وآخر كلام في هذا الباب هو أنّ (طه) كـ (يس) قد أصبحت تدريجياً وبمرور الزمان اسماً خاصاً للنبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، حتى أنّهم يسمون آل النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) آل طه أيضاً، وعُبِّر عن الإِمام المهدي عجل الله فرجه في دعاء الندبة بـ (يا بن طه).

ثمّ تقول الآية: (ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى) فصحيح أن العبادة والتقرب إِلى الله عن طريق مناجاته من أفضل العبادات، إِلاّ أنّ لكل عمل حساباً ومقداراً، وللعبادة أيضاً مقدارها، فلا يجب أن تجهد نفسك بالعبادة حتى تتورم قدماك، وبالتالي ستضعف قوتك وتعجز عن التبليغ والجهاد.

وينبغي الإِلتفات إِلى أن «تشقى» مأخوذة من مادة الشقاء ضد السعادة، إِلاّ أنّ هذه المادة، وكما يقول الراغب في المفردات، تأتي أحياناً بمعنى المشقّة والتعب، والمراد في الآية هذا المعنى، كما يحكون ذلك أيضاً في أسباب النّزول.

ثمّ تبيّن الآية الأُخرى الهدف من نزول القرآن فتقول: (إِلاّ تذكرة لمن يخشى). إِنّ التعبير بـ «تذكرة» من جهة، وبـ «من يخشى» من جهة أُخرى يشير إِلى واقع  لا يمكن إِنكاره، وهو: إِن التذكرة توحي بأن أسس ومقومات كل التعليمات الإِلهية موجودة في أعماق روح الإِنسان وطبيعته، وتعليمات الأنبياء تجعلها مثمرة، وتوصلها إِلى حد النضج، كما نذكّر أحياناً بمطلب وأمر ما.

[526]

لا نقول: إِنّ الإِنسان كان يعلم كل العلوم من قبل وزالت من ذاكرته، وإن أثر التعليم في هذا العالم هو التذكير فحسب ـ كما ينقلون ذلك عن أفلاطون ـ بل نقول: إِنّ مادتها الأصلية قد أخفيت في طينة الآدمي (دققوا ذلك).

إِنّ تعبير «من يخشى» يبيّن أن نوعاً من الإِحساس بالمسؤولية، والذي سمّاه القرآن بالخشية، إِذا لم يكن موجوداً في الإِنسان، فسوف لا يقبل الحقائق، لأنّ قابلية القابل شرط في حمل ونمو كل بذرة وحبة. وهذا التعبير في الحقيقة شبيه بما نقرؤه في أوّل سورة البقرة: (هدى للمتقين).

ثمّ تتطرق الآيات إِلى التعريف بالله تعالى المنزل للقرآن، لتتضح عظمة القرآن من خلال معرفته، فتقول: (تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلى)(1).

إِنّ هذا التعبير في الحقيقة إِشارة إِلى ابتداء وانتهاء نزول القرآن، انتهاؤه إِلى الأرض وابتداؤه من السماوات، وإِذا لم تُصف هنا كلمة «وما بينهما» ـ كما في بعض الآيات الأُخرى من القرآن ـ فربّما كان لهذا السبب، وهو أنّ الهدف كان بيان الإِبتداء والإِنتهاء.

على كل حال، فإِنّ من المعلوم أنّ الله الذي عمت قدرته وتدبيره وحكمته كل أرجاء الأرض السماء، إِذا أنزل كتاباً، فكم سيكون غني المحتوى، وجنيّ الثمر؟!

ثمّ تستمر في تعريف الله المنزل للقرآن فتقول: (الرحمن على العرش استوى) وكما قلنا سابقاً في تفسير الآية: (ثمّ استوى على العرش)(2)، فإِنّ كلمة عرش تقال للشيء الذي له سقف، وأحياناً تطلق على نفس السقف، أو على الأسرة المرتفعة القوائم كأسرة وكراسي السلاطين، وفي قصة سليمان نقرأ:


1 ـ هناك بحث بين المفسّرين في محل (تنزيلا) من الإِعراب، غير أن الأصح أنّها مفعول مطلق لفعل مجهول محذوف، وكان التقدير: نُزل تنزيلا ممن خلق الأرض.

2 ـ الأعراف، 54.

[527]

(أيّكم يأتيني بعرشها)(1).

من البديهي أنّ الله سبحانه ليس له عرش، ولا محكومة كحكام البشر، بل المراد من عرش الله كل عالم الوجود الذي يعتبر عرشه، وبناء على هذا فإنّ قوله تعالى: (استوى على العرش) كناية عن تسلط الله، وإحاطته الكاملة بعالم الوجود، ونفوذ أمره وتدبيره في جميع أنحاء العالم.

وأساساً فإنّ كلمة «عرش» في لغة العرب، كناية عن القدرة غالباً، فنقول مثلا: إِن فلاناً قد أنزلوه من العرش، أو أزاحوه عنه، فهذا يعني أنّهم قد أنهوا حكمه وقدرته، أو نقول: ثل عرشه.

وعلى كل حال، فإنّ من السخف أن يتوهم الإِنسان من هذا التعبير جسمية الله سبحانه.

ثمّ تتحدث عن مالكية الله بعد حاكميته فتقول: (له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى).

«الثرى» في الأصل بمعنى التراب الرطب، ولما كانت قشرة الأرض ـ فقط ـ هي التي تجف نتيجة لأشعة الشمس وهبوب الرياح، وتبقى الطبقة السفلى ـ غالباً ـ رطبة، فإنّه يقال لهذه الطبقة: ثرى، وعلى هذا فإن (وما تحت الثرى) تعني أعماق الأرض وجوفها، وكلها مملوكة لمالك الملك وخالق عالم الوجود.

إِلى هنا بُينت ثلاثة أركان من أركان صفات الله: الركن الأوّل: «خالقيته»، والثّاني: «حاكميته»، والثّالث: «مالكيته».

وأشارت الآية التالية إِلى الرّكن الرّابع، أي: «العالمية»، فقالت: (وإِن تجهر بالقول فإنّه يعلم السر وأخفى). وهناك نقاش وبحث بين المفسّرين في المراد من «أخفى» هنا:

فذهب بعضهم إِلى أنّ السر هو أن يتحدث إِنسان مع آخر بصورة خفية،


1 ـ النمل، 38.

[528]

وأخفى: هو أن يحتفظ الإِنسان بذلك القول والأمر في قلبه ولا يحدث به أحداً.

وذهب آخرون: إن «السر» هو ما أضمره الإِنسان في قلبه، و«أخفى» هو الذي لم يخطر على باله، إِلاّ أنّ الله سبحانه مطلع عليه وعالم به.

وقال ثالث: إِنّ «السر» هو ما يقوم به الإِنسان من عمل في الخفاء، وأخفى: هي النية التي في قلبه.

وقال رابع: إِن (السر) يعني أسرار الناس، و(أخفى) هي الأسرار التي في ذات الله المقدسة.

في حديث عن الإِمامين الباقر والصادق(عليهما السلام): «السر ما أخفيته في نفسك، وأخفى ما خطر ببالك ثمّ أُنسيته»(1). إِنّ هذه الحديث يمكن أن يكون إِشارة إِلى أن ما يتعلمه الإِنسان يودع في مخزن الحافظة، غاية الأمر أن ارتباط الإِنسان قد ينقطع أحياناً مع زاوية من هذا المخزن، فتنتج حالة النسيان، ولذلك فإنّه إِذا ما تذكر ذلك المنسي بطريقة ما، فسيرى هذا المطلب واضحاً ومعروفاً لديه، وبناء على هذا فإن ما ينساه الإِنسان هو أخفى أسراره التي أُخفيت في زوايا الحافظة، وقُطع ارتباطه بها بصورة مؤقتة، أو دائمة.

ولكن لا مانع على كل حال من أن تُجمع كل هذه التفاسير التي ذكرت أعلاه في مفهوم الكلمة ومعناها الواسع. وعلى هذا فقد رُسمت صورة واضحة عن علم الله اللامتناهي، وعرف مُنزل القرآن من مجموع الآيات أعلاه معرفة إِجمالية في الأبعاد الأربعة: الخلقة، والحكومة، والمالكية، والعلم.

والآية التالية ربّما تشير إِلى ما ذكرنا: (الله لا إله إلاّ هو له الأسماء الحسنى). وكما قلنا في تفسير الآية (80) من سورة الأعراف، فإنّ التعبير بالأسماء الحسنى قد ورد مراراً وتكراراً في الآيات القرآنية، وفي كتب الحديث ومن البديهي أن كل أسماء الله حسنة، ولكن لما كانت لبعض أسماء الله وصفاته أهمية أكبر، فقد


1 ـ مجمع البيان، ذيل الآيه مورد البحث.

[529]

سمّيت بالأسماء الحسنى.

ونقرأ في كثير من الرّوايات التي وصلتنا عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة(عليهم السلام) أن لله (99) إسماً، وكل من دعاه بهذه الأسماء يستجاب دعاؤه، وكل من أحصاها فهو من أهل الجنّة. ويلاحظ هذا المضمون أيضاً في مراجع الحديث المعروفة عند أهل السنة أيضاً.

ويبدو أنّ المراد من إِحصاء هذه الأسماء هو التخلق بصفاتها، لا مجرّد ذكر ألفاظها، ولا شك أن من تخلق بصفة العالم والقادر، أو الرحيم والغفور وأمثالها، وسطعت في وجوده أشعة وقبسات من هذه الصفات الإِلهية العظيمة، فإنّه من أهل الجنة، وممن يستجاب دعاؤه.

ولمزيد الإِيضاح راجع الآية (180) من سورة الأعراف من هذا التّفسير.

* * *

[530]

الآيات

وَهَلْ أَتَـكَ حَدِيثُ مُوسَى(9) إِذْ رَءَا نَاراً فَقَالَ لأَِهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّى ءَانَسْتُ نَارَاً لَّعَلِّى ءَاتِيكُمْ مِّنْهَا بِقَبَس أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً(10) فَلَمَّآ أَتَـهَا نُودِىَ يـمُوسَى(11) إِنِّى أَنَاْ رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً(12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى(13) إِنَّنِى أَنَا اللَّهُ لآَ إِلَـهَ إِلآَّ أَنَا فَاعْبُدْنِى وَأَقِمِ الصَّلَـوةَ لِذِكْرِى(14) إِنَّ السَّاعَةَ ءَاتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْس بِمَا تَسْعَى(15) فَلاَ يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَن لاَّ يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى(16)

التّفسير

نار في الجانب الآخر من الصحراء!

من هنا تبدأ قصّة نبي الله الكبير موسى(عليه السلام)، وتفصيل الجوانب المهمّة من هذه القصة المليئة بالأحداث سيأتي في أكثر من ثمانين آية، لتكون تهدئة ومواساة وتسلية لخاطر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين الذين كانوا يعانون خلال تلك الفترة في

[531]

مكّة ضغوطاً شديدةً من الأعداء، ليعلموا أن هذه القوى الشيطانية لا طاقة لها في مقاومة قدرة الله، وأنّ كل هذه الخطط والمؤامرات رسم على الماء.

وكذلك ليعتبروا بهذه الواقعة المليئة بالعبر والمواعظ، ويستمروا في طريقهم في توحيد الله وعبادته، ومحاربة فراعنة وسحرة كل عصر وزمان، وكذلك مجاهدة الإِنحرافات الداخلية والرغبات المنحرفة .. تلك العبر التي تستطيع أن يكون دليلا ومرشداً لهم في مسيرتهم الجهادية.

ويمكن تقسيم مجموع الآيات التي تحدثت عن موسى وبني إِسرائيل والفراعنة في هذه السورة إِلى أربعة أقسام:

القسم الأوّل: يتحدث عن بدايه نبوة موسى وبعثته، وأوّل ومضات الوحي، وبتعبير آخر: فإنّ البحث يدور حول مرحلة قصيرة المدة غنية المحتوى وقضاها موسى في الوادي المقدس في تلك الصحراء المظلمة المقفرة.

القسم الثّاني: يتحدث عن دعوة موسى وأخيه هارون لفرعون ـ وملئه ـ إِلى دين التوحيد، ثمّ اشتباكهما بالأعداء.

القسم الثّالث: يبحث عن خروج موسى وبني إِسرائيل من مصر، وكيفية نجاتهم من قبضة فرعون وأتباعه، وغرق هؤلاء وهلاكهم.

القسم الرّابع: ويتحدث حول الإِتجاهات الإِنحرافية الشديدة لبني إِسرائيل عن دين التوحيد إِلى الشرك، وقبول وساوس السامري، ومواجهة موسى الحازمة لهذا الإِنحراف.

ونعود الآن إِلى الآيات مورد البحث، والتي ترتبط بالقسم الأوّل. فهذه الآيات تقول بتعبير رقيق وجذاب: (وهل أتاك حديث موسى)؟ ومن البديهي أن هذا الإِستفهام ليس هدفه تحصيل الخبر، فهو سبحانه مطلع على جميع الأسرار، بل هو «استفهام تقريري»، وبتعبير آخر فإنّ هذا الإِستفهام، مقدمة لبيان خبر مهم، كما نقول في مكالماتنا اليومية حينما نريد أن نبدأ بذكر خبر مهم: أسمعت هذا

[532]

الخبر الذي ...؟

ثمّ تقول: (إِذا رأى ناراً فقال لأهله امكثوا إِنّي أنست ناراً لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى) فبملاحظة أن «القبس» يعني الشعلة القليلة التي تؤخذ من النار، وبملاحظة أن مشاهدة النار في الصحاري تدل عادة على أن جماعة قد اجتمعوا حولها، أو أنّهم وضعوها على مرتفع حتى لا تضل القوافل الطريق في الليل، وأيضاً بملاحظة أن «مكثوا» ـ من مادة مكث ـ تعني التوقف القصير، فمن مجموع هذه التعابير يستفاد أن موسى وزوجته وابنه كانوا يقطعون الصحراء في ليلة ظلماء .. ليلة كانت مظلمة وباردة كان موسى قد ضل الطريق فيها، فجلبت انتباهه شعلة نار من بعيد، وبمجرد رؤيتها قال لأهله: قفوا هنا قليلا فقد رأيت ناراً سأذهب إِليها حتى آتيكم منها بقبس، أو أجد الطريق بواسطة النار أو من اجتمع حولها.

ونقرأ في التواريخ أنّ موسى(عليه السلام) عندما انتهت مدّة عقده مع «شعيب» في «مدين»، حمل زوجته وابنه وأغنامه وسار من مدين إِلى مصر، فضلّ الطريق، وكانت ليلة مظلمة، فتفرقت أغنامه في الصحراء، فأراد أن يشعل ناراً في ذلك الليل البارد ليتدفأ هو وأهله، وحاول إشعال النار فلم يفلح، وفي هذه الأثناء عصفت بزوجته آلام الوضع!

لقد حاصره سيل من الحوادث الصعبة .. وفي هذه الأثناء لاح لعينيه ضياء من بعيد، إِلاّ أنّه لم يكن ناراً، بل كان نوراً إِلهياً، وظن موسى أنّه نار، فسعى نحوها علّه يجد من يهديه في تلك الصحراء إِلى الطريق، أو يأخذ لأهله جذوة منها(1).

والآن لنسمع بقية الحادثة من القرآن الكريم:

(فلمّا أتاها نودي يا موسى إنّي أنا ربّك فاخلع نعليك إِنّك بالواد المقدس طوى). ويستفاد من الآية (30) من سورة القصص، أن موسى قد سمع هذا النداء


1 ـ مجمع البيان، ذيل الآية مورد البحث.

[533]

من جهة شجرة كانت هناك: (نودي من شاطىء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إِني أنا الله رب العالمين) يستفاد من مجموع هذين التعبيرين أن موسى لما اقترب شاهد النار في داخل الشجرة ـ ويقول المفسّرون أنّها كانت شجرة العناب ـ وهذا بنفسه كان قرينة واضحة على أن هذه النار ليست ناراً عادية، بل إِنّ هذا النور الإِلهي الذي ليس لم يحترق الشجرة وحسب، بل إِنّه منسجم معها ومعروف، ألا وهو نور الحياة!

وقد هام موسى لدى سماعه هذا النداء المحيي للروح: (إِنّي أنا ربّك)وأحاطت بكل وجوده لذة لا يمكن وصفها، فمن هذا الذي يتحدث معي؟ إنّه ربّي الذي جللني بالفخر الكلمة (ربّك) ليُعْلمني بأنّي قد تربيت وترعرعت منذ نعومة أظفاري وإِلى الآن في ظل رحمته وعنايته، وأصبحت مهيئاً لرحمة عظيمة.

لقد أُمر أن يخلع نعليه، لأنّه قد وضع قدمه في أرض مقدسة .. الأرض التي تجلى فيها النور الإِلهي، ويسمع فيها نداء الله، ويتحمل مسؤولية الرسالة، فيجب أن يخطو في الأرض بمنتهى الخضوع والتواضع، وهذا هو سبب خلعه النعل عن رجله.

بناء على هذا، فإنّ البحث المفصل الذي بحثه بعض المفسّرين حول خلع النعل ـ ونقلوا أقوالا عن المفسّرين ـ يبدو زائداً. طبعاً لقد نقلت روايات في باب تأويل هذه الآية سنبحثها في مقطع البحوث.

إِنّ التعبير بـ (طوى) إِمّا لأنّ اسم تلك الأرض كان أرض طوى، كما قال ذلك أغلب المفسّرين، ولأن «طوى» في الأصل بمعنى الإِحاطة، وهنا كناية عن أن البركات المعنوية التي أحاطت هذه الأرض من كل جانب، ولهذا عُبر عنها في الآية (30) من سورة القصص بأنّها «البقعة المباركة».

ثمّ سمع هذا الكلام من نفس المتكلم: (وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى)ومن بعدها تلقى موسى أوّل جمله من الوحي على شكل ثلاثة أُمور: (إِنّني أنا

[534]

الله لا إِله إِلاّ أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري) شرعت هذه الآية في بيان أهم أصل لدعوة الأنبياء في هذه الآية، ألا وهو مسألة التوحيد، وبعدها ذكرت موضوع عبادة الله الواحد كثمرة لشجرة الإِيمان والتوحيد، ثمّ أصدرت له أمر الصلاة بعد ذلك، وهي تعني أكبر عبادة وأهم ارتباط بين الخلق والخالق، وأكثر الطرق تأثيراً في عدم الغفلة عن الذات المقدسة.

إِنّ هذه الأوامر الثلاثة، مع أمر الرسالة الذي ورد في الآية السابقة، ومسألة المعاد التي تأتي في الآية التالية، تشكّل مجموعة كامله ومضغوطة من أصول الدين وفروعه، وتكملها بالأمر بالإِستقامة الذي سيأتي في آخر الآيات مورد البحث.

ولما كان المعاد هو الأصل والأساس الثّاني، فبعد ذكر التوحيد وأغصانه وفروعه، أضافت الآية التالية: (إِنّ الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تعسى).

في هذه الجملة نقطتان يجب الإِلتفات إِليهما:

الأُولى: إن معنى جملة (أكاد أخفيها): يقرب أن أخفي تاريخ قيام القيامة، ولازم هذا التعبير أنّي لم أخفه من قبل، ونحن نعلم بصريح كثير من آيات القرآن، أن أحداً لم يطلع على تاريخ القيامة، كما في الآية (187) من سورة الأعراف حيث نقرأ: (يسألونك عن الساعة أيّان مرساها قل إِنّما علمها عند ربّي).

لقد بحث المفسّرون هذا الموضوع، فالكثير منهم يعتقد أن هذا التعبير نوع من المبالغة ومعناه: إِن وقت بدء وقيام القيامة مخفي ومجهول إِلى الحد الذي أكاد أخفيه حتى عن نفسي. وقد وردت في هذا الباب رواية أيضاً، ويحتمل أن هذه الفئة من المفسّرين قد اقتبسوا رأيهم من تلك الرّواية.

والتّفسير الآخر هو أن مشتقات (كاد) لا تعني دائماً الإِقتراب، بل تأتي أحياناً بمعنى التأكيد، ولذلك فإِنّ بعض المفسّرين فسر (أكاد) بـ (أريد) وقد جاء

[535]

هذا المعنى صريحاً في بعض متون اللغة(1).

والنقطة الأُخرى: إِنّ علّة إِخفاء تاريخ القيامة حسب الآية، هي: (لتجزى كل نفس بما تسعى) وبتعبير آخر: فإِنّ كون الساعة مخفية سيوجد نوعاً من حرية العمل للجميع. ومن جهة أُخرى فإِن وقتها لما لم يكن معلوماً بدقة، ويحتمل أن يكون في أي وقت وساعة، فإِنّ نتيجة هذا الخفاء هي حالة الإِستعداد الدائم والتقبل السريع للبرامج التربوية، كما قالوا في فلسفة إِخفاء ليلة القدر: إِن المراد أن يحيى الناس كل ليالي السنة، أو كل ليالي شهر رمضان المبارك، ويتوجهوا إِلى الله سبحانه.

وأشارت الآية الأخيرة إِلى أصل اساس يضمن نتفيذ كل البرامج العقائدية والتربوية، فتقول: (فلا يصدنّك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه) والاّ فسوف ثملك (فتردى) فاصمد في مقابل الكافرين ووساوسهم وعراقيلهم، ولا تدع للخوف من كثرتهم و مؤامرتهم وخططهم الخبيثة إِلى قبلك سبيلا، ولا تشك مطلقاً في أحقية دعوتك وأصالة دينك نتيجة هذه الضوضاء.

الملفت للنظر أنّ جملة «لا يؤمن» وردت هنا بصيغة المضارع، وجملة «واتبع هواه» بصيغة الماضي، وهي في الحقيقة إِشارت إِلى هذه النكتة، وهي أن عدم إِيمان منكري القيامة ينبع من أتباع هوى النفس، فهم يريدون أن يكونوا أحراراً ويفعلون ما تشتهي أنفسهم، فأي شيء أحسن من أن ينكروا القيامة حتى لا تُخدش حرية ميولهم وأهوائهم!

* * *


1 ـ نقرأ في قاموس اللغة، مادة كاد: وتكون بمعنى أراد، أكاد أخفيها: أريد.

[536]

بحوث

1 ـ المراد من قوله تعالى: ( فاخلع نعليك)

وكما قلنا، فإِن ظاهر الآية أنّ موسى(عليه السلام) قد أمر بخلع نعليه احتراماً لتلك الأرض المقدسة، وأن يسير بكل خضوع وتواضع في ذلك الوادي ليسمع كلام الحق، وأمر الرسالة.

إِلاّ أنّ بعض المفسّرين قالوا تبعاً لبعض الرّوايات: إِنّ سبب ذلك هو أن جلد ذلك النعل كان من جلد حيوان ميت.

إِنّ هذا الكلام إِضافة إِلى أنّه يبدو بعيداً بحد ذاته، لأنّه لا دليل على أن موسى(عليه السلام) كان يستعمل مثل هذه الجلود والنعال الملوثة، فإِن الرّواية التي رويت عن الناحية المقدسة، صاحب الزمان ـ أرواحنا له الفداء ـ تنفي هذا التّفسير نفياً شديداً(1). ويلاحظ في التوراة الحالية أيضاً، سفر الخروج، الفصل الثّالث، نفس التعبير الذي يوجد في القرآن.

البعض الآخر من الرّوايات يشير إِلى تأويل الآية وبطونها: «فاخلع نعليك: أي خوفيك: خوفك من ضياع أهلك، وخوفك من فرعون»(2).

وفي حديث آخر عن الإِمام الصادق(عليه السلام) فيما يتعلق بهذا الجانب والزمن من حياة موسى(عليه السلام) حيث يقول: «كن لما لا ترجوا أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران خرج ليقبس لأهله ناراً فرجع إِليهم وهو رسول نبي»(3)! وهي إِشارة إلى أن الإِنسان كثيراً ما يأمل أن يصل إِلى شيء لكنه لا يصل إِليه، إِلاّ أن أشياء أهم  لا أمل له في نيلها تتهيأ له بفضل الله.

وقد نقل هذا المعنى أيضاً عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام)(4).


1 ـ تفسير نور الثقلين، ج 3، ص 373.

2 ـ المصدر السابق، ص 374.

3 ـ المصدر السابق.

4 ـ سفينة البحار، الجزء الأول، ص 513.

[537]

2 ـ جواب عن سؤال،

يطرح بعض المفسّرين هنا سؤالا، وهو: كيف ومن أين علم موسى أنّ الصوت الذي يسمعه صادرٌ من الله سبحانه وتعالى؟ ومن أين تيقن أن الله كلّفه بهذه المهمّة؟

وهذا السؤال يمكن طرحه في شأن سائر الأنبياء أيضاً، ويمكن الإِجابة عنه بطريقين:

الأوّل: إِنّه يحصل للأنبياء في تلك الحالة نوع من المكاشفة الباطنية والإِحساس الداخلي تبلغهم وتوصلهم إِلى القطع واليقين الكامل، وتزيل عنهم كل أنواع الشك والشبهة.

والثّاني: إِنّ من الممكن أن تكون بداية الوحي مقترنة بأُمور خارقة للعادة، لا يمكن أن تقع وتتمّ إِلا بقوة الله، كما أن موسى(عليه السلام) شاهد النار في الشجرة الخضراء، ومن هذا فهم أن المسألة إِلهية وإِعجازية.

وينبغي أن نذكّر بهذا الموضوع أيضاً، وهو أن سماع كلام الله سبحانه وبلا واسطة، لا يعني أن لله حنجرة وصوتاً، بل إِنّه يخلق بقدرته الكاملة أمواج الصوت في الفضاء، ويتكلم مع أنبيائه عن هذا الطريق، ولما كانت نبوة موسى(عليه السلام) قد بدأت بهذه الكيفية، فقد لقب بـ (كليم الله).

3 ـ الصلاة أفضل وسيلة لذكر الله

أشير في الآيات ـ محل البحث ـ إِلى واحدة من أهم أسرار الصلاة، وهي أن الإِنسان يحتاج في حياته في هذا العالم ـ وبسبب العوامل المؤدية إِلى الغفلة ـ إِلى عمل يذكّره بالله والقيامة ودعوة الأنبياء وهدف الخلق في فترات زمنية مختلفة، كي يحفظه من الغرق في دوامة الغفلة والجهل، وتقوم الصلاة بهذه الوظيفة المهمّة.

إِنّ الإِنسان يستيقظ في الصباح من النوم .. ذلك النوم الذي عزله عن كل

[538]

موجودات العالم، ويريد أن يبدأ نشاطه الحياتي، فقبل كل شيء يتوجه إِلى الصلاة، ويصفي قلبه وروحه بذكر الله، ويستمد منه القوّة والمدد، ويستعد للجد والسعي الممتزج بالصدق والمودة.

وعندما يغرق في زحمة الأعمال اليومية، وتمضي عدة ساعات وقد نسي ذكر الله، وفجأة يحين الظهر، ويسمع صوت المؤذن: الله أكبر! حي على الصلاة! فيتوجه إِلى الصلاة ويقف بين يدي ربّه ويناجيه، وإِذا كان غبار الغفلة قد استقر على قلبه فإِنّه يغسله بهذه الصلاة، ومن هنا يقول الله سبحانه لموسى في أوّل الأوامر في بداية الوحي: (وأقم الصلاة لذكري).

وممّا يجلب الإِنتباه أنّ هذه الآية تقول: (وأقم الصلاة لذكري) أمّا الآية (28) من سورة الرعد فتقول: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) والآيات (27 ـ 30) من سورة الفجر تقول: (يا أيّتها النفس المطمئنة ارجعي إِلى ربّك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي) وإِذا جعلنا هذه الآيات الثلاثة جنباً إِلى جنب فسنفهم جيداً أن الصلاة تذكر الإِنسان بالله، وذكر الله يجعل نفسه مطمئنة، ونفسه المطمئنة ستوصله إِلى مقام العباد المخلصين والجنّة الخالدة.

* * *

[539]

الآيات

وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَـمُوسَى(17) قَالَ هِىَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِى وَلِىَ فِيهَا مَئَارِبُ أُخْرَىْ(18) قَالَ أَلْقِهَا يـمُوسَى(19) فَأَلْقَـهَا فَإِذَا هَىِ حَيَّةٌ تَسْعَى(20) قَالَ خُذْهَا  وَلاَ تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُْوْلَى(21) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَنَاحِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوء ءَايَةً أُخْرَى(22) لِنُرِيَكَ مِنْ ءَايـتِنَا الْكُبْرَى(23)

التّفسير

عصا موسى واليد البيضاء:

لا شك أنّ الأنيباء يحتاجون إِلى المعجزة لإِثبات ارتباطهم بالله، وإِلاّ فإنّ أي واحد يستطيع أن يدعي النّبوة، وبناء على هذا فإِن معرفة الأنبياء الحقيقيين من المزيفين لا يتيسر إِلاّ عن طريق المعجزة. وهذه المعجزة يمكن أن تكون بذاتها دعوة وكتاباً سماوياً للنّبي، ويمكن أن تكون أُموراً أُخرى من قبيل المعجزات الحسية والجسمية، إِضافة إِلى أن المعجزة مؤثرة في نفس النّبي، فهي تزيد من عزيمته وإيمانه وثباته.

على كل حال، فإِن موسى(عليه السلام) بعد تلقيه أمر النّبوة، يجب أن يتلقى دليلها

[540]

وسندها أيضاً، وهكذا تلقّى موسى(عليه السلام) في تلك الليلة المليئة بالذكريات والحوادث معجزتين كبيرتين من الله، ويبيّن القرآن الكريم هذه الحادثة فيقول: (وما تلك بيمينك يا موسى

إِنّ هذا السؤال البسيط المقترن باللطف والمحبة، إِضافة إِلى أنّه بثّ الطمانينة في نفس موسى(عليه السلام) الذي كان غارقاً حينئذ في دوامة من الاضطراب والهيجان فإنّه كان مقدمة لحادثة مهمّة.

فأجاب موسى: (قال هي عصاي) ولما كان راغباً في أن يستمر في حديثه مع محبوبه الذي فتح الباب بوجهه لأوّل مرّة، وربّما كان يظن أيضاً أن قوله: (هي عصاي) غير كاف، فأراد أن يبيّن آثارها وفوائدها فأضاف: (أتوكأ عليها وأهش(1) به على غنمي) أي أضرب بها على اغصان الشجر فتتساقط اوراقها لتأكلها الاغنام (ولي فيها مآرب(2) أُخرى).

من المعلوم ما للعصا لأصحابها من فوائد، فهم يستعملونها أحياناً كسلاح للدفاع عن أنفسهم أمام الحيوانات المؤذية والأعداء، وأحياناً يصنعون منها مظلة في الصحراء تقيهم حرّ الشمس، وأحياناً أُخرى يربطون بها وعاء أو دلواً ويسحبون الماء من البئر العميق.

عل كل حال، فإِنّ موسى غط في تفكير عميق: أي سؤال هذا في هذا المجلس العظيم، وأي جواب أعطيه؟ وماذا كانت تلك الأوامر؟ ولماذا هذا السؤال؟

وفجأة (قال ألقها يا موسى فألقاها فإِذا حية تسعى). «تسعى» من مادة السعي أي المشي السريع الذي لا يصل إِلى الركض.


1 ـ «أهش» من مادة هشّ ـ بفتح الهاء ـ أي ضرب أوراق الشجر وتساقطها.

2 ـ «مآرب» جمع مأربة، أي الحاجة والمقصد.

[541]

وهنا صدر الأمر لموسى (قال خذها ولا تخف سنعيدها سيرتها الأُولى)(1).

وفي الآية (31) من سورة القصص نقرأ: (ولّى مدبراً ولم يعقب يا موسى أقبل ولا تخف).

وبالرغم من أن خوف موسى هنا قد أثار التساؤل لدى بعض المفسّرين بأن هذه الحالة كيف تناسب موسى مع الشجاعة التي عهدناها لدى موسى، وأثبتها عملياً طوال عمره عند محاربته الفراعنة؟ إِضافة إِلى صفات وشروط الأنيباء بصورة عامّة.

إِلاّ أنّ الجواب عن هذا السؤال يتّضح بملاحظة نكتة واحدة، وهي أن من الطبيعي أن كل إِنسان، مهما كان شجاعاً وغير هياب، إِذا رأى فجأة قطعة خشب تتحول إِلى حية عظيمة وتتحرك بسرعة، فلابدّ أن يرتبك ويخاف ولو لمدّة قصيرة ويسحب نفسه جانباً توقياً، إِلاّ أن يكون هذا المشهد قد تكرر أمامه مراراً، ورد الفعل الطبيعي هذا لا يكون نقطة ضعف ضد موسى أبداً. ولا تنافي الآية (39) من سورة الأحزاب حيث تقول: (الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إِلاّ الله) فإِن هذا الخوف طبيعي ومؤقت وسريع الزوال أمام حادثة لم تحدث من قبل قط، وخارق للعادة.

ثمّ أشارت الآية التالية إلى المعجزة المهمّة الثّانية لموسى، فأمرته: (واضمم يدك إِلى جناحك تخرج بيضاء من غير سوء آية أُخرى)(2).

وبالرغم من أنّ للمفسّرين في تفسير جملة (واضمم يدك إِلى جناحك ... )أقوالا مختلفة، إلاّ أنّه بملاحظة الآية (32) من سورة القصص، والتي تقول: (أسلك يدك في جيبك) والآية (12) من سورة النمل، والتي تقول: (وأدخل يدك


1 ـ «السيرة» ـ كما يقول الراغب في المفردات ـ بمعنى الحالة الباطنية، سواء غريزية أو إِكتسابية والبعض فسرها هنا بمعنى الهيئة والصورة.

2 ـ آية منصوبة على أنّها اسم حال محل الحال، والحال لضمير مستتر في (تخرج).

[542]

في جيبك)سيستفاد أن موسى كان مأموراً أن يدخل يده في جيبه ويوصلها إِلى تحت إِبطه، لأنّ الجناح في الأصل جناح الطير، ويمكن أن تكون هنا إِشارة إِلى تحت الإِبط.

كلمة (بيضاء) من البياض، وجملة (من غير سوء) إِشارة إِلى أن بياض يدك ليس نتيجة مرض البرص وأمثاله، بدليل أن لها لمعاناً وبريقاً خاصاً يظهر في لحظة ويختفي في لحظة أُخرى.

إِلاّ أنّه يستفاد من بعض الرّوايات أنّ يد موسى قد صارت في تلك الحالة نورانية بشكل عجيب، وإِذا كان كذلك فيجب أن نقبل أن لجملة (من غير سوء)معنى آخر غير الذي قلناه، أي إِن لها نورانية لا عيب فيها، فلا تؤذي عيناً،  ولا يرى فيها بقعة سوداء، ولا غير ذلك.

وتقول الآية الأخيرة، وكنتيجة لما مر بيانه في الآيات السابقة: (لنريك من آياتنا الكبرى) ومن المعلوم أن المراد من الآيات الكبرى هو تلكما المعجزتان المهمتان اللتان وردتا أعلاه، وما احتمله بعض المفسّرين من أنّها إِشارة إِلى المعجزات التي سيضعها الله سبحانه تحت تصرف موسى فيما بعد يبدو بعيداً جداً.

* * *

بحوث

1 ـ معجزتان كبيرتان

لا شك أنّ ما ذكر أعلاه من تبدل عصا موسى إِلى حية عظيمة تسعى، وقد عبرت الآية (107) من سورة الأعراف عنها بـ (ثعبان) وكذلك البريق الخاص لليد في لحظة قصيرة ثمّ رجوعها إِلى الحالة الأُولى، ليسَ أمراً طبيعياً، أو نادراً، أو قليل الوقوع، بل إِن كلا الأمرين يعتبر خارقاً للعادة لا يمكن أن يقع بدون