قريباً
إن شاء الله تعالى.
على أنه يمكننا أن نقول عين ما قاله الكاتب في حق أكثر علماء أهل السنة حرفاً
بحرف ، فنعمد إلى كل من خالف آراءنا أو طعن فينا فنتَّهمه بأنه مدسوس في مذاهب
أهل السنة لغرض
الفساد والإفساد، أو بث الفرقة بين المسلمين، أو تشويه عقائدهم،
أو تشكيكهم فيها، أو صرف ولائهم عن أئمة الهدى
عليهم السلام إلى سلاطين الجور ، أو ترويج
عقائد اليهود والنصارى على أنها عقائد من صميم الإسلام، أو غير ذلك مما يمكن
اتهامهم به.

قال الكاتب: وَلْنَأخذْ ثلاثة من أشهر مَن خرج من طبرستان:
1- الميرزا حسين بن تقي النوري الطبرسي مؤلف كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف
كتاب رب الأرباب) جمع فيه أكثر من ألفي رواية من كتب الشيعة ليثبت بها تحريف
القرآن الكريم. وجمع أقوال الفقهاء والمجتهدين، وكتابه وصمة عارٍ في جبين كل
شيعي.
وأقول: إن كتاب ( فصل الخطاب ) لا يمكن أن يكون وصمة عار على جبين كل شيعي، لأنه
كتاب عبَّر فيه الكاتب عن رأيه الخاص، ورأيه لا يلزم الشيعة كلهم حتى يكون
عاراً عليهم، ولا سيما مع تخطئتهم له وردهم عليه، ونحن قد أجبنا عن ذلك فيما
تقدم من بحوث هذا الكتاب، فلا وجه لإعادة الكلام فيه مرة ثانية.

قال الكاتب: إن اليهود والنصارى يقولون بأن القرآن مُحَرَّفٌ، فما الفرق بين
كلام الطبرسي وبين كلام اليهود والنصارى؟ وهل هناك مسلم صادق في إسلامه
|
542
...............................................................................
لله وللحقيقة الجزء الثاني |
يشهد
على الكتاب الذي أنزله الله تعالى وَتَكَفَّلَ بحفظه ، يشهد عليه بالتحريف
والتزوير والتبديل؟؟. !!
وأقول: بغض النظر عما يقوله اليهود والنصارى ، فإن قولهم لا قيمة له عندنا ،
وموافقتهم ومخالفتهم عندنا ليست دليلاً على الحق.
والميرزا حسين النوري رحمه الله له جهود مشكورة وآثار مشهورة في نصرة الإسلام والذب
عنه، وهفوته في هذا الكتاب لا تجعلنا نتجاهل كل جهوده، ولا تسقط شيئاً من
اعتباره، فإن لكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة.
هذا مع أنه لم يقل: ( إن القرآن الموجود بين أيدينا محرَّف تحريف الزيادة
والتبديل )، وإنما قال: ( إن بعض كلمات أو آيات القرآن سقطت من القرآن الموجود
بين أيدينا ).
قال آغا بزرك الطهراني في كتاب الذريعة:
(912 : فصل الخطاب في تحريف الكتاب ) لشيخنا الحاج ميرزا حسين النوري
الطبرستاني ابن المولى محمد تقي بن الميرزا علي محمد النوري ... أثبت فيه عدم
التحريف بالزيادة والتغيير والتبديل وغيرها مما تحقق ووقع في غير القرآن، ولو
بكلمة واحدة لا نعلم مكانها، واختار في خصوص ما عدا آيات الأحكام وقوع تنقيص عن
الجامعين، بحيث لا نعلم عين المنقوص المذخور عند أهله، بل يعلم إجمالاً من الأخبار التي
ذكرها في الكتاب مفصلاً ثبوت النقص فقط.
وردَّ عليه الشيخ محمود الطهراني الشهير بالمعرب،
برسالة سماها ( كشف الارتياب عن تحريف الكتاب )، فلما بلغ ذلك الشيخ النوري كتب
رسالة فارسية مفردة في الجواب عن شبهات ( كشف الارتياب ) كما مر في 10/220، وكان ذلك بعد طبع (
فصل الخطاب ) ونشره، فكان شيخنا يقول: لا أرضى عمن يطالع ( فصل الخطاب ) ويترك
النظر إلى تلك الرسالة. ذكر في أول الرسالة الجوابية ما معناه: إن الاعتراض
مبني على المغالطة في لفظ
|
أثر العناصر الأجنبية في
صنع التشيع
.....................................................................
543 |