(
إن مذهباً يثبت نفسه من
كتب خصمه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل
والتحوير أحق أن يتجنب عنه )
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 428 |
10 - صلاة المسافر إن الصلاة الرباعية - الظهر والعصر
والعشاء - تقصر في السفر إلى ركعتين ، ولا فرق في نوعية السفر سواءا كان
للتجارة أو الزيارة أو الغزو أو غيره ، وقد ثبتت مشروعية هذا الحكم بالكتاب ( 5
) والسنة النبوية ( 6 ) .
|
* ( هامش ) *
( 5 ) سورة
النساء : 101 .
( 6 ) راجع صحيح مسلم 1 : 478 - 484 كتاب
صلاة المسافرين وقصرها باب ( 1 ) باب صلاة المسافرين وقصرها ،
صحيح البخاري 2 : 53
كتاب الصلاة باب ما جاء في التقصير ،
سنن ابن ماجة 1
: 338 كتاب الصلاة باب ( 73 ) باب تقصير الصلاة ،
سنن أبي داود 2
: 3 أبواب صلاة السفر ،
سنن النسائي 3
: 116 كتاب تقصير الصلاة في السفر . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 429 |
وكان هذا الحكم يعمل به في عهد الرسول ( صلى الله عليه وآله )
وعهدي أبي بكر وخليفته عمر ومدة من عهد عثمان ، وفي النصف الثاني من خلافة
عثمان أتم الصلاة وهو في منى مسافرا ، وتبعه المسلمون في ذلك ، وخالفه آخرون
واعترضوا عليه مستنكرين في الإتمام في السفر .
وروى الطبري عن ابن عباس أنه قال : إن أول ما استنكر على عثمان هو إتمامه
الصلاة في منى ، وهو مسافر إليها ، وأخذ عليه في ذلك ، حتى كان هذا العمل منطلق
ثورة المسلمين عليه ( 1 ) .
وقد ذكر المحدثون والمؤرخون والمفسرون في كتبهم تغيير وتحريف عثمان لحكم صلاة
المسافر . وكفاك - يا قارئي - من كل ما ورد في هذا الموضوع ثلاث أحاديث أخرجها
الشيخان في صحيحيهما : عن عبد الله بن عمر قال : صليت مع النبي بمنى ركعتين
وأبي بكر وعمر ومع عثمان صدرا من خلافته ثم أتمها ( 2 )
.
وعن عبد الرحمان بن يزيد يقول : صلى بنا عثمان بن عفان بمنى أربع ركعات فقيل
ذلك لعبد الله بن مسعود فاسترجع -
( إنا لله وإنا إليه راجعون
) ( 3 ) - ثم قال : صليت مع
|
* ( هامش ) *
( 1 )
تاريخ الطبري 4 : 267 حوادث عام تسع وعشرين .
( 2 ) صحيح البخاري 2 : 53 باب ما جاء في
التقصير باب الصلاة بمنى ،
صحيح مسلم 1 : 482
كتاب صلاة المسافرين باب ( 2 ) باب قصر الصلاة في منى ح 16 .
( 3 ) إن الاسترجاع عادة ما يقال ويكرر إذا حلت بالإنسان مصيبة أو رزية
عظيمة كما يدل على ذلك قوله تعالى في سورة البقرة
آية 156 . وأن استرجاع ابن مسعود يكشف عن عظيم
التحريف والتغيير الذي حدث في عهد عثمان من تغيير حكم صلاة
المسافر كما لاحظت في المتن ، وإن هذه المخالفة
والتحريف لأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونص القرآن لهو من
الرزايا والمصائب العظيمة التي حلت بالإسلام
والقرآن . المعرب . ( * ) |
|
- أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد
صادق النجمي ص 430 |
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمنى ركعتين ، وصليت مع أبي
بكر بمنى ركعتين ، وصليت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين ، فليت حظي من أربع
ركعات ركعتان متقبلتان ( 1 ) .
وأخرج البخاري حديثا آخر فيه بأن عبد الله بن مسعود لما قال : صليت مع رسول
الله ( صلى الله عليه وآله ) وأبي بكر وعمر ركعتين في منى ، قال : ثم تفرقت بكم
الطرق فياليت حظي من أربع ، ركعتان متقبلتان ( 2 )
.
وقال الطبري في تاريخه في حوادث عام تسع وعشرين : وحج بالناس في هذه السنة
عثمان ، فضرب بمنى فسطاطا ، فكان أول فسطاط ضربه عثمان بمنى ، وأتم الصلاة بها
وبعرفة .
فذكر الواقدي عن ابن عباس يقول : إن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهرا ، أنه
صلى بالناس بمنى في ولايته ركعتين ،
حتى إذا كانت السنة السادسة أتمها فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي ( صلى الله
عليه وآله ) ، وتكلم في ذلك من يريد
أن يكثر عليه . حتى جاء علي ( عليه السلام ) فيمن جاءه ، فقال
( عليه السلام ) : والله ما حدث أمر ، ولا قدم عهد ، ولقد عهدت نبيك ( صلى الله
عليه وآله ) يصلي ركعتين ، ثم أبا بكر ثم عمر وأنت - يا عثمان - صدرا من ولايتك
، فما أدري ما ترجع إليه ! ؟ فقال عثمان : رأي رأيته ( 3
) .
|
* ( هامش ) *
( 1 )
صحيح البخاري 2 : 53 أبواب التقصير باب الصلاة
بمنى ،
صحيح مسلم 1 : 483
كتاب صلاة المسافرين باب ( 2 ) باب قصر الصلاة بمنى ح 19 .
( 2 ) صحيح البخاري 2 : 194 كتاب الحج باب
الصلاة بمنى .
( 3 ) تاريخ الطبري 4 : 267 حوادث سنة تسع
وعشرين . ( * ) |
|
|