بسم الله الرحمن الرحيم
تشترك جميع الدساتير والقوانين الوضعية بصفة تجمعها جميعاً وهي القصور. إذ ان الذي وضعها هو قاصر فكيف يُتوقع الكمال من أيدي القاصرين. لقد وُلِد المذهب السني من رحم سقيفة بني ساعدة ليمثل مذهباً لسد الذرائع التي قامت عليها الحكومة البكرية وماتلاها من آثار على مر العصور والأزمان ، فكانت نظرية عدالة الصحابة هي احدى التنظيرات وأهمها كمحاولة لسد الفجوات والثغرات في جسد هذا المذهب.
يقول احد اعضاء فريق حكومة بوش الاب : كنتُ قلقاً ان يسحب صدام قواته من الكويت ، فذهبت الى مكتب زميلي لاخبره بقلقي ان يفوّت صدّام فرصتهم لسحق الجيش العراقي فأجابه زميله انه مادامت مظاهرات التأييد لصدام وحمل صوره في الاردن مستمرة على شاشات التلفاز فلن يسحب صدام جيشه.
كفرد شيعي يهمني الانتصار لمذهبي انا أتمنى ان لايأتي اليوم الذي يعقل فيه السنة كما توجد الان بعض تلك الاصوات ويدعوا الى مراجعة نظرية عدالة الصحابة . فهذه النظرية كما لو شاء الله يوماً ان اكتب في ذلك موضوعاً هي السبب في استبصار كثير من اهل السنة وتحولهم الى المذهب الشيعي ، فأشد على يد كل من يغلو بها لانها هي ماسيساعد ويكون له الفضل في تآكل منظومة مذهب اهل السنة والجماعة.
جاء في صحيح البخاري :
- صحيح البخارى - البخاري ج 5 ص 81 :
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا أبو اسحق عن مالك بن أنس قال حدثنى ثور قال حدثنى سالم مولى ابن مطيع انه سمع ابا هريرة رضى الله عنه يقول افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة انما غنمنا البقر والابل والمتاع والحوائط ثم انصرفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وادى القرى ومعه عبد له يقال له مدعم اهداه له احد بنى الضباب فبينما هو يحط رحل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه سهم عائر حتى اصاب ذلك العبد فقال الناس هنيئا له الشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى والذى نفسي بيده ان الشملة التى اصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم بشراك أو بشراكين فقال هذا شئ كنت اصبته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شراك أو شراكان من نار. انتهى
نجد في هذه الرواية ان احد خدّام رسول الله مات على ملة اهل النار.
فأما :
1- ان هذا الصحابي منافق ليس مسلم وهذا لايجوز لان الناس شهدوا على اسلامه وهو خادم الرسول.
2- ان صحيح البخاري اورد رواية ضعيفة وهذا سينهي كتب السنة .
3- ان الصحابي من اهل جهنم وهنا ستسقط نظرية عدالة الصحابة اذ ان الصحابة من اهل الجنة.
4- تكذيب حرقه بالنار وهذا تكذيب للرسول فيستحل قائل ذلك حد الردة.
اذن للجمع والتوفيق بين كل هذه النقاط لم نجد الا ان يدخل (مدعم) الجنة وهناك تحرقه النار.
هذه هي نتيجة شرائع القاصرين ، الجنة موضع التعذيب والحرق.
قد يقول قائل أليس مدعم هو نفسه كركرة ؟
- صحيح البخارى - البخاري ج 4 ص 37 :
عن عمر وعن سالم بن أبى الجعد عن عبد الله بن عمر وقال كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها قال أبو عبد الله قال ابن سلام كركره يعنى بفتح الكاف وهو مضبوط كذا. انتهى
فيجيبه ابن حجر
- فتح الباري - ابن حجر ج 7 ص 375 :
قوله لتشتعل عليه نارا يحتمل أن يكون ذلك حقيقة بأن تصير الشملة نفسها نارا فيعذب بها ويحتمل أن يكون المراد أنها سبب لعذاب النار وكذا القول في الشراك الآتي ذكره قوله فجاء رجل لم أقف على اسمه قوله بشراك أو بشراكين الشراك بكسر المعجمة وتخفيف الراء سير النعل على ظهر القدم وفي الحديث تعظيم أمر الغلول وقد مر شرح ذلك واضحا في أواخر كتاب الجهاد في باب القليل من الغلول في الكلام على حديث عبد الله بن عمرو قال كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو في النار في عباءة غلها وكلام عياض يشعر بأن قصته مع قصة مدعم متحدة والذي يظهر من عدة أوجه تغايرهما نعم عند مسلم من حديث عمر لما كان يوم خيبر قالوا فلان شهيد فقال النبي صلى الله عليه وسلم كلا إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة فهذا يمكن تفسيره بكركرة بخلاف قصة مدعم فإنها كانت بوادي القرى ومات بسهم عائر وغل شملة والذي أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم كركرة هوذة بن علي بخلاف مدعم فأهداه رفاعة فافترقا والله أعلم .
فيتبين ان هناك بدل الصحابي صحابيان سيُحرقون في الجنة ، ولله الحمد.
تعليق