التي تُضحِك الثكلى
حتى تستلقي على قفاها؟!
هل كان الأئمة عليهم السلام عند الكاتب يعلمون بقيام دولة إسرائيل منذ ذلك الوقت، أو
يبشِّرون بها؟
أو أنه سيزعم أن هناك أيادي خفيَّة كانت تخطِّط لقيام دولة إسرائيل منذ العصر
الأموي؟!
ثم لماذا يشير هؤلاء المخطِّطون لدولة إسرائيل بالإمام المهدي
عليه السلام ، ويكشفون كل
مخططاتهم، وينشرونها للملأ، مع أن أمثال هذه الأمور تحتاج إلى السِّرِّية
والكتمان الشديدين؟!
وهل دولة إسرائيل من أهل البيت ؟ واسمها محمد ؟ وستملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما
مُلئت ظلماً وجوراً؟ أو أن هذا من مخطَّطاتها المستقبلية؟
وهل من مخططاتها أيضاً قتل اليهود تحت كل حجر ومدر، ونشر الإسلام في كل أرجاء
المعمورة ؟
ثم ما علاقة دولة إسرائيل بكربلاء ومسجد الكوفة والحجر الأسود؟
ولماذا تحرص دولة إسرائيل على جعل كربلاء مدينة مقدسة ؟ بل تجعلها أشرف البقاع
وعاصمة لها ؟ ولماذا لا تجعل القداسة للقدس وتل أبيب ؟
|
أثر العناصر
الأجنبية في صنع التشيع
......................................................................
619 |
ولماذا تريد دولة إسرائيل تحويل قبلة المسلمين إلى مسجد الكوفة ؟ هلا جعلت
قبلتهم بيت المقدس أو حائط المبكى ؟
ثم لماذا لم تدعُ دولة إسرائيل الشيعة في كل مكان لإظهار الإيمان والولاء لها
بعد قيامها، لتنتهي مسرحية الكتمان، وتبدأ مهزلة الإعلان؟
ولماذا لم يُبْدِ الشيعة المؤمنون بالإمام المهدي حتى الآن أي ولاء لدولة
إسرائيل؟
وهناك إشكالات أخر على هذه النظرية التي لم يسبق الكاتبَ إليها أحدٌ ، تُعْرَف
بالنظر في أخبار الإمام المهدي عليه السلام التي لا تنطبق على دولة إسرائيل بحال من
الأحوال.
وأما الأحاديث الواردة في الدجال فهي بعيدة كل البعد عن أخبار الإمام المهدي
عليه السلام
كما هو واضح لكل من نظر في كلا الطائفتين من الأخبار.
ويكفي منها أن المهدي عليه السلام من نسل سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء
عليها السلام ، والدجال
لا يُعْرَف له نسب.
والمهدي جميل الخلقة تام الأعضاء، والدجال ليس كذلك، بل هو أعور.
والمهدي يحكم بالعدل سنين كثيرة، والدجال يحكم بالجور بضعة أشهر فقط.
والمهدي من أئمة الهدى الممدوحين، والدجال من أئمة الضلال المذمومين.
ثم ما معنى نشوب الحرب بين جيش المهدي عليه السلام وبين جيش الدجال، فهل سيحارب المهدي
نفسه ؟
ولماذا يصلي عيسى
عليه السلام خلف المهدي عليه السلام إذا كان المهدي هو الدجال نفسه، ثم يقتله بعد
ذلك؟
وإذا كان المهدي هو الدجال فما معنى بقاء المهدي وبقاء دولته بعد مقتل الدجال؟
|
620
...............................................................................
لله وللحقيقة الجزء الثاني |
ثم لماذا تحاط أحاديث الدجال بالسرّية والرمزية فيشار إليه بالمهدي، مع أن هناك
رجلاً آخر عند أهل السنة له هذا الاسم ؟!
والعجيب أن الكاتب بعد دراسته الطويلة التي استمرت سنوات طوالاً، وبعد مراجعته
المضنية لأمهات المصادر، تردَّد في نتيجته تردُّداً فاحشاً، فاحتمل أن المراد
بالمهدي هو دولة إسرائيل أو المسيح الدجال، وما أبعد ما بين هذين الأمرين !!
ولعلّه سيحتاج إلى سنوات أخر طوال من الدراسة والبحث، وإلى مراجعات جديدة
لمصادر أخرى من أمهات المصادر ليستقر على أحد الأمرين، أو ليصل إلى نتائج
عجيبة، ويظهر بنظريات غريبة.

قال الكاتب: ولماذا حُكم آلِ داود ؟ أليس هذا إشارة إلى الأصول اليهودية لهذه
الدعوة ؟
وأقول: لقد أوضحنا فيما مرَّ أن الروايات نصَّت على أنه سيحكم بحكم داود، لا
بحكم آل داود كما قال الكاتب.
وقلنا: إن المراد بذلك هو أن المهدي عليه السلام يحكم بحكم يشبه حكم داود في أنه
عليه السلام لا
يسأل البيِّنة، فيحكم بعلمه وبما يلهمه الله تعالى في تلك الواقعة.
والعجيب أن الكاتب يزعم أن (حكم داود) إشارة إلى الأصول اليهودية مع أن داود
عليه السلام
نبي كريم من أنبياء الله عليهم السلام، لا ارتباط له باليهود في شيء، والله سبحانه وتعالى
أثنى عليه في كتابه العزيز، فقال عزَّ اسمه
( وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ
وَآتَاهُ اللهُ المُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء *
وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا
وَقَالا الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ
المُؤْمِنِينَ )