من خطبتا صلاة الجمعة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت:12 -01- 2007
ما هو واقع العالم الإسلامي في نقاط الضعف التي تحكم أوضاعه؟ هناك مشكلة كبيرة تتحرك في حياته السياسية والأمنية والاقتصادية، وهي أن الدول الاستكبارية هي التي تخطط له وتتصرف في شؤونه وتتدخّل في قضاياه، سواء كان ذلك في مواقع الاحتلال المهيمنة عليه في كل أموره على مستوى الحكومة التي تدير شؤونه، أو على مستوى القوى الأمنية التي تشرف على تنظيم أمنه أو إدارة علاقاته بالآخرين، وهذا ما يتمثّل في الإدارة الأمريكية التي تحتل العراق ـ إلى جانب بريطانيا ـ بما قد يراه المرء حالةً سيادية في السطح، ولكنها في العمق تمثل حالة استعمارية، الأمر الذي يجعل الحكومة التي يوافق عليها المحتل عاجزةً عن تحقيق أيِّ نجاح أمني أو اقتصادي أو سياسي، كنتيجة للفوضى التي يحركها في النسيج السياسي الذي يختزن العقد المذهبية من جهة، والعقد العرقية من جهة أخرى، ما يؤدِّي إلى تخبّط الاحتلال في إدارته للوضع العراقي، بالإضافة إلى تخبط الوضع السياسي حكومياً وبرلمانياً وأمنياً.
ولا تزال الدوّامة الدامية تسيطر على العراق بالمزيد من الضحايا والجرحى والمشرّدين والمهجَّرين، من دون أن يسمح المحتلُّ للقائمين على شؤون العراق بإدارة المسألة الداخلية بشكل متوازن من خلال أهل الرأي فيه، لأن هناك حالاً من التمزّق الداخلي يكمن في خلفيات الصراع على السلطة الذي يلبس لبوساً وطنياً...
ونلاحظ أن الإدارة الأمريكية ـ بشخص رئيسها بوش ـ تواجه الموقف في العراق باستراتيجية جديدة، تتمثل في زيادة عدد قوَّاتها، وفي تحريك بعض الأوضاع السياسية بالانتقال من تأييد فريق هنا على حساب فريق هناك، في عملية توزيع مذهبي جديد قد لا يحقق أيَّ حل للمشكلة العراقية، لأن الاستراتيجية الأمريكية تخطِّط للسيطرة على أكثر من بلد في المنطقة من خلال العراق، ولكن الخطة الاحتلالية يمكن أن تسقط تحت تأثير مقاومة عراقية وطنية لا تخضع للقوى التكفيرية التي توجِّه أكثر مقاومتها للمدنيين العراقيين تحت تأثير العصبية المذهبية المَرَضِية الخانقة...
بيروت:12 -01- 2007
ما هو واقع العالم الإسلامي في نقاط الضعف التي تحكم أوضاعه؟ هناك مشكلة كبيرة تتحرك في حياته السياسية والأمنية والاقتصادية، وهي أن الدول الاستكبارية هي التي تخطط له وتتصرف في شؤونه وتتدخّل في قضاياه، سواء كان ذلك في مواقع الاحتلال المهيمنة عليه في كل أموره على مستوى الحكومة التي تدير شؤونه، أو على مستوى القوى الأمنية التي تشرف على تنظيم أمنه أو إدارة علاقاته بالآخرين، وهذا ما يتمثّل في الإدارة الأمريكية التي تحتل العراق ـ إلى جانب بريطانيا ـ بما قد يراه المرء حالةً سيادية في السطح، ولكنها في العمق تمثل حالة استعمارية، الأمر الذي يجعل الحكومة التي يوافق عليها المحتل عاجزةً عن تحقيق أيِّ نجاح أمني أو اقتصادي أو سياسي، كنتيجة للفوضى التي يحركها في النسيج السياسي الذي يختزن العقد المذهبية من جهة، والعقد العرقية من جهة أخرى، ما يؤدِّي إلى تخبّط الاحتلال في إدارته للوضع العراقي، بالإضافة إلى تخبط الوضع السياسي حكومياً وبرلمانياً وأمنياً.
ولا تزال الدوّامة الدامية تسيطر على العراق بالمزيد من الضحايا والجرحى والمشرّدين والمهجَّرين، من دون أن يسمح المحتلُّ للقائمين على شؤون العراق بإدارة المسألة الداخلية بشكل متوازن من خلال أهل الرأي فيه، لأن هناك حالاً من التمزّق الداخلي يكمن في خلفيات الصراع على السلطة الذي يلبس لبوساً وطنياً...
ونلاحظ أن الإدارة الأمريكية ـ بشخص رئيسها بوش ـ تواجه الموقف في العراق باستراتيجية جديدة، تتمثل في زيادة عدد قوَّاتها، وفي تحريك بعض الأوضاع السياسية بالانتقال من تأييد فريق هنا على حساب فريق هناك، في عملية توزيع مذهبي جديد قد لا يحقق أيَّ حل للمشكلة العراقية، لأن الاستراتيجية الأمريكية تخطِّط للسيطرة على أكثر من بلد في المنطقة من خلال العراق، ولكن الخطة الاحتلالية يمكن أن تسقط تحت تأثير مقاومة عراقية وطنية لا تخضع للقوى التكفيرية التي توجِّه أكثر مقاومتها للمدنيين العراقيين تحت تأثير العصبية المذهبية المَرَضِية الخانقة...
تعليق