الشبهة:
لماذا لم يدافع علي بن ابي طالب عن زوجته فاطمة ؟!!
تقرير الشبهة:
إن عليا عليه السلام اسد الله الغالب ومقتلع باب خيبر بيد واحدة ، فكيف يمكن ان يكون حاضرا ويرى زوجته تضرب أمام عينه ، ولم يحرك ساكنا؟!!!
نقد وتحليل الشبهة:
هذه من اهم الشبهات التي يطرحها الوهابية مستفيدين بها من تحريك مشاعر الناس!! حتى ينكروا قضية هجوم عمر بن الخطاب على دار فاطمة وضربها!!!
بحجة ان عليا عليه السلام اسد الله الغالب وقالع باب خيبر واشجع الناس في زمانه ووو... فلماذا لم يدافع عن زوجته الطاهرة؟!!!
ولقد أجاب علماء الشيعة على مدى التاريخ بصور مختلفة على هذه الشبهة ، نشير اختصارا الى عدة نقاط في معرض الاجابة عنها!!
مواجهة الامام علي عليه السلام بعنف لعمر بن الخطاب:
في المرحلة الاولى من الهجوم على دار فاطمة عليه السلام ، فان امير المؤمنين عليه السلام ، قام بمواجهة عمر وارداه طريحا على الارض وضربه على وجهه ورقبته ، ولكنه حينما كان مأمورا بالصبر ، امتنع عن ادامة مخاصمة القوم، وامتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر!!
وكان يريد من ذلك افهام الآخرين أنه لولا امر النبي صلى اله عليه وآله له بالصبر وهو أمر الله كذلك ، فلن يجرؤ أحد على فعلته التي فعلها بالهجوم على دار الوحي ، وحتى لن يكون في مخيلته ذلك فضلا عن الاقدام عليه!!!
ولكنه عليه السلام كما عهده المسلمون مطيع لله ولرسوله صلوات الله عليه وآله اجمعين.
يقول سليم بن قيس الهلالي الذي هو من خلص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام:
وكذلك الآلوسي مفسر أهل السنة المشهور ، ينقل هذه الرواية عن مصادر الشيعة:
التسليم بوصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
كان أمير المؤمنين عليه السلام في جميع مراحل حياته ، مطيعا لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه الطاعة انعكست على جميع مفردات حياته الشريفة ، ولم يفعل فعلا أبدا عن غضب لمنفعة شخصية!!
وقد كان مأمورا عليه السلام بالصبر في مقابل هذه المصائب ، ووفقا لهذا الأمر الإلهي لم يستعمل سيفه في المواجهة!!
يقول المرحوم السيد رضي الدين الموسوي في كتابه الشريف خصائص الأئمة (عليهم السلام) :
وفي رواية اخرى لسليم بن قيس:
وفي تكملة الرواية السابقة التي نقلناها عن سليم بن قيس ، قال أمير المؤمنين لعمر:
وفي هذا الموضوع روايات كثيرة لن ننقلها رعاية للاختصار.
نعم، من هو غير علي عليه السلام يستطيع ان يخرج من هذا الامتحان الإلهي كما خرج هو روحي فداه؟!!
ومن خلال معرفتنا بشجاعة علي عليه السلام في الحروب ، وقتاله كالليث الغضبان والأسد في مقابل الشجعان ، فيوما يقتل دابر الكفر المتمثل بعمر بن ود العامري ، ويوما يفلق هامة مرحب اليهودي!!
بمعرفة ذلك ، يمكننا معرفة عظم صبر الإمام على ما كان من هجوم على دار فاطمة!!
ذلك اليوم ، كان يوم اغماد سيف علي عليه السلام بأمر الله تعالى بذلك، هو نفس تلك الأيام التي كان أمر الله تعالى فيها ان يرفع سيفه بوجه اعداء الاسلام، حتى يكون بإغماد سيفه حفظ أساس الإسلام، المتمثل به وبأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
احتمال قتل الزهراء عليه السلام خلال المخاصمة:
ان الدفاع عن العرض امر فطري ويشترك فيه الناس جميعا، ولكن حينما يعرف الشخص أن الهدف من وراء التعرض الى عرضه هو حصول الهدف الأساس بمحو الإسلام وهدمه وزرع فتيل الفرقة بين اتباعه ، فإن العقل يقتضي التسلط على النفس وعدم الإقدام على عمل يكون فيه حصول مراد أعداء الإسلام في ذلك!!
ان هدف الهجوم على بيت الوحي ، هو دفع أمير المؤمنين عليه السلام الى إبداء نوع المخالفة بالقوة واسترجاع ما سلب منه وحقه بقوة السلاح ، ثم يقال إن ابن أبي طالب لا يتورع من النيل بالحكومة الدنيوية بأن يستعمل سيفه!!
ومن الممكن إن ابرز امير المؤمنين عليه السلام تلك المواجهة ، وفي حين المصادمة ، أن تقتل ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيشيع أعداء الإسلام ان عليا لأجل المناصب الدنيوية قدّم زوجته فداءا لذلك!!
وفي الحقيقة ان ذلك كان هو السبب الذي قتلت به روحي فداها بعد الهجوم على دارها وضربها وإسقاط جنينها!!
وقد فعل أعداء الإسلام ذلك مع عمار بن ياسر ، صاحب أمير المؤمنين عليه السلام الوفي.
عند بناء المسجد في المدينة ، كان عمار بن ياسر بخلاف الآخرين الذين يحملون طابوقة واحدة وينقلونها فإنه كان يحمل طابوقتين طابوقتين ويجلبهما لمحل البناء.
وعندما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا الحال ، قام بيده الطاهرة ومسح الغبار عن وجه عمار بن ياسر وقال:
صدور هذا الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قطعي وجميع الناس يعلمون بها ، وهي تثبت ان معاوية وعصابته هم (الفئة الباغية) ، وعندما سمع معاوية بشهادة عمار بن ياسر واصيب الناس بهرج ومرج وعلموا من هم (الفئة الباغية) ، بعث معاوية الى عمرو بن العاص واحضره ليستشيره في الأمر ، فأشاع أن عليا عليه السلام هو من قتل عمارا ، واستدلوا أن عمارا إنما كان في صف علي عليه السلام وفي جبهته ، وهو الذي بعثه للحرب ، فإذن هو من قتل عمار بن ياسر رحمة الله عليه!!!!
كتب احمد بن حنبل في مسنده:
وقال الهيثمي بعد نقل الرواية:
وقال الحاكم النيشابوري بعد نقل الرواية:
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة.
وكتب المناوي نقلا عن القرطبي:
وهذا الحديث أثبت الأحاديث وأصحّها، ولمّا لم يقدر معاوية على إنكاره قال: إنّما قتله من أخرجه، فأجابه عليّ بأنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه [وآله] وسلم إذن قتل حمزة حين أخرجه.
قال ابن دحية: وهذا من على إلزام مفحم الذي لا جواب عنه، وحجّة لا اعتراض عليها.
يتبع...
لماذا لم يدافع علي بن ابي طالب عن زوجته فاطمة ؟!!
تقرير الشبهة:
إن عليا عليه السلام اسد الله الغالب ومقتلع باب خيبر بيد واحدة ، فكيف يمكن ان يكون حاضرا ويرى زوجته تضرب أمام عينه ، ولم يحرك ساكنا؟!!!
نقد وتحليل الشبهة:
هذه من اهم الشبهات التي يطرحها الوهابية مستفيدين بها من تحريك مشاعر الناس!! حتى ينكروا قضية هجوم عمر بن الخطاب على دار فاطمة وضربها!!!
بحجة ان عليا عليه السلام اسد الله الغالب وقالع باب خيبر واشجع الناس في زمانه ووو... فلماذا لم يدافع عن زوجته الطاهرة؟!!!
ولقد أجاب علماء الشيعة على مدى التاريخ بصور مختلفة على هذه الشبهة ، نشير اختصارا الى عدة نقاط في معرض الاجابة عنها!!
مواجهة الامام علي عليه السلام بعنف لعمر بن الخطاب:
في المرحلة الاولى من الهجوم على دار فاطمة عليه السلام ، فان امير المؤمنين عليه السلام ، قام بمواجهة عمر وارداه طريحا على الارض وضربه على وجهه ورقبته ، ولكنه حينما كان مأمورا بالصبر ، امتنع عن ادامة مخاصمة القوم، وامتثل لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصبر!!
وكان يريد من ذلك افهام الآخرين أنه لولا امر النبي صلى اله عليه وآله له بالصبر وهو أمر الله كذلك ، فلن يجرؤ أحد على فعلته التي فعلها بالهجوم على دار الوحي ، وحتى لن يكون في مخيلته ذلك فضلا عن الاقدام عليه!!!
ولكنه عليه السلام كما عهده المسلمون مطيع لله ولرسوله صلوات الله عليه وآله اجمعين.
يقول سليم بن قيس الهلالي الذي هو من خلص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام:
وَدَعَا عُمَرُ بِالنَّارِ فَأَضْرَمَهَا فِي الْبَابِ ثُمَّ دَفَعَهُ فَدَخَلَ فَاسْتَقْبَلَتْهُ فَاطِمَةُ عليه السلام وَصَاحَتْ يَا أَبَتَاهْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَرَفَعَ عُمَرُ السَّيْفَ وَهُوَ فِي غِمْدِهِ فَوَجَأَ بِهِ جَنْبَهَا فَصَرَخَتْ يَا أَبَتَاهْ فَرَفَعَ السَّوْطَ فَضَرَبَ بِهِ ذِرَاعَهَا فَنَادَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَبِئْسَ مَا خَلَّفَكَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ.
فَوَثَبَ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَأَخَذَ بِتَلابِيبِهِ ثُمَّ نَتَرَهُ فَصَرَعَهُ وَوَجَأَ أَنْفَهُ وَرَقَبَتَهُ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَمَا أَوْصَاهُ بِهِ فَقَالَ وَالَّذِي كَرَّمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ يَا ابْنَ صُهَاكَ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لا تَدْخُلُ بَيْتِي.
فَوَثَبَ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَأَخَذَ بِتَلابِيبِهِ ثُمَّ نَتَرَهُ فَصَرَعَهُ وَوَجَأَ أَنْفَهُ وَرَقَبَتَهُ وَهَمَّ بِقَتْلِهِ فَذَكَرَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَمَا أَوْصَاهُ بِهِ فَقَالَ وَالَّذِي كَرَّمَ مُحَمَّداً بِالنُّبُوَّةِ يَا ابْنَ صُهَاكَ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لا تَدْخُلُ بَيْتِي.
الهلالي، سليم بن قيس (المتوفى80هـ) ، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص568، الناشر: انتشارات الهادي ـ قم، الطبعة الأولى، 1405هـ.
أنه لما يجب علي ، غضب عمر وأضرم النار بباب علي وأحرقه ودخل فاستقبلته فاطمة وصاحت يا أبتاه ويا رسول الله فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها المبارك ورفع السوط فضرب به ضرعها فصاحت يا أبتاه فأخذ علي بتلابيب عمر وهزه ووجأ أنفه ورقبته
الآلوسي البغدادي، العلامة أبي الفضل شهاب الدين السيد محمود (المتوفى1270هـ) ، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني، ج3، ص124، الناشر: دار إحياء التراث العربي ـ بيروت.
كان أمير المؤمنين عليه السلام في جميع مراحل حياته ، مطيعا لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذه الطاعة انعكست على جميع مفردات حياته الشريفة ، ولم يفعل فعلا أبدا عن غضب لمنفعة شخصية!!
وقد كان مأمورا عليه السلام بالصبر في مقابل هذه المصائب ، ووفقا لهذا الأمر الإلهي لم يستعمل سيفه في المواجهة!!
يقول المرحوم السيد رضي الدين الموسوي في كتابه الشريف خصائص الأئمة (عليهم السلام) :
أَبُو الْحَسَنِ [الكاظم] فَقُلْتُ لِأَبِي فَمَا كَانَ بَعْدَ إِفَاقَتِهِ قَالَ دَخَلَ عَلَيْهِ النِّسَاءُ يَبْكِينَ وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ وَضَجَّ النَّاسُ بِالْبَابِ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ فَبَيْنَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نُودِيَ أَيْنَ عَلِيٌّ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ عَلِيٌّ (عليه السلام) فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ فَقَالَ يَا أَخِي... أَنَّ الْقَوْمَ سَيَشْغَلُهُمْ عَنِّي مَا يَشْغَلُهُمْ فَإِنَّمَا مَثَلُكَ فِي الْأُمَّةِ مَثَلُ الْكَعْبَةِ نَصَبَهَا اللَّهُ لِلنَّاسِ عَلَماً وَإِنَّمَا تُؤْتَى مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ وَنَأْيٍ سَحِيقٍ وَلَا تَأْتِي وَإِنَّمَا أَنْتَ عَلَمُ الْهُدَى وَنُورُ الدِّينِ وَهُوَ نُورُ اللَّهِ يَا أَخِي وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْحَقِّ لَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْهِمْ بِالْوَعِيدِ بَعْدَ أَنْ أَخْبَرْتُهُمْ رَجُلًا رَجُلًا مَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ حَقِّكَ وَأَلْزَمَهُمْ مِنْ طَاعَتِكَ وَكُلٌّ أَجَابَ وَسَلَّمَ إِلَيْكَ الْأَمْرَ وَإِنِّي لَأَعْلَمُ خِلَافَ قَوْلِهِمْ فَإِذَا قُبِضْتُ وَفَرَغْتَ مِنْ جَمِيعِ مَا أُوصِيكَ بِهِ وَغَيَّبْتَنِي فِي قَبْرِي فَالْزَمْ بَيْتَكَ وَاجْمَعِ الْقُرْآنَ عَلَى تَأْلِيفِهِ وَالْفَرَائِضَ وَالْأَحْكَامَ عَلَى تَنْزِيلِهِ ثُمَّ امْضِ [ذَلِكَ] عَلَى غير لائمة [عَزَائِمِهِ وَ] عَلَى مَا أَمَرْتُكَ بِهِ وَعَلَيْكَ بِالصَّبْرِ عَلَى مَا يَنْزِلُ بِكَ وَبِهَا [يعني بفاطمة] حَتَّى تَقْدَمُوا عَلَيَّ.
الشريف الرضي، أبي الحسن محمد بن الحسين بن موسى الموسوي البغدادي (المتوفى406هـ) ، خصائص الأئمة (عليهم السلام)، ص73، تحقيق وتعليق: الدكتور محمد هادي الأميني، الناشر: مجمع البحوث الإسلامية للعتبة الرضوية المقدسة مشهد ـ إيران، 1406هـ
المجلسي، محمد باقر (المتوفى 1111هـ)، بحار الأنوار، ج 22، ص 484، تحقيق: محمد الباقر البهبودي، الناشر: مؤسسة الوفاء ـ بيروت ـ لبنان، الطبعة: الثانية المصححة، 1403 ـ 1983 م.
ثُمَّ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) إِلَى فَاطِمَةَ وَإِلَى بَعْلِهَا وَإِلَى ابْنَيْهَا فَقَالَ يَا سَلْمَانُ أُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُمْ أَمَا إِنَّهُمْ مَعِي فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ أَقْبَلَ النَّبِيُّ (صلى الله عليه وآله) عَلَى عَلِيٍّ (عليه السلام) فَقَالَ يَا عَلِيُّ إِنَّكَ سَتَلْقَى [بَعْدِي] مِنْ قُرَيْشٍ شِدَّةً مِنْ تَظَاهُرِهِمْ عَلَيْكَ وَظُلْمِهِمْ لَكَ فَإِنْ وَجَدْتَ أَعْوَاناً [عَلَيْهِمْ] فَجَاهِدْهُمْ وَقَاتِلْ مَنْ خَالَفَكَ بِمَنْ وَافَقَكَ فَإِنْ لَمْ تَجِدْ أَعْوَاناً فَاصْبِرْ وَكُفَّ يَدَكَ وَلا تُلْقِ بِيَدِكَ إِلَى التَّهْلُكَةِ فَإِنَّكَ [مِنِّي] بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى وَلَكَ بِهَارُونَ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ إِنَّهُ قَالَ لِأَخِيهِ مُوسَى إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَ كادُوا يَقْتُلُونَنِي.
الهلالي، سليم بن قيس (المتوفى80هـ) ، كتاب سليم بن قيس الهلالي، ص569، الناشر: انتشارات الهادي ـ قم، الطبعة الأولى، 1405هـ.
يَا ابْنَ صُهَاكَ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ وَعَهْدٌ عَهِدَهُ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَعَلِمْتَ أَنَّكَ لا تَدْخُلُ بَيْتِي.
نعم، من هو غير علي عليه السلام يستطيع ان يخرج من هذا الامتحان الإلهي كما خرج هو روحي فداه؟!!
ومن خلال معرفتنا بشجاعة علي عليه السلام في الحروب ، وقتاله كالليث الغضبان والأسد في مقابل الشجعان ، فيوما يقتل دابر الكفر المتمثل بعمر بن ود العامري ، ويوما يفلق هامة مرحب اليهودي!!
بمعرفة ذلك ، يمكننا معرفة عظم صبر الإمام على ما كان من هجوم على دار فاطمة!!
ذلك اليوم ، كان يوم اغماد سيف علي عليه السلام بأمر الله تعالى بذلك، هو نفس تلك الأيام التي كان أمر الله تعالى فيها ان يرفع سيفه بوجه اعداء الاسلام، حتى يكون بإغماد سيفه حفظ أساس الإسلام، المتمثل به وبأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله.
احتمال قتل الزهراء عليه السلام خلال المخاصمة:
ان الدفاع عن العرض امر فطري ويشترك فيه الناس جميعا، ولكن حينما يعرف الشخص أن الهدف من وراء التعرض الى عرضه هو حصول الهدف الأساس بمحو الإسلام وهدمه وزرع فتيل الفرقة بين اتباعه ، فإن العقل يقتضي التسلط على النفس وعدم الإقدام على عمل يكون فيه حصول مراد أعداء الإسلام في ذلك!!
ان هدف الهجوم على بيت الوحي ، هو دفع أمير المؤمنين عليه السلام الى إبداء نوع المخالفة بالقوة واسترجاع ما سلب منه وحقه بقوة السلاح ، ثم يقال إن ابن أبي طالب لا يتورع من النيل بالحكومة الدنيوية بأن يستعمل سيفه!!
ومن الممكن إن ابرز امير المؤمنين عليه السلام تلك المواجهة ، وفي حين المصادمة ، أن تقتل ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فيشيع أعداء الإسلام ان عليا لأجل المناصب الدنيوية قدّم زوجته فداءا لذلك!!
وفي الحقيقة ان ذلك كان هو السبب الذي قتلت به روحي فداها بعد الهجوم على دارها وضربها وإسقاط جنينها!!
وقد فعل أعداء الإسلام ذلك مع عمار بن ياسر ، صاحب أمير المؤمنين عليه السلام الوفي.
عند بناء المسجد في المدينة ، كان عمار بن ياسر بخلاف الآخرين الذين يحملون طابوقة واحدة وينقلونها فإنه كان يحمل طابوقتين طابوقتين ويجلبهما لمحل البناء.
وعندما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله على هذا الحال ، قام بيده الطاهرة ومسح الغبار عن وجه عمار بن ياسر وقال:
وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّار.
البخاري الجعفي، محمد بن إسماعيل أبو عبدالله (المتوفى256هـ)، صحيح البخاري، ج 1، ص172، ح436، كتاب الصلاة، بَاب التَّعَاوُنِ في بِنَاءِ الْمَسْجِدِ،
و ج3، ص1035، ح 2657، الجهاد والسير، باب مَسْحِ الْغُبَارِ عَنِ النَّاسِ فِي السَّبِيلِ، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407هـ ـ 1987م.
و ج3، ص1035، ح 2657، الجهاد والسير، باب مَسْحِ الْغُبَارِ عَنِ النَّاسِ فِي السَّبِيلِ، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا، الناشر: دار ابن كثير، اليمامة ـ بيروت، الطبعة: الثالثة، 1407هـ ـ 1987م.
كتب احمد بن حنبل في مسنده:
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَمَّا قُتِلَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ دَخَلَ عَمْرُو بْنُ حَزْمٍ عَلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ قُتِلَ عَمَّارٌ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ [وآله] وَسَلَّمَ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ فَقَامَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ فَزِعًا يُرَجِّعُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى مُعَاوِيَةَ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ مَا شَأْنُكَ قَالَ قُتِلَ عَمَّارٌ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ قَدْ قُتِلَ عَمَّارٌ فَمَاذَا قَالَ عَمْرٌو سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ دُحِضْتَ فِي بَوْلِكَ أَوَنَحْنُ قَتَلْنَاهُ إِنَّمَا قَتَلَهُ عَلِيٌّ وَأَصْحَابُهُ جَاءُوا بِهِ حَتَّى أَلْقَوْهُ بَيْنَ رِمَاحِنَا أَوْ قَالَ بَيْنَ سُيُوفِنَا.
الشيباني، أحمد بن حنبل أبو عبدالله (المتوفى241هـ)، مسند أحمد بن حنبل، ج4، ص199، ح 17813، الناشر: مؤسسة قرطبة ـ مصر؛
البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر (المتوفى 458هـ)، سنن البيهقي الكبرى، ج8، ص189، الناشر: مكتبة دار الباز ـ مكة المكرمة، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، 1414 ـ 1994؛
الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفى748هـ)، سير أعلام النبلاء، ج 1، ص 420 و ص 426، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، الناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.
البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى أبو بكر (المتوفى 458هـ)، سنن البيهقي الكبرى، ج8، ص189، الناشر: مكتبة دار الباز ـ مكة المكرمة، تحقيق: محمد عبد القادر عطا، 1414 ـ 1994؛
الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان، (المتوفى748هـ)، سير أعلام النبلاء، ج 1، ص 420 و ص 426، تحقيق: شعيب الأرناؤوط، محمد نعيم العرقسوسي، الناشر: مؤسسة الرسالة ـ بيروت، الطبعة: التاسعة، 1413هـ.
رواه أحمد وهو ثقة.
الهيثمي، علي بن أبي بكر (المتوفى 807 هـ)، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج7، ص242، الناشر: دار الريان للتراث/ دار الكتاب العربي ـ القاهرة، بيروت ـ 1407هـ.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذه السياقة.
الحاكم النيسابوري، محمد بن عبدالله أبو عبدالله (المتوفى 405 هـ)، المستدرك على الصحيحين، ج2، ص155، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية ـ بيروت الطبعة: الأولى، 1411هـ ـ 1990م.
وهذا الحديث أثبت الأحاديث وأصحّها، ولمّا لم يقدر معاوية على إنكاره قال: إنّما قتله من أخرجه، فأجابه عليّ بأنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه [وآله] وسلم إذن قتل حمزة حين أخرجه.
قال ابن دحية: وهذا من على إلزام مفحم الذي لا جواب عنه، وحجّة لا اعتراض عليها.
المناوي، عبد الرؤوف (المتوفى 1031هـ)، فيض القدير شرح الجامع الصغير، ج 6، ص 366، الناشر: المكتبة التجارية الكبرى ـ مصر، الطبعة: الأولى، 1356هـ
تعليق