خطا في هذه الحادثة؟ وهذه تساؤلات مشروعة وهناك تساؤلات اخرى ينبغي للباحثين في الكتاب المقدس ان يقدموا اجوبة لها .




                            الملاحظة العاشرة / ايليا لم يصعد إلى السماء وإنما أمره الله تعالى في مهمة أخرى :

                            قالت الأستاذة الفاضلة (( ومن هو إيليا الذي عندما تنتهي مهمته يصعد إلى السماء كما في سفر الملوك الثاني 2: 1 وكان عند إصعاد الرب إيليا في العاصفة إلى السماء )) وهذا النص لو قرأنا النصوص الأخرى السابقة عليه والأتية بعده لعرفنا أن هذا الصعود ليس صعوداً ابدياً كما يفهم من كلام الاستاذة الباحثة وإنما هو اشبه بصعود الطائرات من أجل التنقل من منطقة إلى أخرى ...

                            {{ كان عند اصعاد الرب ايليا في العاصفة الى السماء ان ايليا واليشع ذهبا من الجلجال . فقال ايليا لاليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى بيت ايل فقال اليشع حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك و نزلا الى بيت ايل . فخرج بنو الانبياء الذين في بيت ايل الى اليشع وقالوا له هل اتعلم انه اليوم ياخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا . ثم قال له ايليا يا اليشع امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى اريحا فقال حي هو الرب و حية هي نفسك اني لا اتركك و اتيا الى اريحا . فتقدم بنو الانبياء الذين في اريحا الى اليشع و قالوا له اتعلم انه اليوم ياخذ الرب سيدك من على راسك فقال نعم اني اعلم فاصمتوا . ثم قال له ايليا امكث هنا لان الرب قد ارسلني الى الاردن فقال حي هو الرب وحية هي نفسك اني لا اتركك وانطلقا كلاهما }} .




                            اقول : هذا الاشكال خارج عن البحث ، ومع ذلك فان ايليا صعد الى السماء بعاصفة كما في سفر الملوك2 ولا اعرف لماذا ينكر الصعود ؟ ولم يرجع ايليا كما توهم الاستاذ فان قوله بعثني الى الاردن لا يعني انه سيرجع وانه في مهمة مؤقتة فهو لم يرجع عندهم واختفى نهائيا ولم يمت كما ينصون في شروحهم، ولكن اذا لم يكن ذلك هو ايليا التشبي المشخص فانه يعني بانه سيرجع ولكن بعد حين ، لملاقاة نبي اخر . حسب الفرض في شخصية هذا الذي يقابل الانبياء ويعينهم سرا .

                            تعليق


                            • #29
                              الملاحظة الحادية عشر / يسوع يتحدث عن ايليا :

                              قالت الأستاذة الفاضلة (( ومن هو إيليا صديق الارامل والايتام الذي قال عنه يسوع المسيح كما في إنجيل لوقا 4: 25 وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا، وَلَمْ يُرْسَلْ إِيلِيَّا إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْهَا، إِلاَّ إِلَى امْرَأَةٍ أَرْمَلَةٍ )) هذا النص يناقض النص الذي نقلنا في الملاحظة الرابعة ...

                              اقول : ان ملاحظته الرابعة باطلة قطعا فخلاف النص الحالي مع ملاحظته يدل على عدم صحة ملاحظته هناك ، ثم ما وجه الدلالة في الموضوع؟


                              الملاحظة الثانية عشر / القائل يوحنا وليس يسوع ؟ :

                              قالت الأستاذة الفاضلة (( أن يسوع المسيح رفض ان يقيس نفسه بإيليا ولا بالنبي الذي سوف يأتي معه كما في إنجيل يوحنا 1: 21 فَسَأَلُوهُ : إِذًا من أنت؟ إِيلِيَّا أَنْتَ؟ فَقَالَ: لَسْتُ أَنَا. فسالوه :أَلنَّبِيُّ أَنْتَ؟ فَأَجَابَ: لاَ هُوَ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي، الَّذِي صَارَ قُدَّامِي، الَّذِي لَسْتُ بِمُسْتَحِقّ أَنْ أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ )) ولو رجعنا إلى الحوار كاملاً لعرفنا ان القائل هو ليس يسوع المسيح كما قالت الأستاذة الباحثة واليك النصوص {{ فسالوه اذا ماذا ايليا انت فقال لست انا النبي انت فاجاب لا . فقالوا له من انت لنعطي جوابا للذين ارسلونا ماذا تقول عن نفسك . قال انا صوت صارخ في البرية قوموا طريق الرب كما قال اشعياء النبي . وكان المرسلون من الفريسيين . فسالوه وقالوا له فما بالك تعمد ان كنت لست المسيح ولا ايليا ولا النبي . اجابهم يوحنا قائلا انا اعمد بماء و لكن في وسطكم قائم الذي لستم تعرفونه . هو الذي ياتي بعدي الذي صار قدامي الذي لست بمستحق ان احل سيور حذائه }} .



                              اقول : ان المسيح ايضا نفى ان يكون ايليا في انجيل متي الاصحاح السادس عشر :

                              ( 13 ولما جاء يسوع إلى نواحي قيصرية فيلبس سأل تلاميذه قائلا: من يقول الناس إني أنا ابن الإنسان . 14 فقالوا: قوم: يوحنا المعمدان، وآخرون: إيليا، وآخرون: إرميا أو واحد من الأنبياء . 15 قال لهم: وأنتم، من تقولون إني أنا . 16 فأجاب سمعان بطرس وقال: أنت هو المسيح ابن الله الحي . 17 فأجاب يسوع وقال له : طوبى لك يا سمعان بن يونا، إن لحما ودما لم يعلن لك، لكن أبي الذي في السماوات)

                              فهناك تداخل بين نفي يوحنا وبين نفي المسيح لكونهما ايليا . فهنا سألهم من يكون ابن الانسان فقيل قال قوم انه يحيى المعمدان (وهؤلاء هم الصابئة) وقال قوم انه إيليا فهم ينتظرونه بعد ولم يظهر (وهؤلاء اليهود الذين لم يؤمنوا به ) ، وقال اخرون انه ارميا وهو لم يظهر ، فسال تلاميذه فماذا تقولون فقالوا له انت الماشيحا ابن الحي ، وهذا ايضا كانوا ينتظرونه وهو شخصية مغايرة تماما لشخصية ايليا في النصوص المقدسة ، فهو صدقهم على نفي الشخصيات الثلاث عنه .
                              فاشكال الاخ الناقد ليس له وجه ، لان المسيحيين يرون ان المسيح ايضا نفى عن نفسه انه ايليا وانه عليهم انتظاره وقد بشر بمجيئة . فما المشكلة في ذلك ؟ المشكلة في فهم الاستاذ لما تقوله الباحثة .


                              الملاحظة الثالثة عشر / هذا ليس نبياً ولا علياً ؟ :

                              قالت الأستاذة الفاضلة (( علينا أن نعرف أن إيليا هذا ليس نبيا إنه أكبر من مقام نبي )) نقول بما أن الأستاذة الباحثة نفت عن ايليا مقام النبوة فبقي علينا ان ننفي الشطر الأخر وهو أن يكون ايليا أكبر من مقام النبي فالإمام علي عليه الصلاة والسلام ما هو إلا عبداً من عبيد محمد ...



                              اقول : مراد الباحثة ان ايليا اكبر من مقام النبي الذي عند النصارى فان النبي عندهم هو من يلهم وهذا مستمر عندهم لحد الان وان البابا عندهم نبي ملهم لذلك يسمونه الرسول وان مقامه الكرسي الرسولي . ولكن هذا ايليا بهذه الصفات والتقلبات عبر الزمن مع الانبياء فمرة يفعل المعاجز ومرة يساعد الايتام ومرة يساعد الانبياء والصالحين وهو سيستمر في ذلك الى اخر الزمان ويبقى على مدار الزمن كذلك وهو يظهر ويختفي فجأة، فهذا ليس مقام نبي عادي حسب المفهوم النصراني للنبي ، وانما هو مقام صاحب ولاية تكوينة وهو عندهم مقام القديسيين الكبار المتصلين بذات الرب ، وكلامها سليم جدا من هذه الناحية حب النصوص التي طرحتها ، واشكال الاخ الناقد في غير محله ومتجه لاتجاه اخر فهو يفسر بما انه اعلى من مقام النبوة فاذن هو اعلى من مقام النبي محمد وهذا باطل ، وكل هذا تخيل لا اصل له في ما ذهبت اليه الباحثة وهو بحث خارج البحث والزام بما لا يصح حتى في الديانة الاسلامية وحتى فيما هو اخص المذهب الشيعي .


                              الملاحظة الرابعة عشر / ايليا يأتي مع نبي فلا النبي افضل منه ولا هو أعظم من النبي ! :

                              قالت الأستاذة الفاضلة (( أن إيليا هذا شخص عظيم مقدس جدا يحل كل معضلات ومشاكل الناس وهو يسير مع الزمن ليس له وقت معين ، ومنتهاه سيكون بعد بعثة نبي حيث سيكون معه )) في الملاحظة الثالثة عشر قالت الأستاذة ان مقام ايليا أكبر من مقام نبي وهنا تقول يكون بعد نبي !! فهل تقصد الأستاذة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان كان هذا قصدها فمن هو الافضل النبي محمد أم الامام علي أن قالت الثاني فليس عندها دليل لا من كتب أهل الكتاب ولا من الشيعة وأن قالت الأول فكيف تحل هذا التناقض العجيب .


                              اقول : هذا الكلام غريب من الاخ ، فهو يستنج بطريقة غريبة ويعتبر استنتاجه ملزما للاخرين ، فكل ما قاله من المقارنة بين النبي محمد وبين الامام علي هو من خياله ، وانما هي تقول بان هذا شخصية عظيمة سياتي مع نبي ، وهي تتسال بان النبي الذي جاء بعد المسيح هو النبي محمد ص ، فمن هوايليا اذن ؟ ولم تجد له عند المسلمين جوابا الا في بعض كتب الشيعة بروايتين .

                              وبهذايتبين ان مناقشته للنصوص المسيحية ولكلام الباحثة لا يلزم المسيحية ولا يلزم المسلم لانه نقاش مبني على عدم فهم المصطلح وعلى عدم فهم الدلالت من النصوص وتوهم امور بحدة شديدة واستعجال غير واقعي .




                              مع روايتي الطبرسي والمجلسي رضوان الله عليهما :

                              مع ما تقدم من الملاحظات نعتقد ان ليس من الضروري أن ندخل في نقاش حول الروايتين اللتين ذكرتها الاستاذة الفاضلة نقلاً عن الاحتجاج لشيخنا الطبوسي والبحار لشيخنا المجلسي ومن باب الأشارة نقول انهما من المراسيل والاعتماد عليهما يحتاج إلى اطناب وتفصيل ...






                              أقول : انه اكتفى بمناقشة اقوال الباحثة تلك المناقشات الخاطئة عن مناقشة ما ورد في الروايتين مع الاشارة الى ضعف السند .
                              وقد تبين ان مناقشاته في واد بعيد جدا ، وانه ليس لديه اي مناقشة تسقط اصل البحث بل هو غير فاهم للبحث اصلا فهو اعتقد بان التطبيق في الرواية على من نص باسم ايليا انما هو رفع من منزلة علي على النبي محمد وهذا باطل عنده بل كفر وانه يجب تهديم بحث الباحثة لهذا التصور ، وتصوره كله لا اصل له وهو وهم شديد ولا تريد الباحثة ذلك وانما تريد ما قلناه في المقدمة .

                              واما اشارته الى المراسيل فهذا ليس من صنعته قطعا ويقينا لانه غير متخصص فبحثه في الامر لا يلزمنا ولا غيرنا لعدم تخصصه ، ولهذا نشير عليه انه ليس صحيحا ان المراسيل لا يعمل بها عند المسلمين ، بل هي اصل العمل عند الوهابية فان جميع روايات الرؤية والصفات هي من المراسيل او الضعاف عندهم وهي من المكذوبة او المحرفة عندنا ، وهي اصل عقيدتهم بالتأكيد التي يبنون عقيدتهم في التوحيد عليها ، وكذا فان روايات تفضيل الشيخين وغير ذلك في احوال صحة خلافة الشيخين عند بقية اهل السنة انما جميعا بين مراسيل وضعاف وموضوعة عندهم بينما هي اصل تلك العقيدة وكذا الروايات الملفقة في عدالة الصحابة على نفس المنوال وهي اصل اصول اعتقادهم المقدم على التوحيد ، واما الشيعة فعندهم تفصيل في المراسيل اذا كان معمولا بها او مشهورة بين الاصحاب ام كانت بخلاف العمل والشهرة. ففي الاول تُعتمد وهي حجة من جهة الموافقة وفي الثاني تترك بدون تكذيب لها لعدم معرفة ظرف الصدور فيما لو وقع فعلا.



                              نسأله تبارك وتعالى أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى أنه ارحم الراحمين .
                              والحمد لله رب العالمين

                              8 صفر / 1435 هـ
                              12 / 12 / 2013 م


                              الموضوع لم ينتهي ، ولكنني احببت ان انتظر لرؤية المناقشات حتى ازيد مما كتبت في هذا الموضوع . الا ان اغلب الجوانب التي وردت في الموضوع من المناقشات قد تم تغطيتها والتنبيه اليها ، واذا راى الاخوة اي نقص في جانب المعلومات فانا بالخدمة مع التنبيه بانني تركت متعمدا النصوص الكثيرة التي اشرت اليها في الحديث ، وذلك لانني اخاطب باحثين ومثقفيين يستطيعون الاطلاع بسهولة على ما نخبرهم به من تنبيهات وثانيا لان حجم المنقول كبير جدا وفيه الكثير من الدراسات التي تاخذ مئات الصفحات .

                              تعليق


                              • #30
                                الموضوع ليس تكليفيا ولا هو من الضروريات بنفسه ، ولكن هناك ضروري لا يمكنك انكاره وهو قوله تعالى : { وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ } {الصف/6}
                                وقوله تعالى : { الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} {الأعراف/157}

                                فاين ذكر النبي محمد في التوراة والانجيل ، فهذه امامنا وليس فيها شيء من هذا .
                                فاما ان نوافق على ما تم التلاعب به ؟ او يجب ان نبحث ونعزز القرآن بايجاد التصريح الذي اخفوه .
                                فما هو اسم محمد عندهم؟
                                وكذا النصوص التي تقول بان اسم علي موجود ايضا في التوراة والانجيل . فما هو اسمه؟ واين هو؟ .
                                وبدون هذه الاثباتات فان الكتب الحالية تكذب القرآن والحديث الشريف .
                                فهل اصبحت هذه ضرورية ام كمالية من الكماليات يا ابا نادر حفظك الله .
                                القضية وما فيها ان بعض النصوص تُدخل الباحث غير المتمكن من بحثه في متاهات فلا يستطيع الخروج منها ، وهذا ينبغي له ان يعرف بانه غير معني بهذه البحوث وهناك من يعرف المداخل والمخارج لها. ومهمتنا هي تمكينه من التفريق والتمحيص الفهم لجذور القضايا .

                                تعليق

                                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                                حفظ-تلقائي
                                x

                                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                                صورة التسجيل تحديث الصورة

                                اقرأ في منتديات يا حسين

                                تقليص

                                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                                يعمل...
                                X