650
...............................................................................
لله وللحقيقة الجزء الثاني
ملاحظات ونتائج
مستَخلَصة
من خلال قراءتنا لكتاب ( لله ثم للتاريخ ) خرجنا بملاحظات مهمة ونتائج قيِّمة،
ولنا أن نوضحها ببيان عدة أمور:
أولاً: بيان هوية الكاتب السُّنية:
لقد وقع الكاتب في سقطات واضحة كشفت أنه لم يكن واحداً من الشيعة، ولا عالماً
من علمائهم.
وقد ظهر ذلك من خلال عدة ملاحظات:
1- أن الكاتب قد ردَّد في كل كتابه كلمة (السَّادة)، وأراد بها علماء الشيعة،
ولهذا لم يصف واحداً من العلماء أو الفضلاء الذين ذكرهم في كتابه بـ (الشيخ)،
وأطلق على كل واحد منهم لفظ (سيّد).
فقد وصف الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره بأنه سيِّد، في الصفحات 3، 5، 9،
32، 52، 53، 54 وغيرها، وذكر اسمه تارة صحيحاً كما في ص 5، وتارة مغلوطاً كما
في ص 3، حيث قال: محمد آل الحسين كاشف الغطاء.
ووصف أحمد الكاتب في ص 6 بأنه سيِّد، بينما هو عار عن السيادة والانتساب
إلى
رسول الله 2، كما شرّكه في السيادة مع السيد موسى الموسوي في ص 6، وكرَّر الخطأ
نفسه في ص 7.
ووصف الميرزا علي الغروي قدس سره في ص 7، 21 بأنه سيَّد مع أنه ليس من نسل آل الرسول
(ص).
ووصف الشيخ محمد جواد مغنية في ص 9، 13 بأنه سيِّد ، مع أنه معروف بأنه شيخ.
وذكر في ص 48 الشيخ لطف الله الصافي، ووصفه بأنه سيِّد، مع أنه ليس من ذرية
رسول الله 2 كما هو معلوم.
وذكر في ص 52 الشيخ أحمد الوائلي، ووصفه بأنه سيّد، مع أنه ليس من ذريّة رسول
الله 2 كما هو معروف.
وفي ص 105 وصف شيخ الطائفة الشيخ الطوسي قدس سره بأنه سيَّد، كما وصف الشيخ حسين
الكركي العاملي رحمه الله بأنه الشيخ الثقة السيد.
وهذه السقطات وغيرها كلها تدل على أن الكاتب بعيد عن الجو الشيعي وعن معرفة
العلماء، وأن معلوماته لا تعدو كونها مسموعات مشوَّشة.
2- أنه ذكر في ص 20 أنه كان يقرأ أصول الكافي على السيّد الخوئي، مع أن قراءة
كتب الأحاديث ليست من مناهج الدراسة في الحوزة العلمية.
والظاهر أنه ذكر ذلك قياساً على ما هو متعارف في الدراسة الدينية السُّنّية
التي يقرأ فيها طالب العلم كتب الأحاديث المشهورة عندهم.
وقد تكرر منه هذا الخطأ في ص 31 حيث قال: عندما قرأنا هذا النص أيام دراستنا في
الحوزة مرَّ عليه علماؤنا ومراجعنا مرور الكرام.
3- أنه في ص 20 صلَّى على النبي (ص) بهذه الكيفية:
(صلى الله عليه وسلم وآله)،
وهذه الكيفية لا تصدر من شيعي قط، وإنما تصدر ممن لم يحفظ كيفية الصلاة
652
...............................................................................
لله وللحقيقة الجزء الثاني
الصحيحة
عند الشيعة.
وفي نفس الصفحة صلَّى على النبي (ص) مرتين صلاةً بتراء، أعني
(صلى الله عليه
وسلم).
وفي ص 23 سلَّم على النبي (ص) ولم يصلِّ عليه، فقال: (إذ دخل عليها ـ أي الزهراء
عليها السلامـ أبوها عليه السلام).
وفي الصفحات 20، 22، 24، 30 وغيرها كثير كرر قوله: (رسول الله صلوات الله
عليه) ، مع أن الشيعي العامي فضلاً عن طالب العلم أو من يدّعي الاجتهاد لا يصلي
على النبي (ص) مجرداً عن ذكر الآل.
4- أنه ذكر في ص 34 أن علماء الحوزة في النجف وجميع الحسينيات ومشاهد الأئمة
يتمتعون بالنساء رغبة في الثواب... وهذا التعبير لا يصدر من شيعي، لأنه لا يوجد عند الشيعة علماء حسينيات وعلماء
مشاهد الأئمة عليهم السلام.
5- أنه أكثر الترضي على أئمة أهل البيت عليهم
السلام في كتابه، كما في الصفحات 10، 11، 12،
13، 14، 16، 15، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 25، 26، 27، 28، 29، 30، 31، 33
وغيرها كثير.
إلا أن الترضي في الطبعات الأخيرة من كتابه قد استُبدل بالتسليم.
لا يقال: إن الكاتب إنما يترضى على الأئمة الأطهار
عليهم السلام من أجل أنه لا يرى جواز
التسليم على غير الأنبياء عليهم السلام كما عليه جمع من علماء أهل السنة.
لأنا نقول: إن ذلك مردود بأن الكاتب نفسه صلَّى وسلَّم على آل البيت
عليهم السلام في كتابه
مكرَّراً، فقال في ص 14: (إذ تذكر لنا تذمُّر أهل البيت صلوات الله عليهم من
شيعتهم... وتذكر لنا من الذي سفك دماء أهل البيت عليهم السلام).
وقال في ص 17: (وقالت فاطمة الصغرى
عليها السلام...).
وقال في ص 22: روى الطوسي عن محمد عن أبي جعفر عليه السلام.
وقال في ص 25: إن سيدنا ومولانا الحسين الشهيد سلام الله عليه أجل وأعظم...
وقال في ص 32: واعلم أن أكثر من تَعَرَّضَ للطعن وللغمز واللمز الإمامان محمد
الباقر وابنه جعفر الصادق عليهما السلام وعلى آبائهما...
وقال في ص 35: ودرجة الحسن وعلي والنبي عليهم السلام جميعاً لا يبلغها أحد مهما
سما وعلا إيمانه.
6- أنه قال في ص 31 : (علي بن جعفر الباقر)، وكل شيعي يعرف أن الإمام الباقر
عليه السلام
هو محمد بن علي، وأن الإمام جعفراً عليه السلام هو الصادق.
7- في ص 98 أطلق على كتب الحديث الشيعية
المعروفة: (الصِّحاح الثمانية)، وفي ص 100 قال: (إن صحاحنا طافحة بأحاديث
زرارة)، وقال: (ومن راجع صحاحنا وجد مصداق هذا الكلام)، وقال في ص
102: (قلت: أحاديثه في الصِّحاح كثيرة جداً) مع أن علماء الشيعة أطبقوا على عدم
تسمية كتبهم الحديثية صحاحاً، فخالفوا بذلك أهل السنة الذي قسَّموا كتبهم إلى
صحاح وغيرها.
8- في ص 98 أطلق الكاتب على مؤمن الطاق (شيطان الطاق)، وهو اللقب الذي ينبزه به
العامَّة دون الخاصة.
9- في صفحة 115 قال: (لقد صدرت في الآونة الأخيرة فتاوى بجواز إقامة صلاة
الجمعة في الحسينيات).
مع أنه من البديهي عند الشيعة أن صلاة الجمعة لا تُقام في حسينية.
والحاصل أن كل هذه الأمور وغيرها تؤكِّد بوضوح هويَّة الكاتب السُّنّية، وتنفي
أن يكون شيعياً عاش في الحوزة ودرس فيها، فضلاً عن أن يكون عالماً من علمائها.