موقع الصحيحين عند أهل السنة الصحاح الستة :
(
إن مذهباً يثبت نفسه من
كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل
والتحوير أحق أن يتجنب عنه )
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 73 |
موقع الصحيحين عند أهل السنة الصحاح
الستة :
انتخب علماء أهل السنة من بين جميع ما كتب في الحديث ومسانيده ستة كتب منها فقط
، فجعلوها في الدرجة الأولى من الاعتبار والصحة وسموها بالصحاح أي المطابقة
للواقع ، وقد شكلت هذه الكتب الصحاح الستة البنية الأولى والأساس الأصلي في
أحكامهم وعقائدهم والتفسير والتاريخ .
وكما ذكرنا مسبقا أن وجه تسمية هذه الكتب الستة بالصحاح وفرقها مع سائر كتب
الحديث والمسانيد هو أن جميع ما ورد فيها من الأحاديث والروايات سواء من وجهة
نظر مؤلفيها أو من وجهة نظر علماء أهل السنة فهي صحيحة ومطابقة للواقع .
وإنهم يعتقدون بأن كل ما جاء في هذه الصحاح الستة ونسب إلى الرسول ( صلى الله
عليه وآله ) فإنه قد خرج من بين شفتي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أو
أمضاه وقرره عمليا .
وأما سائر كتب الحديث فإنها فاقدة لهذه الخصوصية إذ يحتمل أن تكون فيها أحاديث
وقعت سهوا أو عمدا ونسبت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ومن هذا المنطلق قال فضل بن روزبهان : لو أن أحدا حلف يمينا بأن كل ما ورد في
الصحاح الستة من الأحاديث فهو صحيح وهو قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
لكان يمينه صحيحا ، ولا عليه الحنث ( 1 ) .
وقال في موضع آخر : فقد وقع إجماع الأئمة على صحتها - الصحاح الستة -
( 2 ) . ومن هنا قال بعضهم في ما يخص بعض الصحاح
- سنن الترمذي - : من كان في
|
* ( هامش ) *
( 1 )
إحقاق الحق . ذيل حديث ( علي صاحب الحوض واللواء
) .
( 2 ) إحقاق الحق 2 : 235 . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 74 |
بيته هذا الكتاب كان في بيته نبي يتكلم ( 1 ) .
وقالوا في سنن أبي داود : كتاب الله أصل الإيمان ، وسنن أبي داود عهد الإسلام
(
2 ) .
وأما الصحيحان - البخاري ومسلم - فقد وقعا موضع اهتمام أهل السنة أكثر من
الصحاح الأربعة الأخرى ، وحازا قصب السبق ونالا الدرجة الأولى من الاعتبار ،
ومن ثم تلاهما سائر الصحاح الأربعة .
خصائص صحيح البخاري : إحصاء أبوابه
وأحاديثه : يحتوي صحيح البخاري على تسع مجلدات ، وأكثر من مائة كتاب ، وأبوابه
تزيد على ثلاثة آلاف وأربعمائة وخمسين بابا ، وأحاديثه تبلغ سبعة آلاف ومائتين
وخمس وسبعين حديث مع عد المكررات منها ، وأما إذا أسقطنا المكررات تبلغ أحاديثه
أربعة آلاف حديث ( 3 ) .
الشروح والتعليقات على صحيح البخاري : بلغت الشروح
التي كتبت على صحيح البخاري إلى الآن سواء الكامل منها أو الناقص تسعة وخمسين
شرحا ، والمطبوعة منها أحد عشر ، وأما التعليقات على البخاري فقد بلغت ثمان
وعشرين تعليقة ، وكتب خمسة عشر عالما خلاصة للصحيح كل حسب مذاقه ، في حين كتب
ستة عشر عالما مقدمة له ( 4 ) .
خصائص صحيح مسلم : يحتوي صحيح مسلم على ثمان
مجلدات وخمسين كتابا ، ويشمل ألف ومائتين وخمسة أبواب ، وعدد أحاديثه مع إسقاط
المكررات يبلغ أربعة آلاف حديث ، ومع
|
* ( هامش ) *
( 1 )
تذكرة الحفاظ للذهبي 2
: 634 ترجمة رقم 658 ، وقد سطرت هذه العبارة على سنن الترمذي المطبوعة عام 1356
ه القاهرة .
( 2 ) تذكرة الحفاظ 2 : 593 . ترجمة رقم 615 .
( 3 ) تدريب الراوي
في شرح التقريب للنووي 1 : 102 .
( 4 ) مقدمة صحيح البخاري المطبوع عام 1376 ه
بمكة المكرمة . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 75 |
المكررات يبلغ سبعة آلاف ومائتين وخمسة وسبعين
حديثا ( 1 ) .
وصنف الكثير من العلماء كتبا في شرح الصحيح والتعليق عليه ،
إلا أن أهمها هو شرح الفاضل النووي . . .
|
* ( هامش ) *
( 1 ) ذكر النووي
في كتابه التقريب عدد الأحاديث الغير مكررة فقط . |
|
|