بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو سبب أنحراف الأمم السابقة عن طريق الحق ؟
حيث أنه بعد أن بين الله لهم دينهم عن طريق الأنبياء و الكتب المقدسة أنحرفوا إلى غير جادة الحق
فما هي علة الأنحراف ؟
لمعرفة علة الأنحراف و الأسباب ورائه يجب الرجوع إلى نصوص القرأن الكريم التى تبين علة أنحرافهم
وإذا عرفت هذه العلة سنعرف سبب أنحراف الأمة الأسلامية عن طريق الحق
لقوله تعالى : لتركبن طبقاً عن طبق
ومعناه في تفاسير الشيعة و السنة أنه سيعاد تكرار الحال الذي عليه الأمم السابقة في هذه الأمة
ولقوله -صلى الله عليه واله وسلم- :
لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه .
فقلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟
قال النبي -صلى الله عليه واله وسلم- : فمن؟ .
وهكذا رواه مسلم من حديث زيد بن أسلم به.
والان مع النصوص القرأنية التى توضح علل الأنحراف في الأديان السابقة :
يقول الله تعالى :
ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب
ال عمران : 19كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم
البقرة : 213
شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ
وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ
الشوري : 13 - 14
واتيناهم بينات من الامر فما اختلفوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ان ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون
الجاثية : 17
---------------------------
لاحظوا يا أخوان أن كل سورة تحكي عن أنحراف الأمم السابقة قابلتها كلمة : البغي
فالبغي هو علة أنحراف الأمم السابقة عن طريق الحق وهو كذلك علة أنحراف هذه الأمة
فما هو البغي :
وفي الفصل الأول بيّنا حقيقة البغي في الشريعة الإسلامية والقانون وذلك في مبحثين ، في المبحث الأول تحدثنا فيه عن تعريف جريمة البغي في الشريعة الإسلامية والقانون ، حيث تناولنا تعريف البغي لغة وفي الاصطلاح الفقهي . وقد تعددت آراء الفقهاء بشأن تعريف البغي وأيدنا التعريف الذي أورده فقهاء الأحناف لأن هذا التعريف كما يظهر لنا كان صائباً لأنه بيّن الحالة التي يكون فيها الخارجون على السلطة بغاة
فالخروج عن سلطة الحكومة الأسلامية المرتبة من قبل الله تعالى هي البغي
فالأمم السابقة قد جعل الله لها حكومة أي أن الأنبياء نزلت بحكومة تنظم أمور الناس
وهذا ما يمكن معرفته من قرأة بعض نصوص العهد الجديد و القديم
لأن الدين هو : مجموعة أحكام تنظم حياة الفرد بالدنيا بما يناسب سعادته الأخروية
ومن ظمن الأحكام الدنيوية هي الحكومة و علاقة الفرد بالسلطة و علاقة السلطة بالفرد
فما هي الحكومة التى أتى الله بها في هذا الدين ؟
هي حكومة علي بن أبى طالب -صلوات الله عليه- والأئمة الأطهار من اله
ولكن أبى أكثر الناس إلا بغياً عليهم و أنتزاع حقهم
صحيح البخاري ج4/ص1549
3998 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا أحد معك كراهية لمحضر عمر فقال عمر لا والله لا تدخل عليهم وحدك فقال أبو بكر وما عسيتهم أن يفعلوا بي والله لآتينهم فدخل عليهم أبو بكر فتشهد علي فقال إنا قد عرفنا فضلك وما أعطاك الله ولم ننفس عليك خيرا ساقه الله إليك ولكنك استبددت علينا بالأمر وكنا نرى لقرابتنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيبا حتى فاضت عينا أبي بكر فلما تكلم أبو بكر قال والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي وأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الأموال فلم آل فيها عن الخير ولم أترك أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه فيها إلا صنعته فقال علي لأبي بكر موعدك العشية للبيعة فلما صلى أبو بكر الظهر رقي على المنبر فتشهد وذكر شأن علي وتخلفه عن البيعة وعذره بالذي اعتذر إليه ثم استغفر وتشهد علي فعظم حق أبي بكر وحدث أنه لم يحمله على الذي صنع نفاسة على أبي بكر ولا إنكارا للذي فضله الله به ولكنا نرى لنا في هذا الأمر نصيبا فاستبد علينا فوجدنا في أنفسنا فسر بذلك المسلمون وقالوا أصبت وكان المسلمون إلى علي قريبا حين راجع الأمر المعروف
تعليق