إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فتاة مؤمنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتاة مؤمنة

    على عهد العباسيين ... وفي أحد شوارع بغداد ، كانت شابة رائعة في ذلك الزمن ، تسير في عصر يوم عائدة إلى بيتها ، ومع جمالها وروعتها ، كانت مراعية في مشيتها ولباسها العفة والحياء ، ولم يكن في حركاتها ما يستهوي العيون الزائغة المسعورة ، ولا القلوب المريضة .
    لكنها ُرصدت من قبل شاب مراهق الأخلاق معوج الطبع ، يظن أن جميع النساء رخيصات ، أو بلا عقل ، ولذلك منى نفسه بأن هذه الفتاة مثلما تعود !
    لحظها الشاب بنظرة شيطانية ... ونزعة النفس الشريرة ، والشهوات البهيمية ، ما شجعه على أن يجري خلفها ، غير أن اتزان الفتاة وهدوءها لجماه عن التحرش بها ، وفيما هما سائران ، الواحد خلف الأخر ، إلتقى بهما فتى آخر شده ما رأى فأحب أن يتقصى الأمر - وهذا شأن طبع عليه الإنسان - فمشى وراءهما ليرى ما يبتغي الشاب من الصبية !
    وما زال الثلاثة في تقدمهم حتى اقتربوا من مفترق طرق حيث تخطى الشاب الأول الفتاة ، وقال دون أن يجرؤ حتى على الالتفات إليها : ( رحم الله عليا بن الجهم ) !!!
    ثم تابع سيره ، معللا النفس بأن الفتاة ستفهم مراده وتلحق به ، غير أنه سمعها تقول : ( رحم الله أبا العلاء ) ثم انحرفت إلى طريق آخر !
    تعجب الفتى الآخر مما سمع ومما رأى ، ولكنه عزم على استجلاء الأمر ، وخوفا مما قد يلحق به من ضرر فيما لو اتبع خط سير الشاب الأول ، فإنه آثر أخفّ الشرين واتبع الفتاة .
    وبعد قليل استجمع قواه وجرأته وخاطبها ؛ قائلا : عفوا .
    الشاب : أيتها الآنسة إن في أمركما لعجبا ، سرت أنت أمامه ، وسار هو وراءك من غير أن يكلم أحدكما الآخر حتى حصل ما حصل ،فبالله عليك ما معنى كل ذلك ؟!
    الفتاة : لقد حاول الشاب أن يستميلني وأنا العفيفة ، فأراد أن يختبر حقيقة عفتي ، وعزتي بنفسي وإيماني ، فرمى إلي بورقته الأخيرة قائلا : ( رحم الله عليا بن الجهم ) .
    يريد أن يذكرني بقصيدته التي فيها :
    عيون المها بين الرصافة والجسر *** جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري .
    وظن أنه يغويني ويستولي عليّ ويميل قلبي إليه ، ففاجأته بقولي : ( رحم الله أبا العلاء ) !
    وأنا أعني قوله :
    فيا دارها بالحيف إم مزارها *** قريب ولكن دون ذلك أهوال .
    فعرف قدره ، وذاق عاقبة أمره ، وانسل ناجيا بروحه ، وهل ظن أني رخيصة إلى هذا الحد ، وغير شريفة كي أضيع إيماني وسمعة أهلي ، وأنساق له بالحرام فأكون عنده أيضا أرخص من سقط المتاع ؟!
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
17 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X