|
|
تاريخ ظهور الصحاح الستة : ( إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه )
تاريخ ظهور الصحاح الستة : في غرة النصف الثاني من
القرن الثاني الهجري أدرك المحدثون أخطاء السلف وشطحاتهم بالنسبة لمنعهم الحديث
وكتابته ، فبدؤا بتدوين الحديث وتأليفه . بدأ علم الحديث يتحرك نحو التقدم بعد أن قضى تلك الفترة الطويلة التي عاشها في الجمود والسكون ، ولعل كان ذلك رد فعل ناشئ عن الانفعال الذي برز أثر منع الحديث ، ففي خلال قرن واحد - أي من سنة 150 - 250 ه - ظهرت على الساحة كتب كثيرة كلها تحمل اسم الصحاح والمسانيد والمستخرجات وغيرها ( 1 ) .
سورة الترمذي - 279 ه - دون جامعه المعروف سنن الترمذي ، وبعده أحمد بن شعيب النسائي - 303 ه - دون سننه ويقال له المجتبى . وهذه الكتب الستة تشكل الركن الأصلي لجوامع أهل السنة ، فهم يرجعون إليها ويعتمدون عليها في العقائد والفروع والتفسير والتاريخ ، واشتهرت فيما بعد بالصحاح الستة ، ويطلق تارة على صحيح البخاري وصحيح مسلم الصحيحين ، وعلى الكتب الأربعة الأخرى بالسنن ( 1 ) .
والكتب الستة سميت بالصحاح لأن أحاديثها وما تحتويها مثل الراوي والسند والمتن حائزة لشروط الصحة وإن اختلف أصحابها في شروط صحة الحديث ، قد يكون حديث صحيحا عند أحدهم ، وعند الآخر غير مكتمل شروط الصحة ، وادعى أرباب الصحاح أن كل ما ورد في صحاحهم متوفر الشرائط وصحيح ،
وأما المسانيد والكتب الأخرى لم ترتق إلى هذه الدرجة من الصحة ولم يصحح مؤلفوها
كل ما أخرجوه في كتبهم إذ كانت عادتهم في ذلك جمع الأحاديث الصحيحة وغير
الصحيحة ، وحتى الإمام أحمد بن حنبل الذي جمع أربعين ألف حديث في مسنده لم
يلتزم بصحتها جميعا ( 3 ) .
|
|