هذا جزء من بحث لآية الله العظمى المرجع السيد محمد سعيد الحكيم حفظه الله عن <أهمية العقل> حتى في الابحاث الدينية ويفسر ويوضح ما هو المهم منها ثم يوضح ان بعض ما يتوصل اليه الناس عبر <الابحاث العقلية الدقيقة> يعتبر <شبهة في مقابل البدهية> ويجب ردها وانكارها دون شك 
أهمية العقل في الكتاب والسنة
ولذلك أكد القرآن المجيد على العقل في آيات كثيرة. قال تعالى: ((وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُوا الألبَابِ)) (1).
وقال سبحانه: ((قَد بَيَّنَّا لَكُم الآيَاتِ إن كُنتُم تَعقِلُونَ)) (2)، وقال
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة آية: 269.
(2) سورة آل عمران آية: 118.
وقال جلّ شأنه: ((إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأولِي النُّهَى)) (2)... إلى غير ذلك.
كما أكدت على ذلك السنّة الشريفة في أحاديث كثيرة لا تحصى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من آله (عليهم السلام)، وبصيغ مختلفة في عرض ذلك.
فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له" (3).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : "ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل... ولا بعث الله رسولاً حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته..." (4).
وفي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل" (5).
وقال (عليه السلام) في حديث: "من كمل عقله حسن عمله" (6).
وفي حديث هشام بن الحكم: "قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهم السلام) : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه، فقال: ((فَبَشِّر عِبَادِي* الَّذِينَ يَستَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أحسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُم اللهُ وَأُولَئِكَ هُم أُولُوا الألبَابِ)) يا هشام إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران آية: 118، 190.
(2) سورة طه آية: 54.
(3) (4)، (5)، (6) بحار الأنوار 1: 94، 91، 95، 87
ثم يذكر عدة مباحث عن العقل يمكن مراجعتها وانا انقل منها هذا البحث
ضرورة إعمال العقل في أمر الدين هذا وبعد أن اتضحت أهمية العقل، فحيث كان الدين من أهمّ شؤون الإنسان التي يمر بها تقرير مصيره ـ في سعادته وشقائه وخيره وشرّه في دنياه وآخرته ـ كان أفضل عون له في أمره عقله، فهو الطريق الأول له. وبه تقوم حجته ويصل إليه. ولذا سبق التأكيد عليه في الكتاب المجيد والسنّة الشريفة.
وفي حديث هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: "يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة، وحجة باطنة. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام). وأما الباطنة فالعقول" (1).
وفي حديث عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "قال: حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل" (2).
والظاهر أن مراده (عليه السلام) أن الأنبياء (عليهم السلام) تختص حجتهم بوظيفتهم، وهي التبليغ عن الله تعالى. أما العقل فهو الحجة في الأمور الباقية، من إثبات وجود الله عز وجل، وحاكميته، ووجوب طاعته، وإرساله الأنبياء، وصدقهم في دعوى الرسالة من قبله تعالى، وغير ذلك مما يكون مورداً للحساب والمسؤولية بينه وبين عباده، فهو الدعامة الكبرى، والقطب الذي عليه المدار، وإليه ترجع الأمور.
وقد سبق الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنه لا دين لمن لا عقل له.
ويتجلى ذلك في العرض ـ الحقيقي أو التمثيلي ـ الذي تضمنه حديث
ـــــــــــــــــــــــ
(1)، (2) الكافي 1: 16، 25.
وحديث الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : "قال: هبط جبرئيل على آدم (عليه السلام) فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيرك واحدة من ثلاث، فاختره، ودع اثنتين. فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين. فقال آدم: إني قد اخترت العقل. فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه. فقالا: يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان. قال: فشأنكم. وعرج" (2).
تابعوا المهم في المشاركة القادمة

أهمية العقل في الكتاب والسنة
ولذلك أكد القرآن المجيد على العقل في آيات كثيرة. قال تعالى: ((وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُولُوا الألبَابِ)) (1).
وقال سبحانه: ((قَد بَيَّنَّا لَكُم الآيَاتِ إن كُنتُم تَعقِلُونَ)) (2)، وقال
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة البقرة آية: 269.
(2) سورة آل عمران آية: 118.
-[ 12 ]-
عزّ من قائل: ((إنَّ فِي خَلقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرضِ وَاختِلاَفِ اللَّيلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأولِي الألبَابِ)) (1). وقال جلّ شأنه: ((إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأولِي النُّهَى)) (2)... إلى غير ذلك.
كما أكدت على ذلك السنّة الشريفة في أحاديث كثيرة لا تحصى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة من آله (عليهم السلام)، وبصيغ مختلفة في عرض ذلك.
فعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: "قوام المرء عقله، ولا دين لمن لا عقل له" (3).
وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : "ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل... ولا بعث الله رسولاً حتى يستكمل العقل، ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته..." (4).
وفي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: "لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل" (5).
وقال (عليه السلام) في حديث: "من كمل عقله حسن عمله" (6).
وفي حديث هشام بن الحكم: "قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهم السلام) : يا هشام إن الله تبارك وتعالى بشّر أهل العقل والفهم في كتابه، فقال: ((فَبَشِّر عِبَادِي* الَّذِينَ يَستَمِعُونَ القَولَ فَيَتَّبِعُونَ أحسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُم اللهُ وَأُولَئِكَ هُم أُولُوا الألبَابِ)) يا هشام إن الله تبارك وتعالى أكمل للناس
ـــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران آية: 118، 190.
(2) سورة طه آية: 54.
(3) (4)، (5)، (6) بحار الأنوار 1: 94، 91، 95، 87
-[ 13 ]-
الحجج بالعقول، ونصر النبيين بالبيان، ودلهم على ربوبيته بالأدلة..." (1)... إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة.ثم يذكر عدة مباحث عن العقل يمكن مراجعتها وانا انقل منها هذا البحث

ضرورة إعمال العقل في أمر الدين هذا وبعد أن اتضحت أهمية العقل، فحيث كان الدين من أهمّ شؤون الإنسان التي يمر بها تقرير مصيره ـ في سعادته وشقائه وخيره وشرّه في دنياه وآخرته ـ كان أفضل عون له في أمره عقله، فهو الطريق الأول له. وبه تقوم حجته ويصل إليه. ولذا سبق التأكيد عليه في الكتاب المجيد والسنّة الشريفة.
وفي حديث هشام بن الحكم عن الإمام الكاظم (عليه السلام) قال: "يا هشام إن لله على الناس حجتين: حجة ظاهرة، وحجة باطنة. فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمة (عليهم السلام). وأما الباطنة فالعقول" (1).
وفي حديث عبد الله بن سنان عن الإمام الصادق (عليه السلام) : "قال: حجة الله على العباد النبي، والحجة فيما بين العباد وبين الله العقل" (2).
والظاهر أن مراده (عليه السلام) أن الأنبياء (عليهم السلام) تختص حجتهم بوظيفتهم، وهي التبليغ عن الله تعالى. أما العقل فهو الحجة في الأمور الباقية، من إثبات وجود الله عز وجل، وحاكميته، ووجوب طاعته، وإرساله الأنبياء، وصدقهم في دعوى الرسالة من قبله تعالى، وغير ذلك مما يكون مورداً للحساب والمسؤولية بينه وبين عباده، فهو الدعامة الكبرى، والقطب الذي عليه المدار، وإليه ترجع الأمور.
وقد سبق الحديث عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنه لا دين لمن لا عقل له.
ويتجلى ذلك في العرض ـ الحقيقي أو التمثيلي ـ الذي تضمنه حديث
ـــــــــــــــــــــــ
(1)، (2) الكافي 1: 16، 25.
-[ 17 ]-
محمد بن مسلم عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: "لما خلق الله العقل استنطقه، ثم قال له: أقبل، فأقبل، ثم قال له: أدبر، فأدبر. ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً هو أحب إلي منك، ولا أكملتك إلا فيمن أحب. أما إني إياك آمر، وإياك أنهى، وإياك أعاقب، وإياك أثيب" (1).وحديث الأصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : "قال: هبط جبرئيل على آدم (عليه السلام) فقال: يا آدم إني أمرت أن أخيرك واحدة من ثلاث، فاختره، ودع اثنتين. فقال له آدم: يا جبرئيل وما الثلاث؟ فقال: العقل والحياء والدين. فقال آدم: إني قد اخترت العقل. فقال جبرئيل للحياء والدين: انصرفا ودعاه. فقالا: يا جبرئيل إنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان. قال: فشأنكم. وعرج" (2).
تابعوا المهم في المشاركة القادمة

تعليق