![]() |
![]() |
![]() |
* * *
وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَة مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللهَ وَأَطِيعُونِ (50)إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فاعْبُدُوهُ هَـذَا صِرَطٌ مُّستَقِيمٌ (51)
هذه الآية جاءت على لسان المسيح (عليه السلام) ولبيان بعض اهداف النبوّة حيث يقول : جئت أُؤكّد لكم التوراة وأُثبت أُصولها ومبادئها (ومصدقاً لما بين يدي من التوراة) كما جئت لأرفع الحظر الذي فرض عليكم، بالنسبة لبعض الأشياء، في دين موسى بسبب عصيانكم ـ مثل منع لحم الأباعر، وبعض شحوم الحيوانات، وبعض الطيور، والأسماك ـ (ولاُحلّ لكم بعض الذي حرّم عليكم).
وسوف نجد في تفسير الآية 160 من سورة النساء أنّه بسبب عناد بعض جماعات اليهود وطغيانهم حرّم الله عليهم بعض الطيّبات من النِعم : (فَبِظُلم من الَّذينَ هَادوا حرّمنا عليهم طيّبات أُحِلَّت لهم).
إلاَّ أنّ هذه المحظورات أُحلّت لهم مرّة أُخرى ببركة ظهور المسيح (عليه السلام) هذا النبيّ العظيم.
ثمّ مرّة أُخرى تتكرّر الجملة التي قرأنا على لسان المسيح في الآية السابقة : (وجئتكم بآية من ربّكم فاتّقوا الله وأطيعون).
وفي الآية الثانية تؤكد على لسان السيد المسيح (عليه السلام) عبودية المسيح لرفع كلّ إبهام وريب قد ينشأ من كيفية ولادته التي قد يتشبث بها البعض لإثبات الوهيته وتقول : (ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم) يتّضح من هذه الآية ومن آيات أُخرى أنّ السيّد المسيح، لكي يزيل كلّ إبهام وخطأ فيما يتعلّق بولادته الخارقة للعادة، ولكي لا يتّخذونها ذريعة لتأليهه، كثيراً ما يكرّر القول (إنّ الله ربّي وربّكم) و (إنّي عبدالله آتاني الكتاب وجعلني نبيّاً)(1)، بخلاف ما نراه في الأناجيل المحرّفة الموجودة التي تنقل عن المسيح أنّه كان يستعمل «الأب» في كلامه عن الله. إنّ القرآن يذكر «الرب» بدلاً من ذلك : (إنّ الله ربّي وربّكم). وهذا أكثر ما يمكن أن يقوم به المسيح في محاربة من يدّعي بالوهيّته. بل لكي يكون التوكيد على ذلك أقوى يقول للناس (فاعبُدوه) أي اعبدوا الله ولا تعبُدوني.
ولذلك نجد أنه لم يكن أحد من الناس يتجرأ في حياة السيّد المسيح (عليه السلام)أن يدعي الوهيته أو أنه أحد الإلهة، وحتّى بعد عروجه بقرنين من الزمان لم تخالط تعليماته في التوحيد شوائب الشرك، إلاَّ أن التثليث باعتراف أرباب الكنيسة ظهر في القرن الثالث للميلاد (وسيأتي تفصيل ذلك في ذيل الآية 171 من سورة النساء).
* * *
1 ـ مريم : 30.
فَلَمَّآ أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللهِ ءَامنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّـاهِدِينَ (53) وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَـاكِرِينَ (54)
كان اليهود ينتظرون مجيء المسيح بموجب ما بشّرهم به موسى، قبل أن يولد. ولكنّه عندما ظهر، وتعرّضت مصالح جمع من الظالمين والمنحرفين من بني إسرائيل للخطر، لم يبق معه إلاَّ نفر قليل، بينما تركه الذين احتملوا أن يؤدّي قبولهم دعوة المسيح والتقيّد بالقوانين الإلهية إلى ضياع مصالحهم.
بعد أن أعلن عيسى دعوته وأثبتها بالأدلّة الكافية، أدرك أنّ جمعاً من بني إسرائيل يصرّون على المعارضة والعصيان ولا يتركون المعاندة والإنحراف (فلمّا
أحسّ(1) عيسى منهم الكفر)، فنادى في أصحابه و (قال مَن أنصاري إلى الله)فاستجاب لندائه نفر قليل. كانوا أطهاراً سمّاهم القرآن بـ «الحواريّين». لبّوا نداء المسيح ولم يبخلوا بشيء في سبيل نشر أهدافه المقدّسة.
أعلن الحواريُون استعدادهم لتقديم كلّ عون للمسيح، وقالوا : (نحن أنصار الله آمنّا بالله واشهد بأنّا مسلمون).
لاحظ أنّ الحواريين لم يقولوا : نحن أنصارك. بل لكي يعربوا عن منتهى إيمانهم بالتوحيد وليؤكّدوا إخلاصهم، ولكن لا يشمّ من كلامهم أيّ رائحة للشرك، قالوا : نحن أنصار الله، ننصر دينه، ونريدك شاهداً على هذه الحقيقة، لعلّهم قد شمّوا منذ ذلك اليوم رائحة الإنحراف في المستقبل وأنّ هناك من يستدعي الوهيّة عيسى من بعده، فسعوا ألاَّ يكون في كلامهم ما يمكن أن يتذرّعوا به. ضمناً نلاحظ أن الحواريين عبّروا في كلامهم عن كونهم مسلمين، وهذا يدلّ على أن الإسلام هو دين جميع الأنبياء (عليهم السلام).
وهنا ميّز المسيح (عليه السلام) أتباعه المخلصين من الأعداء والمنافقين كيما يضع لدعوته برنامجاً دقيقاً وخطة مدروسة كما صنع نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك في بيعة العقبة.
وبعدأن قبل الحواريّون دعوة المسيح إلى التعاون معه وأتّخاذه شاهداً عليهم في إيمانهم، أتّجهوا إلى الله يعرضون عليه إيمانهم قائلين : (ربّنا آمنّا بما أنزلت).
ولكن لمّا كانت دعوى الإيمان لا تكفي وحدها، فقد اتّبعوا ذلك بقيامهم بتنفيذ أوامر الله واتّباع رسوله المسيح، وقالوا مؤكّدين : (واتّبعنا الرسول).
1 ـ التعبير بـ «أحسّ» مع أن الكفر أمر باطني لايدرك بالحواس قد يكون أن إصرارهم على الكفر بلغ مرتبة من الشدّة وكأنه أصبح محسوساً (الميزان ـ ذيل الآية مورد البحث).
عندما يتغلغل الإيمان في روح الإنسان لابدّ أن ينعكس ذلك على عمله، فبدون العمل يكون ادّعاؤه الإيمان تقوّلاً، لا إيماناً حقيقياً.
بعد ذلك طلبوا من الله قائلين (فاكتبنا مع الشاهدين). والشاهدون هم أُولئك الذين لهم صفة قيادة الأُمم، ويوم القيامة يشهدون على أعمال الناس الحسنة والسيّئة.
وبعد أن انتهى الحواريّون من شرح إيمانهم، أشاروا إلى خطط اليهود الشيطانية، وقالوا : إنّ هؤلاء ـ لكي يقضوا على المسيح، وعلى دعوته، ويصدّوا انتشار دينه ـ وضعوا الخطط الماكرة. إلاَّ أن ما رسمه الله من مكر فاق مكرهم وكان أشدّ تأثيراً (ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين).
* * *
«حواريّون» جمع حوري من مادة «حَوَر» بمعنى الغسل والتبييض، وقد تطلق على الشيء الأبيض. لذلك يطلق العرب على الطعام الأبيض «الحواري». و«حور» جمع حوراء وهي البيضاء البشرة.
أمّا سبب تسمية تلامذة المسيح بالحواريّين فقد ذكرت له احتمالات كثيرة، ولكن الأقرب إلى الذهن، وهو الوارد في أحاديث أئمّة الدين، هو لأنّهم فضلاً عن طهارة قلوبهم وصفاء أرواحهم، كانوا دائبي السعي في تطهير الناس وتنوير أفكارهم وغسلهم من أدران الذنوب.
وهذا ما أكّده حديث عن الإمام الرضا (عليه السلام) في «عيون أخبار الرضا»..؟ !
تكلّم القرآن على الحواريّين في سورة الصف، الآية 14، مشيراً إلى إيمانهم.
ولكن يتبيّن ممّا نقرأه في الإنجيل بشأن الحواريّين أنّهم جميعاً ارتكبوا بعض الزلل بالنسبة للمسيح.
أمّا أسماؤهم كما جاءت في إنجيل متّى ولوقا، الباب السادس، فهي :
1 ـ بطرس،2 ـ اندرياس، 3 ـ يعقوب، 4 ـ يوحنّا، 5 ـ فيلوبس، 6 ـ برتولولما، 7 ـ توما، 8 ـ متّى، 9 ـ يعقوب بن حلفا، 10 ـ شمعون «الغيور»، 11 ـ يهوذا أخو يعقوب، 12 ـ يهوذا الاسخريوطي الذي خان المسيح.
يذكر المفسّر المعروف المرحوم الطبرسي في «مجمع البيان» أنّ الحواريّين كانوا يرافقون المسيح في رحلاته. كلّما عطشوا أو جاعوا رأوا الماء والطعام مهيّأً أمامهم بأمر الله، فكانوا يرون في ذلك فخراً لهم أيّ فخر، وسألوا المسيح : أهناك من هو أفضل منّا ؟ فقال : نعم، أفضل منكم من يعمل بيده ويأكل من كسبه.
وعلى أثر ذلك اشتغلوا بغسل الملابس للناس لقاء أجر، وانشغلوا بذلك; فكان ذلك درساً عملياً للناس بأنّ العمل ليس عيباً أو عاراً.
في القرآن آيات مشابهة لهذه ينسب فيها المكر إلى الله(1). كلمة «المكر» بالمصطلح المعاصر تختلف كثيراً عن معناها اللغوي. فالمكر بالمعنى المعاصر هو وضع الخطط الشيطانية الضارّة. ولكن معناها بلغة العرب هو البحث عن العلاج لأمر مّا، وقد يكون حسناً أو سيّئاً.
1 ـ انظر الآية 30 من سورة الأنفال، أو الآية 50 من سورة النمل وغيرهما.
في كتاب «المفردات» للراغب نقرأ : المكر : صرف الغير عمّا يقصد ـ خيراً كان أم شرّاً ـ .
وفي القرآن وردت كلمة «المكر» مقرونة بكلمة «الخير»، إذ يقول (والله خير الماكرين)، كما وردت مع «السيّىء» : (ولايحيق المكر السيّىء إلاَّ بأهله)(1).
وعليه يكون المقصود من الآية هو أنّ أعداء المسيح وضعوا الخطط الشيطانية للوقوف بوجه هذه الدعوة الإلهيّة. ولكن الله لكي يحفظ حياة نبيّه ويصون الدعوة مكَرَ أيضاً فأحبط كلّ ما مكَروه.
* * *
1 ـ فاطر : 43.
إِذْ قَالَ اللهُ يَـاعِيسَى إِنّىِ مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَـامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيَما كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (55)
قلنا إنّ اليهود ـ بالتعاون مع بعض المسيحيّين الخونة ـ قرّروا قتل السيّد المسيح، فأحبط الله مكرهم، ونجى نبيّه منهم. في هذه الآية يذكر الله نعمته على المسيح قبل وقوع الحادثة، قائلاً : (إنّي متوفّيك ورافعك إليّ).
من المعروف عند المفسّرين، بالإستناد إلى الآية 157 من سورة النساء، أنّ السيّد المسيح لم يُقتَل، وأنّ الله رفعه إلى السماء. غير أنّ المسيحيّين يقولون إنّه قُتِل ودُفِن، ثمّ قام من بين الأموات وبقي لفترة قصيرة على الأرض ثمّ صعد إلى السماء(1).
1 ـ إنجيل مرقس الباب 6 ـ إنجيل متى الباب 28 ـ إنجيل لوقا الباب 24 ـ إنجيل يوحنا الباب 31.
ولكن الذي لابدّ من قوله الآن هو أنّ هذه الآية ليس فيها دليل على موت عيسى، على الرغم من أنّ بعضهم تصوّر أنّ كلمة «متوفّيك» من «الوفاة». وعلى ذلك فإنّهم يرون أنّ هذا الموضوع يتعارض مع الرأي السائد بين المسلمين، والذي تؤيّده الأحاديث، من أنّ عيسى لم يمت وأنّه حي. ولكن الأمر ليس كذلك.
«الفوت» هو بُعد الشيء عن الإنسان بحيث يتعذّر إدراكه. و «الوافي» الذي بلغ التمام، ووفى بعهده إذا أتمّه ولم ينقضه. وإذا استوفى أحد دَينه من المدين قيل «توفّى دَينه».
وفي القرآن وردت «توفّى» كراراً : (وهو الذي يتوفّاكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار)(1). فهنا عبّر عن النوم بكلمة «يتوفّاكم».
هذا المعنى نفسه يرد في الآية 42 من سورة الزمر، كما ترد كلمة «توفّى» في آيات أُخرى بمعنى الأخذ.
صحيح أنّ «توفّى» قد تأتي أحياناً بمعنى الموت، ولكنّها حتّى في تلك المواضع لا تعني الموت حقّاً، بل بمعنى قبض الروح. والواقع أنّ مادّة «فوت» ومادّة «وفي» منفصلتان تماماً.
ممّا تقدّم يكون تفسير الآية واضحاً.
يقول الله : يا عيسى إنّني سوف استوفيك وأرفعك إليّ. وهذا يعني حياة عيسى، لا موته (وطبعاً اذا كانت كلمة «توفي» بمعنى قبض الروح فقط. فإن لازم ذلك هو الموت).
ثمّ تضيف الآية (ومطهّرك من الذين كفروا).
1 ـ الأنعام : 60.
هذا جانب آخر من خطاب الله إلى المسيح. والقصد من التطهير هنا هو إنقاذه من الكفّار الخبثاء البعيدين عن الحقّ والحقيقة الذين كانوا يوجّهون إليه التهم الباطلة، و يحوكون حوله المؤامرات ساعين إلى تلويث سمعته، فنصر الله دينه، وطهّره من تلك التهم، بمثل ما نقرأه عن نبيّ الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) في أوّل سورة الفتح (إنّا فتحنا لك فتحاً مبيناً ليغفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر). أي أنّنا هيّأنا لك نصراً واضحاً كي يغفر لك الله ذنوبك السابقة واللاحقة (ويطهّرك من التهم التي ألصقوها بك على شكل ذنوب).
كما يحتمل أن يعني التطهير إخراج المسيح من ذلك المحيط الملوّث. وهذا يناسب الآية السابقة.
(وجاعل الذين أتّبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة).
وهذه بشارة يبشّر بها الله المسيح وأتباعه لتشجيعهم على المضيّ في الطريق الذي اختاروه. والواقع أنّ هذه واحدة من آيات الإعجاز ومن تنبّؤات القرآن الغيبية التي تقول إنّ أتباع المسيح سوف يسيطرون دائماً على اليهود الذين عادوا المسيح.
وها نحن اليوم نرى هذه الحقيقة رأيَ العين، فاليهود الصهاينة، ـ بغير الإستناد إلى المسيحيّين ـ غير قادرين على إدامة حياتهم السياسية والإجتماعية يوماً واحداً. بديهيّ أنّ «الكافرين» هنا هم اليهود الذين كفروا بالمسيح.
وفي ختام الآية يقول تعالى : (ثمّ إليّ مرجعكم فاحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون) ويعني أن ما تقدّم من الإنتصارات والبشائر يتعلق بالحياة الدنيا، أمّا المحكمة النهائية ونيل الجزاء الكامل فسيكون في الآخرة.
* * *
هنا يتبادر سؤال إلى الذهن، وهو أنّ اليهود والنصارى ـ بموجب هذه الآية ـ سيبقون في الدنيا حتّى يوم القيامة، وأنّ أتّباع هاتين الديانتين سيبقون أيضاً، مع أنّ الأخبار الخاصّة بظهور المهدي (عليه السلام) تبيّن أنّه يخضع جميع الأديان ويحكم العالم كلّه.
يتّضح جواب هذا السؤال بالتدقيق في الأحاديث. فنحن نقرأ في الأحاديث عن المهدي (عليه السلام) أنّه لا يبقى بيت في البدو ولا في الحضر إلاَّ ويدخله التوحيد، أي أنّ الإسلام سيكون الدين الرسمي في العالم كلّه، وتكون الحكومة حكومة إسلامية، ولا يحكم العالم سوى القوانين الإسلامية. و لكن هذا لا يمنع من وجود أقلّية من اليهود والنصارى تعيش تحت ظلّ حكومة المهدي (عليه السلام) وفق شروط «أهل الذمّة».
إنّنا نعلم أنّ حكومة المهدي (عليه السلام) لا تجبر الناس على اعتناق الإسلام، بل تتقدّم بالمنطق. أمّا التوسّل بالقوّة العسكرية فلبسط العدالة، وللإطاحة بالحكومات الظالمة، ولإنضواء العالم تحت لواء الإسلام، لا لإجبار الناس على قبول الإسلام، وإلاَّ فلن يكون هناك أي معنى لحرية الإرادة والإختيار.
* * *
فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فِي الدُّنْيَا وَالاَْخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّـاصِرِينَ (56) وَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـالِحَـاتِ فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الظَّـالِمِينَ (57) ذَلِكَ نَتْلُوهُ عَلَيْكَ مِنَ الاَْيَـاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ(58)
الآية الاُولى والثانية تتابعان الخطاب للسيد المسيح وحال أتباعه وأعدائه، بينما الآية الثالثة فتخاطب نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) .
وبعد ذكر رجوع ا لناس إلى الله ومحاكمتهم ـ في الآية السابقة ـ يأتي في هذه الآية ذكر نتيجة تلك المحاكمة. فالكافرون والمعارضون للحقّ والعدالة سيُلاقون في الآخرة من العذاب الأليم مثل ما يُلاقون في الدنيا، ولن يكون لأيّ منهم حام ولا نصير، (فاما الذين كفروا فاعذبهم عذاباً شديداً في
الدنيا والآخرة وما لهم من ناصرين).
ومن الإشارة في هذه الآية إلى عذاب الدنيا نفهم أنّ الكافرين ـ وهم هنا اليهود ـ لاينجون من العذاب. وهذا ما يؤكّده تاريخ اليهود، ومن ذلك تفوّق الآخرين عليهم كما جاء في الآيات السابقة.
ثمّ أشار القرآن الكريم إلى الفئة الثانية وقال (وأمّا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اُجورهم). ثمّ يؤكد القول : (والله لا يحب الظالمين).
تقديم مصير الكافرين على المؤمنين من أجل أن الكافرين بنبوّة المسيح (عليه السلام)كانوا يشكلون الأغلبية.
والملفت للنظر أن الآية الاُولى إكتفت بذكر الكفر فقط. أمّا الآية الثانية فقرنت الإيمان بالعمل الصالح، وهذا إشارة إلى أن الكفر لوحده يكون سبباً للعذاب الإلهي. ولكن الإيمان لوحده لا يكفي للنجاة، بل لابدّ وأن يقترن بالعمل الصالح.
وجملة (والله لا يحب الظالمين) لعلّها ناظرة إلى أن جميع معاني الكفر والأعمال السيّئة داخلة في مفهوم الظلم بمعناه الواسع. ومن الواضح أن الله لا يحب الظالمين ولا يقدم على ظلم عباده بل يوفيهم اُجورهم بالكامل.
وبعد ذكر تاريخ المسيح وبعض ما جرى له، يتّجه الخطاب إلى رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول : كلّ هذا الذي سردناه عليك دلائل صدق لدعوتك ورسالتك، وكان تذكيراً حكيماً جاء بصورة آيات قرآنية نزلت عليك، تبيّن الحقائق في بيان محكم وخال من كلّ هزل وباطل وخرافة.
* * *
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَاب ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُنّ مِّنَ الْمُمْتَرِينَ (60)
قلنا في بداية هذه السورة أنّ الكثير من آياتها كانت ردّاً على محاورات مسيحيّي نجران الذين جاؤوا في وفد مؤلّف من 60 شخصاً وفيهم عدد من زعمائهم بقصد التحاور مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
من بين المواضيع التي طرحت في ذلك الإجتماع مسألة اُلوهيّة المسيح التي رفضها رسول الله واستدلّ بأنّ المسيح وُلِد وعاش كبقية الناس ولا يمكن أن يكون إلهاً، لكنّهم استدلّوا على الوهيّته بولادته من غير أب، فنزلت الآية ردّاً عليهم، ولمّا رفضوا ذلك دعاهم إلى المباهلة، وسوف يأتي ذكرها قريباً إن شاء الله.
الآية الأُولى تورد استدلالاً قصيراً وواضحاً في الردّ على مسيحيّي نجران
بشأن الوهية المسيح : إنّ ولادة المسيح من غير أب لا يمكن أن تكون دليلاً على أنّه ابن الله أو أنّه الله بعينه، لأنّ هذه الولادة قد جرت لآدم بصورة أعجب فهو قد ولد من غير أب ولا أُم. وعليه، فكما أنّ خلق آدم من تراب لا يستدعي التعجّب، لأنّ الله قادر على كلّ شيء، ولأن «فعله» و «إرادته» متناسقان فإذا أراد شيئاً يقول له : كن فيكون، كذلك ولادة عيسى من أُمّ وبغير أب، ليست مستحيلة.
وأساساً، فإن الميسور والمعسور يتحقّقان بالنسبة لمن كانت قدرته محدودة كما في المخلوقات، أمّا من كانت قدرته مطلقة فلا مفهوم للصعب والسهل بالنسبة له. فخلق ورقة واحدة تتساوى بالنسبة له مع خلق غابة من آلاف الكيلومترات، وخلق ذرة واحدة كخلق المنظومة الشمسية لديه.
(الحقّ من ربّك فلا تكن من الممترين).
هذه الآية تؤكّد الموضوع وتقول : إنّ ما أنزلنا عليك بشأن المسيح أمرٌ حقيقيٌ من الله ولا يعتوره الشكّ، فلا تتردّد في قبوله.
في تفسير (الحق من ربّك) للمفسّرين رأيان : الرأي الأول يقول : إنّ الجملة مبتدأ وخبر، وبذلك يكون المعنى : الحقّ دائماً من ربّك، وذلك لأنّ الحقّ هو الحقيقة، والحقيقة هو الوجود، وكلّ وجود ناشىء من وجوده. لذلك فكلّ باطل عدم، والعدم غريب على ذاته.
الرأي الثاني يقول : إنّ الجملة خبر لمبتدأ محذوف تقديره «تلك الأخبار». أي تلك الأخبار التي أنزلناها عليك حقائق من الله. وكلّ من التفسيرين ينسجم مع الآية.
* * *
فَمَنْ حَآجّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَآءَنَا وَأَبْنَآءَكُمْ وَ نِسَآءَنَا وَنِسَآءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكَـاذِبِينَ (61)
قيل نزلت الآيات في وفد نجران العاقب والسيد ومن معهما قالوا لرسول الله : هل رأيت ولداً من غير ذكر فنزلت : (إنّ مثل عيسى عند الله كمثل آدم...) الآيات فقرأها عليهم، فلمّا دعاهم رسول الله إلى المباهلة(1) استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك، فلمّا رجعوا إلى رجالهم قال لهم الاسقف : انظروا محمّد في غد فإن
1 ـ «مُباهَلة» في الأصل من مادة «بَهْل» (على وزن اَهل) بمعنى اطلاق وفك القيد عن الشيء وبذلك يقال للحيوان الطلق حيث لا توضع محالبها في كيس كي يستطيع وليدها أن يرضع بسهولة يقال له : «باهل»، و «ابتهال» في الدعاء بمعنى التضرع وتفويض الأمر إلى الله.
واذا فسّروها بمعنى الهلاك واللعن والبعد عن الله كذلك بسبب ترك العبد طلقاً وحراً في كلّ شيء تترتب عليه هذه النتائج، هذا معنى «المباهلة» لغةً. امّا مفهوماً ما هو المعروف نزول هذه الآية، بمعنى الملاعنة بين الشخصين، ولذا يجتمع أفراد للحوار حول مسألة دينية مهمّة في مكان واحد ويتضرعون الله أن يفضح الكاذب ويعاقبه.غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته، وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنّه على غير شيء.
فلمّا كان الغد جاء النّبي (صلى الله عليه وآله) آخذاً بيدي علي بن أبي طالب (عليه السلام) والحسن (عليه السلام)والحسين (عليه السلام) بين يديه يمشيان وفاطمة (عليها السلام) تمشي خلفه، وخرج النصارى يتقدمهم اسقفهم. فلمّا رأى النّبي (صلى الله عليه وآله) قد أقبل بمِن معه فسأل عنهم فقيل له : هذا ابن عمّه وزوج ابنته وأحب الخلق إليه، وهذان ابنا بنته من علي وهذه الجارية بنته فاطمة أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى قلبه، وتقدّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فجثا على ركبتيه. قال أبو حارثة الاسقف جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة.
فرجع ولم يقدم على المباهلة، فقال السيد : اُذن يا أبا حارثة للمباهلة ! فقال : لا. إنّي لأرى رجلاً جريئاً على المباهلة وأنا أخاف أن يكون صادقاً ولئن كان صادقاً لم يحل والله علينا حول وفي الدنيا نصراني يطعم الماء.
فقال الاسقف : يا أبا القاسم ! إنا لا نباهلك ولكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الفي حلة من حلل الاواقي قسمة كلّ حلة أربعون درهماً فما زاد أونقص فعلى حساب ذلك أو على عارية ثلاثين درعاً وثلاثين رمىً وثلاثين فرساً إن كان باليمن كيد، ورسول الله ضامن حتّى يؤديها وكتب لهم بذلك كتاباً.
وروي أن الاسقف قال لهم : إنّي لأرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لازاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة(1).
1 ـ مجمع البيان، ورد سبب نزول هذه الآيات في تفاسير اُخرى مع تفاوت يسير مثل : تفسير أبو الفتوح الرازي وتفسير الكبير وغيرها، وادّعى الفخر الرازي أن هذه الروايات متفق عليها عند علماء التفسير والحديث.
(فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم...).
بعد الآيات التي استدلّ فيها على بطلان القول بالوهية عيسى بن مريم، يأمر الله نبيّه بالمباهلة إذا جاءه من يجادله من بعد ما جاء من العلم والمعرفة. وأمره ان يقول لهم : إنّي سأدعو أبنائي، وأنتم ادعوا أبناءكم، وأدعو نسائي، وأنتم ادعوا نساءكم، وأدعو نفسي، وتدعون أنتم أنفسكم، وعندئذ ندعو الله أن ينزل لعنته على الكاذب منّا (فمن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).
ولا حاجة للقول بأنّ القصد من المباهلة لم يكن إحضار جمع من الناس للّعن، ثمّ ليتفرّقوا كلٌ إلى سبيله، لأنّ عملاً كهذا لن يكون له أيّ تأثير، بل كان المنتظر أن يكون لهذا الدعاء واللعن أثر مشهود عياناً فيحيق بالكاذب عذاب فوري.
وبعبارة أُخرى : فإنّ المباهلة ـ وإن لم يكن في الآية ما يشير إلى تأثيرها ـ كانت بمثابة «السهم الأخير» بعد أن لم ينفع المنطق والاستدلال، فإنّ الدعاء وحده لم يكن المقصود بها، بل كان المقصود منها هو «أثرها الخارجي».
* * *
لعلّ قضية المباهلة بهذا الشكل لم تكن معروفة عند العرب، بل كانت أُسلوباً يبيّن صدق النبيّ وإيمانه بشكل قاطع. إذ كيف يمكن لمن لا يؤمن كلّ الإيمان
بعلاقته بالله أن يدخل هذا الميدان، فيطلب من معارضيه ان يتقدّموا معه إلى الله يدعونه أن ينزل لعناته على الكاذب، وأن يروا سرعة ما يحلّ بالكاذب من عقاب ؟ ! لاشكّ أنّ دخول هذا الميدان خطر جدّاً، لأن المبتهل إذا لم يجد استجابة لدعائه ولم يظهر أيّ أثر لعقاب الله على معارضيه، فلن تكون النتيجة سوى فضيحة المبتهل. فكيف يمكن لإنسان عاقل ومدرك أن يخطو مثل هذه الخطوة دون أن يكون مطمئناً إلى أنّ النتيجة في صالحه ؟ لهذا قيل إنّ دعوة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المباهلة تعتبر واحداً من الأدلّة على صدق دعوته وإيمانه الراسخ بها، بصرف النظر عن النتائج التي كانت ستكشف عنها المباهلة.
تقول الروايات الإسلامية : عند عرض هذا الإقتراح للمباهلة، طلب ممثّلو مسيحيّي نجران من رسول الله أن يمهلهم بعض الوقت ليتبادلوا الرأي مع شيوخهم. فكان لهم ما أرادوا. وكانت نتيجة مشاورتهم ـ التي تعتمد على ناحية نفسية ـ هي أنّهم أمروا رجالهم بالدخول في المباهلة دون خوف إذا رأوا محمّداً قد حضر في كثير من الناس ووسط جلبة وضوضاء، إذ أنّ هذا يعني أنّه بهذا يريد بثّ الرعب والخوف في النفوس وليس في أمره حقيقة. أمّا إذا رأوه قادماً في بضعة أنفار من أهله وصغار أطفاله إلى الموعد، فليعلموا أنّه نبيّ الله حقّاً، وليتجنّبوا مباهلته.
وقد حضر المسيحيّون إلى المكان المعيّن، ثمّ رأوا أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أقبل يحمل الحسين على يد ويمسك الحسن باليد الأُخرى ومن خلفه علي وفاطمة، وهو يطلب منهم أن يؤمّنوا على دعائه عند المباهلة. وإذ رأى المسيحيّون هذا المشهد استولى عليهم الفزع، ورفضوا الدخول في المباهلة، وقبلوا التعامل معه بشروط أهل الذمّة.
يصرّح المفسّرون من الشيعة والسنّة أنّ آية المباهلة قد نزلت بحقّ أهل بيت
النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنّ الذين اصطحبهم النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) معه للمباهلة بهم هم : الحسن والحسين وفاطمة وعلي (عليهم السلام). وعليه، فإنّ «أبناءنا» الواردة في الآية ينحصر مفهومها في الحسن والحسين (عليهما السلام)، ومفهوم «نساءنا» ينحصر في فاطمة (عليها السلام)، ومفهوم «أنفسنا» ينحصر في علي (عليه السلام). وهناك أحاديث كثيرة بهذا الخصوص.
حاول بعض أهل السنّة أن ينكر وجود أحاديث في هذا الموضوع، فصاحب تفسير المنار يقول في تفسير الآية :
الروايات متّفقة على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إختار للمباهلة عليّاً وفاطمة وولديهما ويحملون كلمة «نساءنا» على فاطمة وكلمة «أنفسنا» على عليّ فقط، ومصادر هذه الروايات شيعية، ومقصدهم منها معروف، وقد اجتهدوا في ترويجها ما استطاعوا حتّى راجت على كثير من أهل السنّة. ولكن بالرجوع إلى مصادر أهل السنّه الأصلية يتّضح أنّ الكثير من تلك الطرق لا تنتهي بالشيعة وبكتب الشيعة، وإنكار هذه الأحاديث الواردة بطريق أهل السنّة، يسقط سائر أحاديثهم وكتبهم من الإعتبار.
لكي نلقي الضوء على هذه الحقيقة، نورد هنا بعضاً من رواياتهم ومصادرها :
القاضي نور الله الشوشتري في المجلّد الثالث من كتابه النفيس «إحقاق الحقّ»، الطبعة الجديدة، ص 46، يتحدّث عن إتّفاق المفسّرين في أنّ «أبناءنا» في هذه الآية إشارة إلى الحسن والحسين، و«نساءنا» إشارة إلى فاطمة، و«أنفسنا» إشارة إلى عليّ (عليه السلام).
ثمّ يشير في هامش الكتاب إلى نحو ستّين من كبار أهل السنّة من الذين قالوا إنّ آية المباهلة نزلت في أهل البيت، ويذكر أسماء هؤلاء العلماء بالتفصيل في الصفحات 46 ـ 76.
ومن المشاهير الذين نقل عنهم هذا التصريح :
1 ـ مسلم بن الحجاج النيسابوري، صاحب أحد الصحاح الستة المعروفة التي يعتمدها أهل السنّة. المجلّد 7 ص 120 (طبعة محمّد علي صبيح ـ مصر).
2 ـ أحمد بن حنبل في كتابه «المسند» ج 1 ص 185 (طبعة مصر).
3 ـ الطبري في تفسيره المعروف : ج 3 ص 192 (المطبعة الميمنية ـ مصر).
4 ـ الحاكم في كتابه «المستدرك» ج 3 ص 150 (طبعة حيدر آباد الدكن).
5 ـ الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه «دلائل النبوة» ص 297 (طبعة حيدر آباد).
6 ـ الواحديّ النيسابوري في كتابه «أسباب النزول» ص 74 (المطبعة الهندية ـ مصر).
7 ـ الفخر الرازي في تفسيره المعروف، ج 8 ص 85 (المطبعة البهية ـ مصر).
8 ـ ابن الأثير في كتابه «جامع الأُصول» ج 9 ص 470 (مطبعة السنّة المحمدية ـ مصر).
9 ـ ابن الجوزي في كتابه «تذكرة الخواص» ص 17 (طبعة النجف).
10 ـ القاضي البيضاوي في تفسيره ج 2 ص 22 (مطبعة مصطفى محمّد ـ مصر).
11 ـ الآلوسي في تفسيره «روح المعاني» ج 3 ص 167 (المطبعة المنيرية ـ مصر).
12 ـ الطنطاوي في تفسيره المعروف «الجواهر» ج 2 ص 120 (مطبعة مصطفى البابي الحلبي ـ مصر).
13 ـ الزمخشري في تفسيره «الكشّاف» ج 1 ص 193 (مطبعة مصطفى محمّد).
14 ـ الحافظ أحمد بن حجر العسقلاني في كتابه «الإصابة» ج 2 ص 503
(مطبعة مصطفى محمّد).
15 ـ ابن الصبّاغ في كتابه «الفصول المهمّة» ص 108 (طبعة النجف).
16 ـ العلاّمة القرطبي في كتابه «الجامع لأحكام القرآن» ج 3 ص 104 (طبعة مصر سنة 1936).
جاء في كتاب «غاية المرام» عن صحيح مسلم في باب (فضائل علي بن أبي طالب) أنّ معاوية قال يوماً لسعد بن أبي وقاص : لِمَ لا تسبّ أبا تراب (علي (عليه السلام)) ! ؟ فقال : «تركت سبّه منذ أن تذكرت الأشياء الثلاثة التي قالها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)في حقّ علي (عليه السلام) (وأحدها) عندما نزلت آية المباهلة لم يدع النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)سوى فاطمة والحسن والحسين وعلي، وقال : اللهمّ هؤلاء أهلي.
![]() |
![]() |
![]() |