( إن مذهباً يثبت نفسه من كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه )

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 378

2 - قصة فدك وإرث الرسول ( صلى الله عليه وآله ) :

المورد الثاني من مخالفة الخلفاء لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحكام الشريعة ، والتي وقعت في عهد الخليفة أبي بكر هو مسألة غصبه فدك وإرث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، وإنه آذى بضعة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأغضبها .

ولما كانت هذه الواقعة وبعض جوانبها قد وردت مجملة ومختصرة في الصحيحين في موردين فقط ، نقلاها عن عائشة بنت أبي بكر ، رأينا لزاما أن ننقل النص منهما ومن ثم ندرس هذه القضية دراسة محققة على نحو الاختصار .


 1 - عروة بن الزبير : إن عائشة أم المؤمنين ( رضي الله عنه ) أخبرته أن فاطمة ( عليها السلام ) ابنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سألت أبا بكر الصديق بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله

مما أفاء الله عليه . فقال لها أبو بكر : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا نورث ، ما تركنا صدقة . فغضبت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت وعاشت بعد رسول الله

( صلى الله عليه وآله ) ستة أشهر . قالت : وكانت فاطمة ( عليها السلام ) تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من خيبر
 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 379

وفدك وصدقته بالمدينة ، فأبى أبو بكر عليها ذلك ( 1 ) .

 2 - عن عروة ، عن عائشة : أن فاطمة ( عليها السلام ) بنت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، أرسلت إلى أبي بكر ، تسأله ميراثها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر . فقال أبو بكر :

إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : لا نورث ما تركنا صدقة ، إنما يأكل آل محمد ( عليهم السلام ) في هذا المال ، وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن حالها التي كان عليها في عهد رسول الله ( صلى

الله عليه وآله ) ، ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة ( عليها السلام ) منها شيئا ، فوجدت فاطمة ( عليها السلام ) على أبي بكر في ذلك ، فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت ، وعاشت بعد

النبي ( صلى الله عليه وآله ) ستة أشهر ، فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها ، وكان لعلي ( عليه السلام ) من الناس وجه حياة فاطمة ( عليها السلام ) ، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس ، فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ، ولم يكن يبايع تلك الأشهر ، فأرسل إلى أبي بكر أن ائتنا ولا يأتنا معك أحد ( 2 ) .



أقول : هذان الحديثان أخرجهما الشيخان بإسنادهما عن عائشة ، ولما كان الحديث طويلا انتقينا الفقرات الأولى منها حيث إنها بيت القصيد . وعلى الرغم من أن كلام عائشة قد أعطت القضية نوعا من الجدل والمصالحة ، وصبغتها بصبغة الصلح والمسالمة ، إلا أنها تحتوي على نقاط هامة ، وتكشف عن حقائق كانت مستورة . نشير إليها باختصار :


 1 - يظهر بعد البحث والتحقيق أن ميراث النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتركته المتنازع عليها ، والتي صودرت من قبل الخليفة لم تنحصر بفدك كما هو المشهور ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يملك
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) صحيح البخاري 4 : 96 كتاب الجهاد والسير باب فرض الخمس ،
       صحيح مسلم
3 : 1381 كتاب الجهاد والسير باب ( 16 ) باب قول النبي : لا نورث ح 54 .
( 2 )
صحيح البخاري 5 : 177 كتاب فضائل أصحاب النبي باب غزوة خيبر ،
      صحيح مسلم 3 : 1381 كتاب الجهاد والسير باب ( 16 ) باب قول النبي : لا نورث ما تركنا صدقة ح 54 . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 380

أموالا وقرى خارج المدينة غير فدك كما أثبته المحققون والعلماء ( 1 ) .

وهذا ما نستفيده من كلام عائشة حيث قالت : بأن فاطمة طالبت أبا بكر بعد وفاة النبي بموارد متعددة ، مثل فدك والخمس من غنائم خيبر والصفايا والصدقات خارج المدينة . ولعل اشتهار فدك من بين كل تلك الموارد ، لأهميتها الخاصة وموقعها . كما يقول أبو داود في سننه : إن أرباح فدك السنوية في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز كانت تبلغ أربعين ألف دينار وقد ردها الخليفة لبني الحسن ( 2 ) .


 2 - أن أبا بكر عندما امتنع من أن يرجع ميراث النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى أهل بيته ( عليهم السلام ) عمد إلى تزوير وجعل حديث ونسبه إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بأنه قال : لا نورث .


 3 - إن فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أنكرت هذا الحديث المزيف وانتقدته ، وهجرت أبا بكر ولم تكلمه ، حتى توفيت فغسلها وكفنها ودفنها وصلى عليها زوجها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ليلا ، ولم يخبر الخليفة بوفاتها والصلاة عليها


 4 - كانت فاطمة ( عليها السلام ) في المدة التي عاشتها بعد أبيها الرسول - ستة أشهر - ( 3 ) أقوى حام ومدافع لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) في مقابل مخالفيه ، ولذا نقرأ أنه ما بايع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أبا بكر ما دامت فاطمة

( عليها السلام ) حية ، وعندما توفيت فاطمة ( عليها السلام ) وتغير أسلوب الخليفة وأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في معاملتهم لأمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) ، أرسل إلى أبي بكر وبايعه ، كما قالت عائشة : استنكر وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته .
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) سنن أبي داود 3 : 141 كتاب الخراج والأمارة والفئ باب في صفايا رسول الله ح 2967 .
( 2 )
سنن أبي داود 3 : 143 كتاب الخراج والأمارة والفئ باب في صفايا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ح 2972
( 3 )
هذه المدة هي حسب ما ترويه روايات العامة ، وأما كتب التاريخ والسير عند الشيعة وكذا رواياتهم تؤكد بأنها سلام الله عليها عاشت بعد أبيها 70 يوما أو ثلاث أشهر ، فعلى الأول إن قلنا بأن شهادتها كانت في الثالث عشر من جمادى الأولى وعلى الثلاث أشهر إن قلنا بأن شهادتها كانت في الثالث من جمادى الأخرى . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 381

إبداع مادة قانونية : أما ما يرتبط من هذه الموارد الأربع المذكورة ببحثنا هو الموردين الأوليين - أي مصادرة ميراث النبي وغصبه ، والآخر وضع حديث مزيف بحيث صار قانونا لمن يأتي بعده - ولما كان موضوع مصادرة الإرث وغصب فدك

من مسلمات الحوادث التاريخية المتفق عليها عند السنة والشيعة ، لذلك لم نر لزوما للبحث فيها ، فعلى هذا فإن البحث منحصر في المورد الثاني .

كان الخليفة أبو بكر في تلك اللحظات الحساسة بحاجة ماسة إلى ذريعة قوية ووسيلة شرعية ، حتى تمكنه من الوصول إلى ما نواه من مصادرة ميراث النبي وإخراج ما كان عليه يدي الزهراء ابنة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) من ملكيتها ،

ويجعلها جزءا من الأنفال العامة المتعلقة ببيت المال ، وهو في نفس الوقت كان يفكر أن لا يواجه هزيمة في منازعته مع الجانب الآخر يعني فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ويكون هو المنتصر عند الرأي العام ، فما كانت ذريعة أقوى وأدحض

لمطالبة الجانب الآخر من أن يضع ويختلق حديثا وينسبه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذ يقول : نحن معاشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة . هذا الحديث في معارضته ومناقضته للنصوص القرآنية صريح وواضح ، وزد على هذه المخالفة

ما فيه من معاكسته لكثير من الحقائق الأخرى التي سنذكرها : فلو كان الحديث المنسوب إلى النبي صحيحا فلم لم يرويه أحد من أهل بيته ( عليهم السلام ) وأصحابه سوي أبي بكر ، وحتى ابنته وصهره ( عليه السلام ) وكذا أزواجه لم يسمعوا بمثل

هذا الخبر من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ألم تكن وظيفة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وفقا للآية ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) ( 1 ) أن يخبر به ابنته ( عليها السلام ) صاحبة الحق وصهره الإمام علي ( عليه السلام ) الذي كان ملازما له

دائما لكي لا تطالب بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله ) بالإرث وكذا يصنع من حدوث الاختلاف بين أهل بيته ( عليهم السلام ) وأصحابه ؟
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) الشعراء : 214 . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 382

هل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كان يجهل أنه سيحدث بعد وفاته اختلاف ونزاع حول مسألة الإرث ؟

ولو كان هذا الحديث صحيحا لماذا لاثت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) - وهي من أصحاب الكساء ومعصومة من الذنوب والخطأ - ( 1 ) ، خمارها ، واشتملت بجلبابها ، وأقبلت في أمة من حفدتها ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها

مشية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى دخلت على أبي بكر ، وهو في حشر من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها ملائة ، فحنت ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء ، فارتج المجلس ، ثم أمهلت هنيهة ، حتى إذا سكن نشيج

القوم ، وهدأت فورتهم ، افتتحت الكلام وبدأت خطبتها التاريخية واحتجاجها الخالد . وبعد الحمد والثناء ذكرتهم بمتاعب أبيها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقضية خلافة بعلها ، مستدلة بالبراهين الجلية ، والدلائل الواضحة ، ثم توجهت إلى

أبي بكر ، وقالت : يا ابن أبي قحافة ، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي . . . . ؟ وبعد ذلك توجهت إلى قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقالت :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب
أبدت لنا رجال نجوى صدورهم * لما قضيت وحالت دونك الكثب
تجهمتنا رجال واستخف بنا * إذ غبت عنا فنحن اليوم نغتصب ( 2 )

فلو كان ما نسبه أبو بكر إلى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) صحيحا لماذا غضبت عليه فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) التي قال عنها الرسول : من أغضبها فقد أغضبني ( 3 ) ولم تكلم أبا بكر حتى
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) راجع ص 330 . ل .
( 2 )
انظر الخطبة بكاملها واحتجاجها على أبي بكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 16 : 211 ،
       بلاغات النساء
: 12 ، والشافي للسيد المرتضى 4 : 70 .
( 3 )
راجع ص 346 . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 383

توفيت ( عليه السلام ) ؟ ( 1 ) فلو كان ادعاء أبي بكر صحيحا لما وقف أمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السلام ) الذين نزلت فيهم آية التطهير والمباهلة إلى جانب الزهراء ( عليها السلام ) في احتجاجها مع أبي بكر ؟

وهل يعقل أن يأخذ الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) الصدقات - وهي محرمة عليهم - وهي مختصة بفقراء المسلمين ، ويصيرونها ملكا لهم ؟

هذه الأمور تدل بوضوح بأن أمير المؤمنين وفاطمة وأبناءهما ( عليهم السلام ) كانوا ينكرون على أبي بكر في جعله لهذه الرواية ، وقالوا بأنه قانون موضوع مختلق لا أساس له ولا اعتبار . أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) : قلنا :

إنه ليس في أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) من سمع هذا الحديث من النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلا أبا بكر ، وهذه المسألة من المسائل التي ما وسع علماء العامة ومحققيهم إلا أن يصرحوا وينوهوا على أنها من منفردات أبي بكر ، وعلى سبيل المثال نذكر ثلاثا منهم :


 1 - قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح نهج البلاغة : إنه لم يرو هذا الخبر إلا أبو بكر وحده ، ذكر ذلك أعظم المحدثين ، حتى أن الفقهاء في أصول الفقه أطبقوا على ذلك في احتجاجهم في الخبر برواية الصحابي الواحد ( 2 ) .

وقال أيضا في موضع آخر تأييدا لقول السيد المرتضى : صدق المرتضى ( رحمه الله ) فيما قال ، فلم يرو الخبر - نفي الإرث - إلا أبو بكر وحده ( 3 ) .


 2 - قال السيوطي : واختلف الأصحاب في ميراثه - النبي - فما وجدوا عند أحد من ذلك علما . فقال أبو بكر : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنا معشر الأنبياء لا نورث ، ما تركناه صدقة ( 4 ) .
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) راجع ص 380 . ( 2 ) شرح نهج البلاغة 16 : 227 . ( 3 ) شرح نهج البلاغة 16 : 245 . ( 4 ) تاريخ الخلفاء : 73 . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 384

 3 - قال ابن حجر : اختلف الأصحاب في ميراث النبي فما وجدوا عند أحد من ذلك علما . فقال أبو بكر : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ( 1 ) .


زوجات النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ذكرنا سابقا إن أسطورة نفي الإرث من الأنبياء ، والتي ولدت بعد وفاة النبي على أنها حديث نبوي لم يسمعه أي أحد من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا عترته ( عليهم السلام ) وحتى زوجاته لم يسمعن من النبي مثل هذا الحديث .


ولو كان هذا الحديث صدر من النبي حقيقة لأخبرهن بذلك ، لأن لهن نصيب وسهم معين في ميراثه ( صلى الله عليه وآله )
وهن أولات حق في تركة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهذا البخاري يروي في صحيحه عن عائشة تقول : بأن زوجات

النبي ( صلى الله عليه وآله ) طالبن أبا بكر إرثهن وسهمهن من تركة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) - الثمن - ، وأرسلن إليه عثمان لكي يطالبه بالثمن من الإرث . وهذه القصة فيها دلالة واضحة على أن أزواج النبي قد أنكرن على أبي بكر

وكذبنه ، وأثبتن بعملهن هذا أن هذا القانون - منع إرث النبي ( صلى الله عليه وآله ) - هو من القوانين الموضوعة ولم يكن
له وجود شرعي في الخارج وضعه أبو بكر ونسبه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) .


أخرج البخاري حديثا عن عائشة تشير إلى حكاية هذه المطالبة : عن عروة بن الزبير قال : سمعت عائشة زوج النبي تقول : أرسل أزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) عثمان إلى أبي بكر يسألنه ثمنهن مما أفاء الله على رسوله ( صلى الله عليه وآله )

فكنت أنا أردهن فقلت لهن : ألا تتقين الله ، ألم تعلمن أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان يقول : لا نورث ، ما تركنا صدقة ، يريد بذلك نفسه ، إنما يأكل آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) في هذا المال ( 2 ) .

وقد أشرنا فيما سبق بأن هذا الحديث لم ينقله أحد غير أبي بكر ولم ينسبه
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) الصواعق المحرقة : 35 .
( 2 )
صحيح البخاري 5 : 115 كتاب المغازي باب حديث بني النضير ،
      صحيح مسلم 3 : 1379 كتاب الجهاد والسير باب ( 16 ) باب قول النبي : لا نورث ح 51 . ( * )

 

 

- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 385

المحدثون إلى عائشة ، وأن عائشة نفسها في احتجاجها على سائر ضراتها وأزواج النبي ( صلى الله عليه وآله ) . تروي الحديث عن أبيها أبي بكر أيضا .


والجدير بالذكر أن الخلفاء كانوا يعطون كل واحدة من أزواج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما يجبر حرمانها من إرث النبي ( صلى الله عليه وآله ) وأما عائشة فقد كان لها نصيب الأسد ، وهي أكثرهن حظا من تلك العطايا ( 1 ) .


والحق ما قاله ابن الفارقي أستاذ المدرسة الغربية ببغداد كما يحدث ابن أبي الحديد عنه فقال : سألت علي بن الفارقي مدرس المدرسة الغربية ببغداد فقلت له : أكانت فاطمة ( عليها السلام ) صادقة ؟ قال : نعم . قلت : فلم لم يدفع إليها أبو بكر فدك

وهي عنده صادقة ؟ فتبسم ثم قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته ، قال : لو أعطاها اليوم فدك بمجرد دعواها ، لجاءت إليه غدا وادعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ، ولم يمكنه الاعتذار والموافقة بشئ ، لأنه يكون قد

سجل على نفسه إنها صادقة فيما تدعي كائنا ما كان من غير حاجة إلى بينة وشهود . وهذا كلام صحيح وإن كان أخرجه مخرج الدعابة والهزل ( 2 ) .
 

 

* ( هامش ) *
( 1 ) شرح نهج البلاغة 16 : 220 - 223 . ( 2 ) شرح نهج البلاغة 16 : 284 . ( * )

 

 

 

الصفحة الرئيسية

 

مكتبة الشبكة

 

فهرس الكتاب