الأخوة الاعضاء والزوار الكرام ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من المعروف والمشهور ان عقيدة التقية من اهم العقائد التي يقوم بها دين الامامية الاثنى عشرية ..
لكن الغريب ان الامامية ينسبون التقية للأئمة الاثنى عشر .. في الوقت الذي يدعون فيه العصمة لهم فكيف أجتمع المتضادان العصمة والقية ؟؟!!
وانا بعد الاستعانة بالله تعالى اقول ان عقيدة التقية عند الائمة باطلة من وجهين:
الوجه الاول : ان النظرية الامامية قد نصت على ضرورة عصمة الائمة لكي لايتسلل الخطأ او السهو او النسيان الى الامام الذي واجبه الشرعي حفظ الشريعة وتطبيق الدين ورعاية الرعية ..
ثم فاجأئنا بعد ذلك علماء الامامية وادعوا ان الائمة كانوا يتبعون التقية في بعض تصرفاتهم بل في ما كانوا يقولون من امور الدين !!
وهذا تناقض كبير لان المعصوم اذا اتبع التقية سيناقض النظرية الامامية التي نصت على ضرورة العصمة .. فالادعاء بالعصمة هو لاجل ان يحصل الاطمئنان من ان كل ما يصدر من الامام منزه عن الخطأ .. فأذا اتقى الامام فكيف سيمكن التمييز بين ماصدر تقية وبين ماصدر دون تقية ومالفائدة من العصمة اذا ؟ بل اين العصمة اذا كانت التقية موجودة ..
ان هذه المشكلة حقيقة قد وقعت في الدين الامامي ابسط مثال على ذلك زواج المتعة اذ وردت عن الائمة روايات تحلل هذا الزواج وروايات اخرى صحيحة تحرم هذا الزواج !!
فحل المجلسي هذا الاشكال وقال : ان ماورد في تحريم المتعة قد ورد مورد التقية !!
عجيب يعني اصبح الائمة اتباع وليسوا متبوعين واصبح علماء الشيعة هم المتبوعون الذين يتبعهم الائمة !! فالمسالة الفلانية اذا لم تروق لعلماء الامامية مشكلتها بسيطة جدا وهي ان الائمة قد فعلوا او قالوا ذلك تقية !!
الوجه الثاني : استنادا الى الدين الامامي الاثنى عشري لايوجد مبرر يدعو الائمة الى اتباع التقية !!
فان اللجوء الى التقية انما لسببين اما الخوف من القتل وهذا منتف في حق الائمة لانهم يعلمون متى يموتون وانهم يعلمون الغيب ..
والكليني في كتابه الكافي بوب ابوابا بعنواين مختلفة : باب ان الائمة يعلمون متى يموتون وانهم لايموتون الا بأختيارهم .
وباب ان الائمة يعلمون الغيب ومالى غير ذلك .
فلايوجد داعي للجوء الى التقية مخافة الموت .
اما السبب الاخر الذي قد يدفع الانسان للجوء الى التقية هو تجنبا للأذى الجسدي او التنكيل والتعذيب .. وهذا ايضا منتف بحق الائمة لانه بلاشك أن تحمل هذه الأمور والصبر عليها وظيفة العلماء، وأهل البيت النبوي أولى بتحمل ذلك في نصرة دين جدهم صلى الله عليه وسلم.
فلماذا التقية إذاً؟!
بل الرسول ( ص ) قد تحمل ماتحمل وعانى ماعانى في سبيل الدعوة ، وفي معركة أحد شجّ وجهه الشريف وكسرت رباعيته ..وهذا مثال فقط .
لا أيمان لمن لا يأكل لحم الخنزير !!!
الكافي جزء 2 \ 219:_
عن ابي جعفر ( عليه السلام ) : لا ايمان لمن لاتقية له .
وقد صححه المجلسي في مراة العقولج9، ص: 179
ايها الاخ الشيعي ان عقيدة التقية عندما تكون واجبة كما هو واضح في الرواية اعلاه لهو أمر منافي للأعتقاد والمنطق السليم وانك عندما تراها صحيحة لأنك قد تربيت ونشأت عليها ..
ولكن لو فكرت بعقلك وتركت التفكير بقلبك ستجد ان مقولة : لا أيمان لمن لاتقية له انما هي مقولة مزيفة لايمكن ان ينطق بها ائمة ال بيت الرحمة ..
فالتقية هي رخصة من اله تعالى حالها حال أكل لحم الخنزير عند الضرورة خشية الموت عند الجوع ..
ولكي ترى الحقيقة بعينك بعيدا عن القناعات السابقة قارن بين المقولتين :
لا ايمان لمن لا تقية له .
لا ايمان لمن لا يأكل لحم الخنزير !!!!
وفي الختام أعتذر فربما خرجت مني كلمة لاتليق ..
أخوكم الفقير الى الله تعالى
علوي الفكر والنسب ..
تعليق