|
|
6 - جوارح الله وأعضاؤه الدليل الخامس على ضعف مجموعة من أحاديث الصحيحين وسقمها هو ما أخرج الشيخان البخاري ومسلم من الروايات المختلفة التي تمت بصلة إلى بيان مسائل التوحيد وما تتعلق بذات الله عز وجل . . . والجدير بالذكر إن دراسة هذه المجموعة الكبيرة من الروايات وتحقيقها لتبصر الإنسان وتعطيه وعيا على معرفة الحقيقة هي في غاية الأهمية ، وهذه الحقيقة هي أن معرفة التوحيد الصحيح والسليم من التوهمات لا تتحقق ولا تحصل عن طريق هذه الأحاديث المروية في الصحيحين ، وذلك لأنهما صورا الله تعالى شأنه على أنه جسم مادي كسائر الموجودات المادية وأنه عز وجل يمتلك أعضاء وجوارح كجوارح الإنسان الكامل ، مثل : الوجه واليد والأصبع ، وغيرها . وقد أشرنا فيما مر آنفا في مبحث الرؤية إلى بعض هذه الروايات ، وتتميما لذلك نتطرق هنا أيضا إلى بعضها الآخر ونخصص الدراسة في كل عضو بانفراد .
1 - عن أبي هريرة : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : خلق الله
آدم على صورته ، طوله ستون ذراعا ، فلما خلقه قال : اذهب فسلم على أولئك النفر
الجلوس من الملائكة ، فاستمع ما يحيونك ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك . فقال :
السلام عليكم ، فقالوا : السلام عليك ورحمة الله ، فزادوه : ورحمة الله ، فكل
من يدخل الجنة على صورة آدم فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن
( 1 ) .
2 - عن أبي هريرة : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : إذا قاتل أحدكم أخاه فليتجنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته ! ! ( 1 )
أولا : تجسيم الله ، وإثبات الوجه والصورة له تعالى وتقدس . ثانيا : التشابه بين صورة الإنسان وصورة الله ، وإكراما واحتراما لصورة الله ووجهه الذي يشبه وجه الإنسان فلا يجوز لطم وجه الإنسان .
لصورة الله وإثبات الوجهية لله تعالى - ورد مكررا في التوراة كما ينص عليه في القسم الأول من الأصحاح الخامس من سفر التكوين . . . عندما خلق الله آدم ، خلقه على صورة الله . وفسر بولس هذه الجملات الواردة في التوراة وشرحها بأن هذا التشابه بين الإنسان والرب هو في القدسية والعدالة والسيرة ، وأما الصورة فالمراد منها الصورة الواقعية للإنسان لا الصورة الظاهرية ( 1 ) .
العمياء ، فسدوا جميع أبواب التأويل والتفسير وصاروا أرأف من الأم وأحر من الجمرة ، ورووا هذه الحكاية الوهمية بكيفية بحيث يصعب ويستحيل تأويلها على معنى آخر ، كما تشاهده في الحديث الثاني : ( إذا قاتل أحدكم أخاه فليتجنب الوجه ، فإن الله خلق آدم على صورته ) إذ أنه يدفع أدنى احتمال لأي تأويل ، ولا يبقى لك مجال في أن تعبر بالوجه بمعنى السيرة لا الصورة الظاهرية والعضو الخاص في البدن . كما أشار إليه بولس . كم كان عرض آدم ( عليه السلام ) ؟
أولا : إذا كان طول الإنسان ستين ذراعا يلزم أن يكون طول الجمجمة أكثر من ذراعين ، ولكن جماجم الإنسان البدائي في القرون الأولى التي تم كشفها والعثور عليها في علم الحفريات لم تكن بينها وبين جمجمة الإنسان في العصر الحالي اختلاف كثير وتفاوت كبير ، وحتى أنه لم يعثروا إلى هذا التاريخ على أية جمجمة تكون على حجم ذراعين ، ولم يحصلوا على أي أثر يدل على وجود إنسان ذي الستين ذراع .
ونصف الذراع ، لأن عرض الإنسان الطبيعي مع استواء خلقته
بمقدار سبعي طوله . وما أدري من أين عرف أبو هريرة : أن نتصور أنه قد حصل في أحد الحديثين ، أو في تعيين مقدار طول
الإنسان وعرضه خطأ وسهو ، أو نتصور أن آدم
|
|