|
|
الإمامة في رأي الإمام علي ( عليه السلام ) شروط الإمامة :
الوالي على الفروج والدماء والمغانم والأحكام وإمامة المسلمين : البخيل ، فتكون له في أموالهم نهمته ، ولا الجاهل فيضلهم بجهله ، ولا الجافي فيقطعهم بجفائه ، ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم ، ولا المرتشي في الحكم فيذهب بالحقوق ، ويقف بها دون المقاطع ، ولا المعطل للسنة فيهلك الأمة ( 1 ) .
والشروط التي يجب أن يتصف بها الإمام هي : 1 - أن لا يكون الإمام شحيحا وبخيلا لكيلا يطمع في أموال الناس . 2 - أن يكون عالما بالأحكام والقوانين الدينية . 3 - أن يتحلى بالمرونة ويتخلى عن الخشونة . 4 - أن لا يكون ظالما وجبارا ، حتى لا يضيع حقوق الآخرين . 5 - أن لا يكون مرتشيا .
6 - أن لا يكون معطلا لأحكام الدين ، ولا بد أن يكون مجريا للأحكام وحافظا لها . هذه الشروط الستة هي في الحقيقة صفوة الصفات التي يجب على الوالي والإمام في البلاد الإسلامية أن يتحلى بها ، ولكن من المؤسف جدا - حسب ما ورد في الصحيحين البخاري ومسلم اللذين هما أم المصادر وأهمها لدى أهل السنة - أن الحكام الذين تربعوا على سدة الخلافة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يكونوا كذلك ، ولم يتحلوا بالأخلاق الفاضلة والدراية التامة بأحكام الشريعة وكيفية إجرائها .
المقرر ، فإن سائر كتب الحديث والتفسير والتاريخ وغيرها المعتبرة عند أهل السنة لغنية بهذه المواضيع . الإمامة وحسن الخلق ذكرنا في الفصل السابق إن أحد شروط الإمامة والقيادة هو تحلي الإمام بالمرونة وحسن الخلق ، لأن الخشونة وسوء الخلق لا يتوافق والإمامة بينما نجد في الأحاديث المروية في المصادر المعتبرة لدى العامة ، وخاصة صحيح البخاري أن بعض الخلفاء كانوا فارغين من هذا الشرط ولم يتحلوا بحسن الخلق ولين العريكة .
1 - أخرج البخاري بإسناده عن ابن أبي مليكة قال : كاد الخيران أن يهلكا - أبو بكر وعمر - ، لما قدم على النبي وفد بني تميم ، أشار أحدهما بالأقرع بن حابس الحنظلي أخي بني مجاشع ، وأشار الآخر بغيره . فقال أبو بكر لعمر : إنما أردت خلافي . فقال عمر : ما أردت خلافك ، فارتفعت
أصواتهما عند النبي ( صلى الله عليه وآله ) فنزلت ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم بعضا أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون ( 1 ) . ( 2 ) قال ابن حجر : وفد بني تميم كان قدومهم سنة تسع ( 3 ) . أخرجه أيضا الإمام أحمد بن حنبل في مسنده ( 4 ) .
ولم يراع آداب مجالسته ، فيرفعان صوتهما عنده ، ويتشاجران ويتجادلان عند الرسول ( صلى الله عليه وآله ) حتى أنزل الله في تقريعهما وذم فعلهما آية في كتابه ؟
( صلى الله عليه وآله ) ورسول الله ( صلى الله عليه وآله )
يضحك . فقال عمر : أضحك الله سنك يا رسول الله . أن يهبن ، ثم قال : أي عدوات أنفسهن ، أتهبني ولا تهبن رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ . قلن : نعم ، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ( 5 ) .
أقول : لقد امتلأت الكتب والمصادر المعتبرة وفاضت بذكر الطبيعة الخشنة ، والغلظة الخلقية التي كان الخليفة عمر بن الخطاب يتصف بها حتى قيل : إذا غضب الخليفة عمر لم يسكن حتى يعض على أنامله ويجرحها . يقول الزبير بن بكار بعد أن روى هذه الأمور : إن جارية أتت عمر بن الخطاب - أيام خلافته - تشتكي من أحد ابني الخليفة ، فما رام الخليفة إلا أن أخذ يده فعضها . وزاد ابن بكار : ولشدة هذه الصفة والغلظة التي كانت في
الخليفة أضمر عبد الله بن عباس مخالفته للخليفة في مسألة العول ، ولما مات أظهر
ذلك ، فقيل له : هلا قلت هذا في أيام عمر ؟ قال ابن عباس : هبته وكان أميرا
مهيبا ( 1 ) .
|
|