بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المباركين
في موضوعنا السابق كان الحديث أقرب إلى الاشارة إلى أنوارهم العلية وتألقها في العالمين على غير تفصيل ولا تكثير وإنما كان بيد الاجمال والاقتضاب.
وأما تكملة هذا البحث فهي تدور في الأصل على أحداث ما بعد تجلي الامامة الالهية وظهور النور المحمدي الأول تمام الظهور في آيتهم العظمى وطاووس شجرتهم المباركة أبي صالح المهدي صلوات الله عليه وسلامه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين المباركين, ليس حديث تبشير ولا تطلع وإنما حديث ترقب وإنذار..والعلم عند الله وفي معادنه.
ونبدأ في الحديث عن الإمامة وغايتها في الأرض , ثم عن ذكرها في القرآن الكريم , وكمقدمة ثم تكون بدايتنا من كتاب (الطور المهدوي) للعلامة سبط النيلي أكرمه الله وأرضاه
* الإمامة
مما أسلفناه في الحديث السابق في تعريف حقيقة الإمامة في كل طور وفي كل مرحلة على حسب اختلاف في أي مقام تتحقق حقيقتها وتتجلى صورتها
والإمامة الالهية الانسانية غايتها هي الوصول باللطائف الانسانية إلى المقام الكريم الذي هبطت منه والذي تستحقه ( إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
وإذا كان الانسان فيه القابلية لأن يكون خليفة الله في الأرض وأن يتصف بصفات الله , أي أنه هو حاوي الخيرات والكمالات والمؤهل للقداسة والطهارة كل القداسة والطهارة, كانت الإمامة بمثابة القمر المنير (الهادي) الذي ينير لهذه اللطائف طريقها في كآبة ليل الوجود , قال جل ذكره ولطف جماله في رداء جلاله : (( إنما أنت منذر ولكل قومٍ هاد ))
وهذه الآية التي أجمع مفسرو السنة على أن الهادي فيها هو الإمام أبو الأئمة علي المرتضى صلوات الله عليه وسلامه
روى السيوطي في تفسيره : أخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، والديلمي ، وابن عساكر ، وابن النجار ، وأبو نعيم في المعرفة ، أنه لما أنزلت آية ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) ، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يده على صدره ، فقال : أنا المنذر ، وأومأ بيده إلى منكب علي (رض)، فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي .
وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: ( إنما أنت منذر ) ووضع يده على صدره ثم وضعها على صدر علي ، وهو يقول ( ولكل قوم هاد )
وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): المنذر أنا والهادي علي بن أبي طالب.
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) أنه قال : ( رسول الله المنذر وأنا الهادي ) ، وفي لفظ : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه .
وأيضا في تفسير الطبري ( 13/ 108 ) ومجمع الزوائد ( 7 / 41 )
ومن هذا كان ما أشرنا إليه.
بل سبحان الله إذ كان قوله تعالى (ولكل قوم) كان سبب في تكذيب بعض الهلكى بالحديث , متحججين بأن هذا يستوجب أن يكونوا أكثر من قوم وأكثر من هاد وليس علي وحده محاولة منهم لاسقاط الحديث متنا بعد إذ أحرجهم سنده.
ومن القائلين بهذا القوم (ابن تيمية الحراني) شيخ شيوخ القوم, وسبحان من أنطقه بما جاهد عمره أن ينكره, قال ما مجمله أن ما يقال من أن الحديث يقول أن الهاد في الآية هو علي باطل لأنه تعالى قال (لكل قوم) ولم يقل لقومك أو لمن بعدك عامة.
وقوله هنا في غاية الصحة أن الآية فعلا تشير إلى أن بعد رسول الله هناك أكثر من هاد وإنما لما كان الرسول (ص) يخاطب من معه فانه يعني به هاديهم من بعده وهو أول الهداة, وللحديث معنى آخر وهو الأصح ولكن لا حاجة بنا إليه لطول برهانه, فنكتفي.
ولكن نتكلم مرة أخرى عن أهم نقطة في الآية وهي التي تقرر ما نقوله مرة أخرى وهي مقام الرسول ومقام الامام.
فالآية تؤكد أن رسول الله (ص) ليس عليه ولم يكلف إلا بالانذار لا أكثر وهذا هو الرد الذي وعدت به الأخ (عبد الرحمن المصري) في البحث الأول لما تساءل لما وجبت الإمامة لما لم يكون النبي هو الإمام بدلا من الأئمة الذين هم باعترافكم اقل مكانا وفضلا من رسول الله.
فالرسول ليس إلا تذير والامام هو الهادي من بعد الرسول.
هذا هو ما يتجلى به الذكر الحكيم ولا حاجة لحديث بعد الآية الشريفة.
وابسط علل هذا أن الامامة أو الهداية في الآية تتقرر لكل قوم في أيام حياة القوم..أعني أن الهادي يجب أن يكو متواجدا (إلا إذا تقررت غيبته بأمر إلهي خارج عن هذا الحكم)
ويستحيل أن يكون هناك رسول بعد رسول بعد رسول
وإن عرفت الحقيقة فإنه لا يوجد غير رسول واحد فقط في الوجود.
* النبوة والإمامة
أقول يتكلم أهل العرفان فيقولون أن الولي أعلى من النبي إلا النبي (ص) وهم يعنون بالولي عندهم القطب الذي يأتمون به ويهتدون به , ويقول الامامية أن الإمام أعلى من النبي إلا النبي (ص) وفي كلتا الحالتين كان الجزاء هو التكفير والتفسيق والاخراج من الملة وسفك الدماء, وصار القائل بها (شاريا رأس الصليب) كما قال أحد أسهم العشق الخالدة قدس سره.
بل ولهدا اتهموا الصوفية انهم وجه الشيعة الآخر!!!
المهم نقول إجمالا لفض الاشتباك في هذا المعنى وحل المغلق من المقصود أن النبوة نبواتان :وهما
* النبوة الخاصة , وهي نبوة الوجود , وهي النبوة الحقيقية.
وهي النبوة التي ظهر بها كل شئ بعد إحتجابه وبها نطقت كلمة كن إشفاقا على المحرومين في عالم الإمكان, وبها تجلى من لم يزل بحيث لم يظهر سواه..
وهذه النبوة خاصة بالسيد الثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول, الكامل, الجامع, الواحد, الذي عينه هي ضياء كل عين, وشمسه متجلية في كل حين وأين.
وهي مقام القائل (ص) ( لا نبي بعدي ) لأنه أصلا لا نبي قبله ولا نبي غيره.
قال الفقير في مدح صاحب مقام أو أدنى (ص)
يا حامل النبأ العظيم فهل ترى ** غـير النبوة للوجود سمـاكْ
يا سالك الخُلق العظيم ولا يُرى ** بمدى الصراط إلى الفناء سواكْ
وهي أيضاً مقام قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين )
والآية تشير بوضوح إلى أنه صلى الله عليه وآله وسلم أرسل بالرحمة الإلهية إلى جميع العوالم ولو تأملت قولنا في وصف ربوبية الحق تعالى بقولنا (رب العالمين) أي رب كل شئ وكل عالم, فنبوة محمد (ص) ثم رسالته هي لكل ما هو مربوب لله تعالى..أي.....صمتا أو خرس!!
وفي انجيل برنابا أن الله لما خلق روح رسوله محمد قال له: (بك ولأجلك خلقت الأشياء)..انتهى
* النبوة العامة , وهي نبوة الشهود , وهي النبوة العلمية
وهي أن يوحى للنبي أسرار الوجود, وحقائقه, والماضي, والمستقبل, وسر النشأتين من مبدأ ومعاد ووووو.....إلى نهايته.
* أما الإمامة فهي مقام توسط بين هاتين النبوتين
وهي أول القوابل من مقام النبوة الخاصة والممد لمقام النبوة العامة.
صرح بهذا القول الشيخ الكبير محيي الدين بن عربي في فتوحاته المكية قائلا بعد حديث مطول عن حقيقة القلم الالهي الذي هو أول التجليات الالهية والذي هو حقيقة رسول الله (ص) قال : (وأقرب الناس إليه (أي إلى القلم الالهي) علي بن أبي طالب إمام العالم وأسرار الأنبياء جميعا)
وفي نسخة ( إمام العالم وسر أسرار الأنبياء جميعا) !!!
وفي كلمة الشيخ غاية ما نبحث عنه وهو سر قوله (ع) : " كنت مع الأنبياء باطنا ومع رسول الله ظاهرا "
وقول الامام الخميني (قدس سره) في مصباح هدايته في وصفه (ع) (معلم الروحانيين, ومؤيد الأنبياء).
ولكن قبل أن نقول شيئا اعلم علماً يقينياً أن محيي الدين بن عربي ولا أراك تجهل أمر الرجل وما يواجه به من التكفير والتفسيق والاتهام بالغلو تارة وبالالحاد أخرى ووو..الخ
أقول اعلم يقيناً أنه ما اتُهم بهذا كله إلا لقوله هذا في الأمير (ع) وقوله الآخر في الامام المهدي وتقريره بأنه غائب حي يرزق وأنه ابن الحسن العسكري (ع) وأنه التقى به ورآه في طوس عام خمسمائة ونيف!!
وكان لي بحث كنت أعده بخصوص هذا الموضوع ولا بأس من الاشارة إليه هنا للتنبيه على سوء نية الكثير ممن يدعون أنهم ينصرون الحق وأنهم أهل النجاة والسلام , ولكي يرى كيف أن الذين قالوا ( وجدنا عليه آباءنا ) و ( إن أنت إلا مفتر ) و ( ما سمعنا بهذا ) أنهم لا زالوا موجودين في نخاع الأمة وعلى أعلى كراسي الافتاء والمرجعية وعلى وغلوهم الصريح في العقيدة وهم أول من يتهمون سواهم بالغلو والضياع.
* الناس أنواع يهود , نصارى , بوذية , ملاحدة , عبدة بقر , وأصنام , والناجون المؤمنون (أهل السنة والجماعة) , وعدة فرق من سنة المسلمين
وصنف آخر (يحب علي بن أبي طالب) وهذا الصنف الأخير اختلف فيه العلماء الأجلاء حفظهم الله ورعاهم وأيدهم وزكاهم وجعل الجنة مثواهم هل هم من الناس أم لا!
ولكن ما اتفق عليه الجميع أن هؤلاء لا يجب أن يبقوا على ظهر الأرض (إن تملكت من رقابهم) , وباقي الأصناف يعاملون بالحسنى كما يأمر الدين الحنيف!
وأجلى هذه الأمثلة هو:
* أبو منصور الحلاج
اعظم أمثلة هذا الكبر العنيف والصلف العجيب هو أبو منصور الحلاج الذي هو لدى القوم قطب الالحاد والغلو والكفر والجحود وهو وهو وهو...الخ
ورغم ان القوم قد صلبوه وقتلوه وأحرقوه ولم يبقوا له أثرا يؤثر عنه إلا أنهم ما زالوا ليوم الناس هذا يلعنونه ويترحمون على القسري الملعون الذي قتله.
والحلاج كان رجلا زاهدا عابدا متألها واصلا فانيا ويروي عنه أصحاب تلك الطريقة أنه كان من تلامذة أهل البيت المقربين المجهولين, وكان ذا بركات وكرامات ومعجزات وكان مثار حديث الناس في عهد العباسيين واثار جدلا واسعا في الدولة العباسية
فما كان من أزلام النظام آنذاك أن أتوا به وحاكموه محاكمة كمحاكمات امن الدولة القاضي فيها هو المتهم والشاهد والحاكم , وصدر الحكم عليه بالصلب والقتل والحرق جزاءا لالحاده وكفره.
وكان ما حمل عليه من اقواله قوله ( أنا الحق ) وقوله ( ما في الجبة غير الله )
ولسنا لنخوض في شرح الأقوال ولكن التشبيه لدى العامة موجود وثابت ومؤكد واعترف ويعترف به الكثيرون من علمائهم..وعلى كل وبفرض أن ما قاله هو قول فظيع شنيع.
يروي لنا ابن كثير أن الرجل لما أتوا به قال لهم إنني أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وليس لكم حق ان تقتلونني!!!
فلم يصغوا لقوله ولا اعتبروها توبة ولا يحزنون, وحكموا عليه بما حكموا في أغرب ولكنها ليست أوحد محاكم التاريخ الظالمة المتجبرة.
ولم أكن أعرف آنذاك ما سر ما فعلوه بالرجل ولا يوجد شئ واحد يبرر هذا ولو وجد شئ لكان توبته يوم قال إنني اشهد شفيعا لهم أن لا يفعلوا به ما فعلوا!!!
حتى رأيت فيها تعليق لشيخ الأزهر الراحل عبد الحليم محمود وهو من كبار المتصوفة المصريين (وأهل مكة أدرى بشعابها) في كتابه (قضية التصوف) قائلا ما مجمله
(أن الحلاج لم يقتل لأسباب دينية مطلقا وإنما لسبب لا يخفى وهو أنه كان يحب أهل البيت ويرى ما يرونه من أنهم الأحق بالدولة والخلافة فقتله بنو العباس وما كان قتله كان إلا سياسياً صرفا لا دخل له بالدين في شئ, حيث أنه كان قوة جارفة تجذب الناس إليها وكان يخشى منه أن يدعوهم لذلك)
ولا تكذيب لكلام الشيخ المرحوم.
بل دعك من كل هذا ولنقل كان الحلاج ملحدا غاليا ولكن:
إذا كان الحلاج كذلك كما تقولون فإن من يترضى عليه أو يذكره ويشير إليه بخير ويثني عليه فهو ملحد مثله ومغال معه ويجب تكفيره هو الآخر.
مثلما لو قال عالم من العلماء انا أبا جهل كان من المؤمنين الصديقين الناجين الصالحين ولكن الناس لم يفهمونه!!!!!
ولكن من يتصفح كتب أبي حامد الغزالي يجد هذا موجودا في كتبه بغزارة وتجده يثني على الحلاج ويلمح إلى أنه كان من أساطين القوم وأن كلامه لا يفهمه العامة ووووو...الخ!!
أي أن الغزالي كان يرى رأي الحلاج..فلماذا لم يكفر الغزالي ويفسق أيضا؟؟!!!!
ولا ترى أحدهم يذكر الغزالي إلا يقول لك أنه رحمه الله كان من أهل السنة والجماعة ولكنه تعلق بأشياء من الفلاسفة نسأل الله له المغفرة منها!!!!
أو تجد البعض الآخر يقول لك الغزالي هو إمام الأئمة
او هو حجة الاسلام والمسلمين أو أو أو أو!!!!!
ما سر هذا الانقلاب العجيب والحكم المتناقض الغريب؟؟؟؟؟؟؟؟
نقول..سأقيك مؤونة طول التعجب وسأكفيك ثقل البحث والطلب فان الغزالي وإن قال ما قال وخاض فيما خاض
لكنه ولله الحمد والمنة كان من الهداة المهتدين ويكفيك أن تعرف أن أسمى معالم هداه أنه كان يرى تفضيل أبي بكر وعمر وعثمان على علي بن أبي طالب!!
بل وليس مستغرباً إذا كان الغزالي يرى أن ما تفعله (الروافض) في عاشوراء هو بدعة قبيحة!!
ولاحظ أنه يسميهم ( الروافض ) أيضا بغض النظر عن اتهامهم بفعل البدعة.
ولا عجب ايضا إذا كان أُثر عن الغزالي أنه (توقف في لعن قاتل أبي عبد الله الحسين (ع) )!!!!!!!!!!!!
أقول:
بعد كل هذا فليقل ما يريد أن يقول
ليقل أنا الحق انا الصدق أن الله بل ليقل أنا الذات الالهية وأنا الباقي الذي لا يحول ولا يزول!!
ما دام قد جعل عليا الرابع وقبح الروافض ولم يلعن قتلة الحسين فقد بلغ أقصى مرضاة القوم..وتجدهم في كتبهم يترحمون عليه وإن كانوا (يكرهون) له ما خاض فيه من الفلسفة..ولكن في النهاية هو عندهم من كبار علماء السنة!!!
بل إن شئت انظر إلى الجيلي عبد القادر فان ابن تيمية مدحه مدحا طريا في كتبه لأن الجيلي كان يقول انه (حنبلي), رغم أن عقيدته لا فرق بينها وبين عقيدة ابن عربي أو الحلاج.
فتصور ما هو ميزان الحكم , إنه ليس الايمان بالله ولا معرفة الله ولا الكتاب ولا النبي ولا أي شئ.
لم يصلب الحلاج لقوله ما قال وإنما لأنه كان (رافضيا ثقيلا مريئا) ومصدر خطر ماثل أمامهم أن يغوي أحدا إلى ما هو عليه!
ولم يكفر ابن عربي لأنه قال الحق خلق والخلق حق , وإنما لأنه دعى إلى ما لم تدعو له الروافض كلها وقال في علي ما لم تتطرق إليه الشيعة على مر عصورها وهو الذي لم يعرف عنه أنه يوماً رأى شيعيا أو تدارس معه عمره أكمله!!!
ولكن الأمر كله يرتكز في ابن ابي طالب!!!
وهذا هو فيصل القضية وعليه تدور الرحا...وإلى الله المشتكى
وأعتذر عن الاطالة ولكن كان لا بد منها فإن كلمة محيي الدين بن عربي خطيرة جد خطيرة لأن الرجل ما كان شيعياً ولا تعلم على يد أحد من الشيعة ولا حتى عرف أنه التقى في حياته بأحد من الشيعة!!!
فكيف يقول هذا القول الخطير ولمصلحة من وأنى يفطن إليه!!..
لو كنتم تبصرون؟!!!!!!!!!!!
وأيضاً حتى لا يدخل أحد المخالفين فيقول نقلت عن ابن عربي وابن عربي كذا وكذا وكذا..عندها نقول أننا نريد أن نسمع هذه (الكذاءات) في غير ابن عربي من الذين تترضون عنهم وتترحمون..والسلام.
نرجع لما كنا فيه
وقول الشيخ كما قدمنا أبلغ ما يمكن قوله فهو أشار إلى الأنبياء (عدا رسول الله) بأنهم أسرار..وهذا أيضا سنراه في أحاديث الأئمة في قولهم (ع) : " أن الله خلق قبلكم ألف آدم وفي كل عالم منهم كل فيه نوح وهود وصالح ووو"
ولم يقولوا أنه كل عالم فيه محمد وعلي الخاص به..لأن حقائقهم لا تتبدل صلوات الله عليهم , فتأمل.
إذن فالترتيب هو
* النبوة المحمدية الخاصة ثم الإمامة ثم النبوة العامة
وهذا الترتيب هو ذات الترتيب المشار إليه في القرآن
* القلم الأعلى ثم الكتاب المبين ثم أنبياء هذا الكتاب المذكورين فيه (واذكر في الكتاب...)
وإذا عرفت هذا فهمت بوضوح كيف أن القرآن جعل مقام الإمامة فوق مقام النبوة وأن آخر مقامات الخليل (ع) كانت هي الإمامة
فان النبوة التي تحققت له في البداية هي النبوة العامة..لا غيرها
ومن هنا نفهم بوضوح أيضا كيف أن رسول الله ليس إمام وإنما نبي ورغم ذلك فمقامه فوق مقام الإمامة رغم أننا نقول أن الإمامة فوق النبوة , وهذا ما يسبب الاختلاط لدى الجاهل
فان الحقائق لا تختلط أبدا في أنفسها وإنما تختلط في أعين الناظرين..فتأمل.
* النبي والرسول والإمام
ونحن لن نخوض في أي حديث عن النبوة المحمدية الخاصة وإذا ذكرنا النبوة في حديثنا المقبل فنعني به النبوة العامة لا غير.
فنقول بسمه تعالى النور
الترتيب في العنوان هو ترتيب تصاعدي بعكس ترتيب النبوة الخاصة والامامة والنبوة العامة.
ثم نقول
النبوة في حد ذاتها هي هبة للنبي ومقام ورحمة خاصة به لا بغيره, والنبي إذا تنبأ فنبوته تكون لنفسه ولا يكلف بشئ سوى نفسه..
وهكذا كان نبوة رسول الله في أول خمس سنوات من نبوته.
ثم إذا صار رسولا فقد أمر بالتبليغ , وهذا مشهور لدى جميع طوائف المسلمين أنه ليس كل نبي رسول , ويقولون كل رسول نبي وهذه الثانية لنا فيها نظر.
المهم أن النبي إذا أمر بالتبليغ فقد صار نبياً رسولاً.
وهنا التبليغ لا يتضمن هداية أحد مطلقاً!!!!!!
أعني أن حدود الرسالة راسخة في القرآن الكريم وهي
( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيراً )
(إنما أنت منذر) و (إنا أرسلناك بشيرا ونذير) و (ما أرسلنك إلا مبشرا ونذيرا) ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين )
وهذا منتهى الوصف , فالرسول ليس عليه سوى أن يبشر بأن للمؤمنين المتقين الصابرين عند ربهم جنات النعيم وأن للكافرين عذاب أليم.
أما الهداية والهداية هي هدف خلق الانسان وغايته القصوى ( إلا من رحم ربك * ولذلك خلقهم)
أما الهداية فقد قررها القرآن لغير النبي والرسول , والآية لا محل لطاعن فيها:
( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
ثم بالتفسير المذكور في كتب السنة يكفيك أن تعرف أن معنى الآية إنما أنت منذر والهداية فقد وضعنا لها الإمامة....تم البلاغ.
* لفتة لطيفة
أنه لما تقرر في بيانه أن النبوة هي تنبؤ روح النبي بالغيبيات بمختلف السبل المذكورة في الذكر الحكيم
وأن الرسالة هي توجه النبي بشمس نبوته ليعكس أشعته في مرائي الخلائق عسى تصفو مرائيهم فتتجلى فيهم بعض ما احتوى من الأنوار.
ولا يؤمر النبي الرسول بغير توجيه أنواره إلى الناس, أعني مجرد التحذير والانذار من سخط الله والتنبيه والتبشير برحمة الله.
أما إذا دخل في زمرة المحبوبين المرغوبين وينادى في أوج أفقه ( إني جاعلك للناس إماما ) فقد وجب هاهنا عليه الخروج والقيام والسعي والقتال (إن وجد له الناصر)!!
وإذا كان على النبي الرسول فقط أن يتوجه بشعاع شمسه لمرائي الناس كان على الرسول الامام أن يسعى مع هذا إلى جلاء هذه المرائي وإصلاحها حتى تقدر على قبول أنوار النبوة, وإذا وُجدت مرائي قد أصابهاالتلف والصدأ حتى لقد صار لا يجدي فيها الإصلاح والتهذيب وجب عليه أن يفنيها ويعدمها ويتخلص منها على الفور رحمةً بها ووحفظاً ووقايةً لغيرها!
وهذا ما أشار إليه الإمام الخميني (ص) في حديثه عن رحمة الشرع المحمدي في جميع شئونه من أن قتال الكافرين هو في حد ذاته رحمة لهم لأنهم إذا استمروا في الحياة لن يزدادوا إلا كفرا وآثاما, وهو ما سيتحملونه أضعافا مضاعفة في الآخرة.
وهذا هو الجهاد والقتال, وهو ما لا يكلف به من الرسل إلا الأئمة!
لأن طور الرسالة في حد ذاتها ليس إلا ( بشيراً ونذيراً ) كما قرره القرآن. لذا فالقتال لفتح الأرض وتطهيرها يستلزم وجود الإمام لا محالة, وأيضا لهذا أتى في أحاديث المظلومين في الأرض أن " كل راية دون راية القائم هي راية ضلالة "!!!
الحق يشهد لنفسه!
وهذا بخلاف قتال من اغتصب ماله أو أرضه أو قتل ولده أو ما شابه فتنبه, إنما هو قتال (الفتح) ونشر نور الله في الأرض لا غيره.
وهو مثلا أن يطلب أناس أن يفتحوا أوروبااليوم بأنفسهم..فراية كتلك هي راية ضلالة بغير إمام زمانهم.
الشرط الثاني في قتال الإمام هو الكلمة الجامعة التي قالها الكلمة التامة صلوات الله عليه وسلامه ( قيام الحجة بوجود الناصر )
والحجة هو نفسه والناصر هم شيعته الكاملون.
ومما أوردناه لو تأملت قليلا في معناه فانك لن تجد أحد من الأنبياء من غير الأئمة المذكورين من آل محمد (ص) وآل إبراهيم (ع) قد أمر بالقتال والخروج لفتح العالم.
وهنا مسألة غاية في الأهمية ونسينا أن نشير إليها في الجزء الأول من البحث.وهي عن يونس عليه السلام. ويونس كان من أنبياء بني إسرائيل.ولكن له حكم خاص نذكره إن شاء الله.
نقول لك أن تقول انتم تدعون أن من شروط الخروج هو وجود الناصر
ونوح عليه السلام لم يجد ناصرا ينصره ولا شيث ولا لوط ولا صالح ولا شعيب ولا هود , كلهم تقريبا لم يجدوا من ينصرهم وعدم قيامهم ليس بدليل على أنهم لو وجد لهم الناصر ما كانوا ليقوموا!!
قلنا صدقت فيما قلت ولكن تأمل يونس (ع)
ويونس عليه السلام هو نبي من أنبياء بني إسرائيل وارسل في البداية إلى قومه ( على حسب ما يروى ) ولم يستجيبوا له فذهب مغاضبا....ثم لما نجاه الله أرسله إلى قوم آخرين غير اليهود وهم أهل (نينوى) فآمن منهم مائة ألف أو يزيدون.
وما ترويه اليهود هو أنه أصلا ما أرسل إليهم وإنما أرسل غلى نينوى فتململ رفضا بأن أهل نينوى ليسوا من نسل إبراهيم وكان هذا سبب ما حدث له ثم بعد ذلك ذهب غلى نينوى.
ولا أدري اي الروايتين أصح في علة ذهاب يونس (ع) في البحر وسفره ولكن في كلتا الحالتين هو لم يكن مرسلا إلى بني إسرائيل بالأساس وإن صحت الرواية الأولى فإنه لم يستكمل رسالته لهم.
ثانيا أن أكثر ما يدلك على هذا بل وعلى جواب المسألة التي وضعناها من أنه (ع) توفر له الناصر وهم المائة ألف أو يزيدون ورغم ذلك لم يؤمر بالقتال وتطهير الأرض أو عرف عنه أنه كون دولة اصلا.
رغم أنك تجد أنه يحيى المعمدان صلوات الله (ع) رغم أنه كان وليس معه ناصر كان من المعتزلين في صحراء (وادي قمران) يعد نفسه ومن معه للحرب , ويعد من معه بـ ( علامة الله ) التي ستأتي لتنهي (بالسيف) عهد الصحراء وتنسف معالم الحضارة اليونانية الفاسقة.
ولما لم يجد الناصر فقد اكتفى بالعزلة والدعوة والتبصير والارشاد ولما ولد المسيح بن مريم (ع) كان اول من باركه وصدق به ودعا له وهو في المهد وعمده في نهر الأردن..أي أنه كان يراه خليفته الذي يدعو للسيف والخروج مثله.
بل وعن المسيح (ع) الذي لم يكن معه غير 12 رجلا ينقل النصارى في انجيلهم أنه قال اتيت لأقيم ناموس الله بالسيف!!!
فتأمل الفرق بين من يقف وحده وهو يدعو إلى القتال وأنه مأمور بذلك ومن معه مائة الف يزيدون ولم يفعل.
ومرة أخرى : ( كل راية دون القائم راية ضلالة )
ولا فتح إلا بإمام.
إنا فتحنا لك فتحأ مبيناً.
إذا جاء نصر الله والفتح.
ويقولون متى يوم الفتح.
والسلام على الغريب في وطنه والحزين في أهله والمتألم في ملكه.
تكملة:
فلهذا السبب ستجد أنه لم يقاتل ويفتح الأرض من الأنبياء إلا من كان فيهم هذه الصفة اعني صفة ( الإمامة )
مسألة:
لك أن تقول فما قولكم في قوله تعالى:
" ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لا ملكا نقاتل في سبيل الله "
قلنا:
أولا هذا القتال لم يكن النبي مأمورا فيه والنبي هو يوشع بن نون (ع)
أعني أنه لم يكلف به لأنه لم يكن من الأئمة , وإنما القرآن يوضح جليا أن من طلب القتال هم بنو إسرائيل.
بل ويخبرنا القرآن انه راجعهم وقال لهم عساكم لما يستجاب لكم أن تتولوا فأصروا فاستجاب!
ثانيا أن يوشع بن نون لم يكن قائدهم في المعركة.
ثالثا القائد كان طالوت (ع) ووصفه الله بأنه كان ( ملكا), لا نبي ولا رسول.
رابعاً: ما تقرره الاية في النهاية أن ( داوود ) عليه السلام كان على رأس الجيش وهو الذي قتل جالوت لعنه الله. وهو كان السبب في النصر يومئذ.
ثم بعد ذلك وهب الله داوود الملك وأمر بتطهير الأرض وسعى لذلك
ثم سليمان (ع) من بعده سعى لنفس الهدف وهو الذي حذر سبأ وملكتهم بأنه سيغزوهم بجنود لا قبل لهم بها إن لم يسلموا معه ويتبعوه.
وأما من قبلهما
مثل موسى وهارون (ع) فانهما أمر بالجهاد فعلا ويخبرنا القرآن بأن موسى (ع) قد دعا قومه إلى القتال وقال لهم:
( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين )
فكان جوابهم ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون )
فهنا لم يقم الناصر له عليه السلام بل لم يكن لينصره غير أخيه ووصيه هارون (ع) ( قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين )
فاذن موسى (ع) وهارون (ع) لما يجدا الناصر فما استقام لهم الخروج , ذات الشئ لزكريا(ع) وكافيك من قوله ( إني خفت الموالي من ورائي ) من دليل على غدر من حوله ونفاقهم.
وليحيى (ع) وهو الذي قتله بنو إسرائيل (قومه)!!
ولعيسى روح الله (ع) حتى يوم رفعه إلى السماء فانه لم ينصره إلا إثنى عشر رجلا كما هو معلوم!!
وأما ما قبل ذلك من الأئمة فإنهم أيضا لم يجدوا ناصرا ينصرهم أو أنهم استجاب لهم الناس تباعا مثل الخليل وولده عليهما السلام.
وأما في آل محمد فالأمر جلي لا يشتبه
بل ولو تأملت هذا المعنى عرفت ما قلناه من أن قيام رسول الله (ص) بالقتال كان بداية طور جديد أكثر تقدما من طور الرسالة , وهو بداية طور إمامة الأمير.
المهم فإنه لم يقم من الأئمة بالسيف للقتال والجهاد إلا الأمير (ع) والحسين (ع), وأما الباقون فلم يتوفر لهم من ينصرهم أو يثبت معهم في القتال, ورد عن الصادق أنه قيل له أن مائة ألف رجل مجتموعون لبيعتك ,فقال بعد اعراض وصد طويل : والله لو اجتمع لي بعدد ما اجتمع لجدي الحسين لخرجت!!
يعني أن هؤلاء المائة ألف ليس فيهم سبعين مثل السبعين الذين كانوا مع الامام الحسين (ع), وأنه لو توفر له السبعون رجلا لوجب عليه الخروج!!!
فالخروج لا يكون إلا للامام والراية المحمدية لا تكون إلا بيد الامام, قال (ص): علي حامل لوائي في الدنيا والآخرة.
* سر شريف
مما سبق ومما هو معلوم لدى أهل العلم أن رسول الله (ص) أرسل بالرحمة لجميع العوالم اي أن كل العوالم لها نصيب من رحمته بلا استثناء, ومعلوم لدى الجميع أن الرحمن الرحيم في البسملة الرحمن هو الذي رحم الكل بالوجود والرزق والحركة والطعام والشراب والراحة ووو
والرحيم هو الذي يرحم المؤمنين خاصة بالهدى والكمال والسعادة الأخروية.
ولما كان رسول الله هو عين تجلي الرحمة العامة, كان الامام وهو ( الهادي) هو عين التجلي بالرحمة الخاصة التي ترحم المؤمنين (خاصة) بهدايتهم.
ولما كان مقام رسول الله هو مقام العموم والاجمال, لم يكن يباشر القتال بنفسه الشريفة أبدا , وإن تقدم الصفوف كان يقف مدافعا عن أصحابه ( كنا اذا احمر البأس احتمينا برسول الله (ص) )
ولما كان يأمر بقتل أحد من أسراه الذين عاهدوه الا يعودوا أبدا ثم أخلفوا وعدهم وخانوه كان يأمر احدا من اصحابه أن يقتله ولا يباشر القتل بيديه الشريفتين أبداً!!
ولما حدث ما حدث يوم أحد وهجم المشركون على رسول الله (ص) لم يكن يقاتلهم وهو الذي لو قاتلته الأمم أبادها وهو واقف على ساق !!
وإنما تارة يقول من يفديني بنفسه وله الجنة ,
وتارة يقول لعلي (اكفني هذه) "اي هذه الكتيبة" أو ( اكفني هؤلاء)
ولما خرج أحد ألأشقياء متناهي الشقاء وهجم عليه ولم يجد بداً (ص) من أن يلاقيه بوجهه فلاقاه وقتله وهو يقول بأبي هو وأمي ( اشتد غضب الله على قوم آذوا نبيهم )
وسبحان الذي سواك أبا القاسم فإن قومك قد آذوك في مكة ما يقارب العشر أعوام ما قلت فيهم هذا القول أبداً , ولما قتلت أحدهم قلت أن ( غضب الله قد اشتد )
كان أذاهم لك هو أن يجبروك على أن تحرمهم من نورك الوجودي الأعظم!!!
تأمل فإن نبوته عين حقيقته وحقيقته عين نبوته.
* القرآن والمهدي
كما تقرر في هذا البحث الفقير من العلم, الماحل من الحكمة, أن القرآن الكريم هو تنزيل وتفصيل لحقيقة الكتاب المبين العلي الأعلى الذي لا يشذ عنه رطب ولا يابس وما فرط فيه من شئ.
وهذا الكتاب هو الامام المبين وهو عين حقيقة الامامة وحقيقة مقامها الأصلي ولا عجب إذا كان القرآن هو تفصيل هذا المقام أن يقول (ص) إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وقوله (ص) ( علي مع القرآن والقرآن مع علي).
وأيضا من المنطقي أنه لما كان القرآن هو تفصيل حقيقة الكتاب أن يطنب في ذكر أسراره وظهورات أنواره وكيفية ظهورها وعلاماتها وشهاداتها وما قبلها وما بعدها.
ولو تأملت القرآن تأملا صادقا مبحرا في باطنه لعلمت صدق ذلك , ومأساة هذه الأمة هو قول من قال ( حسبنا كتاب الله) وهو لا يعرف معنى آية الكلالة!!
وجعلها كلمة باطل باقية في عقبه وأتباعه وشيعته!!
والحق أن القوم قد ارتكبوا في القرآن مذهباً صعباً واستسهلوا منه طوداً أبياً يزل عنه الشامخون فغابت الأمة في لجج الظلمات وغمرات الضلالة والجهل العقيم.
والعجيب أنك لو تأملت كتب العامة لوجدت نصف التفاسير (قال مجاهد وقال قتادة) , وأُخر عن الصحابة يأخذونها مسلمة دون نقاش رغم أن الصحابة غير معصومين عندهم وأقوالهم ليست مسلمة أبدا, ثم نذر قليل جدا جدا يروونه عن الرسول(ص).
وباقي ذلك هو من آراء علمائهم بما يقتبسونه من الظاهر لا أكثر ولا أقل!!!!
وما صرفوا القرآن على غير ظاهره رغم التنبيه والتحذير المتواتر في القرآن نفسه وفي أحاديث النبي وآله (ص)!!
ومن عدة أسابيع كان مولانا وأستاذنا الشيخ الكوراني حفظه الله يشارك في برنامج المستقلة عن الخليفة الثاني, وكانوا يتهمونه بالغلو في أهل البيت, وكان رد شيخنا أن تطرق إلى قوله تعالى ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) مشيرا إلى أن الله تعالى يوكل حساب الخلائق إلى قوم من خلقه وهم المشار إليهم بقوله (إنا) بصيغة الجمع..فهب الشيخ الوهابي بعلو صوته يستنكر قائلا: لا تكذب.. لا تكذب..لا تكذب على الله..إنا هنا في صيغة الجمع للتبجيل والتفخيم!! (بمعنى كلامه)
يقصد أن قوله تعالى(إنا) بصيغة الجمع يقصد بها نفسه تعالى واتيانها في صيغة الجمع للتفخيم مثلما يقول الرجل (نحن) على سبيل التفاخر!!
وليس التعجب هنا من معنى التفسير ولكن التعجب من ثقة الشيخ وتقريره لها بصورة مطلقة كأنه هو الذي أنزل الكتاب وهو الذي يعرف معانيه وليس أن الذي يقوله هو مجرد رأي قابل للنقد أو حتى قابل للصحة مع صحة الرأي الآخر بمعنى الظاهر والباطن إلى سبعة أبطن!!
بل ورغم أنه لا يوجد حديث واحد (واااحد) عن رسول الله (ص) يقول بأن صيغة الجمع في القرآن إشارة إلى التفخيم والتبجيل لا أكثر بل إن هناك آيات تأتي صريحة على لسان جبريل (ع) مثل قوله تعالى : (وما نتنزل إلا بأمر ربك) بل وآيات تأتي بصيغة الجمع بـ (إنا) على لسان جبريل (ع) أيضا مثل قوله تعالى: (وما منا إلا له مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون)؟!!!!!!!
سبحان من خلق العرب!!!!!!!!!!!
ومع هذا فالرجل يتكلم بمطلق الثقة وبقمة التقرير والقطع بأن هذا هو التفسير وغير هذا فهو افتراء على الله!!!!!!!!
فمن المفتري على الله ما لا يعلم والمرتكب نوق الخطايا كبرا وجهلا والطارق سبل الضلال حكما وعدلا؟؟!!!
وهنا تحضرني كلمة صاحب (الطور المهدوي) أكرمه الله وأعزه عن مذهب القوم في تفسير الكتاب الكريم والكلمات لي والمعنى له سبق الله به في السابقين إلى كل خير, قال:
" أن علماءالعامة في تفسيرهم للقرآن ما كانوا يرون كفرا يذكر في القرآن إلا ويؤولنه كفر قريش ولا يرون نفاقا يذكر إلا ويرونه نفاق ابن أبي سرح ولا أصناما إلا وهي العزى وهبل وكل أنثى هي إناث الملائكة التي ادعتها العرب وكل يوم هو يوم القيامة..من العجيب أن القرآن ذكر أيام الله بصور مختلفة ومتفرقة جدا ولكن مفسري القوم ما من يوم إلا وأولوه على أنه يوم القيامة وكل فتح هو فتح مكة وهكذا كان تأويلهم للقرآن هو كتاب أنزل لهم فحسب أنزل لأصنام قريش وأنزل لأبي جهل وأبي لهب ولمنافقي قريش رغم أن القرآن فاتحته (الحمد لله رب العالمين) !!
والقرآن يتحدث عن نفسه ( وما هو إلا ذكر للعالمين )
والعالمون هم جميع العوالم المربوبة أي كل العوالم الموجودة
إنه ذكر لكل العوالم من الذرة إلى المجرة, من حظائر الملك إلى فردوس اللاهوت !!
ولكن عميت عليهم أنلزمهموها وهم لها كارهون!! "
ثم استدل بآيات شاهدة لاختلاف المعنى نذكر منها ما ييسر لنا الحق تعالى.
وأما حقيقة القرآن وسره فلا يعلمه على حقيقته إلا صاحب الوحي وآله الأطهار صلوات الله عليهم وسلامه وبركاته
ما نريد الإشارة إليه هو أن محمد صلى الله عليه وآله ما أرسل إلا ليقيم دولة الحق والعدل المنتظرة والقرآن لا يكاد يخلو من سورة تبشر بهذا اليوم, وتدعو إلى الصبر..الصبر..والانتظار..رغم أن القرآن لا يتكلم عن انتظار القيامة ابدا وإنما يقرر إنه يوم منتهي لا مفر منه أياً كان ولا ينفع منه انتظار أو غيره فلا داعي للانتظار وإنما يجب الحذر لا الانتظار..فماذا اذن يعني بأمره في أكثر من موضع لنبيه بالارتقاب والانتظار والصبر حتى يحكم الله بـ (أمره)
أما عن أيام الله التي تشير لظهور الامام فهي عديدة جدا
بل هناك سور كاملة تكاد تتكلم عنه عجل الله فرجه الشريف او عن آيات ظهوره أو عن من سيكون معه وتهتم بهم بحفاوة شديدة أو أشياء عن اسرار قدرته ووو...الخ
أما الآيات فننصح بالرجوع إلى كتاب المؤلف رحمه الله تعالى فإنه وفى فيه وفاءا ليس بعدها وفاء.
ونذكر هذه الآيات اختصارا:
1- " ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون * فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون "
وسر الآية أن الفتح هو نصر لله ورسوله وليس يوم القيامة لأن القيامة ليست فتحا ولا خلافه , وثانيا أنه لا كفر ولا ايمان يوم القيامة إنما يوم القيامة يوم تكشف الحقائق , بل إن ذات المعنى ذكر في علامات القيامة أنها لما تظهر لا ينفع الذين كفروا إيمانهم!
2- ((وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون * ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون ))
يوم نحشر (فوجا) وليس كل الناس!!!!!!!
فما هو اليوم الذي يحيي الله فيه فوج من الأموات دون غيرهم؟؟!!!
لا تعليق!!
(( حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون))
إنه يسألهم (من الذي يسأل؟؟) ويعاتبهم رغم أنه معلوم أن الكفار يوم القيامة (لا يستعتبون)
((ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون))
وهذا أيضا لا يحدث في الآخرة فإن الكفار يوم القيامة يتكلمون ويشكون حتى يقول لهم (بعد دخولهم فيها) : (اخسئوا فيها ولا تكلمون)
بل وأول ما يسألهم تعالى (أين شركائي الذين كنتم تدعون) ؟؟؟
نطقوا قائلين : ( آذناك ما منا من شهيد ) !!!
أي أنهم لم يقع عليهم القول فهم لا ينطقون وهذا على عكس المذكورين في الآية الشريفة
ولكن هؤلاء قبل أي شئ يقع عليهم القول فلا يستطيعون النطق , لعله خرس الدهشة أو لعلهم يتحولون لصورة أخرى ملعونة غير قادرة على النطق والله أعلم!!
3- (يومئذ يتبعون الداع لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا)
من هو الداع الذي لا عوج له؟؟؟؟؟
يقول تعالى : (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)
أي أن الكتاب المبين هو الذي لا عوج له والكتاب المبين هو الامام المبين...اللهم متعنا بالنظرة الرضية البهية منه وإليه.
وهناك آيات كثيرة جدا لا نتكلم فيها لأسباب أهمها أنها تحتاج فهم مبدئي لأسماء الله تعالى ومعانيها ولكن ننصح بقراءة كتاب الطور المهدوي فهو كاف جدا لمن شاء الطلب.
الأهم هو الحديث عن السورتين اللتين في رأينا القاصر هما أهم سورتين اعتنت بأحداث الظهور..هذا بخلاف سورة الفتح التي هي أصلا تتكلم عن الفتح المبين الذي قد سبق في علم الله حصوله والتي آخر آية فيها تشير إلى أسود فارس المقبلة في كنف المهدي المنتظر أيدهم الله ورعاهم وحفظهم وهداهم.
اما ما هم السورتان وما الحديث عنهما فأولهما سورة الكهف من أولها آخرها , وننصح بالرجوع إلى كتاب ( الطور المهدوي ) للاستفادة منه خصوصا أن كل حديثنا في الجزء الثالث من البحث سيكون مبنيا على كلامه مع بعض النقد لبعض النقاط وإبداء بعض الاشياء الأخرى في السورة الثانية التي لم يلتفت لها العلامة الجليل.
وكنت قد نويت أن يكون هذا الجزء هو الجزء الأخير لكن الكلام تواتر ورأيت في الصفحة الخامسة عشر وأنا بعد لم أقل شيئا بخصوص الأحداث المهمة والخطيرة التي تتوقع أن تحدث أيام ظهور الحجة المنتظرة وهي هذه الأيام التي نترقب إن شاء الله.
فليكن باذن الله في الجزء الثالث من البحث إن قدر الله لنا الحياة.
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المباركين
في موضوعنا السابق كان الحديث أقرب إلى الاشارة إلى أنوارهم العلية وتألقها في العالمين على غير تفصيل ولا تكثير وإنما كان بيد الاجمال والاقتضاب.
وأما تكملة هذا البحث فهي تدور في الأصل على أحداث ما بعد تجلي الامامة الالهية وظهور النور المحمدي الأول تمام الظهور في آيتهم العظمى وطاووس شجرتهم المباركة أبي صالح المهدي صلوات الله عليه وسلامه وعلى آبائه الطيبين الطاهرين المباركين, ليس حديث تبشير ولا تطلع وإنما حديث ترقب وإنذار..والعلم عند الله وفي معادنه.
ونبدأ في الحديث عن الإمامة وغايتها في الأرض , ثم عن ذكرها في القرآن الكريم , وكمقدمة ثم تكون بدايتنا من كتاب (الطور المهدوي) للعلامة سبط النيلي أكرمه الله وأرضاه
* الإمامة
مما أسلفناه في الحديث السابق في تعريف حقيقة الإمامة في كل طور وفي كل مرحلة على حسب اختلاف في أي مقام تتحقق حقيقتها وتتجلى صورتها
والإمامة الالهية الانسانية غايتها هي الوصول باللطائف الانسانية إلى المقام الكريم الذي هبطت منه والذي تستحقه ( إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
وإذا كان الانسان فيه القابلية لأن يكون خليفة الله في الأرض وأن يتصف بصفات الله , أي أنه هو حاوي الخيرات والكمالات والمؤهل للقداسة والطهارة كل القداسة والطهارة, كانت الإمامة بمثابة القمر المنير (الهادي) الذي ينير لهذه اللطائف طريقها في كآبة ليل الوجود , قال جل ذكره ولطف جماله في رداء جلاله : (( إنما أنت منذر ولكل قومٍ هاد ))
وهذه الآية التي أجمع مفسرو السنة على أن الهادي فيها هو الإمام أبو الأئمة علي المرتضى صلوات الله عليه وسلامه
روى السيوطي في تفسيره : أخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، والديلمي ، وابن عساكر ، وابن النجار ، وأبو نعيم في المعرفة ، أنه لما أنزلت آية ( إنما أنت منذر * ولكل قوم هاد ) ، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يده على صدره ، فقال : أنا المنذر ، وأومأ بيده إلى منكب علي (رض)، فقال : أنت الهادي يا علي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي .
وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ: ( إنما أنت منذر ) ووضع يده على صدره ثم وضعها على صدر علي ، وهو يقول ( ولكل قوم هاد )
وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): المنذر أنا والهادي علي بن أبي طالب.
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند ، وابن أبي حاتم ، والطبراني في الأوسط ، والحاكم وصححه ، وابن مردويه ، وابن عساكر ، عن علي بن أبي طالب في قوله تعالى : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) أنه قال : ( رسول الله المنذر وأنا الهادي ) ، وفي لفظ : والهادي رجل من بني هاشم ، يعني نفسه .
وأيضا في تفسير الطبري ( 13/ 108 ) ومجمع الزوائد ( 7 / 41 )
ومن هذا كان ما أشرنا إليه.
بل سبحان الله إذ كان قوله تعالى (ولكل قوم) كان سبب في تكذيب بعض الهلكى بالحديث , متحججين بأن هذا يستوجب أن يكونوا أكثر من قوم وأكثر من هاد وليس علي وحده محاولة منهم لاسقاط الحديث متنا بعد إذ أحرجهم سنده.
ومن القائلين بهذا القوم (ابن تيمية الحراني) شيخ شيوخ القوم, وسبحان من أنطقه بما جاهد عمره أن ينكره, قال ما مجمله أن ما يقال من أن الحديث يقول أن الهاد في الآية هو علي باطل لأنه تعالى قال (لكل قوم) ولم يقل لقومك أو لمن بعدك عامة.
وقوله هنا في غاية الصحة أن الآية فعلا تشير إلى أن بعد رسول الله هناك أكثر من هاد وإنما لما كان الرسول (ص) يخاطب من معه فانه يعني به هاديهم من بعده وهو أول الهداة, وللحديث معنى آخر وهو الأصح ولكن لا حاجة بنا إليه لطول برهانه, فنكتفي.
ولكن نتكلم مرة أخرى عن أهم نقطة في الآية وهي التي تقرر ما نقوله مرة أخرى وهي مقام الرسول ومقام الامام.
فالآية تؤكد أن رسول الله (ص) ليس عليه ولم يكلف إلا بالانذار لا أكثر وهذا هو الرد الذي وعدت به الأخ (عبد الرحمن المصري) في البحث الأول لما تساءل لما وجبت الإمامة لما لم يكون النبي هو الإمام بدلا من الأئمة الذين هم باعترافكم اقل مكانا وفضلا من رسول الله.
فالرسول ليس إلا تذير والامام هو الهادي من بعد الرسول.
هذا هو ما يتجلى به الذكر الحكيم ولا حاجة لحديث بعد الآية الشريفة.
وابسط علل هذا أن الامامة أو الهداية في الآية تتقرر لكل قوم في أيام حياة القوم..أعني أن الهادي يجب أن يكو متواجدا (إلا إذا تقررت غيبته بأمر إلهي خارج عن هذا الحكم)
ويستحيل أن يكون هناك رسول بعد رسول بعد رسول
وإن عرفت الحقيقة فإنه لا يوجد غير رسول واحد فقط في الوجود.
* النبوة والإمامة
أقول يتكلم أهل العرفان فيقولون أن الولي أعلى من النبي إلا النبي (ص) وهم يعنون بالولي عندهم القطب الذي يأتمون به ويهتدون به , ويقول الامامية أن الإمام أعلى من النبي إلا النبي (ص) وفي كلتا الحالتين كان الجزاء هو التكفير والتفسيق والاخراج من الملة وسفك الدماء, وصار القائل بها (شاريا رأس الصليب) كما قال أحد أسهم العشق الخالدة قدس سره.
بل ولهدا اتهموا الصوفية انهم وجه الشيعة الآخر!!!
المهم نقول إجمالا لفض الاشتباك في هذا المعنى وحل المغلق من المقصود أن النبوة نبواتان :وهما
* النبوة الخاصة , وهي نبوة الوجود , وهي النبوة الحقيقية.
وهي النبوة التي ظهر بها كل شئ بعد إحتجابه وبها نطقت كلمة كن إشفاقا على المحرومين في عالم الإمكان, وبها تجلى من لم يزل بحيث لم يظهر سواه..
وهذه النبوة خاصة بالسيد الثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول, الكامل, الجامع, الواحد, الذي عينه هي ضياء كل عين, وشمسه متجلية في كل حين وأين.
وهي مقام القائل (ص) ( لا نبي بعدي ) لأنه أصلا لا نبي قبله ولا نبي غيره.
قال الفقير في مدح صاحب مقام أو أدنى (ص)
يا حامل النبأ العظيم فهل ترى ** غـير النبوة للوجود سمـاكْ
يا سالك الخُلق العظيم ولا يُرى ** بمدى الصراط إلى الفناء سواكْ
وهي أيضاً مقام قوله تعالى : ( وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين )
والآية تشير بوضوح إلى أنه صلى الله عليه وآله وسلم أرسل بالرحمة الإلهية إلى جميع العوالم ولو تأملت قولنا في وصف ربوبية الحق تعالى بقولنا (رب العالمين) أي رب كل شئ وكل عالم, فنبوة محمد (ص) ثم رسالته هي لكل ما هو مربوب لله تعالى..أي.....صمتا أو خرس!!
وفي انجيل برنابا أن الله لما خلق روح رسوله محمد قال له: (بك ولأجلك خلقت الأشياء)..انتهى
* النبوة العامة , وهي نبوة الشهود , وهي النبوة العلمية
وهي أن يوحى للنبي أسرار الوجود, وحقائقه, والماضي, والمستقبل, وسر النشأتين من مبدأ ومعاد ووووو.....إلى نهايته.
* أما الإمامة فهي مقام توسط بين هاتين النبوتين
وهي أول القوابل من مقام النبوة الخاصة والممد لمقام النبوة العامة.
صرح بهذا القول الشيخ الكبير محيي الدين بن عربي في فتوحاته المكية قائلا بعد حديث مطول عن حقيقة القلم الالهي الذي هو أول التجليات الالهية والذي هو حقيقة رسول الله (ص) قال : (وأقرب الناس إليه (أي إلى القلم الالهي) علي بن أبي طالب إمام العالم وأسرار الأنبياء جميعا)
وفي نسخة ( إمام العالم وسر أسرار الأنبياء جميعا) !!!
وفي كلمة الشيخ غاية ما نبحث عنه وهو سر قوله (ع) : " كنت مع الأنبياء باطنا ومع رسول الله ظاهرا "
وقول الامام الخميني (قدس سره) في مصباح هدايته في وصفه (ع) (معلم الروحانيين, ومؤيد الأنبياء).
ولكن قبل أن نقول شيئا اعلم علماً يقينياً أن محيي الدين بن عربي ولا أراك تجهل أمر الرجل وما يواجه به من التكفير والتفسيق والاتهام بالغلو تارة وبالالحاد أخرى ووو..الخ
أقول اعلم يقيناً أنه ما اتُهم بهذا كله إلا لقوله هذا في الأمير (ع) وقوله الآخر في الامام المهدي وتقريره بأنه غائب حي يرزق وأنه ابن الحسن العسكري (ع) وأنه التقى به ورآه في طوس عام خمسمائة ونيف!!
وكان لي بحث كنت أعده بخصوص هذا الموضوع ولا بأس من الاشارة إليه هنا للتنبيه على سوء نية الكثير ممن يدعون أنهم ينصرون الحق وأنهم أهل النجاة والسلام , ولكي يرى كيف أن الذين قالوا ( وجدنا عليه آباءنا ) و ( إن أنت إلا مفتر ) و ( ما سمعنا بهذا ) أنهم لا زالوا موجودين في نخاع الأمة وعلى أعلى كراسي الافتاء والمرجعية وعلى وغلوهم الصريح في العقيدة وهم أول من يتهمون سواهم بالغلو والضياع.
* الناس أنواع يهود , نصارى , بوذية , ملاحدة , عبدة بقر , وأصنام , والناجون المؤمنون (أهل السنة والجماعة) , وعدة فرق من سنة المسلمين
وصنف آخر (يحب علي بن أبي طالب) وهذا الصنف الأخير اختلف فيه العلماء الأجلاء حفظهم الله ورعاهم وأيدهم وزكاهم وجعل الجنة مثواهم هل هم من الناس أم لا!
ولكن ما اتفق عليه الجميع أن هؤلاء لا يجب أن يبقوا على ظهر الأرض (إن تملكت من رقابهم) , وباقي الأصناف يعاملون بالحسنى كما يأمر الدين الحنيف!
وأجلى هذه الأمثلة هو:
* أبو منصور الحلاج
اعظم أمثلة هذا الكبر العنيف والصلف العجيب هو أبو منصور الحلاج الذي هو لدى القوم قطب الالحاد والغلو والكفر والجحود وهو وهو وهو...الخ
ورغم ان القوم قد صلبوه وقتلوه وأحرقوه ولم يبقوا له أثرا يؤثر عنه إلا أنهم ما زالوا ليوم الناس هذا يلعنونه ويترحمون على القسري الملعون الذي قتله.
والحلاج كان رجلا زاهدا عابدا متألها واصلا فانيا ويروي عنه أصحاب تلك الطريقة أنه كان من تلامذة أهل البيت المقربين المجهولين, وكان ذا بركات وكرامات ومعجزات وكان مثار حديث الناس في عهد العباسيين واثار جدلا واسعا في الدولة العباسية
فما كان من أزلام النظام آنذاك أن أتوا به وحاكموه محاكمة كمحاكمات امن الدولة القاضي فيها هو المتهم والشاهد والحاكم , وصدر الحكم عليه بالصلب والقتل والحرق جزاءا لالحاده وكفره.
وكان ما حمل عليه من اقواله قوله ( أنا الحق ) وقوله ( ما في الجبة غير الله )
ولسنا لنخوض في شرح الأقوال ولكن التشبيه لدى العامة موجود وثابت ومؤكد واعترف ويعترف به الكثيرون من علمائهم..وعلى كل وبفرض أن ما قاله هو قول فظيع شنيع.
يروي لنا ابن كثير أن الرجل لما أتوا به قال لهم إنني أشهد أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وليس لكم حق ان تقتلونني!!!
فلم يصغوا لقوله ولا اعتبروها توبة ولا يحزنون, وحكموا عليه بما حكموا في أغرب ولكنها ليست أوحد محاكم التاريخ الظالمة المتجبرة.
ولم أكن أعرف آنذاك ما سر ما فعلوه بالرجل ولا يوجد شئ واحد يبرر هذا ولو وجد شئ لكان توبته يوم قال إنني اشهد شفيعا لهم أن لا يفعلوا به ما فعلوا!!!
حتى رأيت فيها تعليق لشيخ الأزهر الراحل عبد الحليم محمود وهو من كبار المتصوفة المصريين (وأهل مكة أدرى بشعابها) في كتابه (قضية التصوف) قائلا ما مجمله
(أن الحلاج لم يقتل لأسباب دينية مطلقا وإنما لسبب لا يخفى وهو أنه كان يحب أهل البيت ويرى ما يرونه من أنهم الأحق بالدولة والخلافة فقتله بنو العباس وما كان قتله كان إلا سياسياً صرفا لا دخل له بالدين في شئ, حيث أنه كان قوة جارفة تجذب الناس إليها وكان يخشى منه أن يدعوهم لذلك)
ولا تكذيب لكلام الشيخ المرحوم.
بل دعك من كل هذا ولنقل كان الحلاج ملحدا غاليا ولكن:
إذا كان الحلاج كذلك كما تقولون فإن من يترضى عليه أو يذكره ويشير إليه بخير ويثني عليه فهو ملحد مثله ومغال معه ويجب تكفيره هو الآخر.
مثلما لو قال عالم من العلماء انا أبا جهل كان من المؤمنين الصديقين الناجين الصالحين ولكن الناس لم يفهمونه!!!!!
ولكن من يتصفح كتب أبي حامد الغزالي يجد هذا موجودا في كتبه بغزارة وتجده يثني على الحلاج ويلمح إلى أنه كان من أساطين القوم وأن كلامه لا يفهمه العامة ووووو...الخ!!
أي أن الغزالي كان يرى رأي الحلاج..فلماذا لم يكفر الغزالي ويفسق أيضا؟؟!!!!
ولا ترى أحدهم يذكر الغزالي إلا يقول لك أنه رحمه الله كان من أهل السنة والجماعة ولكنه تعلق بأشياء من الفلاسفة نسأل الله له المغفرة منها!!!!
أو تجد البعض الآخر يقول لك الغزالي هو إمام الأئمة
او هو حجة الاسلام والمسلمين أو أو أو أو!!!!!
ما سر هذا الانقلاب العجيب والحكم المتناقض الغريب؟؟؟؟؟؟؟؟
نقول..سأقيك مؤونة طول التعجب وسأكفيك ثقل البحث والطلب فان الغزالي وإن قال ما قال وخاض فيما خاض
لكنه ولله الحمد والمنة كان من الهداة المهتدين ويكفيك أن تعرف أن أسمى معالم هداه أنه كان يرى تفضيل أبي بكر وعمر وعثمان على علي بن أبي طالب!!
بل وليس مستغرباً إذا كان الغزالي يرى أن ما تفعله (الروافض) في عاشوراء هو بدعة قبيحة!!
ولاحظ أنه يسميهم ( الروافض ) أيضا بغض النظر عن اتهامهم بفعل البدعة.
ولا عجب ايضا إذا كان أُثر عن الغزالي أنه (توقف في لعن قاتل أبي عبد الله الحسين (ع) )!!!!!!!!!!!!
أقول:
بعد كل هذا فليقل ما يريد أن يقول
ليقل أنا الحق انا الصدق أن الله بل ليقل أنا الذات الالهية وأنا الباقي الذي لا يحول ولا يزول!!
ما دام قد جعل عليا الرابع وقبح الروافض ولم يلعن قتلة الحسين فقد بلغ أقصى مرضاة القوم..وتجدهم في كتبهم يترحمون عليه وإن كانوا (يكرهون) له ما خاض فيه من الفلسفة..ولكن في النهاية هو عندهم من كبار علماء السنة!!!
بل إن شئت انظر إلى الجيلي عبد القادر فان ابن تيمية مدحه مدحا طريا في كتبه لأن الجيلي كان يقول انه (حنبلي), رغم أن عقيدته لا فرق بينها وبين عقيدة ابن عربي أو الحلاج.
فتصور ما هو ميزان الحكم , إنه ليس الايمان بالله ولا معرفة الله ولا الكتاب ولا النبي ولا أي شئ.
لم يصلب الحلاج لقوله ما قال وإنما لأنه كان (رافضيا ثقيلا مريئا) ومصدر خطر ماثل أمامهم أن يغوي أحدا إلى ما هو عليه!
ولم يكفر ابن عربي لأنه قال الحق خلق والخلق حق , وإنما لأنه دعى إلى ما لم تدعو له الروافض كلها وقال في علي ما لم تتطرق إليه الشيعة على مر عصورها وهو الذي لم يعرف عنه أنه يوماً رأى شيعيا أو تدارس معه عمره أكمله!!!
ولكن الأمر كله يرتكز في ابن ابي طالب!!!
وهذا هو فيصل القضية وعليه تدور الرحا...وإلى الله المشتكى
وأعتذر عن الاطالة ولكن كان لا بد منها فإن كلمة محيي الدين بن عربي خطيرة جد خطيرة لأن الرجل ما كان شيعياً ولا تعلم على يد أحد من الشيعة ولا حتى عرف أنه التقى في حياته بأحد من الشيعة!!!
فكيف يقول هذا القول الخطير ولمصلحة من وأنى يفطن إليه!!..
لو كنتم تبصرون؟!!!!!!!!!!!
وأيضاً حتى لا يدخل أحد المخالفين فيقول نقلت عن ابن عربي وابن عربي كذا وكذا وكذا..عندها نقول أننا نريد أن نسمع هذه (الكذاءات) في غير ابن عربي من الذين تترضون عنهم وتترحمون..والسلام.
نرجع لما كنا فيه
وقول الشيخ كما قدمنا أبلغ ما يمكن قوله فهو أشار إلى الأنبياء (عدا رسول الله) بأنهم أسرار..وهذا أيضا سنراه في أحاديث الأئمة في قولهم (ع) : " أن الله خلق قبلكم ألف آدم وفي كل عالم منهم كل فيه نوح وهود وصالح ووو"
ولم يقولوا أنه كل عالم فيه محمد وعلي الخاص به..لأن حقائقهم لا تتبدل صلوات الله عليهم , فتأمل.
إذن فالترتيب هو
* النبوة المحمدية الخاصة ثم الإمامة ثم النبوة العامة
وهذا الترتيب هو ذات الترتيب المشار إليه في القرآن
* القلم الأعلى ثم الكتاب المبين ثم أنبياء هذا الكتاب المذكورين فيه (واذكر في الكتاب...)
وإذا عرفت هذا فهمت بوضوح كيف أن القرآن جعل مقام الإمامة فوق مقام النبوة وأن آخر مقامات الخليل (ع) كانت هي الإمامة
فان النبوة التي تحققت له في البداية هي النبوة العامة..لا غيرها
ومن هنا نفهم بوضوح أيضا كيف أن رسول الله ليس إمام وإنما نبي ورغم ذلك فمقامه فوق مقام الإمامة رغم أننا نقول أن الإمامة فوق النبوة , وهذا ما يسبب الاختلاط لدى الجاهل
فان الحقائق لا تختلط أبدا في أنفسها وإنما تختلط في أعين الناظرين..فتأمل.
* النبي والرسول والإمام
ونحن لن نخوض في أي حديث عن النبوة المحمدية الخاصة وإذا ذكرنا النبوة في حديثنا المقبل فنعني به النبوة العامة لا غير.
فنقول بسمه تعالى النور
الترتيب في العنوان هو ترتيب تصاعدي بعكس ترتيب النبوة الخاصة والامامة والنبوة العامة.
ثم نقول
النبوة في حد ذاتها هي هبة للنبي ومقام ورحمة خاصة به لا بغيره, والنبي إذا تنبأ فنبوته تكون لنفسه ولا يكلف بشئ سوى نفسه..
وهكذا كان نبوة رسول الله في أول خمس سنوات من نبوته.
ثم إذا صار رسولا فقد أمر بالتبليغ , وهذا مشهور لدى جميع طوائف المسلمين أنه ليس كل نبي رسول , ويقولون كل رسول نبي وهذه الثانية لنا فيها نظر.
المهم أن النبي إذا أمر بالتبليغ فقد صار نبياً رسولاً.
وهنا التبليغ لا يتضمن هداية أحد مطلقاً!!!!!!
أعني أن حدود الرسالة راسخة في القرآن الكريم وهي
( يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيراً )
(إنما أنت منذر) و (إنا أرسلناك بشيرا ونذير) و (ما أرسلنك إلا مبشرا ونذيرا) ( وما على الرسول إلا البلاغ المبين )
وهذا منتهى الوصف , فالرسول ليس عليه سوى أن يبشر بأن للمؤمنين المتقين الصابرين عند ربهم جنات النعيم وأن للكافرين عذاب أليم.
أما الهداية والهداية هي هدف خلق الانسان وغايته القصوى ( إلا من رحم ربك * ولذلك خلقهم)
أما الهداية فقد قررها القرآن لغير النبي والرسول , والآية لا محل لطاعن فيها:
( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )
ثم بالتفسير المذكور في كتب السنة يكفيك أن تعرف أن معنى الآية إنما أنت منذر والهداية فقد وضعنا لها الإمامة....تم البلاغ.
* لفتة لطيفة
أنه لما تقرر في بيانه أن النبوة هي تنبؤ روح النبي بالغيبيات بمختلف السبل المذكورة في الذكر الحكيم
وأن الرسالة هي توجه النبي بشمس نبوته ليعكس أشعته في مرائي الخلائق عسى تصفو مرائيهم فتتجلى فيهم بعض ما احتوى من الأنوار.
ولا يؤمر النبي الرسول بغير توجيه أنواره إلى الناس, أعني مجرد التحذير والانذار من سخط الله والتنبيه والتبشير برحمة الله.
أما إذا دخل في زمرة المحبوبين المرغوبين وينادى في أوج أفقه ( إني جاعلك للناس إماما ) فقد وجب هاهنا عليه الخروج والقيام والسعي والقتال (إن وجد له الناصر)!!
وإذا كان على النبي الرسول فقط أن يتوجه بشعاع شمسه لمرائي الناس كان على الرسول الامام أن يسعى مع هذا إلى جلاء هذه المرائي وإصلاحها حتى تقدر على قبول أنوار النبوة, وإذا وُجدت مرائي قد أصابهاالتلف والصدأ حتى لقد صار لا يجدي فيها الإصلاح والتهذيب وجب عليه أن يفنيها ويعدمها ويتخلص منها على الفور رحمةً بها ووحفظاً ووقايةً لغيرها!
وهذا ما أشار إليه الإمام الخميني (ص) في حديثه عن رحمة الشرع المحمدي في جميع شئونه من أن قتال الكافرين هو في حد ذاته رحمة لهم لأنهم إذا استمروا في الحياة لن يزدادوا إلا كفرا وآثاما, وهو ما سيتحملونه أضعافا مضاعفة في الآخرة.
وهذا هو الجهاد والقتال, وهو ما لا يكلف به من الرسل إلا الأئمة!
لأن طور الرسالة في حد ذاتها ليس إلا ( بشيراً ونذيراً ) كما قرره القرآن. لذا فالقتال لفتح الأرض وتطهيرها يستلزم وجود الإمام لا محالة, وأيضا لهذا أتى في أحاديث المظلومين في الأرض أن " كل راية دون راية القائم هي راية ضلالة "!!!
الحق يشهد لنفسه!
وهذا بخلاف قتال من اغتصب ماله أو أرضه أو قتل ولده أو ما شابه فتنبه, إنما هو قتال (الفتح) ونشر نور الله في الأرض لا غيره.
وهو مثلا أن يطلب أناس أن يفتحوا أوروبااليوم بأنفسهم..فراية كتلك هي راية ضلالة بغير إمام زمانهم.
الشرط الثاني في قتال الإمام هو الكلمة الجامعة التي قالها الكلمة التامة صلوات الله عليه وسلامه ( قيام الحجة بوجود الناصر )
والحجة هو نفسه والناصر هم شيعته الكاملون.
ومما أوردناه لو تأملت قليلا في معناه فانك لن تجد أحد من الأنبياء من غير الأئمة المذكورين من آل محمد (ص) وآل إبراهيم (ع) قد أمر بالقتال والخروج لفتح العالم.
وهنا مسألة غاية في الأهمية ونسينا أن نشير إليها في الجزء الأول من البحث.وهي عن يونس عليه السلام. ويونس كان من أنبياء بني إسرائيل.ولكن له حكم خاص نذكره إن شاء الله.
نقول لك أن تقول انتم تدعون أن من شروط الخروج هو وجود الناصر
ونوح عليه السلام لم يجد ناصرا ينصره ولا شيث ولا لوط ولا صالح ولا شعيب ولا هود , كلهم تقريبا لم يجدوا من ينصرهم وعدم قيامهم ليس بدليل على أنهم لو وجد لهم الناصر ما كانوا ليقوموا!!
قلنا صدقت فيما قلت ولكن تأمل يونس (ع)
ويونس عليه السلام هو نبي من أنبياء بني إسرائيل وارسل في البداية إلى قومه ( على حسب ما يروى ) ولم يستجيبوا له فذهب مغاضبا....ثم لما نجاه الله أرسله إلى قوم آخرين غير اليهود وهم أهل (نينوى) فآمن منهم مائة ألف أو يزيدون.
وما ترويه اليهود هو أنه أصلا ما أرسل إليهم وإنما أرسل غلى نينوى فتململ رفضا بأن أهل نينوى ليسوا من نسل إبراهيم وكان هذا سبب ما حدث له ثم بعد ذلك ذهب غلى نينوى.
ولا أدري اي الروايتين أصح في علة ذهاب يونس (ع) في البحر وسفره ولكن في كلتا الحالتين هو لم يكن مرسلا إلى بني إسرائيل بالأساس وإن صحت الرواية الأولى فإنه لم يستكمل رسالته لهم.
ثانيا أن أكثر ما يدلك على هذا بل وعلى جواب المسألة التي وضعناها من أنه (ع) توفر له الناصر وهم المائة ألف أو يزيدون ورغم ذلك لم يؤمر بالقتال وتطهير الأرض أو عرف عنه أنه كون دولة اصلا.
رغم أنك تجد أنه يحيى المعمدان صلوات الله (ع) رغم أنه كان وليس معه ناصر كان من المعتزلين في صحراء (وادي قمران) يعد نفسه ومن معه للحرب , ويعد من معه بـ ( علامة الله ) التي ستأتي لتنهي (بالسيف) عهد الصحراء وتنسف معالم الحضارة اليونانية الفاسقة.
ولما لم يجد الناصر فقد اكتفى بالعزلة والدعوة والتبصير والارشاد ولما ولد المسيح بن مريم (ع) كان اول من باركه وصدق به ودعا له وهو في المهد وعمده في نهر الأردن..أي أنه كان يراه خليفته الذي يدعو للسيف والخروج مثله.
بل وعن المسيح (ع) الذي لم يكن معه غير 12 رجلا ينقل النصارى في انجيلهم أنه قال اتيت لأقيم ناموس الله بالسيف!!!
فتأمل الفرق بين من يقف وحده وهو يدعو إلى القتال وأنه مأمور بذلك ومن معه مائة الف يزيدون ولم يفعل.
ومرة أخرى : ( كل راية دون القائم راية ضلالة )
ولا فتح إلا بإمام.
إنا فتحنا لك فتحأ مبيناً.
إذا جاء نصر الله والفتح.
ويقولون متى يوم الفتح.
والسلام على الغريب في وطنه والحزين في أهله والمتألم في ملكه.
تكملة:
فلهذا السبب ستجد أنه لم يقاتل ويفتح الأرض من الأنبياء إلا من كان فيهم هذه الصفة اعني صفة ( الإمامة )
مسألة:
لك أن تقول فما قولكم في قوله تعالى:
" ألم تر إلى الملأ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لهم ابعث لا ملكا نقاتل في سبيل الله "
قلنا:
أولا هذا القتال لم يكن النبي مأمورا فيه والنبي هو يوشع بن نون (ع)
أعني أنه لم يكلف به لأنه لم يكن من الأئمة , وإنما القرآن يوضح جليا أن من طلب القتال هم بنو إسرائيل.
بل ويخبرنا القرآن انه راجعهم وقال لهم عساكم لما يستجاب لكم أن تتولوا فأصروا فاستجاب!
ثانيا أن يوشع بن نون لم يكن قائدهم في المعركة.
ثالثا القائد كان طالوت (ع) ووصفه الله بأنه كان ( ملكا), لا نبي ولا رسول.
رابعاً: ما تقرره الاية في النهاية أن ( داوود ) عليه السلام كان على رأس الجيش وهو الذي قتل جالوت لعنه الله. وهو كان السبب في النصر يومئذ.
ثم بعد ذلك وهب الله داوود الملك وأمر بتطهير الأرض وسعى لذلك
ثم سليمان (ع) من بعده سعى لنفس الهدف وهو الذي حذر سبأ وملكتهم بأنه سيغزوهم بجنود لا قبل لهم بها إن لم يسلموا معه ويتبعوه.
وأما من قبلهما
مثل موسى وهارون (ع) فانهما أمر بالجهاد فعلا ويخبرنا القرآن بأن موسى (ع) قد دعا قومه إلى القتال وقال لهم:
( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين )
فكان جوابهم ( قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون )
فهنا لم يقم الناصر له عليه السلام بل لم يكن لينصره غير أخيه ووصيه هارون (ع) ( قال رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي فافرق بيننا وبين القوم الفاسقين )
فاذن موسى (ع) وهارون (ع) لما يجدا الناصر فما استقام لهم الخروج , ذات الشئ لزكريا(ع) وكافيك من قوله ( إني خفت الموالي من ورائي ) من دليل على غدر من حوله ونفاقهم.
وليحيى (ع) وهو الذي قتله بنو إسرائيل (قومه)!!
ولعيسى روح الله (ع) حتى يوم رفعه إلى السماء فانه لم ينصره إلا إثنى عشر رجلا كما هو معلوم!!
وأما ما قبل ذلك من الأئمة فإنهم أيضا لم يجدوا ناصرا ينصرهم أو أنهم استجاب لهم الناس تباعا مثل الخليل وولده عليهما السلام.
وأما في آل محمد فالأمر جلي لا يشتبه
بل ولو تأملت هذا المعنى عرفت ما قلناه من أن قيام رسول الله (ص) بالقتال كان بداية طور جديد أكثر تقدما من طور الرسالة , وهو بداية طور إمامة الأمير.
المهم فإنه لم يقم من الأئمة بالسيف للقتال والجهاد إلا الأمير (ع) والحسين (ع), وأما الباقون فلم يتوفر لهم من ينصرهم أو يثبت معهم في القتال, ورد عن الصادق أنه قيل له أن مائة ألف رجل مجتموعون لبيعتك ,فقال بعد اعراض وصد طويل : والله لو اجتمع لي بعدد ما اجتمع لجدي الحسين لخرجت!!
يعني أن هؤلاء المائة ألف ليس فيهم سبعين مثل السبعين الذين كانوا مع الامام الحسين (ع), وأنه لو توفر له السبعون رجلا لوجب عليه الخروج!!!
فالخروج لا يكون إلا للامام والراية المحمدية لا تكون إلا بيد الامام, قال (ص): علي حامل لوائي في الدنيا والآخرة.
* سر شريف
مما سبق ومما هو معلوم لدى أهل العلم أن رسول الله (ص) أرسل بالرحمة لجميع العوالم اي أن كل العوالم لها نصيب من رحمته بلا استثناء, ومعلوم لدى الجميع أن الرحمن الرحيم في البسملة الرحمن هو الذي رحم الكل بالوجود والرزق والحركة والطعام والشراب والراحة ووو
والرحيم هو الذي يرحم المؤمنين خاصة بالهدى والكمال والسعادة الأخروية.
ولما كان رسول الله هو عين تجلي الرحمة العامة, كان الامام وهو ( الهادي) هو عين التجلي بالرحمة الخاصة التي ترحم المؤمنين (خاصة) بهدايتهم.
ولما كان مقام رسول الله هو مقام العموم والاجمال, لم يكن يباشر القتال بنفسه الشريفة أبدا , وإن تقدم الصفوف كان يقف مدافعا عن أصحابه ( كنا اذا احمر البأس احتمينا برسول الله (ص) )
ولما كان يأمر بقتل أحد من أسراه الذين عاهدوه الا يعودوا أبدا ثم أخلفوا وعدهم وخانوه كان يأمر احدا من اصحابه أن يقتله ولا يباشر القتل بيديه الشريفتين أبداً!!
ولما حدث ما حدث يوم أحد وهجم المشركون على رسول الله (ص) لم يكن يقاتلهم وهو الذي لو قاتلته الأمم أبادها وهو واقف على ساق !!
وإنما تارة يقول من يفديني بنفسه وله الجنة ,
وتارة يقول لعلي (اكفني هذه) "اي هذه الكتيبة" أو ( اكفني هؤلاء)
ولما خرج أحد ألأشقياء متناهي الشقاء وهجم عليه ولم يجد بداً (ص) من أن يلاقيه بوجهه فلاقاه وقتله وهو يقول بأبي هو وأمي ( اشتد غضب الله على قوم آذوا نبيهم )
وسبحان الذي سواك أبا القاسم فإن قومك قد آذوك في مكة ما يقارب العشر أعوام ما قلت فيهم هذا القول أبداً , ولما قتلت أحدهم قلت أن ( غضب الله قد اشتد )
كان أذاهم لك هو أن يجبروك على أن تحرمهم من نورك الوجودي الأعظم!!!
تأمل فإن نبوته عين حقيقته وحقيقته عين نبوته.
* القرآن والمهدي
كما تقرر في هذا البحث الفقير من العلم, الماحل من الحكمة, أن القرآن الكريم هو تنزيل وتفصيل لحقيقة الكتاب المبين العلي الأعلى الذي لا يشذ عنه رطب ولا يابس وما فرط فيه من شئ.
وهذا الكتاب هو الامام المبين وهو عين حقيقة الامامة وحقيقة مقامها الأصلي ولا عجب إذا كان القرآن هو تفصيل هذا المقام أن يقول (ص) إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. وقوله (ص) ( علي مع القرآن والقرآن مع علي).
وأيضا من المنطقي أنه لما كان القرآن هو تفصيل حقيقة الكتاب أن يطنب في ذكر أسراره وظهورات أنواره وكيفية ظهورها وعلاماتها وشهاداتها وما قبلها وما بعدها.
ولو تأملت القرآن تأملا صادقا مبحرا في باطنه لعلمت صدق ذلك , ومأساة هذه الأمة هو قول من قال ( حسبنا كتاب الله) وهو لا يعرف معنى آية الكلالة!!
وجعلها كلمة باطل باقية في عقبه وأتباعه وشيعته!!
والحق أن القوم قد ارتكبوا في القرآن مذهباً صعباً واستسهلوا منه طوداً أبياً يزل عنه الشامخون فغابت الأمة في لجج الظلمات وغمرات الضلالة والجهل العقيم.
والعجيب أنك لو تأملت كتب العامة لوجدت نصف التفاسير (قال مجاهد وقال قتادة) , وأُخر عن الصحابة يأخذونها مسلمة دون نقاش رغم أن الصحابة غير معصومين عندهم وأقوالهم ليست مسلمة أبدا, ثم نذر قليل جدا جدا يروونه عن الرسول(ص).
وباقي ذلك هو من آراء علمائهم بما يقتبسونه من الظاهر لا أكثر ولا أقل!!!!
وما صرفوا القرآن على غير ظاهره رغم التنبيه والتحذير المتواتر في القرآن نفسه وفي أحاديث النبي وآله (ص)!!
ومن عدة أسابيع كان مولانا وأستاذنا الشيخ الكوراني حفظه الله يشارك في برنامج المستقلة عن الخليفة الثاني, وكانوا يتهمونه بالغلو في أهل البيت, وكان رد شيخنا أن تطرق إلى قوله تعالى ( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم ) مشيرا إلى أن الله تعالى يوكل حساب الخلائق إلى قوم من خلقه وهم المشار إليهم بقوله (إنا) بصيغة الجمع..فهب الشيخ الوهابي بعلو صوته يستنكر قائلا: لا تكذب.. لا تكذب..لا تكذب على الله..إنا هنا في صيغة الجمع للتبجيل والتفخيم!! (بمعنى كلامه)
يقصد أن قوله تعالى(إنا) بصيغة الجمع يقصد بها نفسه تعالى واتيانها في صيغة الجمع للتفخيم مثلما يقول الرجل (نحن) على سبيل التفاخر!!
وليس التعجب هنا من معنى التفسير ولكن التعجب من ثقة الشيخ وتقريره لها بصورة مطلقة كأنه هو الذي أنزل الكتاب وهو الذي يعرف معانيه وليس أن الذي يقوله هو مجرد رأي قابل للنقد أو حتى قابل للصحة مع صحة الرأي الآخر بمعنى الظاهر والباطن إلى سبعة أبطن!!
بل ورغم أنه لا يوجد حديث واحد (واااحد) عن رسول الله (ص) يقول بأن صيغة الجمع في القرآن إشارة إلى التفخيم والتبجيل لا أكثر بل إن هناك آيات تأتي صريحة على لسان جبريل (ع) مثل قوله تعالى : (وما نتنزل إلا بأمر ربك) بل وآيات تأتي بصيغة الجمع بـ (إنا) على لسان جبريل (ع) أيضا مثل قوله تعالى: (وما منا إلا له مقام معلوم * وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون)؟!!!!!!!
سبحان من خلق العرب!!!!!!!!!!!
ومع هذا فالرجل يتكلم بمطلق الثقة وبقمة التقرير والقطع بأن هذا هو التفسير وغير هذا فهو افتراء على الله!!!!!!!!
فمن المفتري على الله ما لا يعلم والمرتكب نوق الخطايا كبرا وجهلا والطارق سبل الضلال حكما وعدلا؟؟!!!
وهنا تحضرني كلمة صاحب (الطور المهدوي) أكرمه الله وأعزه عن مذهب القوم في تفسير الكتاب الكريم والكلمات لي والمعنى له سبق الله به في السابقين إلى كل خير, قال:
" أن علماءالعامة في تفسيرهم للقرآن ما كانوا يرون كفرا يذكر في القرآن إلا ويؤولنه كفر قريش ولا يرون نفاقا يذكر إلا ويرونه نفاق ابن أبي سرح ولا أصناما إلا وهي العزى وهبل وكل أنثى هي إناث الملائكة التي ادعتها العرب وكل يوم هو يوم القيامة..من العجيب أن القرآن ذكر أيام الله بصور مختلفة ومتفرقة جدا ولكن مفسري القوم ما من يوم إلا وأولوه على أنه يوم القيامة وكل فتح هو فتح مكة وهكذا كان تأويلهم للقرآن هو كتاب أنزل لهم فحسب أنزل لأصنام قريش وأنزل لأبي جهل وأبي لهب ولمنافقي قريش رغم أن القرآن فاتحته (الحمد لله رب العالمين) !!
والقرآن يتحدث عن نفسه ( وما هو إلا ذكر للعالمين )
والعالمون هم جميع العوالم المربوبة أي كل العوالم الموجودة
إنه ذكر لكل العوالم من الذرة إلى المجرة, من حظائر الملك إلى فردوس اللاهوت !!
ولكن عميت عليهم أنلزمهموها وهم لها كارهون!! "
ثم استدل بآيات شاهدة لاختلاف المعنى نذكر منها ما ييسر لنا الحق تعالى.
وأما حقيقة القرآن وسره فلا يعلمه على حقيقته إلا صاحب الوحي وآله الأطهار صلوات الله عليهم وسلامه وبركاته
ما نريد الإشارة إليه هو أن محمد صلى الله عليه وآله ما أرسل إلا ليقيم دولة الحق والعدل المنتظرة والقرآن لا يكاد يخلو من سورة تبشر بهذا اليوم, وتدعو إلى الصبر..الصبر..والانتظار..رغم أن القرآن لا يتكلم عن انتظار القيامة ابدا وإنما يقرر إنه يوم منتهي لا مفر منه أياً كان ولا ينفع منه انتظار أو غيره فلا داعي للانتظار وإنما يجب الحذر لا الانتظار..فماذا اذن يعني بأمره في أكثر من موضع لنبيه بالارتقاب والانتظار والصبر حتى يحكم الله بـ (أمره)
أما عن أيام الله التي تشير لظهور الامام فهي عديدة جدا
بل هناك سور كاملة تكاد تتكلم عنه عجل الله فرجه الشريف او عن آيات ظهوره أو عن من سيكون معه وتهتم بهم بحفاوة شديدة أو أشياء عن اسرار قدرته ووو...الخ
أما الآيات فننصح بالرجوع إلى كتاب المؤلف رحمه الله تعالى فإنه وفى فيه وفاءا ليس بعدها وفاء.
ونذكر هذه الآيات اختصارا:
1- " ويقولون متى هذا الفتح إن كنتم صادقين * قل يوم الفتح لا ينفع الذين كفروا إيمانهم ولا هم ينظرون * فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون "
وسر الآية أن الفتح هو نصر لله ورسوله وليس يوم القيامة لأن القيامة ليست فتحا ولا خلافه , وثانيا أنه لا كفر ولا ايمان يوم القيامة إنما يوم القيامة يوم تكشف الحقائق , بل إن ذات المعنى ذكر في علامات القيامة أنها لما تظهر لا ينفع الذين كفروا إيمانهم!
2- ((وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون * ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون ))
يوم نحشر (فوجا) وليس كل الناس!!!!!!!
فما هو اليوم الذي يحيي الله فيه فوج من الأموات دون غيرهم؟؟!!!
لا تعليق!!
(( حتى إذا جاؤوا قال أكذبتم بآياتي ولم تحيطوا بها علما أماذا كنتم تعملون))
إنه يسألهم (من الذي يسأل؟؟) ويعاتبهم رغم أنه معلوم أن الكفار يوم القيامة (لا يستعتبون)
((ووقع القول عليهم بما ظلموا فهم لا ينطقون))
وهذا أيضا لا يحدث في الآخرة فإن الكفار يوم القيامة يتكلمون ويشكون حتى يقول لهم (بعد دخولهم فيها) : (اخسئوا فيها ولا تكلمون)
بل وأول ما يسألهم تعالى (أين شركائي الذين كنتم تدعون) ؟؟؟
نطقوا قائلين : ( آذناك ما منا من شهيد ) !!!
أي أنهم لم يقع عليهم القول فهم لا ينطقون وهذا على عكس المذكورين في الآية الشريفة
ولكن هؤلاء قبل أي شئ يقع عليهم القول فلا يستطيعون النطق , لعله خرس الدهشة أو لعلهم يتحولون لصورة أخرى ملعونة غير قادرة على النطق والله أعلم!!
3- (يومئذ يتبعون الداع لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا)
من هو الداع الذي لا عوج له؟؟؟؟؟
يقول تعالى : (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)
أي أن الكتاب المبين هو الذي لا عوج له والكتاب المبين هو الامام المبين...اللهم متعنا بالنظرة الرضية البهية منه وإليه.
وهناك آيات كثيرة جدا لا نتكلم فيها لأسباب أهمها أنها تحتاج فهم مبدئي لأسماء الله تعالى ومعانيها ولكن ننصح بقراءة كتاب الطور المهدوي فهو كاف جدا لمن شاء الطلب.
الأهم هو الحديث عن السورتين اللتين في رأينا القاصر هما أهم سورتين اعتنت بأحداث الظهور..هذا بخلاف سورة الفتح التي هي أصلا تتكلم عن الفتح المبين الذي قد سبق في علم الله حصوله والتي آخر آية فيها تشير إلى أسود فارس المقبلة في كنف المهدي المنتظر أيدهم الله ورعاهم وحفظهم وهداهم.
اما ما هم السورتان وما الحديث عنهما فأولهما سورة الكهف من أولها آخرها , وننصح بالرجوع إلى كتاب ( الطور المهدوي ) للاستفادة منه خصوصا أن كل حديثنا في الجزء الثالث من البحث سيكون مبنيا على كلامه مع بعض النقد لبعض النقاط وإبداء بعض الاشياء الأخرى في السورة الثانية التي لم يلتفت لها العلامة الجليل.
وكنت قد نويت أن يكون هذا الجزء هو الجزء الأخير لكن الكلام تواتر ورأيت في الصفحة الخامسة عشر وأنا بعد لم أقل شيئا بخصوص الأحداث المهمة والخطيرة التي تتوقع أن تحدث أيام ظهور الحجة المنتظرة وهي هذه الأيام التي نترقب إن شاء الله.
فليكن باذن الله في الجزء الثالث من البحث إن قدر الله لنا الحياة.
تعليق