( إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه )

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 169

 2 - هل لله عين ؟ الله ليس بأعور :

 1 - عن نافع : قال عبد الله : ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) يوما بين ظهري الناس المسيح الدجال فقال : إن الله ليس بأعور ، ألا إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية ( 2 ) .
 

 

* ( هامش ) *
( 2 ) صحيح البخاري 4 : 202 كتاب بدء الخلق باب ( واذكر في الكتاب مريم ) ،
     و ج 5 : 223 باب حجة الوداع ، و ج 9 : 75 كتاب الفتن باب ذكر الدجال ،
     صحيح مسلم 4 : 2247 باب ( 20 ) باب ذكر الدجال وصفته وما معه ح 100 . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 170

 2 - عن عبد الله قال : ذكر الدجال عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : لا يخفى عليكم أن الله ليس بأعور - وأشار بيده إلى يمينه - وقال : إن المسيح الدجال أعور العين اليمنى ، كأن عينه عنبة طافية ( 1 ) .


ويلاحظ فيهما : يتضح من خلال نظرة مجملة وفاحصة لهذين الحديثين وأمثالهما ، أن الصحيحين قد أثبتا لله عز وجل عينا ، وقد وصفا الدجال بأنه أعور العين ، وأن الله ليس بأعور ، ويحصل ذلك بعد المقارنة بين ثبوت البصر والعمى لهما ، وإثبات أحدهما للأول - الله - والآخر للثاني - الدجال - .


وبعبارة أخرى تلاحظ في هذه الأحاديث - بعد المقارنة والمقايسة بين الله والدجال - ثبوت الأعورية للدجال وعدمها لله تعالى ، وثبوت شئ لشئ متفرع لثبوت المثبت له - العين - للشئ - الله تعالى - . ناهيك عن كل هذا ، فلا بد أن نهلهل ونرحب بالبخاري ومسلم اللذين قاما بهذه المقايسة والمقارنة التافهة والسخيفة بين الله تعالى وبين أكثر الموجودات شرا - الدجال - .


 3 - هل لله يدين ؟

 1 - عن أبي هريرة ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : إن يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة ، سحاء الليل والنهار ، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض ؟ فإنه لم ينقص ما في يمينه ، وعرشه على الماء ، وبيده الأخرى الفيض والقبض يرفع ويقبض ( 2 ) .


 2 - عن أبي هريرة قال : يمين الله ملأى لا يغيضها شئ ، سحاء الليل والنهار ،

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح البخاري 9 : 148 كتاب التوحيد باب ما يذكر في الذات والنعوت وأسامي الله .
( 2 )
صحيح البخاري 6 : 92 كتاب التفسير تفسير سورة هود ، و ج 9 : 152 كتاب التوحيد باب ( وكان عرشه على الماء ) . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 171

وبيده الأخرى الميزان ، يرفع ويخفض ، قال : أرأيت ما أنفق منذ خلق السموات والأرض ؟ فإنه لم ينقص مما في يديه شيئا ( 1 ) .


 3 - سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو على المنبر يقول : يأخذ الجبار سمواته وأرضه بيده - وقبض بيده فجعل يقبضها ويبسطها - ثم يقول : أنا الجبار أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ويتميل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن يمينه وعن يساره ، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شئ منه حتى إني أقول : أساقط هو برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) ؟


 4 - هل لله إصبع ؟

 1 - عن عبد الله قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد ، إنا نجد أن الله يجعل السموات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء على إصبع ، والثرى على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع ، فيقول : أنا الملك ، فضحك النبي ( صلى الله عليه وآله ) حتى بدت نواجذه تصديقا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه ( 3 ) ) ( 4 ) .


أقول : إن إثبات الأصبع لله عز وجل كإثبات سائر الجوارح لله تعالى قد ورد الكلام حوله في كثير من أخبار الصحيحين والسنن الأخرى .


 2 - واقرأ حديثا آخر أخرجه الترمذي وابن ماجة في سننيهما . عن الكلابي قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ما من قلب إلا بين إصبعين من
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) سنن ابن ماجة 1 : 71 المقدمة باب ( 13 ) باب فيما أنكرت الجهمية ح 197 .
( 2 )
المصدر ح 198 .
( 3 )
الزمر : 67 .
( 4 )
صحيح البخاري 6 : 157 كتاب التفسير باب تفسير سورة الزمر ،
      و ج 9 : 164 كتاب التوحيد باب ما جاء في قول الله إن رحمة الله قريب من المحسنين ، وص 181 باب كلام الرب ،
      صحيح مسلم 4 : 2045 كتاب القدر باب ( 3 ) باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء ح 17 . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 172

أصابع الرحمن ، إن شاء أقامه ، وإن شاء أزاغه ( 1 ) . الاستنتاج : يستفاد من هذه الأحاديث المروية حول ثبوت اليد والأصبع لله :
 أولا : أن لله تعالى يد وإصبع كسائر الموجودات ، تماما كما للإنسان .

 ثانيا : إن الله تعالى محدود بحدود ، له أطراف وجهات ، يدان يمنى ويسرى ، كسائر المخلوقات والممكنات .


 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) سنن الترمذي 4 : 390 كتاب القدر باب ( 7 ) باب ما جاء في أن قلب المؤمن بين إصبعي الرحمن ح 2140 ،
      سنن ابن ماجة
1 : 72 المقدمة باب ( 13 ) باب فيما أنكرت الجهمية ح 199 .

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

مكتبة الشبكة

 

فهرس الكتاب