إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

موسوعة الامام الشهيد محمّد باقر الصدر . . السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موسوعة الامام الشهيد محمّد باقر الصدر . . السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلي على محمد وآل محمد
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    السلام عليك يا ابا عبدالله

    السلام عليك يا بن رسول الله

    السلام عليك وعلى الارواح التي حلت بفنائك

    عليكم مني جميعا سلام الله ابدا ما بقيت وبقي الليل والنهار

    ولا جعله الله آخر العهد مني لزيارتكم

    السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين
    وعلى اصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام


    السلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى وبركاته

  • #2
    الاخ اليتيم اقسم عليك بدم الحسين الشهيد عليه السلام ان تعرض كل ماجاء في هذه الموسوعة عن حياة الشهيد الصدر الاول رضوان الله عليه وان تذكر كل الاسماء والاحداث مهما كان اصحابها وا لاتاخذك فيهم لومة لائم

    تقبل الله اعمالكم

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة نصير الغائب
      الاخ اليتيم اقسم عليك بدم الحسين الشهيد عليه السلام ان تعرض كل ماجاء في هذه الموسوعة عن حياة الشهيد الصدر الاول رضوان الله عليه وان تذكر كل الاسماء والاحداث مهما كان اصحابها وا لاتاخذك فيهم لومة لائم

      تقبل الله اعمالكم
      اي والله احسنت اخي نصير

      بارك الله بالاخ اليتيم ومن كل المشاركين هنا

      متابع باذن الله

      تعليق


      • #4
        بارك الله بك اخي اليتيم واتمنى ان تكون موسوسعة متكاملة من ناحية الحقائق والوثائق
        وجزاكم الله خيرا

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صل على محمد وآل محمد
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          الاخ الدكتور نصير
          الاخ اسد العراق
          الاخ مرتضى الصدري
          حياكم الله تعالى وبارك الله فيكم
          ان شاء الله سوف اعمل جاهدا على نقل التاريخ كما هو وبحقائقه ووثائقه ما لنا وما علينا
          ولو أني أعلم أن الامر سيطول وحجم المعلومات كبير ومراجعة المصادر تكون كثيرة
          لكن لا بأس سنعطي الشهيد الصدر من وقتنا الكثير ولن نوفّي قطرة من دمه الطاهر وسنتعرف خلالها على الشهيد الصدر بحقيقته التي جاهد القريبون قبل البعيدون والاتباع قبل الاعداء على اخفاء الكثير من معالمها واضفاء الكثير من عندياتهم حتى كان امره كأمر جده علي بن ابي طالب فبين محب غال وبين مبغض قالّ لا بل مبغض اكثر من بغضه وكرهه حتى كان ما كان!!
          سنبدأ بعون الله بالولادة والنسب ونتدرج مرحلة مرحلة من حياته الشريفة الى أن نختمها بالشهادة!! ولكن بعد مقدمات لابد منها وبالله نعتمد وعليه نتوكل وهو حسبنا ونعم الوكيل!!
          التعديل الأخير تم بواسطة alyatem; الساعة 08-08-2011, 04:59 AM.

          تعليق


          • #6
            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد


            آية الله العظمى الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر رحمه الله

            هو العَلَم الفَذّ، مفخرة عصره، واُعجوبة دهره، نابغة الزمان، ومعجزة القرن، حامي بيضة الدين، وماحي آثار المفسدين، فقيه اُصوليّ، فيلسوف إسلاميّ، كان مرجعاً من مراجع المسلمين في النجف الأشرف، فجّر الثورة الإسلاميّة في العراق، وقادها حتّى استشهد.
            من كلمة للسيد الحائري حفظه الله في كتابه (الشهيد الصدر سمو الذات وسمو الموقف) ص 39. ولو لم تكن غير هذه الكلمة لكانت كافية للتعريف بمظلوم التاريخ المعاصر الامام الشهيد الصدر رحمه الله.


            تصدير

            الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر يشكل ظاهرة متميزة في عالم الفكر الاسلامي المعاصر، وفي مسيرة الحركة الاسلامية العالمية. فلقد انطوت شخصيته الفذة على العديد من الابعاد التي برز فيها عنصر الابداع والريادة والتجديد في الحقول المختلفة من حقول المعرفة الاسلامية والانسانية.
            فقد كان الامام الصدر مرجعاً دينياً حمل لواء التغيير والاصلاح في المؤسسة الدينية (الحوزة العلمية) واعطى للمرجعية القائدة صورتها المشرقة في استيعاب لمشكلات الفرد المسلم والامة المسلمة وحاجتها الى الحل الاسلامي الذي يحقق الانسجام مع الشريعة السمحة ومتطلبات الواقع المتجدد.
            وكان المفكر الاسلامي الذي نقل واقع المواجهة الفكرية بين الاسلام وغيره من الفلسفات والعقائد والافكار الاخرى، من خندق الدفاع الى ساحة التحدي والمواجهة، فطرح الاسلام بديلا حقيقياً يشبع حاجات الانسانية المتعطشة وينقذها من التيه والضلال الذي تتخبط فيه.
            وكان الداعية الرائد، الذي خطط بوعي وبصيرة، في حمل الدعوة الاسلامية وايصالها الى اوسع قطاعات الامة، وتعبئة الجماهير حول المنهج الاسلامي القويم.
            وكان فوق ذلك كله، القائد المجاهد الذي تصدى لاعتى نظام شهده عالمنا اليوم، بشجاعة قل نظيرها، ودافع عن امته وشعبه، وقدّم دمه الزكي قرباناً في طريق كسر القيود والاغلال التي حاول الطغاة تكبيل ارادة الامة بها ومسخ شخصيتها الاسلامية، وسلب ارادتها الحرة.
            كان الامام الصدر، ضمير الامة الاسلامية الحي، وقلبها النابض، وعقلها الواعي، وفكرها المبدع، فاستطاع خلال سني عمره القصير ان يقدم لامته الشيء الكثير النادر، وان يعطيها الثر الفذ وان يوصل ماضيها بحاضرها ومستقبلها..
            لقد ادرك قيمة الامام الصدر، القلة الواعية من ابناء امتنا الذين وجدوا فيه النموذج الامثل، والزاد الذي لا ينضب في معاركهم الفكرية والسياسية مع اعداء الاسلام.. وجدوا فيه الموقف الجهادي الذي لا يساوم، والنهج الفكري الذي لا يهزم، والروح الكبيرة التي تفيض حباً وحناناً.. وجدوا فيه الاب الحاني والقائد المقدام ففدوه بارواحهم. ونذروا انفسهم للسير في دربه المضمخ بالدم، واكمال شوطه الطويل.
            كما عرف منزلة الصدر اعداءه الكثيرون، الذين وجدوا فيه خطراً يهدد مصالحهم، والعقبة الكأداء في طريقهم، والسد المنيع امام مخططاتهم في استعباد الامة المسلمة واضلالها، فخططوا للقضاء عليه، وتصفيته، وأنّى لهم ذلك، فلم يعد الصدر فرداً يموت بقتله، بل اصبح خطاً فكرياً يضرب عميقاً في وجدان الامة، ونهجاً جهادياً يستعصي على محاولات التدجين، وامةً تعشق الشهادة ولا تهاب الموت.. نعم تحول الصدر الى قضية يحملها الدعاة الاسلاميون في كل مكان.. وانشودة يرددها الثائرون على الظلم والطغاة في كل زمان وآن..

            تعليق


            • #7
              لن انسى ما حييت ذلك اليوم الذي ابتدأت اقرأ فيه كتاب السيرة والمسيرة فهو من افضل الكتب التي قراتها في حياتي ... ولعل سر تخليد ذاك اليوم هو هول وعظيم ما رايت في جنبات الكتاب ....

              كل من ينكر ان الواقع مرٌ اليم ............ فهو مثل الواقع الكذاب كذابٌ اثيم

              نعم ... واقعنا مرير وكل من ينكر ذلك فعليه ان يقرأ كتاب السيرة والمسيرة وخصوصا المقدمة ليرى تلك الاهوال العظيمة التي في تاريخنا ولكننا للاسف لا نستفيد منها ونتجنبها؛ بل نطبقها مرة اخرى في زماننا هذا

              اخي اليتيم ... اتمنى من كل قلبي ان تعرض جل الوثائق التي في الكتاب ليخلدها الزمن ولتنقشع عن اعين البعض الغشاوة التي اعمتهم

              وتقبل تحياتي

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة الكرام الكاتبون
                لن انسى ما حييت ذلك اليوم الذي ابتدأت اقرأ فيه كتاب السيرة والمسيرة فهو من افضل الكتب التي قراتها في حياتي ... ولعل سر تخليد ذاك اليوم هو هول وعظيم ما رايت في جنبات الكتاب ....
                كل من ينكر ان الواقع مرٌ اليم ............ فهو مثل الواقع الكذاب كذابٌ اثيم
                نعم ... واقعنا مرير وكل من ينكر ذلك فعليه ان يقرأ كتاب السيرة والمسيرة وخصوصا المقدمة ليرى تلك الاهوال العظيمة التي في تاريخنا ولكننا للاسف لا نستفيد منها ونتجنبها؛ بل نطبقها مرة اخرى في زماننا هذا
                اخي اليتيم ... اتمنى من كل قلبي ان تعرض جل الوثائق التي في الكتاب ليخلدها الزمن ولتنقشع عن اعين البعض الغشاوة التي اعمتهم
                وتقبل تحياتي

                حياكم الله اخي الكريم
                ان شاء الله سنقوم بعرض ذلك مع محاولة توثيق كل ما جاء فيه بعونه تعالى ومنته

                تعليق


                • #9
                  اشكالية المنهج في دراسة شخصية الامام الصدر - المدخل

                  اشكالية المنهج في دراسة شخصية الامام الصدر

                  مدخل:
                  هل تمت دراسة الشهيد السيد محمد باقر الصدر بالشكل المطلوب... ام ان هذه الدراسة لم تنجز بعد؟
                  هذا السؤال تفرضه اعتبارات عديدة:
                  اولها: طبيعة الشخصية الاستثنائية للامام الصدر وتعدد مجالات الابداع عندها، بحيث تتطلب الاحاطة بها جهداً واسعاً يتحرك على الابعاد الفكرية والعملية التي تميز بها.
                  وثانياً: ان الشهيد الصدر هو رمز التحرك الاسلامي في العراق وصاحب مدرسة حركية لها خصائصها وسماتها المتميزة مما يفترض ان تكون الدراسة بحجم معطيات مدرسته الفكرية والسياسية.
                  وثالثاً: انه ليس من الصحيح ان نتعامل مع الامام الصدر على انه تاريخ فحسب، بل هو حالة ممتدة قدمت للاسلام وللامة الكثير، والمطلوب تأصيل معالم خطه في اجيال الامة، لا سيما وان ما قدمه يمثل مرتكزات اساسية لمشاريع طويلة الامد في مجالات مختلفة، وعلى هذا فدراسته كشخصية منتمية الى زمن محدد ومحاطة بظروف الفترة التي عاشها، تُعبر عن قصور في الرؤية والفهم لدور الامام الصدر وموقعه الحقيقي في التاريخ المعاصر.
                  ان هذه الاعتبارات وغيرها ـ لا تمثل الاحاطة الكاملة بجو السؤال ـ فهو يحتاج الى مراجعة ما كتب وقيل عن الامام الصدر، وتقييم هذا النتاج بمحصلاته العامة وهو نتاج كبير تجّمع على مدى ما يقرب من ثلاث عقود من الزمن. فبعد استشهاده في نيسان 1980 ظهرت الكثير من المقالات والكتابات حول شخصيته الفذة، وكانت مناسبات الذكرى السنوية لاستشهاده تمثل فورة الانتاج عنه، ثم ما تلبث الفورة ان تهدأ وقد تتلاشى بانتظار الذكرى السنوية اللاحقة. ويمكن تلمس هذه الظاهرة من خلال مراجعة الارشيف الاعلامي من صحف ومجلات وتسجيلات تلك الفترة، منذ الذكرى السنوية الاولى وحتى اخر ذكرى لاستشهاده (رضوان الله عليه).
                  في المناسبات الاولى لاستشهاده كانت الكتابة عنه لها بريقها الخاص، حيث كان هناك من يكتب مشاهداته وذكرياته عن الامام الصدر، وهي مما يتم كتابته للمرة الاولى عن القائد الذي اعطى كل شيء لرسالته وأمته. ونستطيع ان نطلق على تلك الفترة بانها فترة تسجيل المادة التاريخية المتعلقة بالامام الشهيد. الى جانب السرد التاريخي المجرد.
                  كانت هناك محاولات لدراسة أبعاد شخصية الامام الصدر وتسليط الاضواء عليها من جوانبها المتعددة غير ان تلك المحاولات تميزت بانها كانت محدودة المعالجة حيث يركز الكاتب على أحد جوانب السيد الصدر ولا سيما الاقتصاد والفلسفة، فهما المحوران اللذان نالا الاهتمام الاكبر من قبل الكتاب. في حين كانت الجوانب الاخرى في شخصيته تحظى باهتمام ثانوي، أو لعلها لم تنل الاهتمام اصلا، أما الدراسة الشاملة التي تستوعب شخصية الامام الصدر من جميع جوانبها وبصورة علمية تتناسب مع حجم هذه الشخصية العملاقة، فانها لم تظهر بعد.
                  ولان عمق الفاجعة كان شديداً، فقد كانت أي محاولة كتابية تتناول الامام الصدر تلقى قبولا حسناً من لدن القراء. كما ان قلة الدراسات المختصة بالسيد الشهيد كان لها دورها في اعطاء الدراسات قيمة واهمية.
                  ان مراجعة ما كتب عن المرجع الشهيد الصدر منذ استشهاده والى الان، تشير الى عدم تمكنها من الاحاطة بشخصيته، وان استيعاب أبعادها ما تزال ناقصة مقارنة بحقيقة الامام الشهيد، فهو يحتاج الى مشروع متكامل لدراسته لانه كان في نفسه المشروع الحضاري الكبير الذي أراد أن يحقق للاسلام عناصر القوة والانطلاق، بعد ان عاش لفترات طويلة مستهدفاً من جهات عديدة اقليمية ودولية حاولت محاربته في كل جوانبه الفكرية والسياسية والاجتماعية.

                  تعليق


                  • #10
                    اشكالية المنهج في الكتابة عن الامام الصدر


                    اشكالية المنهج في الكتابة عن الامام الصدر

                    من خلال مراجعة عامة لمناهج دراسة الشخصيات نلاحظ ان الباحثين اعتادوا على تناول ظروف النشأة ودراسة العوامل الاجتماعية والفكرية التي أثرت على الشخصية. ثم تسليط الاضواء على نمو الشخصية وتطورها، ودراسه آثارها النظرية والعملية في الفترة التي عاشتها.
                    وعندما نقرأ ما كتب عن شخصية الامام الصدر، فاننا نلاحظ ان معظم الدراسات لم تستكمل عناصر المنهجية السابقة ـ رغم تحفظنا على هذه المنهجية ـ أما القسم الاخر وهو قليل من الناحية الكمية، فقد تمسك أصحابها بهذه المنهجية وربما كانت هناك اضافات قدمها الباحث خلال دراسته، لكنها اضافات ثانوية بالنسبة الى الخط العام لمنهج البحث.
                    وفي تصورنا ان اعتماد هذه المنهجية في دراسة شخصية واسعة مثل شخصية الامام الصدر لا تكون كافية في استيعاب أبعاده واتجاهاته التي تتميز بالعمق والشمولية، مع التأكيد على أن الدراسات التي تناولت شخصية الامام الصدر من جوانبها المختلفة لا تزال محدودة عددياً بشكل يثير الاستغراب.
                    أما الدراسات والمقالات التي تركز على جانب من جوانب شخصيته كالاقتصاد والفلسفة والأصول والفقه والحركية فهي رغم كثرتها، الا انها لحد الان لم تصل الى مستوى تكوين الرؤية الحقيقية المقنعة حوله.
                    واذا ما حاولنا اعطاء تفسير لهذه الظاهرة، فاننا سنتوقف مع عامل الزمن، حيث نلاحظ ان معظم الدراسات تظهر في المناسبات السنوية لاستشهاده رضوان الله عليه.
                    فهي كتابات لاحياء الذكرى اكثر مما هي دراسات لاكتشاف واستيعاب الشخصية.
                    ويجب ان لا ننسى غلبة العاطفة في اجواء الذكرى فهي تعتم على العديد من العناصر المهمة التي يجب دراستها في شخصية الامام الشهيد.
                    لقد فرضت العاطفة جوها على نطاق الكتابة، وكانت تشكل عنصر توجيه لمسار البحث، ولا نشك انها قيدت الباحث وحالت بينه وبين التوغل بعمق لموضوعات هامة في حياة الامام الصدر.
                    وسنعود لمناقشة هذه النقطة في الصفحات القادمة من هذه الدراسة.
                    اننا لا نقلل من قيمة الجهود العلمية التي قدمها الكُتّاب في معالجاتهم لشخصية السيد الشهيد، لكننا ندعو الى التمييز بين اسلوب الاشادة واسلوب الاستيعاب. فما تحتاجه الامة هو استيعاب فكر الامام الصدر في كافة مجالاته، لانه الفكر الحي القادر على تقديم الحلول لمشاكل الواقع الاسلامي، ولانه الفكر الذي مثل على طول مساره ظاهرة متطورة وممتدة مع الزمن. والأهم من ذلك ان الامام الصدر قدم فكره ليكون حركة مغيرة في كل آفاق الحياة الانسانية، واستطاع ان يحقق انجازات ضخمة ومشهودة.
                    واذا كانت ظروف استشهاده قد حالت دون مواصلته المباشرة في تقديم العطاء الفكري، فان تراثه قادر على المواصلة فيما لو استطعنا أن نحول تراثه الى مشروع فكري. ولا نشك ان مقومات هذا المشروع متوفرة في تراثه، وانما المسألة الاساسية تكمن في منهجية التوظيف الموضوعي لفكره الابداعي الاصيل، وهذا هو الذي يدعونا الى التأكيد على ضروره اعتماد منهجية جديدة لدراسة شخصيته، منهجية قادرة على الاحاطة بكل ابعاده الشخصية والاجتماعية والحركية والفكرية والسياسية، وبعبارة واحدة اننا بحاجة الى منهجية شمولية تستوعب الامام محمد باقر الصدر من اجل ان تكون قادرة على استكمال مشروعه الاسلامي الكبير.
                    ولابد من التأكيد هنا أن الغرض من هذه المنهجية ليس الوفاء للامام الشهيد فحسب، بل خدمة قضايا الاسلام والامة وهو الهدف الذي كرس حياته الشريفة من أجله.
                    اننا نحتاج في دراسة الشهيد الصدر الى منهجية متكاملة، مثلما كان السيد يعتمد هو منهجية متكاملة في مشاريعه الرائدة. نحن بحاجة ماسة الى استيحاء روح الصدر عند الكتابة عنه. ولو نجحنا في ذلك نكون قد أحبطنا المخطط الاستكباري الرامي الى قتل المفكر الصدر، ونكون قد ابقيناه قيمةً حية مع الزمن ومشروعاً متجدداً في العطاء العلمي والعملي.
                    قد تبدو هذه المحاولة شاقة وعسيرة، غير ان الحقيقة خلاف ذلك. فالذين كتبوا عن الامام الصدر كان منهم من يتمتع بالقدرة والكفاءة ونعتقد جازمين أنهم لو اعتمدوا المنهجية المطلوبة لاعطوا الشهيد الصدر حقه.
                    ونعتقد جازمين ايضا ان الكتابة عن السيد الصدر لو تحولت الى مجال قائم بذاته غير مرتبط بمناسبة الذكرى السنوية لاستشهاده، لظهرت أعمال ناجحة في دراسة شخصية الامام الشهيد تتطور وتتكامل مع حركة الزمن بصورة طبيعية.

                    تعليق


                    • #11
                      مرتكزات اساسية في المنهج


                      مرتكزات اساسية في المنهج

                      من اجل تكوين رؤية موضوعية لدراسة شخصية الامام الشهيد، لا بد من التحرك اولا على الخصائص الاساسية التي تميزت بها شخصيته، فمن دون الاحاطة بهذه الخصائص تأتي الدراسة ناقصة عاجزة عن رسم الخطوط الكاملة لموضوع الدراسة. ومهما حاول الكاتب بذل الجهود من اجل الاحاطة بدراسة جانب من جوانب الشخصية كالعطاء العلمي او النشاط السياسي مثلا، فان النتائج التي يتوصل اليها لن تكون بالمستوى المطلوب ما لم يستوعب خصائصه الشخصية كلها. فليس هناك تجزؤ للشخصية، انما هي وحدة مترابطة الاجزاء، وان العطاءات هي نتاج تكوينها العام.
                      وان من الممكن تخصيص دراسات مطولة حول الفكر الاقتصادي للامام الشهيد، وقد تستطيع هذه الدراسات تقديم عرض علمي ناجح لافكاره الاقتصادية وعمق تفكيره في هذا المجال. وقد تستطيع هذه الدراسات ان تصل الى نتائج جيدة فيما يتعلق بالفكر الاقتصادي الذي قدمه الامام الصدر. لكننا لا نتردد فى القول ان هذه الدراسات اذا انطلقت من تراث الصدر في المجال الاقتصادي واعتبرته المصدر الاساسي في معالجاتها. فانها لا يمكن ان تصل الى المستوى المطلوب، وستبقى هناك فراغات لم تملاها الدراسة، تتمثل هذه الفراغات في ابعاد شخصية الامام الشهيد وخصائصه الذاتية. فهو لم يكتب في الاقتصاد لرغبة علمية مجردة، انما هو خاض هذا المجال وابدع فيه ـ كما ابدع في غيره ـ لان دوافع الكتابة عنده تنطلق من نظراته الشمولية للواقع الاسلامي، وتلك هي الخصيصة البارزة في شخصيته. فالكتابة واختيار الموضوع واسلوب المعالجة عند الامام الصدر هي كلها مواقف ثابتة تعكس مسؤوليته الرسالية التي عاشها هماً دائماً طوال عمره المبارك رغم سرعة رحيله عن هذا العالم شهيداً سعيداً.
                      ولو قدر للباحثين ان يدرسوا الظروف السياسية والثقافية والاجتماعية التي عاشها رضوان الله عليه الى جانب دراسة شخصيته، عند معالجتهم لفكره الاقتصادي، فانهم بلا شك سوف يقدمون اضافات هامة فى دراساتهم. ولجاءت تلك الدراسات معبرة عن شخصية الامام الصدر الى درجة كبيرة. وقد تنجح في تقديم مشروع السيد الشهيد في الحقل الاقتصادي، وليس مجرد الاكتفاء بتقديمه كمفكر اقتصادي.
                      وهذه الملاحظة نسجلها على المجالات الاخرى، كالدراسات الفلسفية والحركية والاصولية وغيرها. فنحن نؤكد على ان النتاج الفكري لا يمكن دراسته بصورة منفصلة عن المعالم الاساسية للشخصية.
                      ونستطيع ان نقدم نموذجاً أولياً لمرتكزات المنهج الاساسية التي يجب دراستها وتفهمها في مشروع الكتابة عن الامام الصدر وهي كما يلي: ـ

                      اولا: لا يمكن دراسة شخصية الامام الصدر بصورة تجزيئية تفصل بين ابعاده الحركية والقيادية والفكرية، انما هو وحدة موضوعية قائمة بذاتها ففكره واسلوبه وعمله كان يتحرك بمنهجية شاملة دون فواصل مستقلة. وفي اعتقادنا ان هذه المسألة واحدة من اهم المسائل الموضوعية التي تعيننا على دراسة شخصية الصدر ولعل الذين عايشوه عن قرب يدركون اهمية هذه الحقيقة ومدى تجسدها في الحياة العامة والشخصية لاستاذنا الشهيد، فلقد كرس حياته القصيرة من اجل تقديم النموذج الشمولي في التحرك الاسلامي واستطاع ان يكون هو النموذج.
                      ان السيد الشهيد كان منظومة الفكر الشامل والعمل الشامل وهذا هو الذي جعله يستوعب الواقع الاسلامي بكل افاقه وابعاده، ويمكنه من الاحاطة الواعية بحاجاته ومشكلاته فقدم في ضوء ذلك معالجاته وطروحاته الفريدة من خلال النظرية والتطبيق معاً.

                      ثانياً: لم يركز الامام الصدر جهوده على حقل واحد من حقول النشاط الاسلامي، ولو فعل ذلك لتميز عمن سواه بلا منازع، لكنه كان يتعامل مع الواقع الاسلامي برؤية شمولية واسعة مستمدة من شمولية الاسلام واتساعه لكل شؤون الحياة. لذلك قدم نتاجاته الاصلية الرائدة في المجالات المختلفة فكتب في الاقتصاد والفلسفة والمنطق والاصول والتاريخ والتفسير والمفاهيم الحركية والرؤى السياسية وكان في كل ما كتب افضل من كتب.
                      فرغم مرور اكثر من عقد على استشاده فان تراثه الفكري لا يزال هو الاول في كل مجال من مجالاته.
                      اضافة الى شموليته في النتاج الفكري فان الامام الصدر اعتمد المنهج الشمولي نفسه في التحرك المبدئي فكان هو رجل الفكر وقائد التحرك واستاذ الحوزة ومرجع المسلمين وابن الامة ثم كان المجاهد المضحي الذي ختم حياته بالشهادة. ان دراسة شخصيته من خلال هذه الابعاد تجعلنا نصل الى الحقيقة الساطعة بان القائد الشهيد الصدر لم يترك لنا عذرا. انه نهض بمسؤولية كبيرة تجعل كل واحد منا يشعر بالتقصير مهما قدم وضحى من اجل الاسلام.

                      ثالثاً: مثلت حياة الامام الصدر مرحلة قائمة بذاتها لها خصائصها ومميزاتها التي تنفرد بها عن الفترة السابقة فبعد ان كان النشاط الاسلامي يتركز في اعتماد اسلوب (الدفاع) لحفظ الاسلام المستهدف من قبل الاعداء، فان السيد الصدر احدث نقلةً نوعية في شكل المواجهة بين الاسلام واعدائه، حيث اخرج النشاط الاسلامي من خندق الدفاع والتقليدية الى ساحة المواجهة والحركية وبذلك اعطى للاسلام صورة التحدي وخط الانطلاق نحو الاتجاهات المضادة، بحيث صار واضحاً ان آلية الصراع مع اعداء الاسلام اصبحت معكوسة عما كانت عليه في فترة ما قبل الامام الشهيد.
                      فالاسلام اصبح هو الذي يتحدى وهم الذين يبحثون عن خنادق الدفاع والاحتماء من صولاته الفكرية المكتسحة، ولم يجعل الامام الصدر هذا النمط من المواجهة حالة فردية، بل استطاع ان يحولها الى حالة عامّة، حيث اعاد رضوان الله عليه الثقة بالنفس الى ابناء الاسلام فنهجوا نفس اسلوبه في طرح الفكر الاسلامي بصورته المتحدية المؤثرة في الاوساط الثقافية والاجتماعية. وبذلك زرع القناعة الكبيرة بأن الاسلام اقوى، وان الفكر الاسلامي هو الذي يتحدى. فيما يحتاج الاخرون الى اثبات مصداقيتهم الفكرية والعملية. وهذا تحول فكري واجتماعي وسياسي هائل لم يحدث طوال حقبة زمنية طويلة من تاريخ الامة الاسلامية، رغم وجود الكثير من العلماء ورجالات الفكر الاسلامي وما قدموه من جهود مضنية من اجل الدفاع عن الاسلام ضد اعدائه.
                      والذي يستحق الدراسة والتأمل ان الشهيد الصدر استطاع ان يحدث هذا التحول بطريقة النقلة النوعية السريعة، بمعنى انه امتلك عامل المبادرة كله وسلب خصوم الاسلام حرية الفعل والاختيار فوجدوا انفسهم في خندق الدفاع ملاحقين بزحف فكري اصيل متأهب لخوض اي منازلة فكرية مع اية مدرسة من المدارس الوضعية رغم تعددها. وبذلك فقد اوجد الشهيد الصدر حالة التمييز العقائدي بين الاسلام وبين ما سواه وقدم الدليل العملي المشهود على ان الاسلام بحاجة الى عملية توظيف واعية ليحقق انتصاراته على التيارات الوضعية.
                      ولقد كان لهذه التجربة اثرها العميق في النفوس حيث انطلقت النشاطات الاسلامية الفكرية التي تميزت بالحركية والتجدد والابداع، بعدما كانت غائبة عن الميدان او خاضعة للتقليدية الصارمة. وهكذا تأسست مرحلة فكرية واجتماعية وسياسية قائمة بخصائصها ومستلزماتها على يد الامام الصدر. مرحلة صنعها فرد وسارت فيها امة بحيث يمكن وصفها بانها مرحلة السيد الامام الصدر ويمكن الحديث عما قبلها بانها مرحلة ما قبل الصدر.

                      رابعاً: ان فكر الامام الصدر وان ظهر في مرحلة زمنية معلومة الا انه لا يزال فكراً حياً متجدداً وهو في بعض الساحات كان فكراً سابقاً لاوانه.
                      ان ايماننا بهذه الحقيقة يُمكننا من التفاعل بصورة اكبر مع نتاجات الشهيد الصدر. مما يفرض علينا ان نعيد التأمل فيها لاستنطاقها بعمق ووعي من اجل تقديمها لابناء الامة الاسلامية في مختلف مواقع الصراع الفكري والمواجهة السياسية.

                      خامساً: ما قدمه السيد الشهيد في مجالات المعرفة المختلفة لا يحق لنا النظر اليه على انه تراث فكري مجرد، انما المطلوب توظيفه بصورة دائمة، وتقديم نظرياته ومشارعيه لابناء الامة، لاننا نؤمن ان نتاج الاستاذ الشهيد هو مشروع فكري حي. وهو حق لكل ابناء الاسلام، وعلى هذا فان المسؤولية تقع بشكل اكبر على تلامذة السيد الشهيد وابناء مدرسته من اجل استكمال مشروعه الفكري، ومواصلة مسيرته اللاحبة. وليس الاكتفاء بالعرض والتعريف فالامام الصدر لا يحتاج الى من يردد ما قاله، والامة لا تريد سماع ما كتبه فحسب.
                      انما هي بحاجة الى معالجات موضوعية لمشاكلها المعاصرة انها تريد الاجابة على ما يواجهها به الاعداء. وذلك من خلال اراء الامام الصدر وافكاره التي كان يكتبها ويقولها فتحسم الموقف بلا عناء.
                      ان فهم السيد الصدر لا ينجمد على اعادة تراثه انما مقياسه الحقيقي استكمال مشواره الطويل الذي بدأه يوم كان الاسلام محاصراً في الزوايا ومضى به حتى يوم استشهاده، ولا يزال ممتداً لم يكتمل بعدُ.

                      هذه ملاحظات عامة للتأمل والتفكير والمناقشة من اجل تكريس الجهود لصياغة منهجية جديدة لدراسة رائد الفكر الاسلامي المعاصر الامام الشهيد محمد باقر الصدر.

                      تعليق


                      • #12
                        آفاق المنهج في دراسة الشخصية


                        آفاق المنهج في دراسة الشخصية

                        ان الملاحظات التي اخذناها على ما كتب عن الامام الشهيد، كانت تتركز في محصلاتها النهائية حول المنهج المعتمد في تناول شخصيته، فدراسة الشخصية يجب ان تقوم على تخطيط مسبق يهدف الى جعل الدراسة علمية وليس محاولة غرضية في سياق الجهد الكتابي، بمعنى ان الكاتب يقدم سرداً تأريخياً للوقائع والاحداث والتطورات ينعطف احياناً عن السرد الى التحليل ليتوقف قليلا قبل ان يعود الى السرد، وهكذا تتكرر العملية الى ان تنتهي الدراسة. وهذا ما قرأناه في الكثير من الجهود الكتابية حول الشهيد الصدر والتي حاولت دراسة شخصيته.
                        ورغم ان هذه الجهود تستحق التقدير ويستحق أصحابها الشكر الا انها لم تصل الى ما هو مطلوب. والذي نقصده هنا ليس القيمة العلمية. بل محصلة هذه القيمة في مدياتها المستقبلية اذ إنه لا يكفي أن تتجمع الدراسات بطريقة كمية فيها التكرار والاعادة باعتبار ان كل دراسة تأتي مفصولة عن سابقاتها، انما المطلوب أن تتكامل الدراسات مع بعضها البعض فتأتي الدراسة اللاحقة لتكمل نواقص السابقة، وتبدأ من النتائج التي توصلت اليها، فتضيف أبعاداً جديدة لافاق الشخصية وتستكشف النقاط التي غابت عن الدراسات السابقة.
                        وبذلك تتحول الكتابة عن شخصية الامام الصدر الى مشروع قائم بذاته، متصل الحلقات، منسجم في اجزائه، يتميز بالتظافر العلمي بين المساهمين في الكتابة عنه. وهذا لو تحقق فان محصلة القيمة العلمية للدراسات سوف ترتفع مع تقدم الزمن بصورة طبيعية.
                        ان تحديد منهجية دراسة شخصية الامام الصدر او اية شخصية اخرى في تصورنا يجب ان تنطلق من الآفاق التالية:

                        ـ العلاقة بين الكاتب والشخصية

                        لو اجرينا عملية احصائية سريعة للدراسات التي تناولت الشخصيات التاريخية، لوجدنا ان الغالبية العظمى من الدراسات كتبها باحثون لم يعاصروا الشخصية ـ موضوع الدراسة ـ انما تعاملوا مع المصادر التاريخية والوثائق والادبيات كمادة أساسية في دراساتهم، وليس هناك بديل او خيار آخر غير هذه المصادر، إما لبعد الفاصلة الزمنية بين الكاتب والشخصية، او لتعذر الاتصال بين الاثنين وعدم وجود علاقة شخصية بينهما.
                        وفى هذه الدراسات يبذل الباحث اقصى جهوده من اجل الاحاطة بموضوع شخصيته: الا ان الاستيعاب الشامل يظل حالة مثالية لا يمكن الوصول اليها مهما كان مستوى الجهود المبذولة والمصادر المعتمدة. فثمة قضايا هامة في الشخصية لا يمكن التعرف عليها من خلال المصدر التاريخي بل أن المعايشة والتواصل المستمر هو مصدرها الوحيد.
                        ان الرؤية التي يكونها الباحث تعتمد بالدرجة الكبرى على قدرته التحليلية واسلوبه في الاستنتاج، وهذا ما يتفاوت بين كاتب واخر، ثم تأتي مسألة اختلاف المصادر التاريخية لتضيف مشكلة جدية في هذه البحوث، حيث تؤدي بالباحثين الى نتائج متقاطعة مع أنهم يتناولون شخصية واحدة. وهذا ما نلاحظه في الاختلاف الكبير في النتائج التي توصل اليها الكتّاب المعاصرون عند الحديث عن شخصية تاريخية.
                        ورغم ان بعض الكتّاب لم تكن معالجتهم متخصصة في دراسة الشخصية وانما كانت معالجات تأريخية عامة الا ان ما ورد فيها من مادة متعلقة بالشخصيات كانت ناجحة ومفيدة الى حد بعيد، وتمثل مصدراً تاريخياً يمكّن الباحثين الاخرين من الاعتماد عليها وتأسيس نتائج جيدة.
                        ان المعايشة عنصر اساس في الكتابة عن الشخصية لانها تكشف عن جوانب هامة في الشخصية لا يقدمها اي مصدر آخر.
                        والذي نريد أن نؤكد عليه هنا ، أن منهجية الكتابة عن الامام الشهيد الصدر يجب ان تعتمد المعايشة القريبة منه مصدراً اساسياً في الكتابة عنه الى جانب المصادر الاخرى. فالمعلومة المستندة على المعايشة من شأنها ان توجه التحليل بالاتجاه الصحيح، خصوصاً فيما يتعلق بالمواقف السياسية للامام الصدر، كما أنها تغني الدراسات التي تتناول دراسة شخصيته العلمية، لانها توضح الظروف الحقيقية لنتاجات الامام الصدر في الحقول المختلفة، وما هي دوافع الاختيار والعطاء الذي قدمه (رضوان الله عليه)، وبذلك يمكن التوصل الى منهج شخصيته الرسالية في التخطيط والتفكير والعمل.
                        وقد نجد من الضروري التأكيد في سياق هذه النقطة، أن مسؤلية الذين عايشوا الامام الشهيد هي أكبر من غيرها، باعتبارهم عاشوا اجواءه وظروفه عن قرب وفي مناسبات ومواقف متعددة.

                        تعليق


                        • #13
                          احسنتم جزاكم الله خيرا بلطفه وعنايته
                          ومن الرائع أن يلخص أحد الاخوة الافاضل وقته لمثل هذه المواضيع المهمة
                          أسأل الله أن يكون عملك لصالح مرضاته ومستحسنا في قصده

                          تعليق


                          • #14

                            ـ القيمة العلمية للذكريات:

                            عند مراجعة ما كتب عن الامام الشهيد محمد باقر الصدر، نلاحظ ان الذكريات المدونة عنه شهدت انطلاقه مكثفة في المناسبات السنوية الاولى لاستشهاده، حيث نشر تلامذته والمقربون منه ذكرياتهم معه في فترات مختلفة من حياته. وكانت هذه الذكريات التي نشرت في صحف ومجلات متعددة ومن قبل كتاب متعددين تمثل المصدر الاساس في التعرف على حياة الامام الشهيد وادوار حياته الاجتماعية والعلمية.
                            لكن هذه الذكريات قل تدوينها فيما بعد، فالذين يمتلكون الذكريات قالوا ما عندهم. وقد لجأ بعضهم الى اعادة ما عنده باسلوب آخر، وذلك عندما تأتي الذكرى السنوية لاستشهاد الامام الصدر ويضطرون بدافع الاحساس بالواجب والوفاء الى الحديث عن الشهيد الصدر والاستجابة لدعوات الصحف الاسلامية التي تفتح ملفات خاصة للذكرى السنوية، بمناسبة فاجعة الاستشهاد.
                            وفي تقديرنا ان الصحف الاسلامية وفي مقدمتها صحف المعارضة الاسلامية العراقية.. وهي المهتمة اكثر من غيرها في احياء المناسبة ـ في تقديرنا ـ ان هذه الصحف رغم انها قدمت مادة كثيرة عن شخصية السيد الشهيد الا انها لم تصل الى المستوى المطلوب في عملية التوظيف العلمي والوثائقي للذكريات. فقد كانت تعيش المناسبة من اجل الاعلام اكثر مما هي مناسبة لاجل الامام الصدر. كانت تبحث عن الاثارة والحكاية في تغطية المناسبة، وتوظف كل ذلك توظيفا كميا يقوم على اساس عدد الصفحات المخصصة لذكرى الامام الشهيد من مجموع صفحات العدد. وقد دفعها ذلك الى الاعادة والتكرار لدرجة ان مقارنة اعداد بعض الصحف في المناسبات السنوية يظهر التشابه الملحوظ فيما بينها.
                            ونستطيع ان نكتشف ظاهرة اخرى في الاعداد الخاصة حول ذكرى استشهاد السيد الصدر (رض) وهي توظيف الامام الشهيد لاهتمامات الصحيفة وحاجاتها السياسية والميدانية. بمعنى ان الصحيفة تجهد نفسها من اجل تحويل الامام القائد الصدر الى شاهد بدعم وجهات نظر الصحيفة في مشاكلها الميدانية مع الصحف الاخرى التي تختلف معها في الخط والاتجاه السياسي.
                            وهذا ما نلاحظه في الاختلاف الحاد الذي تصاعد بين فصائل المعارضة الاسلامية العراقية حول فكرة (التنظيم) وجدوى العمل الحزبى الاسلامي في المجال السياسي والاجتماعي وهو صراع حاد غطى سنوات عديدة من عمر المعارضة الاسلامية في ساحات المهجر واستهلك جهود الطرفين في المجال الاعلامي واثر كثيرا على نشاطهم السياسي.
                            خلال تلك الفترات، كانت صحافة الطرفين تبذل جهودا استثنائية من اجل زج الامام الصدر في ساحة الصراع واخضاعه قهرا لدعم فكرة وتوجه املته ظروف الساحة وموازناتها السياسية المعقدة والمضطربة. فمن اجل ان يحقق مناهضو العمل الحزبي انتصارهم على الحزبيين، لجأوا الى اعتبار الامام الشهيد تخلى عن فكرته الحزبية منذ اوائل السبعينات عندما اصدر فتواه بحرمة العمل الحزبي على طلبة العلوم الدينية المرتبطين بجهاز المرجعية (الرشيدة).
                            وقد اضطر الحزبيون ازاء هذا الهجوم الى الدفاع عن انفسهم بذكر ظروف هذا التحريم، وانه أملته ظروف طارئه تعرض لها جو الحوزة العلمية في النجف نتيجة الارهاب الدموي للسلطة الحاكمة في العراق وان الامام الصدر لم يتخل عن مشروعه الحركي في ضرورة العمل الحزبي وان دعمه المباشر لحزب الدعوة الاسلامية وتنسيقه مع قيادته حتى استشهاده دليل قوي على ذلك، كما وانه رفض بشدة واصرار الاستجابة لطلبات السلطة وتهديدها له في اصدار فتوى تحرم الانتماء لحزب الدعوة الاسلامية باعتباره رأس الحربة في مواجهة النظام البعثي، وقد ظل على موقفه الحازم حتى استشهاده رضوان الله تعالى عليه.
                            وهكذا تحول الامام الشهيد الى شاهد مجبر ورقم قسري في حالة الصراع الدائرة بين مناهضي العمل الحزبي وبين متبنيه، وبدل ان يُستلهم فكره علميا من اجل ان يوظف في دعم قضايا الامة واستكمال مشاريعه اصبح حاجة سياسية واعلامية توظف لمشاريع محدودة خاضعة لظروف خاصة في دائرة ضيقة.
                            وبدل ان يتصدى مريدوه لدراسة ابعاد شخصيته العملاقة، استغرقوا في استخدامه كدليل ادانه او دفاع في معركة فيها الطرفان خاسران لانهما يسيران نحو هدف مشترك ويستهدفهما الاعداء على انهما كيان موحد وابناء مدرسة واحدة.
                            لقد اضطر احد الفريقين الى تصوير الامام الشهيد الصدر بانه تخلى عن العمل الحزبي واضطر بعض اعضاء هذا الفريق الى الايحاء بانه صحح خطأه الاول في تبني العمل الحزبي، عندما تخلى عن العمل الحزبي، ورغم قساوة هذه الاساءة للامام الشهيد فانها تمثل تشويها لحقائق التاريخ ولسيرة حياة رمز القضية الاسلامية المعاصرة.
                            لقد كان الدافع وراء هذه العملية هو العداء لحزب الدعوة الاسلامية الذي تصاعدت حدته في سنوات عديدة من عمر المعارضة الاسلامية العراقية لكن الغريب ان خصوم حزب الدعوة لم يكتفوا بتوظيف الامام الشهيد كرقم في حملة الهجوم ضد هذا الحزب بل حولوه الى رقم ضد العمل الحزبي بشكل عام وضد المشروع الاسلامي في الصيغة الحزبية. وذلك ليتلافوا الدفاع المضاد من حزب الدعوة القائم على الشواهد التاريخية.
                            وبذلك وصل التحريف الى فكر الامام الصدر وتوجهاته الاسلامية الاصيلة الرائدة في العمل الاسلامي لان العامل السياسي اصبح عند البعض اهم من السيد الشهيد واهم من تاريخه وموقعه في الحياة الاسلامية المعاصرة.
                            ان حالة الصراع هذه ليست حالة طبيعية انما هي طارئة في الوسط الاسلامي. وقد تنتهي ذات يوم. ويلقي الطرفان السلاح ويلتقون كما يجب، اخوة يسيرون في خط واحد. وعند ذاك ماذا سيكون مصير الكتابات السابقة المنشورة في الصحف على مدى عدة سنوات؟ هل يضطر الكتاب الى تصحيح ما كتبوا او الاعتذار عما قالوا؟
                            لقد دخلت الكتابة في التاريخ ولم يعد بالامكان شطبها مع الذاكرة
                            . لكن المهم ان نمنع المزيد من هذه الحالات السلبية في التعامل مع السيد الشهيد وتراثه ومواقفه، فهي ملك للامة والتاريخ، وليس لاحد ان يحولها الى ارقام بسيطة في معادلات طارئة. وقد تبدو هذه العبارات لاول وهلة متشائمة في تصوير تلك الفترة المؤلمة وقاسية في التعبير عنها، ولكنها الحقيقة التي يصعب تجاوزها.
                            للتعرف على ما دار في تلك الفترة من تصعيد اعلامي حول هذا الموضوع يمكن الرجوع على وجه التحديد الى صحيفة (لواء الصدر) وصحيفة (الشهادة) وصحيفة (الجهاد) خلال عقد الثمانينات. وقد كانت حدة الحديث تصل الى مستوى الاتهام واثارة الشبهات في بعض الاحيان كما وصل الصراع الى اصدار المنشورات والقاء الاحاديث من على المنابر.

                            ان من الضروري التعامل مع تراث الامام الشهيد وذكرياته بطريقة علمية مسؤولة، لا تتأثر بالعامل السياسي وبالحسابات الخاصة. انما النظر اليها على انها جزء من تراثه تماما مثل كتبه ونتاجه العلمي في مختلف المجالات وهذا لو حدث فانه سيحول الذكريات الى مصدر هام من مصادر دراسة الامام الشهيد لا سيما وان هناك ذكريات لم تدون الى الآن اما بتكثير العامل السياسي او لان اصحابها يحجمون عن نشرها، لانها تمثل مقاطع صغيرة متفرقة تعود لمناسبات متعددة، فلا يجد اصحابها انها صالحة للنشر من الناحية الفنية اضافة الى عامل الخوف والارهاب بالنسبة الى الذين لا يزالون داخل العراق.
                            وفي تقديرنا ان هذه الذكريات المتفرقة والتي تشمل تصريحا او رأيا او موقفا للامام الصدر لها قيمة علمية جيدة. فهي يمكن ان تشكل اضافات هامة للدراسات التي تتناول شخصية الامام الشهيد، ولو قدر لبعض الباحثين ان يطلع عليها لاختار منها ما يدعم دراسته. كما ان بعض الذكريات يمكن ان تفتح آفاق البحث امام الباحثين. او قد تكون بحد ذاتها مشروعا تأسيسياً لعمل علمي قائم بذاته.
                            وعندما ننقل هذه الصورة المحزنة، فلانها ليست قضية خافية، وانما اصبحت جزءاً من تاريخ المعارضة الاسلامية في المهجر. واطلع على تفصيلاتها حتى الذين لا علاقة لهم بجو المعارضة، وقد اساءت تلك الظاهرة الى عموم القضية العراقية والى المعارضة الاسلامية على وجه الخصوص. حيث بدت ممزقة ومنقسمة على نفسها في حين ان فصائلها المؤثرة تنتمي الى مدرسة الامام الشهيد الصدر وترفعه كرمز لها.
                            ربما يبرر البعض ان ما حدث كان نتيجة ظروف طارئة لكن المحزن ان يزج الامام الصدر في صراع الظروف الطارئة.

                            تعليق


                            • #15

                              الزمن ودراسة الشخصية

                              أثرنا في نقطة سابقة من هذه الدراسة الى ان المعايشة عنصر هام في دراسة الشخصية، وان الكاتب عندما يدرس الشخصية من خلال احتكاكه بها فانه سيقدم تصورات مطابقة للحقيقة او قريبة منها. وهذه الميزة ربما تتوفر للباحث الذي يكتب عن شخصية لم يحتك بها ولم يتعرف عليها الا من خلال المصادر التاريخية. الى جانب المعايشة هناك عامل الزمن الذي يحتل اهمية كبيرة في منهجية البحث ودراسة الشخصية. ولا نقصد بعامل الزمن هنا مجرد القرب الزمني بين مشروع الكتابة والشخصية ـ موضوع البحث ـ فحسب ـ بل نريد تأثير الشخصية على حركة الزمن ومسار الاحداث في الفترة التي عاشتها، وامتدادها المؤثر بعد الوفاة.
                              لقد اعتاد الباحثون التوقف في دراساتهم عند موت الشخصية، واعتباره المحطة الاخيرة في مشروع الدراسة. لكننا نعتقد ان هذا التوقف قد يكون صحيحاً بالمقياس الاكاديمي، لكنه من البعد الحقيقي لقيمة الشخصية يعد ناقصاً. فهناك شخصيات برزت آثارها بعد موتها اكثر مما كانت مؤثرة في حياتها وان عطاءات امتداداتها كانت اكثر من عطاءاتها المباشرة يوم كانت على قيد الحياة.
                              لقد ترك ابطال التاريخ بصماتهم الثابتة على حركة الزمن لفترة طويلة وظل دورهم حيا لم يمت بموتهم. وليس من السهولة الاحاطة بهؤلاء الابطال الذين امتد دورهم المؤثر في الحياة السياسية او الفكرية او الاجتماعية وغير ذلك من المجالات.
                              اننا نلاحظ ان هناك الكثير من الشخصيات التي فرض عليها الواقع الزمني اوضاعا قاسية حجّمت ادوارهم التاريخية مع قدرتهم على لعب ادوار اكثر خطورة واهمية مما قاموا به.، فان الظروف التي احاطت بهم جعلتهم لا يمارسون دورا يتلائم مع مؤهلاتهم الشخصية. وعلى هذا فان الكوابح والعقبات الزمنية لها تأثيراتها المباشرة على عطاءات الافراد وابداعاتهم. فقد تحجّم دور ا لبعض، وقد تفرض على البعض الآخر ان يسلك طريقا غير الطريق الذي ينسجم كليا مع مؤهلاته وقدراته الشخصية. وبالتالي فان دور الفرد في حركة الزمن يتحدد باجواء الواقع وظروف الزمن وليس بالمؤهل الذاتي فقط.
                              ويحفظ لنا التاريخ نماذج رائدة لابطال طليعيين، امتلكوا مواصفات شخصية ومؤهلات ابداعية عالية، فاستطاعوا ان يقدموا انجازات ضخمة وان يلعبوا ادوارا مؤثرة في حركة الزمن. ورغم انهم لم يعيشوا سوى فترة قصيرة من الحياة. فلقد رحلوا عن عالمنا بالموت او بالقتل لظروف سياسية، في الوقت الذي كانوا يتمتعون بأوج قدرتهم على العطاء والرفد. ولو ان العمر امتد بهم لسنوات اطول، لقدموا المزيد من الآثار الخصبة، ولمارسوا ادوارا اكثر عطاء في حركة الزمن. لكن الاجل حال دون ذلك، او ان يد الجريمة امتدت اليهم فاوقفت حركتهم البناءة في امتدادات الزمن.
                              ومن هؤلاء الابطال الخالدين الذين لم يمتد بهم الزمن طويلا الامام الشهيد محمد باقر الصدر الذي استشهد في العراق وهو لم يكمل العقد الخامس من عمره الشريف، فتوقفت بذلك حركة عطاءاته الفذة التي تميز بها في سنوات عمره القصير في مختلف آفاق المعرفة الاسلامية والانسانية. وهو بحق يمثل ظاهرة حضارية ذات قيمة تاريخية متميزة تستحق الدراسة والتأمل ويعبر بجدارة عن مظهر الوعي والتحدي للصحوة الاسلامية المعاصرة في مختلف المواقع والساحات.
                              وهناك امثلة عديدة اخرى، للابطال الخالدين الذين غابوا او غيّبوا عن مسرح الحياة، لكن عطاءاتهم ظلت خالدة مثمرة مؤثرة وممتدة مع حركة الزمن. مع ان تلك العطاءات هي ليست كل الحصيلة التي يمتلكونها، فلقد كان بمقدورهم ان يضيفوا المزيد، وان يقدموا الكثير من الرفد والتأثير لولا رحيلهم المفاجئ السريع عن ميادين الحياة.
                              وقد حدث في التجارب المختلفة ان يتمكن بطل من ابطال التاريخ ان يفرض وجوده على المجتمع، فيتعلق به تعلقا شخصيا، ويستمر هذا التعلق العاطفي حتى بعد وفاته.
                              ورغم ان هذه حالة طبيعية في حياة الامم والشعوب باعتبار ان الفرد الذي يترك اثاره على واقع مجتمعه. ويظل دوره ممتدا مع حركة الزمن. فان المجتمع ينشد اليه عاطفيا من خلال ارتباطهم بدوره المؤثر ونظرتهم التقديسية له. رغم ان هذه الحالة طبيعية الا انها في بعض الحالات تأخذ طابعا سياسيا. فقد يحدث ان تتمسك الامة بالشخص تمسكا عاطفيا غير واع، فيكون الانشداد الى الشخص وليس الى دوره. مما يجعل من سلوك الامة عامل تجميد لدور الشخص، فهي تعطل انجازاته الزمنية وتحاول ابقاء الزمن عند النقطة التي توقف فيها الفرد البطل بالوفاة لا ان تكمل دوره في حركة الزمن القادم.
                              وخلاصة القول ان دور الفرد الزمني لا ينفصل عن المؤثرات التي يتعايش معها، فهي التي تتدخل في التأثير على دوره في حركة الزمن، وفي رسم ملامح هذا الدور وفي اعطائه عوامل الاندفاع او التحجيم او التراجع.
                              ان من الضروري ادخال عامل الزمن كمرتكز بارز وثابت في منهجية الدراسة عن شخصية الامام الشهيد الصدر، من اجل الحفاظ على دوره التاريخي وابقائه حيا مع حركة الزمن. ولا تهدف هذه العملية الى تقديم الجميل او الوفاء للسيد الشهيد، انما هي حقيقة علمية. فالامام الصدر صاحب مشروع كبير في الحياة الاسلامية اثبت قوته وجدارته. ولو قدر للباحثين ان يدرسوه بالمنهجية المطلوبة، لاكتشفوا عناصر ابداع مخفية في مدرسته الرائدة. ولاستطاعوا ان يكملوا ما اراد ان يقدمه الامام الشهيد في حياته، على ان من الضروري ان نؤكد هنا ان الامتداد الزمني لشخصية الامام الصدر لا يقتصر فقط على نتاجه العلمي، بل يشمل مواقفه العملية والتي خطط لها رضوان الله عليه ان يجعلها مشاريع عمل مؤثرة في المستقبل، وكان اخرها مشروع استشهاده الذي حوّله الى موقف رائع حافظ فيه على انطلاقه العمل الاسلامي وضمن به مواصلته واستمراره، فكان (رحمه الله) المشروع الحي الخالد في حياته وفي شهادته.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X