|
|
2 - طواف سليمان بتسع وتسعون امرأة في ليلة عن عبد الرحمان بن هرمز قال : سمعت أبا هريرة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : قال سليمان بن داود : لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين ، كل منهن تأتي بفارس ، يجاهد في سبيل الله ، فقال له الملك - صاحبه - : قل : إن شاء الله ، فلم يقل : إن شاء الله ، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشق رجل . والذي نفس محمد بيده ، لو قال : إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون .
أولا : اضطراب نص الحديث : لأن عدة النساء اللاتي أراد سليمان ( عليه
السلام ) أن يطوف عليهن في ليلة واحدة ، ذكر تارة إنهن مائة امرأة
( 2 ) وأخرى روي
أنهن تسع وتسعون ( 1 ) ، وروي ثالثة أنهن تسعون
(
2 ) ، وفي بعض الأحاديث أنهن سبعون ( 3 ) وفي بعضها ستون
من المجعولات والموضوعات ، ويدل أيضا على أن راوي القصة أراد أن يبدي رأيه في عدد النساء . حتى أن بعض شارحي الصحيحين لم يسعه الكتمان حتى أشار في شرحه إلى هذا الاضطراب ( 5 ) .
ثالثا : من الناحية الزمنية فإن الليلة الواحدة في الغالب لقليلة للطواف على مائة امرأة . رابعا : إنه لا يجوز على
سليمان النبي ( عليه السلام ) وهو من عباد الله المخلصين ، أن يترك التعليق
بقوله إن شاء الله ، حتى ولو سلمنا إنه عرض عليه النسيان ! ! ولكن ما الذي
يمنعه عن يقول : إن شاء الله وهو نبي هادي الخلق إلى الحق ! ! لا سيما بعد أن
ذكره ونبهه الملك بذلك .
وإنما يترك قول إن شاء الله الذين نسوا الله وجهلوا أن الأمور بيد الله تعالى . 3 - عزرائيل يفقد عينه عن أبي هريرة قال : أرسل ملك الموت إلى موسى ( عليه السلام ) فلما جاءه صكه فرجع إلى ربه . فقال : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، فرد الله عينه . وقال : ارجع فقل له يضع يده على متن ثور فله بكل ما غطت يده بكل شعرة سنة . قال : أي رب ثم ماذا ؟ قال : ثم الموت . قال : فالآن . فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر ( 1 ) . أخرج هذا الحديث البخاري ومسلم ، إلا أن في لفظيهما تفاوت يسير حيث ورد في رواية مسلم : فلما جاءه صكه ففقأ عينه . روى الثعالبي في كتابه ( ثمار القلوب في المضاف والمنسوب ) القصة في باب لطمة موسى ثم قال : هذا الحديث في أساطير الأولين ، ويضرب مثلا بين الناس ، وقد اشتهر بعد ذلك بين العوام بأن عزرائيل أعور . وفيه قيل : يا ملك الموت لقيت مكرها * لطمة موسى تركتك أعورا واختتم الثعالبي مقولته قائلا : وأنا برئ من عهدة هذه الحكاية ( 2 ) .
أولا : كيف يليق بعبد
اصطفاه الله للنبوة ويصير كليم الله أن يبطش بطش الجبارين والمتكبرين ، ويفقأ
عيون الآخرين ، من دون سبب وخاصة إذا كان ذاك مأمورا من قبله تعالى ، ليوحي إلى
الكليم أمرا من أوامر الله قائلا له : أجب ربك ؟ ثانيا : إن الله عز وجل
كافأ النبي موسى ( عليه السلام ) خيرا ، لأنه ارتكب هذا الفعل المذموم ، ولم
يعاقبه على فعله ، ولم يعتب عليه ، بل شرفه بشرافة أكبر ، وبشره بالعيش آلاف
السنين . فيا عجبا بطشة واحدة ، وآلاف الجوائز ! ! ثالثا : كيف يتصور أن تنسب هذه القصة إلى موسى الذي اصطفاه الله بالنبوة ، وائتمنه على وحيه ، وانتجبه لمناجاته ، وجعله نبيا من أنبياء أولي العزم ، وقال تعالى مادحا إياه : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ) ( 1 ) .
الأنبياء والرسل ( عليهم السلام ) ، وأهانوهم واستكبروا عن ذلك . فلو صححنا هذا الحديث بمضمونه الوارد في صحيحي البخاري ومسلم ، فلم يبق هناك فرق بين موسى ( عليه السلام ) وفرعون ، لأن الحديث المذكور ، يروي لنا أن الأسلوب الذي اتخذه فرعون تجاه الرسول موسى ( عليه السلام ) والإهانة
التي أهانها إياه ، هو نفس الأسلوب الذي اتبعه موسى
إن الجواب عن هذه الأسئلة ليس صعبا ومشكلا خاصة للوضاعين وجعال الأحاديث الذين يروون أحاديث يخرجونها من أكياسهم حينما يواجهون الانتقادات ، فيقرون بأنفسهم من المآزق . ولذا نرى أبا هريرة - جاعل الحديث - عندما واجه الانتقاد أجاب على ذلك وقال : إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانا حتى أتى موسى فلطمه ففقأ عينه . . . . جاء إلى الناس خفية بعد موت موسى ( 1 ) . بناء على هذه الإشكالات الموجودة في الحديث لم أدر وأني لحائر
هل أن بطش موسى وضربه ملكا مقربا إلى الله - عزرائيل ( عليه السلام ) - وهو في
لحظة تبليغ أمر الله ، ويفقأ عينه ويعميها تعتبر فضيلة وكرامة لموسى حتى يخرجه
مسلم ضمن فضائل موسى ؟ !
|
|