إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحكماء المتألهون.. العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحكماء المتألهون.. العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

    الحكماء المتألهون.. العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي

    تم نشر هذا الموضوع سابقا (هنا) وشكرا لصاحبه
    وبما أنه قد تعرّض لمحاولة التخريب من البعض
    ساعيد نشره بحوله تعالى وقوته بنفس التنسيق على أن نحاول اكماله واثرائه
    بما ويتناسب وحجم ودور هذه الشخصية الفذّة التي قدّمت جليل خدماتها للتشيع
    ومن الله نسأل التوفيق

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صل على محمد وآل محمد

    يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ

    الحكماء المتألهون

    العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي

    1321 - 1402
    هـ


    يقول آية الله العظمى المحقق الشيخ جعفر السبحاني في ترجمته للسيد الطباطبائي اعلى الله مقامه الشريف في كتابه تذكرة الاعيان ص 431 :

    من ملامح الشخصيات الكبيرة انّ كلَّ واحد منهم أُمّة، لما يقومون به من انجازات كبيرة و يخلفون من الآثار التي من شأنها أن تُنجزها أُمّة، و لأَجل ذلك نرى انّه سبحانه يصف إبراهيم عليه السلام بأنّه أُمّة، و يقول: (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً قانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً و لَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) .
    وما هذا إلّا لأَنّ رائد التوحيد منذ ريعان شبابه إلى أن لقي ربّه أوجد ثورة عارمة ضد الشرك، وقاد نهضة توحيديّة كبيرة، وترك آثاراً ومنجزات عظيمة في المجتمع الإِنساني، فعمله في الظاهر عمل فردي ولكنّه في الواقع عمل أُمّة كبيرة وهذه من سمات الشخصيات الكبيرة.
    هكذا كان العلّامة الطباطبائي، فهو بحقّ أُمّة، لما أنجزه من الآثار العلمية والخدمات الجليلة التي تركت بصمات واضحة على التراث الشيعي.
    فيوم نُعِيَ لموته، كأنّه نُعي لموت أُمّة كبيرة، والذكر الحكيم يعبِّر عن موت العالم و فقدانه بنقصان الأَرض ويقول: (أَولَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها و اللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ و هُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) .
    وقد فسَّرت الآية بموت العالم، روى أمين الإِسلام الطبرسي، عن عدّة من المفسرين أنّ المراد من الانقاص، نقصها بذهاب علمائها وفقهائها وخيار أهلها [مجمع البيان:3 / 30] .
    وثمّة نكتة جديرة بالذكر، وهي انّ النبوغ تارة يتجلى في فن واحد كنابغة النحو سيبويه (المتوفى حوالي عام 190) مؤَلف «الكتاب» الذي لم يكتب نظيره في النحو، وأُخرى يتجلى في أكثر من فن واحد فتكون شخصية ذات أبعاد مختلفة.
    وهذا هو الشيخ الرئيس ابن سينا (384 - 427 هـ) الذي ضرب في كلّ فن بسهم و تجلّى فيه نبوغه، ففي مضمار الفلسفة فيلسوف مبدع بلغت الفلسفة المشائية على يده القمَّة، وفي مضمار الطب طبيب ماهر وحاذق ألّف كتاب «القانون» الذي لم يزل يُدرَّس في الجامعات العلمية عبْر قرون، كما أنّه أُستاذ الرياضيات والهيئة في عصره ولم يكن الشيخ الرئيس نسيج وحده في ذلك المجال بل لاحت أسماء شخصيات أُخرى في سماء العلم والنبوغ لا يسع المقال لذكرها.
    وقد كان العلّامة الطباطبائي من تلك الثلة الذين تمتعوا بذهنية وقادة، ومنفتحة على أكثر العلوم، وارتشف من معينها ونبغ فيها، فهو في مجال التفسير مفسّر بارع يفسّر القرآن بالقرآن والآية بالآية، وفي مجال الفلسفة، مفكر إسلامي كبير مؤَسس لأُصول فلسفية، وفي العرفان وتهذيب النفس والتخلق بالمُثل العليا، عارف شامخ وأخلاقي مهذّب، ضمَّ العرفان النظري إلى العملي وبلغ شأواً عظيماً فخرق الحُجُب المادية بعيون برزخية، كما انّه في العلوم النقلية بلغ مرتبة الاجتهاد وكانت له أنظار في الفقه والأُصول إلى غير ذلك من الفضائل والمآثر التي يضرب بها المثل، (ذلك من فضل اللّه يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ و اللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ).

    لمحة من حياة السيد الطباطبائي‏
    ولد قدَّس سرَّه في مدينة «تبريز» في التاسع و العشرين من شهر ذي الحجة الحرام من شهور عام 1321، وعاش ثمانين سنة وثمانية عشر يوماً، وخلّف تراثاً علمياً ضخماً، وربّى جيلًا كبيراً من المفكرين أوجد من خلالها تحولات عظيمة في العلوم الإِسلامية، ولقى ربّه بنفس مطمئنة يوم الأَحد الثامن عشر من محرم الحرام من شهور عام 1402 هـ ، وورِيَ جثمانه الطاهر في حرم السيدة فاطمة بنت الامام الكاظم عليهما السَّلام تجد صخرة قبره إلى جنب قبر السيد النقي الورع السيد أحمد الخونساري قدّس اللّه سرّهما فاقترن الكوكبان في مضجعهما كما كان بينهما أُلفة في حال حياتهما.
    نشأ الأُستاذ وترعرع في أُسرة عريقة بالعلم والثقافة ولها تاريخ وضّاح، يتصل نسبه إلى السيد الجليل مير عبد الوهاب الذي تقلَّد منصب «شيخ الإِسلام» في أذربيجان قبل ظهور السلسلة الصفوية، ولما اشتعل فتيل الحرب بين الدولتين: الصفوية والعثمانية، قام السيد بمساعي جميلة بغية إطفاء نيران الحرب واستتباب الأَمن والاستقرار بين البلدين الشقيقين، فغادر إيران عام 920 هـ لهذا الغرض وهبط آستانة حاضرة الدولة العثمانية إلّا أنّ محاولته باءت بالفشل فزُجَّ به في السجن وبقي فيه، إلى أن مضى السلطان سليم وقام مقامه ابنه السلطان سليمان، فأطلق سراحه وعامله بتكريم وتبجيل إلى أن وافته المنية عام 927 هـ، ودفن في جوار الصحابي الكبير «أبي أيّوب الأَنصاري» في آستانه، فالمترجم له وليد ذلك البيت العريق وثمرة تلك الشجرة الطيّبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء، فكم أنجبت علماء كباراً احتفل التاريخ بأسمائهم عبر قرون خمسة، ولا مجال لذكر أسمائهم فضلًا عن حياتهم، وكفانا عن إطناب الكلام في ذلك ما ألّفه نفس الأُستاذ في أنساب آل عبد الوهّاب و الرسالة بعدُ مخطوطة لم تر النور.
    نشأ السيد الطباطبائي في حضن أبويه حتى وافتهما المنيّةُ ولم يتجاوز عمر السيد آن ذاك تسع سنين، وبعث إلى المدرسة وتعلم فيها القرآن والأَدب الفارسي والرياضيات فتهيأ إلى دخول الجامعة الإِسلامية في مدينة تبريز، وقرأ فيها الصرف والنحو والمعاني والبيان والفقه والأصول والكلام ولم يترك شيئاً من العلوم الرائجة يومذاك إلّا وقد انتهل منها حتى درس الخط واستغرق جميع ما درسه من الآداب والسطوح العالية تسع سنين ونال منها حظاً عظيماً.
    وثمّة نكتة جديرة بالذكر، وهي انّ الأُستاذ كتب رسالة موجزة في حياته نقتبس منها فيما يرجع إلى تلك الحقبة من حياته.
    يقول: كنت في بداية دراستي غير راغب في الاستمرار فيها، و كنت على هذا الحال سنين أربع إلى أن شملتني العناية الإِلهيّة و أوجدت تحولا جذرياً في نفسي، و أحسست بشوق منقطع النظير إلى الاستمرار فيها و عوّلت على استسهال الصعب، فأكببت على الدرس بعزم راسخ و نسيت كلّ شي‏ء سواه، و اقتصرت من الدنيا باليسير، و سهرت الليالي منكباً على المطالعة و الدراسة، و كنت أُحضِّر المادة الدراسية قبل حضوري مجلس الدرس و أستوعبُ أكثر ما يلقيه الأُستاذ فيه، و كان جلّ سعي هو فهم المطالب و حل المشاكل العلمية التي أواجهها بالامعان و المطالعة دون أن استفسر عنها .
    وقد مشى الأُستاذ على هذا المنوال إلى أن غادر مسقط رأسه إلى النجف الأَشرف عام 1344 هـ بغية إكمال دراساته العليا، فأخذ يختلف أنديه الدروس العالية لَاساتذة الوقت في الفقه والأُصول أعني السيد أبو الحسن الأصفهاني (1284 - 1365 هـ) والشيخ محمد حسين النائيني (1274 - 1355 هـ) والشيخ‏ محمد حسين الأصفهاني (1296 - 1361 هـ) الذي نالت دروسه درجة كبيرة من الأَهمية عند السيد الطباطبائي، فكان يُثني عليه كثيراً ويسير على نهجه في أُصول الفقه.
    وأمّا أساتذته في العلوم العقلية، فقد حضر درس العرفان عند السيد علي القاضي، كما حضر دروس الفيلسوف الكبير السيد حسين البادكوبي (1293 - 1358 هـ) الذي هو من تلاميذ السيد أبو الحسن المعروف بـ «جلوه» (1238 - 1314 هـ) وكان المترجم له يُثني كثيراً على أُستاذه البادكوبي ويذكره في المجالس والمحافل العلمية ويقول في رسالته: وقد حضرت دروس الحكيم البارع السيد حسين البادكوبي ست سنوات وقرأت عليه شرح «المنظومة» للسبزواري، و«الأسفار» لصدر المتألهين الشيرازي و«المشاعر» له أيضاً، وكتاب «الشفاء» لابن سينا، وكتاب «أثولوجيا» لأَرسطو، و«تمهيد القواعد» لابن تركة، و«طهارة الاعراق» لابن مسكويه.
    وأضاف المترجم له في رسالته: أنّ السيد البادكوبي كانت له عناية خاصة بتعليمي وتربيتي وكان يصرَّ على تعلم الرياضيات العالية حتى أقف على كيفية إقامة البرهان على المسائل الفلسفية ولأَجل ذلك حضرت دروس الرياضي الكبير السيد أبو القاسم الخونساري فقرأت عليه دورة كاملة في الحساب والهندسة المسطحة والفضائية والجبر الاستدلالي.
    وعلى الرغم من انّ السيد الطباطبائي كان مكبّاً على العلم والتعلم لكنّه لم ينس أبداً تهذيب النفس وتحليتها بالفضائل وتخليتها عن الرذائل وقد اقتدى في ذلك بأُستاذه العظيم السيد علي القاضي (1285 ـ 1365 هـ) الذي بلغ في تهذيب النفس مقاماً شامخاً حتى صار صاحب كرامات.
    نقل العلّامة الطباطبائي عنه هذه الحكاية الطريفة:
    حلّ السيّد القاضي ضيفاً عليّ و كانت بيننا و بينه صلة رحم و قرابة، و التفت إلى عقيلتي التي لم ترزق طفلًا إلّا و قد مات، مخاطباً إياها قائلًا: يا ابنة العم: هذا الذي يحتضنه رحمك يبقى و هو ذكر سمِّه «عبد الباقي»، قال ذلك و لم أكن أنا يومذاك مطلعاً على حملها.
    ثمّ إنّه سبحانه تبارك و تعالى رزقنا ذكراً اسميناه عبد الباقي و هو الآن حيٌّ يرزق.

    إنّ العلّامة الطباطبائي ضمّ إلى العرفان النظري، العرفان العملي ومن له أدنى إلمام بالعرفان النظري يقف على انّه بمجرده لا ينوّر الضمير ما لم ينضم إليه العرفان العملي، فللعارف جناحان أحدهما علمه و الآخر عمله بهما يُحلِّق في سماء الكمال.
    ومن آثاره العلمية في ذلك الباب كتابه «المحاكمات» فقد حاكم فيها نظريتين إحداهما للعارف الطائر الصيت السيد أحمد الحائري (المتوفى عام 1332 هـ) والآخر لشيخه محمد حسين الأصفهاني، فقد اختلفا في تفسير بيتين منسوبين إلى العارف الكبير «العطار النيشابوري» أعني قوله:

    دائماً او پادشاه مطلق است
    در كمال عزّ خود مستغرق است‏

    او به سر نايد ز خود آنجا كه اوست
    كى رسد عقل وجود آنجا كه اوست‏


    فقد دارت بين العارفين، مراجعات في تفسير البيتين إلى أن صار كتاباً باسم «المكاتبات» ثمّ إنّ السيد الطباطبائي كتب رسالة حاكم فيها النظريتين وحقق ما هو اللائق بمقام العارف في تفسيرهما.

    مغادرة الأُستاذ النجف الأَشرف‏
    ظلّ الأُستاذ في جامعة النجف الأَشرف أحد عشر عاما غير انّ تدهور الأَوضاع الاقتصادية ألجأته إلى مغادرة النجف وأقفل عائداً إلى تبريز مسقط رأسه، وكان المترقب أن يشتغل بنشر المعارف وتعليم جيله لكن الأَوضاع السياسية السائدة آن ذاك عاقته عن نيل تلك الامنية، فألقى الرحل في قرية من قرى تبريز تُعرف بقرية «شادباد» و اشتغل فيها بالفلاحة لسدّ حاجته المادية ودام هذا الوضع عشر سنين، ويصف فيها تلك الفترة عن مضض و يقول: إنّ تلك الفترة من عمري كانت خسارة جسيمة لي، فقد اضطررت إلى الاشتغال بالفلاحة لسدّ عيلتي، وكانت تأخذ مني قسطاً وافراً من الوقت.
    ومهما يكن من أمر فقد ألف في تلك الفترة رسائل عرفانية و فلسفية، منها: «الإِنسان قبل الدنيا» و«الإِنسان في الدنيا» و«الإِنسان بعد الدنيا» والرسائل الأَربع، وغيرها من الرسائل، وطالع عامة أجزاء بحار الأَنوار، إلّا الأَجزاء الستة التي ترجع إلى الفقه ولم يغفل عن تهذيب النفس وسلوك مدارج الكمال لا سيما انّه كان منقطعاً عن معاشرة الناس شاغلًا بنفسه عن غيره.
    كانت حياته تسير على ذلك المنوال إلى أن فُوجى باضطراب الأَوضاع السياسية في آذربيجان عقب استيلاء جيوش الحلفاء على إيران وجيوش الروس على آذربيجان، فلم ير بُدّاً من ترك مسقط رأسه متوجهاً إلى قم المقدسة وذلك عام 1364، وقد استخار اللّه تبارك وتعالى في هذه الهجرة وفتح القرآن فإذا بهذه الآية (هُنالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَواباً و خَيْرٌ عُقْباً) .
    وظل يعيش تحت ولايته سبحانه في مهبط العلم ما يقرب عن 35 سنة، وتخرج على يده جيل كبير من أكابر الحوزة وعلمائها وهم بين مفسّر لكتاب اللّه العزيز، وحكيم يشقِّق القواعد الفلسفية بحذاقته، وأخلاقي يعد أُسوة في المجتمع، وأُصولي له باع طويل إلى غير ذلك من البركات التي عمّت الحوزة عقب مجيئه.
    هذه لمحة خاطفة عن حياته، وإليك نزراً من أبعاد شخصيته العلمية في مجالات مختلفة..

    تعليق


    • #3
      في أبعاد شخصية الطباطبائي العلمية في مجالات مختلفة


      [قرأنا فيما تقدّم] لمحة خاطفة عن حياته، وإليك نزراً من أبعاد شخصيته العلمية في مجالات مختلفة:

      1 ـ العلّامة الطباطبائي والتفسير

      نزل القرآن الكريم للتدبر والتفكر، قال سبحانه: (أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى‏ قُلُوبٍ أَقْفالُها) غير انّ طائفة كبيرة من المسلمين اكتفوا من القرآن بالقراءة والتجويد غافلين انّ كلّ ذلك مقدمة لفهم القرآن وتطبيق مفاهيمه على الحياة الاجتماعية.
      فالقرآن يصف نفسه، بقوله: (وَنَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ) وإذا كان القرآن تبياناً لكلّ شي‏ء فحاشا أن لا يكون تبياناً لنفسه، فعلى المفسّر أن يستنطق القرآن ويرفع إجماله ببيّناته، ويفسّر متشابهه بمحكماته.
      وإلى ذلك يشير الإِمام أمير المؤمنين عليه السلام: (كتاب اللّه تبصرون به وتنطقون به وتسمعون به وينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض) [نهج البلاغة، الخطبة 192]
      وعلى ضوء ذلك كان أئمّة أهل البيت عليهم السلام يفسرون القرآن بعضه ببعض، ولنأت بمثال:

      إنّ قوله سبحانه في صلاة المسافر: (وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ ..) ظاهر في جواز القصر لا وجوبه مع انّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام أفتوا بوجوب القصر على المسافر، وقد سأل زرارة ومحمد بن مسلم أبا جعفر عليه السلام عن وجه الوجوب للمسافر مع انّ الآية ظاهرة في الجواز، فأجاب بقوله عليه السلام: (أو ليس قد قال اللّه عزّ وجلّ في الصفا والمروة (فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِما) أ لا ترون أن الطواف بهما واجب مفروض، لأَنّ اللّه عزّ وجلّ ذكره في كتابه وصنعه نبيه، وكذلك التقصير في السفر شي‏ء صنعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكره اللّه في كتابه [الوسائل: 5 - 538، الباب 22 من أبواب صلاة المسافر، الحديث 2]
      وأمّا التعبير عن الوجوب بهذا اللفظ فله نكتة خاصّة بيّنت في موضعها.
      تجد انّ الامام رفع إجمال إحدى الآيتين بالآية الأُخرى وهذا النمط من التفسير شائع في أحاديث أئمّة أهل البيت عليهم السلام وقد اقتفى العلّامة الطباطبائي بهم، فوضع تفسير الميزان على أساس تفسير القرآن بالقرآن والآية بالآية وهو تفسير بديع ليس له مثيل.
      نعم كان بعض المفسرين ربما يفسّرون الآية بالآية على نطاق ضيِّق ولكن الأُستاذ ألّف كتاباً كبيراً في عشرين جزءاً جعل أساس تفسيره رفع إبهام القرآن بالقرآن.
      ثمّ إنّ الأُستاذ في كتابه «الميزان» بعد ما ينتهي من تفسير الآيات يستعقبها ببحوث فلسفية واجتماعية وأخلاقية وتاريخية على وجه لا يخلطها بما سبق من تفسير الآيات حذراً من مغبّة التفسير بالرأي.
      إنّ تفسير «الميزان» خدم الحديث على وجه الإِطلاق، فعرض قسماً من الأَحاديث الواردة حول الآيات على القرآن الكريم، وفَصَلَ الموافق عن المخالف، وهذا النوع من البحث جدير بالعناية لمن أعقبه من المفسرين.
      وقد كان لتفسيره يوم انتشر بعض أجزائه صدى واسع في المحافل العلمية، وهذه هي مجلة «رسالة الإِسلام» الصادرة عن دار التقريب بين المذاهب الإِسلامية في القاهرة تصف الكتاب، وتقول:

      «الميزان في تفسير القرآن» تفسير جديد للقرآن الكريم لسماحة العلّامة السيد محمد حسين الطباطبائي من علماء الإِمامية الأَجلاء صدر منه جزءان يقع كلّ منهما في قرابة 500 من الصفحات الكبيرة، وقد طبع في طهران على ورق جيّد وحروف طباعية حديثة.
      قرأنا مقدمة هذا التفسير وبعض موضوعاته ونحن على نية أن نستوعب الجزءين قراءة وتدبراً إن شاء اللّه تعالى، وقد وجدنا فيما قرأناه قوة علمية متعمقة في البحث من السهولة واليسر والبعد عن التشدد، والتخفف من المذهبية الخاصة إلى حدّ بعيد والرجوع إلى القرآن نفسه بتفسير بعضه ببعض والنأي به عن الأَقوال التي لا تصح من الروايات الكثيرة المختلفة، وعن الآراء التي ترجع إلى تأويل آياته حتى توافق نظراً علمياً أو تقليداً مذهبياً أو أصلًا كلامياً أو فلسفة خاصة أو تجديداً حديثاً إلى غير ذلك ممّا نلمحه في بعض التفاسير.
      ثمّ يقول: من أبرز مزايا هذا التفسير انّه يعني بعد شرح الآيات وبيان معناها يبحث في الموضوعات الهامة والقضايا التي كثيراً ما شغلت الأَذهان في القديم والحديث بحثاً مستمداً من آيات القرآن نفسها، وقد قرأنا من هذا ما كتبه عند تفسيره لقوله: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى‏ عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ..) ، إذ بحث بحثاً جديداً في إعجاز القرآن من جهاته المختلفة في بلاغته وقوة أُسلوبه وتحديه بالعلم وبالإخبار عن الغيب وبمن أنزل عليه القرآن وبعدم الاختلاف فيه، ثمّ تحدث عمّا يثبته القرآن من قوانين وسنن كونية كتصديقه‏ لقانون العلية العامة وإثباته ما يخرق العادة ومن كون المؤَثر الحقيقي في الأَشياء بتمام معنى الكلمة ليس إلّا اللّه عزّ سلطانه،

      إلى أن قال: وإنّا لنحيّي المؤَلف وندعو له بدوام التوفيق [مجلة رسالة الإِسلام، السنة الثانية، العدد الثاني، ص 217 ـ 219]
      وقد نال التفسير إعجابَ السيد الراحل [آية الله العظمى مرجع الطائفة الكبير] المحقق [السيد حسين] البروجردي (1292 ـ 1380 هـ) وقد حضرت [الكلام للمرجع السبحاني] شخصياً مجلس السيد وحوله علماء كبار وهو يتحدث عن تفسير السيد الطباطبائي ويذكره باعجاب ويصف المؤَلف بأنّه أحد علماء الإِسلام، وسيوافيك تفصيله.

      تعليق


      • #4

        2 ـ العلّامة الطباطبائي والفلسفة
        ـ 1 ـ
        إذا كان المراد من الفلسفة هو التفكير في صحيفة الكون والوقوف على القوانين السائدة عليها فقد وقع هذا محط اهتمام القرآن الكريم وأحاديث العترة الطاهرة.
        فإذا كانت الفلسفة تعني ذلك المعنى فيستحيل أن يشجبه القرآن، كيف وهو يدعو إلى التفكير والتعقل والتدبر والنظر في ملكوت السماوات والأَرض، يقول سبحانه: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى‏ والْبَصِيرُ أَ فَلا تَتَفَكَّرُونَ) وقوله سبحانه: (يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ والْأَرْضِ) وقوله سبحانه: (قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ والْأَرْضِ) .
        هذه الآيات ونظائرها وما ورد في أحاديث العترة الطاهرة تحث الإِنسان على التفكر في الكون ونبذ التقليد.
        نعم لا يصحّ لمسلم أن يقلِّد منهجاً فلسفياً لإِنسان غير معصوم ويعتنق كلّ ما يقول دون فرق بين سقراطه وأرسطاطاليسه أو فارابيّه وسينائه، والإِنسان الواعي يأخذ من كلّ منهج ما وافق البرهان وأورث اليقين، فله أن يرتشف من كلّ معين.
        كان العلّامة الطباطبائي من تلك الثلة الأَخيرة، فكان ميّالًا بفطرته إلى التفكير في المسائل الكلية العائدة إلى الكون وقوانينه، ولأَجل هذا الميل الفطري طاف على المناهج الفلسفية المختلفة المشائية والإِشراقية، ولم يقتصر على ذلك بل قرأ شيئاً كثيراً ممّا يرجع إلى الفلسفة الموروثة من حكماء اليونان وإيران والهند فخرج بحصيلة علمية ضخمة.
        ولأَجل إحاطته بتلك المناهج الفكرية كان يقول شيئاً لا يصحّ أن يتفوه به غيره إلّا لمن له اطلاع واسع بالمناهج الفلسفية كان يقول:
        لا يوجد في المناهج الفلسفية الغابرة والحاضرة من يقول بالشرك في الذات، ولو كان هناك شرك فإنّما هو في المراتب الدانية.
        انّه قدَّس سرَّه كان متضلعاً في الفلسفة الإِسلامية قلما يتّفق نظيره، وهو يصف تكامل الفلسفة على يد المسلمين ويقول:
        لم تكن المسائل الفلسفية الموروثة عن حكماء اليونان تتجاوز يوم ترجمت عن مائتي مسألة، ولكنّها تكاملت على يد الفلاسفة المسلمين وبلغت أوجها حتى بلغت سبعمائة مسألة.
        هذا نصّ ما قاله الأُستاذ في مقالة كتبها في الذكرى المئوية الرابعة لميلاد صدر المتألهين الشيرازي ويا ليت الأُستاذ يشير في رسالته إلى ذينك الأَمرين:
        الأَوّل: تمييز المسائل الفلسفية الموروثة عن اليونان عن المسائل الفلسفية التي أسسها فلاسفة الإِسلام.
        الثاني: الإِشارة إجمالًا إلى عناوين المسائل التي أسّسها حكماء الإِسلام ليقف عليها القارىَ عن كثب.
        وكانت من أُمنيّاته ترتيب المسائل الفلسفية ترتيباً منطقياً بنحو تكون المسألة الأُولى أساساً للمسألة الثانية وتستنبط الثانية من المتقدمة، كما هو الحال في المسائل الرياضية والهندسية.
        وقد نجح إلى حدّ كبير في تحقيق أُمنيّته تلك، عبْر كتابيه «بداية الحكمة» و«نهاية الحكمة» وبذلك مهّد السبيل للمبتدي في الكتاب الأَوّل، والمنتهي في الكتاب الثاني.

        تعليق


        • #5
          ـ 2 ـ
          مؤَسس نظريات فلسفية
          إنّ شأن أكثر المتضلعين في فن هو الإِحاطة بمسائله ودقائقه دون أن يتعدّى جهودهم عن ذلك الشأن بيد انّ ثمة نوابغ قلائل يتجاوزون عن هذا الحدّ ويبلغ بهم نبوغهم بمكان إلى تأسيس نظريات وقواعد وأُصول في ذلك الفنّ لم تكن تعرف من ذي قبل، وهذه الثلة لا يتجاوز عددها عدد الأَصابع وسيدنا الأُستاذ من تلك الثلة فهو وراء إحاطته بالمسائل الفلسفية المتداولة، قد طرح وكشف نظريات وقواعد فلسفية لم تكن تعرف قبله وإليك الإِشارة إلى بعض هذه الأصول:
          أ ـ (تفكيك الحقائق عن الاعتباريات)
          الحقائق عبارة عمّا له عين في الخارج وواقعية، كما أن الاعتباريّات عبارة عن الأُمور الوضعية القائمة بذهن المعتبر من دون أن تكون لها أية واقعية في‏ الخارج، وهذا يتجلى في قولنا زيد زوج لهند فكلّ من زيد وهند من الأُمور الحقيقية ويشار إلى كلّ واحد بالعين والبنان ولكن الزوجيّة التي تربطُهما ليست أمراً حقيقياً واقعياً بل أمراً اعتبارياً اعتبره المقنن لآثار اجتماعية وأخلاقية وغيرهما، ولذلك ربما يُلغى اعتبار الزوجية باعتبار آخر وهو طلاق الزوج زوجته.
          وأمّا ما هو منشأ الاعتبار ومن أين ينتقل الإِنسان إلى الأُمور الاعتبارية فهو ذو شجون لا يسع المقام لبيانه.
          ومن خصائص العلوم الحقيقية صحّة اقامة البرهان على مسائلها وإنهاء الدليل إلى أُمّ القضايا كامتناع اجتماع النقيضين وارتفاعهما، بخلاف المسائل الاعتبارية فإنّها تأبى عن اقامة البرهان عليها، بل الملاك في صحّة الأُمور الاعتبارية اجتماع أمرين:
          أ ـ وجود الأَثر للاعتبار فلو لم يكن له أثر اجتماعي يكون أمراً لغواً.
          ب ـ أن لا يكون المعتبر مناقضاً في اعتباره، لانّ التناقض يوجب سلب الاعتماد على الاعتبار، هذا هو واقع الأَمر، غير انّا نرى أنّ أكثر المتخصصين في العلوم الاعتبارية كالآداب والفقه والأُصول يعتمدون إلى حدّ بعيد على البرهان الفلسفي فكم نرى بين الاستدلالات على مسألة صرفية أو نحوية أو فقهية، الاستدلال بالدور والتسلسل وغير ذلك ممّا يختص بالأُمور الكونية.
          وقد نجح سيدنا الأُستاذ [الطباطبائي] نجاحاً باهراً في فصل الاعتباريات عن الحقائق فألف رسالة «الحقائق والاعتباريات» وبحث في واقع الاعتبار ومنشئه بحثاً عميقاً وبكراً، ثمّ نقلها إلى اللغة الفارسية وطبعت مع كتابة (أُصول الفلسفة) .
          ولم يقتصر على ذلك فقد طرح المسائل الاعتبارية في الفصل العاشر من المرحلة الحادية عشرة في كتاب (نهاية الحكمة) .
          ونحن [والكلام للشيخ السبحاني] نوافق الأُستاذ في كلّما أفاده في تفكيك الحقائق عن الاعتباريات إلّا في مسألة التحسين والتقبيح العقليين فإنّهما عندنا ليسا من الأُمور الوضعية بل لحكم العقل هناك منشأ تكويني أوضحنا حاله في محاضراتنا (التحسين والتقبيح العقليين) .

          تعليق


          • #6
            ب ـ (استنتاج خمس وسبعين مسألة فلسفية)
            ألّف الأُستاذ رسالة في القوة والفعل، وكشف النقاب عن خمس وسبعين مسألة فلسفية لها صلة وثيقة بالقوة والفعل، ومن مزايا تلك الرسالة تبيين الحركة الجوهرية التي أسّسها صدر المتألهين ببيان رائع لم يسبق إليه أحد، وكشف في ثنايا بحثه عن كون الزمان بعداً رابعاً للجواهر، وهذه المسألة وإن سبقه صدر المتألهين في باب الحركة الجوهرية غير انّ الأُستاذ [الطباطبائي] وصل إليها ببيان فلسفي دقيق يتضمن تبيين سيلان العالم وعدم ثباته وأثبت أن القرار والثبات من خطأ الحس وليس للعالم واقعية سوى الحركة والسيلان والانصرام وانّ العالم بجواهره وأعراضه يسيران معاً إلى الغاية المنشودة من إيجاده، وهذا أمر لا مجال للخوض فيه في هذا المقال.
            ج ـ (تقرير برهان الصديقين بوجه رائع)
            إنّ برهان الصديقين من أشرف البراهين الفلسفية التي اعتمد عليه أعاظم الحكماء نظراء ابن سينا والمحقّق الطوسي وصدر المتألهين.
            ولخصه المحقّق الطوسي بقوله:
            الموجود إن كان واجباً وإلّا استلزمه لاستحالة الدور والتسلسل [انظر شرح الإشارات للمحقّق الطوسي: 3 ـ 18 و كشف المراد: المقصد الثالث في إثبات الصانع] .
            ترى انّ العلمين الأَوّلين اعتمدا في بيان البرهان على إثبات الصانع على استحالة الدور والتسلسل، وجاء بعدهما صدر المتألهين فنقدهما بأنّ هذا البيان‏ غير برهان الصديقين، فانّ برهانهم لا يعتمد في إثبات الواجب على شي‏ء وراء الوجود فإدخال الدور والتسلسل في بيان البرهان يضادّ ذلك البرهان ثمّ بيّن طريقته في إثبات اللّه سبحانه من دون أن يعتمد في إثباته على وسائط.
            وقد شحذ ذلك البيان عقول الحكماء فصاروا إلى بيان برهان الصديقين ببيان لائق لمقامهم، وهو الاستغناء في إثباته سبحانه عن الاعتماد على غيره، أو شي‏ء من خلقه وفعله، فبيّنه الحكيم السبزواري ببيان أفضل ممّا بيّنه صدر المتألهين كما انّ سيدنا الأُستاذ [الطباطبائي] استدرك على الجميع فبيّنه في تعليقته على الجزء السادس من الاسفار ببيان رائعيقف على عظم بيانه ودقة تقريره كلّ من له إلمام.

            تعليق


            • #7
              د ـ (حقائق لا تدخل تحت مقولة خاصة)
              إنّ الكلام الموروث عن أرسطو هو أن الجواهر والأَعراض يقعان تحت مقولات عشر فالجوهر مقولة واحدة والعرض مقولات تسع وهي الكم، الكيف، الوضع، الأَين، متى، الجدة، الفعل، الانفعال، الإضافة، وكلّ ما في الكون داخل تحت واحدة من هذه المقولات.
              ثمَّ إنّهم جوّزوا الحركة في الأَقسام الأَربعة الأولى من العرض دون الباقي، وجوّز صدر المتألهين الحركة في الجوهر أيضاً، ثمّ إنّهم اختلفوا في حقيقة الحركة وانّها داخلة تحت أيّ مقولة من المقولات، فواصلوا البحث إلى أنّ الحركة في كلّ مقولة نفس تلك المقولة، فالحركة في الكم من مقولة الكم والحركة في الكيف من مقولته وهكذا.
              إلّا أنّ سيّدنا الأُستاذ [الطباطبائي] استنتج من هذه البحوث قاعدة فلسفية، وهي انّ كلّ ما يتحقّق في أكثر من مقولة فهو لا يدخل تحت مقولة خاصة، فالحركة بما انّها تتحقق في أزيد من مقولة واحدة لا يمكن تحديدها بمقولة من المقولات، ثمّ إنّه عطف على ذلك «العلم» و«الوحدة».
              فالعلم كما يتعلّق بالكيف يتعلق بالكم كما يتعلّق بالجوهر فمثل ذلك لا يمكن تحديده بحدّ خاص وجعله تحت مقولة خاصة، وهكذا الحال في حقيقة «الوحدة» في الواجب والممكن، فهذه القاعدة وإن أشار إليها الحكيم السبزواري في مبحث الوجود الذهني ولكنّه لم يطرحها كقاعدة فلسفية شاملة.
              هـ ـ (التقريب بين الفلسفتين: الإِسلامية والغربية)
              إنّ المسائل الفلسفية التي أقام دعائمها ديكارت، كانت، هيجل وغيرهم من عباقرة الغرب عبارة عن مسائل عامة لا تختص بعلم دون علم بل تَعُدّ نتائج كلية لجميع العلوم.
              وأمّا الفلسفة الإِسلامية فهي تعتمد على البراهين العقلية المستمدة من الأُمور البديهية ولا تعتمد في إثبات قواعدها على نتائج العلوم أبداً، ولذلك تراءت الفلسفتان كأنّهما فلسفتان متباينتان ليس بينها صلة، ولكن الأُستاذ [الطباطبائي] نجح في تقريب الفلسفتين في المسائل والغايات على وجه حصل التقارب بين الفلسفتين، ويظهر ذلك من خلال قراءة كتابه «أُصول الفلسفة الإِسلامية».
              وليس هذا أمراً غريباً فقد قام قبله صدر المتألهين بمحاولات للتقريب بين الفلسفة المشائية والإِشراقية والتي تعتمد الأولى على البرهان واليقين، والثانية على الكشف والشهود من خلال تهذيب النفس، فقد جمع صدر المتألهين بين الفلسفتين كما انّه نجح في الجمع بينهما وبين ما جاء في الكتاب والسنّة.

              تعليق


              • #8

                3 ـ العلّامة الطباطبائي والأَخلاق والعرفان‏
                كان السيد الطباطبائي مفكّراً كبيراً وكان لتفكيره أبعاد مختلفة، وقد وقفت على بُعْده في التفسير والفلسفة فهلمّ معي نتناول البعد الثالث من أبعاد شخصيته الذي هو البعد العرفاني والأَخلاقي.
                فقد درس العرفان النظري من خلال كتاب «تمهيد القواعد» لابن تركة، و«الفتوحات» لمحيي الدين ابن عربي، و«شرح الفصوص» للقيصري إلى أن بلغ القمة في العرفان النظري ولكنّه ضم إليه العرفان العملي بتهذيب النفس والتقوى، وهو يروي كيفية صلته بأُستاذه في ذلك الفن.
                يقول:
                هبطت النجف الأَشرف ولم أكن أشارك بعدُ في درس من الدروس، طرق ذات يوم البابَ طارق وإذا بالعارف الكبير السيد علي القاضي الطباطبائي، فدخل البيت وجلس في زاوية من الغرفة، ثمّ قال: انّ من يهبط النجف الأَشرف لطلب العلم يجب أن يتزامن سعيه مع تهذيب النفس وتكميلها، قال: تلك الجملة وترك البيت، وقد أوجد كلامه هذا شوقاً كبيراً في قلبي ورغبة ملحّة إلى متابعة إرشاداته ونصائحه.



                وبلغ في تهذيب النفس على يد ذلك العارف مقاماً شامخاً تمكّن من خلالها رؤية الحقائق الغائبة عن الحس.
                فنقل يوماً انّه كان جالساً بعد إقامة صلاة الصبح فإذا تمثّل امامه النبي إدريس عليه السلام ورأيت انّه كان يتكلّم مع أخي الحكيم السيد حسن الإِلهي وكنت أفهم ما يلقيه النبي إدريس عن طريق أجوبة أخي.
                وقد كان له من أمثال هذه المشاهدات أُمور يبخل بذكرها إلّا لمن وجده أهلًا لها.

                تعليق


                • #9

                  4 ـ العلّامة الطباطبائي والفقه والأُصول‏
                  إنّ السيد الطباطبائي خاض في العلوم النقلية كما خاض في العلوم العقلية، وقد طوى من عمره الشريف مدّة مديدة في دراسة الفقه والأُصول لدى عباقرة الفقه وأساتذته كالميرزا النائيني والشيخ محمد حسين الأصفهاني والسيد أبو الحسن الأصفهاني، وترك أثراً في الأصول وهو «التعليقة على الكفاية» ألَّفها عام 1368 عند دراسة الأصول على يد لفيف من الفضلاء، وكان يُدرِّس كتاب الصوم بصورة استدلالية في الحوزة العلمية، ومع ذلك ترك دراسة ذينك العلمين واشتغل بما هو الواجب من دراسة التفسير والفلسفة وذلك لوجود مدرسين كبار في الفقه والأُصول.
                  الميرزا النائيني


                  الشيخ محمد حسين الاصفهاني المعروف بالكمباني


                  السيد ابو الحسن الاصفهاني

                  تعليق


                  • #10


                    [صورة أعمال الحفر لمبنى المدرسة الحُجتيّة في مدينة قم المقدسة، حيث يظهر في وسط الصورة المرحوم آية الله السيِّد محمّد حُجّت واقفاً بقِباء أبيض ومن دون عباءة، وبجانبه معمار المدرسة ناظراً للخريطة التي في يده, وهذه الخريط قد وُضعت من قبل المرحوم العلاّمة الطباطبائي رحمة الله عليه،
                    ويُقال: إنّ كثيراً من المهندسين كانوا قد دُعوا من أجل وضع تصميم لمبنى المدرسة الحُجتيّة، فقاموا بتقديم العديد من التصاميم لذلك الغرض، إلاّ أنّ أيّاً منها لم ينل رضا المرحوم آية الله حُجّت و قبوله، إلى أن رَسم العلاّمة الطباطبائي تصميمه المقترح، و أطلع عليه آية الله حُجّت, فقبل به .
                    يظهر العلاّمة محمد حسين الطهراني قدّس سرّه في هذه الصورة مرتدياً نظّارته الطبيّة، وهو الشخص الرابع من اليمين، أمّا العلاّمة الطباطبائي فيظهر في الجهة اليُسرى وهو ينظر نحو السيّد حجّت .
                    يقول المرحوم العلاّمة الطهراني قدّس سرّه: إنّ عظمة وأدب العلاّمة الطباطبائي وابتعاده عن الهوى وعن الاعتناء بالشخصيّة والجاه مشهود تماماً في هذه الصورة، ففي الوقت الذي كان الجميع يميل بنحوٍ ما لأن تكون وجوههم واضحة في الصورة، نجده ينظر نحو المرحوم حُجّت ولا يميل لإظهار وجهه .
                    رحمة الله عليهم رحمة واسعة]


                    5 ـ العلّامة الطباطبائي والرياضيات والهيئة
                    قد سبق منّا القول [والكلام للشيخ السبحاني] بأنّ السيّد الأُستاذ قد درس الرياضيات والهندسة المسطَّحة والفضائيّة والجبر الاستدلالي في النجف الأَشرف على يد السيد أبي القاسم الخونساري بايصاء من قبل أُستاذه في الحكمة والفلسفة السيد حسين البادكوبي، وأكّد على أنّ تعلم تلك العلوم يهب الذهن استعداداً خاصاً في إقامة البرهان كما انّه جمع بين الهيئتين القديمة والحديثة وقد قرأ شرح الچغميني وتشريح الأَفلاك في الهيئة القديمة كما قرأ هيئة «فانديك» في الهيئة الجديدة، ومع ذلك لم تكن صلته منقطعة بالهيئة الجديدة حسب تطورها.

                    السيد حسين اللاهيجي البادكوبي


                    6 ـ العلّامة الطباطبائي والأَدب العربي‏
                    قد أتقن السيد الطباطبائي القواعد الأَدبية إتقاناً رصيناً تعرب عنه كتاباته باللغة العربية وما أكثرها، فإنّ قلم الأُستاذ وإن كان غير خال عن نوع من التعقيد شأن نوابغ العالم كالشيخ الرئيس وغيره إلّا أنّه كان يستخدم القواعد العربية في إنشائه ويأخذ بناصية اللغة، فيستعملها في مقالاته.
                    ومن عجيب الشي‏ء أنّ له منظومات متنوعة في الصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع غير انّ الزمان عبث بها ولم يبق إلّا الأَخير، وكانت له يد طولى في الأَدب الفارسي وتدلك على براعته قصائدُه وغزلياته المعروفة والمنتشرة وليس المقام مناسباً لنقلها.



                    7 ـ العلّامة الطباطبائي والحكومة الإِسلامية
                    إنّ العلّامة الطباطبائي هو تلميذ الميرزا النائيني الذي ألَّف كتاب «تنبيه الأُمّة» وهو أوّل كتاب نشر في القرن الرابع عشر في الأَوساط الشيعيّة حول لزوم تطبيق الشريعة الإِسلامية على الصعيد العملي من خلال تأسيس دولة إسلامية تأخذ على عاتقها القيام بتلك المسئولية، ولذلك نرى انّ التلميذ تبع الأُستاذ فبحث بحثاً مسهباً في الحكومة الإِسلامية عند تفسير قوله سبحانه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا واتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [آل عمران: 200].
                    وهذا البحث مشحون بالبحوث التالية:
                    1ـ الإِنسان والمجتمع.
                    2ـ الإِنسان ونموّه الاجتماعي.
                    3 ـ الإِسلام والعناية بالمجتمع.
                    4 ـ الإِسلام وتنظيم علاقة الإِنسان بالمجتمع.
                    5 ـ الإِسلام وسننه الخالدة.
                    6 ـ مقومات المجتمع الإِسلامي.
                    7 ـ منطق التعقل ومنطق الإحساس.
                    8 ـ الأَجر الأُخروي لا يهدف إلى الإعراض عن الدنيا.
                    9 ـ الإِسلام والحرية الاجتماعية.
                    10 ـ سُبل تكامل المجتمع الإِسلامي.
                    11 ـ الإِسلام وسعادة المجتمع.
                    12 ـ خصوصيات الحاكم الإِسلامي.
                    13ـ الحدود العقائدية للدولة الإِسلامية.
                    14ـ الإِسلام مذهب اجتماعي.
                    15ـ الدين الحقّ هو الغالب.
                    [راجع تفسير الميزان: 4 / 132ـ 92]
                    وقد طرح الأُستاذ في هذه البحوث الأسس الواقعية للحكومة الإِسلامية، ولم يقتصر على ما ذكره في كتاب الميزان بل ألّف رسالة باللغة الفارسية في ذلك المضمار وطبعت تحت عنوان «مرجعيت وروحانيت».

                    تعليق


                    • #11

                      ملامح شخصيته‏
                      كان السيد الأُستاذ يتمتع بخصوصيات روحية ومعنوية عالية نشير إلى بعضها:
                      1 ـ كان السيد حريصاً على حفظ المفاهيم الإِسلامية وصيانتها عن التصرّف فيها لغاية تطبيقها على مناهج فلسفية، أو اجتماعية، أو اقتصادية، أو أخلاقية، كما هو الرائج عند الجُدَد من الكُتّاب ونلمس تلك الخصوصية بوضوح في كتابه الميزان في عامة أجزائه، ولذلك يناقش نظريات المفسر المصريّ «عبده» في تأويله لآيات الذكر الحكيم فيما يرجع إلى عالم الغيب حيث يحاول تطبيقها على المحسوسات من القوى الطبيعية [لاحظ الميزان، ج 1، الآيات 30 ـ 38 من سورة البقرة].
                      كما حاور الأُستاذ مفكراً هندياً حاول أن يثبت أنّ النبوة من شئون النبوغ، وانّ الأَنبياء هم النوابغ القلائل غير انّهم نسبوا رسالاتهم إلى السماء بغية الحصول على تأييد المجتمعات ودعمها، ونال ذلك الحوار يومذاك صدىً واسعاً أعقبه تأليف الأُستاذ رسالة طبعت تحت عنوان «وحي يا شعور مرموز».
                      وتصدى السيد إلى نقد المحاولات المبذولة من قبل المتأثرين بالمناهج الغربية في محاولة التصرف في الأصول الإِسلامية بنحو تنطبق على المناهج الغربية الالحادية لا سيما في مجال الاقتصاد والعقائد، وكلّ ذلك يشكل خطراً على الإِسلام والمسلمين.
                      2 ـ ولاؤَه لأَهل البيت عليهم السلام كيف وهو وليد ذلك البيت، ويظهر ولاؤَه بوضوح من خلال تفسيره الميزان حينما يصل إلى تفسير الآيات النازلة في أئمّة أهل البيت عليهم السلام فيشرحها بوضوح ويدعمها بأحاديث مروية في الصحاح والمسانيد، كما انّه يحاول فيما ورد عنهم من الروايات في تفسير الآيات أن يرشد القارىَ إلى ما يدل على مضمون الحديث في الآية.
                      وكان يشارك في مجالس العزاء لأَئمّة أهل البيت ودموعه تذرف على وجناته، وله قصائد رائعة باللغة الفارسية في مدحهم ومراثيهم.

                      تعليق


                      • #12

                        منزلته عند المرجع الأَعلى السيد البروجردي‏
                        حظا السيّد الطباطبائي بمنزلة رفيعة عند كثير من علماء عصره ومراجع وقته، لا سيما السيد البروجردي مرجع الطائفة آنذاك، حيث كان ينظر إليه بعين ملوها الاحترام والتكريم، ويشيد بتفسير «الميزان» وكان حريصاً على قراءة أجزائه التي تطبع تباعاً، وأودّ أن أنقل حادثة تاريخية شاهدتها بأُم عيني وهي:

                        السيد البروجردي

                        حضر عام 1379 هـ الأَمين العام لمؤتمر مكافحة المواد الكحولية التابعة لمنظمة الأُمم المتحدة مجلس السيد البروجردي، وكان المجلس غاصّاً بالعديد من علماء الحوزة العلمية ومن بينهم السيد الطباطبائي، فخاطب الأَمين العام السيد البروجردي، قائلًا: سيُعقد مؤتمر دولي لمكافحة الكحول في «انقرة» بعد بضعة أشهر ويشارك فيها العديد من الخبراء من كافة بلدان العالم، وممّا لا شكّ فيه انّ الإِسلام حرّم الخمر والكحول وحرم تعاطيها، ونريد أن نقف على الدواعي التي أدت إلى التحريم، ولو تفضل سماحتكم على بيانها لكنّا شاكرين. فأجاب السيد بجواب موجز وقال: الإِنسان يتميز عن سائر الحيوانات بالعقل، والمسكر يزيل العقل ويضاده.
                        وهذا الجواب على الرغم من إيجازه أثارت دهشة الأَمين العالم وإعجابه ثمّ طرح سؤَالًا آخر.
                        وقال: ما تفضلتم به يرجع إذا تناول الكثير دون القليل مع أنّ الإِسلام حرّم كثيره وقليله؟
                        فأجاب سماحة السيد، وقال: الإِنسان طموح لا يقتنع بالقليل، فإذا أُجيز له القليل فسوف يبتغي الكثير ويؤَول إلى الإدمان على الشرب.
                        وهذه الأَجوبة المقنعة الموجزة نالت إعجاب الأَمين العام ومرافقيه مما حدا به إلى طرْح موضوع آخر وقال: لو تفضلتم بكتابة رسالة تُبيّن فيها تلك الدواعي ونحن على استعداد لقراءتها في المؤتمر.
                        فعنذئذ نظر السيد البروجردي إلى من حوله فوقع نظره على السيد الطباطبائي، وقال: إنّ السيد الطباطبائي من علماء الإِسلام مؤَلف تفسير القرآن الكريم هو جدير بكتابة رسالة في ذلك المضمار.
                        هكذا كان السيد البروجردي يولي اهتماماً كبيراً بالسيد الطباطبائي، ومن حسن الحظ أنّه ألّف رسالة في ذلك الموضوع وبعثها إلى المؤتمر.



                        [صورة العلامة الطباطبائي وآية الله السيد محمد هادي الميلاني رحمة الله عليهما...
                        وحين كان المرحوم الميلاني يقيم صلاة المغرب والعشاء في الصحن الجديد،
                        كان المرحوم العلامة الطباطبائي يقتدي به ويصلي في الصفوف الأخيرة.
                        وكان المرحوم آية الله الميلاني والعلامة الطباطبائي من الأشخاص الذين كانوا على علاقة وثيقة بالمرحوم العلامة محمد حسين الطهراني أثناء النهضة الإسلامية, حيث كانوا يتشاورون فيما بينهم حول قضاياها،
                        لقد كان آية الله الميلاني رجلاً مخلصاً جداً وصريحاً، وكان يتمتّع بحرية خاصة، كما كان يحترم العلامة محمد حسين الطهراني جداً،
                        وقد قام بعيادته عندما دخل المستشفى في مرضه الذي توفي فيه،
                        وقال لقد بدا منه انقطاع واضح عما سوى الله، فرحمة الله عليه رحمة واسعة]


                        ملاحظة:
                        هذه الصورة وسابقتها حول المدرسة الحجتية
                        والتعليق عليها مأخوذ من القرص الخاص بكتب وآثار
                        السيد الطباطبائي والعلامة الطهراني
                        (اكسير السعادة) فأردت التنبيه على ذلك!

                        تعليق


                        • #13

                          البصمات التي تركها على الفكر الشيعي‏
                          تتجلى شخصية الإِنسان بأعماله وآثاره التي يتركها في جيله، وقد ترك السيّد الطباطبائي بصمات واضحة على الفكر الشيعي وأوجد تحولا جَذرياً في الجامعة الإِسلامية ونحن نشير إلى أهمّها:
                          1ـ وضع أسسا بديعة لتفسير القرآن الكريم حتى صار أُسوة للآخرين.
                          2 ـ إشاعة التفكير الفلسفي في الأَوساط العلمية.
                          3 ـ السعي في تبيين المسائل الفلسفية بصورة واضحة وملموسة.
                          4 ـ السعي في نشر آثار أئمّة أهل البيت عليهم السلام والحث على مطالعتها بدقة وإمعان كما شارك في تحشية «بحار الأَنوار» في طبعتها الجديدة إلى الجزء الخامس إلى أن عاقته العوائق عن الإكمال.
                          و «ايمن اللّه» لو تمّ المشروع لكان كنزاً ثميناً للشيعة الإِمامية.
                          5 ـ الجمع بين الحقائق القرآنية وما أُثر عن أئمّة أهل البيت في تفسير الآيات، فقد قام باستخراج ما جاء في الروايات حول تفسير الآيات بعد الإمعان فيها عن نفسها.
                          6 ـ إشاعة الفكر الشيعي في العالم، من خلال اللقاءات التي كان يجريها مع الشخصيات العالمية ومراسلتهم.
                          7 ـ صبُّ الاهتمام لحلّ مشكلات الآثار.
                          8 ـ الحثُّ على تهذيب النفس وتربية جيل مؤَهّل إلى كسب الفضائل الأَخلاقية.
                          9 ـ تربية شخصيات علمية وفكرية عديدة بين مدرس ومفكر فهم عطائهم العلمي.
                          10ـ الآثار العلمية والتآليف القيمة وهي بين مطبوع وغير مطبوع، وإليك سرداً لأَسماء الآثار العلمية التي خلفها والتي أصبحت مثار اهتمام العلماء والمفكرين.
                          أ ـ الميزان في تفسير القرآن:
                          في عشرين جزءاً وقد ترجم إلى اللغة الفارسية في 40 جزءاً كما ترجم إلى لغات أُخرى.
                          ب ـ أُصول الفلسفة:
                          دراسة المسائل الفلسفية مقارنة مع الفلسفة الغربية في خمسة أجزاء، وعلَّق عليها الشهيد السعيد العلّامة المطهّري ونال الكتاب اهتماماً واسع النطاق وقد قمتُ [الكلام للشيخ السبحاني] بترجمة الجزء الأَوّل منه إلى اللغة العربية وأرجو من اللّه سبحانه أن يوفقني إلى ترجمة الأَجزاء الباقية.
                          ج ـ تعاليق الاسفار:
                          وقد طبعت معها طرح فيها أفكاراً أبكاراً.
                          د ـ بداية الحكمة:
                          واسمه يحكي عن مسمّاه، ألّفه للمبتدئين في دراسة الفلسفة.
                          هـ ـ نهاية الحكمة:
                          كتاب دراسي جامع للمسائل الفلسفية بأحدث أُسلوب.
                          و ـ تعليقة على الكفاية [في اصول الفقه] :
                          تعليقة موجزة على الجزءين منها، فرغ عنها عام 1368 وهي مطبوعة.
                          ز ـ الرسائل التوحيدية:
                          وهي رسائل أربع بالنحو التالي:
                          رسالة التوحيد، رسالة الأَسماء، رسالة الافعال، رسالة الوسائط كتبها في قرية شادباد من أعمال تبريز.
                          وقد طبعت عام 1415 هـ في مؤَسسة النشر الإِسلامي.
                          ح ـ الرسائل السبع:
                          مجموعة تحتوي على رسائل فلسفية:
                          1 ـ البرهان، 2ـ المغالطة، 3 ـ التركيب، 4 ـ التحليل، 5 ـ الاعتباريات، 6 المنامات والنبوات، 7 ـ القوة والعقل، والرسالة الأَخيرة تشتمل على عشرة فصول، تتضمن نحواً من خمس وسبعين مسألة.
                          فرغ من تأليفها في جمادى الآخر من شهور عام 1373 وطبعت عام 1404 هـ .

                          تعليق


                          • #14
                            تلاميذه وخريجو منهجه‏
                            لقد مارس الأُستاذ [السيد محمد حسين الطباطبائي] الدراسة والتدريس طيلة عمره وأكبّ عليها خصوصاً عند ما نزل قم وظل فيها حوالي 35 سنة فتلمذ عليه لفيف من العلماء الكبار نشير إلى أسماء بعضهم:


                            1 ـ الشيخ مرتضى المطهّري، [اضغط هنا لقراءة ترجمته]


                            2 ـ الشيخ حسينعلي المنتظري، [اضغط هنا لقراءة ترجمته]



                            3 ـ السيد محمّد البهشتي، [اضغط هنا لقراءة ترجمته]



                            4 ـ السيد موسى الصدر، [اضغط هنا لمشاهدة موقعه]



                            5 ـ الشيخ ناصر مكارم الشيرازي، [اضغط هنا لقراءة ترجمته] [الموقع]




                            6 ـ السيد جلال الدين الآشتياني، [اضغط هنا لقراءة ترجمته / فارسي]



                            7 ـ السيد محمد حسين الطهراني، [اضغط هنا لقراءة ترجمته / فارسي] [موقع المتقين] [موقع علوم ومعارف الاسلام]




                            8 ـ السيد عزّ الدين الزنجاني، [اضغط هنا لقراءة ترجمته]



                            9 السيد محمد باقر الابطحي، [اضغط هنا لقراءة ترجمته]



                            10 ـ السيد محمد علي الابطحي، [اضغط هنا لمشاهدة موقعه]



                            11 ـ الشيخ حسين النوري، [اضغط هنا لقراءة ترجمته] [الموقع]

                            12 ـ السيد مهدي الروحاني، [لم أعثر على ترجمة له حاليا]



                            13 ـ الشيخ حسن زاده الآملي، [اضغط هنا لقراءة ترجمته]



                            14 ـ الشيخ عبد اللّه جوادي الآملي، [اضغط هنا لقراءة ترجمته] [الموقع]



                            15 ـ الشيخ أبو طالب تجليل التبريزي، [اضغط هنا لقراءة ترجمته]

                            16 ـ الشيخ عبد الحميد الشربياني،[لم أعثر على ترجمة له حاليا]




                            17 ـ الشيخ إبراهيم الاميني، [اضغط هنا لقراءة ترجمته] [الموقع]

                            18 الشيخ يحيى الأَنصاري، [لم أعثر على ترجمة له حاليا]



                            19 ـ السيد عبد الكريم الأَردبيلي، [اضغط هنا لقراءة ترجمته] [الموقع]

                            20 ـ الشيخ عباس اليزدي الأصفهاني،[لم أعثر على ترجمة له حاليا]


                            21 ـ الشيخ محمد المفتح، [اضغط لقراءة ترجمة حياته / فارسي]



                            22 ـ الشيخ علي الميانجي، [اضغط هنا لقراءة ترجمته]



                            23 ـ الشيخ محمد تقي المصباح، [اضغط هنا لقراءة ترجمته] [الموقع]



                            24 ـ وأقلّهم جعفر السبحاني. [اضغط هنا لقراءة ترجمته] [الموقع]

                            إلى غير ذلك من شخصيات كبار حضروا درسه وانتهلوا من معين علمه رحم اللّه الماضين منهم وحفظ اللّه الباقين.

                            هذه لمحة خاطفة عن حياة وسيرة أُستاذنا الراحل إمام المفسّرين وأُستاذ المفكّرين.
                            فسلام عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيّا
                            انتهى.

                            هذا ما جاء من كلام آية الله العظمى الاستاذ المحقق الشيخ جعفر السبحاني
                            في ترجمة شمس الوحي التبريزي السيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله
                            نقلناها عن كتابه (تذكرة الأعيان)
                            والحمد لله رب العالمين

                            ملاحظة: ما ذكرته من عناوين انترنيت او صور او احالة الى نبذة من المذكور اسمائهم أعزهم الله تعالى وكل ما كان بين معقوفتين [ ] ليست من الكتاب بل هي من اضافاتي فاقتضى التوضيح

                            تعليق


                            • #15







                              المرحوم العارف الكامل آية الله العظمى وحجته الكبرى
                              السيّد علي القاضي قدّس الله سرّه في أواخر عمره.



                              صورة المرحوم العلامة القاضي رضوان الله عليه إبان شبابه


                              العلامة الطباطبائي والمرحوم السيد محمد علي القاضي الذي استشهد في تبريز على يد مجموعة الفرقان

                              المرحوم العلاّمة الطباطبائي والعلاّمة محمد حسين الطهراني
                              في منزل المرحوم الشهيد قدّوسي رحمة الله عليهم.
                              وقد التقطت هذه الصورة في آخر يوم من أيام مباحثاتهم .
                              وكانت هذه البحوث تتعلّق بمواضيع مختلفة،
                              رحمة الله عليهما رحمة واسعة.


                              صورة العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه في مستشفى آية الله الكلبايكاني في قم قبيل وفاته


                              من اليمين إلى اليسار:
                              العلامة الطباطبائي وآية الله الشيخ علي أكبر مرندي والعلامة السيد محمد حسن الطباطبائي الأخ الأصغر للعلامة الطباطبائي،
                              وقد أخذت في شبابه أثناء دراسته في النجف الأشرف،
                              وكان هؤلاء العظماء الثلاثة من التلاميذ السالكين والعمليين
                              للعارف الكامل آية الله العظمى العلامة القاضي قدس الله سره


                              صورة العلامة الطباطبائي رحمة الله عليه في شبابه



                              صورة العلامة الطباطبائي وآية الله العظمى الميلاني وجمع من العلماء في مشهد المقدّسة


                              [إذا حافظتم على الصلاة فكل أشيائكم تُحفظ]

                              خط المرحوم العلامة الفريد القاضي الطباطبائي رضوان الله عليه

                              الفاتحة على أرواحهم الطاهرة

                              ملاحظة هذه الصور والتعليقات من برنامج اكسير السعادة

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X