286
............................................................................
لله وللحقيقة الجزء الأول |
|
قال الكاتب: إن إتيان النساء في أدبارهن لم يقل به إلا الشيعة وبالذات الإمامية
الاثنا عشرية.
وأقول: لقد مرَّ بيان من قال بجواز إتيان النساء في أدبارهن من الصحابة ومنهم
ابن عمر، ومن غيرهم سعيد بن المسيب ونافع ومحمد بن كعب القرظي وعبد الملك بن
الماجشون وزيد بن أسلم، ومن أئمة المذاهب مالك بن أنس، والشافعي في القديم.
وقد رووا أن بعض الصحابة أتوا نساءهم من أدبارهن، كما رووا ذلك عن محمد بن
المنكدر، وابن أبي مليكة، ومالك بن أنس إمام المذهب، وقد نقلنا ذلك فيما سبق من
مصادرهم المعتمدة وبالأسانيد، فراجعه.

المتعة وما يتعلق بها ............................................................................
287 |
قال الكاتب:
واعلم أن جميع السادة [كذا]
في حوزة النجف والحوزات الأخرى، بل وفي
كل مكان يمارسون هذا الفعل !! وكان صديقنا الحجة السيد [كذا]
أحمد الوائلي يقول بأنه منذ أن اطلع على هذه
الروايات بدأ ممارسة هذا الفعل، وقليلاً ما يأتي امرأة في قُبُلِها.
وأقول: أما قوله: ( إن جميع السادة في حوزة النجف والحوزات الأخرى يمارسون هذا
الفعل) فهو فرية بلا مرية، وذلك لأن مثل هذه الأمور على فرض وقوعها لا يبوح بها
رجل شريف، فكيف تأتّى لهذا الكاتب أن يطَّلع على كل السَّادة، ويعلم أنهم
يمارسون هذا الفعل مع زوجاتهم؟!
ولا ينقضي العجب من هذا الكاتب الذي بيته من زجاج
كيف يرمي بيوت الناس بالحجارة، فيفتري هذه الفرية الفاضحة، مع أنه لا يستطيع أن
يثبت لنا برواية واحدة مسندة ـ حتى لو كانت ضعيفة ـ أن واحداً من أولئك (السادة) وطأ امرأته في
دبرها، فضلاً عن أن يستطيع أن يثبت أن واحداً من أئمة الشيعة وعلمائهم مارس هذا
الفعل.
في حين أنّا نقلنا فيما مرَّ غيضاً من فيض مما دلَّ على أن جملة من علماء أهل
السنة وأئمة مذاهبهم كانوا يطأون زوجاتهم في أدبارهم!! وما تركناه أكثر مما
ذكرناه.
وأما قوله: إن الشيخ الوائلي رحمه الله قال: ( إنه يمارس هذا الفعل وقليلاً ما
يأتي امرأة في قُبُلها )، فهو كغيره من الأكاذيب المفضوحة التي سوَّد بها هذا
الكاتب كتابه، فإن الشيخ الوائلي لا يصدر منه هذا الكلام السخيف، والكل يعرفه.
وحسبك دليلاً على كذب القضية أن الكاتب وصف الشيخ الوائلي بأنه (صديقه) ليمهد
للقارئ أنه خصَّه بهذا الأمر الخاص جداً، مع أنه لو كان صديقاً للشيخ الوائلي
لعرف على الأقل أن الوائلي شيخ لا سيِّد، وهذا من بديهيات كونه صديقاً للشيخ،
بل إن عوامّ الشيعة يعرفون أن الوائلي شيخ، ولا يختلف في ذلك منهم
288
............................................................................
لله وللحقيقة الجزء الأول |
اثنان، فكيف غاب هذا الأمر الواضح عمن يدَّعي أنه صديق الشيخ؟!
والعجيب أن هذا الكاتب لا يخجل من نفسه، إذ يدَّعي أنه صديق للشيخ الوائلي، ومع
ذلك يذكر عنه مثل هذا الأمر المخزي، وأقل ما ينطبع في ذهن القارئ أن الكاتب لو
كان صادقاً في زعمه ـ وهو ليس بصادق ـ فإنه ليس محلاً لأن يخصّه أحد بِسِرّ،
لأنه إذا أباح سِرَّ صديقه ـ كما يزعم ـ فإباحته لسِرِّ غيره ستكون بطريق أولى.

قال الكاتب: وكلما التقيت واحداً من السادة، وفي كل مكان فإني أسأله في حرمة
إتيان النساء في الأدبار أو حله ؟ فيقول لي بأنه حلال، ويذكر الروايات في
حِلِّيَتِها منها الروايات التي تقدمت الإشارة إليها.
وأقول: لقد أضحكني هذا الكاتب المتخصِّص في مسألة (الوطء في الدبر)، لأنه أخبر
عن نفسه أنه كلما التقى واحداً من السادة سأله عن هذه المسألة، من دون أن
يستثني واحداً من السادة أو بعضاً من الأمكنة!!
ولا ريب في أن الكاتب الذي له هذا العمر المديد قد رزقه الله حجَّ بيته الحرام
، وأنه التقى بعض السادة يطوفون حول الكعبة المشرفة، أو يُصلّون خلف المقام، أو
يسعون بين الصفا والمروة، أو يبتهلون إلى الله في عرفات أو المزدلفة، أو يرمون
الجمار في منى ، فهل سألهم عن الوطء في الدبر في هذه المشاعر الشريفة وهم
يؤدّون مناسكهم؟!
ولو سلَّمنا بما قاله هذا الكاتب فلا ندري لمَ لا يخجل من سؤال كل مَن لقيه من
السادة حول الوطء في الدبر والإلحاح في هذه المسألة، مع أنه يزعم أنه فقيه
مجتهد قد ناهز عمره الثمانين أو تجاوزها، ولا سيما أن العُرْف السائد في الحوزة
يعيب
المتعة وما يتعلق بها ..............................................................................
289 |
أمثال هذه التصرفات التي لا تليق بصغار طلبة العلم فضلاً عن علماء الحوزة
وفقهائها؟!
ومع الإغماض عن كل ما في حكايته، وتسليم أن
الكاتب كان يود التحقيق في هذه المسألة، وكان يسأل السادة عن الوطء في الدبر
فيجيبونه بالحلِّية، ألا يعلم أن جوابهم لا يعني أنهم كانوا يمارسون هذا الفعل، ولا سيما مع كراهته الشديدة، والتصريح في بعض
الأخبار بأنه لا يفعله إلا أراذل الشيعة.
وفي مقابل ذلك فإن بعض علماء أهل السنة وأئمة مذاهبهم ـ كما مرَّ ـ كانوا
يُسألون عن هذه المسألة فيجيبون بالحلِّية، ويعترفون بأنهم يفعلون هذا الفعل،
ويمارسونه مع زوجاتهم وإمائهم.

|