( إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه )

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 339

فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في الصحيحين

إلى هنا استعرضنا الأحاديث التي رواها الصحيحان في بيان فضائل أهل بيت النبي ( عليهم السلام ) والأئمة الاثني عشر
( عليهم السلام ) ، والآن نذكر ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما من الحديث حول كل إمام بصورة مستقلة .


ونبدأ بذكر فضائل أمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) ، ثم فضائل سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وبعدها فضائل سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين ( عليهما السلام ) معا ، ثم فضائل كل منهما منفردا .


 1 - عدو علي عدو الله : عن أبي ذر ( رحمه الله ) قال : نزلت : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ( 1 ) في ستة من قريش : علي وحمزة وعبيدة بن الحارث - جبهة الإيمان والتوحيد - وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة - جبهة الشرك والكفر - ( 2 ) .

وعن قيس بن عباد ، عن علي ( عليه السلام ) قال : فينا نزلت هذه الآية : ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) ( 3 ) .


 2 - حب علي إيمان وبغضه نفاق : عن عدي بن ثابت ، عن زر قال : قال علي ( عليه السلام ) : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، إنه لعهد النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله ) إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ( 4 ) .
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) الحج : 19 .
( 2 )
صحيح البخاري 5 : 95 باب قصة غزوة بدر باب قتل أبي جهل ، و ج 6 : 123 كتاب التفسير باب تفسير سورة الحج .
( 3 )
صحيح البخاري 5 : 95 باب قصة غزوة بدر باب قتل أبي جهل ، ج 6 : 123 كتاب التفسير باب تفسير سورة الحج .
( 4 )
صحيح مسلم 1 : 86 كتاب الإيمان باب ( 33 ) باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي من الإيمان وعلاماته
      وبغضهم من علامات النفاق ح 131 . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 340

انفرد به مسلم في صحيحه .

 3 - صلاة علي ( عليه السلام ) صلاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أخرج الشيخان البخاري ومسلم بسندهما عن مطرف ، قال : صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب فكان إذا سجد كبر وإذا رفع رأسه كبر وإذا نهض من الركعتين كبر ، فلما انصرفنا من الصلاة قال : أخذ عمران بيدي ثم قال : بقد صلى بنا هذا صلاة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، أ قال : لقد ذكرني هذا صلاة محمد ( صلى الله عليه وآله ) ( 1 ) .
 


 4 - أبو تراب الكنية المهداة : عن أبي حازم أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال : هذا فلان ( أمير المدينة ) يدعو عليا عند المنبر . قال : فيقول : ماذا قال ؟ يقول : له : أبو تراب فضحك . قال : والله ما سماه إلا النبي ( صلى الله عليه وآله ) وما كان له اسم أحب إليه منه ( 2 ) .


أقول : يفهم من متن هذا الحديث أن تلقيب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بأبي تراب كان مفخرة له ، وكان الإمام علي
( عليه السلام ) يحب هذا اللقب أكثر من سائر ألقابه وأسمائه ، وحيث كانت هذه المفخرة باهرة كوضوح الشمس ولذا فلم

يستطع أعداء علي ( عليه السلام ) ومناوئيه أن ينكروها فلذلك حرفوها وزوروا حقيقتها ، واختلقوا أحاديث تشعر بأن تلقيب الإمام علي ( عليه السلام ) بهذه الكنية كان مذمة له .

وسوف نوفي التحقيق حول هذا الحديث وكذا الأحاديث الموضوعة في ذم الإمام علي ( عليه السلام ) في الجزء الثالث من كتابنا هذا إن شاء الله .
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح البخاري 1 : 199 كتاب الصلاة باب إتمام التكبير في الركوع ، وباب إتمام التكبير في السجود ،
       صحيح مسلم 1 : 295 كتاب الصلاة باب ( 10 ) باب إثبات التكبير في كل خفض ورفع في الصلاة ح 33 .

( 2 ) صحيح البخاري 1 : 120 كتاب الصلاة باب نوم الرجال في المسجد ،
      و ج 5 : 23 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) باب مناقب علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ،
      و ج 8 : 55 كتاب الأدب باب التكني بأبي تراب ، وص 77 كتاب الاستئذان باب القائلة في المسجد ،
      صحيح مسلم 4 : 1874 كتاب فضائل الصحابة باب ( 4 ) باب من فضائل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ح 38 . ( * )

 


 
 

الصفحة الرئيسية

 

مكتبة الشبكة

 

فهرس الكتاب