(
إن مذهباً يثبت نفسه من
كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل
والتحوير أحق أن يتجنب عنه )
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 345 |
فضائل فاطمة الزهراء ( عليها السلام )
1 - فاطمة سيدة النساء :
عن عائشة قالت : أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي ( صلى الله عليه وآله )
، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : مرحبا بابنتي ، ثم أجلسها عن يمينه أو
عن شماله ، ثم أسر إليها حديثا فبكت . فقلت لها : لم
تبكين ؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت . فقلت : ما رأيت كاليوم
فرحا أقرب من حزن . فسألتها عما قال ؟ فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ، حتى قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسألتها . فقالت :
أسر إلي أن
جبرئيل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة ، وإنه عارضني العام
مرتين ، ولا أراه إلا حضر أجلي ، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي ، فبكيت . فقال :
أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء
المؤمنين ؟ فضحكت لذلك ( 1 ) .
2 - فاطمة أول من تلتحق بالنبي ( صلى الله عليه
وآله ) : أخرج البخاري ومسلم عن عائشة قالت : دعا النبي ( صلى الله عليه
وآله ) فاطمة ابنته في شكواه الذي قبض فيه ، فسارها ، فبكت ، ثم دعاها فسارها ،
فضحكت . قالت : فسألتها عن ذلك ؟ فقالت : سارني النبي ( صلى الله عليه وآله )
فأخبرني أنه يقبض في وجعه الذي توفي فيه ، فبكيت ، ثم سارني فأخبرني أني أول
أهل بيته أتبعه ، فضحكت ( 2 ) .
3 - فاطمة بضعة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) :
أخرج البخاري عن مسور بن مخرمة ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :
فاطمة بضعة مني
|
* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري 4 : 248 كتاب بدء الخلق باب علامات
النبوة ،
و ج 8 : 79 كتاب الاستئذان باب من ناجى بين يدي
الناس ،
صحيح مسلم 4 : 1905 كتاب
فضائل الصحابة باب ( 15 ) باب من فضائل فاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله )
ح 99 .
( 2 )
صحيح البخاري 4 : 248 كتاب بدء الخلق باب علامات
النبوة ،
و ج 5 : 26 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه
وآله ) باب مناقب قرابة الرسول ،
صحيح مسلم 4 : 1904
كتاب فضائل الصحابة باب ( 15 ) باب فضائل فاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله
) ح 97 . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 346 |
فمن أغضبها أغضبني
( 1 ) .
وأخرج أيضا عنه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :
فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها
( 2 ) . وكذلك أخرجه مسلم في صحيحه باختلاف يسير
( 3 ) .
4 - تسبيح فاطمة ( عليها السلام ) : أخرج
الشيخان البخاري ومسلم في جامعيهما عن أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) : أن
فاطمة شكت ما تلقى من أثر الرحى ، فأتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) سبي ،
فانطلقت ، فلم تجده ، فوجدت عائشة
فأخبرتها ، فلما جاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) أخبرته
عائشة بمجئ فاطمة ، فجاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلينا وقد أخذنا مضاجعنا
، فذهبنا نقوم ، فقال : على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري ،
وقال : ألا أعلمكما خيرا
مما سألتماني ، إذا أخذتما مضاجعكما تكبرا أربعا وثلاثين ،
وتسبحاه ثلاثا وثلاثين ، وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير لكم من خادم
( 4 ) .
5 - حنان فاطمة على أبيها : أخرج الشيخان
عن ابن مسعود قال : بينما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصلي عند البيت ،
وأبو جهل وأصحاب له جلوس ، وقد نحرت جزور بالأمس . فقال أبو جهل : أيكم يقوم
إلى سلا جزور بني فلان فيأخذه فيضعه في كتفي محمد إذا سجد ؟ فانبعث أشقى القوم
فأخذه .
|
* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري 5 : 26 كتاب فضائل أصحاب النبي باب
مناقب قرابة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .
( 2 ) صحيح البخاري 7 : 47 كتاب النكاح
باب ذب الرجل من ابنته . . .
( 3 ) صحيح مسلم 4 : 1903 كتاب فضائل
الصحابة باب ( 15 ) باب فضائل فاطمة بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ح 94 .
( 4 ) صحيح البخاري 4 : 102 كتاب الخمس
باب الدليل على أن الخمس لنوائب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
و ج 5 : 24 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه
وآله ) باب مناقب علي بن أبي طالب ،
و ج 7 : 84 كتاب النفقات باب عمل المرأة ،
صحيح مسلم 4 : 2091 - 2092
كتاب الدعاء باب ( 19 ) باب التسبيح أول النهار وعند النوم ح 80 - 81 . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 347 |
فلما سجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وضعه بين كتفيه ، قال
: فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض ، وأنا قائم
أنظر ، لو كانت لي منعة طرحته عن ظهر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والنبي
( صلى الله عليه وآله ) ساجد ،
ما يرفع رأسه ، حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة ، فجاءت وهي
جويرية فطرحته عنه ، ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي ( صلى الله عليه
وآله ) صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم . . . ( 1 )
.
وكذلك أخرج مسلم بإسناده عن أبي حازم ، عن أبيه أنه سمع سهل بن سعد يسأل عن جرح
رسول الله ( صلى الله عليه
وآله )
يوم أحد . فقال : جرح وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكسرت رباعيته ،
وهشمت البيضة على رأسه ،
فكانت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تغسل الدم وكان
علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يسكب عليها بالمجن ، فلما رأت فاطمة ( عليها
السلام ) أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة ، أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى صار
رمادا ، ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم ( 2 ) .
6 - فاطمة ( عليها السلام ) تبكي لفقد أبيها ( صلى
الله عليه وآله ) : أخرج البخاري في صحيحه بإسناده عن أنس قال : لما ثقل
النبي ( صلى الله عليه وآله ) جعل يتغشاه ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) :
واكرب أباه . فقال لها : ليس على أبيك
كرب بعد اليوم . فلما مات ، قالت : يا أبتاه أجاب ربا دعاه ،
يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه ، يا أبتاه إلى جبرئيل ننعاه ، فلما دفن قالت
فاطمة ( عليها السلام ) : يا أنس - أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) التراب ؟
|
* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري 1 : 69 كتاب الوضوء باب إذا ألقى
على ظهر المصلي قذرا ،
صحيح مسلم 3 :
1418 كتاب الجهاد والسير باب ( 39 ) باب ما لقى النبي ( صلى الله عليه وآله )
من أذى المشركين ح 107 .
( 2 ) صحيح البخاري 1 : 70 كتاب الوضوء
باب غسل المرأة أباها الدم عن وجهه ،
و ج 4 : 48 كتاب فضل الجهاد والسير باب لبس البيضة
،
صحيح مسلم 3 : 1416
كتاب الجهاد والسير باب ( 37 ) باب غزوة أحد ح 101 .
( 3 ) صحيح البخاري 6 : 18 باب مرض النبي
ووفاته . ( * ) |
|
|