بسم الله الرحمن الرحيم
فهرس أولي بأحداث أيام وفاة النبي صلى الله عليه وآله !
حاولتُ أن أضع تقويماً زمنياً لمراسم تغسيل النبي صلى الله عليه وآله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، يضم الأحداث الخطيرة التي وقعت أثناء ذلك وبعده ، الى أسبوعين من وفاته صلى الله عليه وآله ، فوجدت ذلك مهمة صعبة ، لأن رواة الخلافة القرشية حرصوا على التعتيم عليها وتشويشها ! فجاءت نصوصها متضاربة ، ينفي بعضها الآخر !
وتذكرت ماجرى للشيخ متولي شعراوي عندما قرأ في محاضرته في التلفزيون المصري كلام علي عليه السلام في وداع فاطمة بعد دفنها عليهما السلام ، وعلَّق عليه الشعراوي بأنه يدل على وجود أحداث خطيرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ينبغي أن نكشفها !
والكلام الذي قراه هو: ( السلام عليك يارسول الله ، عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ، والسريعة اللحاق بك . قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبرى ، ورق عنها تجلدي ، إلا أن لي في التأسِّي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضعَ تَعَزٍّ . فلقد وسَّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك . إنا لله وإنا إليه راجعون ، فلقد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة . أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال واستخبرها الحال ! هذا ولم يطل العهد ، ولم يخل منك الذكر , والسلام عليكما سلام مودع لا قالٍ ولا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين). (نهج البلاغة:2/182، وروي في غيره )
وفي اليوم الثاني لكلام الشعراوي خرجت صحيفة مصرية تتساءل: هل تشيع الشعراوي ؟! وبذلك أسكتوه عن البحث في تلك الأحداث ، بل عن ذكرها !
فإذا كانت هذه حال عالم سني معروف كالشعراوي ، وبعد ألف وأربع مئة سنة من الحادثة ، وفي مصر التي يحب شعبها أهل البيت وفاطمة الزهراء عليهم السلام خاصة ! فما بال من يحاول كشف تلك الأحداث في عصور حكم الخلافة القرشية ؟!
فالعجيب هو ما وصل الينا ، وليس العجيب ماأخفوه !
وهذا تقويم تقريبي لتلك الأحداث ، وهو قابل للإتساع:
1- يوم الأحد لَدَّتْ عائشة وحفصة النبي صلى الله عليه وآله ، أي سقتاه (دواء) في حال إغمائه ، رغم نهيه المشدد عن ذلك كما في البخاري ! فلما أفاق من إغمائه غضب من فعلهما وأمر أن يسقى كل من كان موجوداً غير بني هاشم ، ذلك الدواء ! وتدهورت حالة النبي صلى الله عليه وآله بعد ذلك حتى توفي في ظهر يوم الإثنين ! (راجع صحيح البخاري:5/143و7/17، وغيره)
2-كان عدد الطلقاء الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وآله في جيش أسامة سبع مئة نفر منهم أبو بكر وعمر وغيرهم ، وقد تباطأ قسم منهم عن الإلتحاق بمعسكر أسامة في الجرف ، ثم ترك المعسكر من التحق منهم يوم الأحد ، وعادوا الى المدينة !
قال في فتح الباري:8/116: (وعند الواقدي أيضاً أن عدة ذلك الجيش(جيش أسامة) كانت ثلاثة آلاف ، فيهم سبعمائة من قريش ) . انتهى.
3- باشر علي عليه السلام بمراسم تجهيز النبي صلى الله عليه وآله ، بعد ظهر يوم الإثنين الى صباح الثلاثاء ، وأذن للمسلمين أن يصلوا على جنازته فرادى من ضحى ذلك اليوم الى العصر ، ثم أخذ يواجه ضغط أبي بكر وعمر ومبعوثيهما ، ثم مجيئهما الى بيته يطالبونه ومن معه بالبيعة لهم ، ويهدودنه بالهجوم على بيته إن لم يبايع !!
4- دبَّر الحزب القرشي بيعة أبي بكر في السقيفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بنحو ساعتين فقط ! وساعدهم رؤساء الأوس ، حسداً لسعد بن عبادة رئيس الخزرج أن يصير هو الخليفة! ولم يثبت أن سعداً أو أحداً من الأنصار دعا الى اجتماع في السقيفة لبحث خلافة النبي صلى الله عليه وآله ، بل كانت السقيفة محل استقبال سعد وضيافته وهي فسحة من الشارع مسقوفة سميت باسم جيرانها بني ساعدة الخزرجيين ، وكان سعد مريضاً نائماً فيها يزوره الناس ، فاختارها الحزب القرشي للصفق على يد أبي بكر لوجود سعد وعدد من رجال الأنصار حوله ، فتركا جنازة النبي صلى الله عليه وآله واسرعا الى السقيفة ، وفتحا الموضوع وناقشا سعداً ومن حضر ، فقال بعض الأنصار لانبايع إلا علياً ، وقال بعضهم إن لم تريدوا علياً فالأنصار وسعد أولى منكم ، فبادر أبو بكر الى القول إني رضيت لكم أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة فبايعوا أحدهما ! فقال عمر لا نتقدم عليك ، وأخذ يده وصفق عليها هو وأبو عبيدة ، ثم بايعه ثلاثة أشخاص من الأوس المضادين لسعد !
وهكذا أعلنوا بيعة أبي بكر التي بحيلة من غير مشورة ، وساندهم كل القرشيين الطلقاء وكانو ألوفاً في المدينة ! وقد وصف عمر في خلافته بيعة أبي بكر بأنها كانت فلتة ونجحت ، وسمع أن بعضهم يقول إنه سيبادر بعد وفاة عمر الى مثلها ، فأصدر أمراً بقتل من بادر الى مثلها . رواه البخاري:8/25 !
5- اعترض سعد بن عبادة المريض المثقل ، على تصرفهم ، لكن الحزب القرشي تغلبوا عليه وشتموه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده الى بيته !
وعندما انسحب سعد صارت السقيفة بيد القرشيين ، واتخذوها مقراً لبيعة أبي بكر ، ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم !
6- ترك أبو بكر وعمر والقرشيون جنازة النبي صلى الله عليه وآله لعترته ، وعشيرته بني هاشم ! حتى أن مسجد النبي صلى الله عليه وآله ومحيطه كان في الأيام الثلاثة بعد وفاته صلى الله عليه وآله شبه خال ! وانشغل الصحابة إلا المنقطعون الى أهل البيت عليهم السلام بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وانشغلت فعاليات الحزب القرشي وهم: أبو بكر ، وعمر ، وعائشة ، وحفصة ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى حذيفة ، ومعهم بعض الأوس ، بمعالجة موقف الأنصار ، وكانوا يزورون زعماءهم في أحيائهم لإقناعهم ببيعة أبي بكر ، ومنع تأثير سعد وعلي عليهم !
7- في اليوم الثاني جاء أنصار أبي بكر وعمر من الطلقاء الى مسجد النبي صلى الله عليه وآله مشمِّرين أزرهم، يزفون أبا بكر زفةً مسلحة ، ويهددون من لم يبايع بالقتل !
وأصعد عمر أبا بكر على منبر النبي صلى الله عليه وآله وبايعه بعض الناس ، وصلى بهم المغرب ثم عاد الى السقيفة ، ولم يزوروا بيت النبي صلى الله عليه وآله ، ولم يصلوا على جنازته !
8- في مساء الثلاثاء وليلة الأربعاء ، قام عليٌّ عليه السلام بدفن جنازة النبي صلى الله عليه وآله بعد منتصف الليل ، وحضر مراسم الدفن بنو هاشم وبعض الأنصار ، وأفراد نادرون من القرشيين ، ولم يحضرها أحد من قادة الحزب القرشي !
9- في ليلة الخميس قام أمير المؤمنين ومعه فاطمة والحسنان عليهما السلام بجولة على بيوت الأنصار ، وطالبوهم بالوفاء ببيعتهم للنبي صلى الله عليه وآله على النصرة ، حيث شرط عليهم فيها أن يدافعوا عنه وعن أهل بيته وذريته كما يدافعون عن بيوتهم وذراريهم.. فاستجاب له منهم أربعة وأربعون رجلاً ، فطلب منهم أن يأتوه غداً محلقين رؤوسهم مستعدين للموت ، فلم يأته إلا أربعة !
ثم أعاد أمير المؤمنين عليه السلام جولته على الأنصار وبعض المهاجرين ليلة الجمعة ثم ليلة السبت ! فلم يأته غير أولئك الأربعة: المقداد ، وعمار ، وأبو ذر، وسلمان!
10- في هذ المدة أرسل الحزب القرشي الى أسامة وهو في معسكره بالجرف خارج المدينة ، أن ينهي المعسكر ويأتي ومن بقي معه الى المدينة ، ويبايعوا أبا بكر لأن المسلمين بايعوه ، فاحتج عليهم أسامة بأن النبي صلى الله عليه وآله توفي وهو أمير على أبي بكر ، فأبو بكر مازال جندياً تحت إمرته !
قال الطبرسي في إعلام الورى:1/269: (فما كان بين خروج أسامة ورجوعه إلى المدينة الا نحو من أربعين يوماًً ، فلما قدم المدينة قام على باب المسجد ثم صاح: يا معشر المسلمين ، عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فتأمَّر عليَّ وعزلني ) ! انتهى .
حاولتُ أن أضع تقويماً زمنياً لمراسم تغسيل النبي صلى الله عليه وآله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه ، يضم الأحداث الخطيرة التي وقعت أثناء ذلك وبعده ، الى أسبوعين من وفاته صلى الله عليه وآله ، فوجدت ذلك مهمة صعبة ، لأن رواة الخلافة القرشية حرصوا على التعتيم عليها وتشويشها ! فجاءت نصوصها متضاربة ، ينفي بعضها الآخر !
وتذكرت ماجرى للشيخ متولي شعراوي عندما قرأ في محاضرته في التلفزيون المصري كلام علي عليه السلام في وداع فاطمة بعد دفنها عليهما السلام ، وعلَّق عليه الشعراوي بأنه يدل على وجود أحداث خطيرة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ينبغي أن نكشفها !
والكلام الذي قراه هو: ( السلام عليك يارسول الله ، عني وعن ابنتك النازلة في جوارك ، والسريعة اللحاق بك . قلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبرى ، ورق عنها تجلدي ، إلا أن لي في التأسِّي بعظيم فرقتك وفادح مصيبتك موضعَ تَعَزٍّ . فلقد وسَّدتك في ملحودة قبرك ، وفاضت بين نحري وصدري نفسك . إنا لله وإنا إليه راجعون ، فلقد استرجعت الوديعة ، وأخذت الرهينة . أما حزني فسرمد ، وأما ليلي فمسهد ، إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم . وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها ، فأحفها السؤال واستخبرها الحال ! هذا ولم يطل العهد ، ولم يخل منك الذكر , والسلام عليكما سلام مودع لا قالٍ ولا سئم ، فإن أنصرف فلا عن ملالة ، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين). (نهج البلاغة:2/182، وروي في غيره )
وفي اليوم الثاني لكلام الشعراوي خرجت صحيفة مصرية تتساءل: هل تشيع الشعراوي ؟! وبذلك أسكتوه عن البحث في تلك الأحداث ، بل عن ذكرها !
فإذا كانت هذه حال عالم سني معروف كالشعراوي ، وبعد ألف وأربع مئة سنة من الحادثة ، وفي مصر التي يحب شعبها أهل البيت وفاطمة الزهراء عليهم السلام خاصة ! فما بال من يحاول كشف تلك الأحداث في عصور حكم الخلافة القرشية ؟!
فالعجيب هو ما وصل الينا ، وليس العجيب ماأخفوه !
وهذا تقويم تقريبي لتلك الأحداث ، وهو قابل للإتساع:
1- يوم الأحد لَدَّتْ عائشة وحفصة النبي صلى الله عليه وآله ، أي سقتاه (دواء) في حال إغمائه ، رغم نهيه المشدد عن ذلك كما في البخاري ! فلما أفاق من إغمائه غضب من فعلهما وأمر أن يسقى كل من كان موجوداً غير بني هاشم ، ذلك الدواء ! وتدهورت حالة النبي صلى الله عليه وآله بعد ذلك حتى توفي في ظهر يوم الإثنين ! (راجع صحيح البخاري:5/143و7/17، وغيره)
2-كان عدد الطلقاء الذين أرسلهم النبي صلى الله عليه وآله في جيش أسامة سبع مئة نفر منهم أبو بكر وعمر وغيرهم ، وقد تباطأ قسم منهم عن الإلتحاق بمعسكر أسامة في الجرف ، ثم ترك المعسكر من التحق منهم يوم الأحد ، وعادوا الى المدينة !
قال في فتح الباري:8/116: (وعند الواقدي أيضاً أن عدة ذلك الجيش(جيش أسامة) كانت ثلاثة آلاف ، فيهم سبعمائة من قريش ) . انتهى.
3- باشر علي عليه السلام بمراسم تجهيز النبي صلى الله عليه وآله ، بعد ظهر يوم الإثنين الى صباح الثلاثاء ، وأذن للمسلمين أن يصلوا على جنازته فرادى من ضحى ذلك اليوم الى العصر ، ثم أخذ يواجه ضغط أبي بكر وعمر ومبعوثيهما ، ثم مجيئهما الى بيته يطالبونه ومن معه بالبيعة لهم ، ويهدودنه بالهجوم على بيته إن لم يبايع !!
4- دبَّر الحزب القرشي بيعة أبي بكر في السقيفة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله بنحو ساعتين فقط ! وساعدهم رؤساء الأوس ، حسداً لسعد بن عبادة رئيس الخزرج أن يصير هو الخليفة! ولم يثبت أن سعداً أو أحداً من الأنصار دعا الى اجتماع في السقيفة لبحث خلافة النبي صلى الله عليه وآله ، بل كانت السقيفة محل استقبال سعد وضيافته وهي فسحة من الشارع مسقوفة سميت باسم جيرانها بني ساعدة الخزرجيين ، وكان سعد مريضاً نائماً فيها يزوره الناس ، فاختارها الحزب القرشي للصفق على يد أبي بكر لوجود سعد وعدد من رجال الأنصار حوله ، فتركا جنازة النبي صلى الله عليه وآله واسرعا الى السقيفة ، وفتحا الموضوع وناقشا سعداً ومن حضر ، فقال بعض الأنصار لانبايع إلا علياً ، وقال بعضهم إن لم تريدوا علياً فالأنصار وسعد أولى منكم ، فبادر أبو بكر الى القول إني رضيت لكم أحد الرجلين عمر أو أبا عبيدة فبايعوا أحدهما ! فقال عمر لا نتقدم عليك ، وأخذ يده وصفق عليها هو وأبو عبيدة ، ثم بايعه ثلاثة أشخاص من الأوس المضادين لسعد !
وهكذا أعلنوا بيعة أبي بكر التي بحيلة من غير مشورة ، وساندهم كل القرشيين الطلقاء وكانو ألوفاً في المدينة ! وقد وصف عمر في خلافته بيعة أبي بكر بأنها كانت فلتة ونجحت ، وسمع أن بعضهم يقول إنه سيبادر بعد وفاة عمر الى مثلها ، فأصدر أمراً بقتل من بادر الى مثلها . رواه البخاري:8/25 !
5- اعترض سعد بن عبادة المريض المثقل ، على تصرفهم ، لكن الحزب القرشي تغلبوا عليه وشتموه وداسوا بطنه ، فحمله أولاده الى بيته !
وعندما انسحب سعد صارت السقيفة بيد القرشيين ، واتخذوها مقراً لبيعة أبي بكر ، ومركزاً لجلوسهم وعملياتهم !
6- ترك أبو بكر وعمر والقرشيون جنازة النبي صلى الله عليه وآله لعترته ، وعشيرته بني هاشم ! حتى أن مسجد النبي صلى الله عليه وآله ومحيطه كان في الأيام الثلاثة بعد وفاته صلى الله عليه وآله شبه خال ! وانشغل الصحابة إلا المنقطعون الى أهل البيت عليهم السلام بتأييد بيعة أبي بكر أو معارضتها ، وانشغلت فعاليات الحزب القرشي وهم: أبو بكر ، وعمر ، وعائشة ، وحفصة ، وأبو عبيدة ، وسالم مولى حذيفة ، ومعهم بعض الأوس ، بمعالجة موقف الأنصار ، وكانوا يزورون زعماءهم في أحيائهم لإقناعهم ببيعة أبي بكر ، ومنع تأثير سعد وعلي عليهم !
7- في اليوم الثاني جاء أنصار أبي بكر وعمر من الطلقاء الى مسجد النبي صلى الله عليه وآله مشمِّرين أزرهم، يزفون أبا بكر زفةً مسلحة ، ويهددون من لم يبايع بالقتل !
وأصعد عمر أبا بكر على منبر النبي صلى الله عليه وآله وبايعه بعض الناس ، وصلى بهم المغرب ثم عاد الى السقيفة ، ولم يزوروا بيت النبي صلى الله عليه وآله ، ولم يصلوا على جنازته !
8- في مساء الثلاثاء وليلة الأربعاء ، قام عليٌّ عليه السلام بدفن جنازة النبي صلى الله عليه وآله بعد منتصف الليل ، وحضر مراسم الدفن بنو هاشم وبعض الأنصار ، وأفراد نادرون من القرشيين ، ولم يحضرها أحد من قادة الحزب القرشي !
9- في ليلة الخميس قام أمير المؤمنين ومعه فاطمة والحسنان عليهما السلام بجولة على بيوت الأنصار ، وطالبوهم بالوفاء ببيعتهم للنبي صلى الله عليه وآله على النصرة ، حيث شرط عليهم فيها أن يدافعوا عنه وعن أهل بيته وذريته كما يدافعون عن بيوتهم وذراريهم.. فاستجاب له منهم أربعة وأربعون رجلاً ، فطلب منهم أن يأتوه غداً محلقين رؤوسهم مستعدين للموت ، فلم يأته إلا أربعة !
ثم أعاد أمير المؤمنين عليه السلام جولته على الأنصار وبعض المهاجرين ليلة الجمعة ثم ليلة السبت ! فلم يأته غير أولئك الأربعة: المقداد ، وعمار ، وأبو ذر، وسلمان!
10- في هذ المدة أرسل الحزب القرشي الى أسامة وهو في معسكره بالجرف خارج المدينة ، أن ينهي المعسكر ويأتي ومن بقي معه الى المدينة ، ويبايعوا أبا بكر لأن المسلمين بايعوه ، فاحتج عليهم أسامة بأن النبي صلى الله عليه وآله توفي وهو أمير على أبي بكر ، فأبو بكر مازال جندياً تحت إمرته !
قال الطبرسي في إعلام الورى:1/269: (فما كان بين خروج أسامة ورجوعه إلى المدينة الا نحو من أربعين يوماًً ، فلما قدم المدينة قام على باب المسجد ثم صاح: يا معشر المسلمين ، عجباً لرجل استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه وآله فتأمَّر عليَّ وعزلني ) ! انتهى .
تعليق