( إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه )

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 430

  مقارنة واستنتاج : هذه الموارد العشرة التي ذكرناها نقلا عن البخاري ومسلم من الموارد التي خولف فيها النصوص الصريحة في القرآن والسنة النبوية التي اجتهد فيها الخلفاء مقابل النص ، وهذه الحقائق الكامنة وراء الدفاع المرير عن الأحكام المذكورة المبتنية عليها جذور الخلافة .

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 431

وهذه الحقائق هي التي دفعت ابن أبي الحديد إلى القيام بالمقارنة والمقايسة بين سيرة أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) وسائر الخلفاء فقال : وأما الرأي والتدبير : فكان ( عليه السلام ) من أسد الناس رأيا ، وأصحهم تدبيرا ، وهو الذي
 

أشار على عمر بن الخطاب لما عزم على أن يتوجه بنفسه إلى حرب الروم والفرس بما أشار ، وهو الذي أشار على عثمان
بأمور كان صلاحه فيها ، ولو قبلها لم يحدث عليه ما حدث . وإنما قال أعداؤه : لا رأي له ، لأنه كان متقيدا بالشريعة لا


يرى خلافها ، ولا يعمل بما يقتضي الدين تحريمه ، وقد قال ( عليه السلام ) : لولا الدين والتقى لكنت أدهى العرب . وغيره من الخلفاء كان يعمل بمقتضى ما يستصلحه ويستوقفه ، سواء أكان مطابقا للشرع أم لم يكن .


ولا ريب أن من يعمل بما يؤدي إليه اجتهاده ، ولا يقف مع ضوابط وقيود يمتنع لأجلها مما يرى الصلاح فيه ، تكون أحواله الدنيوية إلى الانتظام أقرب ومن كان بخلاف ذلك ، تكون أحواله الدنيوية إلى الانتثار أقرب ( 1 ) .
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) شرح نهج البلاغة 1 : 28 . ( * )

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

مكتبة الشبكة

 

فهرس الكتاب