إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أهل السنة الصوفية في تفسير الشبرازي

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أهل السنة الصوفية في تفسير الشبرازي

    لايخفي علي المهتمين بتراث الشيرازي من الشيعة مدي اهتمامه بتراث اهل السنة الصوفية قدس الله اسرارهم العليه

    وكما سبق ان اوضحت في موضوع سابق ان علم التصوف هو العلم الذي امتاز به اهل السنة عن باقي الفرق لذلك تجد ان الشيعة اخذوا من علم اهل السنة الصوفية وباعتراف كمال الحيدري نفسه ان اسفار الشبرازي انما هي من الاعتماد علي فتوحات شيخ السنة ابن عربي

    واعلم ان غرضي الاساسي من هذا البحث كي ادل علي ان اهل السنة هي الطائفة المنصورة التي اعطاها الله علم التصوف وحرم باقي الفرق منها لذللك اضطر الشبعة الي اللجوء الي كتب اهل السنة الصوفية والنقل منها

    والان مع الرحله

    قال صدر الشيرازي في تفسير سورة النور:

    وقد سئل بعض المشايخ: " ما الدليل على الله؟ " فقال: " دليه هو الله " وسأل العلاّمة الرازي فخر الدين الشيخ العارف نجم الدين: " بم عرفت ربك؟ " فقال: " بواردات ترد على القلوب فتعجز النفوس عن تكذيبها ".


    نجد هنا الشيرازي ينقل عن الامام الرازي الاشعري الصوفي ويقول عن شيخه واظنه نجم الدين الكوبري بالعارف

    واليكم ترجمته من سير اعلام النبلاء للذهبي

    نجم الدين الكبرى

    الشيخ الإمام العلامة القدوة المحدث الشهيد شيخ خراسان نجم الكبراء ويقال : نجم الدين الكبرى الشيخ أبو الجناب أحمد بن عمر بن محمد الخوارزمي الخيوقي الصوفي ، وخيوق من قرى خوارزم .

    طاف في طلب الحديث ، وسمع من أبي طاهر السلفي ، وأبي العلاء الهمذاني العطار ، ومحمد بن بنيمان ، وعبد المنعم بن الفراوي ، [ ص: 112 ] وطبقتهم ، وعني بالحديث ، وحصل الأصول .

    حدث عنه عبد العزيز بن هلالة ، وخطيب داريا شمخ ، وناصر بن منصور العرضي ، وسيف الدين الباخرزي تلميذه ، وآخرون .

    قال ابن نقطة : هو شافعي إمام في السنة .

    وقال عمر بن الحاجب : طاف البلاد وسمع واستوطن خوارزم ، وصار شيخ تلك الناحية ، وكان صاحب حديث وسنة ، ملجأ للغرباء ، عظيم الجاه ، لا يخاف في الله لومة لائم .

    وقال ابن هلالة : جلست عنده في الخلوة مرارا ، وشاهدت أمورا عجيبة ، وسمعت من يخاطبني بأشياء حسنة .

    قلت : لا وجود لمن خاطبك في خلوتك مع جوعك المفرط ، بل هو سماع كلام في الدماغ الذي قد طاش وفاش وبقي قرعة كما يتم للمبرسم والمغمور بالحمى والمجنون ، فاجزم بهذا ، واعبد الله بالسنن الثابتة تفلح !

    وقيل : إنه فسر القرآن في اثني عشر مجلدا ، وقد ذهب إليه فخر الدين الرازي صاحب التصانيف ، وناظر بين يديه فقيها في معرفة الله وتوحيده ، فأطالا الجدال ، ثم سألا الشيخ عن علم المعرفة ، فقال : هي واردات ترد على النفوس ، تعجز النفوس عن ردها . فسأله فخر الدين : كيف الوصول إلى إدراك ذلك ؟ قال : بترك ما أنت فيه من الرئاسة والحظوظ . قال : هذا ما أقدر عليه . وأما رفيقه فزهد ، وتجرد ، وصحب الشيخ .

    [ ص: 113 ] نزلت التتار على خوارزم في ربيع الأول سنة ثماني عشرة وستمائة ، فخرج نجم الدين الكبرى فيمن خرج للجهاد ، فقاتلوا على باب البلد حتى قتلوا - رضي الله عنهم - وقتل الشيخ وهو في عشر الثمانين . وفي كلامه شيء من تصوف الحكماء .
    التعديل الأخير تم بواسطة سني صوفي; الساعة 16-03-2015, 09:22 PM.

  • #2
    تدبروا ***جيدا كلام الشيرازي في تغسير سورة البقرة ايه 44 ******

    قال:

    وأمّا علماء العلوم الكشفيّة والمعارف الإلهيّة، فعلومُهم يؤدّي إلى الأحوال، وأحوالهم مستتبع الآداب والأعمال: لأنّهم تأدّبوا بين يدي الله بآداب الروحانيين وتخلّقوا بأخلاق الصديقين. فلذلك كان العلم المجبول في قلوبهم منكشفاً عليهم، فحصروا نفوسَهم عن تقاضي جبلاّتها، وقمعوها عن هواها بصريح العلم في كلّ قول وفعل. ولا يصحّ إلاّ لمن لطف سرّه، وزكا روحُه، وسلك به إلى الحضور بين يدي الله.

    قال بعض أصحاب المعارف في العوارف: " إنّ نفوس العلماء الزاهدين بعد الأخْذ مما لا بدّ لهم منه في أصل الدين وأساسه من الشرع، أقبَلوا على الله وانقطعوا إليه، وخلصت أرواحُهم إلى مقام القرب منه، فأفاضت أرواحهم على قلوبهم أنواراً، تهيّأت بها قلوبهم لإدراك العلوم.

    فأرواحهم ارتفعت عن حدّ إدراك العلوم الجزئيّة بعكوفها على العالَم الأزلي، وتجردت عن وجود يصلح أن يكون وعاء للعلم، وقلوبهم بنسبة وجهها الذي يلي النفس صارت أوعية وجودية، فتألّفت العلوم. وتالّفتها العلومُ بمناسبة انفصال العلوم باتصالها باللوح المحفوظ، والمعني بالانفصال انتقاشها في اللوح المحفوظ لا غير. وانفصال القلوب عن مقام الأرواح لوجود انحذابها إلى النفوس، فصار بين المنفصلين نسبة اشتراك موجب للتألّف، فحصلت العلوم لذلك. وصار العالم الربّاني راسخاً في العلم... ".

    "... قال ابن مسعود: وليس العلم بكثرة الرواية، إنّما العلم الخشية ". وقال: " إنّ الله لا يعبأ بذي علْم ورواية، إنّما يعبأ بذي فهْم ودراية ".

    وقال صاحب العوارف أيضاً: " علوم الوراثة مستخرجة من علوم الدراسة ومثال علوم الدراسة كاللبن الخالص السائغ للشاربين، ومثال علوم الوراثة كالزبد المستخرج منه، فلو لم يكن لَبن، لم يكن زُبد. ولكن الزُّبد هو الدُهنيّة المطلوبة من اللبن، والمائيّة في اللبن جسمٌ قائم به روح الدهنيّة. فالمائيّة به القوام. قال الله تعالى:
    { وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ }
    [الأنبياء:30]. و " الشَيء " يعمّ الموجودات كلّها. فعلوم الإسلام علوم اللسان، وعلوم الإيمان علوم القلب، وله مراتب: علمُ اليقين، وعينُ اليقين، وحقُّ اليقين.

    وقال أيضاً بعد ما ذكر جملة من تفاصيل علوم النفس: " وهذا كلّه علوم من ورائها علوم، عمل بها وظفر بمقتضاها علماء الآخرة. وحرم ذلك علماء الدنيا. الراغبون فيها. وهي علوم ذوقيّة لا يكاد النظر يصل إليها إلاّ بذوق ووجدان، كالعلم بكيفيّة حلاوة السكّر لا يحصل بالوصف، فمن ذاقَه عرفه.

    وينبئك عن شرف علم الصوفية وزهّاد العلماء، أنَّ العلوم كلّها لا يتعذّر تحصيلها مع محبّة الدنيا، والإخلال بحقائق التقوى، وربما كان محبّة الدنيا عوناً على اكتسابها لأنّ الاشتغال بها شاقٌ على النفوس، فجبّلت النفوس على محبّة الجاه والرفعة، حتّى إذا استشعرت حصول ذلك بحصول العلم أجابت إلى تحمُّل الكُلَف، وسهر الليل والصبر على الغربة والأسفار، وتعذّر الملاذّ والشهوات. وعلوم هؤلاء القوم لا تحصل مع محبّة الدنيا، ولا تنكشف إلاّ بمجانبة الهوى، ولا تدرس إلاّ في مدرسة التقوى. قال الله تعالى:
    { وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ ٱللَّهُ }
    [البقرة:282]. جعل العلم ميراث التقوى وغير علوم هؤلاء القوم ميسّر من غير ذلك بلا شك.

    فعُلم فضل علماء الآخرة، حيث لم يكشف النقاب إلا لأولي الألباب. وأُولوا الألباب حقيقة هم الزاهدون في الدنيا. قال بعض الفقهاء: " إذا أوصى رجُل بماله لأعقل الناس يُصرف إلى الزهّاد، لأنّهم أعقلُ الخلق ".

    قال سهل بن عبد الله التستري: " للعقل ألف اسم ولكلّ اسم منه ألف اسم، وأوّل كلّ إسم منه ترك الدنيا ".

    انظروا ياشيعة

    ماءا يقول عالمكم عن اسود السنة الصوفية

    عالمكم ينقل عن كتاب العوارف هل تعلمون من صاحب العوارف؟؟؟؟

    هل تعلمون من سهل التسنري؟؟؟

    ***الشيرازي يقصد كتاب عوارف المعارف للسهروردي من نسل الصديق رصي الله عنه

    انقل ترجمته من سير اعلام النبلاء

    السهروردي***

    الشيخ الإمام العالم القدوة الزاهد العارف المحدث شيخ الإسلام أوحد الصوفية شهاب الدين أبو حفص وأبو عبد الله عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله - وهو عمويه - بن سعد بن حسين بن القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله ابن فقيه المدينة وابن فقيهها عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي البكري السهروردي الصوفي ثم البغدادي .***

    ولد في رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة وقدم من سهرورد وهو شاب أمرد ، فصحب عمه الشيخ أبا النجيب ولازمه وأخذ عنه الفقه والوعظ والتصوف ، وصحب قليلا الشيخ عبد القادر ، وبالبصرة الشيخ أبا محمد بن عبد . وسمع من هبة الله بن أحمد الشبلي ، وهو أعلى شيخ له ، وأبي الفتح بن البطي ، وخزيفة بن الهاطرا ، وأبي الفتوح الطائي ، وأبي زرعة المقدسي ، ومعمر بن الفاخر ، وأحمد بن المقرب ، ويحيى بن ثابت ، وطائفة له عنهم جزء سمعناه .***

    حدث عنه ابن نقطة ، وابن الدبيثي ، وابن النجار ، والضياء ، والقوصي ، وابن النابلسي ، وظهير الدين محمود الزنجاني ، وأبو الغنائم بن علان ، وأبو الفرج ابن الزين ، وأبو إسحاق ابن الواسطي ، وأبو المعالي الأبرقوهي ، والرشيد بن أبي القاسم ، وآخرون . وبالإجازة الفخر بن عساكر ، والشمس ابن الشيرازي ، والقاضي الحنبلي ، وعدة .***

    قال ابن الدبيثي قدم بغداد وكان له في الطريقة قدم ثابت ولسان ناطق ، وولي عدة ربط للصوفية ، ونفذ رسولا إلى عدة جهات .***

    وقال ابن النجار : كان أبوه أبو جعفر تفقه ببغداد على أسعد الميهني ووعظ ، قال لي ابنه : قتل أبي بسهرورد ، ولي ستة أشهر ، كان ببلدنا شحنة ظالم فاغتاله جماعة وادعوا أن أبي أمرهم ، فجاء غلمان المقتول ففتكوا بأبي ، فوثب العوام على الغلمان فقتلوهم ، وهاجت الفتنة فصلب السلطان أربعة من العوام ، فكبر ذلك على عمي أبي النجيب ، ولبس القباء وقال : لا أريد التصوف ، حتى استرضي .***

    ثم قال ابن النجار : وكان شهاب الدين شيخ وقته في علم الحقيقة ، وانتهت إليه الرياسة في تربية المريدين ، ودعاء الخلق إلى الله ، والتسليك . صحب عمه وسلك طريق الرياضات والمجاهدات ، وقرأ الفقه والخلاف والعربية ، وسمع ثم لازم الخلوة والذكر والصوم إلى أن خطر له عند علو سنه أن يظهر للناس ويتكلم ، فعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه ، فكان يتكلم بكلام مفيد من غير تزويق ، ويحضر عنده خلق عظيم ، وظهر له القبول من الخاص والعام واشتهر اسمه ، وقصد من الأقطار ، وظهرت بركات أنفاسه على خلق من العصاة فتابوا ، ووصل به خلق إلى الله ، وصار أصحابه كالنجوم ، ونفذ رسولا إلى الشام مرات ، وإلى السلطان خوارزم شاه ، ورأى من الجاه والحرمة ما لم يره أحد ، ثم رتب بالرباط الناصري ، وبرباط المأمونية ، ورباط البسطامي ، ثم أنه أضر وأقعد ، ومع هذا فما أخل بالأوراد [ ص: 376 ] ودوام الذكر وحضور الجمع في محفة ، والمضي إلى الحج ، إلى أن دخل في عشر المائة وضعف فانقطع .***

    قال : وكان تام المروءة ، كبير النفس ، ليس للمال عنده قدر ; لقد حصل له ألوف كثيرة ، فلم يدخر شيئا ، ومات ولم يخلف كفنا . وكان مليح الخلق والخلق ، متواضعا كامل الأوصاف الجميلة . قرأت عليه كثيرا ، وصحبته مدة ، وكان صدوقا نبيلا***

    ، صنف في التصوف كتابا شرح فيه أحوال القوم ، وحدث به مرارا - يعني " عوارف المعارف " - .***

    قال : وأملى في آخر عمره كتابا في الرد على الفلاسفة ، وذكر أنه قدم بغداد بعد وفاة أبي الوقت المحدث .***

    وقال ابن نقطة كان شيخ العراق في وقته ، صاحب مجاهدة وإيثار وطريق حميدة ومروءة تامة ، وأوراد على كبر سنه .***

    قال يوسف الدمشقي : سمعت وعظ أبي جعفر والد السهروردي ببغداد في جامع القصر وفي النظامية ، تولى قضاء سهرورد وقتل .***

    قال ابن الحاجب : يلتقي السهروردي وابن الجوزي في النسب في القاسم بن النضر .***

    أخبرنا مسعود بن حمويه إجازة أن قاضي القضاة بدر الدين يوسف السنجاري حكى عن الملك الأشرف موسى أن السهروردي جاءه رسولا فقال في بعض حديثه : يا مولانا تطلبت كتاب " الشفاء " لابن سينا من خزائن الكتب ببغداد وغسلت جميع النسخ ، ثم في أثناء الحديث قال : كان السنة ببغداد مرض عظيم وموت . قلت : كيف لا يكون وأنت قد أذهبت " الشفاء " منها؟ !***

    ألبسني خرق التصوف شيخنا المحدث الزاهد ضياء الدين عيسى بن يحيى الأنصاري بالقاهرة ، وقال : ألبسنيها الشيخ شهاب الدين السهروردي بمكة عن عمه أبي النجيب .***...

    تعليق


    • #3
      الشيرازي يصف ائمة اهل السنة الجنيد والتستري وابي يزيد البسطامي وابن عربي بالافاضل الربانيون

      { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ ٱلْقَيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ }

      " الفَصْل ": هو ما يميز به الشيء عن غيره بحسب تجوهر ذاته وقوام حقيقته، وكثيراً ما يطلق الفصل على بمدئه القريب، كالنفس الحيوانية للحسّاس، والنفس الناطقة للناطق، فإنهما مبدآن قريبان لهذين الفصلين المنطقيين المحمولين بوجه، وبوجه آخر هما عين هذين إذا أخذ كل منهما لا بشرط شيء من التقييد والإطلاق، وربما يطلق على المبدأ العالي لحقيقة الشيء وتحصّله وتميّزه، فإن الصور النوعية عند طائفة، هي الفصول المنوعات للحقائق الجرمانية، وعند طائفة أخرى، تطلق الصور على المفارقات النورية والجواهر العقلية الواقعة في عالم الصور المفارقة، كما هو عند أفلاطون الإلهي، والرواقيين، وأئمتهم الأقدمين كسقراط وفيثاغورس وأنباذقلس وأغاثاذيمون،***

      وعند طائفة أخرى، هم أعلى مرتبة وأدق مسلكاً (وأمتن) دليلاً وأجلّ ذوقاً وأوثق برهاناً وأرفع نظراً، وهم الحكماء الإيمانيون، والأفاضل الربّانيون كأبي يزيد البسطامي، وسهل التستري، والجُنيد البغدادي، ومحي الدين الأعرابي وتابعيهم

      اين اتباع الشيرازي اين اتباع كمال الحيدري اين اتباع الخوميني؟؟؟؟

      ننقل ترجمة امام اهل السنة التستري***

      قال الذهبي:

      سهل بن عبد الله***

      ابن يونس : شيخ العارفين أبو محمد التستري ، الصوفي الزاهد .***

      صحب خاله محمد بن سوار ، ولقي في الحج ذا النون المصري وصحبه .***

      روى عنه الحكايات : عمر بن واصل ، وأبو محمد الجريري ، وعباس بن عصام ، ومحمد بن المنذر الهجيمي وطائفة .***

      له كلمات نافعة ، ومواعظ حسنة ; وقدم راسخ في الطريق .***

      روى أبو زرعة الطبري ، عن ابن درستويه ، صاحب سهل ، قال : قال سهل ، ورأى أصحاب الحديث ، فقال : اجتهدوا أن لا تلقوا الله إلا ومعكم المحابر . ...

      تعليق


      • #4
        الشيرازي ينقل عن الامام ابي بكر الشبلي تاج الصوفية في تفسيره وشيخ السنة المالكي المذهب الصوفي المشرب***

        ثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }

        قال الشيرازي

        ولذلك قال الشبلي: " الشكر رؤية المنعِم لا رؤية النعمةَ " وقال الخواصّ " شكر العامّة على المَطعم والمَلبس، وشكر الخاصّة على واردات القلوب ".

        ياتباع القوووم هل تعلموا من هو الشبلي قال الحافظ الذهبي في سير اعلام النبلاء:

        الشبلي***

        شيخ الطائفة أبو بكر ، الشبلي البغدادي . قيل : اسمه دلف بن جحدر ، وقيل : جعفر بن يونس . وقيل : جعفر بن دلف .***

        أصله من الشبلية قرية ، ومولده بسامراء .***

        وكان أبوه من كبار حجاب الخلافة ، وولي هو حجابة أبي أحمد الموفق ثم لما عزل أبو أحمد من ولاية ، حضر الشبلي مجلس بعض الصالحين ، فتاب ثم صحب الجنيد وغيره ، وصار من شأنه ما صار .***

        وكان فقيها عارفا بمذهب مالك***، وكتب الحديث عن طائفة ، وقال الشعر ، وله ألفاظ وحكم وحال وتمكن ; لكنه كان يحصل له جفاف دماغ وسكر ، فيقول أشياء يعتذر عنه ، فيها بأو لا تكون قدوة .***

        [ ص: 368 ] حكى عنه : محمد بن عبد الله الرازي ، ومحمد بن الحسن البغدادي ، ومنصور بن عبد الله الهروي الخالدي ، وأبو القاسم عبد الله بن محمد الدمشقي ، وابن جميع الغساني ، وآخرون .***

        قيل : إنه مرة قال : آه . فقيل له : من أي شيء ؟ قال : من كل شيء .***

        وقيل : إن ابن مجاهد قال له : أين في العلم إفساد ما ينفع . قال : قوله : فطفق مسحا بالسوق والأعناق ولكن يا مقرئ أين معك أن المحب لا يعذب حبيبه ؟ فسكت ابن مجاهد ، قال : قوله : نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم ؟***

        وعنه ، قال : ما قلت : الله ، إلا واستغفرت الله من قولي : الله***

        قال أحمد بن عطاء الروذباري : سمعت الشبلي ، يقول : كتبت الحديث عشرين سنة ، وجالست الفقهاء عشرين سنة . وكان له يوم الجمعة صيحة ، فصاح يوما ، فتشوش الخلق ، فحرد أبو عمران الأشيب والفقهاء فجاء إليهم الشبلي ، فقالوا يا أبا بكر إذا اشتبه عليها دم الحيض بالاستحاضة ما تصنع ؟ فأجاب بثمانية عشر جوابا ، فقام أبو عمران ، فقبل رأسه .***

        [ ص: 369 ] وكان -رحمه الله- لهجا بالشعر الغزل والمحبة ، وله ذوق في ذلك ، وله مجاهدات عجيبة انحرف منها مزاجه .***

        قال السلمي : سمعت محمد بن الحسن ، سمعت الشبلي ، يقول : أعرف من لم يدخل في هذا الشأن حتى أنفق جميع ملكه ، وغرق سبعين قمطرا بخطه ، في دجلة التي ترون ، وحفظ " الموطأ " ، وتلا بكذا وكذا قراءة -يعني : نفسه .

        وسئل : ما علامة العارف ؟ قال : صدره مشروح ، وقلبه مجروح ، وجسمه مطروح .***

        توفي ببغداد سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة عن نيف وثمانين سنة .

        تعليق


        • #5
          ***ينقل عن ائمة اهل السنة الصوفية

          { وَإِذَا رَأَوْاْ تِجَارَةً أَوْ لَهْواً ٱنفَضُّوۤاْ إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِماً قُلْ مَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ ٱللَّهْوِ وَمِنَ ٱلتِّجَارَةِ وَٱللَّهُ خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ }

          قال السيرازي:***

          وقال يحيى بن معاذ: مثقال ذرّة من الحبّ أحبّ إليّ من عبادة سبعين سنةً بلا حبّ.

          قال أبو القاسم القشيري: الشوق نار الله أشعلها في قلوب أوليائه، ويحرق ما في قلوبهم من الخواطر والإرادات.

          ورأى بعض الشيوخ بشر بن الحارث في النوم، فقال: ما فعل أبو نصر التمّار وعبد الرحمن الورّاق؟ قال: تركتهما الساعة بين يدي الله يأكلان ويشربان. قلت: فأنت؟ قال: علم الله قلة رغبتي في الأكل والشرب فأعطاني النظر إليه.

          وعن عليّ بن موفّق أنّه قال: رأيت في النوم كأنّي أدخلت الجنّة، فرأيت رجلا قاعداً على مائدة، وملَكَان عن يمينه وشماله يلقمانه من جميع الطيّبات وهو يأكل، ورأيت رجلاً قائماً على باب الجنّة يتصفّح وجوه قوم، فيُدخِل بعضهم ويردّ بعضاً، - قال: - ثمّ جاوزتهما إلى حظيرة القدس، فرأيت في سرادق العرش رجلاً قد شخص ببصره ينظر إلى الله لا يطرق، فقلت لرضوان: مَن هذا؟ فقال: معروف الكرخي، عَبَدَ الله لا خوفاً من ناره ولا شوقاً إلى جنّته، بل حبّاً له فأباحه الله النظر إليه إلى يوم القيامة.

          وقال: أبو سليمان: من كان اليوم مشغولا بربّه يكون غداً ناظراً إليه.

          وقال الثوري لرابِعَةََ: ما حقيقة إيمانك؟ قالت: ما عبدته خوفاً لناره ولا حبّاً لجنّته، فأ:ون كالأجير السوء، بل عبدته حّباً وشوقاً إليه.

          وقالت في معنى المحبّة نظماً:
          أحبّك حبّين: حبّ الهوى وحبّاً لأنّك أهل لذاك
          فأمّا الذي هو حبّ الهوى فشغلي بذكرك عمّن سواك
          وأمّا الذي أنت أهل له فكشفك للحجب حتّى أراك
          فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ولكن لك الحمد في ذا وذاك
          قال بعض أكابر العلماء في معنى نظمها: لعلّها أرادت " بحبّ الهوى " حبّ الله، لإحسانه إليها وإنعامه عليها بحظوظها العاجلة، وبحبه لانّه أهل له حبّه من حيث جماله وجلاله الذي انكشف لها، وهو أعلى الحبيّن وأقواهما، ولذّة مطالعة جمال الربوبيّة التي عبَّر عنها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال حكاية عن الله:......

          نذكر ترجمة الامام القشيري صاحب الرسالة القشيرية وهو قطب اهل السنة***

          قال الذهبي:

          القشيري***

          الإمام الزاهد ، القدوة ، الأستاذ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة القشيري ، الخراساني ، النيسابوري ، الشافعي ، الصوفي ، المفسر ، صاحب " الرسالة
          " .***

          ولد سنة خمس وسبعين وثلاثمائة .***

          وتعانى الفروسية والعمل بالسلاح حتى برع في ذلك ، ثم تعلم الكتابة والعربية ، وجود .***

          ثم سمع الحديث من : أبي الحسين أحمد بن محمد الخفاف ; صاحب أبي العباس الثقفي ، ومن أبي نعيم عبد الملك بن الحسن الإسفراييني ، وأبي [ ص: 228 ] الحسن العلوي ، وعبد الرحمن بن إبراهيم المزكي ، وعبد الله بن يوسف ، وأبي بكر بن فورك ، وأبي نعيم أحمد بن محمد ، وأبي بكر بن عبدوس ، والسلمي ، وابن باكويه ، وعدة .***

          وتفقه على أبي بكر محمد بن أبي بكر الطوسي ، والأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني ، وابن فورك . وتقدم في الأصول والفروع ، وصحب العارف أبا علي الدقاق ، وتزوج بابنته ، وجاءه منها أولاد نجباء .***

          قال القاضي ابن خلكان : كان أبو القاسم علامة في الفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر والكتابة . صنف " التفسير الكبير " وهو من أجود التفاسير ، وصنف " الرسالة " في رجال الطريقة ، وحج مع الإمام أبي محمد الجويني ، والحافظ أبي بكر البيهقي . وسمعوا ببغداد والحجاز .***

          قلت : سمعوا من هلال الحفار ، وأبي الحسين بن بشران ، وطبقتهما .

          قال : وذكره أبو الحسن الباخرزي في كتاب " دمية القصر " وقال : لو قرع الصخر بسوط تحذيره لذاب ، ولو ربط إبليس في مجلسه لتاب .***

          قلت : حدث عنه أولاده عبد الله ، وعبد الواحد ، وأبو نصر عبد [ ص: 229 ] الرحيم ، وعبد المنعم ، وزاهر الشحامي ، وأخوه وجيه ، ومحمد بن الفضل الفراوي ، وعبد الوهاب بن شاه ، وعبد الجبار بن محمد الخواري ، وعبد الرحمن بن عبد الله البحيري ، وحفيده أبو الأسعد هبة الرحمن ، وآخرون .***

          ومات أبوه وهو طفل ، فدفع إلى الأديب أبي القاسم اليمني فقرأ عليه الآداب ، وكانت للقشيري ضيعة مثقلة بالخراج بأستوا فتعلم طرفا من الحساب ، وعمل قليلا ديوانا ، ثم دخل نيسابور من قريته ، فاتفق حضوره مجلس أبي علي الدقاق ، فوقع في شبكته ، وقصر أمله ، وطلب القبا ، فوجد العبا ، فأقبل عليه أبو علي ، وأشار عليه بطلب العلم ، فمضى إلى حلقة الطوسي ، وعلق " التعليقة " وبرع ، وانتقل إلى ابن فورك ، فتقدم في الكلام ، ولازم أيضا أبا إسحاق ، ونظر في تصانيف ابن الباقلاني ، ولما توفي حموه أبو علي تردد إلى السلمي ، وعاشره ، وكتب المنسوب ، وصار شيخ خراسان في التصوف ، ولزم المجاهدات ، وتخرج به المريدون .***

          وكان عديم النظير في السلوك والتذكير ، لطيف العبارة ، طيب الأخلاق ، غواصا على المعاني ، صنف كتاب " نحو القلوب " ، وكتاب " لطائف الإشارات " وكتاب " الجواهر " ، وكتاب " أحكام السماع " ، وكتاب " عيون الأجوبة في فنون الأسولة " ، وكتاب " المناجاة " ، وكتاب [ ص: 230 ] " المنتهى في نكت أولي النهى " .***

          قال أبو سعد السمعاني : لم ير الأستاذ أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته ، جمع بين الشريعة والحقيقة ، أصله من ناحية أستواءة ، وهو قشيري الأب ، سلمي الأم .***

          وقال أبو بكر الخطيب كتبنا عنه ، وكان ثقة ، وكان حسن الوعظ ، مليح الإشارة ، يعرف الأصول على مذهب الأشعري ، والفروع على مذهب الشافعي ، قال لي : ولدت في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاثمائة .***

          ونذكر ترجمة بشر الحافي الذي ذكره الشيرازي

          قال الذهبي:

          بشر بن الحارث***

          ابن عبد الرحمن بن عطاء ، الإمام العالم المحدث الزاهد الرباني القدوة***، شيخ الإسلام أبو نصر المروزي ، ثم البغدادي ، المشهور بالحافي ، ابن عم المحدث علي بن خشرم***

          ولد سنة اثنتين وخمسين ومائة .***

          وارتحل في العلم ، فأخذ عن : مالك وشريك ، وحماد بن زيد ، وإبراهيم بن سعد ، وأبي الأحوص ، وخالد بن عبد الله الطحان ، وفضيل بن عياض ، والمعافى بن عمران ، وابن المبارك ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وعدة .***

          [ ص: 470 ] حدث عنه : أحمد الدورقي ، ومحمد بن يوسف الجوهري ، ومحمد بن مثنى السمسار لا العنزي ، وسري السقطي ، وعمر بن موسى الجلاء ، وإبراهيم بن هانئ النيسابوري ، وخلق سواهم .***

          وقل ما روى من المسندات . كان يزم نفسه ، فقد كان رأسا في الورع والإخلاص ، ثم إنه دفن كتبه .***

          أخبرنا المؤمل بن محمد إذنا ، أخبرنا زيد بن الحسن ، أخبرنا أبو منصور الشيباني ، أخبرنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو سعد الماليني ، أخبرنا عبد العزيز بن جعفر ، حدثنا جعفر بن محمد الصندلي ، حدثنا محمد بن المثنى السمسار ، سمعت بشر بن الحارث يقول : سمعت العوفي ، عن الزهري ، عن أنس ، قال : اتخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما ، فلبسه ، ثم ألقاه العوفي : هو إبراهيم بن سعد . روي عن بشر أنه قيل له : ألا تحدث ؟ قال : أنا أشتهي أن أحدث ، وإذا اشتهيت شيئا ، تركته .***

          وقال إسحاق الحربي : سمعت بشر بن الحارث يقول : ليس الحديث من عدة الموت . فقلت له : قد خرجت إلى أبي نعيم فقال : أتوب إلى الله .***

          وعن أيوب العطار : أنه سمع بشرا يقول : حدثنا حماد بن زيد . . ثم***

          [ ص: 471 ] قال : أستغفر الله ، إن لذكر الإسناد في القلب خيلاء .***

          قال أبو بكر المروزى : سمعت بشرا يقول : الجوع يصفي الفؤاد ، ويميت الهوى ، ويورث العلم الدقيق .***

          وقال أبو بكر بن عثمان : سمعت بشر بن الحارث يقول : إني لأشتهي شواء منذ أربعين سنة ، ما صفا لي درهمه .***

          قال محمد بن عبد الوهاب الفراء : حدثنا علي بن عثام ، قال : أقام بشر بن الحارث بعبادان يشرب ماء البحر ، ولا يشرب من حياض السلطان ، حتى أضر بجوفه ، ورجع إلى أخته وجعا ، وكان يعمل المغازل ويبيعها ، فذاك كسبه .***

          قال الحافظ موسى بن هارون : حدثنا محمد بن نعيم ، قال : رأيتهم جاءوا إلى بشر ، فقال : يا أهل الحديث ، علمتم أنه يجب عليكم فيه زكاة ، كما يجب على من ملك مائتي درهم خمسة .***

          قلت : هذا على المبالغة ، وإلا فإن كانت الأحاديث في الواجبات فهي موجبة ، وإن كانت في فضائل الأعمال فهي فاضلة ، لكن يتأكد العمل بها على المحدث .

          قال أبو نشيط : نهاني بشر عن الحديث وأهله .***

          وقال : أتيت يحيى القطان ، فبلغني أنه قال : أحب هذا الفتى لطلبه الحديث .***

          [ ص: 472 ] وقال يعقوب بن بختان : سمعت بشر بن الحارث يقول : لا أعلم أفضل من طلب الحديث لمن اتقى الله ، وحسنت نيته فيه ، وأما أنا ، فأستغفر الله من طلبه ، ومن كل خطوة خطوت فيه .***

          قيل : كان بشر يلحن ، ولا يدري العربية .***

          قال أحمد بن حنبل : لو كان بشر تزوج ، لتم أمره .***

          قال إبراهيم الحربي : ما أخرجت بغداد أتم عقلا من بشر ، ولا أحفظ للسانه ، كان في كل شعرة منه عقل ، وطئ الناس عقبه خمسين سنة ، ما عرف له غيبة لمسلم ، ما رأيت أفضل منه .***

          وعن بشر قال : المتقلب في جوعه كالمتشحط في دمه في سبيل الله .***

          وعنه : شاطر سخي أحب إلى الله من صوفي بخيل .***

          وعنه : أمس قد مات ، واليوم في السياق ، وغدا لم يولد .***

          لا يفلح من ألف أفخاذ النساء .***

          إذا أعجبك الكلام ، فاصمت ، وإذا أعجبك الصمت ، فتكلم .***

          [ ص: 473 ] وقيل : سمعه رجل يقول : اللهم إنك تعلم أن الذل أحب إلي من العز ، وأن الفقر أحب إلي من الغنى ، وأن الموت أحب إلي من البقاء .***

          وعنه قال : قد يكون الرجل مرائيا بعد موته ، يحب أن يكثر الخلق في جنازته .***

          لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سدا .***

          تعليق


          • #6
            الشيرازي ينقل عن الحلاج

            قال في تفسير سورة النور

            ثم ليست هوية الباري متقومة بها، وإلاَّ لزم الدور وافتقار الواجب إلى الممكن - وكلاهما محالان - فيكون الموجود بالحقيقة هو الحق تعالى لا غير، ويكون موجودية غيره باعتبار أخذها معه، فتكون من قبيل الأظلال والأشباح التي يتراءى في المرائي الصيقلية بتبعية الشخص الخارجي، فالماهيات كلها بمنزلة المرائي التي تتراءى فيها صورة الوجود الحقيقي - لعدميتها كعديمة لون المرآة -.

            ولهذا المعنى قال الحلاج: " الله مصدر الموجودات " وقال بعضهم: " الله وجود السماوات والأرض " وإليه يرجع قول الشبلي: " ما في الجنة أحد سوى الله تعالى " كأنه أراد بالجنة هاهنا الوجود المتأصل الحقيقي، لأنه الخير المحض يؤثر عند الكل، وإليه يشير قول أبي العباس: " ليس في الدارين إلاَّ ربي، وأنَّ الموجودات كلها معدومة إلاَّ وجوده تعالى ".

            وقال فی موضع اخر من تفسير السورة

            وفي الأدعية النبوية: " بك أحيى وبك أموت ".

            ومن هذا ظهر قول ذي النون المصري: " رأيت ربي بربي، ولولا ربي لما قدرت على رؤية ربي " وقول أبي الحسين المنصور: " ما رأى أحد ربي سوى ربي ".
            التعديل الأخير تم بواسطة سني صوفي; الساعة 16-03-2015, 10:13 PM.

            تعليق


            • #7
              أفلس في موضوعه السابق(اضغط هنا)
              ففتح موضوعا يشبهه وكرر نفس الجهل فيه

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                أفلس في موضوعه السابق(اضغط هنا)
                ففتح موضوعا يشبهه وكرر نفس الجهل فيه
                مش هرد

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة سني صوفي
                  مش هرد
                  أمر طبيعي
                  فكيف يرد المفلس

                  تعليق


                  • #10
                    لقد حشى صاحب الموضوع كلامه بالجهالات
                    وعلى الرغم من كل ما بيناه في موضوعه السابق الذي انهارت قواعده
                    فتح موضوعا جديدا ظنا منه أنه سيشفع له في دعم موضوعه السابق المتهالك
                    وأخذ يورد لنا آراء فلاسفة وعرفاء ومتصوفة السنة التي نقلها الملا صدرا في تفسيره
                    واللطيف أن يتبعها بما قيل عنهم من كتب الرجال عندهم، وكأن الأمر مهم بنظره عندنا
                    وقد قلنا له مرارا ان نقل الآراء لا يعني صلاح من نقل عنهم أو أنه يدين بدينهم أو أن دينهم هو الحق
                    ولمعرفة أبعاد ما جاء في تفسير الملا صدرا نحيلكم الى ما كتبه محسن صالح بعنوان (منهجية صدر المتألهين في التفسير القرآني ) والمنشور في مجلة المنهاج العدد 23 خريف سنة 2002:


                    منهجية صدر المتألهين في التفسير القرآني

                    محسن صالح
                    مقدمة‌
                    القرآن الكريم هو الكلام الالهي الموحى به الى رسوله الاكرم(ص) وهو الكتاب الذي‌ يحوي‌ بين‌ دفتيه كل ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم، وهو ايضا دستور المسلمين والمؤمنين في كل‌ زمـان ومكان. لهذا فقد عكف المسلمون الاوائل، وعبر القرون، على قراءته وترتيله والتبحر‌ في معانيه، فاستخرجوا الاحكام‌ الشرعية‌، وعمقوا النظر في تفسيره وتأويله فنظروا في الدفاع عن العقائد السماوية في التوحيد والنبوة والمعاد وغير ذلك.
                    واهتم العلماء الاوائل بتفسير القرآن، كل حسب توجهاته وميوله: الفقهية، الكلامية والسياسية... او المعرفية‌، وذلك لايجاد التسويغ الشرعي الملائم لخطابه ولسلوكياته تجاه ربه ونفسه وامته، او اتجاه الكون والحياة والعالم. ولما كان القرآن الكريم اول مصادر التشريع الاسلامي اجتهد المفسرون، والفقهاء منهم بخاصة، في تطوير‌ استنطاقاتهم‌ لهذا الكلام الالهي كلما استجد لهم مـن العلوم والحوادث ما لم يتم التطرق اليه في ما سبق. واصحاب النزعات العقلية الفلسفية، كالشيخ الرئيس ابن سينا، وفي اول محاولة لمطابقة، اومواءمة‌، ما‌ هو قرآني مع ما هو حكمي انساني ولجوا الى القرآن من باب بعض الايات ليجدوا تسويغا فلسفيا لمقولاته في العقل والنفس.
                    سمحت طبيعة النص القرآني، بما فيه من آيات‌ محكمات‌ وآيات متشابهات، لوجود هذا التنوع في التفسير. ومما ساعد في تطور اساليب التفسير ومنهجياته وجود مدارس وتيارات فكرية وسياسية وفقهية، تماما كصور العقول عن الحياة.

                    طرق التفسير ومنهجياته قبل‌ صدرالدين‌ الشيرازي‌
                    منذ بزوغ فجر الاسلام وبدء‌ الوحي‌ والرسالة‌ الشاملة كـان على الرسـول(ص) شرح الايات المنزلة وتفسيرها من النواحي المتعددة: اللغوية والحكمية والعملية.
                    نشا من هذه السيرة والتفسير والهداية ما‌ يعرف‌ بسنة‌ النبي(ص): الاقوال والافعال والتقريرات.
                    سار التابعون والصحابة، قريبو‌ العهد‌ مـن النبي(ص) ومن كان معروفا منهم بصلته وقربه من النبي(ص) على هدي سنته، وبما ان المسلمين قد آمنوا بالكتاب‌ والسنة‌، بوصفهما‌ مصدرين من مصادر المعرفة والتشريع لحياتهم هذه، ولحياة ما بعد‌ الموت، فقد عكفوا على دراسة القرآن وتفسيره، والعودة الى السنة عندما تنغلق على افهامهم بعض الايات، وتطرا على حياتهم‌ حادثة‌ لم يسبق لهم ان واجهوها اثناء وجود الرسول(ص) بين ظهرانيهم.
                    كان‌ من‌ الطـبيعي ان تتعدد التفسيرات تبعا لطريقة تناول المفسر، فان كان لغويا فانه يفسر القرآن من الناحية‌ اللغوية‌، وان‌ كان متكلما فانه يشرح العقائد الالهية ويفسرها، وبخاصة من الوجهة الكلامية التي‌ تناسب‌ نـزعته‌، فـان كان اشعريا او معتزليا حاول ان يثبت معتقداته الاساسية من خلال الايات التي‌ تدعم‌ فلسفته‌ الكلامية وتؤسس لها، وان كان متصوفا نزع نحو التفسير الصوفي. وهكذا وجد العديد من‌ التفسيرات‌ للقرآن الكريم:
                    التفسير بالماثور المستند على الحديث والسنة المتواترة، وتفسير القرآن بالقرآن، والتفسير‌ الصوفي‌، والتفسير‌ اللغوي.. الخ.
                    وقد عـرف التفسير بانه ايضاح لمعاني آيات القرآن الكريم واماطة اللثام عن‌ اغراضها‌ ودلالاتها. ولعل مـن اكثر التفاسير الباقية والمعتمدة والشاملة هو تفسيرالطبري: (جامع البيان‌ عن‌ تاويل‌ آي القرآن) هذا التفسير حاز اعـجاب المـفسرين ممن فسر بالماثور ومن فسر بالراي. السيوطي وغيره‌ ابدوا اعجابهم بهذا التفسير على انه «احسن التـفاسير واكبرها».
                    جمع الطبري العديد‌ من‌ الاحاديث‌ المروية عن كل آية وكافة ما قيل بصددها. وناقش كـل شهادة وقول بشكل نقدي. فهو‌ يدون‌ الاية‌ ويضع الروايات ويناقشها، اولا في ما بينها، ثـم يـذكر الاعتراضات عليها، وبعد ذلك‌ يبدي‌ رايه بكل تجرد وموضوعية. واحيانا يقول: «وهم يقولون (كذا) وهـذا مـوافق لراينا». بالاضافة الى ذلك فهو‌ يفسر‌ الاية من الناحية اللغوية مع شواهد دلالية لغوية مـن الشعر الجاهلي، مع‌ عدم‌ اغفاله لبعض الاراء الكلامية والفقهية.
                    اما‌ ابن‌ كثير‌ فوضع كتابا في التفسير اسماه تـفسير القرآن‌ العظيم‌ واتبع فيه طريقة التفسير بالماثور، حيث عارض التفسير بالراي. يشرح ابـن كثير‌ الاية‌ من الناحية اللغوية ويستشهد بآية‌ اخرى‌ اكثر وضوحا‌ ليؤيد‌ رايه‌ حول الاولى، وبعد ذلك يسند تفسيره‌ بـقول‌ مـاثور من السنة.
                    وكذلك يفعل السيوطي في تفسيره (الدر المنثور في التفسير‌ بالماثور‌) الذي يشير اليه في اتقانه حيث يدون الاية وما‌ يتعلق‌ بها مـن احاديث من السنة‌ عبر‌ سلسلة من الرواة.
                    التفسير بالراي، وقد ابتدا، كما يقال، مع المعتزلة، يفترض‌ استعمال‌ العقل في استخراج المعاني والدلالات‌ للايات‌ القرآنية‌. ولهذا، فان المعتزلة‌، وانسجاما‌ مـع نظريتهم في الوحدة‌ المطلقة‌ (التـنزيه) لله تعالى عن معاني التشبيه فـسروا مـجازيا بعض الايات التي يبدو معناها الظاهر‌ متضمنا‌ لمظاهر تجسيدية (كالابصار، واليد: يد الله فـوق‌ ايديهم، لا‌ تدركه‌ الابصار‌).. وقد سمى العلامة‌ الطباطبائي هذه المنهجية بانها «تطبيق لا تفسير»، اضافة الى قوله: انـهم يفسرون القرآن وينطقون آياته‌ ولا‌ يجعلون الايات تتكلم بنفسها.
                    تفسير‌ الزمخشري‌: الكشاف‌، وتفسير‌ الرازي‌: مفاتيح الغـيب، مثلان‌ لهذا‌ النوع من التفسير.
                    الزمخشري (ت. 1144م) ينتمي الى فرقة المعتزلة التي عرفت باعتمادها على الراي في تناولها‌ للقـضايا‌ العقدية والفقهية والكلامية، وكان لغويا. هذان المظهران‌ وظفهما في‌ تفسيره‌، او‌ تحليله‌ للايات‌ القرآنية. لهذا فهو لم يعر اهتماما كبيرا للروايات والاحاديث ودقة اسانيدها. فـقد اتهم الزمخشري بالبدعة وعدم الاخلاص للسنة.
                    الرازي، مـن جـهته، جمع اكبر كمية ممكنة‌ من الاحاديث، القواعد والمعاني اللغوية، علم الكلام، الفلسفة، والادب الصوفي، عند تناوله للايات الخلافية. فهو يناقش ويدافع ويؤيد ويعترض متنقلا بين كافة هذه الحقول المعرفية. وهو، بوصفه متكلما، يستعمل المقدمات‌ المنطقية‌ والقواعد الفلسفية في الدفاع عن النبوة والوحي. ولهذا، فقد انتقد لانحرافه عن سياق الايات المفسرة.
                    اما المنهجية الشيعية التقليدية في التفسير فلم تختلف كثيرا عن التفاسير الاخرى عند اهل‌ السنة‌، سوى ان الشيعة اعتمدوا في تفسيرهم على الروايات المنقولة عن ائمة اهل البيت(ع).
                    المفسرون الاوائل من الشيعة كانوا من الائمة(ع) وبخاصة الامام‌ الصادق‌(ع) (ت 765م). وبعضهم ينسب للامام الصادق‌(ع) تفسيرا‌ صوفيا.
                    [هامش: نويا، بول. تفسير جعفر الصادق (ع). بيروت 1963..]
                    هناك تفاسير شيعية اخرى كتفسير الكوفي والقمي تؤيد ما ذهب اليه العلامة الطباطبائي، فهذه التفاسير تدون الاية وتفسرها بالماثور عن‌ اهل‌ البيت(ع). وهكذا فقد تجنب‌ هؤلاء‌ المـفسرون الاجـتهاد واستعمال الراي، اما المفسرون المتاخرون، كالطوسي وملاصدرا، فقد استعملوا الاجتهاد والراي.
                    التفسير الفلسفي الذي باشره ابن سينا (ت 1037م) باشاراته لاية النور، لم يكن شائعا ولا كان في نية‌ الفـلاسفة الدخـول في تفسير للايات المحكمات بخاصة. فالفلاسفة راوا ان هذه المهمة موكلة للفقهاء.
                    اما التفسير الصوفي فانه يرتكز على المعنى الباطن للنص القرآني. فقد راى اهل التصوف ان‌ هناك‌ اربعة مستويات‌ لمعاني الايات: العـبارة، الاشـارة، اللطائف والحقائق، فالاولى تـختص بعامة المسلمين، والثانية تختص باهل التصوف، والثالثة بالاولياء والرابعة‌ بالانبياء.
                    اول هذه التفاسير الصوفية واقدمها تفسير سهل التستري (ت 896م). يركز‌ التستري‌ على مقاطع / آيات منتقاة من القرآن الكريم، ويسترعي الانتباه للعمق والتحذير اللذين تنطوي عليهما الاية. وهذه الطريقة كانها ‌‌التاثر‌ والتاثير اللذان يمارسهما الشيخ الصوفي على المريد - السماع والسلوك.

                    التفسير الفلسفي / العرفاني‌
                    1- ومع‌ تطور‌ الحياة وتشعبها وظهور التيارات الفلسفية والصوفية والعرفانية برز التفسير الفلسفي، بوصفه منهجية من المنهجيات الوافدة‌، وقد حاول اصحابه اظهار التوفيق ما بين النص الديني - من مصدره الاول - والتاويل الانساني‌ لانماط التعقل الانساني، وبخاصة‌ ما‌ سمي بالحكمة، او التوفيق ما بين الفلسفة والدين.
                    ومنهجية التفسير الفلسفي تـختلف كـثيرا عن المنهجيات الاخرى في التفسير. ابتدا هذا الاتجاه مع ابن سينا (ت 1037م)، كاشارات للتفسير العرفاني، وتطور مع الشـيخ‌ ‌ابـن عربي (ت 1240م). آراء هذين المفسرين التي ابدياها والمفاهيم التي وصلا اليها، وبخاصة في الوجود «والانـسان الكـامل» ، والحـقيقة المحمدية، كان لها الاثر البالغ على تفسير اخوند صدرا العرفاني. والعرفان، كما هو‌ واضح‌ مـن نصوص الملاصدرا، يعني افتراض ان هناك معنى باطنا للقرآن الكريم. وهذا يفترض ايضا الغوص في معاني النص ومفاهيمه الاولية، وهو ما يعني، في ما يعنيه، التاويل.
                    والتاويل، او العودة‌ بالنص‌ الى مفاهيمه ومعانيه الاولى، او الاصول التي انطلق منها من حيث الدلالة والابعاد والغايات، لابد من ان ينشغل به اصحاب العقول والادراكات الذين وصلت عقولهم الى مستوى الصفوة‌ / العقل المستفاد. هذه المرحلة، يرى الشيخ الغزالي (ت 1111م) انها محصورة في طبقة خواص الخواص، وفيها يصبح العقل قادرا على المعرفة الشهودية المباشرة من «المبدا الفعال» ومن دون وساطة وهذا‌ براي‌ صدر‌ الدين الشيرازي لا يتناقض مع‌ النص‌ الصريح‌. وهو يقول: «فاعلم ان مقتضى الدين والديانة ان لا يؤول المسلم شيئا من الاعيان التي نطق بها القرآن والحديث الا بصورها‌ وهيئاتها‌ التي‌ جاءت.. اللهم الا ان يكون ممن خصصه الله‌ بـكشف‌ الحقائق والمعاني والاسرار، واشارات التنزيل وتحقيق التاويل...».
                    وتمشيا مع اعتقاده هذا، فقد الف صدر المتالهين العديد من الكتب‌ التي‌ تفترض‌ هذا المعنى العميق والباطن لايات القرآن الكريم. من هذه الكتب‌، اضافة الى تفسيره الذي حققه محمد خواجري مؤخرا في قم، اسرار الايات، ومفاتيح الغيب وشرح اصول الكافي.
                    ملا‌ صدر‌ الدين‌ الشيرازي، مجدد الفلسفة الاسلامية، كان الاول من بين الكثيرين من اقرانه‌ من‌ الفلاسفة المـسلمين، الذيـن كـرسوا عددا من كتبهم للتفسير الذي حـاول التـوفيق مـا بين الحكمة والشريعة. هذه المنهجية‌ الجديدة‌، في تناول النصين: الفلسفي والديني المقدس، انتجت نمطا جديدا من الحكمة، وقد اتيح‌ له‌ ان‌ يحقق نجاحا، في هذا المجال، لم يتوفر لغيره من الفلاسفة. فعلى يديه نضجت الفلسفة‌ المتعالية‌، وبخاصة‌ عبر نظريتيه: اسبقية الوجود على الماهية، والحركة الجوهرية، واخذ التفسير عنده شكلا ومنهجا جديدين‌ لم‌ يعرفهما مـن قبل، فكان بذلك سباقا في الحقلين. هذا اضافة الى مزجه، الى ابعد‌ الحدود‌، بين المفاهيم الحكمية والنصوص القرآنية، بحيث لم تعد تميز بين ما هو تفسير للدين الالهي‌ الاصيل‌ وبين ما هو فلسفي شامل في الكون والحياة والانسان.
                    فالانسان الكامل والعارف والمتاله‌ هو‌ الفيلسوف‌ الحكيم المتعالي والموجود والجوهر. فلا النص اصبح بمعزل عن النفس العاقلة ولا النفس العاقلة اصبحت‌ خالية‌ من النص المفطور الانساني الاول. فالخلق والخليقة، والعقل والمعقول، والصورة والموجود، ثنائيات‌ تعانقت‌ وحضرت‌ في الذهن والواقع، فاصبحت كيفا بلا آلات حسية، فضاع الحسي المتغير والمتبدل والفاسد، وبقي المعقول‌ الجوهري‌ والنفسي‌ الابدي.

                    منهجية صدر المتالهين في التفسير
                    منذ البداية لا يمكننا فصل تفسير‌ صدر‌ المتالهين عن التفسير الشيعي، من حيث ركونه الى سـنة اهـل البيت(ع). فهو، اضافة الى القرآن والسنة‌ النبوية‌ الشريفة المنقولة عن ائمة اهل البيت(ع) يـستند الى تفاسير العارفين وآراء الفلاسفة‌ في النفس والوجود، ويناقشها، ويهفت ما ثبت ضعفه‌، ويثبت‌ ما‌ حسن شانه. ولقد كان شيخ الاشراق السهروردي‌ حاضرا‌ في آرائه، وبخاصة في تفسيره لاية النور، على الرغم من مخالفته له في بعض‌ جوانب فلسفته بما يتعلق باسبقية‌ الوجود‌.
                    كما اشرنا‌، فان‌ تفسير‌ ملا صدرا الفلسفي ينتمي الى التفسير‌ الشيعي‌ الذي يفترض معنى باطنيا للنص القرآني، وهو لذلك يستند الى سنة اهل‌ البيت‌(ع) بـالاضافة الى المـقولات الفلسفية والعرفانية. فالجانب‌ العرفاني هو الصيغة الغالبة‌ على تفسيره بشكل عام، وعلى باقي‌ كتبه‌ التي تتناول عمق هذه الموضوعات التاويلية. ولهذا ايضا دلالة كبرى على عدم‌ تناول‌ ملا صدرا للايات المحكمات، تاركا‌ ذلك‌ لاصحاب‌ التفسير «القشري»، كما‌ يسميه‌، الذين يهتمون بشرح ظاهر‌ النصوص‌، بينما اهل العرفان يهتمون بالجانب الباطني للنص. ملا صدرا لا يترك القاريء في حيرة‌ من‌ امره، فهو يوضح هذا الامر في بداية‌ تفسيره:
                    «اعلموا‌، ايها‌ المعتنون‌ بفهم معاني الكتاب، هداكم‌ الله طريق الصواب، ان هاهنا ابحاثا لفظية، بعضها متعلق بنقوش الحروف وهيئاتها الكتبية وصور الالفاظ‌ وصفاتها‌ السمعية... وبعضها متعلق بمعرفة اوائل مفهومات‌ اللغات‌ المفردة‌ والمركبة‌... وهذه‌ كلها دون المقصد‌ الاقصى‌ والمنزل الاسنى... فاعلموا ان الكلام مشتمل على عبارة واشارة كما ان الانسان متالف الوجود من غيب‌ وشهادة‌، فالعبارة‌ لاهل الرعاية والاشارة لاهل العناية، فالعبارة كالميت‌ المستتر‌ في طي الاكفان‌، والاشارة‌ كاللطيفة‌ الذاكرة العارفة التي هي حقيقة الانسان، والعبارة مـن عالم الشهادة والاشارة من عالم الغيب. والشهادة ظل الغيب كما ان تشخص الانسان ظل حقيقته».
                    ملا صدرا لا‌ يشغل نفسه بالعبارة انما بالاشارة، ويبتعد عن الحروف ويذهب الى اعماق المعاني. في ما يتعلق بالاسم، عند تفسيره للسورة الاولى (الفـاتحة)، يـقول: «اسم الاسم موضوع في اللغة للفظ دال على معنى‌ مستقل، لانه مشتق من السمة وهو العلامة، فكانه كان منقولا لغويا، نقل من مطلق العلامة للشيء الى علامة خاصة، وهو اللفظ الدال عليه بالاستقلال. ولما كان نظر العرفاء الى اصل‌ كل شيء وملاك امره من غير احتجابهم بالخصوصيات ومواد الاوضاع كان الاسم عندهم اعم واشمل مـن ان يكون لفـظا مسموعا او صورة معلومة او‌ عينا‌ موجودا».
                    وبما ان القرآن‌ الكريم‌ يحتوي كافة علوم الاوائل والتابعين، فان الله تعالى جمع في هذا الكتاب حال الانبياء(ع) واحوال الاولياء والسالكين. لهذا فان السر في نزول القرآن هو هداية‌ العباد‌ السالكين بالسمو نحو الكمال‌ والعرفان‌، وافضل الطرق هو معرفة التاويل، لان فيها كمال معرفة كلمة الله العليا. هذا بسبب العلاقة الخاصة بين الاولياء والبيان القرآني، ولا يصدق هذا على الذين يعتقدون بالكلام الظاهر، فهؤلاء يهتمون‌ بـالقشور‌، بينما نور الله يضيء صدور اوليائه المخلصين وعقولهم. «والقرآن نور من انوار الله والحبل المتين»، وبه هداية السالكين لمن اراد الارتقاء من هذا «العالم الدنيوي» الى «عالم اليقين». واصدق مثال‌ على تفسير ملا‌ صدرا العرفاني هو تفسيره للايات (35:2 - 38)؛ حيث يتناول هبوط آدم وتعليمه الاسماء.
                    يؤول ملا صدرا هذه‌ الايات بالحديث عن الخلق وغاية ايجاد النفس ووظيفتها في هذا العالم‌ والطريق‌ الذي‌ يلي في عملية الصعود، فيذكر اربعة مقامات تمر النفس بها، وهي مرسومة لحركتها في هذه الدنيا لنيل ‌‌الفيض‌ الالهي.
                    الاول: مقام اخذ الميثاق من آدم وذريته وتعليمهم الاسماء.
                    الثاني: مقام سجود‌ الملائكة‌، المسجودية‌، في جنة الارواح عالم القدسية، حيث يوحد كافة صور اسماء الله تعالى.
                    الثالث: مقام التعلق‌، تعلق الروح بالبدن في عالم السماء الذي ياتي بعد عالم الاسماء.
                    الرابع: مقام‌ الهبوط، هبوط النفس الى العالم‌ الارضي وتعلق النفس بـالبدن المركب والثقيل. هذا العالم ركب من اضداد تولد العداوة والفساد.
                    مهمة النفس، في هذه الحال، تحرير ذاتها من هذه العلائق لتعود الى طبيعتها الاولى. ذلك ما‌ تتوق اليه النفس، وهذا ما امرت به قـبل هبوطها: معرفة الاسماء قبل ان تهبط الى هذا العالم. وفي هذا العالم عليها التقاط تجليات حقائق هذه الاسماء ومعرفة كلام الله تعالى. تظهر‌ تجلياتها‌ للاسماء في عالم الموجودات بوقوع الامر والنور الالهيين. ومن خلال القرآن، الذي هو التجلي الواضح، يمكن معرفة الاسماء واشاراتها.
                    وهذا يتم بالذهاب الى ابعد مما يظهره هذا العالم المحسوس للحواس‌ الفانية‌، واشاراته التي تظهر ما وراء الحروف والكلمات، وليس من خلال العقول ولا الحواس، انما من خلال الوجدان والحدس تصل النفس الى كمالها وقدسيتها. عندها فقط يستحق هذا الخليفة - الانسان‌ - الثقة‌ التي اكرمه الله بها.
                    ومنهجية ‌ملا صدرا التعليمية هذه لا ترتكز على الحياة اليومية العملية، بل تتعامل، وبمقدار كبير، مع العالم المخلوق وحقيقة المعاد. بناء عليه، فانه ينغمس في تبيان‌ الحقيقة‌ الباطنة التي تتجاوز حقيقة معتقدات‌ الانسان‌ العادي‌. ذلك ان العامة ترى خيالات الموجودات الحقيقية وظلالها. لهذا فان الانفس يجب ان لا تتعلق بما تعقله من طريق الحواس. المشاهدة‌ الوجدانية‌ التي‌ تاتي عبر النور الالهي، والتي تضيء قلب الانسان‌ المؤمن‌، بها يجب ان تتعلق ارواحنا حيث تعود لاصلها وتجد ملاذها النهائي.
                    [هامش:
                    كما يتضح من تفسيره لبعض الآيات التي تتعلق بوجود النفس وهبوطها، فإن الملا صدرا يشخص كافة الشواهد والأدلة: السنة النبوية، أنباذوقليس، أفلاطون، وأرسطو، والافلاطونية المحدثة، ابن سينا، والسهروردي، ابن عربي، والقونوي وذي النون المصري..]

                    2- ولعل اصدق مثال على منهجية ملا صدرا‌ في التفسير‌ والتاويل هو تناوله لاية النور، حيث يضع كافة عناصر فلسفته‌ ومعارفه اللغوية الشفافة، الفلسفية، الكلامية، ومعرفته في العلوم الطبيعة، الجغرافيا والاقاليم، والتصوف وما بعد الطبيعة، باسلوب متميز عارضا‌ فلسفته‌ ومقولاتها‌ الرئيسية في الوجود وتشكيكه ووحدته، والوجود الرباني النوراني. وتظهر الارسطية، وبخاصة‌ في ما يتعلق بعلم النفس، والعرفانية المتاثرة بابن عربي، يدل هذا على غزارة علم ملا صدرا ومعرفته‌ بعلوم‌ القدماء‌ ومعاصريه ايضا، عـلوم الدين والمعارف العقلية.
                    يقسم ملا صدرا تفسيره لاية النور‌ الى مقدمة‌ وستة فصول وخاتمة. في المقدمة يتحدث عن التعريفات المتعددة للنور: آراء العامة، آراء المحجوبين‌، وراي‌ اهل‌ الاشراق وكبار الصوفية.
                    ملا صدرا يصرف النظر عن راي اصحاب التفسير الظاهري اللغوي، الذي يعتقد‌ ان‌ النور عرض حادث: كنور الشمس وغيره، وغيره من الاراء التي تتعامل مع الكلمة‌ من‌ ناحية‌ المحسوسات والاجسام، وهو يعطي مثالا على ذلك تفسير الزمخشري الذي يـقول: ان (الله مـثل‌ نور‌). بالنسبة لملا صدرا ليس هناك مـن مكان لكلمة ان «الله مثل نور». هو‌ النور‌، النور‌ الحقيقي. ونور الانوار، كما يقول اهل الاشراق. وهذا التعريف الاشراقي ابتدا مع الغزالي في تناوله‌ للاية نفسها في كتابه مشكاة الانوار. ذلك ان الله تعالى هو النور بذاته‌ والذي‌ يجعل‌ الاشياء ترى. ملا صدرا، كاهل الاشراق، يقسم النور الى اربع كيفيات: النور الغني بذاته، المجرد‌ والمحض‌. وهذا‌ النور هو المسبب لباقي الانوار العرضية التي تصب على الاجسام.
                    كبار اهل‌ التصوف‌ مـع انهم يوافقونه على ان النور حقيقة بسيطة، الا انهم يرون ذلك جوهرا، وحجتهم هذه مستندة‌ الى حديث منقول عن الصحابي ابن مسعود يساوي نور السماوات والارض بالنور الذي يضيء‌ في قلب المؤمن. ملا صدرا لا يوافق على هـذا‌ التـفسير‌، وجميع الاستعارات والاستعمالات لا تقنعه سوى ان‌ الله‌ هو «النور». فحقيقة الوجود وحقيقة النور واحدة. والحقيقة تـعتمد على هـذا النور وتشككها‌ (مراتبها‌ ودرجاتها). الموجودات التي نراها متغيرة‌ وليست‌ حقيقة. والمعنى البـاطني‌ ان‌ هـذه الاجسام هي ظلال وتشخصات لصور‌ محددة‌. وهنا يتفق مع راي افلاطون بالنسبة لنظرية «المثل»، والتـي تـقول بـالوجود الاولي‌ للصور‌ الثابتة وغير الفاسدة.

                    في الفصل‌ الاول يشرح ملا صدرا‌ نسبة‌ الضوء للسماوات والارض. وجود اي‌ شيء‌ هو بنسبة تجليه من ناحية الماهية والذات. الله تعالى انشا الانوار بذاته المنورة‌. هذا‌ معنى الانشاء البسيط. هناك مقابلة‌ بين‌ ذات‌ اي موجود وذات‌ الصانع‌. في هذا الفصل يعرض‌ ملا‌ صدرا لنظريته في اسبقية الوجود على الماهية. حيث يرى ان الماهية انشاء عقلي وليس‌ لها‌ وجود حقيقي سوى في الذهن.
                    في‌ الفصل‌ الثاني يتابع‌ ملا‌ صدرا‌ تاويله بالتركيز على الرموز‌ الاتية: «المشكاة»، «المصباح» و«الزجاجة». يقارب هذه الرموز بالتاكيد على اهمية «الشهود»، «والحقيقة المحمدية» و"الاسماء الالهية‌". فالنور‌ هو الوجود الذي اضاء واحاط "بالانسان‌ الكامل‌"، محمد‌ (صلى الله عليه وآله). والشهود‌ لا‌ يكون الا عبر‌ الحقيقة‌ المحمدية والضوء المحمدي، وفي هذا التاويل مصداق لما ذهب اليه المفسرون الشيعة من ان المقصود بالمصباح والزجاجة‌ والكوكب‌ الدري‌، حقيقة آل محمد(ص) وسـنتهم، ثـاني الثقلين. التوحيد‌ المطلق‌ لا‌ يمكن‌ الاحاطة‌ به‌ وفهمه لا من خلال الكلمات (التعبير) ولا من خلال التجربة. يعرف الله فقط من خلال اسمائه وتجلياتها. لكل اسم (من اسمائه تعالى) مظهران: الاول وجود محض والثاني انعكاس‌ وجودي للاول. فاذا كان المصباح هو النور الحقيقي المحض اسم الجلالة، فالحامل لهذا النور الاسم المحيط والكامل والذي يتمثل بالنبي(ص).
                    في هذه الحال، يصبح النور مساويا للوجود وحامله مساويا للماهية‌. بناء‌ عليه، يصبح المصباح الرمز المشترك لـ «الله» و «النبي». والفرق بين الاثنين في العلاقة كالفرق بين السيد والعبد في العلاقة. والنبي يتلقى النور الرباني كالمرآة التي تعكس ضوءها على الامة. وهذه‌ حقيقة‌ الشفاعة المحمدية. مع هذا، فان ملا صدرا يحذر العرفاء من الخلط بين الوجود العرضي والله.
                    وفي هذا السياق بالذات، يحضر ملا صدرا جميع‌ المفردات‌ والاسماء! الرحمن، عالم الملكوت، القلم‌، الملاك‌ جبرائيل، عالم البرزخ، الاعراف، الجنة والنار، العقل المستفاد، والعقل بالفعل، الاجسام المفارقة والفاسدة، والعرش، الملك، المعاد.. الخ.
                    وعند تفسيره لـ «شجرة مباركة زيتونة»، يستبعد ملا‌ صدرا‌ ان تكون هذه الشجرة‌ من‌ هذا العالم، لا من الشرق ولا الغرب؛ فلهذه الشجرة ابعاد فيزيقية وما بعد فيزيقية، وهي مجموع عالم الاجسام. وهـنا يـتعمق ملا صدرا في تاويله حتى النهاية، فيستعمل كل ما لديه‌ من‌ علم طبيعي، وبخاصة علم التشريح، فيتحدث عن القلب وموقعه من جسم الانسان وتركيبه واهميته. ومن ثم ينتقل الى النفس الانسانية والنفس الحيوانية والعقول.
                    بعد هذا، يضع ملا صدرا آراء ابن‌ سينا‌ في «اشاراته‌»، حول الموضوع نفسه، فيوردها كما هي: «واما التاويل الاخر فهو الذي افاده الشيخ ابو على بن سينا‌ واوضحه شارح اشاراته (يقصد العلامة الطوسي) وموضح تنبيهاته (قدس سرهما) منزلا‌ على مراتب‌ النفس الناطقة في ارتقائها الى عالم الربوبية... فكانت المشكاة العقل الهيولاني لكونها مظلمة بالذات... و«الشجرة الزيتونة» هي ‌‌القوة‌ الفكرية ولا فكر لانها قابلة للنور بذاتها، وكونها لا شرقية ولا غربية لكون‌ الفكر‌ يجري‌ في المعاني الكلية والمفهومات الذهنية، والقضايا المعقولة ليست من غرب الموجودات الحسية الهيولانية، ولا من شرق‌ العقول الفعالة القائمة بانفسها.
                    و«الزيت» هو الحدس، و«نور على نور» هو العقل‌ المستفاد، فان الصور المعقولة‌ (نور‌) والنفس القابلة لها (نور آخر). و«المصباح» «العقل بالفعل» لانه منير بذاته، و«النار» هي «العقل الفعال لان المصباح يشتعل منها».
                    وفي «كشف اشراقي» يـؤول ملا صدرا كافة الرموز الواردة في الاية بالقول‌: "ويمكن حمل «الشرق» و«الغرب» على الوجوب والامكان، فان ذات الباري سبحانه مطلع انوار الوجودات وعالم الامكان مغيب تلك الانـوار، وفيه افول كواكب الحقائق الاسمائية، فحينئذ ينبغي ان يراد بـ «المشكاة» الطبيعة الكلية السارية‌ المختلفة‌ في الاجسام، و«الزجاجة» النفس الكلية المشفة في ذاتها القابلة للنور العقلي اتم قبول، و«الشجرة الزيتونة» هي القدرة الالهية المتشعبة الى فنون ايجادات الحقائق المختلفة حسب اقتضاء الاسماء الحسنى، وصور علم الله‌ المتقدمة‌ على مظاهرها المختلفة وموجوداتها المفصلة..".
                    وفي هذا التاويل / الفلسفي الرائع نجد مصداقا للفيلسوف الالهي صاحب الحكمة المتعالية. فلم تغب عن ذهن ملا صدرا كافة المعارف المتنوعة الا وصفها‌ في تفسيره هذا موصلا العرفان والفلسفة، الحكمة والشريعة، التصور والتصديق، الفيض والاشراق، والعقول الارسطية المشائية. وبهذا يصح ان يسمى صدر المتالهين مؤرخ الفكر الفلسفي والحكمي العام. ذلك انه تميز بقدرته الفائقة‌ على التعليم‌ وعلى انتاج نظام فلسفي شامل‌ تجاوز‌ فيه‌ اقرانه من الفلاسفة والعرفاء ممن تقدم ومن تاخر. فالبحث في طبيعة الاشياء واصولها لم يجعله دنيويا ولا البحث في التاويل والتفسير‌ جعله‌ حروفيا‌. فهو قد فاق (كانط) في نقده للعقل الخالص‌، كما‌ انه تجاوز النظريات الحديثة في الهرمنيوطيقا التي اخذت شكلها العميق مع غـادامر في «الحقيقة والطريقة».

                    انتهى والحمد لله اولا وآخرا وظاهرا وباطنا

                    تعليق


                    • #11
                      الشيرازي يصف شيخ السنة واتباعه محي الدين ابن عربي بالشيخ المكاشف ليته كان يعلم ماكوشف الابحبه لصحابة رسول الله واتباعه لمذهب اهل السنة

                      قال الشيرازي في تفسير اول سورة الحديد:

                      مكاشفة

                      واعلم أن إثبات الشعور والإدراك لجميع ما في العناصر والأفلاك، مما دلّت عليه المباحث البرهانية وشهدت به العلوم الذوقية، وأيّدته المقامات الكشفية، كما أشرنا إليه، وهو مذهب جم غفير من الراسخين في العلم واليقين،

                      ورأي طائفة عظيمة من المكاشفين، منهم الشيخ العارف والمحقق المكاشف محيي الدين الأعرابي وأتباعه وتلاميذه.

                      قال - قدس سرّه -: " إن المسمى بالجماد والنبات لهم أرواح بطنت عن إدراك غير أهل الكشف إيَّاها في العادة فلا يحس بها مثل ما يحس به من الحيوان، فالكل عند أهل الكشف حيوان بل ناطق، غير أن هذا المزاج الخاص يسمّى إنساناً لا غير، ونحن زدنا مع الإيمان بالأخبار الكشف، فقد سمعنا الأحجار تذكر الله رؤية عين بلسان تسمعها آذاننا منه، وتخاطبنا مخاطبة العارفين بجلال الله، مما ليس يدركه كل إنسان ".

                      وتحقيق هذا التسبيح، يستدعي بَسْطاً في الكلام لا يسعه هذا المقام، وربما يؤدي ذلك إلى شنعة الجهّال واللئام عند سماعهم شيئاً يخالف ما تلقفوه ممن أخذوا منه تعصباً وتقليداً، والذي يليق ذكره ها هنا هو أن لكل نوع من الأنواع الجسمانية مَلَكاً موكلاً عليه مدبراً لآحاده، ومعتنياً بتربية أفراده - كما ذهب إليه أفلاطون والحكماء المشرقيّون - طباقاً للشريعة الحقة من تسمية بعض ملائكة الله المدبّرين لأنواع الأجسام بالإضافة إلى نوع ما يتعلق به تعلق التدبير والتأثير بإذن ربه العليم الخبير، كمَلَك الجبال وملَكَ البحار ومَلَك الرياح ومَلَك الأمطار.

                      فهذه أحزاب من الملائكة، موكلة بجنس الأجسام، ونسبة كل منها إلى أفراد مظهره الذي يقال له في عرف بعض عرفاء الحكماء " الطلسم " أتم في باب المعية من نسبة النفوس إلى أبدانها، بل نسبته إليها نسبة حقيقة الشيء وذاته المطلقة عن العوارض الخارجة إلى ذلك الشيء.

                      تعليق


                      • #12
                        الشيرازي ينقل عن شارح الفصوص القيصري

                        قال في تفسيره:

                        وقال العلاّمة القيصري في شرح الفصّ الهودي من الفصوص: اعلم أنّ من اكتحلت عينُه بنور الحقّ، يعلم أنّ العالَم بأسره عباد الله، وليس لهم وجودٌ وصفةٌ وفعْل إلاّ بالله وحولِهِ وقوّته، وكلهم محتاجون الى رحمته، وهو الرحمن الرحيم، ومن شأن من هو موصوفٌ بهذه الصفات، أن لا يعذّب أحداً عذاباً أبديّاً، وليس ذلك المقدار من العذاب أيضاً إلا لأجل ايصالهم الى كمالاتهم المقدَّرة لهم، كما يُذاب الذهبُ والفضّة بالنار لأجل الخلاص ممّا يكدّره وينقص عياره، وهو متضمّن لعين اللطف والرحمة كما قيل:وتعذيبكم عذبٌ وسخطكم رِضىً*********وقطْعكم وصلٌ وجوركم عدلُوالشيخ - رضي الله عنه - إنّما يشير في أمثال المواضع، الى ما فيه من الرحمة الحقّانية، وهو من المطّلعات المدرَكة بالكشف، لا انّه ينكر وجودَ العذاب وما جاءَت به الرسلُ من أحوال جهنّم، فإنّ من يبصر بعينه أنواعَ التعذيب في النشأة الدنيوية بسبب الأعمال القبيحة، كيف ينكر في النشأة الأخرويّة، وهو من أكبر ورثة الرسل صلوات الله عليهم، فلا ينبغي أن يسيء أحدٌ ظنّه في حق الأولياء الكاملين الكاشفين لأسرار الحقّ بأمره "......

                        تعليق


                        • #13
                          ثم ماذا؟!!!
                          نقل عن هذا وعن ذاك!!
                          ماذا بقي لك بعد؟!!!

                          تعليق


                          • #14
                            لا يمكننا فصل تفسير‌ صدر‌ المتالهين عن التفسير الشيعي، من حيث ركونه الى سنة اهل البيت(ع). فهو، اضافة الى القرآن والسنة‌ النبوية‌ الشريفة المنقولة عن ائمة اهل البيت(ع) يـستند الى تفاسير العارفين وآراء الفلاسفة‌ في النفس والوجود، ويناقشها، ويهفت ما ثبت ضعفه‌، ويثبت‌ ما‌ حسن شانه.


                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة alyatem
                              ثم ماذا؟!!!
                              نقل عن هذا وعن ذاك!!
                              ماذا بقي لك بعد؟!!!


                              جميلة الضحكة دي

                              نفسي اعرف كيف يقول الشيرازي عن الشيخ الاكبر انه من اهل الكشف والربانين وهو يعلم انه سني ولا يتسنن سبحانك ربك مقلب القلوب اللهم امتنا علي سنة نبيك يارب

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X