، فإن الكليني صاحب الكافي توفي سنة 329هـ ، والشيخ الصدوق
صاحب كتاب من لا يحضره الفقيه توفي سنة 381هـ، والشيخ الطوسي صاحب التهذيب
والاستبصار توفي سنة 460هـ، فما أبعد أزمانهم عن زمان الدولة الصفوية.
وأما من جاء بعدهم كالفيض الكاشاني مؤلِّف كتاب الوافي المتوفى سنة 1091هـ،
والحر العاملي صاحب كتاب وسائل الشيعة المتوفى سنة 1104هـ، فإنهما جمعا روايات
الكتب الأربعة ورتَّباها وبوَّباها لا أكثر.
وأما المجلسي صاحب بحار الأنوار المتوفى سنة
1111هـ، فإنه جمع في كتابه من الأخبار والآثار ما تفرَّق في الكتب الكثيرة التي
كتبها أساطين المذهب، والتي يُخشى اندثارها كما
اندثر غيرها من كتب
الحديث، فأوعز كل ما نقله إلى مصدره، وجاءت الطبعة الحديثة من هذا الكتاب
مزدانة ببيان المصادر التي نقل المجلسي عنها بأرقام المجلدات والصفحات.
وأما الميرزا حسين النوري صاحب مستدرك الوسائل المتوفى سنة 1320هـ فإنه استدرك
على كتاب وسائل الشيعة ما لم يذكره الحر العاملي رحمه الله في الوسائل مما هو
مذكور في الكتب الأخرى
المعروفة التي كتبها العلماء السابقون، وقد طُبع هذا الكتاب طبعة جديدة محقَّقة
ذُكرت فيها المصادر بأرقام المجلدات والصفحات.
فإذا اتضح ذلك يُعلم زيف مزاعم الكاتب وبطلان دعاويه، ويتبين أن كل كتب الحديث
إما أنها كانت مكتوبة قبل قيام الدولة الصفوية، أو مصادرها كانت مكتوبة كذلك.
