بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
* التبرك والإستشفاء بآثار أولياء الله
- المقدمة
تعتقد الوهابية أن التبرك بآثار أولياء الله شِرك بالله فمثلاً الذي يقبل محراب أو منبر النبي (ص) مشركاً وإن لم يأتي بذلك بنية العبادة بل بنية المحبة والمودة
إن مشكلة هؤلاء غربتهم عن الإسلام وجهلهم في فهم معنى العبادة ومفهومها فإعتبروا كل إحترام للميت عبادة له وتناسوا ان التبرك بآثار الأولياء إنما هو في الحقيقة تكريم وتعظيم لله سبحانه وتعالى لا لأشخاصهم إنما لتعظيم الله لهم وأمره تعالى بمودتهم وتعظيمهم وهذا لعمري حقيقة التوحيد ومثاله أمر الله لملائكته بالسجود لآدم فكان التوحيد الحقيقي هو طاعة الله في ما أمر وكان الإعتراض عليه تعالى الكفر والمعصية
- الدليل من كتاب الله على جواز التبرك
ذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ{93} وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ{94} قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ{95} فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{96}هذه الآية صريحة بجواز التبرك بآثار الأنبياء والأولياء حتى لنبي آخر فهذا النبي يعقوب يتبرك بقميص النبي يوسف عليهما السلام ومن الواضح أن الشفاء من الله سبحانه فهو المؤثر في الأشياء إلا أن التبرك بالقميص صار وسيلة للشفاء كما يكون الدواء كله بإذن الله
- سيرة المسلمين في التبرك
إن نظرة خاطفة في سيرة المسلمين بدءً من الصحابةوإلى هذا اليوم تكشف لنا أن السنة المتبعة لديهم تجاه النبرّك بالنبي (ص) مثلاً وآثاره الشريفة طوال التاريخ وفيما يلي نذكر نماذج :
1- هذه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) تأخذ قبضة من قبر الرسول (ص) تشمه وتبكي وتقول :
ماذا على من شمَّ تربة أحمد ٍ **** إلا يشمّ مدى الزمان غواليا
صُبتّ عليّ مصائب لو أنها **** صُبتّ على الأيام صِرنّ لياليا
وأيضاً إتخذت الزهراء (ع) من تربة قبر الحمزة سبحة لها للذكر (وفاء الوفاء - السمهودي ج 2 ص 444)
2- هذا بلال المؤذن يزور قبر النبي (ص)ويبكي عنده ويُمرّغ وجهه عليه فأقبل الحسن والحسين (ع) فجعل يضمهما ويفبلهما ( اسد الغابة ج1 ص 28 )
3- وفي كتاب تبرّك الصحابة ص 5
"لا شك أن آثار رسول الله (ص) ........ قد شهد الجمّ الغفير من الصحابة وأجمعوا على التبرك بها والإهتمام بجمعها وهم الهداة المهديون والقدوة الصالحة فتبركوا بشعراته وبفضل وضوءه وبثيابه وبمسّ جسده وبغير ذلك مما عُرف من آثاره الشريفة التي صحّت بها الأخبار عن الأخيار " إنتهى النقل
4- البخاري ج1 ص 59
"خرج علينا رسول الله بالهاجرة فاُتي بوضؤه فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فاضل وضؤه ويتمسحوت به "إلى ما هناك من روايات أخرى ج1 ص 54 وفي صحيح مسلم ج3 ص 974اعرضنا عن نقلها إختصاراً
5- طبقات إبن سعد ج 1 القسم الثاني ص 13
" عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارىء أنه نظر إلى ابن عمر وقد وضع يده على مقعد المنبر حيث كان النبي (ص) يجلس عليه ثم وضعهما على وجهه 6- كنز العمال ج 2 ص 248 وكتاب وفاء الوفاء ج2 ص 1361
" روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : إن أعرابياً قدم علينا بعدما دفنا النبي (ص) بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر النبي وحثا من ترابه على رأسه وقال : يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك ...........) وقد ظلمت وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر : قد غُفر لك " لا أعتقد أنه يوجد اصرح واوضح من هذا للدلالة على جواز التبرك
والخلاصة أن من يراجع كتب الصحاح والسنن والمسانيد يرى أن الصحابة والتابعين لم يكن عندهم أي مشكلة في جواز التبرك وهذه الروايات من الكثرة والتواتر بحيث لا تدع مجالاً عند العقلاء للشك في هذه المسألة
وقد عقد البخاري في صحيحه باباً سمّاه (باب ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك - ومن شعره ونعله وآنيته مما يتبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته
وقد استقصى الشيخ علي الأحمدي في كتابه القيم "التبرك " كل ما ورد حول هذه المسألة كما يمكن مراجعة كتاب "تبرّك الصحابة بآثار رسول الله " للشيخ محمد طاهر مكي
ونختم بما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين ج 4 ص 515
"عن داود بن صالح قال :
أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر فأخذ برقبته ثم قال : هل تدري ما تصنع ؟
فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري فقال : نعم إني لم آتي الحجر إنما جئت رسول الله ولم آت الحجر سمعت رسول الله يقول : لاتبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غيرُ أهله "
قال العلامة الأميني :" إن هذا الحديث يُعطينا خبراً بإن المنع عن التوسل والتبرك بالقبور الطاهرة إنما هو من بدع الأمويين وضلالاتهم ومنذ عهد الصحابة لم تسمع أذن الدنيا قط صحابياً يُنكر ذلك غير وليد بن أمية مروان الغاشم "
والحمد لله رب العالمين
كاتب الموضوع عضو قدير (كفعمي العاملي)
اللهم صلي على محمد وآل محمد
* التبرك والإستشفاء بآثار أولياء الله
- المقدمة
تعتقد الوهابية أن التبرك بآثار أولياء الله شِرك بالله فمثلاً الذي يقبل محراب أو منبر النبي (ص) مشركاً وإن لم يأتي بذلك بنية العبادة بل بنية المحبة والمودة
إن مشكلة هؤلاء غربتهم عن الإسلام وجهلهم في فهم معنى العبادة ومفهومها فإعتبروا كل إحترام للميت عبادة له وتناسوا ان التبرك بآثار الأولياء إنما هو في الحقيقة تكريم وتعظيم لله سبحانه وتعالى لا لأشخاصهم إنما لتعظيم الله لهم وأمره تعالى بمودتهم وتعظيمهم وهذا لعمري حقيقة التوحيد ومثاله أمر الله لملائكته بالسجود لآدم فكان التوحيد الحقيقي هو طاعة الله في ما أمر وكان الإعتراض عليه تعالى الكفر والمعصية
- الدليل من كتاب الله على جواز التبرك
ذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ{93} وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ{94} قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ{95} فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{96}هذه الآية صريحة بجواز التبرك بآثار الأنبياء والأولياء حتى لنبي آخر فهذا النبي يعقوب يتبرك بقميص النبي يوسف عليهما السلام ومن الواضح أن الشفاء من الله سبحانه فهو المؤثر في الأشياء إلا أن التبرك بالقميص صار وسيلة للشفاء كما يكون الدواء كله بإذن الله
- سيرة المسلمين في التبرك
إن نظرة خاطفة في سيرة المسلمين بدءً من الصحابةوإلى هذا اليوم تكشف لنا أن السنة المتبعة لديهم تجاه النبرّك بالنبي (ص) مثلاً وآثاره الشريفة طوال التاريخ وفيما يلي نذكر نماذج :
1- هذه سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) تأخذ قبضة من قبر الرسول (ص) تشمه وتبكي وتقول :
ماذا على من شمَّ تربة أحمد ٍ **** إلا يشمّ مدى الزمان غواليا
صُبتّ عليّ مصائب لو أنها **** صُبتّ على الأيام صِرنّ لياليا
وأيضاً إتخذت الزهراء (ع) من تربة قبر الحمزة سبحة لها للذكر (وفاء الوفاء - السمهودي ج 2 ص 444)
2- هذا بلال المؤذن يزور قبر النبي (ص)ويبكي عنده ويُمرّغ وجهه عليه فأقبل الحسن والحسين (ع) فجعل يضمهما ويفبلهما ( اسد الغابة ج1 ص 28 )
3- وفي كتاب تبرّك الصحابة ص 5
"لا شك أن آثار رسول الله (ص) ........ قد شهد الجمّ الغفير من الصحابة وأجمعوا على التبرك بها والإهتمام بجمعها وهم الهداة المهديون والقدوة الصالحة فتبركوا بشعراته وبفضل وضوءه وبثيابه وبمسّ جسده وبغير ذلك مما عُرف من آثاره الشريفة التي صحّت بها الأخبار عن الأخيار " إنتهى النقل
4- البخاري ج1 ص 59
"خرج علينا رسول الله بالهاجرة فاُتي بوضؤه فتوضأ فجعل الناس يأخذون من فاضل وضؤه ويتمسحوت به "إلى ما هناك من روايات أخرى ج1 ص 54 وفي صحيح مسلم ج3 ص 974اعرضنا عن نقلها إختصاراً
5- طبقات إبن سعد ج 1 القسم الثاني ص 13
" عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد القارىء أنه نظر إلى ابن عمر وقد وضع يده على مقعد المنبر حيث كان النبي (ص) يجلس عليه ثم وضعهما على وجهه 6- كنز العمال ج 2 ص 248 وكتاب وفاء الوفاء ج2 ص 1361
" روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال : إن أعرابياً قدم علينا بعدما دفنا النبي (ص) بثلاثة أيام فرمى بنفسه على قبر النبي وحثا من ترابه على رأسه وقال : يا رسول الله قلت فسمعنا قولك ووعيت عن الله فوعينا عنك وكان فيما أنزل الله عليك ( ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤك ...........) وقد ظلمت وجئتك تستغفر لي فنودي من القبر : قد غُفر لك " لا أعتقد أنه يوجد اصرح واوضح من هذا للدلالة على جواز التبرك
والخلاصة أن من يراجع كتب الصحاح والسنن والمسانيد يرى أن الصحابة والتابعين لم يكن عندهم أي مشكلة في جواز التبرك وهذه الروايات من الكثرة والتواتر بحيث لا تدع مجالاً عند العقلاء للشك في هذه المسألة
وقد عقد البخاري في صحيحه باباً سمّاه (باب ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك - ومن شعره ونعله وآنيته مما يتبرك أصحابه وغيرهم بعد وفاته
وقد استقصى الشيخ علي الأحمدي في كتابه القيم "التبرك " كل ما ورد حول هذه المسألة كما يمكن مراجعة كتاب "تبرّك الصحابة بآثار رسول الله " للشيخ محمد طاهر مكي
ونختم بما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين ج 4 ص 515
"عن داود بن صالح قال :
أقبل مروان يوماً فوجد رجلاً واضعاً وجهه على القبر فأخذ برقبته ثم قال : هل تدري ما تصنع ؟
فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري فقال : نعم إني لم آتي الحجر إنما جئت رسول الله ولم آت الحجر سمعت رسول الله يقول : لاتبكوا على الدين إذا وليه أهله ولكن ابكوا على الدين إذا وليه غيرُ أهله "
قال العلامة الأميني :" إن هذا الحديث يُعطينا خبراً بإن المنع عن التوسل والتبرك بالقبور الطاهرة إنما هو من بدع الأمويين وضلالاتهم ومنذ عهد الصحابة لم تسمع أذن الدنيا قط صحابياً يُنكر ذلك غير وليد بن أمية مروان الغاشم "
والحمد لله رب العالمين
كاتب الموضوع عضو قدير (كفعمي العاملي)