الحمـد لله الـذي جعـل الحمـد مفتاحـاً لـذكــرِهِ وخلـقً الأشيـاء ناطِقـةً
بحمـدِهِ وشُكـرُهَ والصـلاة والسـلام علـى نبيـه محمـدٍ المُشتـقِ إسمُـهُ مِـن
إسمِـهِ المحمـودِ وعلـى آلـه الطـاهــريـن
أورد
أسماء رجال الشيعة من الذين ورِد ذِكر أحاديث في صحاحهم عن طريقهم ومنهم من كان من
مشايخهم
1
ـ
أبان بن تغلب الكوفي :
1 ـ أبان بن تغلب ـ بن رباح القاريء الكوفي، ترجمه الذهبي في ميزانه فقال: ـ أبان بن تغلب م عو ـ الكوفي شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه، وعليه بدعته. (قال): وقد وثقه أحمد بن حنبل؛ وابن معن، وابو
حاتم. وأورده
ابن عدي وقال: كان غالياً في
التشيع. وقال السعدي: زائغ مجاهر. إلى آخر ما حكاه الذهبي عنهم في أحواله (ميزان
الاعتدال للذهبي: 1/5.
) وعده ممن احتج بهم مسلم، واصحاب السنن الأربعة ـ أبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة (روي
عنه في: صحيح مسلم كتاب الإيمان باب تحريم الكبر وبيانه: 1/51،
سنن أبي داود: 4/34 ح3987، سنن النسائي كتاب مناسك الحج باب كيفية التلبية: 5/161.
وقد روى عن الإمام علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله عليهم السلام، وكانت له عندهم حظوة وقدم، قال له الإمام أبو جعفر عليه السلام: اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس فإني أحب أن ارى في شيعتي مثلك، حياة الإمام محمد الباقر: 2/192 ورجال النجاشي: 7 والفهرست للطوسي: 41 ط2.
) ـ حيث وضع على اسمه رموزهم. ودونك حديثه في صحيح مسلم، والسنن الأربعة عن الحكم والأعمش، وفضيل بن عمرو، روى عنه مسلم، سفيان بن عيينة، وشعبة، وإدريس الاودي. مات رحمه الله سنة إحدى وأربعين ومئة.
2 ـ ابراهيم بن يزيد ـ بن عمرو بن الأسود بن عمرو النخعي الكوفي الفقيه، وأمه مليكة بنت يزيد بن قيس، كانوا جميعاً كعميهم: علقمة، وأبي، ابني قيس: من أثبات المسلمين، وأسناد أسانيدهم الصحيحة، احتج بهم أصحاب الستة وغيرهم، مع الاعتقاد بأنهم
شيعة.
أما إبراهيم بن يزيد صاحب العنوان فقد عده ابن قتيبة في معارفه (المعارف
لابن قتيبة: 624، ميزان الاعتدال: 1/74.روي عنه في: صحيح البخاري كتاب البيوع باب
شراء الإمام الحوائج بنفسه: 3/14، صحيح مسلم كتاب الإيمان باب تحريم الكبر: 1/51،
سنن أبي داود: 4/254 ح4804، سنن النسائي كتاب النكاح باب الحث على النكاح: 6/56،
صحيح الترمذي: 1/104 ح155 سنن ابن ماجة: 2/1397 ح4173 ط مصر بتحقيق محمد فؤاد
عبد الباقي.
) (ص206، حيث ذكر
رجال الشيعة في
المعارف)
من رجال الشيعة، وأرسل ذلك إرسال المسلمات. ودونك حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم عن عم أمه علقمة بن قيس، وعن كل من همام بن الحارث وأبي
عبيدة بن
عبد الله بن مسعود، وعن عبيد ة، والأسود بن يزيد ـ وهو خاله ـ وحديثه في صحيح مسلم عن خاله
عبد الرحمن بن يزيد، وعن سهم بن منجاب، وأبي معمر، وعبيد بن نضلة، وعابس. وروى عنه في الصحيحين منصور، والأعمش، وزبيد، والحكم، وابن عون. روى عنه في صحيح مسلم، فضيل بن عمرو، ومغيرة، وزياد بن كليب، وواصل، والحسن بن
عبيد الله، وحماد بن أبي سليمان، وسماك.
ولد إبراهيم سنة خمسين، ومات سنة ست أو خمس وتسعين، بعد موت الحجاج بأربعة اشهر.
3 ـ أحمد بن المفضل ـ بن الكوفي الحفري أخذ عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، واحتجا به، وهما يعلمان مكانه في الشيعة، وقد صرح أبو حاتم بذلك حيث قال ـ كما في ترجمة أحمد من الميزان ـ : كان أحمد بن المفضل من رؤساء الشيعة صدوقاً. وقد ذكره الذهبي في ميزانه ( ميزان الاعتدال: 1/157. )ووضع على اسمه رمز أبي داود والنسائي، إشارة إلى احتجاجهما به، ودونك حديثه في صحيحيهما ( روى عنه في: سنن أبي داود: 3/59 ح2683 ) عن الثوري. وله عن أسباط بن نصر واسرائيل.
4 ـ اسماعيل بن أبان ـ الأزدي الكوفي الوراق، شيخ البخاري في صحيحه، ذكره الذهبي في الميزان (الميزان للذهبي: 1/212) بما يدل على احتجاج البخاري والترمذي به في صحيحيهم (روي عنه في: التاريخ الكبير للبخاري: ج1 ق1 ص347. ط حيدر آباد. ) وذكر ان يحيى وأحمد أخذا عنه، وأن البخاري قال: صدوق، وأن غيره قال: كان يتشيع، وأنه توفي سنة 286 لكن القيسراني ذكر أن وفاته كانت سنة ست عشرة ومئتين، وروى عنه البخاري بلا واسطة في غير موضع من صحيحه، كما نص عليه القيسراني وغيره.
5 ـ إسماعيل بن خليفة ـ الملائي الكوفي، وكنيته أبو إسرائيل وبها يعرف، ذكره الذهبي في باب الكنى من ميزانه (الميزان للذهبي: 1/226، المعارف لابن قتيبة: 624. ) فقال: كان شيعياً بغيضاً من الغلاة الذين يكفرون عثمان، ونقل عنه من ذلك شيئاً كثيراً لا يلزمنا ذكره، ومع هذا فقد أخرج عنه الترمذي في صحيحه وغير واحد من ارباب السنن (روي عنه في: صحيح الترمذي، سنن أبي داود) . وحسن أبو حاتم حديثه. وقال أبو زرعة: صدوق، في رأيه غلو. وقال احمد: يكتب حديثه. وقال ابن معين مرة: هو ثقة. وقال الفلاس: ليس هو من أهل الكذب، ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره، عن الحكم بن عتيبة، وعطية العوفي، ورى عنه إسماعيل بن عمرو البجلي وجماعة من أعلام تلك الطبقة، وقد عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ .
6 ـ اسماعيل بن زكريا ـ الأسدي الخلقاني الكوفي. ترجمه الذهبي في ميزانه ( الميزان للذهبي: 1/228.) فقال: ـ اسماعيل بن زكريا ـ الخلقاني الكوفي صدوق شيعي، وعده ممن احتج بهم أصحاب الصحاح الستة (روي عنه في: صحيح البخاري كتاب الأدب باب ما يكره من التمادح: 7/87، صحيح مسلم كتاب الطهارة باب حكم ولوغ الكلب: 1/132، سنن ابي داود: 3/6 ح2489. ) حيث وضع على اسمه الرمز الى اجتماعهم على ذلك. ودونك حديثه في صحيح البخاري عن محمد بن سوقة، وعبيد ة الله بن عمر، وحديثه في صحيح مسلم عن سهيل، ومالك بن مغول، وغير واحد، أما حديثه عن عاصم الأحول فموجود في الصحيحين جميعاً، وروى عنه محمد بن الصباح، وأبو الربيع، عندهما، ومحمد بن بكار، عند مسلم. مات سنة أربع وسبعين ومئة ببغداد، وأمره في التشيع ظاهر معروف حتى نسبوا إليه القول: بأن الذي نادى عبد ه من جانب الطور إنما هو علي بن أبي طالب، وأنه كان يقول: الأول والآخر والظاهر والباطن علي بن أبي طالب، وهذا من أرجاف المرجفين بالرجل لكونه من شيعة علي، والمقدمين له على من سواه. قال الذهبي في ترجمته في الميزان بعد نقل هذه الأباطيل عنه: لم يصح عن الخلقاني هذا الكلام فإنه من كلام الزنادقة. ا هـ.
7 ـ إسماعيل بن عباد ـ بن العباس الطالقاني أبو القاسم، المعروف بالصاحب بن عباد . ذكره الذهبي في ميزانه (خالف الذهبي طريقته في الميزان عند ذكره لاسماعيل بن عباد حيث ذكره بين اسماعيل بن ابان الغنوي واسماعيل بن ابان الأزدي، وقد اهتضمه فلم يوفه شيئاً من حقوقه.ترجمته في: ميزان الاعتدال للذهبي: 1/212 برقم 826. ) فوضع على اسمه دت رمزاً إلى احتجاج أبي داود والترمذي به في صحيحهما ثم وصفه: بأنه أديب بارع شيعي
يقول مشتاق للحسين :
تشيعه مما لا يرتاب فيه أحد، وبذلك نال هو وأبوه ما نالا من الجلالة والعظمة في الدولة البويهية، وهو أول من لقب بالصاحب من الوزراء، لأنه صحب مؤيد الدولة بن بويه منذ الصبا فسماه الصاحب، واستمر عليه هذا اللقب حتى اشتهر به، ثم أطلق على كل من ولي الوزارة بعده، وكان أولاً وزير مؤيد الدولة أبي منصور بن ركن الدولة بن بويه، فلما توفي مؤيد الدولة وذلك في شعبان سنة 373 بجرجان، استولى على مملكته أخوه أبو الحسن علي المعروف بفخر الدولة فأقر الصاحب على وزارته، وكان معظماً عنده، نافذ الامر لديه، كما كان أبوه عبد بن العباس وزيراً معظماً عند أبيه ركن الدولة، نافذ الأمر لديه، ولما توفي الصاحب ـ وذلك ليلة الجمعة الرابعة والعشرين من صفر سنة خمس وثمانين وثلاثمئة بالري عن تسع وخمسين سنة ـ أغلقت له مدينة الري، واجتمع الناس على باب قصره ينتظرون خروج جنازته، وحضر فخر الدولة ومعه الوزراء والقواد، وغيروا لباسهم، فلما خرج نعشه صاح الناس بأجمعهم صيحة واحدة، وقبلوا الأرض تعظيماً للنعش، ومشى فخر الدولة في تشييع الجنازة كسائر الناس، وقعد للعزاء أياماً، ورثته الشعراء، وأبنته العلماء، وأثنى عليه كل من تأخر عنه، قال أبو بكر الخوارزمي: نشأ ـ الصاحب بن عباد ـ من الوزارة في حجرها، ودب ودرج من وكرها، ورضع أفاويق درها، وورثها عن آبائه. كما قال أبو سعيد الرستمي في حقه:
وقال الصاحب في ترجمة الصاحب من يتيمته: ليست تحضرني عبارة أرضاها للافصاح عن علو محله في العلم والادب، وجلالة شأنه في الجود والكرم، وتفرده بالغايات في المحاسن، وجمعه أشتات المفاخر، لأن همة قولي تنخفض عن بلوغ أدنى فضائله ومعاليه، وجهد وصفي يقصر عن أيسر فواصله ومساعيه. ثم استرسل في بيان محاسنه وخصائصه ( يتيمة الدهر للثعالبي: 3/169 ـ 260 ط الصاوي بمصر، الصاحب بن عبد للشيخ محمد حسن الياسين) . وللصاحب مؤلفات جليلة منها كتاب المحيط في اللغة في سبعة مجلدات رتبه على حروف المعجم، وكان ذا مكتبة لا نظير لها. كتب اليه نوح بن منصور أحد ملوك بني سامان يستدعيه ليفوض اليه وزارته وتدبير أمر مملكته، فاعتذر إليه: بأنه يحتاج لنقل كتبه خاصة إلى أربعمئة جمل، فما الظن بغيرها، وفي هذا القدر من أخباره كفاية.
8 ـ اسماعيل بن عبد الرحمن ـ بن أبي كريمة الكوفي المفسر المشهور المعروف بالسدي. قال الذهبي في ترجمته بالميزان: ( الميزان للذهبي: 1/236) رمي بالتشيع، ثم روي عن حسين بن واقد المروزي: أنه سمعه يشتم أبا بكر وعمر. ومع ذلك فقد أخذ عنه الثوري وأبو بكر بن عياش، وخلق من تلك الطبقة. واحتج به مسلم وأصحاب السنن الأربعة (روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/300 ح3805، سنن أبي داود: 3/146 ح2981، سنن ابن ماجة: 1/88 ح241، سنن النسائي كتاب الزكاة باب من يسأل الله: 5/83.وكان من أصحاب الباقر عليه السلام. ) ووثقه أحمد. قال ابن عدي: صدوق. وقال يحيى القطان: لا بأس به. وقال يحيى بن سعيد: ما رأيت أحداً يذكر السدي الا بخير «قال» وما تركه أحد. ومر ابراهيم النخعفي بالسدي وهو يفسر القرآن فقال: أما إنه يفسر تفسير القوم. وإذا راجعت أحوال السدي في ميزان الاعتدال تجد تفصيل ما أجملناه. ودونك حديث السدي في صحيح مسلم عن أنس بن مالك وسعد بن عبيدة ويحيى بن عباد ، وروى عنه مسلم، وأرباب السنن الأربعة: أبو عوانة، والثوري، والحسن بن صالح، وزائدة، واسرائيل، فهو شيخ هؤلاء الأعلام، مات سنة سبع وعشرين ومئة.
9 ـ إسماعل بن موسى ـ الفزاري الكوفي. قال ابن عدي ـ كما في ميزان الذهبي ـ : أنكروا منه غلواً في التشيع. وقال عبدان ـ كما في الميزان أيضاً ـ : أنكر علينا هناد، وابن أبي شيبة، ذهابنا إليه. وقال أيش عملتم عند ذاك الفاسق الذي يشتم السلف!؟ ومع هذا فقد أخذ عنه ابن خزيمة، وأبو عروبة خلائق، كان شيخهم من تلك الطبقة، كأبي داود والترمذي، اذ أخذا عنه واحتجا به، في صحيحيهما، وقد ذكره أبو حاتم فقال: صدوق. وقال النسائي: ليس به بأس. كل ذلك موجود في ترجمته من ميزان الذهبي (الميزان للذهبي: 1/251.) .
ودونك حديثه في صحيح الترمذي، وسنن أبي داود ( روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/299 ح3802، سنن أبي داود: 4/165 ح4486، سنن ابن ماجة: 1/13 ح31. ) عن مالك، وشريك؛ وعمر بن شاكر صاحب أنس. مات سنة خمس وأربعين ومئتين، وهو ابن بنت السدي، وربما كان ينكر ذلك.
10 ـ تليد بن سليمان ـ
الكوفي الاعرج، ذكره ابن معين فقال: كان يشتم
عثمان، فسمعه بعض أولاد موالي عثمان فرماه فكسر رجليه. وذكره
أبو داود فقال: رافضي يشتم أبا
بكر وعمر. ومع ذلك كله فقد أخذ عنه أحمد، وابن نمير،
واحتجا به وهما يعلمانه شيعياً
قال أحمد:
تليد شيعي لم نر به بأساً. وذكره
الذهبي في ميزانه (
الميزان للذهبي: 1/358. )، فنقل من أقوال العلماء فيه
ما قد ذكرته، ووضع على اسمه رمز الترمذي، اشارة إلى أنه من رجال أسانيده.
ودونك حديثه في صحيح الترمذي عن عطاء بن السائب وعبد الملك بن عمير.
11 ـ ثابت بن دينار ـ المعروف بأبي حمزة الثمالي حاله في التشيع كالشمس. وقد ذكره في الميزان (الميزان للذهبي: 1/363. ) فنقل أن عثمان ذكر مرة في مجلس أبي حمزة فقال: من عثمان؟ استخفافاً به، ثم نقل أن السليماني عد أبا حمزة في قوم من الرافضة، وقد وضع الذهبي رمز الترمذي على اسم أبي حمزة، إشارة إلى أنه من رجال سنده، وأخذ عنه وكيع وأبو نعيم واحتجا به ودونك حديثه في صحيح الترمذي (روي عنه في: صحيح البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة النبي: 4/167، سنن أبي داود: 4/237 ح4746. ) عن أنس، والشعبي، وله عن غيرهما من تلك الطبقة. مات رحمه الله سنة مئة وخمسين.
وكان من أصحاب الإمام علي بن الحسين والإمام الباقر والصادق عليهم السلام وروى عنهم وقال النجاشي في حقه: وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث وروي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: أبو حمزة في زمانه مثل سلمان في زمانه.
وكان مستجاب الدعوة. وقد استشهد أولاده مع زيد الشهيد (حياة الإمام الباقر: 2/221).
12 ـ ثوير بن أبي فاخته ـ أبو الجهم الكوفي، مولى أم هاني بنت أبي طالب. ذكره الذهبي في ميزانه (الميزان للذهبي: 1/375. ) فنقل القول: بكونه رافضياً عن يونس بن أبي إسحاق، ومع ذلك فقد أخذ عنه سفيان، وشعبة، وأخرج له الترمذي في صحيحه (روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/93 ح2677. وكان من أصحاب الإمام علي بن الحسين والإمام الباقر عليهم السلام. ) عن ابن عمر، وزيد بن أرقم. وكان في عصر الإمام الباقر متمسكاً بولايته معروفاً بذلك، وله مع عمرو بن ذر القاضي، وابن قيس المعاصر، والصلت بن بهرام نادرة تشهد بهذا (تراجع القصة في: حياة الإمام محمد الباقر عليه السلام للقرشي: 2/223، ومعجم رجال الحديث: 3/410. ) .
13 ـ جابر بن يزيد ـبن
الحارث الجعفي الكوفي. ترجمه الذهبي في ميزانه (
الميزان للذهبي: 1/379، الملل والنحل للشهرستاني
بهامش الفصل: 2/27 ط بيروت )فذكر أنه أحد علماء الشيعة.
ونقل عن سفيان القول بأنه سمع جابراً يقول: انتقل العلم الذي كان في النبي صلى الله
عليه وآله وسلم إلى علي، ثم انتقل إلى الحسن، ثم لم يزل حتى بلغ جعفراً (الصادق)
وكان في عصره عليه السلام. وأخرج مسلم في أوائل صحيحه عن الجراح. قال سمعت جابراً
يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر (الباقر) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
كلها ( صحيح مسلم: 1/12. ). وأخرج عن زهير؛
قال سمعت جابراً يقول: ان عندي لخمسين ألف حديث، ما حدثت منها بشيء ـ قال ثم حدث
يوماً بحديث فقال: هذا من الخمسين ألفاً ( نفس المصدر)
وكان جابر اذا حدث عن الباقر يقول ـ كما في ترجمته من
ميزان الذهبي ـ : حدثني وصي الاوصياء.
وقال ابن عدي
ـ كما في ترجمة جابر من الميزان ـ : عامة ما قذفوه به أن كان يؤمن بالرجعة، وأخرج
الذهبي ـ في ترجمته من الميزان ـ بالاسناد إلى زائدة قال: جابر
الجعفي رافضي يشتم، قلت: ومع ذلك فقد احتج به النسائي،
وأبو داود ( روي
عنه في: صحيح الترمذي: 5/346 ح3918، صحيح مسلم: 1/12، سنن أبي داود: 1/272 ح1036.
) فراجع حديثه عن سجود السهو من صحيحيهما،
وأخذ عنه شعبة، وأبو عوانة، وعدة من طبقتهما، ووضع الذهبي على إسمه ـ حيث ذكره في
الميزان ـ رمزي أبي داود والترمذي إشارة إلى كونه من رجال
أسانيدهما، ونقل عن سفيان القول: بكون جابر الجعفي ورعاً
في الحديث، وأنه قال. ما رأيت أورع منه، وأن شعبة قال: جابر صدوق. وأنه قال أيضاً
كان جابر إذا أنبانا وحدثنا، وسمعت، فهو من أوثق الناس، وأن وكيعاً قال: ما شككتم
في شيء فلا تشكوا أن جابر الجعفي ثقة، وأن ابن عبد الحكم سمع الشافعي يقول:
قال سفيان الثوري لشعبة: لئن تكلمت في جابر الجعفي لأتكلمن فيك. مات جابر
سنة ثمان أو سبع وعشرين ومئة، رحمه الله تعالى (الميزان
للذهبي: 1/379 ـ 384. وراجع أيضاً: حياة الإمام محمد الباقر عليه السلام: 2/228
وتهذيب التهذيب: 2/47 ومعجم رجال الحديث: 4/18. ) .
14 ـ جرير بن عبد الحميد ـ الضبي الكوفي، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ وأورده الذهبي في الميزان (المعارف لابن قتيبة: 624، الميزان للذهبي: 1/394. ) فوضع عليه الرمز إلى اجتماع أهل الصحاح على الإحتجاج به، وأثنى عليه فقال: عالم أهل الري صدوق، يحتج به في الكتب، نقل الإجماع على وثاقته. ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم (روي عنه في: صحيح البخاري كتاب العلم باب من جعل لأهل العلم أياماً معلمة: 1/25، صحيح مسلم كتاب الجهاد باب صلح الحديبية: 2/100، سنن أبي داود: 3/321، صحيح الترمذي: 4/234 ح3043 سنن النسائي كتاب السهو باب التنحنح في الصلاة: 3/12. ) عن الأعمش، ومغيرة، ومنصور، وإسماعيل بن أبي خالد، وأبي إسحاق الشيباني، روى عنه في الصحيحين قتيبة بن سعيد، ويحيى بن يحيى، وعثمان بن أبي شيبة. مات رحمه الله تعالى سنة سبع وثمانين ومئة عن سبع وسبعين سنة.
15 ـ جعفر بن زياد ـ الأحمر الكوفي، ذكره أبو داود فقال: صدوق شيعي. وقال الجوزجاني: مائل عن الطريق ـ أي لتشيعه مائل عن طريق الجوزجاني إلى طريق أهل البيت ـ وقال ابن عدي: صالح شيعي. وقال حفيده الحسين بن علي بن جعفر بن زياد: كان جدي جعفر من رؤساء الشيعة بخراسان، فكتب فيه أبو جعفر الدوانيقي ـ فأشخص اليه في ساجور مع جماعة من الشيعة فحبسهم في المطبق دهراً. أخذ عنه ابن عيينة، ووكيع وأبو غسان المهدي، ويحيى بن بشر الحريري، وابن مهدي، فهو شيخهم. وقد وثقه ابن معين ….، وقال أحمد: صالح الحديث. وذكره الذهبي في الميزان (الميزان للذهبي: 1/407. ) ونقل من أحواله ما قد سمعت، ووضع على اسمه رمز الترمذي، والنسائي، اشارة إلى احتجاجهما به. ودونك حديثه في صحيحيهم ( روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/323 ح3860. ) عن بيان بن بشر، وعطاء بن السائب. وله عن جماعة آخرين من تلك الطبقة. مات رحمه الله سنة سبع وستين ومئة.
16 ـ جعفر بن سليمان ـ الضبعي البصري أبو سليمان، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه (راجع من المعارف: 206.) ، وذكره ابن سعد فنص على تشيعه ووثاقته (المعارف لابن قتيبة: 624، الطبقات الكبرى: 7/288. ) ونسبه أحمد بن المقدام إلى الرفض، وذكره ابن عدي فقال: هو شيعي أرجو أنه لا بأس به، وأحاديثه ليست بالمنكرة، وهو عندي ممن يحمد أن يقبل حديثه. وقال أبو طالب سمعت أحمد يقول: لا بأس بجعفر بن سليمان الضبعي، فقيل لأحمد: إن سليمان بن حرب يقول: لا يكتب حديثه، فقال: لم يكن ينهى عنه، وإنما كان جعفر يتشيع، فيحدث بأحاديث في علي... الخ. وقال ابن معين: سمعت من عبد الرزاق كلاماً استدللت به على ما قيل عنه من المذهب، فقلت له: إن أساتذتك كلهم اصحاب سنة، معمر، وابن جريح، والاوزاعي، ومالك وسفيان، فعمن أخذت هذا المذهب؟ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلاً حسن الهدي، فأخذت عنه هذا المذهب ـ مذهب التشيع ـ قلت: لكن محمد بن أبي بكر المقدمي كان يرى العكس، فيصرح بأن جعفراً انما أخذ الرفض عن عبد الرزاق، ولذا كان يدعو عليه فيقول: فقدت عبد الرزاق ما أفسد بالتشيع جعفراً غيره. وأخرج العقيلي بالاسناد إلى سهل بن أبي خدوثة، قال: قلت لجعفر بن سليمان: بلغني انك تشتم أبا بكر وعمر. فقال: أما الشتم فلا، ولكن البغض ما شئت. وأخرج ابن حبان في الثقات بسنده إلى جرير بن يزيد بن هارون، قال: بعثني أبي إلى جعفر الضبعي فقلت له: بلغني أنك تسب أبا بكر وعمر. قال: أما السب فلا، ولكن البغض ما شئت؛ فإذا هو رافضي... الخ. وترجم الذهبي جعفراً في الميزان فذكر من احواله كل ما سمعت، ونص على أنه كان من العلماء الزهاد على تشيعه (الميزان للذهبي: 1/408 ـ 411.) وقد احتج به مسلم في صحيحه (روي عنه في: صحيح مسلم كتاب الصلاة باب أمر الأئمة بتخفيف الصلاة: 1/196، صحيح الترمذي: 5/296 ح3796، سنن ابن ماجة: 1/108 ح295، سنن النسائي كتاب الصلاة باب نوع آخر بين افتتاح الصلاة: 2/132. ) واخرج عنه أحاديث قد انفرد بها، كما نص عليه الذهبي، وأشار إليها في ترجمة جعفر. ودونك حديثه في الصحيح عن ثابت البناني ـ والجعد بن جعفر ـ وأبي عمران الجوني، ويزيد بن الرشك، وسعيد الجريري، روى عنه قطن بن نسير، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، ومحمد بن عبيد بن حساب، وابن مهدي، ومسدد. وهو الذي حدث عن يزيد بن الرشك، عن مطرف، عن عمران بن حصين، قال: «بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سرية استعمل عليهم علياً... الحديث، وفيه ـ : ما تريدون من علي، علي مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي» (قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي ولي كل مؤمن بعدي» راجع: صحيح الترمذي: 5/296 ح3796 ط دار الفكر، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي: 97 ط الحيدرية وص38 ط بيروت.) أخرجه النسائي في صحيحه، ونقله ابن عدي عن صحيح النسائي نص الذهبي على ذلك في أحوال جعفر من الميزان. مات في رجب سنة ثمان وسبعين ومئة، رحمه الله تعالى.
17 ـ جميع بن عميرة ـ بن ثعلبة الكوفي التيمي، تيم الله. ذكره
أبو حاتم ـ كما في آخر ترجمته من الميزان ـ (الميزان
للذهبي: 1/421.) فقال: كوفي صالح
الحديث، من عتق الشيعة. وذكره ابن حبان فقال ـ كما في الميزان أيضاً ـ : رافضي. قلت: أخذ عنه العلاء بن صالح، وصدقة بن المثنى، وحكيم بن جبير، فهو شيخهم. وله في السنن ثلاثة أحاديث، وحسن الترمذي له (روي
عنه في: صحيح الترمذي: 5/300 ح3804.
) . نص على ذلك الذهبي في الميزان، وهو من التابعين، سمع ابن عمر، وعائشة، ومما رواه عن ابن عمر: أنه سمع رسول الله يقول لعلي:
«أنت أخي في الدنيا والآخرة» .
18 ـ الحارث بن حصيرة ـ أبو النعمان الأزدي الكوفي. ذكره أبو حاتم الرازي. فقال: هو من الشيعة العتق. وذكره أبو أحمد الزبيري، فقال: كان يؤمن بالرجعة. وذكره ابن عدي، فقال: يكتب حديثه على ما رأيته من ضعفه، وهو من المحترقين بالكوفة في التشيع. وقال ذنيج: سألت جريراً أرأيت الحارث بن حصيرة؟ قال: نعم رأيته شيخاً كبيراً، طويل السكوت، يصر على أمر عظيم. وذكره يحيى بن معين، فقال: ثقة خشبي، ووثقه النسائي أيضاً، وحمل عنه الثوري، ومالك بن مغول، و عبد الله بن نمير، وطائفة من طبقتهم، كان شيخهم ومحل ثقتهم. وترجمه الذهبي في ميزانه (الميزان للذهبي: 1/432.) ، فذكر كل ما نقلناه من شؤونه. ودونك حديثه في السنن (روي عنه في: سنن النسائي) عن زيد بن وهب، وعكرمة، وطائفة من طبقتهما. أخرج النسائي من طريق عبد بن يعقوب الرواجني، عن عبد الله بن عبد الملك المسعودي، عن الحارث بن حصيرة، عن زيد بن وهب، قال سمعت علياً يقول: «أنا عبد الله وأخو رسوله، لا يقولها بعدي الا كذاب» . وروى الحارث بن حصيرة، عن أبي داود السبيعي، عن عمران بن حصين، قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جنبه، اذ قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض» ، فارتعد علي، فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده على كتفه، وقال: «ولا يحبك الا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق إلى يوم القيامة» (صحيح الترمذي: 5/306 ح3819، سنن النسائي الشافعي: 8/116، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 47 ط اسلامبول وص52 ط الحيدرية و: 1/45 ط العرفان صيدا، مجمع الزوائد للهيثمي: 9/133، ذخائر العقبى للطبري ص91، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 28.) أخرجه المحدثون كمحمد بن كثير، وغيره عن الحارث بن حصيرة، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع بن الحارث، وغيره عن الحارث بهذا الاسناد، وحين أتى في أثناء السند على ذكر الحارث بن حصيرة، قال: صدوق لكنه رافضي (الميزان للذهبي: 1/432. ) .
19 ـ الحارث بن عبد الله ـ الهمداني، صاحب أمير المؤمنين وخاصته، كان من أفضل التابعين، وأمره في التشيع غني عن البيان، وهو أول من عدهم ابن قتيبة في معارفه، من رجال الشيعة، وقد ذكره الذهبي في ميزانه (المعارف لابن قتيبة: 624، الميزان للذهبي: 1/435، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل: 2/27 ط بيروت.) : فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين، ثم نقل عن ابن حبان القول: بكونه غالياً في التشيع، ثم أورد من تحامل القوم عليه ـ بسبب ذلك ـ شيئاً كثيراً، ومع هذا فقد نقل اقرارهم بأنه كان من أفقه الناس، وأفرض الناس، وأحسب الناس لعلم الفرائض، واعترف بأن حديث الحارث موجود في السنن الأربع (روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/338 ح5083.) وصرح بأن النسائي مع تعنته في الرجال قد احتج بالحارث، وقوى أمره، وأن الجمهور مع توهينهم أمره يروون حديثه في الأبواب كلها، وأن الشعبي كان يكذبه، ثم يروي عنه. قال في الميزان: والظاهر أنه كان يكذبه في لهجته وحكاياته، وأما في الحديث النبوي فلا. قال في الميزان: وكان الحارث من أوعية العلم، ثم روى في الميزان ـ عن محمد بن سيرين أنه قال: كان من أصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم أدركت منهم أربعة، وفاتني الحارث فلم أره، وكان يفضل عليهم وكان أحسنهم (قال): ويختلف في هؤلاء الثلاثة أيهم أفضل، علقمة ومسروق وعبيدة، أهـ .
يقول مشتاق للحسين :
وقد سلط الله على الشعبي من الثقات الأثبات من كذّبه واستخف به جزاءً وفاقاً، كما نبه على ذلك ابن عبد البر في كتابه ـ جامع بيان العلم ـ حيث أورد كلمة إبراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي، ثم قال ( كما في ص196 من مختصر كتاب جامع بيان العلم وفضله لشيخنا العلامة أحمد بن عمر المحمصاني البيروتي المعاصر.) ما هذا لفظه: وأظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني: حدثني الحارث وكان أحد الكذابين ـ قال ابن عبد البر ـ ولم يبن من الحارث كذب، وإنما نقم عليه افراطه في حب علي، وتفضيله له على غيره (قال): ومن ها هنا كذبه الشعبي، لأن الشعبي يذهب إلى تفضيل ابي بكر، وإلى أنه أول من أسلم، وتفضيل عمر. اهـ .
يقول مشتاق للحسين :
وإن مما تحامل على الحارث محمد بن سعد، حيث ترجمه في الجزء 6 من طبقاته ( الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/168. ) فقال: «ان له قول سوء» وبخسة حقه؛ كما جرت عادته مع رجال الشيعة، إذ لم ينصفهم في علم، ولا في عمل، والقول السييء الذي نقله ابن سعد عن الحارث: إنما هو الولاء لآل محمد، والاستبصار بشأنهم، كما اشار إليه ابن عبد البر. كانت وفاة الحارث سنة خمس وستين، رحمه الله تعالى.
20 ـ حبيب بن أبي ثابت ـ
الأسدي الكاهلي الكوفي التابعي،
عده في رجال الشيعة كل من ابن
قتيبة في معارفه، والشهرستاني في كتاب ـ الملل والنحل ـ وذكره الذهبي في ميزانه
( المعارف لابن قتيبة: 624، الملل
والنحل للشهرستاني بهامش الفصل: 2/27، الميزان للذهبي: 1/451. ) ،
ووضع على اسمه رمز الصحاح الستة (روي عنه في: صحيح
البخاري كتاب بدء الخلق باب من انتسب إلى آبائه: 4/161، صحيح مسلم كتاب الجهاد باب
صلح الحديبية: 2/99، صحيح الترمذي: 5/328 ح3876، سنن أبي داود: 3/17 ح2529، سنن
النسائي كتاب الغسل والتيمم باب الوضوء من المذي: 1/214، سنن ابن ماجة: 1/52 ح148.
) إشارة إلى احتجاجها به، وقال: قد احتج به كل من أفراد الصحاح بلا تردد (قال):
ووثقه يحيى بن معين وجماعة.
يقول مشتاق للحسين:
وإنما تكلم فيه
الدولابي، وعده من المضعفين
، لمجرد تشيعه وقد أدهشني
ابن عون حيث لم يجد وجهاً للطعن في حبيب
ونفسه تأبى إلا انتفاصه
، فكان
يعبر عنه بالاعور، ولا نقص بعور العين، وإنما النقص بالفحشاء والكلمة العوراء،
ودونك حديث حبيب في صحيحي البخاري ومسلم عن سعيد بن جبير، وأبي وائل.
أما حديثه عن زيد بن وهب، ففي صحيح
البخاري فقط. وله في صحيح مسلم عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وعن طاوس،
والضحاك المشرقي، وأبي العباس بن الشاعر. وأبي المنهال عبد الرحمن، وعطاء بن يسار
وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، ومجاهد. روى عنه في الصحيحين مسعر، والثوري، وشعبة.
وروى عنه في صحيح مسلم، سليمان الأعمش، وحصين، وعبد العزيز بن سياه وأبو إسحاق
الشيباني. مات رحمه الله سنة تسع عشرة ومئة.
21 ـ الحسن بن حي ـ واسم حي صالح بن صالح الهمداني، أخو علي بن صالح وكلاهما من أعلام الشيعة، ولدا توأما، وكان علي تقدمه لساعة، فلم يسمع أحد أخاه الحسن يناديه باسمه قط، وإنما كان يكنيه بقول: قال أبو محمد، نقل ذلك ابن سعد في أحوال علي من الجزء 6 من طبقاته. وذكرهما الذهبي في ميزانه فقال في أحوال الحسن: كان أحد الأعلام، وفيه بدعة تشيع، وكان يترك الجمعة، ويرى الخروج على الولاة الظلمة، وذكر أنه كان لا يترحم على عثمان. وذكره ابن سعد في الجزء 6 من الطبقات فقال: كان ثقة صحيح الحديث كثيره، وكان متشيعاً. اهـ . وذكره الإمام ابن قتيبة في أصحاب الحديث من كتابه ـ المعارف ـ مصرحاً بتشيعه، ولما ذكر رجال الشيعة في أواخر ـ المعارف ـ عد الحسن منهم ( الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/375، الميزان للذهبي: 1/496 ـ 499، المعارف لابن قتيبة: 509 و624، الملل والنحل بهامش الفصل: 1/218.) . احتج به مسلم أصحاب السنن (روي عنه في: صحيح مسلم كتاب الجنة باب النار يدخلها الجبارون: 2/538، صحيح الترمذي: 5/332 ح3884، سنن أبي داود: 3/146 ح2981، سنن النسائي كتاب الزية باب صفة خاتم النبي: 8/173. عدة الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام الباقر عليه السلام، وهو زيدي المذهب واليه تنسب الصالحية راجع: اختيار معرفة الرجال للكشي وحياة الإمام محمد الباقر: 2/235. ) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم، عن كل من سماك بن حرب، وإسماعيل السدي، وعاصم الأحول، وهارون ابن سعد وقد أخذ عنه عبيدة بن موسى العيسي ويحيى بن آدم وحميد بن عبد الرحمن الرواسي، وعلي بن الجعد، وأحمد بن يونس؛ وسائر أعلام طبقتهم. وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان: ان ابن معين وغيره وثقوه، وان عبد الله بن أحمد نقل عن أبيه: ان الحسن أثبت من شريك. وذكر الذهبي أن أبا حاتم قال: أنه ثقة، حافظ، متقن، وأن أبا زرعة قال: اجتمع فيه إتقان، وفقه، و عبادة وزهد، وأن النسائي وثقة، وأن أبا نعيم قال: كتبت عن ثمانمئة محدث، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح، وأنه قال: ما رأيت أحداً إلا وقد غلط في شيء، غير الحسن بن صالح، وأن عبيدة بن سليمان قال: أني أرى الله يستحي أن يعذب الحسن بن صالح، وأن يحيى بن أبي بكر، قال للحسن بن صالح: صف لنا غسل الميت، فما قدر عليه من البكاء، وأن عبيد الله بن موسى قال: كنت أقرأ على علي بن صالح، فلما بلغت: فلا تعجل عليهم، سقط أخوه الحسن يخور كما يخور الثور، فقام إليه علي فرفعه ومسح وجهه ورشٌ عليه وأسنده، وأن وكيعاً قال: كان الحسن وعلي ابنا صالح، وأمهما قد جزأوا الليل ثلاثة أجزاء، فكل واحد يقوم ثلثاً، فماتت أمه فاقتسما الليل بينهما، ثم مات علي فقام الحسن الليل كله، وأن أبا سليمان الداراني قال: ما رأيت أحداً ألخوف أظهر على وجهه من الحسن بن صالح قام ليلة بعم يتساءلون فغشي عليه، فلم يختمها إلى الفجر ( الميزان للذهبي: 1/496 ـ 499.) . ولد رحمه الله تعالى سنة مئة، ومات سنة تسع وستين ومئة.
22 ـ الحكم بن عتيبة ـ الكوفي، نص على تشيعه ابن قتيبة، وعده من رجال الشيعة في معارفه (المعارف لابن قتيبة ص124 و624، الميزان للذهبي: 1/577. ) . احتج به البخاري ومسلم (روي عنه في: صحيح البخاري كتاب الأدب كيف يكون الرجل في أهله: 7/83، الترمذي مسلم ك الحج ب بيان وجوه الأحرام: 1/506، صحيح الترمذي: 1/127 ح198، سنن أبي داود: 3/185 ح3099، سنن ابن ماجة: 1/43 ح117. عدة الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الباقر والإمام الصادق عليهما السلام. وأضاف أنه من البترية. ) . ودونك حديثهما في صحيحيهما عن كل من أبي جحيفة، وإبراهيم النخعي ومجاهد، وسعيد بن جبير، وله في صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، والقاسم بن مخيمرة، وأبي صالح، وذر بن عبد الله، وسعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، ويحيى بن الجزار، ونافع مولى ابن عمر، وعطاء بن أبي رباح، وعمارة بن عميرة، وعراك بن مالك، والشعبي، وميمون بن مهران، والحسن العرني، ومصعب بن سعد، وعلي بن الحسين. روى عنه في الصحيحين: منصور، ومسعر، وشعبة. وروى عنه في صحيح مسلم خاصة عبد الملك بن أبي غنية، وروى عنه في صحيح مسلم خاصة كل من الأعمش، وعمرو بن قيس، وورد ابن أبي أنيسة، ومالك بن مغول، وأبان بن تغلب، وحمزة الزيات، ومحمد بن جحادة، ومطرف، وأبو عوانة، مات سنة خمس عشرة ومئة عن خمس وستين سنة.
23 ـ حماد بن عيسى ـ الجهني، غريق الجحفة، ذكره أبو علي في كتابه ـ منتهى المقال ـ وأورده الحسن بن علي بن علي بن داود في مختصره المختص بأحوال الرجال، وترجمه من علماء الشيعة أصحاب الفهارس والمعاجم (منتهى المقال حرف الحاء، الفهرست للطوسي: 86 ط الحيدرية، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي): 316 ط ايران وص268 ط النجف، رجال النجاشي: 103 ط بمبي. ) وعدوه جميعاً من الثقات الأثبات، من أصحاب الأئمة الهداة عليهم السلام، سمع من الإمام الصادق عليه السلام سبعين حديثاً، لكنه لم يرو منها سوى عشرين (راجع: رجال النجاشي: 103، رجال الكشي: 316 ط ايران. ) . وله كتب يرويها أصحابنا بالاسناد اليه، دخل مرة على أبي الحسن الكاظم عليه السلام، فقال له: جعلت فداك: ادع الله لي أن يرزقني داراً، وزوجة، وولداً، وخادماً، والحج في كل سنة. فقال عليه السلام: اللهم صل على محمد وآل محمد وارزقه داراً وزوجة وولداً وخادماً والحج خمسين سنة. قال حماد: فلما اشترط خمسين علمت أني لا أحج أكثر منها. قال: فحججت ثمان وأربعين سنة، وهذي داري رزقتها، وهذه زوجتي وراء الستر، تسمع كلامي، وهذا ابني، وهذا خادمي، قد رزقت كل ذلك. ثم حج بعد هذا الكلام حجتين تمام الخمسين، وخرج بعدها حاجاً، فزامل أبا العباس النوفلي القصير، فلما صار في موضع الإحرام، دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله الماء فغرق قبل أن يحج زيادة على الخمسين. وكانت وفاته رحمه الله تعالى سنة تسعة ومئتين. وأصله كوفي، ومسكنه البصرة، وعاش نيفاً وسبعين سنة (رجال الكشي: 316 ط ايران وص268 ط النجف.) . ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الإسلام ـ وذكره الذهبي (مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام لشرف الدين: 84 ط النعمان، الميزان للذهبي: 1/598. ) فوضع على اسمه ت ق اشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن (روي عنه في: صحيح الترمذي. ) ، وذكر أنه غرق سنة ثمان ومئتين، وأنه يروي عن الصادق عليه السلام، وتحامل عليه إذا نسب الطامات إليه، كما تحامل عليه من ضعفه لتشيعه، والعجب من الدارقطني يضعفه، ثم يحتج به في سننه (وكذلك يفعلون).
24 ـ حمران بن أعين ـ أخو زرارة، كانا من أثبات الشيعة وبحار علوم آل محمد، وكانا من مصابيح الدجى، وأعلام الهدى، منقطعين إلى الإمامين الباقرين الصادقين، ولهما مكانة عند الأئمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم سامية. أما حمران فقد ذكره الذهبي في ميزانه (الميزان للذهبي: 1/604. ) فوضع على اسمه ق اشارة إلى من أخرج عنه من أصحاب السنن ( روي عنه في: سنن الدارقطني. ) ثم قال: روى عن أبي الطفيل وغيره، وقرأ عليه حمزة، كان يتقن القرآن، قال ابن معين: ليس بشيء، وقال أبو حاتم: شيخ. وقال أبو داود رافضي إلى آخر كلامه.
وحمران بن أعين يكنى بأبي الحسن أو بأبي حمزة وهو من التابعين ومن أعيان العلماء وأجلاء الرواة وله مكانة جليلة عند أهل البيت عليهم السلام. راجع حياة الإمام محمد الباقر: 2/247.
25 ـ خالد بن مخلد ـ القطواني أبو الهيثم الكوفي، شيخ البخاري في صحيحه ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته (ص 283.) فقال: وكان متشيعاً توفي بالكوفة في النصف من المحرم سنة عشرة ومئتين في خلافة المأمون، وكان في التشيع مفرطاً وكتبوا عنه. اهـ . وذكره أبو داود فقال: صدوق لكنه يتشيع، وقال الجوزجاني: كان شتاماً معلناً بسوء مذهبه. وترجمه الذهبي في ميزانه (الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/406، ميزان الاعتدال: 1/640.) ، فنقل عن أبي داود، وعن الجوزجاني ما نقلناه، احتج به البخاري ومسلم في مواضع من صحيحيهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب طرح المسألة: 1/22، صحيح مسلم ك الطهارة ب في وضوء النبي: 1/118 صحيح الترمذي: 5/322 ح3858، سنن ابن ماجة: 1/58 ح165، سنن النسائي ك الطهارة ب فرث ما يؤكل لحمه: 1/161. ) . ودونك حديثه في صحيح البخاري عن المغيرة بن عبد الرحمن، وحديثه في صحيح مسلم عن كل من محمد بن جعفر بن أبي كثير، ومالك بن أنس، ومحمد بن أنس، ومحمد بن موسى، أما حديثه عن سليمان بن بلال، وعلي بن مسهر فموجود في الصحيحين، روى عنه البخاري بلا واسطة في مواضع من صحيحه، وروى عنه بواسطة محمد بن عثمان بن كرامة حديثين، أما مسلم فقد روى عنه بواسطة أبي كريب، واحمد بن عثمان الأودي، والقاسم بن زكريا، و عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، وأصحاب السنن كلهم يحتجون بحديثه وهم يعلمون بمذهبه.
26 ـ داود بن أبي عوف ـ أبو الحجاف، ذكره ابن عدي فقال: ليس هو عندي ممن يحتج به، شيعي عامة ما يرويه في فضائل أهل البيت، اهـ.
فتأمل واعجب! وما ضرّ داود قول النواصب بعد أن أخذ عنه السفيانان، وعلي بن عابس، وغيرهم من أعلام تلك الطبقة، وأحتج به أبو داود والنسائي، ووثقه أحمد، ويحيى، وقال النسائي: ليس به بأس. وقال
أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره الذهبي في الميزان (الميزان
للذهبي: 2/18.
) فنقل من اقوالهم فيه ما قد سمعت. ودونك حديثه في سنن أبي داود والنسائي (روي
عنه في: صحيح الترمذي: 1/74 ح143، سنن ابن ماجة: 1/51 ح143.
) عن ابي حازم الأشجعي، وعكرمة وله عن غيرهما.
27 ـ زبيد بن الحرث ـ بن عبد الكريم اليامي الكوفي أبو عبد الرحمن، ذكره الذهبي في ميزانه ( الميزان للذهبي: 1/66 برقم 2829. ) فقال: من ثقات التابعين فيه تشيع، ثم نقل القول بأنه ثبت عن القطان، ونقل توثيقه عن غير واحد من أئمة الجرح والتعديل. ونقل أبو إسحاق الجوزجاني ما جرت به عادة الجوزجاني وسائر النواصب قال: وكان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس على مذاهبهم، هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي إسحاق، ومنصور وزبيد اليامي، والاعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث وتوقفوا عندما أرسلوا إلى آخر كلامه الذي أنطقه الحق به ـ والحق ينطق منصفاً وعنيداً ـ وما ضر هؤلاء الأعلام، وهم رؤوس المحدثين في الإسلام، إذا لم يحمد الناصب مذهبهم في ثقل رسول الله وباب حطته، وأمان أهل الأرض من بعده وسفينة نجاة أمته، وماذا عليهم من الناصب الذي لا مندوحة له من الوقوف على أبوابهم، ولا غنى به عن التطفل على موائد فضلهم.
إذا رضيت عني كرام عشيرتي * فلا زال غضباناً عليّ لئامها
لا يبالي هؤلاء الحجج بالجوزجاني وأمثاله، بعد أن احتج بهم أصحاب الصحاح وأرباب السنن كافة ( روي عنه في: صحيح البخاري ك الإيمان باب خوف المؤمن: 1/17، صحيح مسلم ك الإيمان ب قول النبي سباب المسلم فسوق: 1/45، صحيح الترمذي: 5/361 ح3963، سنن أبي داود: 3/40 ح2625، سنن النسائي ك تحريم الدم ب قتال المسلم: 7/122، سنن ابن ماجة: 2/264 ح2275. ) . ودونك حديث زبيد في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من أبي وائل، والشعبي، وإبراهيم النخعي، وسعد بن عبيد ة، أما حديثه عن مجاهد فإنه في صحيح البخاري فقط. وله في صحيح مسلم مرة عن الهمداني، ومحارب بن دثار، وعمارة بن عمير، وإبراهيم التيمي. روى عنه في الصحيحين شعبة، والثوري، ومحمد بن طلحة. وروى عنه في صحيح مسلم زهير بن معاوية، وفضيل بن غزوان، والحسين النخعي. مات زبيد رحمه الله تعالى سنة أربع وعشرين ومئة.
28 ـ زيد بن الحباب ـ أبو الحسن الكوفي التميمي، عدّه ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ وذكره الذهبي في الميزان ( المعارف لابن قتيبة: 624، الميزان للذهبي: 2/100. ) فوصفه بال عبد الثقة الصدوق. ونقل توثيقه عن ابن معين وابن المديني. ونقل القول: بأنه صدوق عن كل من أبي حاتم، وأحمد، وذكر أن ابن عدي قال: إنه من أثبات الكوفيين لا يشك في صدقه. واحتج به مسلم، ودونك حديثه في صحيحه (روي عنه في: صحيح مسلم ك الطهارة ب الذكر المستحب: 1/118، صحيح الترمذي: 5/346 ح3919، سنن أبي داود: 3/11 ح2506، سنن النسائي ك الطهارة ب السلام على من يبول: 1/35، سنن ابن ماجة: 1/6 ح12. ) عن معاوية بن صالح، والضحاك بن عثمان، وقرة بن خالد، وإبراهيم بن نافع، ويحيى بن أيوب، وسيف بن سليمان، وحسن بن واقد، وعكرمة بن عمار، و عبد العزيز بن أبي سلمة، وأفلح بن سعيد. روى عنه ابن أبي شيبة، ومحمد بن حاتم، وحسن الحلواني، وأحمد بن المنذر، وابن نمير، وابن كريب، ومحمد بن رافع، وزهير بن حرب، ومحمد بن الفرج.
29 ـ سالم بن أبي الجعد ـ الأشجعي الكوفي هو أخو عبيد ، وزياد، وعمران، ومسلم بنو
أبي الجعد. وذكرهم جميعاً ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته
( راجع عنه ص203 والتي
بعدها.) وقال عند ذكره لمسلم: كان ستة بنين لأبي الجعد فكان اثنان
منهم يتشيعان ـ وهما سالم وعبيد ـ واثنان مرجئان، واثنان يريان رأي الخوارج،
قال: فكان أبوهم يقول، ما لكم، أي بني قد خالف الله بينكم (وذكرهم
أيضاً ابن قتيبة في باب التابعين ومن بعدهم من كتابه المعارف ص156 ) . وقد
نص جماعة من الأعلام على تشيع سالم بن أبي الجعد. وعده ابن قتيبة في كتاب المعارف (ص206.
) من رجال الشيعة وعده
منهم الشهرستاني أيضاً في كتابه ـ الملل والنحل (
ص 27 من الجزء الثاني من النسخة المطبوعة في هامش فصل ابن حزم. ) .
وذكره الذهبي في ميزانه (الطبقات الكبرى لابن
سعد: 6/291، المعارف لابن قتيبة ص624 ط دار الكتب، الميزان للذهبي: 2/109.
) فعده من التابعين؛ وذكر أن حديثه عن النعمان بن بشير وعن جابر، موجود في
الصحيحين. قلت: وحديثه عن كل من أنس بن مالك، وكريب، موجود في الصحيحين أيضاً، كما
لا يخفى على المتتبعين. قال الذهبي: وحديثه عن عبد الله بن عمرو، وعن ابن عمر موجود
في البخاري.
يقول مشتاق للحسين:
موجود في صحيح البخاري حديثه عن أم الدرداء أيضاً، وموجود في صحيح مسلم حديثه عن معدان بن أبي طلحة وأبيه. روى عنه في الصحيحين كل من الأعمش، وقتادة، وعمرو بن مرة، ومنصور، وحصين بن عبد الرحمن. وله حديث عن علي أخرجه النسائي، وأبو داود في سننهما ( روي عنه في صحيح البخاري ك الغسل ب الوضوء قبل الغسل: 1/68، صحيح مسلم ك الصلاة ب تسوية الصفوف: 1/186، صحيح الترمذي: 1/70 ح103، سنن أبي داود: 4/296 ح3985، سنن النسائي ك الجهاد ب ما لمن أسلم: 6/21، سنن ابن ماجة: 1/101 ح277. ) . توفى سنة سبع أو ثمان وتسعين في ولاية سليمان بن عبد الملك، وقيل بل سنة مئة أو أحدى ومئة في ولاية عمر بن عبد العزيز.
30 ـ سالم بن أبي حفصة ـ العجلي الكوفي، عدّه الشهرستاني في كتابه ـ الملل والنحل ، من رجال الشيعة. وقال الفلاس: ضعيف مفرط في التشيع. وقال ابن عدي: عيب عليه الغلو؛ وأرجو أنه لا بأس به. وقال محمد بن بشير العبدي. رأيت سالم بن أبي حفصة أحمق، ذا لحية طويلة، يا لها من لحية وهو يقول: وددت أني كنت شريك علي عليه السلام في كل ما كان فيه. وقال الحسين بن علي الجعفي: رأيت سالم بن أبي حفصة طويل اللحية أحمق، وهو يقول: لبيك قاتل نعثل، لبيك مهلك بني أمية لبيك. وقال عمرو بن ذر لسالم بن أبي حفصة: أنت قتلت عثمان؟ فقال: أنا؟ قال: نعم أنت ترضى بقتله، وقال علي بن المديني سمعت جريراً يقول: تركت سالم بن أبي حفصة لأنه كان خصماً للشيعة ـ أي يخاصم لهم خصماءهم ـ وقد ترجمه الذهبي فنقل كل ما نقلناه من أقوالهم فيه. وذكره ابن سعد في ص234 من الجزء 6 من طبقاته، فنقل: أنه كان يتشيع تشيعاً شديداً، وأنه دخل مكة على عهد بني العباس وهو يقول: لبيك لبيك، مهلك بني أمية لبيك، وكان رجلاً مجهراً فسمعه داود بن علي فقال: من هذا؟ قالوا: سالم بن أبي حفصة، وأخبروه بأمره ورأيه. اهـ . وذكر الذهبي في ترجمته من الميزان: أنه كان في رؤوس من ينتقص من أبي بكر وعمر (الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/236، الميزان للذهبي: 2/110، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل: 2/27 ط بيروت. روى عنه الترمذي في صحيحه: 5/303. وروى عن الأئمة الهداة السجاد والباقر والصادق عليهم السلام. ) . ومع ذلك فقد اخذ عنه السفيانان، ومحمد بن فضيل، واحتج به الترمذي في صحيحه، ووثقه ابن معين. مات سنة سبع وثلاثين ومئة.
31 ـ سعد بن طريف ـ الاسكاف الحنظلي الكوفي. ذكره الذهبي ( الميزان للذهبي: 2/122.) فوضع على اسمه ت ق اشارة إلى من أخرج عنه من أرباب السنن. ونقل عن الفلاّس القول: بأنه ضعيف يفرط في التشيع.
يقول مشتاق للحسين
:
افراطه في التشيع
لم يمنع الترمذي وغيره عن الأخذ عنه
( روي عنه في: صحيح الترمذي، وروى عن
الامامين الباقر والصادق عليهما السلام. ). ودونك حديثه في صحيح
الترمذي، عن عكرمة، وأبي وائل. وله عن الأصبغ بن نباتة، وعمران بن طلحة، وعمير بن
مأمون، روى عنه اسرائيل، وحبان، وأبو معاوية (الميزان
للذهبي: 2/126. ) .
32 ـ سعيد بن أشوع ـ ذكره الذهبي في ميزانه فقال ـ سعيد بن أشوع صح خ م ـ : قاضي الكوفة صدوق مشهور ـ قال النسائي: ليس به بأس، وهو سعيد بن عمرو بن أشوع صاحب الشعبي. وقال الجوزجاني: غال زائغ، زائد التشيع ا هـ.
أقول: وقد احتج به البخاري ومسلم في صحيحيهم (روي
عنه في: صحيح البخاري، صحيح مسلم) ، وحديثه ثابت عن الشعبي في الصحيحين. روى عنه زكريا بن أبي زائدة، وخالد الحذاء عند كل من البخاري ومسلم. توفي في ولاية خالد بن
عبد الله.
33 ـ سعيد بن خيثم ـ الهلالي، قال ابراهيم بن عبد الله بن الجنيد: قيل ليحيى بن معين أن سعيد بن خيثم شيعي، فما رأيك به؟ قال: فليكن شيعياً وهو ثقة. وذكره الذهبي في ميزانه (الميزان للذهبي: 2/133. ) ، فنقل عن ابن معين مضمون ما قد سمعت، ووضع على اسم سعيد رمز الترمذي والنسائي (روي عنه في: صحيح الترمذي، سنن النسائي. ) اشارة إلى أنهما قد أخرجا عنه في صحيحيهما، وذكر انه يروي عن يزيد بن أبي زياد، ومسلم الملائي. وقد روى عنه ابن أخيه أحمد بن رشيد.
34 ـ سلمة بن الفضل ـ الأبرش، قاضي الري، وراوي المغازي عن ابن إسحاق، يكنى أبا عبد الله، قال ابن معين (كما في ترجمة سلمة من الميزان) (الميزان للذهبي: 2/192. ) : سلمة الأبرش رازي يتشيع قد كتب عنه وليس به بأس، وقال أبو زرعة ـ كما في الميزان أيضاً ـ : كان أهل الرأي لا يرغبون فيه لسوء رأيه،
"
أقـول: بل لسوء رأيهم في
شيعة أهل البيت
".
ذكره الذهبي في ميزانه، ووضع على إسمه رمز أبي داود والترمذي (روي عنه في: صحيح الترمذي: 1/40 ح58، سنن أبي داود: 3/83 ح2761.) اشارة إلى اعتمادهما عليه، وأخراجهما حديثه. قال الذهبي: وكان صاحب صلاة وخشوع، مات سنة إحدى وتسعين ومئة. ونقل عن ابن معين: أنه قال كتبنا عنه، وليس في المغازي أتم من كتابه (قال) وقال زنيح: سمعت سلمة الأبرش يقول: سمعت المغازي من ابن إسحاق مرتين، وكتبت عنه من الحديث مثل المغازي.
35 ـ سلمة بن كهيل ـ بن حصين بن كادح بن أسد الحضرمي، يكنى أبا يحيى، عدّه من رجال الشيعة جماعة من علماء الجمهور، كابن قتيبة في معارفه (ص 206 حيث ذكر الفرق.) والشهرستاني في الملل والنحل (27 من جزئه الثاني. المعارف لابن قتيبة: 624 ط دار الكتب) وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( روي عنه في: صحيح البخاري ك الهبة ب من أهدى إليه هدية: 3/140، صحيح مسلم ك البيوت ب من استسلف شيئاً: 1/700، صحيح الترمذي: 5/297 ح3797، سنن ابي داود: 4/244 ح4768، سنن النسائي: 2/16. ) وغيرهم، سمع أبا جحيفة، وسويد بن غفلة، والشعبي، وعطاء بن أبي رياح، عند البخاري ومسلم وسمع جندب بن عبد الله، وبكير بن الأشج، وزيد بن كعب، وسعيد بن جبير، ومجاهداً، و عبد الرحمن بن يزيد، وأبا سلمة بن عبد الرحمن، ومعاوية بن سويد، وحبيب بن عبد الله، ومسلماً البطين، روى عنه الثوري وشعبة عندهما. وإسماعيل بن أبي خالد عند البخاري، وسعيد بن مسروق، وعقيل بن خالد، و عبد الملك بن أبي سليمان، وعلي بن صالح، وزيد بن أبي أنيسة، وحماد بن سلمة، والوليد بن حرب، عند مسلم. مات يوم عاشوراء، سنة أحدى وعشرين ومئة.
36 ـ سليمان بن صرد ـ الخزاعي الكوفي، كبير شيعة العراق في أيامه، صاحب رأيهم ومشورتهم، وقد اجتمعوا في منزله حين كاتبوا الحسين عليه السلام، وهو أمير التوابين من الشيعة، الثائرين في الطلب بدم الحسين عليه السلام، وكانوا أربعة آلاف عسكروا بالنخيلة مستهل ربيع الثاني سنة خمس وستين، ثم ساروا إلى عبيد الله بن زياد، فالتقوا بجنوده في أرض الجزيرة فاقتتلوا اقتتالاً شديداً حتى تفانوا، واستشهد يومئذ سليمان في موضع يقال له عين الوردة، رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم، وقد ترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته، وابن حجر في القسم الأول من أصابته، وابن عبد البر في استيعابه (الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/25، الإصابة لابن حجر العسقلاني: 2/74 ط مصطفى محمد بمصر: و2/69 ط السعادة، الاستيعاب بذيل الاصابة: 2/61 ط مصطفى محمد و: 2/63 ط السعادة. ) ، وكل من كتب في أحوال السلف وأخبار الماضين ترجموه وأثنوا عليه بالفضل والدين والعبادة، وكان له سن عالية، وشرف وقدر وكلمة في قومه، وهو الذي قتل حوشباً مبارزة بصفين، ذلك الطاغية من أعداء أمير المؤمنين، وكان سليمان من المستبصرين بضلال أعداء أهل البيت. احتج به المحدثون، وحديثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا واسطة، وبواسطة جبير بن مطعم موجود في كل من صحيحي البخاري ومسلم (روي عنه في: صحيح البخاري ك الغسل ب من أفاض عليه رأسه ثلاثاً: 1/69، صحيح مسلم ك الطهارة ب استحباب افاضة الماء: 1/146. ) وقد روى عنه في كل من الصحيحين أبو إسحاق السبيعي، وعدي بن ثابت، ولسليمان في غير الصحيحين عن أمير المؤمنين، وابنه الحسن المجتبى، وأبي. وروى عنه في غي الصحيحين يحيى بن يعمر وعبد الله بن يسار، وغيرهما.
37 ـ سليمان بن طرخان ـ التيمي البصري، مولى قيس الإمام أحد الاثبات، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة (المعارف لابن قتيبة: 624.) وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة (روي عنه في: صحيح البخاري ك مواقيت الصلاة ب الصلاة كفارة: 1/133، صحيح مسلم ب النهي عن الحديث بكل ما يسمع: 1/6، صحيح الترمذي: 5/253 ح3704، سنن النسائي ك الطهارة ب المسح على العمامة: 1/76، سنن أبي داود: 4/309 ح5039، سنن ابن ماجة: 2/800 ح2393. ) وغيرهم، ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن أنس بن مالك، وأبي مجاز، وبكر بن عبد الله، وقتادة، وأبي عثمان النهدي. وله في صحيح مسلم عن خلق غيرهم، روى عنه في الصحيحين ابنه معتمر، وشعبة، والثوري، وروى عنه في صحيح مسلم جماعة آخرون. ومات سنة ثلاث وأربعين ومئة.
38 ـ سليمان بن قرم ـ بن معاد أبو داود الضبي الكوفي. ذكره ابن حبان ـ كما في ترجمة سليمان من الميزان ( الميزان للذهبي: 2/219. ) فقال: كان رافضياً غالياً. قلت: ومع ذلك فقد وثق أحمد بن حنبل، وقل ابن عدي ـ كما في آخر ترجمة سليمان من الميزان ـ : وسليمان بن قرم أحاديثه حسان، وهو خير من سليمان بن أرقم بكثير. قلت: وقد أخرج حديثه كل من مسلم، والنسائي، والترمذي، وأبو داود في صحاحهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك الأدب باب علامة حب الله: 7/112، صحيح الترمذي: 1/5 ح4.) وحين ذكره الذهبي في الميزان وضع على اسمه رموزهم، ودونك في صحيح مسلم حديث أبي الجواب عن سليمان بن قرم، عن الأعمش، مرفوعاً إلى رسول الله، قال صلى الله عليه وآله وسلم «المرء مع من أحب» (صحيح مسلم ك البر ب 50 4/2034 ح165 ط بيروت. ) وله في السنن عن ثابت، عن أنس مرفوعاً: «طلب العلم فريضة على كل مسلم» ( سنن ابن ماجة مقدمة ب 17: 1/81 ح224) وله عن الاعمش عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، عن عبد الله بن عمرو، قال: كان الحكم بن أبي العاص يجلس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وينقل حديثه إلى قريش، فلعنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وما يخرج من صلبه إلى يوم القيامة (الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «يلعن الحكم بن أبي العاص وما يخرج من صلبه».راجع: المستدرك على الصحيحين للحاكم: 4/481 وصححه، الصواعق المحرقة: 179 ط المحمدية وص108 ط الميمنية بمصر، تطهير الجنان مطبوع ملحقاً للصواعق: 63 ط المحمدية وبهامشها: 144 ط الميمنية، الدر المنثور للسيوطي: 4/191 و: 6/41 مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/172، سير أعلام النبلاء: 2/80، أسد الغابة لابن الأثير: 2/34، الاستيعاب لابن عبد البر بذيل الإصابة: 1/317 ط مصطفى محمد بمصر و: 1/318 ط السعادة، السيرة الحلبية: 1/317، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش السيرة الحلبية: 1/225 ـ 226، الغدير للأميني: 8/245. ) .
39 ـ سليمان بن مهران ـ الكاهلي الكوفي الأعمش، أحد شيوخ الشيعة
وأثبات المحدثين، عدّه في رجال الشيعة
جماعة من جهابذة أهل السنة،
كالامام ابن قتيبة في ـ المعارف ـ والشهرستاني
في كتاب ـ الملل والنحل ـ (
المعارف لابن قتيبة: 624، الملل والنحل بهامش الفصل: 2/27.
) وأمثالهما، وقال الجوزجاني ـ
كما في ترجمة زبيد من
ميزان الذهبي ـ : «كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس
مذاهبهم، هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي إسحاق
ومنصور وزبيد اليامي، والأعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم
الناس لصدق ألسنتهم في الحديث» (الميزان
للذهبي: 2/66.) إلى آخر كلامه الدال على حمقه،
وما على هؤلاء من غضاضة،إذا لم يحمد النواصب مذهبهم
في أداء أجر الرسالة بمودة القربى، والتمسك بثقلي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، وما احتمل النواصب هؤلاء الشيعة لمجرد صدق السنتهم،
وإنما احتملوهم لعدم استغنائهم عنهم، اذ لو ردوا حديثهم لذهبت
عليهم جملة الآثار النبوية، كما اعترف به الذهبي
ـ في ترجمة أبان بن تغلب من ميزانه ـ (الميزان
للذهبي: 1/5 ) وأن المغيرة ما قال أهلك أهل الكوفة
أبو اسحاق وأعمشكم الا لكونهما
شيعيين، وإلا فإن أبا إسحاق والاعمش كانا من بحار العلم وسدنة الآثار
النبوية، وللأعمش نوادر تدل على جلالته، فمنها ما ذكره ابن
خلكان في ترجمته من وفيات الأعيان، قال: «بعث إليه
هشام بن عبد الملك أن اكتب لي مناقب عثمان
ومساويء علي
؛
فأخذ الأعمش القرطاس وأدخلها في فم شاة فلاكتها، وقال لرسوله: قل له هذا جوابه،
فقال له الرسول: انه قد آلى أن يقتلني ان لم آته بجوابك، وتوسل إليه بإخوانه، فلما
ألحوا عليه كتب له: بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، فلو كان لعثمان مناقب أهل
الأرض ما ضرتك، فعليك بخويصة نفسك، والسلام» (وفيات
الأعيان لابن خلكان ترجمة الأعمش: 2/402 ـ 403 ط دار صادر. ) . ومنها ما
نقله ابن عبد البر ـ في باب الحكم قول العلماء
بعضهم في بعض من كتابه جامع بيان العلم وفضله( راجع ص199 من مختصره للعلامة الشيخ أحمد بن عمر المحمصاني البيروتي
) ـ عن علي بن خشرم قال: «سمعت الفضل بن موسى يقول دخلت مع أبي حنيفة على الاعمش
نعوده، فقال أبو حنيفة: يا أبا محمد لولا التثقيل عليك لعدتك أكثر مما أعودك، فقال
له الاعمش: والله انك عليّ لثقيل وأنت في بيتك، فكيف اذا دخلت عليّ! (قال) قال
الفضل: فلما خرجنا من عنده قال أبو حنيفة: إن الاعمش لم يصم رمضان قط، قال ابن خشرم
للفضل: ما يعني أبو حنيفة بذلك؟ قال الفضل: كان الأعمش يتسحر على حديث حذيفة» ا هـ
. قلت: بل كان يعمل بقوله تعالى: «وكلوا واشربوا حتى يتبين
لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل»
. وروى صاحبا
الوجيزة والبحار عن الحسن بن سعيد النخعي، عن شريك بن عبد الله القاضي، قال:
أتيت الأعمش في علته التي مات فيها، فبينما أنا عنده اذ دخل عليه ابن شبرمة، وابن
أبي ليلى، وأبو حنيفة، فسألوه عن حاله فذكر ضعفاً شديداً، وذكر ما يتخوف من خطيئاته
وأدركته رقة، فأقبل عليه أبو حنيفة فقال له:
يا أبا محمد اتق الله، وانظر لنفسك فقد كنت تحدث في علي بأحاديث لو رجعت عنها كان
خيراً لك، قال الأعمش: ألمثلي تقول هذا…
(البحار
للمجلسي: 39/196 ـ 197 و203 ط الجديد، أمالي الشيخ الطوسي: 2/241 ط النجف )
ورد عليه فشتمه بما لا حاجة لنا بذكره
،
وكان رحمه الله ـ كما وصفه الذهبي في ميزانه (الميزان
للذهبي: 2/224 ) أحد الأئمة الثقات، وكما قال ابن
خلكان اذ ترجمه في وفياته، فقال: «كان ثقة عالماً فاضلاً» (وفيات
الأعيان: 2/400) ، واتفقت الكلمة على صدقه وعدالته وورعه، واحتج به أصحاب
الصحاح الستة وغيرهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك
العلم: 1/25، صحيح مسلم ك الإيمان ب الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان:
1/48، سنن النسائي ك النكاح ب الحث على النكاح: 6/58، صحيح الترمذي: 5/306 ح3819،
سنن أبي داود: 4/2526، سنن ابن ماجة: 2/1397 ح4173 ) ، ودونك حديثه في صحيحي
البخاري ومسلم عن كل من زيد بن وهب، وسعيد بن جيبر، ومسلم البطين، والشعبي، ومجاهد،
وأبي وائل، وإبراهيم النخعي، وأبي صالح ذكوان، وروى عنه عند كل منها شعبة، والثوري،
وابن عيينة، وأبو معاوية محمد، وأبو عوانة، وجرير وحفص بن غياث، ولد الأعمش سنة
احدى وستين، ومات سنة ثمان واربعين ومئة، رحمه الله تعالى.
40 ـ شريك بن عبد الله ـ بن سنان بن أنس النخعي الكوفي القاضي، عدّه الإمام ابن قتيبة في
رجال الشيعة وأرسل ذلك في كتابه المعارف (المعارف
لابن قتيبة: 624)
ارسال المسلمات، وأقسم عبد الله بن أدريس ـ كما في أواخر ترجمة شريك من
الميزان ـ بالله إن شريكا لشيعي (
الميزان للذهبي: 2/274) . وروى أبو داود الرهاوي ـ كما في
الميزان أيضاً ـ أنه سمع شريكاً يقول: «علي خير البشر فمن أبى
فقد كفر (قال ابن عدي: حدثنا الحسين بن علي السكوني الكوفي، حدثنا محمد بن السكوني، حدثنا صالح بن الأسود، عن الأعمش، عن عطية، قلت لجابر: كيف كانت منزلة علي فيكم؟ قال: كان خير البشر. اهـ . نقله بهذا الإسناد محمد بن أحمد الذهبي في أحوال صالح بن أبي الأسود من الميزان، ومع شدة نصب الذهبي
لم يعلق على الحديث سوى قوله ـ لعله عنى في زمانه، قول الرسول صلى الله عليه وآله
وسلم «علي خير البشر فمن أبي فقد كفر»:
يوجد في: كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص245 ط الحيدرية وص119 ط الغري، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/444 ح955 و956 و957 و958، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 246 ط اسلامبول وص293 ط الحيدرية و: 2/71 العرفان صيدا، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: 5/35، ميزان الاعتدال للذهبي: 2/271، كنوز الحقائق: 98 ط بولاق، إحقاق الحق للتستري: 4/254، تاريخ بغداد للخطيب: 3/154 و: 7/421، الغدير للأميني: 3/22، فرائد السمطين: 1/154.
) » قلت: إنما أراد أنه خير البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، كما هو مذهب الشيعة، ولذا وصفه الجوزجاني ـ كما في الميزان أيضاً ـ بأنه مائل، ولا ريب بكونه مائلا عن الجوزجاني إلى مذهب أهل البيت، وشريك ممن روى النص على أمير المؤمنين حيث
حدث ـ كما في الميزان أيضاً ـ عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة، عن أبيه مرفوعاً «لكل نبي وصي ووارث، وان علياً وصيي ووارثي
» وكان مندفعاً إلى نشر فضائل أمير المؤمنين وارغام بني أمية بذكر مناقبه عليه السلام، حكى الحريري في كتابه درة الغواص ـ كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان ـ : أنه كان لشريك جليس من بني أمية، فذكر شريك في بعض الأيام فضائل علي بن أبي طالب، فقال ذلك الأموي: نعم الرجل علي، فأغضبه ذلك وقال: ألعلي يقال نعم الرجل ولا يزاد على ذلك؟ (
قوله نعم الرجل علي، وإن كان مدحاً لكن المتبادر منه في مثل هذا المقام لا يليق
بمدحه عليه السلام، ولا سيما إذا كان صادراً من أذناب أعدائه. فانكار شريك وغصبه
كان ـ بحكم العرف ـ في محله، وشتان بين قول هذا الصعلوك الأموي بعد سماعه تلك
الفضائل العظيمة: نعم الرجل علي، وقول الله عز وجل: «فقدرنا فنعم القادرون» وقوله تعالى: «نعم العبد إنه أواب» فقياس كلمة هذا الأموي على كلام الله عز وجل قياس مع الفارق عرفاً، على أن الله تعالى ما اقتصر على قوله نعم العبد بل قال: «إنه أواب»
فلا وجه للجواب المذكور في وفيات الأعيان.
) (وفيات الأعيان لابن خلكان: 2/468.
) وأخرج ابن أبي شيبة ـ كما في أواخر ترجمة شريك من الميزان ـ عن علي بن حكيم عن علي بن قادم، قال: جاء عتاب ورجل آخر إلى شريك، فقال له: ان الناس يقولون إنك شاك، فقال يا أحمق كيف أكون شاكاً، لوددت أني كنت مع علي فخضبت يدي بسيفي من دمائهم (الميزان
للذهبي: 2/273.
) ومن تتبع سيرة شريك علم أنه كان يوالي أهل البيت، وقد روى عن أوليائهم علماً جما، قال ابنه
عبد الرحمن ـ كما في أحواله من الميزان ـ : كان عند أبي عشرة آلاف مسألة عن جابر الجعفي، وعشرة آلاف غرائب. وقال
عبد الله بن المبارك ـ كما في الميزان أيضاً ـ : شريك أعلم بحديث الكوفيين من سفيان، وكان عدواً لأعداء
علي، سيء القول فيهم، قال له عبد السلام بن حرب: هل لك في أخ تعوده، قال: من هو؟ قال: هو مالك بن مغول، قال (كما
في ترجمه من الميزان.) : ليس لي بأخ من أزري على علي وعمار، وذكر عنده معاوية فوصف بالحلم، فقال شريك (كما
في ترجمته من الميزان ووفيات ابن خلكان.) : «ليس بحليم من سفه الحق، وقاتل علي بن أبي طالب» (
الميزان: 2/270 ـ 274، وفيات الأعيان: 2/465.
) ، وهو الذي روى عن عاصم، عن ذر، عن
عبد الله بن مسعود مرفوعاً: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه» (أخرجه
الطبري ونقله عنه الذهبي في ترجمة عبد بن يعقوب) ، وجرى بينه وبين مصعب بن
عبد الله الزبيري كلام بحضرة المهدي العباسي، فقال له مصعب ـ كما في ترجمة شريك من وفيات ابن خلكان ـ : أنت تنتقض أبا بكر وعمر… الخ (وفيات
الاعيان البن خلكان: 2/464 ـ 465.
) ومع ذلك فقد وصفه الذهبي بالحافظ الصادق أحد الأئمة، ونقل عن ابن معين القول بأنه صدوق ثقة، وقال في آخر ترجمته قد كان شريك من أوعية العلم، حمل عنه إسحاق الأزرق تسعة آلاف حدث. ونقل عن أبي توبة الحلبي قال: كنا بالرملة فقالوا، من رجل الأمة؟ قال قوم: ابن لهيعة، وقال قوم: مالك. فسألنا عيسى بن يونس فقال: رجل الأمة شريك وكان يومئذ حي (الميزان
للذهبي: 2/270 ـ 274) . وقد احتج بشريك مسلم وأرباب السنن الأربعة (
روي عنه في: صحيح مسلم ك البيوع ب الأرض تمنح 1/677، صحيح الترمذي: 5/297 ح3799،
سنن أبي داود: 4/251 ح4793، سنن النسائي ك الطهارة باب البول في البيت جالساً:
1/26، سنن ابن ماجة: 1/44 ح119.
) ودونك حديثه عندهم، عن زياد بن علاقة، وعمار
الذهني، وهاشم بن عروة، ويعلى بن عطاء، و
عبد الملك بن عمير، وعمارة بن القعقاع، و
عبد الله بن شبرمة، روى عنه عندهم: ابن أبي شيبة، وعلي بن حكيم، ويونس بن محمد، والفضل بن موسى، ومحمد بن الصباح، وعلي بن حجر، ولد بخراسان أو ببخارى سنة خمس وتسعين. ومات بالكوفة يوم السبت مستهل ذي القعدة سنة سبع أو ثمان وسبعين ومئة.
41 ـ شعبة بن الحجاج ـ أبو الورد العتكي مولاهم، واسطي سكن البصرة، يكنى أبا بسطام، أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين، وجانب الضعفاء والمتروكين، وعده من رجال الشيعة جماعة من جهابذة أهل السنة: كابن قتيبة في معارفه، والشهرستاني في الملل والنحل (المعارف لابن قتيبة: 624، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل 2/27. ) واحتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب عظة الإمام النساء: 1/33، صحيح مسلم باب التحذير من الكذب: 1/6، صحيح الترمذي: 5/297 ح3797، سنن أبي داود: 1/ 2 ح5 و6، سنن ابن ماجة: 1/76، سنن النسائي ك الطهارة باب الاستنجاء بالماء: 1/42. ) ، وحديثه ثابت في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من أبي إسحاق والسبيعي وإسماعيل بن أبي خالد، ومنصور، والأعمش، وغير واحد، روى عنه عند كل من البخاري ومسلم محمد بن جعفر، ويحيى بن سعيد القطان، وعثمان بن جبلة، وغير واحد. كان مولده سنة ثلاث وثمانين، ومات سنة ستين ومئة، رحمه الله تعالى.
42 ـ صعصعة بن صوحان ـ بن حجر الحارث العبدي، ذكره
الإمام ابن قتيبة
في: 206 من المعارف في سلك المشاهير من رجال الشيعة،
وأورده ابن سعد في: 154 من الجزء 6 من طبقاته فقال: كان
من أصحاب الخطط بالكوفة، وكان خطيباً، وكان من أصحاب علي، وشهد
معه الجمل وهو واخواه زيد وسيحان ابنا صوحان، وكان سيحان الخطيب قبل صعصعة،
وكانت الراية يوم الجمل في يده (كما كان أحد
الأمراء في قتال أهل الردة فيما ذكره ابن حجر حيث أورد سيحان بن صوحان في القسم
الأول من أصابته. ) فقتل، فأخذها زيد فقتل، فاخذه صعصعة (قال) وقد روى صعصعة
عن علي، وروى عن عبد الله بن عباس، وكان ثقة، قليل الحديث. اهـ .
وذكره ابن عبد البر في الاستيعاب فقال: كان مسلماً
على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يلقه ولم يره، صغر عن ذلك (المعارف
لابن قتيبة: 624، الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/221 ط دار صادر، الاستيعاب بهامش
الاصابة ج2 ط السعادة ) .
وكان سيداً من سادة قومه ـ عبد القيس ـ وكان
فصيحاً خطيباً، عاقلاً لسناً، ديناً فاضلاً بليغاً؛ يعد في أصحاب علي رضي الله عنه،
ثم نقل عن يحيى بن معين القول: بأن صعصة وزيداً
وسيحان بني صوحان كانوا خطباء، وأن زيداً وسيحان قتلا يوم الجمل، وأورد قضية أشكلت
على عمر أيام خلافته فقام خطيباً في الناس فسأله عما يقولون فيها، فقام صعصعة وهو
غلام شاب فأماط الحجاب وأوضح منهاج الصواب، فأذعنوا لقوله، وعملوا برأيه، ولا غروا
فان بني صوحان من هامات العرب، وأقطاب الفضل والحسب، ذكرهم
ابن قتيبة في باب المشهورين من الأشراف، وأصحاب السلطان من المعارف (راجع
عنه: 138 ) .. فقال: بنو صوحان هم زيد بن صوحان، وصعصة بن صوحان، وسيحان بن
صوحان، من بني عبد القيس، (قال) فأما زيد فكان من خيار الناس؛ روي في الحديث أن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال، زيد الخير الأجذم، وجندب ما جندب، فقيل يا رسول
الله أتذكر رجلين؟ فقال: أما أحدهما فتسبقه يده إلى الجنة بثلاثين عاماً، وأما
الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل، (قال) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان
شهد يوم جلولاء، فقطعت يده، وشهد مع علي يوم الجمل، فقال: يا أمير المؤمنين ما
أراني الا مقتولاً؛ قال: وما علمك بذلك يا أبا سلمان؟ قال: رأيت يدي نزلت من السماء
وهي تستشيلني، فقتله عمرو بن يثربي، وقتل أخاه سيحان يوم الجمل (المعارف
لابن قتيبة: 402 ) . قلت: لا يخفى أن إخبار النبي صلى الله عليه وآله
وسلم، بتقدم يد زيد على سائر جسده وسبقها إياه إلى الجنة، معدودة عند المسلمين كافة
من أعلام النبوة، وآيات الإسلام، وأدلة أهل الحق، وكل من ترجم زيداً ذكر هذا،
فراجع ترجمته من الاستيعاب والاصابة وغيرهما،
والمحدثون أخرجوه بطرقهم المختلفة فزيد ـ على تشيعه ـ مبشر بالجنة، والحمد لله رب
العالمين. وصعصعة بن صوحان، ذكره العسقلاني في القسم
الثالث من اصابته. فقال: له رواية عن عثمان وعلي، وشهد صفين مع علي، وكان
خطيباً فصيحاً، وله مع معاوية مواقف، (قال) وقال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب (قيل
للشعبي ـ كما في ترجمة رشيد الهجري من ميزان الذهبي ـ : مالك تعيب أصحاب علي وانما
علمك عنهم؟ قال: عمن؟ فقيل له عن الحارث وصعصعة، قال: أما صعصعة فكان خطيباً تعلمت
منه الخطب، وأما الحارث فكان حاسباً تعلمت منه الحساب. ) وروى عنه أيضاً أبو
إسحاق السبيعي، والمنهال بن عمرو، وعبد الله بن بريدة، وغيرهم. (قال) وذكر
العلائي في أخبار زياد: أن المغيرة نفى صعصعة بأمر معاوية من الكوفة الى
الجزيرة أو إلى البحرين، وقيل إلى جزيرة ابن كافان، فمات بها اهـ . (الاصابة
لابن حجر: 2/200 ط السعادة و: 2/192 ط مصطفى محمد ) ؛
كما مات أبو ذر من قبله بالربذة. وقد ذكر الذهبي
صعصعة، فقال: ثقة معروف ( الميزان للذهبي: 2/315.)
. نقل القول بوثاقته عن ابن سعد، وعن النسائي، ووضع على اسمه الرمز إلى احتجاج
النسائي به (روي عنه في: سنن النسائي ك
الزينة ب خاتم الذهب: 8/166 ) .
43 ـ طاوس بن كيسان ـ الخولاني الهمداني اليماني، أبو عبد الرحمن، وأمه من الفرس، وأبوه النمر بن قاسط، مولى بجير بن ريسان الحميري، أرسل أهل السنة كونه من سلف الشيعة ارسال المسلمات، وعده من رجالهم كل من الشهرستاني في الملل والنحل، وابن قتيبة في المعارف (الملل والنحل بهامش الفصل: 2/27، المعارف لابن قتيبة: 624 ) ، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة (روي عنه في: صحيح البخاري ك الحيض ب المرأة تحيض بعد الافاضة: 1/85، صحيح مسلم ك الصلاة ب أعضاء السجود: 1/203، صحيح الترمذي: 1/47 ح70، سنن أبي داود: 1/6 ح20 سنن ابن ماجة: 2/991 ح2977 ) وغيرهم، ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن ابن عباس، وابن عمر، وأبي هريرة، وحديثه في صحيح مسلم عن كل من عائشة، زيد بن ثابت، وعبد الله بن عمرو، وروى عنه عند البخاري ومسلم كل من مجاهد وعمرو بن دينار، وابنه عبد الله، وروى عنه عند البخاري فقط الزهري، وعند مسلم غير واحد من الأعلام، وتوفي حاجاً بمكة قبل يوم التروية بيوم، وذلك في سنة ست ومئة أو أربع ومئة، وكان يوماً عظيماً، وقد حمل عبد الله بن الحسن بن أمير المؤمنين نعشه على كاهله، يزاحم الناس في ذلك حتى سقطت قلنسوة كانت على رأسه، ومزق رداؤه من خلفه (روى هذا ابن خلكان في ترجمة طاووس من وفيات الأعيان.وفيات الأعيان: 2/509 ط دار صادر و: 2/194 ط السعادة ) .
44 ـ ظالم بن عمرو ـ بن سفيان أبو الأسود الدؤلي، حاله في التشيع والاخلاص في ولاية علي والحسين وسائر أهل البيت عليهم السلام، أظهر من الشمس (ما ذكره ابن حجر في أحواله من القسم الثالث من الاصابة: 2/241 ) لا حاجة بنا إلى بيانها، وقد استقصينا الكلام فيها حيث ذكرناه في كتابنا ـ مختصر الكلام في مؤلفي الشيعة من صدر الإسلام ( مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام: 20 ـ 29) ـ على أن تشيعه مما لم يناقش فيه أحد، ومع ذلك فقد احتج به أصحاب الصحاح الستة ( روي عنه في: صحيح البخاري ك بدء الخلق: 4/156، صحيح مسلم ك الايمان ب بيان حال إيمان من رغب عن أبيه: 1/45، سنن النسائي ك الزينة ب الخضاب: 8/139، سنن ابن ماجة: 2/777 ح2319 ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب، وله في صحيح مسلم عن أبي موسى، وعمران بن حصين، روى عنه يحيى بن يعمر في الصحيحين، وروى عنه في صحيح البخاري عبد الله بن بريدة، وفي صحيح مسلم روى عنه ابنه ابو حرب، توفي رحمه الله تعالى، بالبصرة سنة تسع وستين في الطاعون الجارف، وعمره خمس وثمانون سنة (الكامل في التاريخ: 4/305. ) ، وهو الذي وضع علم النحو على قواعد أخذها عن أمير المؤمنين، كما فصلناه في مختصرنا (مؤلفو الشيعة في صدر الإسلام: 25. وراجع: تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام )
45 ـ عامر بن وائلة ـ
بن عبد الله بن عمرو
الليثي المكي أبو الطفيل، ولد عام أحد، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وآله
وسلم ثمان سنين، عده ابن قتيبة في كتابه المعارف في
أول الغالية من الرافضة، وذكر: أنه كان صاحب راية المختار، وآخر الصحابة
موتاً ( المعارف لابن قتيبة: 624.) ، وذكره ابن عبد
البر في الكنى من الاستيعاب فقال: نزل الكوفة، وصحب علياً في مشاهده كلها،
فلما قتل علي، انصرف إلى مكة ـ إلى أن قال ـ : وكان فاضلاً عاقلاً حاضر الجواب
فصيحاً، وكان متشيعاً في علي رضي الله عنه،
وقال: قدم أبو الطفيل يوماً على معاوية فقال: كيف وجدك على
خليلك أبي الحسن؟ قال: كوجد أم موسى على موسى، وأشكو إلى الله التقصير؛ وقال له
معاوية: كنت فيمن حصر عثمان قال: لا ولكني كنت فيمن حضره؛ قال: فما منعك من نصره؟
قال: وأنت فما منعك من نصره؟ اذ تربصت به ريب المنون،
وكنت في أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد، فقال له
معاوية: أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له، قال: انك لكما قال أخو جعف:
لألفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما
زودتني زادا
(الاستيعاب
لابن عبد البر بهامش الاصابة: 4/115. )
روى عنه كل من الزهري، وأبي الزبير، والجريري، وابن أبي حصين، وعبد الملك بن أبجر، وقتادة، ومعروف، والوليد بن جميع، ومنصور بن حيان، والقاسم بن أبي بردة، وعمرو بن دينار، وعكرمة بن خالد، وكلثوم بن حبيب، وفرات القزاز، وعبد العزيز بن رفيع، فحديثهم جميعاً عنه موجود في صحيح مسلم ( روي عنه في: صحيح مسلم ك الفضائل ب كان النبي مليح الوجه: 2/331، صحيح البخاري ك العلم ب من خص بالعلم: 1/41، صحيح الترمذي: 5/297 ح3797، سنن أبي داود: 4/267 ح4864، سنن ابن ماجة: 1/79 ح218. ) ،وقد روى أبو الطفيل عند مسلم في الحج عن رسول الله، وروى صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وروى في الصلاة ودلائل النبوة عن معاذ بن جبل، وروى في القدر عن عبد الله بن مسعود، وروى عن كل من علي، وحذيفة بن أسيد، وحذيفة بن اليمان؛ وعبد الله بن عباس، وعمر بن الخطاب، كما يعلمه متتبعو حديث مسلم والباحثون عن رجال الأسانيد في صحيحه (صحيح مسلم: 2/331 ) . مات أبو الطفيل رحمه الله تعالى بمكة سنة مئة وقيل سنة اثنين ومئة، وقيل: سنة سبع ومئة، وقيل: سنة عشر ومئة، وأرسل ابن القيسراني أنه مات سنة عشرين ومئة .
46 ـ عباد بن يعقوب ـ الأسدي الرواجني الكوفي، ذكره الدارقطني، فقال: عبد بن يعقوب شيعي صدوق، وذكره ابن حبان فقال: كان عباد بن يعقوب داعية إلى الرفض، وقال ابن خزيمة: حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه، عباد بن يعقوب، وعباد هو الذي روى عن الفضل بن القاسم، عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن مرة، عن ابن مسعود، أنه كان يقرأ «وكفى الله المؤمنين القتال» (قوله تعالى: «وكفى الله المؤمنين القتال» الأحزاب: 25: أي بعلي كما في ترجمة الامام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 2/420 ح920، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 234 ط الحيدرية وص110 ط الغري، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 2/3 ح629 و630 و631 و632 و633،الدر المنثور للسيوطي: 5/192، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 94 ط اسلامبول وص108 ط الحيدرية و: 1/92 ط العرفان بصيدا، ميزان الاعتدال للذهبي: 2/380، احقاق الحق للتستري: 3/376. ) بعلي، وروى عن شريك عن عاصم، عن ذر، عن عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه » ( يوجد في: تاريخ الطبري: 10/58، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 216 و221 ط 2 مطبعة المدني بمصر و: 111 و113 ط ايران، ميزان الاعتدال للذهبي: 1/572 و: 2/380 و613، النصائح الكافية لمن يتولى معاوية: 45، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/185، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 15/176 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل، تقوية الايمان برد تزكية ابن أبي سفيان: 90، تاريخ بغداد: 12/181، تهذيب التهذيب لابن حجر: 2/428 و: 5/110، كنوز الحقائق للمناوي بهامش الجامع الصغير للسيوطي: 1/16 ط الميمنية، تاريخ أبي الفداء: 2/61، مقتل الحسين للمقرم: 7 ط4 الاداب. وهذا الحديث السند، راجع الغدير للأميني: 10/142 ـ 148. ) أخرجه الطبري وغيره، وكان عباد يقول: من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد حشر معهم، وقال: ان الله تعالى لأعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة، قاتلا علياً بعد أن بايعاه، وقال صالح بن جرزة: كان عباد بن يعقوب يشتم عثمان، وروى عبادان الأهوازي عن الثقة: أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف (الميزان للذهبي: 2/379، تهذيب التهذيب: 5/109 ) .
يقول مشتاق للحسين:
ومع
ذلك كله فقد أخذ عنه أئمة السنة، كالبخاري، والترمذي، وابن ماجة، وابن خزيمة، وابن
أبي داود (روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/153
ح3705 ) ، فهو شيخهم ومحل
ثقتهم، وذكره الذهبي في ميزانه فقال:
من غلاة الشيعة ورؤوس البدع، لكنه
صادق الحديث
،
ثم استرسل فنقل كل ما ذكرته من أحواله (الميزان
للذهبي: 2/379. ) روى عنه البخاري بلا واسطة في التوحيد
من صحيحه. ومات، رحمه الله تعالى، في شوال سنة خمسين ومئتين،
وكذب القاسم بن زكريا المطرز، فيما نقله عن عباد مما
يتعلق في حفر والبحر وجريان مائه (تهذيب
التهذيب: 5/110. )
، نعوذ بالله من ارجاف المرجفين بالمؤمنين، والله المستعان على ما يصفون.
47 ـ عبد الله بن داود ـ أبو عبد الرحمن الهمداني الكوفي، سكن الحربية من البصرة، وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه (المعارف لابن قتيبة: 624. ) واحتج به البخاري في صحيحه ( روي عنه في: صحيح البخاري ك بدء الخلق ب ويؤثرون على أنفسهم: 4/226، سنن أبي داود: 4/297 ح4989. ) ، ودونك حديثه في الصحيح عن الأعمش، وهشام بن عروة، وابن جريح، روى عنه في صحيح البخاري؛ مسدد، وعمرو بن علي، ونصر بن علي، في مواضع. مات في سنة اثنتي عشر ومئتين.
48 ـ عبد الله بن شداد ـ بن الهاد، واسم الهاد أسامة بن عمرو بن عبد الله بن جابر بن بشر بن عتوارة بن عامر بن مالك بن ليث الليثي الكوفي أبو الوليد، صاحب أمير المؤمنين، وأمه سلمى بنت عميس الخثعمية، أخت أسماء، فهو ابن خالة عبد الله بن جعفر، ومحمد بن أبي بكر، وأخو عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب لأمها، ذكره ابن سعد فيمن نزل بالكوفة من أهل الفقه والعلم من التابعين، وقال في آخر ترجمته ـ وهي في ص86 من الجزء السادس من الطبقات ـ : وخرج عبد الله بن شداد مع من خرج من القراء على الحجاج أيام عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فقتل يوم دجيل. قال: وكان ثقة فقيهاً كثير الحديث متشيعاً (الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/126 ط دار صادر.) اهـ قلت: كانت هذه الوقعة سنة احدى وثمانين، وقد احتج أصحاب الصحاح كلهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك الحيض ب مباشرة الحائض: 1/78، صحيح مسلم ك الصلاة ب الاعتراض بين يدي المصلي: 1/210، صحيح الترمذي: 1/302 ح482، سنن أبي داود: 4/329 ح5112، سنن النسائي ك المساجد ب السجود على الخمرة: 2/57.) ، وسائر الأئمة بعبد الله بن شداد، روى عنه أبو إسحاق الشيباني، ومعبد بن خالد، وسعد بن أبراهيم، فحديثهم عنه موجود في الصحيحين وغيرهما من كتب الصحاح والمسانيد، سمع عند البخاري ومسلم، علياً وميمونة وعائشة.
49 ـ عبد الله بن عمر ـ بن محمد بن أبان بن صالح بن عمير القرشي الكوفي الملقب مشكدانة، شيخ مسلم، وأبي داود، والبغوي، وخلق من طبقتهم أخذوا عنه، ذكره أبو حاتم فقال: صدوق، ويروى عنه أنه شيعي، وذكره صالح بن محمد بن جزرة فقال: كان غالياً في التشيع، ومع ذلك فقد روى عبد الله بن أحمد عن أبيه، قال: مشكدانة ثقة، وذكره الذهبي في الميزان فقال: صدوق صاحب حديث سمع ابن المبارك، والداوردي، والطبقة، وعنه مسلم، وأبو داود والبغوي، وخلق، ووضع على اسمه رمز مسلم، وأبي داود، اشارة إلى احتجاجهما به، ونقل من العلماء فيه ما قد سمعت، وذكر أنه مات سنة تسع وثلاثين ومئتين (الميزان للذهبي: 2/466. ) .
50 ـ عبد الله بن لهـيعة ـ بن عقبة الحضرمي، قاضي مصر وعالمها عده ابن قتيبة في معارفه ( المعارف لابن قتيبة: 624.) من رجال الشيعة، وذكره ابن عدي ـ كما في ترجمة ابن لهيعة من الميزان ـ فقال: مفرط في التشيع، وروى أبو يعلى عن كامل بن طلحت فقال: حدثنا ابن لهيعة، حدثني حي بن عبد الله المغافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال في مرضه: «ادعوا لي أخي، فدعي أبو بكر فأعرض عنه، ثم قال ادعوا لي أخي، فدعي له عثمان فأعرض عنه، ثم دعي له علي فستره بثوبه وأكب عليه، فلما خرج من عنده قيل له: ما قال لك؟ قال: علمني ألف باب يفتح ألف باب، اهـ. وقد ذكره الذهبي في ميزانه ووضع على اسمه دت ق اشارة إلى من أخرج عنه في أصحاب السنن، ودونك حديثه في صحيحي الترمذي، وأبي داود ( روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/262 ح3721 ط دار الفكر، سنن أبي داود: 3/8 ح2497. ) ، وسائر مسانيد السنة، وقد ذكره ابن خلكان في وفياته فأحسن الثناء عليه (وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/38 ـ 39 ط دار صادر و: 2/242 ط السعادة ) . روى عنه عند مسلم بن وهب. ودونك حديثه في صحيح مسلم عن يزيد بن أبي حبيب، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه ـ الجمع بين كتابي أبي نصر الكلاباذي وأبي بكر الأصبهاني ـ في رجال البخاري ومسلم. مات ابن لهيعة يوم الأحد منتصف ربيع الآخر سنة أربع وسبعين ومئة.
51 ـ عبد الله بن ميمون ـ القداح المكي، من أصحاب الإمام جعفر بن محمد الصادق. احتج به الترمذي (روي عنه في: صحيح الترمذي) ، وذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز الترمذي اشارة الى اخراجه عنه، وذكر: أنه يروي عن جعفر بن محمد وطلحة بن عمرو (الميزان للذهبي: 2/512. ) .
52 ـ عبد الرحمن بن صالح الأزدي ـ هو أبو محمد الكوفي. ذكره صاحبه وتلميذه عباس الدوري، فقال: كان شيعياً، وذكره ابن عدي فقال: احترق بالتشيع، وذكره صالح بن جزرة فقال: كان يعترض عثمان، وذكره أبو داود فقال: ألف كتاباً في مثالب الصحابة، رجل سوء، ومع ذلك فقد روى عنه عباس الدوري والإمام البغوي، وأخرج له النسائي. وذكره الذهبي في ميزانه (الميزان للذهبي: 2/569.) فوضع على اسمه رمز النسائي، اشارة إلى احتجاجه به، ونقل من أقوال الأئمة فيه ما سمعت. وذكر أن ابن معين وثقة. وأنه مات سنة خمس وثلاثين ومئتين. ودونك حديثه في السنن (روي عنه في: سنن النسائي) عن شريك وجماعة من طبقته.
53 ـ عبد الرزاق بن همام ـ بن نافع الحميري الصنعاني، كان من أعيان الشيعة وخيرة سلفهم الصالحين، وقد عده ابن قتيبة في كتابه ـ المعارف ـ من رجالهم ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 211 من تاريخه الكامل (ص137 من جزئه السادس) فقال: وفيها توفي عبد الرزاق بن همام الصنعاني المحدث، (قال) وهو من مشايخ أحمد، وكان يتشيع ( الكامل لابن الأثير: 6/406 ط دار صادر.) اهـ. وذكره المتقي الهندي أثناء البحث عن الحديث 5994 من كنزه فنص على تشيعه ( راجع ص391 من الجزء 6 من الكنز.) ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: عبد الرزاق بن همام بن نافع الامام أبو بكر الحميري مولاهم الصنعاني أحد الأعلام الثقات، ثم استرسل في ترجمته إلى أن قال: وكتب شيئاً كثيراً وصنف الجامع الكبير وهو خزانة علم، ورحل الناس إليه، أحمد، واسحاق، ويحيى، والذهلي، والرمادي، وعبد ، ثم أضاف في أحواله إلى أن نقل كلام العباس بن عبد العظيم في تكذيبه، فأنكر الذهبي عليه ذلك، وقال: هذا ما وافق العباس عليه مسلم، بل سائر الحفاظ، وأئمة العلم يحتجون به، ثم تتابع في ترجمته، فنقل عن الطيالسي أنه قال: سمعت ابن معين يقول: سمعت من عبد الرزاق كلاماً يوماً فاستدللت به على تشيعه، فقلت: ان أساتيذك الذين أخذت عنهم، كلهم اصحاب سنة، معمر، ومالك، وابن جريح، وسفيان، والاوزاعي، فعمن أخذت هذا المذهب ـ مذهب التشيع ـ فقال: قدم علينا جعفر بن سليمان الضبعي، فرأيته فاضلاً حسن الهدي، فأخذت هذا عنه (الميزان للذهبي: 2/ 609 ـ 614 ) .
يقول مشتاق للحسين:
يعترف عبد الرزاق في كلامه
هذا بالتشيع، ويدعي أنه أخذه عن جعفر الضبعي، لكن محمد بن أبي بكرالمقدمي كان يرى
أن جعفر الضبعي قد أخذ التشيع عن عبد الرزاق، وكان يدعو على عبد الرزاق بسبب ذلك
فيقول ـ كما في ترجمة جعفر الضبعي من الميزان ـ : فقدت عبد الرزاق، ما أفسد جعفراً
غيره ـ يعني بالتشيع (نفس المصدر: 1/409 )
اهـ .
وقد أكثر ابن معين من الاحتجاج بعبد الرزاق، مع اعتراف
عبد الرزاق بالتشيع أمامه
.
وقال أحمد بن أبي خيثمة (كما
في ترجمة عبد الرزاق من الميزان. ) : قيل لابن معين أن
أحمد يقول: ان عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع، فقال ابن معين:
والله الذي لا إله إلا هو أن عبد الرزاق لأعلى في ذلك من
عبيد الله مئة ضعف، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله (نفس المصدر: 2/611. ) وقال أبو صالح
محمد بن إسماعيل الضراري (كما في ترجمة عبد الرزاق
من الميزان أيضاً. ) . بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن
أحمد وابن معين وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق أو
كرهوه ـ لتشيعه ـ فدخلنا من ذلك غم شديد، وقلنا: قد أنفقنا ورحلنا وتعبنا،
ثم خرجت مع الحجيج إلى مكة فلقيت بها يحيى فسألته، فقال: يا ابا
صالح لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه (
نفس المصدر: 2/162 ) وذكره ابن عدي فقال ( كما في ترجمة عبد الرزاق من الميزان أيضاً. ) : حدث
بأحاديث في الفضائل لم يوافقه عليها أحد (بلى وافقه
عليها المنصفون، وعدوها في الصحاح بكل ارتياح، وانما خالفه
فيها النواصب والخوارج، فمنها ما رواه أحمد بن الأزهر وهو حجة بالاتفاق قال:
حدثني عبد الرزاق خلوة من حفظه، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن
عبيد الله، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى علي
فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة من أحبك فقد أحبني، ومن
أبغضك فقد ابغضني، وحبيبك حبييب الله وبغيضك بغيض الله، والويل لمن أبغضك.
اهـ . أخرجه الحاكم في ص128 من الجزء 3 من المستدرك، ثم
قال: صحيح على شرط الشيخين، ومنها ما رواه عبد الرزاق
عن معمر، عن ابن نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قالت فاطمة:
يا رسول الله زوجتني عائلاً لا مال له، قال: أما ترضين أن أطلع
الله إلى أهل الأرض فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما اباك، والآخر بعلك.
وهذا الحديث قد أخرجه الحاكم ص 129 من الجزء 3 من المستدرك من
طريق سريح بن يونس، عن أبي حفص عن الاعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً
) .
وبمثالب لغيرهم مناكير (حاشا
لله أن تكون مناكير إلا عند معاوية أو فئته الباغية،
فمنها ما رواه عبد الرزاق على ابن عيينة، عن علي بن زيد بن جذعان، عن أبي نضرة، عن
أبي سعيد مرفوعاً: اذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه
) ونسبوه إلى التشيع (تاريخ الطبري:
10/58 ) اهـ. قلت: ومع ذلك فقد قيل لأحمد بن حنبل (الميزان
للذهبي: 2/610.) ، هل رأيت أحسن حديثاً من عبد
الرازاق؟ قال: لا (كما في ترجمة عبد الرزاق من
الميزان ) ، وأخرج ابن القيسراني في آخر ترجمة عبد الرزاق من كتابه ـ الجمع
بين رجال الصحيحين ـ بالاسناد إلى الإمام أحمد، قال: إذا اختلف الناس في حديث معمر،
فالقول ما قال عبد الرزاق (نفس
المصدر: 2/614. ) . اهـ . وقال مخلد الشعيري: كنت عند عبد الرزاق
فذكر رجل معاوية، فقال عبد الرزاق (كما في ترجمته
في الميزان. ) لا تقذر مجلسنا بذكر ولد أبي سفيان، وعن زيد بن المبارك قال:
كنا عند عبد الرزاق فحدثنا بحديث بن الحدثان، فلما قرأ قول عمر لعلي والعباس: جئت
أنت تطلب ميراثك من ابن أخيك، وهذا جاء يطلب ميراث امرأته من أبيها، قال عبد
الرزاق ـ كما في ترجمته من الميزان ـ : انظر الى هذا الأنوك؛ يقول: من ابن أخيك! من
أبيها! لا يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الميزان
للذهبي: 2/610 و611. ).
يقول مشتاق للحسين:
ومع هذا فقد أخذوا بأجمعهم
عنه ،
واحتجوا على بكرة أبيهم به، حتى قيل ـ كما في ترجمته من وفيات ابن خلكان ـ : ما رحل
الناس إلى أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما رحلوا إليه، قال في
الوفيات: روى عنه أئمة الإسلام في زمانه، منهم سفيان بن عيينة، وهو من شيوخه، وأحمد
بن حنبل، ويحيى بن معين، وغيرهم. اهـ (وفيات
الأعيان لابن خلكان: 3/216 ـ 217 ط دار صادر )
يقول مشتاق للحسين:
ودونك حديثه في الصحاح
كلها، وفي المسانيد بأسرها، فإنها مشحونة منه (روي
عنه في كل من: صحيح البخاري ك الشهادات ب اذا تسارع قوم في اليمين: 3/161، صحيح
مسلم ك الطهارة ب الائتمار: 1/119، صحيح الترمذي: 5/324 ح3865، سنن أبي داود: 4/241
ح4757، سنن ابن ماجة: 1/8 ح16 و27 ، سنن النسائي ك الطهارة ب التسمية عند الوضوء:
1/61. ) .
كانت ولادته رحمه الله سنة
ست وعشرين ومئة، وطلب العلم وهو ابن عشرين سنة، وتوفي في شوال سنة احدى عشرة
ومئتين، وادرك من أيام الإمام أبي عبد الله الصادق
اثنتين وعشرين سنة (لأنه، صلوات الله وسلامه عليه،
توفي سنة مئة وثمان وأربعين، له خمس وستون سنة ) عاصره فيها، ومات في أيام
الإمام أبي جعفر الجواد قبل وفاته عليه الصلاة والسلام بتسع سنين (لأن
وفاة الجواد
كانت سنة مئتين وعشرين وله خمس وعشرون سنة، وأخطأ من قال ان عبد الرزاق روى
عن الباقر
،
فإن الباقر توفي
سنة أربع عشر ومئة، وله سبع وخمسون سنة، قبل مولد عبد الرزاق باثني عشر عاماً
(*).
(*) اختلف في سنة وفاة الإمام الباقر
على ستة أقوال فقيل توفي:
ـ سنة 127 هـ 2 ـ سنة 118 هـ 3 ـ سنة 117 هـ 4 ـ سنة 116 هـ 5 ـ سنة 114 هـ وهو
المشهور 6 ـ سنة 113 هـ .
كما اختلف في مقدار عمره الشريف على سبعة أقوال: 1 ـ أنه توفي وله من العمر (73
سنة) 2 ـ 63 سنة 3 ـ 61 سنة 4 ـ 60 سنة 5 ـ توفي وعمره (58 سنة) وهو المشهور 6 ـ
عمره (56 سنة) 7 ـ عمره (55 سنة). راجع حياة الإمام محمد الباقر: 2/392 وما بعدها.
) حشره الله في زمرتهم، كما أخلص لله عز
وجل في ولايتهم.
54 ـ عبد الملك بن أعين ـ أخو زرارة، وحمران، وبكير وعبد الرحمن، وملك، وموسى، وضريس، وأم الأسود بني أعين، وكلهم من سلف الشيعة، وقد فازوا بالقدح المعلى من خدمة الشريعة، ذرية مباركة صالحة، وهي على مذهبهم ومشربهم. أما عبد الملك فقد ذكره الذهبي في ميزانه فقال ـ عبد الملك بن أعين (ع خ م) ـ عن أبي وائل وغيره قال أبو حاتم: صالح الحديث، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال آخر. هو صدوق يترفض، قال، قال ابن عيينة: حدثنا عبد الملك وكان رافضياً، وقال أبو حاتم: من عتق الشيعة صالح الحديث، حدث عنه السفيانان، وأخرجا له مقروناً بغيره في حديث (الميزان للذهبي: 2/651. ) . اهـ . قلت: وذكره ابن القيسراني في كتاب الجمع بين رجال الصحيحين، فقال: عبد الملك بن أعين أخو حمران الكوفي وكان شيعياً، سمع ابا وائل في التوحيد عند البخاري، وفي الإيمان عند مسلم (روي عنه في: صحيح البخاري ك التوحيد باب قول الله تعالى «وجوه يومئذ ناضرة» 8/185، صحيح مسلم ك الإيمان ب وعيد من اقتطع حق مسلم: 1/69.)، وروى عنه سفيان بن عيينة عندهما (الجمع بين الصحيحين للقيسراني: 1/315 ط حيدر آباد.) اهـ .
يقول مشتاق للحسين:
مات في أيام الصادق
،
فدعا له واجتهد في ذلك وترحم عليه، وروى أبو جعفر بن بابويه أن الصادق
زار قبره بالمدينة ومعه أصحابه (مشيخة الصدوق مطبوع
في آخر من لا يحضره الفقيه: 4/97 ط النجف.) ، فطوبى له وحسن مآب.
55 ـ عبيد الله بن موسى ـ العبسي الكوفي، شيخ البخاري في صحيحه، ذكره ابن قتيبة في أصحاب الحديث في كتابه المعارف (راجع منه ص177.) وصرح ثمة بتشيعه، ولما أورد جملة من رجال الشيعة في باب الفرق من معارفه (المعارف لابن قتيبة: 519 و624 ط دار الكتب بمصر.) عده منهم أيضاً وترجمه ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته فنص على تشيعه (ص 279 ) وأنه أيضاً يروي أحاديث في التشيع، فضعف بذلك عند كثير من الناس (قال) وكان صاحب قرآن (الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/400 ط دار صادر. وثقة الحسكاني في شواهد التنزيل: 1/79 ط بيروت.) ، وذكر ابن الأثير وفاته في آخر حوادث سنة 213 من كامله ( ص139 من جزئه السادس) فقال: وعبيد الله بن موسى العبسي الفقيه، وكان شيعياً وهو من مشائخ البخاري في صحيحه (الكامل لابن الأثير: 6/139.) وذكره الذهبي في ميزانه فقال: عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي شيخ البخاري ثقة في نفسه، لكنه شيعي منحرف، وثقه أبو حاتم وابن معين (قال) وقال أبو حاتم: أبو نعيم أتقن منه، وعبيد الله أثبتهم في اسرائيل، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان ـ عبيد الله بن موسى ـ عالماً بالقرآن رأساً فيه، ما رأيته رافعاً رأسه وما رُئي ضاحكاً قط، وقال أبو داود: كان ـ عبيد الله العبسي ـ شيعياً منحرفاً… الخ (الميزان للذهبي: 3/16) . وذكره الذهبي ـ في آخر ترجمة مطر بن ميمون من الميزان ـ أيضاً فقال: عبيد الله ثقة شيعي، وكان ابن معين يأخذ عن عبيد الله بن موسى، وعن عبد الرزاق، مع علمه بتشيعهما (الميزان للذهبي: 4/128.) ، قال أحمد بن أبي خيثمة ـ كما في ترجمة عبد الرزاق، من ميزان الذهبي ـ سألت ابن معين وقد قيل له: ان أحمد يقول: ان عبيد الله بن موسى يرد حديثه للتشيع، فقال ابن معين: كان ـ والله الذي لا إله إلا هو ـ عبد الرزاق أعلى في ذلك من عبيد الله مئة ضعف، ولقد سمعت من عبد الرزاق أضعاف ما سمعت من عبيد الله (الميزان للذهبي: 2/611.) .
يقول مشتاق للحسين:
وقد احتج الستة وغيرهم بعبيد الله في صحاحهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك الايمان ب بني الاسلام على خمس: 1/8، صحيح الترمذي: 5/320 ح3854، سنن أبي داود: 4/97 ح4249، سنن النسائي ك السهو ب السلام باليد: 3/64، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120. ) ودونك حديثه في كل من الصحيحين عن شيبان بن عبد الرحمن، أما حديثه في صحيح البخاري فعن كل من الأعمش، وهشام بن عروة، واسماعيل بن أبي خالد، وأما حديثه في صحيح مسلم فعن اسرائيل، والحسن بن صالح، وأسامة بن زيد، روى عنه البخاري بلا واسطة، وروى عنه بواسطة كل من اسحاق بن ابراهيم، وأبي بكر بن أبي شيبة، وأحمد بن اسحاق البخاري، ومحمود بن غيلان، وأحمد بن أبي سريج، ومحمد بن الحسن بن اشكاب ومحمد بن خالد الذهلي، ويوسف بن موسى القطان، أما مسلم فقد روى عنه بواسطة كل من الحجاج بن الشاعر، والقاسم بن زكريا، و عبد الله الدارمي، واسحاق بن منصور، وابن أبي شيبة، و عبد بن حميد، وابراهيم بن دينار، وابن نمير، قال الذهبي في الميزان: مات سنة 213 (قال): وكان ذا زهد و عبد ة واتقان ( الميزان للذهبي: 3/16.) . كانت وفاته مستهل ذي القعدة، رحمه الله تعالى وقدس ضريحه.
56 ـ عثمان بن عمير ـ أبو اليقظان الثقفي الكوفي البجلي، يقال له : عثمان بن أبي زرعة، وعثمان بن قيس، وعثمان بن أبي حميد، قال أبو أحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة. وقال أحمد بن حنبل: أبو اليقظان خرج في الفتنة مع ابراهيم بن عبد الله بن حسن، وقال ابن عدي: رديء المذهب يؤمن بالرجعة، على أن الثقات قد رووا عنه مع ضعفه (الميزان للذهبي: 3/50) .
يقول مشتاق للحسين:
كانوا اذا أرادوا تنقيص المحدث الشيعي والحط من قدره نسبوا اليه القول بالرجعة، وبذلك ضعفوا عثمان بن عمير، حتى قال ابن معين: ليس بشيء. ومع كل ما تحاملوا به عليه، لم يمتنع مثل الأعمش، وسفيان، وشعبة، وشريك، وأمثالهم من طبقتهم عن الأخذ عنه، وقد أخرج له أبو داود الترمذي (روي عنه في: صحيح الترمذي، سنن أبي داود. ) وغيرهما في سننهم، محتجين به، ودونك حديثه عندهم عن أنس وغيره. وقد ذكره الذهبي في ميزانه فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما قد سمعت، ووضع على اسمه د ت ق رمزاً إلى من أخرج له من أصحاب السنن.
57 ـ عدي بن ثابت ـ الكوفي، ذكره ابن معين فقال: شيعي مفرط وقال الدارقطني: رافضي غال وهو ثقة، وقال الجوزجاني: مائل عن القصد، وقال المسعودي: ما أدركنا أحداً أقول بقول الشيعة من عدي بن ثابت، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: هو عالم الشيعة، وصادقهم، وقاضيهم، وامام مسجدهم، ولو كانت الشيعة مثله لقل شرهم (الميزان للذهبي: 3/61. ) ، ثم استرسل في ترجمته فنقل من اقوال العلماء فيه كما سمعت، ونقل توثيقه عن الدارقطني، وأحمد بن حنبل، وأحمد العجلي، وأحمد النسائي، ووضع على اسمه الرمز الى أن أصحاب الصحاح الستة مجمعة على الاخرج عنه (روي عنه في: صحيح البخاري ك بدء الخلق ب حب الأنصار من الايمان: 1/48، صحيح الترمذي: 5/306 ح3819 و3871، سنن أبي داود: 3/111 ح2860، سنن النسائي ك النكاح ب نكاح ما نكح الآباء: 6/109، سنن ابن ماجة: 1/42 ح114 و116. ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من البراء بن عازب، و عبد الله بن يزيد وهو جده لأمه، و عبد الله بن أبي أوفى، وسليمان بن صرد، وسعيد بن جبير، أما حديثه عن زر بن حبيش، وأبي حازم الأشجعي، فانما هو في صحيح مسلم، روى عنه الأعمش، ومسعر، وسعيد، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وزيد بن أبي أنيسة، وفضيل بن غزوان.
58 ـ عطية بن سعد ـ بن جنادة العوفي أبو الحسن الكوفي التابعي الشهير،
ذكره الذهبي في الميزان فنقل عن سالم المرادي بأن عطية : كان يتشيع (الميزان
للذهبي: 3/79.
) ، وذكره الامام ابن قتيبة ـ في أصحاب الحديث من المعارف تبعاً لحفيده العوفي القاضي ـ أعني الحسين بن الحسن بن عطية المذكور ـ فقال: وكان عطية بن سعد فقيهاً في زمن الحجاج، وكان يتشيع ، وحيث أورد ابن قتيبة بعض
رجال الشيعة في باب الفرق من المعارف، عد عطية العوفي منهم أيضاً (
المعارف لابن قتيبة ص 624.
) ، وذكره ابن سعد في الجزء السادس من طبقاته (ص212.
) بما يدل على رسوخ قدمه وثباته في التشيع، وأن أباه سعد بن جنادة كان من أصحاب علي، وقد جاءه وهو بالكوفة، فقال: يا أمير المؤمنين انه ولد لي غلام فسمه، قال عليه السلام: هذا عطية الله، فسمي عطية. قال ابن سعد: وخرج عطية مع ابن الأشعث على الحجاج، فلما انهزم جيش ابن الأشعث هرب عطية الى فارس، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم:
ان ادع عطية فان لعن علي بن أبي طالب
والا فاضربه اربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته، فدعاه فأقرأه كتاب الحجاج،
فأبى عطية أن يفعل، فضربه أربعمئة سوط، وحلق رأسه ولحيته فلما ولي قتيبة خراسان خرج عطية اليه، فلم يزل بخراسان حتى ولي عمر بن هبيرة العراق، فكتب اليه عطية يسأله الاذن في القدوم، فأذن له، فقدم الكوفة، ولم يزل بها إلى أن توفي سنة احدى عشرة ومئة (قال): وكان ثقة وله أحاديث صالحة (الطبقات
الكبرى لابن سعد: 6/304 ط دار صادر) . اهـ . وله ذرية كلهم من
شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفيهم فضلاء ونبلاء، أولو شخصيات بارزة، كالحسين بن الحسن بن عطية، ولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث (كما
في ص176 من معارف
ابن قتيبة.) ، ثم نقل إلى عسكر المهدي، وتوفي سنة احدى ومئتين وكمحمد بن سعد بن الحسن بن عطية ولي قضاء بغداد (يعلم
ذلك من ترجمة جده سعد بن جنادة في القسم الأول من الاصابة.
) وكان من المحدثين،
يروي عن أبيه سعد عن عمه الحسين بن الحسن بن عطية.
ولنرجع إلى عطية العوفي فأقول: احتج به أبو داود والترمذي (روي
عنه في: صحيح الترمذي: 4/110 ح2716، سنن أبي داود: 3/279 ح3468، سنن ابن ماجة:
2/766 ح2283.) ودونك حديثه في صحيحيهما عن ابن عباس، وأبي سعيد، وابن عمر، وله عن
عبد الله بن الحسن عن أبيه، عن جدته الزهراء سيدة نساء أهل الجنة، أخذ عنه ابنه الحسن بن عطية، والحجاج بن أرطأة، ومسعر والحسن بن عدوان وغيرهم.
وكان من أصحاب الامام الباقر عليه السلام كما ذكره البرقي في رجاله.
59 ـ العلاء بن صالح ـ التيمي الكوفي، ذكره أبو حاتم فقال ـ كما في ترجمة العلاء من الميزان ـ (الميزان للذهبي: 3/101) : كان من عتق الشيعة. قلت: ومع ذلك فقد احتج به أبو داود، والترمذي ( روي عنه في: صحيح الترمذي: 1/158 ح249، سنن أبي داود: 1/289 ح1106، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120. ) ، ووثقه ابن معين، وقال أبو حاتم، وأبو زرعة: لا بأس به، ودونك حديثه عن يزيد بن أبي مريم والحكم بن عتيبة، في صحيحي الترمذي وأبي داود، ومسانيد السنة، ويروي عنه أبو نعيم، ويحيى بن بكير، وجماعة من تلك الطبقة، وهو غير العلاء بن أبي العباس الشاعر المكي، لأن العلاء الشاعر من مشايخ السفيانيين، وقد روى عن أبي الطفيل، فهو متقدم على العلاء بن صالح، على أن ابن صالح كوفي، والشاعر مكي، وقد ذكرهما الذهبي في ميزانه، ونقل القول: بأنهما من رجال الشيعة عن سلفه، ولعلاء الشاعر مدائح في أمير المؤمنين كحجج قاطعة، وأدلة على الحق ساطعة، وله مراثٍ في سيد الشهداء، شكرها الله له ورسوله والمؤمنون.
60 ـ علقمة بن قيس ـ بن عبد الله النخعي أبو شبل، عم الأسود وإبراهيم ابني يزيد، كان من أولياء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وعده الشهرستاني في الملل والنحل (الملل والنحل للشهرستاني: 1/190 ط 2 دار المعرفة.) من رجال الشيعة، وكان من رؤوس المحدثين الذين ذكرهم أبو اسحاق الجوزجاني، فقال: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم ـ بسبب تشيعهم ـ هم رؤوس محدثي الكوفة… الخ (الميزان للذهبي: 1/66. ) ، وكان علقمة، وأخوه أُبي من اصحاب علي وشهدا معه صفين، فاستشهد أُبي وكان يقال له أُبي الصلاة لكثرة صلاته، وأما علقمة فقد خضب سيفه من دماء الفئة الباغية، وعرجت رجله فكان من المجاهدين في سبيل الله، ولم يزل عدواً لمعاوية حتى مات، وقد كتب أبو بردة اسم علقمة في الوفد إلى معاوية أيام خلافته، فلم يرض علقمة حتى كتب إلى أبي بردة: امحني امحني، أخرج ذلك كله ابن سعد في ترجمة علقمة من الجزء 6 من الطبقات (راجع ترجمة علقمة ص57. ) ( الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/86 ـ 92 دار صادر. ) . أما عدالة علقمة وجلالته عند أهل السنة مع علمهم بتشيعه فمن المسلمات، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه نحو القبلة: 1/104، صحيح مسلم ك الصلاة ب الندب إلى وضع الأيدي على الركب: 1/216، صحيح الترمذي: 5/257 ح3712، سنن النسائي ك النكاح ب الحث على النكاح: 6/56، سنن ابن ماجة: 2/1397 ح4173. ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابن مسعود، وأبي الدرداء وعائشة، أما حديثه عن عثمان، وأبي مسعود، ففي صحيح مسلم روى عنه في الصحيحين ابن اخته ابراهيم النخعي وروى عنه في صحيح مسلم عبد الرحمن بن زيد، وابراهيم بن يزيد، والشعبي. مات رحمه الله تعالى سنة اثنتين وستين بالكوفة.
61 ـ علي بن بديمة ـ ذكره الذهبي في ميزانه، فنقل القول عن أحمد بن حنبل: بأنه صالح الحديث، وأنه: رأس في التشيع، وأن ابن معين وثقه، وأنه يروي عن عكرمة وغيره، وأن شعبة ومعمر أخذا عنه (الميزان للذهبي: 3/115. ) . وقد وضع على اسمه الرمز الى أن أصحاب السنن (روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/319 ح5040، سنن أبي داود: 3/331 ح3696، سنن ابن ماجة: 2/1389 ح4148. ) أخرجوا عنه.
62 ـ علي بن الجعد ـ أبو الحسن الجوهري البغدادي مولى بني هاشم، أحد شيوخ البخاري، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتاب المعارف (المعارف لابن قتيبة: 624 ط دار الكتب. ) ، يروي عنه ـ كما في ترجمته من الميزان ( الميزان للذهبي: 3/116. ) ـ : أنه مكث ستين سنة يصوم يوماً ويفطر يوماً، وقد ذكره ابن القيسراني في كتابه الجمع بين رجال الصحيحين (الجمع بين الصحيحين للقيسراني: 1/355 ط حيدر آباد. ) فقال: روى عنه البخاري ( روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب أثم من كذب على النبي: 1/35. ) في كتابه اثني عشر حديثاً. قلت: توفي سنة ثلاثين ومئتين، وهو ابن ست وتسعين سنة.
63 ـ علي بن زيد ـ بن عبد الله بن زهير بن أبي مليكة بن جذعان أبو الحسن القرشي التيمي البصري، ذكره أحمد العجلي فقال: كان يتشيع، وقال يزيد بن زريع: كان علي بن زيد رافضياً، ومع ذلك فقد أخذ عنه علماء التابعين كشعبة، وعبد الوارث، وخلق من تلك الطبقة، وكان أحد فقهاء البصرة الثلاثة، قتادة، وعلي بن زيد، وأشعث الحداني، وكانوا عمياناً، ولما مات الحسن البصري قالوا لعلي بن زيد: اجلس مجلسه وذلك لظهور فضله، وكان من الجلالة بحيث لا يجالسه إلاّ وجوه الناس، وقلما يتفق ذلك في البصرة لشيعي في تلك الأوقات، وقد ذكره الذهبي في ميزانه فأورد كل ما ذكرناه من أحواله، وترجمه القيسراني في كتابه ـ الجمع بين رجال الصحيحين (الميزان للذهبي: 3/127. روي عنه في: صحيح مسلم ك الجهاد باب غزوة أحد: 2/101. ) ـ فذكر أن مسلماً أخرج له مقروناً بثابت البناني، وأنه سمع أنس بن مالك في الجهاد. توفي رحمه الله تعالى سنة أحدى وثلاثين ومئة.
64 ـ علي بن صالح ـ أخو الحسن بن صالح، ذكرتُ شيئاً من فضائله في أحوال أخيه الحسن، وهو من سلف الشيعة وعلمائهم (المعارف لابن قتيبة: 624. ) كأخيه، احتج به مسلم في البيوع من صحيحه ( روي عنه في: صحيح مسلم ك البيوت ب من استسلف: 1/700، صحيح الترمذي: 5/300 ح3804. ) ، روى علي بن صالح عن سلمة بن كهيل، وروى عنه وكيع وهما شيعيان أيضاً. ولد رحمه الله تعالى هو وأخوه الحسن توأمين سنة مئة. ومات علي سنة إحدى وخمسين ومئة.
65 ـ علي بن غراب ـ أبو يحيى الفزاري الكوفي، قال ابن حبان: كان غالياً في التشيع. قلت: ولذا قال الجوزجاني، ساقط. وقال أبو داود: تركوا حديثه، ولكن ابن معين والدارقطني وثقاه، وأبو حاتم قال لا بأس به وأبو زرعة قال هو عندي صدوق، وأحمد بن حنبل قال: ما اراه إلا كان صدوقاً. وابن معين قال: المسكين صدوق، والذهبي ذكره في ميزانه ونقل من اقوال أئمة الجرح والتعديل فيه ما قد سمعت (الميزان للذهبي: 3/149. ) ، ووضع على اسمه س ق اشارة إلى من احتج به من اصحاب السنن (روي عنه في: سنن النسائي ك النكاح باب البكر يزوجها أبوها: 6/86. ) . يروي عن هشام بن عروة، وعبيد الله بن عمر. وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته (صفحة 273. ) فقال: روى عنه اسماعيل بن رجاء حديث الاعمش في عثمان… الخ. مات رحمه الله تعالى بالكوفة أول سنة أربع وثمانين ومئة أيام هارون.
66 ـ علي بن قادم ـ أبو الحسن الخزاعي الكوفي، شيخ أحمد بن الفرات، ويعقوب الفسوي، وخلق من طبقتهما، سمعوا واحتجوا به، ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته (صفحة 282.) فنص على أنه: كان شديد التشيع. أقـول: ولذا ضعفه يحيى، أما أبو حاتم فقد قال: محله الصدق، وقد ذكره الذهبي في الميزان ( الميزان للذهبي: 3/150. ) فنقل من أقوال العلماء فيه ما نقلناه، ووضع على اسمه الرمز إلى أن أبا داود والترمذي (روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/300 ح3804. ) أخرجا له، يروي عندهما عن سعيد بن أبي عروبة، وفطر. مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث عشرة ومئتين أيام المأمون.
67 ـ علي بن المنذر ـ الطرائفي، شيخ الترمذي، والنسائي، وابن صاعد، و عبد الرحمن بن أبي حاتم، وغيرهم من طبقتهم، أخذوا عنه واحتجوا به . ذكره الذهبي في ميزانه ( الميزان للذهبي: 3/157.) فوضع على اسمه ت س ق اشارة إلى من أخرجوا حديثه من ارباب السنن، ونقل عن النسائي النص: على أن علي بن المنذر شيعي محض ثقة، وأن ابن حاتم قال: صدوق ثقة، وأنه يروي عن ابن فضيل، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، فالنسائي يشهد بأنه شيعي محض، ثم يحتج بحديثه في الصحيح (روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/303 ح3810، سنن ابن ماجة: 1/9 ح21. ) . فليعتبر المرجفون المجحفون. مات ابن المنذر رحمه الله تعالى سنة ست وخمسين ومئتين.
68 ـ علي بن هاشم ـ بن البريد أبو الحسن الكوفي الخزاز العائذي. أحد مشائخ الامام أحمد، ذكره أبو داود فقال: ثبت متشيع وقال ابن حبان: علي بن هاشم كان مفرطاً في التشيع، وقال البخاري: كان علي بن هاشم وأبوه غاليين في مذهبهما. أقـول: ولذا تركه البخاري، لكن الخمسة احتجوا به، وابن معين وغيره وثقوه، وعده أبو داود في الأثبات، وقال أبو زرعة: صدوق، وقال النسائي: ليس به بأس، وذكره الذهبي في الميزان (الميزان للذهبي: 3/160. ) فنقل من اقوالهم فيه ما نقلناه، وأخرج الخطيب البغدادي في أحوال علي بن هاشم من تاريخه (راجع صفحة 116 من جزئه 12.) عن محمد بن سليمان الباغندي قال: قال علي بن المديني: علي بن هاشم بن البريد كان صدوقاً، وكان يتشيع، وأخرج عن محمد بن علي الآجري، قال: سألت أبا داود عن علي بن هاشم بن البريد، فقال: سئل عنه عيسى بن يونس فقال: أهل بيت تشيع، وليس ثم كذب، وأخرج عن ابراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال: هاشم بن البريد وابنه علي بن هاشم غاليان في سوء مذهبهما. اهـ .
يقول مشتاق للحسين:
احتج الخمسة ( روي عنه في سنن النسائي ك النكاح ب اذا استشار رجل رجلاً: 6/77، صحيح مسلم. ) مع هذا كله بعلي بن هاشم، ودونك حديثه في النكاح من صحيح مسلم عن هشام بن عروة، وفي الاستئذان عن طلحة بن يحيى، روى عنه في صحيح مسلم أبو معمر اسماعيل بن ابراهيم، و عبد الله بن ابان، وروى عنه أيضاً أحمد بن حنبل، وابنا أبي شيبة، وخلق من طبقتهم كان علي بن هاشم شيخهم، قال الذهبي: مات رحمه الله سنة أحدى وثمانين ومئة، (قال): فعله أقدم مشيخة الامام أحمد وفاة.
69 ـ عمار بن زريق ـ الكوفي، عده السليماني من الرافضة، كما نص عليه الذهبي في أحوال عمار من الميزان ( الميزان: 3/164. ) ، ومع رفضه فقد احتج به مسلم، وأبو داود، والنسائي ( روي عنه في: سنن أبي داود: 4/312 ح5052. ) ، ودونك حديثه في صحيح مسلم عن كل من الأعمش، وأبي اسحاق السبيعي، ومنصور، وعبد الله بن عيسى، روى عنه عند مسلم أبو الجواب، وأبو الاحوص سلام، وأبو أحمد الزبيري، ويحيى بن آدم.
70 ـ عمار بن معاوية ـ أو ابن أبي معاوية، ويقال ابن خباب، وقد يقال ابن صالح الدهني البجلي الكوفي، يكنى أبا معاوية، كان من أبطال الشيعة، وقد أوذي في سبيل آل محمد، حتى قطع بشر بن مروان عروقبيه في التشيع، وهو شيخ السفيانيين، وشعبة، وشريك، والأبار، أخذوا عنه، واحتجوا به، وقد وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم، والنسائي، وأخرج له مسلم وأصحاب السنن الأربعة، وذكره الذهبي، فنقل من أحواله ما نقلته وعقد له في الميزان ترجمتين (الميزان: 3/170) ، وصرح بتشيعه ووثاقته، وأنه ما علم أحداً تكلم فيه الا العقيلي، وأنه لا مغمز فيه الا التشيع، ودونك حديثه في الحج من صحيح مسلم (روي عنه في: سنن النسائي: 1/86.) ، عن أبي الزبير. مات سنة ثلاث وثلاثين ومئة، رحمه الله تعالى.
71 ـ عمرو بن عبد الله ـ أبو اسحاق السبيعي الهمداني الكوفي الشيعي، بنص كل من ابن قتيبة في معارفه، والشهرستاني في كتاب الملل والنحل (المعارف لابن قتيبة: 624، الملل والنحل للشهرستاني: 1/190. ) ، وكان من رؤوس المحدثين الذين لا يحمد النواصب مذاهبهم في الفروع والأصول، اذ نسجوا فيه على منوال أهل البيت، وتعبدوا باتباعهم في كل ما يرجع الدين، ولذا قال الجوزجاني ـ كما في ترجمة زبيد من الميزان ـ : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي اسحاق، ومنصور، وزبيد اليامي، والأعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث، وتوقفوا عندما ارسلوا. اهـ . (الميزان: 2/66.) ومما توقف النواصب فيه من مراسيل أبي اسحاق ما رواه عمرو بن اسماعيل الهمداني ـ كما في ترجمته من الميزان ـ عن أبي اسحاق (قال): « قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «علي كشجرة أنا أصلها، وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرها، والشيعة ورقها»
(يوجد في: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب
من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/478 ح998.
وقريب من هذا الحديث يوجد في: كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص317 و425 ط الحيدرية وص 178 و278 ط الغري، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي: 1/290 ح397 و588 و: 2/140 ح837، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص90 ح133 و340 ط طهران، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي: 1/128 ح179 و181 و182 و183 و184، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص91 و245 و256 ط اسلامبول وص104 و291 و305 ط الحيدرية و: 1/88 و: 2/69 و280 ط العرفان صيدا، مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي: 1/108، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: 9 ط الحيدرية وص11 ط آخر، المستدرك للحاكم: 3/160، الغدير للأميني: 3/8، احقاق الحق للتستري: 5/462 و: 7/180 ط طهران، فرائد السمطين: 1/51 و52 و: 2/30 ح369، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر: 123.) .
وما قال المغيرة إنما أهلك أهل الكوفة أبو اسحاق وأعمشكم، الا لكونهما شيعيين مخلصين لآل محمد، حافظين ما جاء في السنة من خصائصهم عليهم السلام، وقد كانا من بحار العلم قوامين بأمر الله، احتج بكل منهما أصحاب الصحاج الستة وغيرهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب التوجه الى القبلة: 1/104، صحيح مسلم ك الايمان ب كون هذه الأمة نصف أهل الجنة: 1/112، صحيح الترمذي: 5/299 ح3803، سنن أبي داود: 3/25 ح2559، سنن ابن ماجة: 1/44 ح119. ) ، ودونك حديث أبي اسحاق في كل من الصحيحين عن البراء بن عازب، ويزيد بن أرقم، وحارثة بن وهب، وسليمان بن صرد، والنعمان بن بشير، و عبد الله بن يزيد الخطمي، وعمرو بن ميمون، روى عنه في الصحيحين كل من شعبة، والثوري، وزهير، وحفيده يوسف بن اسحاق بن أبي اسحاق، وقال ابن خلكان ـ كما في ترجمته من الوفيات: ولد لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، وتوفي سنة سبع وعشرين، وقيل ثمان وعشرين، وقيل تسع وعشرين ومئة، وقال يحيى بن معين والمدائني: مات سنة اثنتين وثلاثين ومئة (وفيات الأعيان لابن خلكان: 3/459 ط دار صادر و: 3/129 ط السعادة، مرآة الجنان لليافعي: 1/269.) .
72 ـ عوف بن أبي جميلة ـ البصري أبو سهل يعرف بالأعرابي وليس بأعرابي الأصل، ذكره الذهبي في ميزانه (الميزان للذهبي: 3/305. ) فقال: وكان يقال له عوف الصدق، وقيل: كان يتشيع، وقد وثقه جماعة، ثم نقل القول: بكونه شيعياً عن جعفر بن سليمان، ونقل القول: بكونه رافضياً عن بندار.
أقـول: وعده ابن قتيبة في كتابه المعارف من رجال الشيعة ( المعارف لابن قتيبة ص624. ) أخذ عنه روح، وهوذة، وشعبة؛ والنضر بن شميل؛ وعثمان بن الهيثم، وخلق من طبقتهم؛ واحتج به أصحاب الصحاح الستة ( روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/301 ح3806، سنن أبي داود: 4/261 ح4743، سنن النسائي ك الطهارة ب الماء الدائم: 1/49. ) وغيرهم، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من الحسن، وسعيد، وابني أبي الحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وسيار بن سلامة، وحديثه في صحيح مسلم عن النضر بن شميل، أما حديثه عن أبي رجاء العطاردي فموجود في الصحيحين. مات رحمه الله تعالى سنة ست وأربعين ومئة.
73 ـ الفضل بن دكين ـ واسم دكين عمرو بن حماد بن زهير الملائي الكوفي، يعرف بأبي نعيم، شيخ البخاري في صحيحه، عده من رجال الشيعة جماعة من الجهابذة، كابن قتيبة في المعارف (المعارف لابن قتيبة ص624. ) ، وذكره الذهبي في ميزانه فقال: الفضل بن دكين أبو نعيم حافظ حجة الا أنه يتشيع، ونقل أن ابن الجنيد الختلي قال: سمعت ابن معين يقول: كان أبو نعيم اذا ذكر انساناً فقال: هو جيد، وأثنى عليه فهو شيعي، واذا قال: فلان كان مرجئاً، فاعلم أنه صاحب سنة لا بأس به، قال الذهبي: هذا القول دال على أن يحيى بن معين كان يميل الى الارجاء (الميزان: 3/350. ) .وقال أيضاً على أنه كان يرى الفضل شيعياً جلداً، ونقل الذهبي ـ في ترجمة خالد بن مخلد من ميزانه ـ عن الجوزجاني القول: بأن أبا نعيم كان كوفي المذهب يعني التشيع (الميزان: 1/641. ) ، وبالجملة فان كون الفضل بن دكين شيعياً مما لا ريب فيه، وقد احتج به أصحاب الصحاح الستة (روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم باب كتابة العلم: 1/36، صحيح مسلم ك الايمان ب أدنى أهل الجنة منزلة: 1/99 صحيح الترمذي: 2/6 ح499، سنن أبي داود: 4/107 ح4283، سنن النسائي ك الزينة ب لبس العمائم: 8/211. ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن كل من همام بن يحيى، و عبد العزيز بن أبي سلمة، وزكريا بن أبي زائدة، وهشام الدستوائي، والأعمش، ومسعر، والثوري، ومالك، وابن عيينة، وشيبان، وزهير، أما حديثه في صحيح مسلم فعن كل من سيف بن أبي سليمان، واسماعيل بن مسلم، وأبي عاصم محمد بن أيوب الثقفي، وأبي العميس، وموسى بن علي، وأبي شهاب موسى بن نافع، وسفيان، وهشام بن سعد، و عبد الواحد بن أيمن، واسرائيل، روى عنه البخاري بلا واسطة، وروى مسلم عنه بواسطة حجاج بن الشاعر، و عبد بن حميد، وابن أبي شيبة، وأبي سعيد الأشج، وابن نمير، و عبد الله الدارمي، واسحاق الحنظلي، وزهير بن حرب. كان مولده سنة ثلاثين ومئة، وتوفي رحمه الله تعالى بالكوفة، ليلة الثلاثاء لانسلاخ شعبان سنة عشرة ومئتين أيام المعتصم، وقد ذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته (ص 279.) فقال: وكان ثقة مأموناً كثير الحديث، حجة.
74 ـ فضيل بن مرزوق ـ الأغر الرواسي الكوفي أبو عبد الرحمن، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: كان معروفاً بالتشيع، ونقل القول بتوثيقه عن سفيان بن عيينة، وابن معين (قال): وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، ثم نقل عن الهيثم بن جميل أنه ذكر فضيل بن مرزوق فقال: كان من ائمة الهدى، زهداً وفضلاً (الميزان للذهبي: 3/362. ) .
يقول مشتاق للحسين:
احتج مسلم في الصحيح (روي عنه في: صحيح مسلم ك الصلاة: 1/252، صحيح الترمذي: 5/326 ح3871. ) بحديثه عن شقيق بن عقبة في الصلاة، واحتج في الزكاة بحديثه عن عدي بن ثابت، روى عنه عند مسلم يحيى بن آدم، وأبو أسامة في الزكاة، وروى عنه في السن وكيع، ويزيد، وأبو نعيم، وعلي بن الجعد، وخلق من طبقتهم، وكذب عليه زيد بن الحباب فيما رواه عنه من حديث التأمير، مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وخمسين ومئة.
75 ـ فطر بن خليفة ـ الحناط الكوفي، سأل عبد الله بن أحمد أباه عن فطر بن خليفة فقال: ثقة صالح الحديث، حديثه حديث رجل كيس، إلا أنه يتشيع، وروى عباس عن ابن معين: أن فطر بن خليفة ثقة شيعي، وقال أحمد: كان فطر عند يحيى ثقة، ولكنه خشبي مفرط. قلت: ولذا قال أبو بكر بن عياش: ما تركت الرواية عن فطر بن خليفة إلا لسوء مذهبه ـ أي لا مغمز فيه سوى أن مذهبه مذهب الشيعة ـ وقال الجوزجاني: فطر بن خليفة زائغ، وسمعه جعفر الأحمر يقول في مرضه: ما يسرني أن يكون لي مكان كل شعرة في جسدي ملك يسبح الله تعالى، لحبي أهل البيت عليهم السلام، ويروي فطر عن أبي الطفيل، وأبي وائل، ومجاهد؛ وقد أخذ عنه أبو أسامة، ويحيى بن آدم، وقبيصة، وغير واحد من تلك الطبقة، وثقة أحمد وغيره، وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال النسائي: ليس به بأس، وقال مرة: هو ثقة حافظ كيس وقال ابن سعد: ثقة ان شاء الله، وأورده الذهبي في ميزانه (الميزان للذهبي: 3/363، الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/364 ط دار صادر، المعارف لابن قتيبة ص624 ط دار الكتب بمصر. ) فنقل من أحواله وأقوال العلماء فيه ما ذكرناه (وأورده ابن سعد في ص253 من الجزء السادس من طبقاته. ) ، ولما ذكر ابن قتيبة في معارفه رجال الشيعة عد فطراً منهم، وقد أخرج البخاري في صحيحه حديث فطر عن مجاهد، روى الثوري عن فطر في الأدب عند البخاري، وأخرج أصحاب السنن (روي عنه في: سنن أبي داود: 4/311 ح5047، سنن النسائي ك الافتتاح ب موضع الابهامين: 2/123. وكان من التابعين روى عن الامامين الباقر والصادق عليهما السلام وترحم عليه الامام أبو جعفر مرتين. راجع رجال الطوسي.) الأربعة وغيرهم عن فطر. مات رحمه الله تعالى سنة ثلاث وخمسين ومئة.
76 ـ مالك بن اسماعيل ـ بن زياد بن درهم أبو غسان الكوفي النهدي، شيخ البخاري في صحيحه، ذكره ابن سعد في ص282 من الجزء 6 من طبقاته، فكان آخر ما قاله في أحواله: وكان أبو غسان ثقة صدوقاً متشيعاً شديد التشيع ( الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/405 ط دار صادر.) ، وذكره الذهبي في الميزان بما يدل على عدالته وجلالته، وأنه أخذ مذهب التشيع عن شيخه الحسن بن صالح، وأن ابن معين قال: ليس بالكوفة أتقن من أبي غسان، وأن أبا حاتم قال: لم أر بالكوفة أتقن منه، لا أبو نعيم ولا غيره، له فضل و عبد ة، كنت اذا نظرت إليه رأيته وكأنه خرج من قبر، كانت عليه سجادتان ( الميزان: 3/424. ) .
أقـول: روى عنه البخاري بلا واسطة في مواضع من صحيحه (روي عنه في: صحيح البخاري ك الصلاة ب اذا بدره البصاق: 1/107، صحيح الترمذي: 1/7 ح7)، وروى مسلم عنه في الصحيح بواسطة هارون بن عبد الله حديثاً في الحدود، أما مشائخه عند البخاري، فابن عيينة، و عبد العزيز بن أبي سلمة، واسرائيل، وقد أخذ عنه البخاري، ومسلم عن زهير بن معاوية. مات رحمه الله تعالى بالكوفة سنة تسع عشرة ومئتين.
77 ـ محمد بن خازم ـ (بالخاء المعجمة من فوق وغلط من قال ابن حازم بالحاء المهملة.) المعروف بأبي معاوية الضرير التميمي الكوفي، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: ـ محمد بن خازم ع ـ الضرير ثقة ثبت، ما علمت فيه مقالاً يوجب وهنه مطلقاً، سيأتي في الكنى، وحين ذكره في الكنى، قال: أبو معاوية الضرير أحد الأئمة الأعلام الثقات، الى أن قال: وقال الحاكم: احتج به الشيخان، وقد اشتهر عنه الغلو، غلو التشيع ( الميزان للذهبي: 3/533 و: 4/575. ) .
أقـول: احتج به اصحاب الصحاح الستة ( روي عنه في: صحيح البخاري ك الوضوء: 1/61، صحيح مسلم ك البيوع باب الرهن: 1/701، سنن أبي داود: 3/167 ح3039، سنن النسائي ك الطلاق: 6/146، سنن ابن ماجة: 1/130 ح363.) ، وقد وضع الذهبي على اسمه ع رمزاً إلى اجماعهم على الاحتجاج به، واليك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن غير واحد من الاثبات، روى عنه في صحيح البخاري علي بن المديني، ومحمد بن سلام، ويوسف بن عيسى، وقتيبة، ومسدد، روى عنه في صحيح مسلم سعيد الواسطي، وسعيد بن منصور، وعمرو الناقد، واحمد بن سنان، وأبن نمير، واسحاق الحنظلي، وأبو بكر بن أبي شبة، وأبو كريب، ويحيى بن يحيى، وزهير، أما موسى الزمن فقد روى عنه في الصحيحين كليهما. ولد أبو معاوية سنة ثلاث عشرة ومئة ومات رحمه الله سنة خمس وتسعين ومئة.
78 ـ محمد بن عبد الله ـ الضبي الطهاني النيسابوري، هو أبو عبد الله الحاكم امام الحفاظ والمحدثين، وصاحب التصانيف التي لعلهما تبلغ ألف جزء، جاب البلاد في رحلته العلمية، فسمع من نحو الفي شيخ، وكان أعلام عصره كالصعلوكي، والامام بن فورك، وسائر الأئمة يقدمونه على أنفسهم، ويراعون حق فضله، ويعرفون له الحرمة الأكيدة، ولا يرتابون في امامته، وكل من تأخر عنه.
من محدثي السنة عيال عليه، وهو من أبطال الشيعة وسدنة الشريعة، تعرف ذلك كله بمراجعة ترجمته في كتاب تذكرة الحفاظ للذهبي، وقد ترجمه في الميزان أيضاً فقال: امام صدوق، ونص على أنه شيعي مشهور، ونقل عن ابن طاهر قال: سألت أبا اسماعيل عبد الله الأنصاري عن الحاكم أبي عبد الله فقال: امام في الحديث، رافضي خبيث، وعد له الذهبي شقاشق، منها قوله أن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ولد مسروراً مختوناً، ومنها أن علياً وصي، قال الذهبي: فأما صدقه في نفسه ومعرفته بهذا الشأن فأمر مجمع عليه. ولد سنة احدى وعشرين وثلاثمئة في ربيع الأول، ومات رحمه الله تعالى في صفر سنة خمس وأربعمائة (ترجمة الذهبي في الميزان: 3/608) .
79 ـ محمد بن عبيد الله ـ بن أبي رافع المدني، كان هو وأبوه عبيد الله وأخوه (روي عنه عبيد الله في: صحيح الترمذي: 2/16 ح518، سنن أبي داود: 4/328 ح5015، سنن ابن ماجة: 1/6 ح13. ) الفضل، وعبد الله ابنا عبيد الله، وجده أبو رافع (روي عن أبي رافع في: صحيح الترمذي: 1/79 ح121. ) ، وأعمامه رافع، والحسن، والمغيرة، وعلي، وأولادهم وأحفادهم أجمعون من صالح سلف الشيعة، ولهم من المؤلفات ما يدل على رسوخ قدمهم في التشيع، ذُكِـرَ ذلك في المقصد 2 من الفصل 12 من الفصول المهمة (الفصول المهمة لشرف الدين ص179 ط5 مطبعة النعمان. ) ، أما محمد هذا فقد ذكره ابن عدي فقال ـ كما في آخر ترجمته من الميزان ( الميزان للذهبي: 3/635.) ـ : هو في عداد شيعة الكوفة، وحيث ترجمه الذهبي في ميزانه، وضع على اسمه ت ق رمزاً الى من أخرج له من أصحاب السنن (روي عنه في: صحيح الترمذي.) ، وذكر أنه كان يروي عن أبيه عن جده، وأن مندلاً، وعلي بن هاشم، يرويان عنه. ويروي عنه ايضاً حبان بن علي، ويحيى بن يعلى وغيرهما وربما روى محمد بن عبيد الله عن أخيه عبد الله بن عبيد الله كما يعلمه المتتبعون، وقد أخرج الطبراني في معجمه الكبير بالاسناد إلى محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن ابيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال لعلي: « أول من يدخل الجنة أنا وأنت، والحسن والحسين، وذرارينا خلفنا، وشيعتنا عن أيماننا وشمائلنا » .
(قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي
عليه السلام: «أول أربعة يدخلون الجنة أنا وأنت والحسن والحسين وذرارينا خلف
ظهورنا… الخ».
يوجد في مقتل الحسين للخوارزمي: 1/109، الصواعق المحرقة لابن حجر ص159 المحمدية ص96 ط الميمنية، مجمع الزوائد: 9/174، الفضائل الخمسة: 3/106.
وقريب من هذا الحديث يوجد في: المستدرك للحاكم: 3/151 وصححه، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص323، الكشاف للزمخشري: 4/220 ط بيروت، نور الأبصار للشبلنجي ص100 ط العثمانية وص101 ط العيدية، ذخائر العقبى ص123، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص269 و299 ط اسلامبول وص322 و358 ط الحيدرية و2/94 و124 ط العرفان بصيدا، فرائد المسطين: 2/43 ح375.
) .
80 ـ محمد بن فضيل ـ بن غزوان أبو عبد الرحمن الكوفي، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة في كتابه ـ المعارف ـ ( المعارف لابن قتيبة: 624.) وذكره ابن سعد في ص371 من الجزء 6 من طبقاته، فقال: وكان ثقة صدوقاً كثير الحديث متشيعاً، وبعضهم لا يحتج به. اهـ . (الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/389 ط دار صادر) وذكره الذهبي في باب من عرف بأبيه من أواخر الميزان فقال: صدوق شيعي ( الميزان للذهبي: 4/595. ) ، وذكره في المحمدين أيضاً فقال: صدوق مشهور، وذكر أن أحمد قال: أنه حسن الحديث شيعي، وان أباد داود قال: كان شيعياً محترفاً، وذكر أنه كان صاحب حديث ومعرفة، وأنه قرأ القرآن على حمزة، وأن له تصانيف، وان ابن معين وثقه، وأحمد حسنه، والنسائي قال: لا بأس به (الميزان للذهبي: 4/9 و10.) .
يقول مشتاق للحسين:
احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك الايمان باب صوم رمضان احتساباً: 1/14، صحيح مسلم ك الايمان ب بيان الوسوسة: 1/68، صحيح الترمذي: 5/299 ح3801، سنن ابي داود: 4/237 ح4747، سنن ابن ماجة: 1/15 ح40.) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري ومسلم عن كل من أبيه فضيل، والأعمش، واسماعيل بن أبي خالد، وغير واحد من تلك الطبقة، روى عنه عند البخاري محمد بن نمير، واسحاق الحنظلي، وابن أبي شيبة، ومحمد بن سلام، وقتيبة، وعمران بن ميسرة، وعمرو بن علي، وروى عنه عند مسلم عبد الله بن عامر، وأبو كريب، ومحمد بن طريف، وواصل بن عبد الأعلى، وزهير، وأبو سعيد الأشج، ومحمد بن يزيد، ومحمد بن المثنى، وأحمد الوكيعي، وعبد العزيز بن عمر بن أبان. مات رحمه الله تعالى بالكوفة سنة خمس وقيل أربع وتسعين ومئة.
81 ـ محمد بن مسلم ـ بن الطائفي (محمد بن مسلم الثقفي ـ أبو جعفر، كان من أعلام الفكر وأحد أئمة العلم في الاسلام وأحد الفقهاء العظام، ومن أمناء الله على حلاله وحرامه، اختص بالامامين الباقر والصادق عليهما السلام، وان فضله وعلمه ووثاقته أشهر من أن تذكر؛ وقد ورد في مدحه وجلالته روايات عن أئمة الهدى عليهم السلام. أما وفاته، فقد نقل الكشي في رجاله أنه توفي سنة 150 هـ. وليس كما ذكره المصنف. ) ، كان من المبرزين في أصحاب الامام أبي عبد الله الصادق عليه السلام، وقد ذكره شيخ الطائفة أبو جعفر الطوسي في كتاب رجال الشيعة، وأورده الحسن بن علي بن داود في باب الثقات من مختصره (رجال ابن داود ص336 برقم 1473 ط طهران، رجال النجاشي ص226، رجال الكشي ص161 ط المصطفوي. ) ، وترجمه الذهبي فنقل القول بوثاقته عن يحيى بن معين وغيره، وأن القعنبي، ويحيى بن يحيى، وقتيبة، رووا عنه، وأن عبد الرحمن بن مهدي ذكر محمد بن مسلم الطائفي فقال: كتبه صحاح، وأن معروف بن واصل قال: رأيت سفيان الثوري بين يدي محمد بن مسلم الطائفي يكتب عنه (الميزان للذهبي: 4/40، الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/522 ط دار صادر. ) .
يقول مشتاق للحسين:
وانما ضعفه من ضعفه لتشيعه لكن تضعيفهم اياه ما ضره، وذاك حديثه عن عمرو بن دينار موجود في الوضوء من صحيح مسلم (روي عنه في: صحيح مسلم ك الطهارة ب جواز أكل المحدث: 1/160. ) ، وقد أخذ عنه ـ كما في ترجمته من طبقات ابن سعد ( راجع صفحة 381 من جزئها الخامس. ) كل من وكيع بن الجراح وأبي نعيم، ومعن بن عيسى، وغيرهم. مات رحمه الله تعالى سنة سبع وسبعين ومئة، وفي تلك السنة مات سميه محمد بن مسلم بن جماز بالمدينة، وهما اثنان ترجمهما ابن سعد في الجزء 5 من طبقاته.
82 ـ محمد بن موسى ـ بن عبد الله الفطري المدني، أورده الذهبي في ميزانه (الميزان للذهبي: 4/50. ) ، فنقل نص أبي حاتم على تشيعه، وروي عن الترمذي توثيقه، ووضع على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن ( روي عنه في: صحيح مسلم ك الأطعمة ب جواز استتباعه غيره: 2/216، سنن أبي داود: 2/31 ح1300. سنن النسائي ك قيام الليل ب الحث على الصلاة: 3/198.) ، اشارة إلى احتجاجهم به، ودونك حديثه في الأطعمة من صحيح مسلم يرويه عن عبد الله بن عبد الله بن أبي طلحة، وله عن المقبري وجماعة من طبقته، وقد روى عنه ابن أبي فديك، وابن مهدي، وقتيبة، وعده من طبقتهم.
83 ـ معاوية بن عمار ـ الدهني البجلي الكوفي، كان وجهاً في أصحابنا ومقدماً عندهم، كبير الشأن، عظيم المحل ثقة (رجال النجاشي ص292. ) ، وكان أبوه عمار أسوة لمن تأسى ومثالاً في الثبات، على مبادىء الحق، ومثلاً ضربه الله للصابرين على الأذى في سبيله، قطع بعض الطغاة الغاشمين عرقوبيه في التشيع كما ذكرناه في أحواله فما نكل، وما وهن، ولا ضعف، حتى مضى لسبيله صابراً محتسباً، وابنه معاوية هذا على شاكلته، والولد سر أبيه فيه ـ ومن يشابه أباه فما ظلم ـ صحب اماميه الصادق والكاظم عليهما السلام (رجال النجاشي ص293) ، فكان من حملة علومهما وله كتب في ذلك ، وروى عنه من اصحابنا ابن ابي عمير، وغيره، واحتج به مسلم والنسائي (روي عنه في: صحيح مسلم. ) ، وحديثه في الحج من صحيح مسلم عن الزبير، روى عنه عند مسلم يحيى بن يحيى وقتيبة، وله روايات عن أبيه عمار، وعن جماعة من تلك الطبقة، موجودة في مسانيد السنة. مات رحمه الله تعالى سنة خمس وسبعين ومئة.
84 ـ معروف بن خربوذ (وقيل ابن فيروز، وقيل ابن الفيروزان، وقيل ابن علي) (معروف بن خربوذ ـ المكي من سكان الكوفة ومن أصحاب الامام الباقر عليه السلام، وهو من الفقهاء العظام، وأحد أمناء الله على حلاله وحرامه، وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم. راجع: رجال الكشي والنجاشي ورجال الطوسي، وحياة الإمام محمد الباقر: 2/267.) ـ الكرخي، أورده الذهبي في ميزانه فوصفه بأنه صدوق شيعي، ووضع على اسمه رمز البخاري، ومسلم، وأبي داود اشارة إلى اخراجهم له، وذكر انه يروي عن أبي الطفيل، قال: هو مقل، حدث عنه أبو عاصم، وأبو داود، وعبيد الله بن موسى، وآخرون، ونقل عن أبي حاتم أنه قال: يكتب حديثه ( الميزان للذهبي: 4/144. ) . وذكره ابن خلكان في الوفيات فقال: هو من موالي علي بن موسى الرضا، ثم استرسل في الثناء عليه فنقل عنه حكاية قال فيها: وأقبلت على الله تعالى وتركت جميع ما كنت عليه الا خدمة مولاي علي بن موسى الرضا، عليه السلام… الخ ( وفيات الأعيان لابن خلكان: 5/232. ) ، وابن قتيبة حين أورد رجال الشيعة في كتابه المعارف عد معروفاً منهم ( المعارف لابن قتيبة ص624. روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب من خص بالعلم: 1/41. ) ، احتج مسلم بمعروف، ودونك حديثه في الحج من الصحيح عن أبي الطفيل. توفي ببغداد سنة مئتين ، وقبره معروف يزار، وكان سري السقطي من تلامذته.
85 ـ منصور بن المعتمر ـ بن عبد الله بن ربيعة السلمي الكوفي، كان من أصحاب الباقر والصادق، وله عنهما عليهما السلام، كما نص عليه صاحب منتهى المقال في أحوال الرجال، وعده ابن قتيبة من رجال الشيعة في معارفه ( منتهى المقال في أحوال الرجال، المعارف لابن قتيبة: 624. وكان من دعاة الشهيد العظيم زيد بن علي عليه السلام ولما قتل زيد لم يكن منصور في الكوفة ولما بلغه قتله صام سنة يرجو بذلك ان يكفر الله عنه، راجع حياة الإمام محمد الباقر: 2/370.) ، والجوزجاني عده من المحدثين الذين لا تحمد الناس مذاهبهم في أصول الدين فروعه، لتعبدهم فيها بما جاء عن آل محمد، وذلك حيث قال ( كما في ترجمة زبيد اليامي من الميزان.) : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم، هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي اسحاق، ومنصور، وزبيد اليامي، والأعمش، وغيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث… (الميزان للذهبي: 2/66. ) الخ.
يقول مشتاق للحسين:
ما الذي نقموه من هؤلاء الصادقين؟ أتمسكهم بالثقلين؟ أم ركوبهم سفينة النجاة؟ أم دخولهم مدينة علم النبي من بابها؟ ـ باب حطة ـ أم التجاءهم الى أمان أهل الأرض؟ أم حفظهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته ؟ أم خشوعهم لله وبكاءهم من خشيته؟ كما هو المأثور من سيرتهم، حتى قال ابن سعد ـ حيث ترجم منصوراً في ص 235 من الجزء 6 من طبقاته ـ : انه عمش من البكاء من خشية الله تعالى (قال) وكانت له خرقة ينش بها الدموع من عينيه (قال): وزعموا أنه صام ستين وقامها… الخ. فهل يكون مثل هذا ثقيلاً على الناس مذموماً، كلا ولكن منينا بقوم لا ينصفون، فانا لله وإنا اليه راجعون.
روى ابن سعد في ترجمة منصور عن حماد بن زيد قال: رأيت منصوراً بمكة (قال): وأظنه من هذه الخشبية، وما أظنه كان يكذب… الخ. أقـول: ألا هلم فانظر إلى الاستخفاف والتحامل، والامتهان والعداوة المتجلية من خلال هذه الكلمة بكل المظاهر، وما أشد دهشتي عند وقوفي على قوله: وما أظنه يكذب، وي، وي كأن الكذب من لوازم أولياء آل محمد، وكأن منصوراً جرى في الصدق على خلاف الأصل، وكأن النواصب لم يجدوا لشيعة آل محمد اسماً يطلقونه عليهم غير ألقاب الضعة، كالخشبية والترابية، والرافضة، ونحو ذلك، وكأنهم لم يسمعوا قوله تعالى: «ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان» ( سورة الحجرات آية: 11.) .
وقد ذكر ابن قتيبة الخشبية في كتابه المعارف فقال: هم من الرافضة كان ابراهيم الأشتر لقي عبيد الله بن زياد، وأكثر أصحاب ابراهيم معهم الخشب فسموا بالخشبية. اهـ . (المعارف لابن قتيبة ص622. ) .
يقول مشتاق للحسين:
انما نبزوهم بهذا توهيناً لهم، واستهتاراً بقوتهم وعتادهم، ولكن هؤلاء الخشبية قتلوا بخشبهم سلف النواصب، ابن مرجانة، واستأصلوا شأفة أولئك المردة قتلة آل محمد «فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين» ( سورة الأنعام آية: 45.) ، فلا بأس بهذا اللقب الشريف، ولا بلقب الترابية نسبة الى أبي تراب، بل لنا بهما الشرف والفخر.
اتفقت الكلمة على الاحتجاج بمنصور، ولذا احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم مع العلم بتشيعه ( روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب اثم من كذب على النبي: 1/35، صحيح مسلم باب في التحذير من الكذب: 1/6، صحيح الترمذي: 5/298 ح399، سنن أبي داود: 4/435 ح4737، سنن النسائي ك تحريم الدم ب قتال المسلم: 7/122، سنن ابن ماجة: 1/101 ح277. ) ، ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من ابي وائل، وأبي الضحى، وإبراهيم النخعي، وغيرهم من طبقتهم، روى عنه عندهما كل من شعبة، والثوري، وابن عيينة، وحماد بن زيد، وغيرهم من أعلام تلك الطبقة؛ قال ابن سعد: وتوفي منصور في آخر سنة اثنتين وثلاثين ومئة (قال): وكان ثقة مأموناً كثير الحديث رفيعاً عالياً ـ رحمه الله تعالى ـ .
86 ـ المنهال بن عمرو ـ الكوفي التابعي من مشاهير شيعة الكوفة، ولذا ضعفه الجوزجاني وقال: سيئ المذهب، وكذا تكلم فيه ابن حزم وغمزه يحيى بن سعيد، وقال أحمد بن حنبل: أبو بشر أحب إلي من من المنهال وأوثق، ومع العلم بكونه شيعياً، وتظاهره بذلك، ولا سيما في أيام المختار، لم يرتابوا في صحة حديثه، فأخذ عنه شعبة، والمسعودي، والحجاج بن أرطأة، وخلق من طبقتهم، وقد وثقه ابن معين، وأحمد العجلي، وغيرهما، وذكره الذهبي في الميزان (الميزان: 4/192. ) فنقل من أقوالهم فيه ما نقلته، ووضع على اسمه رمز البخاري (روي عنه في: صحيح الترمذي: 5/326 ح3870 و3964، سنن أبي داود: 4/235 ح4737، سنن ابن ماجة: 1/44 ح120. ) ومسلم، اشارة إلى إخراجهما عنه، ودونك حديثه في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير، وقد روى عنه في التفسير من صحيح البخاري زيد بن أبي أنيسة وروى عنه منصور بن المعتمر في الأنبياء.
87 ـ موسى بن قيس ـ الحضرمي، يكنى أبا محمد، عده العقيلي من الغلاة في الرفض، وسأله سفيان عن أبي بكر وعلي فقال: علي أحب الي، وكان موسى يروي عن سلمة بن كهيل، عن عياض بن عياض، عن مالك، بن جعونة، قال: سمعت أم سلمة تقول: «علي على الحق، فمن تبعه فهو على الحق، ومن تركه ترك الحق عهداً معهوداً» ( يوجد في: مجمع الزوائد للهيثمي: 9/134 ط مكتبة القدسي، الميزان للذهبي: 4/217 ط دار احياء الكتب العربية، الغدير للأميني: 3/179 وسوف تأتي بقية المصادر للأحاديث المشابهة له تحت رقم 611 فراجع. ) ، رواه أبو نعيم الفضل بن دكين، عن موسى بن قيس، وروى موسى في فضل أهل البيت صحاحاً ساءت العقيلي فقال فيه ما قال، أما ابن معين فقد وثق موسى، واحتج به أبو داود، وسعيد بن منصور، في سننهما، وترجمه الذهبي في الميزان (الميزان للذهبي: 4/217. ) ، فأورد كل ما نقلته عنهم في أحواله، ودونك حديثه في السنن ( روي عنه في: سنن ابن داود: 1/262 ح977) عن سلمة بن كهيل، وحجر بن عنسبة، وقد روى عنه الفضل بن دكين وعبيد الله بن موسى، وغيرهما من الأثبات. مات رحمه الله تعالى أيام المنصور.
88 ـ نفيع بن الحارث ـ أبو داود النخعي الكوفي الهمداني السبيعي، قال العقيلي: كان يغلو في الرفض وقال البخاري: يتلكمون فيه ـ لتشيعه ـ (الميزان: 4/272. )
أقـول: أخذ عنه سفيان، وهمام وشريك، وطائفة من أعلام تلك الطبقة، واحتج به الترمذي في صحيحه (روي عنه في: صحيح الترمذي) ، وأخرج له أصحاب المسانيد، ودونك حديثه عند الترمذي وغيره، عن أنس بن مالك، وابن عباس، وعمران بن حصين، وزيد بن أرقم، وقد ترجمه الذهبي فذكر من شؤونه ما ذكرته.
89 ـ نوح بن قيس ـ بن رباح الحداني، ويقال الطاحي البصري، ذكره الذهبي في ميزانه فقال: صالح الحديث وقال: وثقه أحمد وابن معين (قال) وقال أبو داود: كان يتشيع، وقال النسائي: ليس به بأس (الميزان: 4/279) ، ووضع الذهبي على اسمه رمز مسلم وأصحاب السنن (روي عنه في: صحيح مسلم ك اللباس ب لبس النبي: 2/240، سنن أبي داود: 331 ح9693، سنن النسائي ك الصلاة ب كم فرضاً في اليوم: 1/228. ) اشارة الى أنه من رجال صحاحهم، وله حديث في الأشربة من صحيح مسلم، يرويه عن ابن عون، وله في اللباس من صحيح مسلم أيضاً حديث يرويه عن أخيه خالد بن قيس، روى عنه عند مسلم نصر بن علي، وروى عنه عند غير مسلم أبو الأشعث، وخلق من طبقته، ولنوح رواية عن أيوب وعمرو بن مالك، وطائفة.
90 ـ هارون بن سعد ـ العجلي الكوفي، ذكره الذهبي فوضع على اسمه رمز مسلم، اشارة إلى أنه من رجاله، ثم وصفه فقال: صدوق في نفسه، ولكنه رافضي بغيض، روى عباس عن ابن معين قال: هارون بن سعد من الغالية في التشيع، له عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، وعنه محمد بن ابي حفص العطار، والمسعودي، والحسن بن حي، قال أبو حاتم: لا بأس به (الميزان: 4/284، الملل والنحل: 1/190 ط بيروت. ) ا هـ .أقـول: أذكر حديثاً ـ في صفة النار من صحيح مسلم ( روي عنه في: صحيح مسلم ك الجنة ب النار يدخلها الجبارون: 2/538. ) ـ يرويه الحسن بن صالح، عن هارون بن سعد العجلي، عن سلمان.
91 ـ هاشم بن البريد ـ بن زيد أبو علي الكوفي، ذكره الذهبي ووضع على اسمه رمز أبي داود والنسائي (وروي عنه في: سنن أي داود: 3/137 ح2984، سنن النسائي ك الافتتاح ب القراءة في الظهر: 2/163.) ، اشارة إلى أنه من رجال صحيحيهما، ونقل توثيقه عن ابن معين وغيره، مع شهادته عليه بأنه يترفض، وقال: وقال أحمد: لا بأس به ( الميزان: 4/288.) .
أقـول: يروي هاشم عن زيد بن علي، ومسلم البطين، ويروي عنه الخريبي، وابنه علي بن هاشم ـ الذي ذكرناه في بابه ـ وجماعة من الأعلام، وهاشم هذا من بيت تشيع، يعلم ذلك مما أوردناه في أحوال علي بن هاشم من هذا الكتاب.
92 ـ هبيرة بن بريم ـ الحميري، صاحب علي عليه السلام، نظير الحارث في ولائه واختصاصه، ذكره الذهبي في ميزانه فوضع على اسمه رمز أصحاب السنن (روى عنه في: سنن النسائي ك الزينة ب الذؤابة: 8/134، صحيح الترمذ: 4/202 ح2960.) . اشارة إلى أنه من رجال أسانيدهم، ثم نقل عن أحمد القول: بأنه لا بأس بحديثه، وهو أحب الينا من الحارث، قال الذهبي وقال ابن خراش: ضعيف كان يجهز على قتلى صفين؛ وقال الجوزجاني، كان مختارياً يجهز على القتلى يوم الخازر. اهـ. (الميزان: 4/292. ) .
أقـول: وعده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة (الملل والنحل: 1/190. ) وهذا من المسلمات، وحديثه عن علي ثابت في السنن، يرويه عنه أبو اسحاق، وأبو فاختة.
93 ـ هشام بن زياد ـ أبو المقدام البصري، عده الشهرستاني في الملل والنحل من رجال الشيعة (الملل والنحل: 1/190.) ، وذكره الذهبي باسمه في حرف الهاء، وبكنيته في الكنى من ميزانه (الميزان: 4/298.) ، ووضع على عنوانه في الكنى ت ق رمزاً إلى من اعتمد عليه من أصحاب السنن، ودونك حديثه في صحيح الترمذي وغيره (روي عنه في: صحيح الترمذي: 4/238 ح3051. ) ، عن الحسن والقرضي، يروي عنه شيبان بن فروخ، والقواريري، وآخرون.
94 ـ هشام بن عمار ـ بن نصير بن ميسرة أبو الوليد، ويقال الظفري الدمشقي، شيخ البخاري في صحيحه، عده ابن قتيبة من رجال الشيعة (المعارف لابن قتيبة: 624. ) ، حيث ذكر ثلة منهم في باب الفرق من معارفه، وذكره الذهبي في الميزان فوصفه بالامام، خطيب دمشق ومقريها، ومحدثها وعالمها، صدوق مكثر، له ما ينكر… (الميزان: 4/302. ) الخ.
أقـول: روى عنه البخاري بلا واسطة في باب من أنظر معسراً من كتاب البيوع من صحيحه (روي عنه البخاري في صحيحه ك البيوع ب من أنظر معسراً: 3/10، سنن ابن ماجة: 1/5 ح7 و124. ) ، وفي مواضع أخر يعرفها المتتبعون، وأظن أن منها كتاب المغازي، وكتاب الأشربة، وباب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يروي هشام عن يحيى بن حمزة، وصدقة بن خالد، وعبد الحميد بن أبي العشرين، وغيرهم. قال في الميزان: «وحدث عنه خلق كثير رحلوا اليه في القراءة والحديث»، وحدث عنه الوليد بن مسلم، وهو من شيوخه، وقد روى هو بالاجازة عن أبي لهيعة، قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله، وقال آخر: كان هشام فصيحاً بليغاً مفوهاً كثير العلم…
أقـول : وكان يرى أن ألفاظ القرآن مخلوقة لله تعالى كغيره من الشيعة، فبلغ أحمد عنه شيء من ذلك فقال: ـ كما في ترجمة هشام من الميزان ـ ( الميزان للذهبي: 4/303. ) : أعرفه طياشاً، قاتله الله، ووقف أحمد على كتاب لهشام قال في خطبته: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه، فقام أحمد وقعد، وأبرق وأرعد، وأمر من صلوا خلف هشام باعادة صلاتهم، مع أن في كلمة هشام من تنزيه الله تعالى عن الرؤية وتقديسه عن الكيف والأين وتعظيم آياته في خلقه، ما لا يخفى على أولي الألباب، فكلمته هذه على حد قول القائل ـ وفي كل شيء له آية ـ بل هي أعظم وأبلغ بمراتب، لكن العلماء الأقران يتكلم بعضهم في بعض بحسب اجتهادهم. ولد هشام سنة ثلاث وخمسين ومئة، ومات ف آخر المحرم سنة خمس وأربعين ومئتين، رحمه الله تعالى.
95 ـ هشيم بن بشير ـ بن القاسم بن دينار السلمي الواسطي أبو معاوية، أصله من بلخ، كان جده القاسم نزل واسط للتجارة، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة (المعارف لابن قتيبة: 624. ) ، وهو شيخ الامام أحمد بن حنبل وسائر أهل طبقته، ذكره الذهبي في الميزان رامزاً إلى احتجاج أصحاب الصحاح الستة به، ووصفه بالحافظ، وقال: انه أحد الأعلام سمع الزهري، وحصين بن عبد الرحمن، وروى عنه يحيى القطان، وأحمد، ويعقوب الدورقي، وخلق كثير. اهـ . ( الميزان: 4/306. ) . ودونك حديثه في كل من صحيحي البخاري ومسلم (روي عنه في: صحيح البخاري ك التيمم: 1/86، صحيح مسلم ب النهي عن الحديث بكل ما يسمع: 1/6، صحيح الترمذي: 5/315 ح3841، سنن أبي داود: 3/35 ح2606، سنن النسائي ك الافتتاح: 2/126، سنن ابن ماجة: 1/13 ح33. ) عن حميد الطويل، واسماعيل بن أبي خالد، وأبي اسحاق الشيباني، وغير واحد، روى عنه عندهما عمرو الناقد، وعمرو بن زرارة، وسعيد بن سليمان، وروى عنه عند البخاري عمرو بن عوف، وسعد بن النضر، ومحمد بن نبهان، وعلي بن المديني، وقتيبة، وروى عنه عند مسلم أحمد بن حنبل، وشريح، ويعقوب الدورقي، وعبد الله بن مطيع، ويحيى بن يحيى، وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، واسماعيل بن سالم، ومحمد بن الصباح؛ وداود بن رشيد، وأحمد بن منيع، ويحيى بن ايوب، وزهير بن حرب، وعثمان بن ابي شيبة، وعلي بن حجر، ويزيد بن هارون. مات رحمه الله تعالى ببغداد سنة ثلاث وثمانين ومئة، وله تسع وسبعون عاماً.
96 ـ وكيع بن الجراح ـ بن مليح بن عدي، يكنى بابنه سفيان الرواسي الكوفي، من قيس غيلان، عده ابن قتيبة في معارفه من رجال الشيعة (المعارف لابن قتيبة: 624. ) ، ونص ابن المديني في تهذيبه: على أن في وكيع تشيعاً، وكان مروان بن معاوية لا يرتاب في أن وكيعاً رافضي، دخل عليه يحيى بن معين مرة فوجد عنده لوحاً فيه فلان كذا وفلان كذا، ومن جملة ما كان فيه؛ وكيع رافضي، فقال له ابن معين: وكيع خير منك، قال: مني؟ فقال له: نعم. قال ابن معين فبلغ ذلك وكيعاً فقال: ان يحيى صاحبنا، وسئل أحمد بن حنبل اذا اختلف وكيع و عبد الرحمن بن مهدي بقول من نأخذ؟ فرجح قول عبد الرحمن لأمور ذكرها، ومن جملتها: أن عبد الرحمن كان يسلم منه السلف ـ دون وكيع بن الجراح (الميزان: 4/336. ) ـ ويؤيد ذلك ما أورده الذهبي في آخر ترجمته الحسن بن صالح، من أن وكيعاً كان يقول: ان الحسن بن صالح عندي امام، فقيل له: انه لا يترحم على عثمان، فقال: أتترحم أنت على الحجاج (الميزان: 1/499.) ؟ حيث جعل عثمان كالحجاج، وقد ذكره الذهبي في ميزانه، فنقل من شؤونه ما قد سمعت، احتج به أصحاب الصحاح الستة وغيرهم (روي عنه في: صحيح البخاري ك العلم ب كتابة العلم: 1/36، صحيح مسلم ك الايمان ب كون النهي عن المنكر: 1/39، صحيح الترمذي: 5/333 ح3887، سنن أبي داود: 3/37 ح2612، سنن النسائي ك الطهارة ب التنزه عن البول: 1/28، سنن ابن ماجة: 1/15 ح39. ) ، ودونك حديثه في صحيح البخاري ومسلم عن كل من الأعمش، والثوري، وشعبة، واسماعيل بن أبي خالد، وعلي بن المبارك، روى عنه عندهما اسحاق الحنظلي، ومحمد بن نمير، وروى عنه عند البخاري عبد الله الحميدي، ومحمد بن مقاتل، وروى عنه عند مسلم زهير، وابن أبي شيبة، وأبو كريب، وابو سعيد الأشج، ونصر بن علي، وسعيد بن أزهر، وابن أبي عمر، وعلي بن خشرم، وعثمان بن أبي شيبة، وقتيبة بن سعيد. مات رحمه الله تعالى بفيد قافلاً من الحج في المحرم سنة سبع وتسعين ومئة، وله من العمر ثمان وستون سنة.
97 ـ يحيى بن الجزار ـ العرني الكوفي صاحب أمير المؤمنين عليه السلام، ذكره الذهبي في الميزان رامزاً الى احتجاج مسلم وأصحاب السنن به، وقد وثقه وقال: صدوق، ونقل عن الحكم بن قتيبة أنه قال: كان يحيى بن الجزار يغلو في التشيع (الميزان
للذهبي: 4/367.
) ، وذكره ابن سعد في الجزء 6 من طبقاته (ص206.
) فقال: كان يحيى بن الجزار يتشيع، وكان يغلو يعني في القول، قالوا: وكان ثقة، وله أحاديث. اهـ .
أقـول
: رأيت له في الصلاة في صحيح مسلم (روي
عنه في: سنن ابن ماجة: 1/189 ح709، سنن السنائي ك القبلة ب ذكر ما يقطع الصلاة:
2/65.
) حديثاً يرويه عن علي، وله في الايمان من صحيح مسلم أيضاً حديث يرويه عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى، روى عنه الحكم بن عتيبة، والحسن العرني عند مسلم، وغيره.
98 ـ يحيى بن سعيد ـ القطان، يكنى ابا سعيد مولى بني تميم البصري محدث زمانه، عده ابن قتيبة في معارفه (المعارف لابن قتيبة: 6240. ) من رجال الشيعة، واحتج به أصحاب الصحاح الستة (روي عنه في: صحيح البخاري ك الايمان ب صوم رمضان احتساباً: 1/14، صحيح مسلم ك الصلاة ب خروج النساء الى المساجد: 1/188، صحيح الترمذي: 5/304 ح3813، سنن أبي داود: 3/68 ح2710، سنن النسائي ك الجهاد باب تمني القتل في سبيل الله: 6/32، سنن ابن ماجة: 1/12 ح29. ) وغيرهم، فحديثه عن هشام بن عروة، وحميد الطويل، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وغيرهم ثابت في كل من صحيح البخاري ومسلم، وروى عنه عندهما محمد بن المثنى، وبندار، وروى عنه عند البخاري مسدد، وعلي بن المديني، وبيان بن عمرو، وروى عنه عند مسلم محمد بن حاتم، ومحمد بن خلاد الباهلي، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري، ومحمد المقدمي، وعبد الله بن هاشم؛ وأبو بكر بن أبي شيبة، وعبد الله بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ويعقوب الدورقي، وعبد الله القواريري، وأحمد بن عبدة، وعمرو بن علي، وعبد الرحمن بن بشر. مات رحمه الله تعالى سنة ثمان وتسعين ومئة، عن ثمان وسبعين سنة.
99 ـ يزيد بن أبي زياد ـ الكوفي أبو عبد الله مولى بن هاشم، ذكره الذهبي في ميزانه (الميزان:
4/423.) ، فوضع عليه رمز مسلم وأصحاب السنن الأربعة (روي
عنه في: صحيح الترمذي: 5/317 ح3847، سنن أبي داود: 3/46 ح2647، سنن ابن ماجة: 1/99
ح270 سنن النسائي ك قطع السارق السرقة: 8/65.
قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لمعاوية وابن العاص: «اللهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعمها دعا».
يوجد في: وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 219 ط2 بمصر. وأوعز الى الحديث العرب: 7/404، فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ط الحيدرية وص62 ط الاسلامية بمصر، الغدير للأميني: 10/139، الميزان: 4/424.
) اشارة الى روايتهم عنه، ونقل عن ابن فضيل قال: كان يزيد بن أبي زياد من أئمة
الشيعة الكبار، واعترف الذهبي بأنه أحد علماء الكوفة المشاهير، ومع ذلك فقال تحاملوا عليه. واعدوا ما استطاعوا من القدح، بسبب أنه حدّث بسنده إلى أن أبي برزة، أو أبي بردة، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فسمع صوت غناء، فاذا عمرو بن العاص ومعاوية يتغنيان، فقال صلى الله عليه وآله وسلم «اللهم اركسهما في الفتنة ركساً، ودعهما الى النار دعاً» ودونك حديثه في الأطعمة من صحيح مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، رواه عنه سفيان بن عيينة. مات رحمه الله تعالى سنة ست وثلاثين ومئة، وله تسعون سنة تقريباً.
100 ـ أبو عبد الله الجدلي ـ ذكره الذهبي في الكنى، ووضع على عنوانه …… اشارة الى أنه من رجال أبي داود والترمذي في صحيحيهما، ثم وصفه، بأنه شيعي بغيض، ونقل عن الجوزجاني القول: بأنه كان صاحب راية المختار، ونقل …… أحمد توثيقه (الميزان للذهبي: 4/544.) ، وعدَّه الشهرستاني من رجال الشيعة في كتاب الملل والنحل (الملل والنحل: 1/190. ) ، وذكره ابن قتيبة في غالية الرافضة من معارفه (المعارف لابن قتيبة: 624. ) ودونك حديثه في صحيحي الترمذي وأبي داود وسائر مسانيد السنة (روي عنه في: سنن أبي داود: 3/180 ح3081. ) وذكره ابن سعد في طبقاته ( ص 159 من جزئها السادس، وذكر ان اسمه عبدة بن عبد بن عبد الله بن أبي يعمر) فقال: كان شديد التشيع، ويزعمون أنه كان على شرطة المختار، فوجهه الى عبد الله بن الزبير في ثمانمئة ليوقع بهم، ويمنع محمد بن الحنفية مما أراد به ابن الزبير. اهـ . حيث كان ابن الزبير حصر ابن الحنفية وبني هاشم، وأحاطهم بالحطب ليحرقهم، اذ كانوا قد امتنعوا عن بيعته، لكن أبا عبد الله أنقذهم من هذا الخطر، فجزاه الله عن أهل نبيه خيراً.
وهذا آخر من أردت ذكرهم، وهم مئة بطل من
رجال الشيعة، كانوا حجج السنة وعيبة علوم الأمة، بهم حفظت الآثار النبوية، وعليهم مدار الصحاح والسنن والمسانيد، ذكرتهم بأسمائهم، وجئت بنصوص أهل السنة على تشيعهم، والاحتجاج بهم، نزولاً في ذلك على
ما زعمتم وتبجحتم ، وأظن المعترضين سيعترفون بخطئهم فيما زعموه من أن أهل السنة لا يحتجون
برجال
الشيعة، وسيعلمون أن المدار عندهم على الصدق
والأمانة، بدون فرق بين السني والشيعي، لو رد حديث
الشيعة مطلقاً لذهبت الآثار النبوية ـ كما اعترف به الذهبي
في ترجمة ابان بن تغلب من ميزانه (الميزان: 1/5.
) ـ وهذه مفسدة بينة، و تعلمون أن في سلف
الشيعة ممن يحتج أهل السنة بهم غير الذي ذكرتهم، وأنهم أضعاف أضعاف تلك المئة عدداً وأعلى منهم سنداً، وأكثر حديثاً، وأغزر علماً، وأسبق زمناً، وأرسخ في التشيع قدماً، ألا وهم
رجال الشيعة من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين،
وفي التابعين ممن
يحتج بهم من أثبات الشيعة، كل ثقة حافظ ضابط متقن حجة، كالذين استشهدوا في سبيل الله نصرة لأمير المؤمنين أيام الجمل الأصغر (
يوم الجمل الأصغر ومن قتل فيه:
راجع: أنساب الأشراف للبلاذري: 2/228، تاريخ الطبري: 4/474، أسد الغابة لابن الأثير: 2/38، شرح نهج البلاغة: 2/481 ط بيروت أفست، مروج الذهبي للمسعودي: 2/358.
) .
والجمل الأكبر (1) ، وصفين (2) ، والنهروان (3) ، وفي الحجاز واليمن حيث غار عليهما بسر بن أرطأة (غارات
معاوية على الحجاز واليمن:
راجع: أنساب الأشراف: 2/453 ـ 457، تاريخ الطبري: 5/140، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/383.)
، وفي فتنة الحضرمي المرسل الى البصرة من قبل معاوية (2) ، وكالذين استشهدوا يوم
الطف مع سيد شباب أهل الجنة (3) ، والذين استشهدوا مع حفيده الشهيد زيد (4) وغيره
من أباة الضيم،
من قتل من الصحابة مع علي عليه السلام في الجمل الأكبر:
(1) 1 ـ مثل زيد بن صوحان العبدي الذي شهد له النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة. راجع أنساب الأشراف للبلاذري: 2/244، أسد الغابة: 2/233، مروج الذهبي للمسعودي: 2/369.
2 ـ سيحان بن صوحان العبدي:
راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد: 6/221.
3 ـ هند بن أبي هالة ربيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أمه خديجة.
راجع: أسد الغابة: 5/71.
عدد الصحابة الذين شهدوا الجمل مع علي عليه السلام: من المدينة (4000) ومن الأنصار (800).
راجع: تاريخ الاسلام للذهبي: 2/149 ـ العقد الفريد: 2/280 ط قديم.
ومن أهل بيعة الرضوان ـ 700 ـ ومن أهل بدر ـ 130 ـ راجع: تاريخ الاسلام للذهبي: 2/149.
بعض أسماء الصحابة الذين كانوا مع علي في يوم الجمل:
راجع: مروج الذهبي: 2/359 ـ 360، أسد الغابة لابن الأثير: 1/385 و: 2/114 و178 و: 4/46 و100 و: 5/143 و146 و286، الاصابة لابن حجر: 1/248 و501 و: 2/395.
(2) عدد الصحابة الذين كانوا مع علي بصفين:
من أهل بدر (100) كما في: وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 238 ط2 بمصر، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 1/484 ط مصر قديم: و: 5/191 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.
ومن أهل بيعة الشجرة (800) قتل منهم 360 نفساً.
راجع: الاصابة لابن حجر: 2/381 ط مصطفى محمد و: 2/389 ط السعادة، الاستيعاب بذيل الاصابة في ترجمة عمار: 2/471 ط مصطفى محمد.
بعض أسماء من قتل بصفين مع علي من الصحابة:
1 ـ ثابت بن عبيد الأنصاري: بدري. الاصابة: 1/194، الاستيعاب بهامش الاصابة: 1/196.
2 ـ خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين: بدري، أسد الغابة: 2/114، الاصابة: 1/426، الاستيعاب: 1/417، المستدرك للحاكم: 3/396.
3 ـ أبو الهيثم مالك بن التيهان: بدري. أسد الغابة: 4/274 و: 5/318، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/319، الاصابة: 4/212 الاستيعاب بهامش الاصابة: 4/200.
4 ـ أبو عمرة الأنصاري: بدري. المستدرك للحاكم: 3/395، الاستيعاب بهامش الاصابة: 4/123.
5 ـ أبو فضالة الأنصاري: بدري. أسد الغابة: 5/273، الاصابة: 4/155، الاستيعاب بهامش الاصابة: 4/153.
6 ـ بريد الأسلمي: راجع: الاصابة: 1/146.
7 ـ جندب بن زهير الازدي الغامدي: تاريخ الطبري: 5/27، أسد الغابة: 1/303.
8 ـ حازم بن أبي حازم الأحمسي: أسد الغابة: 1/360، الاستيعاب بهامش الاصابة: 1/252.
9 ـ سعد بن الحارث الأنصاري: أسد الغابة: 2/272، الاصابة: 2/23.
10 ـ سهيل بن عمرو الأنصاري: بدري. الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/107، الاصابة: 2/93.
11 ـ صفر بن عمرو بن محصن: الاصابة: 2/200.
12 ـ عائذ المحاربي الجسري: الاصابة: 2/262.
13 ـ عبد الله بن بديل الخزاعي: أسد الغابة: 3/124، الاصابة: 2/280، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/268، المستدرك: 3/395، تاريخ الطبري: 5/23.
14 ـ عبد الله بن كعب المرادي: أسد الغابة: 3/249، الاصابة: 2/363، تاريخ الطبري: 5/46، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/315.
15 ـ عبد الرحمن بن بديل الخزاعي: أسد الغابة: 3/124 و282، الاصابة: 2/280 و: 4/213، مروج الذهب: 2/384 ط الأندلس، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/268 و: 4/201.
16 ـ عبد الرحمن الجمحي: الاصابة: 2/395.
17 ـ الفاكه بن سعد الأنصاري: أسد الغابة: 4/174، الاصابة: 3/198، الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/202.
18 ـ قيس بن المشكوح المرادي: أسد الغابة: 4/237، الاصابة: 3/274، الاستيعاب: 3/244.
19 ـ محمد بن بديل الخزاعي: الاصابة: 3/371.
20 ـ المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي: الاصابة: 3/481، أسد الغابة: 4/423.
21 ـ هاشم المرقال: أسد الغابة: 5/49، المستدرك: 3/396، تاريخ الطبري: 5/44، الاصابة: 3/593، الاستيعاب بهامش الاصابة: 3/616.
22 ـ أبو شحر الأبرهي: الاصابة:4/102.
23 ـ أبو ليلى الأنصاري: الاصابة: 4/102.
24 ـ عمار بن ياسر: بدري. الشهيد بصفين. راجع: أسد الغابة: 4/46، المستدرك: 3/386، تاريخ الطبري: 5/41، أنساب الأشراف: 2/310، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 341 ط2 بمصر. قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مخاطباً عمار بن ياسر: «ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية» وهناك ألفاظ أخرى.
راجع صحيح البخاري ك الجهاد باب مسح الغبار عن الناس في السبيل: 3/207، صحيح
الترمذي: 5/333 ح3888، المستدرك للحاكم: 2/148 و149 و: 3/386 و387 و391 و397، خصائص
أمير المؤمنين للنسائي: 132 ـ 135 ط الحيدرية و: 67 ـ 69 ط بيروت، حلية الأولياء:
4/172 و361 و: 7/197 و198 مجمع الزوائد: 7/240 و242 و244 و: 9/295 وحكم بصحة جل
طرقه. تاريخ الطبري: 5/39 و41 و: 10/59، أسد الغابة: 2/114 و143 و217 و: 4/46،
الامامة والسياسة لابن قتيبة: 1/117، تاريخ اليعقوبي: 2/164 ط الغري، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/313 و314 و317، وقعة صفين لنصر بن مزاحم: 341 و343، العقد الفريد: 4/341 و343، المناقب للخوارزمي الحنفي: 57 و123 و124 و159 و160، الكامل في التاريخ لابن الأثير: 3/310 و311، أحكام القرآن لابن عربي: 4/1705 ط2 بتحقيق البجاوي، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: 128 و129 ط اسلامبول: 151 و152 ط الحيدرية و: 1/128 و129 ط العرفان، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي: 93 و94 كفاية الطالب للكنجي الشافعي: 172 ـ 175 ط الحيدرية و: 71 و73 ط الغري، نور الأبصار للشبلنجي: 17 و89 ط السعيدية بمصر، سيرة ابن هشام: 2/102، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 8/10 و17 و19 و24 و: 15/177 ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل: 2/274 ط1 بمصر، المعجم الصغير للطبراني: 1/187، الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/252، 251 الغدير للأميني: 9/22 اضعاف الحق للتستري: 8/422 ط الاسلامية في طهران، فرائد السمطين: 1/114 و287 و120 بل هو من الأحاديث المتواترة كما واعترف ابن حجر في الاصابة: 2/512 ط السعادة و: 2/506 ط مصطفى محمد، وابن
عبد البر في الاستيعاب بهامش الاصابة: 2/436 ط السعادة.
(3) الصحابة الذين شهدوا النهروان مع علي عليه السلام:
راجع: أسد الغابة: 1/385 و: 2/351 و371 و375 و: 3/150 و354 و: 4/100 و215 و: 5/122 و143 و274، أنساب الأشراف للبلاذري: 2/362 و368 و371 و375، تاريخ الطبري: 5/74 و81 و83، تاريخ اليعقوبي: 2/167 ط الغري.
(2) فتنة ابن الحضرمي في البصرة: أنساب الأشرف: 2/423. 434، تاريخ الطبري: 5/110، الكامل لابن الأثير: 3/360.
(3) شهداء الطف: راجع: مقتل الحسين للمقرم: 286 ـ 348 ط4 بالنجف، الكامل لابن الأثير: 4/92، تاريخ الطبري: 5/468.
(4) الشهداء مع زيد: راجع: زيد الشهيد للمقرم: 138 ـ 146 ط الغري.
الثائرين لله من آل محمد، وكالذين قتلوا صبراً (1) ، ونفوا عن عقر ديارهم (2) ظلما، والذين أخلدوا الى التقية خوفاً وضعفاً، كالأحنف بن قيس، والأصبغ بن نباتة، ويحيى بن يعمر، أول من نقط الحروف (3) ، والخليل بن أحمد مؤسس علم اللغة والعروض (4) ، ومعاذ بن مسلم الهراء واضع علم الصرف (5) وأمثالهم، ممن يستغرق تفصيلهم المجلدات الضخمة ودع عنك من تحامل عليهم النواصب بالقدح والجرح فضعفوهم ولم يحتجوا بهم (6) ، وهناك مئات من أثبات الحفظة وأعلام الهدى من شيعة آل محمد، أغفل أهل السنة ذكرهم، لكن علماء الشيعة أفردوا لذكرهم فهارس ومعاجم تشتمل على أحوالهم (7) ، ومنها تعرف أياديهم البيضاء، في خدمة الشريعة الحنفية السمحاء،ومن وقف على شؤونهم يعلم أنهم مثال الصدق والأمانة، والورع والزهد والعبادة والاخلاص في النصح لله تعالى، ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولكتابه عز وجل، ولأئمة المسلمين ولعامتهم، نفعنا الله ببركاتهم وبركاتكم انه أرحم الراحمين.
(1) معاوية يقتل حجر بن عدي الكندي مع أصحابه: راجع: الغدير للأميني: 11/53، تاريخ الطبري: 5/277، كنز العمال: 15/157 ح445 ط2.
(2) نفي أبي ذر الغفاري إلى الربذة:
راجع: الغدير للأميني: 8/292 ـ 386.
(3) تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 325.
(4) راجع كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 148ـ 154 و178.
(5) نفس المصدر: 140.
(6) راجع كتاب: العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل للعقيلي، فتح الملك العلي بصحة باب مدينة العلم علي للمغربي: 58 و59 و160 ط الحيدرية.
(7) كتب
الشيعة في الرجال والفهرست:
رجال النجاشي المتوفي 463 هـ ط في بمبي وايران، والفهرست للشيخ للطوسي المتوفي
460 هـ ط كلكتة وايران والنجف، رجال الطوسي ط في النجف، رجال الكشي ط في بمبي
وايران والنجف، رجال البرقي المتوفي حدود 274 هـ ط في ايران، رجال ابن داود ط
ايران، والنجف، الخلاصة للعلامة المتوفي 726 ط في ايران والنجف، الفهرست للشيخ
منتجب الدين ط في ج105 من البحار ط الجديد. ومن المتأخرين: روضات الجنات ط في ايران
عدة طبعات، منتهى المقال لأبي علي ط في ايران، تنقيح المقال ط في ايران والنجف،
أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين تبلغ 56 مجلداً ط في
دمشق. ومن أراد المزيد فعليه بكتاب (الذريعة الى تصانيف الشيعة)
للشيخ آغا بزرك الطهراني وهو فهرست لأسماء كتب الشيعة في الفقه
والأصول والحديث والتاريخ والرجال وغيرها. وقد
طبع منها الى الآن 25 مجلداً.