![]() |
![]() |
![]() |
ومن جملة المسائل اللطيفة التي تلاحظ في الآية: أنّ الشجرة قد وردت بصيغة المفرد، والأقلام قد وردت بصيغة الجمع، وهذا تبيان لعدد الأقلام الكثيرة التي تنتج من شجرة واحدة بساقها وأغصانها.
وكذلك التعبير بـ (البحر) بصيغة المفرد مع (الف ولام) الجنس ليشمل كلّ البحار والمحيطات على وجه الأرض، خاصّة وأنّ كلّ بحار العالم ومحيطاته متّصلة ببعضها، وهي في الواقع بحكم بحر واسع.
والطريف في الأمر أنّه لا يتحدّث في مورد الأقلام عن أقلام إضافية ومساعدة، أمّا فيما يتعلّق بالبحار فإنّه يتحدّث عن سبعة أبحر اُخرى، لأنّ القلم يستهلك قليلا أثناء الكتابة، والذي يستهلك أكثر هو الحبر.
إنتخاب كلمة (سبع) للكثرة في لغة العرب، ربّما كان بسبب أنّ السابقين كانوا يعتقدون أنّ عدد كواكب المنظومة الشمسية سبعة كواكب ـ وفي أنّ ما يرى اليوم بالعين المجرّدة من المنظومة الشمسية سبعة كواكب لا أكثر ـ ومع ملاحظة أنّ الأسبوع دورة زمانية كاملة تتكوّن من سبعة أيّام لا أكثر، وأنّهم كانوا يقسّمون كلّ الكرة الأرضية إلى سبع مناطق، وكانوا قد وضعوا لها اسم الأقاليم السبعة، سيتّضح لماذا إنتخب عدد السبعة كعدد كامل من بين الأعداد، واستعمل لبيان الكثرة(1).
بعد ذكر علم الله اللامحدود، تتحدّث الآية الاُخرى عن قدرته اللامتناهية، فتقول: (ما خلقكم ولا بعثكم إلاّ كنفس واحدة إنّ الله سميع بصير).
قال بعض المفسّرين: إنّ جمعاً من كفّار قريش كانوا يقولون من باب التعجّب والإستبعاد لمسألة المعاد: إنّ الله قد خلقنا بأشكال مختلفة، وعلى مدى مراحل مختلفة، فكنّا يوماً نطفة، وبعدها صرنا علقة، وبعدها صرنا مضغة، ثمّ أصبحنا تدريجيّاً على هيئات وصور مختلفة، فكيف يخلقنا الله جميعاً خلقاً جديداً في ساعة واحدة؟! فنزلت الآية مورد البحث فأجابتهم.
إنّ هؤلاء كانوا غافلين في الحقيقة عن مسألة مهمّة، وهي أنّ هذه المفاهيم كالصعوبة والسهولة، والصغير والكبير يمكن تصوّرها من قبل موجودات لها قدرة محدودة كقدرتنا، إلاّ أنّها أمام قدرة الله اللامتناهية تكون متساوية، فلا يختلف خلق إنسان واحد عن خلق جميع البشر مطلقاً، وخلق موجود ما في لحظة واحدة أو على مدى سنين طوال بالنسبة إلى قدرته المطلقة.
وإذا كان تعجّب كفّار قريش من أنّه كيف يمكن فصل الأجساد عن بعضها وإرجاع كلّ منها إلى محلّه بعد أن كانت الطبائع مختلفة، والأشكال متغايرة، والشخصيات متنوّعة، وذلك بعد أن تحوّل بدن الإنسان إلى تراب وتطايرت
ذرّات ذلك التراب؟! فإنّ علم الله اللامتناهي، وقدرته اللامحدودة تجيبهم عن سؤالهم، فإنّه قد جعل بين الموجودات روابط وعلاقات بحيث أنّ الواحد منها كالمجموعة، والمجموعة كالواحد.
وأساساً فانّ إنسجام وترابط هذا العالم بشكل ترجع كلّ كثرة فيه إلى الوحدة، وخلقة مجموع البشر تتّبع خلقة إنسان واحد.
وإذا كان تعجّب هؤلاء من قصر الزمان، بأنّه كيف يمكن أن تطوى المراحل التي يطويها الإنسان خلال سنين طوال من كونه نطفة إلى مرحلة الشباب، في لحظات قصيرة؟! فإنّ قدرة الله تجيب على هذا التساؤل أيضاً، فإنّنا نرى في عالم الأحياء أنّ أطفال الإنسان يحتاجون لمدّة طويلة ليتعلّموا المشي بصورة جيّدة، أو يصبحوا قادرين على الإستفادة من كلّ أنواع الأغذية، في حين أنّنا نرى الفراخ بمجرّد أن تخرج من البيضة تنهض وتسير، وتأكل دونما حاجة حتّى للاُمّ، وهذه الظاهرة تبيّن أنّ هذه الاُمور لا تعني شيئاً أمام قدرة الله عزّوجلّ.
إنّ ذكر كون الله «سميعاً وبصيراً» في نهاية الآية قد يكون جواباً عن إشكال آخر من جانب المشركين، وهو على فرض أنّ جميع البشر على إختلاف خلقتهم، وبكلّ خصوصياتهم يبعثون ويحيون في ساعة واحدة، لكن كيف ستخضع أعمالهم وكلامهم للحساب، فإنّ الأعمال والأقوال اُمور تفنى بعد الوجود؟!
فيجيب القرآن بأنّ الله سميع وبصير، قد سمع كلّ كلامهم، ورأى كلّ أعمالهم، علاوة على أنّ الفناء المطلق لا معنى ولا وجود له في هذا العالم، بل إنّ أعمالهم وأقوالهم موجودة دائماً.
وإذا تجاوزنا ذلك فإنّ الجملة أعلاه تهديد لهؤلاء المعاندين، بأنّ الله سبحانه مطّلع على أقوالكم ومؤامراتكم، بل وحتّى على ما في قلوبكم وضمائركم.
الآية التالية تأكيد وبيان آخر لقدرة الله الواسعة، وقد وجّهت الخطاب إلى النّبي(صلى الله عليه وآله) فقالت: (ألم تر أنّ الله يولج الليل في النهار و يولج النهار في الليلو
سخّرالشمس والقمر) لخدمة الناس وتأمين إحتياجاتهم (كلّ يجري لأجل مسمّى وإنّ الله بما تعملون خبير).
«الولوج» في الأصل بمعنى «الدخول»، ودخول الليل في النهار والنهار في الليل قد يكون إشارة إلى طول وقصر الليل والنهار التدريجي على مدار السنة، حيث ينقص شيء من أحدهما تدريجيّاً، ويضاف على الآخر بصورة غير محسوسة، لتتكوّن الفصول الأربعة للسنة بخصائصها وآثارها المباركة. (وليست هناك إلاّ نقطتان على سطح الأرض لا يوجد فيهما هذا التغيير التدريجي والفصول الأربعة: إحداهما: النقطة الحقيقيّة للقطب الشمالي والجنوبي حيث يكون الليل هناك ستّة أشهر، والنهار ستّة أشهر طوال السنة، والاُخرى خطّ الإستواء الدقيق حيث يتساوى ليله ونهاره كلّ السنة).
أو إشارة إلى أنّ تبديل الليل بالنهار والنهار بالليل لوجود الغلاف الجوّي لا يحدث بصورة مفاجئة فيتعرّض الإنسان وكلّ الموجودات الحيّة للأخطار المختلفة حينئذ، بل إنّ أشعّة الشمس تتوغّل من حيث طلوع الفجر في أعماق الظلام أوّلا، ثمّ يتّسع ويزداد ضوء النهار حتّى يعمّ كلّ أرجاء السماء، وعلى العكس تماماً ممّا يحدث عند إنتهاء النهار ودخول الليل.
وهذا الإنتقال التدريجي والمنظّم بدقّة متناهية من مظاهر قدرة الله تعالى.
ومن الطبيعي أنّ هذين التّفسيرين لا يتنافيان، ويمكن أن يجتمعا في معنى الآية وتفسيرها.
أمّا في مورد تسخير الشمس والقمر وسائر الكواكب السماوية للبشر، فإنّ المراد ـ وكما قلنا سابقاً أيضاً ـ تسخيرها في سبيل خدمة الإنسان، وبتعبير آخر فإنّ اللام في (سخّر لكم) لام النفع لا الإختصاص، وقد ورد هذا التعبير في القرآن المجيد في شأن الشمس والقمر، والليل والنهار، والأنهار والبحار والسفن، وكلّ هذه مبيّنة لعظمة شخصيّة الإنسان، وسعة نعم الله عليه حيث أنّ كلّ الموجودات
الأرضية والسماوية مسخّرة ومطيعة له بأمر الله تعالى، ومع كلّ هذا التسخير فليس من الإنصاف أن يعصي الله سبحانه ولا يطيع أوامره(1).
وجملة (كلّ يجري لأجل مسمّى) إشارة إلى أنّ هذا النظام الدقيق لا يستمرّ إلى الأبد، بل إنّ له نهاية بإنتهاء الدنيا، وهو ما ذكر في سورة التكوير: (إذا الشمس كوّرت وإذا النجوم إنكدرت ...).
إنّ إرتباط جملة (إنّ الله بما تعملون خبير) بهذا البحث سيتّضح بملاحظة ما قلناه آنفاً، لأنّ الله الذي جعل الشمس والقمر العظيمين خاضعين لنظام دقيق، وعاقب بين الليل والنهار بذلك النظام الخاصّ آلاف وملايين السنين، كيف يمكن أن تخفى عليه أعمال البشر؟ نعم .. إنّه يعلم الأعمال، وكذلك يعلم النيّات والأفكار.
وتقول الآية الأخيرة، كإستخلاص نتيجة جامعة كليّة (ذلك بأنّ الله هو الحقّ وأنّ ما يدعون من دونه الباطل وأنّ الله هو العليّ الكبير)(2).
إنّ مجموع البحوث التي وردت في الآيات السابقة حول كون الله خالقاً ومالكاً، وعن علمه وقدرته اللامتناهيين، أثبتت هذه الاُمور، وأنّ الحقّ هو الله وحده، وكلّ شيء غيره زائل وباطل ومحدود ومحتاج، والعلي والكبير الذي يسمو على كلّ شيء، ويجلّ عن كلّ وصف، هو ذاته المقدّسة، وعلى قول الشاعر:
ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل وكلّ نعيم لا محالة زائل
ويمكن إيضاح هذا الكلام بالتعبير الفلسفي كما يلي:
إنّ الحقّ إشارة إلى الوجود الحقيقي الثابت، وفي هذا العالم فإنّ الوجود الحقيقي القائم بذاته والثابت المستقرّ الخالد هو الله فقط، وكلّ ما عداه لا وجود له بذاته وهو عين البطلان، حيث إنّه يستمدّ وجوده عن طريق الإرتباط بذلك الوجود الحقّ الدائم، فإذا إنقطع الفيض عنه لحظة فإنّه سيفنى ويُمحى في ظلمات الفناء والعدم، وبهذا فإنّه كلّما قوي إرتباط الموجودات الاُخرى بوجود الله تعالى فإنّها تكتسب بتلك النسبة حقّاً أكبر.
وعلى كلّ حال، وكما قلنا سابقاً، فإنّ هذه الآيات مجموعة من عشر صفات من صفات الله تعالى، وعشرة أسماء من أسمائه، وتشتمل على أدلّة قويّة ـ لا يمكن إنكارها ـ وعلى بطلان كلّ أنواع الشرك، ولزوم التوحيد في كلّ مراحل العبودية.
* * *
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِى فِى الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ ءَايَـتِهِ إِنَّ فِى ذَلِكَ لاَيَـت لِّكُلِّ صَبَّار شَكُور(31) وَإِذَا غَشِيَهُم مَّوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعُوُا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّـهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَـتِنَا إِلاَّ كُلُّ خَتَّار كَفُور(32)
في دوّامة البلاء!
يدور البحث والحديث في هاتين الآيتين أيضاً عن نعم الله سبحانه، وأدلّة التوحيد في الآفاق والأنفس، فالحديث في الآية الاُولى عن دليل النظام، وفي الآية الثّانية عن التوحيد الفطري، وهما في المجموع تكمّلان البحوث التي وردت في الآيات السابقة.
تقول الآية الاُولى: (ألم تر أنّ الفلك تجري في البحر بنعمة الله(1) ليريكم من آياته إنّ في ذلك لآيات لكلّ صبّار شكور).
لا شكّ أنّ حركة السفن على سطح المحيطات تتمّ بمجموعة من قوانين الخلقة:
ـ فحركة الرياح المنتظمة من جهة.
ـ والوزن الخاص للخشب أو المواد التي تصنع منها تلك السفينة من جانب آخر.
ـ ومستوى كثافة الماء من جانب ثالث.
ـ ومقدار ضغط الماء على الأجسام التي تسبح فيه من جهة رابعة.
وحينما يحدث إختلال في واحد من هذه الاُمور فإنّ السفينة إمّا أن تغرق وتنزل إلى قعر البحر، أو تنقلب، أو تبقى حائرة لا تهتدي إلى سبيل نجاتها في وسط البحر.
غير أنّ الله جلّ وعلا الذي أراد أن يجعل البحار الواسعة أفضل السبل وأهمّها لسفر البشر، ونقل المواد التي يحتاجونها من نقطة إلى اُخرى، قد هيّأ ويسّر هذه الشروط والظروف، وكلّ منها نعمة من نعمه تعالى.
إنّ عظمة قدرة الله سبحانه في ميدان المحيطات، وصغر الإنسان مقابلها، تبلغ حدّاً بحيث إنّ كلّ البشر في العالم القديم ـ الذي كانت السفن تعتمد على الرياح في حركتها ـ لو إجتمعوا ليحرّكوا سفينة وسط البحر عكس إتّجاه ريح عاصف قويّة لما استطاعوا.
واليوم أيضاً، حيث حلّت المولِّدات والمكائن العظيمة محلّ الهواء، فإنّ هبوب العواصف قد يبلغ من الشدّة أحياناً بحيث يحرّك ويهزّ أعظم السفن، وقد يحطّمها أحياناً.
والتأكيد الذي ورد في نهاية الآية على أوصاف (صبّار) و (شكور) إمّا أن يكون من باب أنّ الحياة الدنيا مجموعة من البلاء والنعمة، وكلاهما طريق ومحلّ للإختبار، حيث إنّ الصمود والتحمّل أمام الحوادث الصعبة، والشكر على النعم يشكّلان مجمل ما يجب على الإنسان، ولذا نقل كثير من المفسّرين عن الرّسول
الأكرم (صلى الله عليه وآله): «الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر»(1).
أو أن يكون إشارة إلى لزوم وجود هدف لأجل إدراك آيات الله العظيمة في ميدان الخلقة، وهذا الهدف هو شكر المنعم المقترن بالصبر والتحمّل من أجل دقّة وتفحّص أكبر.
وبعد بيان نعمة حركة السفن في البحار، والتي كانت ولا تزال أكبر وأنفع وسائل حمل ونقل البضائع والبشر، أشارت هذه الآية إلى صورة اُخرى لهذه المسألة، فقالت: (وإذا غشيهم موج كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين).
«الظللّ» جمع ظُلّة، وقد ذكر المفسّرون لها عدّة معان:
ـ فيقول الراغب في مفرداته: الظلّة سحابة تظلّ، وأكثر ما تقال لما يستوخم ويكره.
ـ والبعض إعتبرها بمعنى المظلّة الكبيرة، من مادّة الظلّ.
ـ والبعض إعتبرها بمعنى الجبل.
وبالرغم من أنّ هذه المعاني ـ من حيث تعلّقها بالآية مورد البحث ـ لا تختلف كثيراً عن بعضها، إلاّ أنّه بملاحظة أنّ هذه الكلمة قد وردت مراراً في القرآن بمعنى السحاب الذي يظلّ، وبملاحظة أنّ تعبير (غشيهم) يناسب معنى السحاب أكثر، فيبدو أنّ هذا التّفسير هو الأقرب.
أي إنّ أمواج البحر العظيمة تهيج فتحيط بهم كأنّ سحاباً قد أظلّهم بظلّ مرعب مهول.
هنا يجد الإنسان نفسه ضعيفاً وعاجزاً رغم كلّ تلك القوى والإمكانيات الظاهرية التي أعدّها لنفسه، ويجد يده قاصرة عن كلّ شيء ومكان، وتقف كلّ الوسائل العادية والماديّة عن العمل، ولا يبقى له أي بصيص أمل إلاّ النور الذي
يشعّ من أعماق روحه وفطرته، فيزيح عن قلبه حجب الغفلة، ويقول له: هل يوجد أحد يستطيع إنقاذك؟
نعم، إنّه الذي تطيع أوامره أمواج البحر .. انّه خالق الماء والهواء والتراب.
هنا يحيط التوحيد الخالص بكلّ قلبه ويغمره، ويعتقد بأنّ الدين والعبادة مختّصة به سبحانه.
ثمّ تضيف الآية إنّ الله سبحانه لمّا نجّاهم من الهلكة إنقسم الناس قسمين: (فلمّا نجّاهم إلى البرّ فمنهم مقتصد)(1). وهؤلاء وفوا بعهدهم ولم ينقضوه، ولم ينسوا منّة الله عليهم في تلك اللحظات الحسّاسة.
أمّا القسم الثّاني فإنّهم نسوا كلّ ذلك، واستولى جيش الشرك والكفر على معسكر قلوبهم.
وإعتبر بعض المفسّرين الآية أعلاه إشارة إلى إسلام «عكرمة بن أبي جهل»، إذ أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله) عفا عن جميع الناس عند فتح مكّة غير أربعة نفر أحدهم عكرمة بن أبي جهل، إذ أهدر دمهم، وأمر بقتلهم حيثما وجدوا، لأنّهم لم يتركوا أيّ سيّئة أو جريمة ضدّ الإسلام والمسلمين إلاّ عملوها، ولذلك إضطرّ عكرمة إلى الفرار من مكّة، فتوجّه إلى البحر الأحمر وركب السفينة، فأخذت بأطرافه ريح عاصف، فقال بعض أهل السفينة لبعضهم الآخر: تعالوا نترك الأصنام ونتضرّع إلى الله وحده ونسأله لطفه، فإنّ آلهتنا هذه لا تنفع شيئاً!
فقال عكرمة: إذا لم ينقذنا غير توحيدنا في البحر، فلن ينقذنا في البرّ سواه أيضاً، اللهمّ إنّ اُعطيك عهداً ـ إذا نجّيتني من هذه المحنة ـ لآتينّ محمّداً (صلى الله عليه وآله)واُبايعه، فإنّي أعلم أنّه كريم عفوّ.
وأخيراً نجا، وأتى إلى النّبي (صلى الله عليه وآله)(2).
وقد ورد في التواريخ الإسلامية أنّ عكرمة قد أصبح في صفّ المسلمين الحقيقيين، وإستشهد في معركة اليوموك أو أجنادين.
وتضيف الآية في النهاية (وما يجحد بآياتنا إلاّ كلّ ختّار كفور).
(ختّار) من الختر، بمعنى نقض العهد، وهذه الكلمة صيغة مبالغة، لأنّ المشركين والعاصين يتوجّهون إلى الله مراراً، ويقطعون على أنفسهم العهود، وينذرون النذور، إلاّ أنّهم بمجرّد أن يهدأ طوفان الحوادث ينقضون عهودهم بصورة متلاحقة، ويكفرون بنعم الله عليهم.
إنّ تعبير «ختّار» و «كفور» الذي ورد في نهاية هذه الآية، هو في الحقيقة مقابل تعبير «صبّار» و «شكور» الذي ورد في نهاية الآية السابقة ـ فالكفران في مقابل الشكر، ونقض العهد في مقابل الصبر والثبات على العهد ـ لأنّ الوفاء بالعهد لا يتمّ إلاّ من قبل الثابتين الصامدين .. اُولئك الذين إذا توهّج الإيمان الفطري في أعماق أرواحهم فلا يدعون هذا النور الإلهي ينطفيء مرّة اُخرى وتتكاثف عليه الحجب.
* * *
يَـأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَاز عَن وَالِدِهِ شَيْئاً إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَوةُ الدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِاللهِ الْغَرُورُ(33) إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى الاَْرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىِّ أَرْض تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ(34)
سعة علم الله:
في هاتين الآيتين اللتين هما آخر آيات سورة لقمان، تلخيص للمواعظ والنصائح السابقة ولأدلّة التوحيد والمعاد، وتوجيه الناس إلى الله واليوم الآخر وتحذير من الغرور الناشيء من الدنيا والشيطان، ثمّ الحديث عن سعة علم الله سبحانه وشموله لكلّ شيء، فتقول: (ياأيّها الناس اتّقوا ربّكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً).
إنّ الدستور الأوّل هو التوجّه إلى المعاد، فالدستور الأوّل يحيي في الإنسان قوّة المراقبة، والثّاني ينمّي روح الثواب والعقاب، ولا شكّ أنّ الإنسان الذي يعلم أنّ شخصاً خبيراً ومطّلعاً على كلّ أعماله يراه ويعلم به ويسجّل كلّ أعماله، ومن ناحية اُخرى يعلم أنّ محكمة عادلة ستتشكّل للتحقيق في كلّ جزئيات أعماله، لا يمكن أن يتلوّث بأدنى فساد ومعصية.
جملة (لا يجزي) من مادّة الجزاء، و «الجزاء» ورد بمعنيين من الناحية اللغوية:
أحدهما: المكافأة والمعاقبة مقابل شيء، كما يقال: جزّاه الله خيراً.
والآخر: الكفاية والنيابة والتحمّل للشيء عن الآخرين، كما جاء في الآية مورد البحث: (لا يجزي والد عن ولده).
ومن الممكن أن يعود كلا المعنيين إلى أصل واحد، لأنّ الثواب والعقاب يحلاّن محلّ العمل وينوبان عنه، وهما بمقداره أيضاً ـ تأمّلوا ذلك ـ .
على كلّ حال، فإنّ كلّ إنسان في ذلك اليوم مشغول بنفسه، ومبتلى بمعطيات أعماله وآثارها إلى درجة أنّه لا ينظر إلى أحد ولا يهتمّ به، حتّى وإن كان أبوه، أو إبنه الذي كانت تربطه به أقرب الروابط، فلا يفكّر أحد بآخر مطلقاً.
وهذه الآية نظير ما ورد في بداية سورة الحجّ في الحديث حول القيامة والزلزلة: (يوم ترونها تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت).
وممّا يستحقّ الإنتباه أنّه يعبّر بـ (لا يجزي) في مورد الأب، وهي صيغة المضارع، أمّا في شأن الإبن فإنّه يعبّر باسم الفاعل (جاز) وهذا التفاوت في التعبير لعلّه من باب التنوّع في الكلام، أو إشارة إلى واجب ومسؤولية الإبن تجاه الأب، لأنّ اسم الفاعل يؤدّي معنى الدوام والتكرار أكثر.
وبتعبير آخر، فإنّ المتوقّع من العواطف الأبوية أن يتحمّل الأب مقداراً من العذاب عن إبنه، كما كان في الدنيا يتحمّل المصاعب والمشاكل في سبيله، لكن من
الإبن أن يتحمّل مصائب الأب أكثر وفاءً لحقوق الاُبوّة المترتّبة عليه، في حين أن أيّاً منهما لا يتحمّل أدنى مشكلة عن الآخر، وكلّ منهما مشغول بأعماله، وحائر في أمره ونفسه.
وتحذّر الآية في النهاية البشر من شيئين، فتقول: (إنّ وعد الله حقّ فلا تغرنّكم الحياة الدنيا ولا يغرنّكم بالله الغرور) أي الشيطان.
في الواقع، يلاحظ هنا نهيان في مقابل الأمرين اللذين كانا في بداية الآية، فإنّ الإنسان إذا نمت فيه مسألة التوجّه إلى الله، والخوف من الحساب والجزاء، فلا يخاف عليه من الإنحراف والفساد، إلاّ من طريقين:
أحدهما: أن تغلب زخارف الدنيا وزبرجها الحقائق في عينيه بصور اُخرى، وتسلب منه القدرة على التشخيص، لأنّ حبّ الدنيا رأس كلّ الخطايا وأساسها.
والآخر: أن تخدعه وساوس الشيطان وتغرّه، وتبعده عن المبدأ والمعاد.
فإذا أغلق طريقي نفوذ المعصية والذنب هذين، فسوف لا يهدّده أيّ خطر، وعلى هذا فإنّ الدساتير والبنود الأربعة أعلاه تمثّل مجموعة كاملة من برنامج نجاة وخلاص الإنسان.
وفي آخر آية من هذه السورة، وبمناسبة البحث الذي جاء في الآية السابقة حول يوم القيامة، يدور الكلام عن العلوم المختّصة بالله سبحانه، فتقول: (إنّ الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث) ومطّلع على جميع جزئياته وتفاصيله ...
(ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأيّ أرض تموت إنّ الله عليم خبير).
فكأنّ مجموع هذه الآية جواب عن سؤال يطرح في باب القيامة، وهو نفس السؤال الذي سأل المشركون به النّبي (صلى الله عليه وآله) مراراً وتكراراً، وقالوا: (متى هو)؟(1)، فيجيبهم القرآن عن سؤالهم، ويقول: لا يعلم أحد بموعد قيام القيامة إلاّ الله
سبحانه، وطبقاً لصريح آيات اُخرى، فإنّ الله أخفى هذا العلم عن الجميع: (إنّ الساعة آتية أكاد اُخفيها)(1)، وذلك كي لا يحيط الغرور والغفلة بأطراف البشر.
ثمّ تقول الآية: إنّ مسألة القيامة ليست هي المسألة الوحيدة الخافية عليكم، ففي حياتكم اليومية، ومن بين أقرب المسائل المرتبطة بحياتكم ومماتكم، مسائل كثيرة تجهلونها ..
أنتم لا تعلمون زمان نزول قطرات المطر، والتي ترتبط بها حياة كلّ الكائنات الحيّة، وإنّما تتوقّعونها على أساس الحدس والظنّ والتخمين.
وكذلك زمان تكوّنكم في بطون الاُمّهات وخصائص الجنين فلا علم لأحد منكم بذلك.
ومستقبلكم القريب، أي حوادث الغد، وكذلك مكان موتكم وتوديعكم للحياة، خاف على الجميع.
فإذا كنتم جاهلين بهذه المسائل القريبة من حياتكم والمتّصلة بها، فلا مجال للعجب من عدم علمكم بلحظة قيام القيامة(2).
ونقل في الدرّ المنثور: أنّ رجلا يقال له «الوراث»، من بني «مازن بن حفصة»، جاء إلى النّبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يامحمّد، متى تقوم الساعة؟ وقد أجدبت بلادنا فمتى تخصب؟ وقد تركت امرأتي حبلى فمتى تلد؟ وقد علمت ما كسبت اليوم فماذا أكسب غداً؟ وقد علمت بأي أرض ولدت فبأي أرض أموت؟ فنزلت هذه الآية(3).
* * *
1 ـ أنواع الغرور والخدع!
إنّ الآيات أعلاه تحذّر من الإنخداع والإغترار بزخارف الحياة الدنيا وبهارجها، ثمّ تتحدّث عن خدع الشيطان ومكائده، وتعلن عن خطورته، لأنّ الناس عدّة أقسام:
فبعضهم ضعيف وعاجز إلى الحدّ الذي يكفي لخداعه والتغرير به مجرّد رؤية زخارف الدنيا.
أمّا القسم الذي يمتلك مقاومة أكثر، فلابدّ أن تزداد الوساوس الشيطانية لإزدياد مقاومتهم، ويتّحد لإضلالهم وخداعهم الشيطان الداخلي والخارجي. وتعبيرات الآية أعلاه تحذير لأفراد كلا الفئتين.
وممّا يجدر ذكره أنّ (الغرور) على وزن «جسور» يعني كلّ موجود خدّاع، وإنّما فسّروها بالشيطان لأنّه مصداقها الواضح في الحقيقة، وإلاّ فإنّ كلّ إنسان خدّاع، وكلّ كتاب مضلّ، وأيّ مقام ومنصب يوسوس، وكلّ موجود يخدع الإنسان ويضلّه فإنّه يدخل في المفهوم الواسع لهذه الكلمة، اللهمّ إلاّ أن نعطي للشيطان من سعة المعنى بحيث يشمل كلّ المعاني المتقدّمة، ولهذا فإنّ الراغب في مفرداته يقول: فالغرور كلّ ما يغرّ الإنسان من مال وجاه وشهوة وشيطان، وقد فسّر بالشيطان إذ هو أخبث الغارين.
وقد فسّرها البعض بالدنيا لخداعها وغرورها، كما نقرأ في نهج البلاغة: «تغرّ وتضرّ وتمرّ»(1).
2 ـ خداع الدنيا
لا شكّ أنّ كثيراً من مظاهر الحياة الدنيا غارّة ومضلّة، وقد تشغل الإنسان بها
أحياناً حتّى يغفل عن كلّ شيء، ولا يشتغل إلاّ بها، ولذلك نقرأ في بعض الروايات عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حينما سأله بعضهم: أيّ الناس أثبت رأياً؟ قال: «من لم يغرّه الناس من نفسه، ولم تغرّه الدنيا بتشويقها»(1).
ولكن، ومع هذه الحال، فإنّ في طيّات مشاهد هذه الدنيا الخدّاعة المختلفة، مشاهد وحوادث ناطقة معبّرة عن زوال هذا العالم، وكون زخارفه وزبارجه جوفاء خالية بأبلغ تعبير وأوضحه، تلك الحوادث تستطيع أن توقظ كلّ إنسان عاقل، بل وتجعل الأغبياء عاقلين حكماء.
ففي حديث: أنّ أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) سمع رجلا يذمّ الدنيا وكان يعدّها خدّاعة، فقال (عليه السلام): «أيّها الذامّ للدنيا المغترّ بغرورها، المخدوع بأباطيلها، أتغترّ بالدنيا ثمّ تذمّها؟
أنت المتجرّم عليها، أم هي المتجرّمة عليك؟
متى إستهوتك؟ أم متى غرّتك؟ أبمصارع آبائك من البلى أم بمضاجع اُمّهاتك تحت الثرى ...؟!
إنّ الدنيا دار صدق لمن صدقها، ودار عافية لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزوّد منها، ودار موعظة لمن اتّعظ بها، مسجد أحبّاء الله، ومصلّى ملائكة الله، ومهبط وحي الله، ومتجر أولياء الله ...»(2).
3 ـ هذه العلوم الخمسة مختّصة بالله
إنّ اُسلوب الآية أعلاه يحكي أنّ العلم بالقيامة، ونزول المطر، ووضعيّة الجنين في رحم الاُمّ، والاُمور التي سيقوم بها الإنسان في المستقبل، ومحلّ موته منحصر بالله، ولا سبيل للآخرين إلى العلم بذلك، إضافةً إلى هذا فإنّ الرّوايات الواردة في
تفسير هذه الآية تؤكّد هذه الحقيقة، ومن جملتها ما ورد في حديث: «إنّ مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهنّ إلاّ الله، وقرأ هذه الآية»(1).
وجاء في رواية اُخرى وردت في نهج البلاغة: أنّ عليّاً (عليه السلام) كان يوماً يخبر بحوادث المستقبل، فقال له أحد أصحابه: ياأمير المؤمنين، أتتحدّث عن الغيب وتعلم به؟
فتبسّم الإمام، وقال له: «ياأخا كلب (لأنّ الرجل كان من بني كلب)، ليس هو بعلم غيب، وإنّما هو تعلّم من ذي علم، وإنّما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: (إنّ الله عنده علم الساعة ...) فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام، من ذكر أو اُنثى، وقبيح أو جميل، وسخيّ أو بخيل، وشقيّ أو سعيد، ومن يكون في النار حطباً، وفي الجنان للنبيين مرافقاً، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلاّ الله، وما سوى ذلك فعلم علّمه الله نبيّه فعلّمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطمّ عليه جوانحي»(2).
ويظهر من هذه الروايات جليّاً أنّ المراد من عدم علم الناس بهذه الاُمور، جهلهم بكلّ خصوصياتها وجزئياتها، فمثلا: إذا وضعت تحت تصرّف الإنسان يوماً ما وسائل معيّنة ـ ولم يحلّ ذلك اليوم إلى الآن ـ بحيث يطّلع تماماً على كون الجنين ذكراً أو اُنثى، فإنّ هذا الأمر برغم كونه تطوّراً علميّاً هامّاً لا يُعدّ شيئاً، لأنّ الإطّلاع على الجنين والعلم به يعني أن نعلم كلّ خصائصه الجسمية، القبح والجمال، الصحّة والمرض، الإستعدادات الداخلية، الذوق العلمي والفلسفي والأدبي، وسائر الصفات والكيفيات الروحية، وهذا الأمر لا يتمّ لغير الله سبحانه.
وكذلك ما يتعلّق بالمطر، فمتى ينزل؟ وأيّة منطقة يصيب ويهطل عليها؟ وأيّ مقدار ـ على وجه الدقّة ـ سينزل في البحر؟ وما مقدار ما ينزل في الصحراء
والمنحدرات والجبال؟ لا يعلم بذلك إلاّ الله تعالى.
وكذلك شأن حوادث الغد، والأيّام التالية، وخصوصياتها وجزئيّاتها.
ومن هنا يتّضح جيّداً جواب السؤال الذي يطرح هنا غالباً، حيث يقولون: إنّنا نقرأ في التواريخ والروايات المتعدّدة أنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السلام)، بل وحتّى بعض أولياء الله من غير الأئمّة، قد أخبروا بموتهم، أو بيّنوا وحدّدوا مكان دفنهم، ومن جملتها الحوادث المتعلّقة بكربلاء، فقد قرأنا مراراً في الروايات أنّ النّبي (صلى الله عليه وآله)، أو أمير المؤمنين (عليه السلام) والأنبياء السابقين قد أخبروا بشهادة الإمام الحسين (عليه السلام)وأصحابه بأرض كربلاء.
وفي كتاب اُصول الكافي يلاحظ باب في علم الأئمّة بزمان وفاتهم(1).
والجواب هو: إنّ العلم بجزء من هذه الاُمور، علماً إجمالياً ـ وهذا العلم أيضاً عن طريق التعليم الإلهي ـ لا ينافي مطلقاً إختصاص العلم التفصيلي بها بذات الله المقدّسة.
ثمّ إنّ هذا الإجمال أيضاً ـ وكما قلنا ـ ليس ذاتياً ومستقلا، بل هو عرضي وحصل بالتعليم الإلهي، بالمقدار الذي يريده الله ويرى فيه الصلاح، ولذلك نرى في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّ أحد أصحابه سأله: هل يعلم الإمام الغيب؟ قال: «لا، ولكن إذا أراد الله أن يعلم الشيء أعلمه الله ذلك»(2).
وقد وردت في باب علم الغيب، وكيفيّة علم الأنبياء والأئمّة به روايات كثيرة سنبحثها في نهاية الآيات المناسبة، إلاّ أنّ من المسلّم أنّ هناك علوماً لم يطّلع عليها ولا يعلم بها أحد إلاّ الله عزّوجلّ(3).
اللهمّ نوّر قلوبنا بنور العلم، وهب لنا من علمك اللامتناهي.
اللهمّ إعصمنا زخارف هذه الدنيا، ولا يغرّنا الشيطان وهوى أنفسنا.
إلهنا إجعلنا منتبهين دائماً إلى إحاطة علمك، وجنّبنا أن نعمل بين يديك ما يخالف رضاك ويجلب سخطك.
* * *
نهاية سورة لقمان
![]() |
![]() |
![]() |