(
إن مذهباً يثبت نفسه من
كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل
والتحوير أحق أن يتجنب عنه )
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 152
|
2 - مكان الله ؟
النقطة التالية الدالة على ضعف مسألة التوحيد التي ذكرها
البخاري ومسلم في صحيحيهما هي أن الله بحاجة إلى مكان ، وأثبتا له تعالى أماكن
متعددة .
وتوضيحا للمسألة نقول : إننا ذكرنا في مبحث الرؤية أن رؤية
الله تستلزم القول بتعيين مكان خاص لله عز وجل يشغله ، وأن أحد لوازم هذه
الرؤية - كما هو شأن كل موجود - أن يشغل حيزا من المكان ، وأحاديث الصحيحين
تدلنا على كون الله متحيزا في مكان معين ، وقد أفرد كل واحد من مؤلفي الصحاح
أبوابا مستقلة في صحاحهم ، حتى أن علماء أهل السنة كتبوا في بيان هذه المسألة
وتوضيحها كتبا كثيرة .
وروي في الصحيحين أن العبد إذا كان في الصلاة فإن مكانه تعالى إلى جهة القبلة
وأمام العبد ، وجاء في السنن أن مكانه تعالى هو فوق العرش وقبل أن يخلق الله
العرش كان مكانه تعالى في قطعة من السحاب .
وإليك أحاديث تحدد مكان الله عز وجل :
1 - عن عبد الله بن عمر :
أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رأى بصاقا في جدار القبلة ، فحكه بيده ،
ثم أقبل على الناس . فقال : إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل
وجهه
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 153
|
إذا صلى ( 1 ) .
2 - عبد الله قال : بينا
النبي ( صلى الله عليه وآله ) يصلي إذ رأى في قبلة المسجد نخامة ، فحكها بيده ،
ثم قال : إن أحدكم إذا كان في الصلاة فإن الله حيال وجهه ، فلا يتخمن حيال وجهه
في الصلاة ( 2 ) .
3 - عن أبي هريرة : أن رسول الله ( صلى الله
عليه وآله ) رأى نخامة في قبلة المسجد ، فأقبل على الناس . فقال : ما بال أحدكم
يقوم مستقبل ربه فيتنخع أمامه ، أيحب أحدكم أن يستقبل فيتنخع في وجهه ؟ ! فإذا
تنخع أحدكم فليتنخع عن يساره تحت قدمه ، فإن لم يجد فليفعل هكذا . ووصف القاسم
، فتفل في ثوبه ، ثم مسح بعضه على بعض ( 3 ) .
وأخرج مسلم هذا الحديث بطريقين عن أبي هريرة . الله في السماء : روى ثلاثة من
أصحاب الصحاح الستة وآخرون من مؤلفي المسانيد والسنن عن معاوية بن حكم السلمي
أنه سأل النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن أمته فقال : فأتيت رسول الله
( صلى الله عليه وآله ) فقلت : يا رسول الله أفترى أعتقها -
الجارية - ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : ائتني بها ، فأتيته بها . قال لها :
أين الله ؟ قالت : في السماء . قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول
|
* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح
البخاري 1 : 112 كتاب الصلاة باب حك البزاق باليد عن المسجد ،
صحيح مسلم 1 :
388 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب ( 13 ) باب النهي عن البصاق في المسجد في
الصلاة وغيرها ح 50 .
( 2 ) صحيح البخاري 1 : 191 كتاب الصلاة باب هل
يلتفت لأمر ينزل ،
و ج 8 : 33 كتاب الأدب باب ما يجوز من الغضب والشدة لأمر
الله .
( 3 ) صحيح مسلم 1 : 389 كتاب المساجد ومواضع
الصلاة باب ( 13 ) باب النهي عن البصاق في المسجد في الصلاة وغيرها ح 53 ،
سنن
ابن ماجة 1 : 326 كتاب الصلاة باب ( 61 ) المصلي يتنخم ح 1022 . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 154
|
الله . قال ( صلى الله عليه وآله ) : اعتقها فإنها مؤمنة
( 1 ) .
الله على العرش :
1 - عن ابن عباس بن عبد
المطلب قال : كنت في البطحاء في عصابة فيهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ،
فمرت به سحابة فنظر إليها ، فقال : ما تسمون هذه ؟ قالوا : السحاب . قال :
والمزن ؟ ! قالوا : والمزن . قال : والعنان ؟ قالوا :
والعنان . قال أبو داود : لم أتقن العنان جيدا ، قال ( صلى
الله عليه وآله ) : هل تدرون ما بين السماء والأرض ؟ قالوا : لا ندري . قال :
بعد ما بينهما أما واحدة أو اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة ، ثم السماء فوقها كذلك
، حتى عدد سبع سموات ، ثم
فوق السبعة بحر بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ،
ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين أظلافهم وركبهم مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم على
ظهورهم العرش ، بين أسفله وأعلاه مثل ما بين سماء إلى سماء ، ثم الله تبارك
وتعالى فوق ذلك ! ! ( 2 ) .
2 - عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم ، عن
أبيه ، عن جده ، قال : أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أعرابي ، فقال :
يا رسول الله ، جهدت الأنفس ، وضاعت العيال ، ونهكت الأموال ، وهلكت الأنعام ،
فاستسق الله لنا ، فإنا نستشفع بك
على الله ونستشفع بالله عليك ، قال رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) : ويحك أتدري ما تقول ؟ وسبح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فما
زال يسبح ، حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه ، ثم قال : ويحك أتدري ما الله ! ! إن
عرشه على سماواته هكذا ،
|
* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح مسلم
1 : 232 كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب ( 7 ) باب تحريم الكلام في الصلاة ذيل
ح 33 ،
سنن أبي داود 1 : 382 كتاب الصلاة باب تشميت العاطس في الصلاة ذيل ح 930
،
سنن النسائي 3 : 18 كتاب
السهو باب الكلام في الصلاة ،
موطأ مالك 2 : 776 كتاب
العتق والولاء باب ( 6 ) باب ما يجوز من العتق في الرقاب الواجبة ح 8 ،
مسند أحمد بن حنبل 2 : 291
مسند أبي هريرة ، و ج 5 : 447 - 449 حديث معاوية بن حكم السلمي .
( 2 )
سنن أبي
داود 4 : 231 كتاب السنة باب في الجهمية ح 4723 ،
سنن ابن ماجة 1
: 69 المقدمة باب ( 13 ) باب فيما أنكرت الجهمية ح 193 . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 155
|
وقال بأصابعه مثل القبة عليه وإنه ليئط به أطيط الرحل بالراكب
. قال ابن بشار في حديثه : إن الله فوق عرشه ، وعرشه فوق سماواته ، وساق الحديث
( 1 ) . أقول : روى أبو داود في سننه هذا الحديث
بأسانيد مختلفة وصححه .
3 - عن ابن مسعود قال : بين السماء الدنيا
والتي تليها خمسمائة عام ، وبين كل سماء وسماء خمسمائة عام ، وبين السماء
السابعة والكرسي خمسمائة عام ، وبين الكرسي والماء خمسمائة عام ، والعرش فوق
الماء ، والله فوق العرش ، لا يخفى عليه شئ من أعمالكم (
2 ) .
الله في السحاب :
1 - عن ابن زرين قال :
قلت : يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه ؟
قال ( صلى الله عليه وآله ) : كان في غماء ما تحته هواء ، وما فوقه هواء ، ومن
ثم خلق عرشه على الماء ( 3 ) .
المستفاد من الأحاديث :
1 - إن الله متحيز وله
مكان ، وقبل أن يخلق الخلق كان في ظلة من الغمام .
2 - إن الله تعالى لما
خلق الخلق استقر على عرشه وفوقه، وكان العرش يئط من ثقله تعالى كما يئط المركب
من ثقل راكبه
3 - إن لله تعالى أماكن
متعددة يستقر فيها أنى شاء فمرة تجده على السحاب ، وأخرى يعتلي العرش ، وثالثة
ينزل من العرش ، وتارة يستقر في جهة قبلة المصلي وأخرى يتوسط بينهما - المصلي
والقبلة - .
|
* ( هامش ) *
( 1 ) المصدرين .
( 2 ) كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب :
212 .
( 3 ) سنن ابن ماجة 1 : 64 المقدمة باب (
13 ) باب فيما أنكرت الجهمية ح 182 ،
سنن الترمذي
5 : 269 كتاب تفسير القرآن باب ( 12 ) تفسير سورة هود ح 3109 . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 156
|
4 - علاوة على ما حكته
لنا هذه الأحاديث من التجسيم والتشبيه فإنها تذكر مسائل حول السماوات والعرش
والكرسي ، واستقرار العرش فوق الأوعال التي تفصل بين أظلاف كل منها وركبتها
مسافة خمسمائة عام . . . وكل هذه الأشياء تستقر كل ذلك على الماء .
وهذه الأمور ليست خفية على المطالع اللبيب المحقق . وعليه أن
يحكم على مثل هذه الأحاديث .
رأي أهل السنة في مكان الله
إن نظرة سريعة وخاطفة لكتب الكلام وغيرها تعطي الإنسان بصيرة أكثر على ما
يعتقده علماء أهل السنة وأئمة مذاهبهم الأربعة - الحنبلية ، الحنفية ، المالكية
والشافعية - في مسألة مكان الله تعالى هو ما أخذوه من الأحاديث المروية عندهم
في الصحاح ، بأنهم يعتقدون أن الله استوى على العرش ، وهذا الرأي هو ما يعتنقه
علماؤهم المعاصرون أيضا تبعا لأسلافهم .
فهذا الإمام أحمد بن حنبل أحد المعتقدين بهذا الرأي يقول بأن الله قد استوى فوق
العرش ، وتراه عندما يواجه الآية الكريمة
( وهو معكم أينما كنتم
) ( 1 ) - التي تثبت عدم اختصاص المكانية لله عز
وجل وإنها من الدلائل السماعية التي تدل بوضوح على إحاطته الكاملة بجميع
الأمكنة وعدم خلو مكان منه تعالى - فقام بتأويلها بعلم الله وقال : أن المراد
هو إن الله يعلم جميع الأعمال ولا يخفى عليه شئ وليس المراد المعية
( 2 ) .
وهذا أيضا الإمام أبو حنيفة هو الآخر يرى بأن الله مستقر على العرش .
ويروي الذهبي في كتابه ( العلو للعلي الغفار )
( 3 ) عن نوح الجامع أنه قال : كنت عند أبي حنيفة
أول
|
* ( هامش ) *
( 1 )
الحديد : 4 . ( 2 )
تفسير المنار 9 : 131 .
( 3 ) شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي - 748 ه - أحد
علماء أهل السنة المعروفين ، وله كتب عديدة في شتى العلوم منها هذا الكتاب الذي
ألفه لإثبات هذه العقيدة بأن الله قد استوى على العرش ، طبع هذا الكتاب سنة
1388 ه بالقاهرة ونشرته المكتبة السلفية بالمدينة المنورة . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 157
|
ما ظهر ، إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهما
، فدخلت الكوفة ، فأظنني أقل ما رأيت عليها عشرة آلاف نفس فقيل لها : إن هاهنا
رجلا قد نظر في المعقول ، يقال له أبو حنيفة فأتيه ، فأتته فقالت : أنت الذي
تعلم الناس المسائل وقد تركت
دينك ؟ أين إلهك الذي تعبده ؟ فسكت عنها ، ثم مكث
سبعة أيام لا يجيبها ، ثم خرج إلينا وقد وضع كتابا : إن الله عز وجل
في السماء
دون الأرض ، فقال له رجل : أرأيت قول الله عز وجل ( وهو معكم ) قال : هو كما
تكتب إلى الرجل : إني معك
وأنت غائب عنه . قال : ثم قال البيهقي : لقد أصاب أبو
حنيفة ( رحمه الله ) فيما نفى عن الله عز وجل من الكون في الأرض ، وأصاب فيما
ذكر من تأويل الآية وتبع مطلق السمع بأن الله تعالى في السماء
( 1 ) .
وثالث
أئمة أهل السنة الإمام مالك بن أنس كان يرى هذا الرأي أيضا . روى عبد الله بن
أحمد بن حنبل عن أبيه الإمام أحمد بن حنبل قال : قال مالك بن أنس : الله في
السماء ، وعلمه في كل مكان ، ولا يخلو منه شئ ( 2 ) .
ورابعهم الإمام الشافعي كان على هذا المعتقد أيضا ، روى شيخ الإسلام أبو الحسن
الهكاري والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب ، كلاهما عن
الإمام محمد بن إدريس الشافعي ناصر الحديث ( رحمه الله ) تعالى قال :
القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل
سفيان ومالك وغيرهما إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ،
وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء وينزل إلى السماء الدنيا كيف
شاء . . . . وذكر سائر الاعتقاد . ومما جاء في وصية الإمام الشافعي إنه يشهد أن
لا إله إلا الله ، فذكر الوصية بطولها
|
* ( هامش ) *
( 1 ) ص 101 .
( 2 ) العلو للعلي
الغفار : 103 . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 158
|
وفيها : القرآن غير مخلوق ، وأن الله يرى في الآخرة عيانا ،
ويسمعون كلامه ، وأنه تعالى فوق العرش ( 1 ) .
روى ابن حجر عن ابن تيمية أنه قال : إنه سبحانه فوق سماواته
على عرشه ، علي على خلقه ( 2 ) .
وعن الأوزاعي قال : كنا والتابعون متوافرون نقول : إن الله
فوق عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته .
وروى أيضا عن أبي عمر الطلمنكي أنه قال : أجمع المسلمون من
أهل السنة على أن معنى قوله : (
وهو معكم أينما كنتم )
( 3 ) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه ، وأن الله تعالى فوق السموات بذاته
مستو على عرشه كيف شاء ،
وقال : وقال أهل السنة في قوله : (
الرحمن على العرش استوى
) ( 4 ) إن الاستواء من الله على عرشه على الحقيقة لا على المجاز
( 5 ) .
الحافظ شمس الدين الذهبي يرى القول بالمكان لله سبحانه وتعالى أيضا ووضع كتابا
في تحرير عقيدته وإثباتها وعنونه ( العلو للعلي الغفار ) . يقول : إن المسلمون
من أهل السنة وأتباع الحديث مجمعون على أن الله عز وجل بذاته فوق العرش وأن أول
من أنكر ذلك الجعد بن درهم ( 6 ) .
وقال محمد أشرف شارح سنن أبي داود في شرحه لقوله : ثم الله فوق ذلك : وهذا
الحديث يدل على أن الله فوق العرش وهذا هو الحق ، وعليه تدل الآيات القرآنية
|
* ( هامش ) *
( 1 ) المصدر :
120 .
( 2 ) مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية
العقيدة الواسطية : 401 .
( 3 ) الحديد : 4 .
( 4 ) طه : 5 .
( 5 ) العلو للعلي الغفار : 179 .
( 6 ) شرح كتاب التوحيد
: 211 . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 159
|
والأحاديث النبوية ، وهو مذهب السلف الصالحين من الصحابة
والتابعين وغيرهم من أهل العلم رضوان الله عليهم أجمعين قالوا : إن الله تعالى
استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل ، والاستواء معلوم والكيف مجهول
والجهمية قد أنكروا
العرش وأن يكون الله فوقه ، وقالوا : إنه في كل مكان ولهم
مقالات قبيحة باطلة ، وإن شئت الوقوف على دلائل مذهب السلف والاطلاع على رد
مقالات الجهمية الباطلة فعليك أن تطالع الأسماء والصفات للبيهقي أفعال العباد
للبخاري وكتاب العلو للعلي الغفار للذهبي والقصيدة النونية والجيوش الإسلامية
لابن القيم ( 1 ) .
أقول : وفضلا عمن ذكرناهم فإن عالم أهل الشام الأوزاعي وابن جريج مفتي الحجاز
وشيخ الحرم ، وعالم خراسان مقاتل بن حيان والإمام البخاري صاحب الصحيح كانوا
ممن يعتقدون بأن لله عز وجل مكان خاص ( 2 ) ،
وقال محمد عبدة : إن ابن قدامة ألف في هذا المجال كتابا
( 3 ) .
من أين نشأت هذه العقيدة ؟
ذكرنا في مبحث رؤية الله إن منشأ هذا الرأي هو مما جاء في
الأحاديث التي رواها حفاظ أهل السنة في كتبهم نقلا عن أبي هريرة وأقرانه ، وهذه
المسألة - مكان الله - هي كتلك نابعة عن أحاديث أخرجها البخاري ومسلم وأرباب
الصحاح والسنن في مؤلفاتهم .
وقد أقر بعض علمائهم القائلين بالمكانية بهذه الحقيقة . وذكرنا آنفا قول ابن
حجر فإنه بعد ما ذكر كلام الأوزاعي وعقيدته في هذه المسألة قال : فإن أتباع
السنة مجمعون على ثبوت مكان خاص بالله تعالى ، ثم أضاف قائلا : إن هذه العقيدة
هي مما ورد في الأحاديث ونؤمن بجميع ذلك .
والعلامة الشيخ عبد الرحمن من متكلمي أهل السنة عند ما يتطرق لأقوال العلماء في
المكان يستدرك ذلك بحديث ويقول : هذا ما احتواه هذا الحديث والأحاديث المتواترة
المروية في الصحيحين وغيرهما .
|
* ( هامش ) *
( 1 )
عون المعبود في شرح سنن أبي داود 13 : 10 .
( 2 ) العلو للعلي الغفار
: 102 . ( 3 ) تفسير
المنار 9 : 180 . ( * ) |
|
|