|
|
9 - قصة سحر النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ومن مفتريات الصحيحين على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رواية لم يروها أحد سوى عائشة بنت أبي بكر وصارت بعد ذلك ذريعة وحربة بأيدي أعداء الإسلام ( 4 ) للنيل من الإسلام ورسوله ، هي قصة سحر النبي ( صلى الله عليه وآله )
أفتاني فيما استفتيته فيه . قلت : وما ذاك يا رسول الله ( صلى
الله عليه وآله ) ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : جاءني رجلان فجلس أحدهما عند
رأسي ، والآخر عند رجلي ، ثم قال أحدهما لصاحبه : ما وجع الرجل ؟ قال : مطبوب .
قال : وما طبه ؟ قال : لبيد بن الأعصم اليهودي من بني زريق .
قال : في ماذا ؟ قال : في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر . قال : فأين هو ؟ قال : في
بئر ذي أروان . قال : فذهب النبي ( صلى الله عليه وآله ) في أناس من أصحابه إلى
البئر ، فنظر إليها وعليها نخل ، ثم رجع إلى عائشة ، فقال : والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين . قلت : يا رسول الله أفأخرجته ؟ قال ( صلى الله عليه وآله ) : لا ، أما أنا فقد عافاني الله وشفاني ، وخشيت أن أثور على الناس منه شرا ، وأمر بها فدفنت ( 1 ) .
المناسب ، وأما هنا فنكتفي بما ذكره أحد المحققين المعاصرين
في هذا الشأن فقال : والأحاديث المروية حول هذا الموضوع كلها تنص على أن النبي
( صلى الله عليه وآله ) قد أثر به السحر إلى حد أصبح يخيل إليه أنه قد صنع الشئ
وما صنعه ، ولازم ذلك أن يكون قد فقد رشده ، ومن الجائز عليه في تلك
الحالة أن يتخيل أنه قد صلى ولم يصل ، وأن يتخيل شيئا يتنافى مع نبوته بل مع
إنسانيته فيفعله ، وبالرغم من أني قد أخذت على نفسي أن لا أهاجم أحدا في هذا
الكتاب ، ولكني أراني مضطرا في هذا المورد وأرى لزاما علي أن أقول : إن
الذين رووا هذا الحديث ودونوه هم المسحورون لأنهم للمشعوذين ؟ فيفقد شعوره ويغيب عن رشده ومع ذلك يصفه القرآن بأنه لا ينطق إلا بما يوحى إليه ، ويفرض على الناس أجمعين أن يقتدوا بأقواله وأفعاله ، والمسحور قد يقول غير الحق ويفعل ما لا يجوز فعله على سائر الناس ، وقد يخرج عن شعوره وادراكه ( 1 ) .
|
|