بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
اللهم صلي على محمد و آله الغر الميامين
السلام عليك يا سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، السلام عليك يا زوجة ولي الله وخير الخلق بعد رسول الله ، السلام عليك يا أم الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة ، السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة ، السلام عليك أيتها الرضية المرضية ، السلام عليك أيتها الفاضلة الزكية ، السلام عليك أيتها الحوراء الإنسية ، السلام عليك أيتها التقية النقية ، السلام عليك أيتها المحدثة العليمة ، السلام عليك أيتها المظلومة المغصوبة ، السلام عليك أيتها المضطهدة المقهورة ، السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله ورحمة الله وبركاته
نحب أن نستعرض من خلال هذا البحث المتواضع المظلومية التي وقعت على سيدة نساء العالمين و بنت خاتم النبيين فأسأل الله العلي القدير التوفيق
أولا ما ورد فيها من آيات و أحاديث سلام الله عليها
1- (إن الله يرزقُ من يشاءُ بغير حسابٍ) / 37
روى العلامة السيوطي، في الدرّ المنثور 2: 20. في تفسيره لهذه الآية، قال: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أقام أيّاماً لم يطعم طعاماً حتى شقّ ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه، فلم يجد عند واحدة منهنّ شيئاً، فأتى فاطمة، فقال: يا بنية، هل عندك شيء آكله فإنّي جائع. فقالت: لا والله. فلما خرج من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين وقطعة لحم، فأخذته منها فوضعته في جفنة لها وقالت: والله لأوثرنّ بهذا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة طعام.
فبعثت حسناً أو حسيناً إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فرجع إليها. فقالت له: بأبي أنت وأمي، قد أتى الله تعالى بشيء قد خبأته لك.
قال: هلمّي يا بنية بالجفنة. فكشف عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرت إليها بهتت وعرفت أنها بركة من الله تعالى، فحمدت الله تعالى وقدّمته إلى النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
قال: من أين لك هذا يا بنية؟
قالت: يا أبتا (يا أبة) هو من عند الله، إنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب.
فحمد الله سبحانه ثم قال: الحمد لله الذي جعلك شبيه سيّدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت إذا رزقها الله تعالى رزقاً، فسئلت عنه قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب
2-(واتِ ذا القُربى حقّهُ) / 26
روى العلامة البحراني عن الثعلبي ـ في تفسيره ـ في تفسير هذه الآية قال: عني بذلك قرابة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وقال: ثم قال الثعلبي: قال علي بن الحسين (رضي الله عنه) لرجل من أهل الشام: أقرأت القرآن؟ قال: نعم. قال: فما قرأت في بني إسرائيل (وآت ذا القربى حقّه)؟ قال: وإنكم القرابة التي أمر الله تعالى أن يؤتى حقه؟ قال: نعم.
وروى الحافظ الحسكاني (الحنفي) قال: أخبرنا أبو سعد السعدي (بإسناده المذكور) عن أبي سعيد الخدري قال: لمّا نزلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (وآت ذا القربى حقّه) دعا فاطمة فأعطاها فدكاً والعوالي، وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): هذا قسم قسمه الله لك ولعقبك.
قال ياقوت الحموي في (معجمه): فدك، وهي قرية تبعد عن المدينة مسافة يومين أو ثلاثة أرضها زراعية خصبة فيها عين فوارة ونخيل كثيرة
3- (إنّا أعطيناك الكوثر) / 1
أخرج أصحاب العديد من التفاسير نزول هذه السورة بشأن فاطمة الزهراء بنت الرسول (سلام الله عليه وعليها) وإليك عدداً منهم:
منهم: البيضاوي في تفسيره، عند تفسير كلمة (الكوثر) قال: (وقيل أولاده).
ومنهم: الفخر الرازي، في تفسيره الكبير، قال: (الكوثر أولاده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لأن هذه السورة إنما نزلت ردّاً على من عابه (عليه السلام) بعدم الأولاد، فالمعنى: أنّه يعطيه نسلاً يبقون على مرّ الزمان، فانظركم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم، ولم يبق من بني أميّة في الدنيا أحد يعبأ به).
ومنهم: شيخ زاده في حاشيته على تفسير البيضاوي عند تفسير سورة الكوثر: (إنّ المفسرين ذكروا في تفسير الكوثر أقوالاً كثيرة منها: أنّ المراد بالكوثر: أولاده (عليه الصلاة والسلام)، ويدل عليه أن هذه السورة نزلت ردّاً على من قال في حقّه (عليه الصلاة والسلام): أنّه أبتر ليس له من يقوم مقامه).
ومنهم: شهاب الدين في حاشيته على تفسير البيضاوي.
ومنهم عثمان بن حسن المشتهر بـ(كوسة زادة) في كتاب له في تفسير بعض آيات من القرآن أسماه بـ(المجالس).
ومنهم: العلامة أبو بكر الحضرمي في كتابه (القول الفصل)
4- (( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ))
أخرج الطبري في تفسيره : ( 10/296 حديث رقم : 28487 ) قال :
(( حدثني محمد بن المثنى ، قال : حدثنا بكر بن يحيى بن زبان العنزي ، قال : حدثنا مندل ، عن الأعمش عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نزلت هذه الآية في خمسة ، فيّ وفي علي رضي الله عنه ، وحسن رضي الله عنه ، وحسين رضي الله عنه ، وفاطمة رضي الله عنها ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) )) .
أكتفي بهذا القدر من الآيات التي تبين مقام السيدة فاطمة الزهراء
الأحاديث الواردة في السيدة فاطمة الزهراء
1- صحيح مسلم ...فضائل الصحابة .. فضائل فاطمة عليها السلام
حدثني أبو معمر إسمعيل بن إبراهيم الهذلي حدثنا سفيان عن عمرو عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها
2- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فاطمة بضعة مني، من أغضبها أغضبني»
صحيح البخاري 5: 92 | 209 و150 | 255. وصحيح مسلم 4: 1902 | 93 ـ 2449. وسنن الترمذي 5: 698 | 3867. ومصابيح السُنّة 4: 185 | 4799. والمستدرك للحاكم 3: 158. ومجمع الزوائد 9: 203. والجامع الصغير 2: 208 | 5833
3- وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «فاطمة بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ماآذاها»
صحيح البخاري 7: 65 ـ 66 | 159 كتاب النكاح. ونحوه في مسند أحمد 4: 5 و 323 و 328 و332. وسنن الترمذي 5: 698 | 3869. ومستدرك الحاكم 3: 154 و158 و159. وخصائص النسائي: 36. وحلية الاَولياء 2: 240. وكنز العمال 6: 219 و8: 315. والصواعق المحرقة: 190. والاِمامة والسياسة 1: 14
4- قال صلى الله عليه وآله وسلم: «يافاطمة، إنّ الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك»
مستدرك الحاكم 3: 513. وأُسد الغابة 7: 224. والاصابة 8: 159. والصواعق المحرقة: 175 باب 11 فصل 1 المقصد الثالث. والخصائص الكبرى 2: 265. وتهذيب التهذيب 12: 441. وكنز العمال 6: 219 و 7: 111. وذخائر العقبى: 39
5-روي عن عائشة أنّها قالت: ما رأيت أحداً أشبه حديثاً وكلاماً برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من فاطمة، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها وأجلسها في مجلسه وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها
سنن الترمذي 5: 700 | 3872. وفضائل الصحابة | النسائي: 68.
6-وروي أنّ عائشة سُئلت: أي الناس كان أحبُّ إلى رسول الله ؟ قالت: فاطمة. قيل: ومن الرجال ؟ قالت: زوجها
سنن الترمذي 5: 701| 3874. ومستدرك الحاكم 3: 157 وصححه. وأُسد الغابة 7: 223. والبداية والنهاية 7: 254.
7- وعن بريدة، قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاطمة، ومن الرجال علي
سنن الترمذي 5: 698 | 3868. ومستدرك الحاكم وصححه
و نكتفي بها القدر من الروايات التي تبين في مضمونها مكانة السيدة فاطمة الزهراء و كيف أن الله يغضب لغضبها و يرضى لرضاها
أخواني .... هل تقرون معي بهذه الروايات حتى نكمل الحديث ؟؟؟؟
تعليق