(
إن مذهباً يثبت نفسه من
كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل
والتحوير أحق أن يتجنب عنه )
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 348 |
فضائل الحسن والحسين ( عليهما السلام
)
1 - الحسنان وحرمة الصدقة عليهما : أخرج
البخاري عن أبي هريرة قال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤتى بالتمر
عند صرام النخل ، فيجئ هذا بتمره وهذا من تمره ، حتى يصير عنده كوما من تمر ،
فجعل الحسن والحسين
( عليهما السلام ) يلعبان بذلك التمر ، فأخذ أحدهما تمرة
فجعله في فيه ، فنظر إليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فأخرجها من فيه .
فقال : أما علمت أن آل محمد ( عليهم السلام ) لا يأكلون الصدقة
( 1 ) .
وكذلك أخرج عنه : إن الحسن بن علي ( عليه السلام ) أخذ تمرة من تمر الصدقة
فجعلها في فيه ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : كخ كخ ليطرحها ، ثم قال :
أما شعرت إنا لا نأكل الصدقة ( 2 ) .
2 - الحسنان أشبه الناس بالنبي ( صلى الله عليه
وآله ) :
1 - أخرج البخاري عن أنس
بن مالك : لم يكن أحد أشبه بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) من الحسن بن علي (
عليه السلام ) ( 3 ) .
2 - وكذا أخرج عن ابن
جحيفة قال : رأيت النبي ( صلى الله عليه وآله ) وكان الحسن يشبهه
( 4 ) .
3 - وروى أيضا عن عقبة بن
حارث قال : رأيت أبا بكر ( رضي الله عنه ) وحمل الحسن وهو يقول : بأبي شبيه
بالنبي ليس شبيه بعلي ( عليه السلام ) ، وعلي يضحك ( 5 )
.
4 - وأيضا أخرج عن أنس بن مالك : أتي عبيد الله
بن زياد برأس الحسين ( عليه السلام ) فجعل في طست فجعل ينكت ، وقال في حسنه
شيئا فقال أنس : كان أشبههم برسول
|
* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري 2 : 156 كتاب الزكاة باب أخذ صدقة
التمر عند صرام النخل .
( 2 ) صحيح البخاري 2 : كتاب الزكاة باب
ما يذكر في الصدقة للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ،
و ج 4 : 90 كتاب الجهاد والسير باب من تكلم
بالفارسية والرطانة .
( 3 ) صحيح البخاري 5 : 33 كتاب فضائل
أصحاب النبي باب مناقب الحسن والحسين .
( 4 ) صحيح البخاري 4 : 227 باب صفة النبي
( صلى الله عليه وآله ) .
( 5 ) صحيح البخاري 4 : 227 كتاب بدء
الخلق صفة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ،
و ج 5 : 33 كتاب فضائل أصحاب النبي ( صلى الله عليه
وآله ) باب مناقب الحسن والحسين . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 349 |
الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان مخضوبا بالوسمة
( 1 ) .
3 - حنان النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليهما :
أخرج البخاري عن أبي هريرة قال : قبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الحسن
بن علي ( عليه السلام ) وعنده الأقرع بن حابس التميمي جالسا ، فقال الأقرع : إن
لي عشرة من الولد ، ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله ( صلى الله عليه
وآله ) ثم قال : من لا يرحم لا يرحم ( 2 ) .
أقول : وكذا أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وذكر الحسين بن علي ( عليه السلام )
بدل الحسن بن علي ( عليه السلام )
( 3 ) .
4 - الحسنان ريحانتا الرسول ( صلى الله عليه وآله
) : أخرج البخاري في صحيحه عن ابن أبي نعم قال : كنت شاهدا لابن عمر
وسأله رجل عن دم البعوض . فقال : ممن أنت ؟ فقال : من أهل العراق . قال :
انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض ، وقد قتلوا ابن النبي ( صلى الله عليه
وآله ) ، وسمعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول : هما ريحانتاي من الدنيا
( 4 )
5 - دعاء النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهما :
أخرج البخاري عن ابن عباس ( رضي الله عنه ) قال : كان النبي ( صلى الله
عليه وآله ) يعوذ الحسن والحسين ( عليه السلام ) ويقول : إن أباكما - إبراهيم
الخليل - كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان
وهامة ومن كل عين لامة ( 5 ) .
6 - اللهم احببه واحبب من يحبه : وأخرج
أيضا عن أبي هريرة قال : خرج النبي ( صلى الله عليه وآله ) في طائفة النهار لا
يكلمني ولا ،
|
* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري 5 : 32 كتاب فضائل أصحاب النبي (
صلى الله عليه وآله ) باب مناقب الحسن والحسين .
( 2 ) صحيح البخاري 8 : 9 كتاب الأدب باب
رحمة الولد وتقبيله ومعانقته .
( 3 ) مسند الإمام أحمد 2 : 269 .
( 4 ) صحيح البخاري 8 : 8 كتاب الأدب باب
رحمة الولد وتقبيله ومعانقته .
( 5 ) صحيح البخاري 4 : 179 كتاب بدء
الخلق باب يزفون النسلان في المشي . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 350 |
أكلمه ، حتى أتى سوق بني قينقاع ، فجلس بفناء بيت فاطمة (
عليها السلام ) ، فقال : أثم لكع ، أثم لكع ، فحسبته شيئا ، فظننت أنها تلبسه
سخابا أو تغسله ، فجاء يشتد حتى عانقه وقبله . وقال : اللهم احببه وأحب من يحبه
( 1 ) .
وفي رواية مسلم : إن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) والحسن ( عليه السلام )
تعانقا ثم قال الرسول : اللهم إني أحبه فأحبه واحبب من يحبه
( 2 ) . قال ابن أثير : لكع أي الصغير
( 3 ) .
هذه باقة اقتطفناها للقارئ النبيه من القرآن والسنة النبوية في فضائل أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) مما خرجه
البخاري ومسلم في صحيحيهما .
ولو تأملت وتدبرت قليلا في هذه الصفحات القليلة لعرفت أن موضوع الخلافة وكذلك
تعيين الخلفاء الذين هم الأفضل لكي يتقلدوا الخلافة والولاية بعد النبي ( صلى
الله عليه وآله ) ، وأفضليتهم لم تكن من المواضيع التي يمكن تغافلها والأعراض
عنها وتجاهلها .
وما تلوناه عليك ما هو إلا قطرة من بحار مناقبهم ومآثرهم التي استخرجناها من
هذين الكتابين وإلا فمناقبهم وفضائلهم المروية في سائر كتب علماء العامة
ومسانيدهم وصحاحهم هي أكثر من أن تعد وتحصى .
وفي الصفحات المقبلة ستتعرف أيضا على ما يتعلق بالخلفاء الثلاث مما رواه
الشيخان في صحيحيهما ، ولكن قبل الولوج في هذا الموضوع أرى ضروريا أن نلفت نظر
القراء الكرام إلى خطبة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) التي
استعرض فيها مسألة الخلافة والإمامة والمواصفات التي يجب أن يتحلى بها خليفة
رسول الله الحقيقي .
|
* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري 3 : 87 كتاب البيوع باب ما ذكر في
الأسواق ، و ج 7 : 204 كتاب اللباس باب السخاب للصبيان .
( 2 ) صحيح مسلم 4 : 1882 كتاب فضائل
الصحابة باب ( 13 ) باب فضائل الحسن والحسين ( عليه السلام ) ح 57 .
( 3 ) النهاية لابن أثير 4 : 268 مادة لكع
. ( * ) |
|
|