للوهلة الأولى يبدو الموضوع مدهشا لا يصدق ، فهل يمكن لكتاب يورد لعنا في بعض أبوابه لليهود والنصارى أن يتضمن ترويجا لهم في بعض أبوابه ؟ كما هو الحال في باب الذبائح ! ! في الرواية التالية وفي كتاب " الذبائح " نسب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أكل لحوم ما ذبح على الأصنام ! فروى : " حدثنا معلى بن أسد ، حدثنا عبد العزيز - يعني ابن المختار - : أخبرنا موسى بن عقبة قال : أخبرني سالم أنه سمع عبد الله يحدث عن رسول الله : أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح - وذاك قبل أن ينزل على رسول الله الوحي - فقدم إليه رسول الله سفرة فيها لحم ، فأبى أن يأكل منها ، ثم قال : إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، ولا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه " ! ! وهذا ما نلاحظه أيضا في الرواية التي
تقول : 1 - حدثني إبراهيم بن المنذر : حدثنا محمد بن فليح ، حدثني أبي ، عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب " .
وكذا قوله : 2 - حدثنا يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن الفضل ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئا كرهه ، فقال : لا والذي اصطفى موسى على البشر فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه ، وقال : تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بين أظهرنا ! فذهب إليه فقال : يا أبا القاسم ! إن لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم وجهي ؟ ! فقال : " لم لطمت وجهه " ؟ فذكره ، فغضب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حتى رؤي في وجهه ثم قال : " لا تفضلوا بين أنبياء الله ; فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، ثم ينفخ فيه الأخرى فأكون أول من بعث ، فإذا موسى آخذ بالعرش ! فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور ؟ أم بعث قبلي ؟ ! ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متي " ! !
3 - وفي رواية " كتاب الرقاق " : . . . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " : لا تخيروني على موسى ; فإن الناس يصعقون يوم القيامة . . . الخ " .
4 - وروى في أكثر من سبعة موارد ، قوله : " لا ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متي " . 5 - وفي كتاب " الخصومات " . . . فقال : " لا تخيروا بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة . . . الخ " . وفي الشروح على هذه الرواية وفي تأويلها تكلم المحب والمبغض ، فلم يقدر أحد منهم أن يدافع عنه في ذلك ، وإنهم قد ابتلوا بالمغالطات البينة الواضحة ; حتى لقد سلك بعضهم سبيل من لا يدافع عنه ، فصرح بالبطلان ! اعترف الحافظ ابن حجر بأنها تدل على فضيلة موسى على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقال : " فإن كان أفاق قبله فهي فضيلة ظاهرة ، وإن كان ممن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضا . . . "! ولا شبهة لمسلم في أن النبي الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء وأشرفهم في الدنيا والآخرة ، وشريعته خاتمة الشرائع وناسختها ; وأن هذا وأمثاله يشكل إحراجا شديدا لمن يعتقد بصحة البخاري ، وهذا ما دفع بالنهاية ابن حجر في " فتح الباري " إلى الإعلان عن هذه الرواية تؤكد أفضلية النبي موسى ( عليه السلام ) على سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو خلاف الإجماع الذي تؤكده جميع الفرق الإسلامية . . وهناك أيضا رواية المعراج . وقد أثارت الرواية جدلا لدى شارحي البخاري ، لأن قبولها يعني تأكيد أعلمية موسى ( عليه السلام ) من نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأمته ، وهي تصرح ذلك علنا في قول موسى : أنا أعلم بالناس منك ! ! وهناك قضايا أخرى من هذا القبيل يعج بها صحيح البخاري .
تقول : 1 - حدثني إبراهيم بن المنذر : حدثنا محمد بن فليح ، حدثني أبي ، عن هلال بن علي من بني عامر بن لؤي ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب " .
وكذا قوله : 2 - حدثنا يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن الفضل ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : بينما يهودي يعرض سلعته أعطي بها شيئا كرهه ، فقال : لا والذي اصطفى موسى على البشر فسمعه رجل من الأنصار فقام فلطم وجهه ، وقال : تقول والذي اصطفى موسى على البشر والنبي ( صلى الله عليه وسلم ) بين أظهرنا ! فذهب إليه فقال : يا أبا القاسم ! إن لي ذمة وعهدا فما بال فلان لطم وجهي ؟ ! فقال : " لم لطمت وجهه " ؟ فذكره ، فغضب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) حتى رؤي في وجهه ثم قال : " لا تفضلوا بين أنبياء الله ; فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ، ثم ينفخ فيه الأخرى فأكون أول من بعث ، فإذا موسى آخذ بالعرش ! فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور ؟ أم بعث قبلي ؟ ! ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متي " ! !
3 - وفي رواية " كتاب الرقاق " : . . . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " : لا تخيروني على موسى ; فإن الناس يصعقون يوم القيامة . . . الخ " .
4 - وروى في أكثر من سبعة موارد ، قوله : " لا ينبغي لعبد أن يقول : أنا خير من يونس بن متي " . 5 - وفي كتاب " الخصومات " . . . فقال : " لا تخيروا بين الأنبياء ، فإن الناس يصعقون يوم القيامة . . . الخ " . وفي الشروح على هذه الرواية وفي تأويلها تكلم المحب والمبغض ، فلم يقدر أحد منهم أن يدافع عنه في ذلك ، وإنهم قد ابتلوا بالمغالطات البينة الواضحة ; حتى لقد سلك بعضهم سبيل من لا يدافع عنه ، فصرح بالبطلان ! اعترف الحافظ ابن حجر بأنها تدل على فضيلة موسى على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقال : " فإن كان أفاق قبله فهي فضيلة ظاهرة ، وإن كان ممن استثنى الله فلم يصعق فهي فضيلة أيضا . . . "! ولا شبهة لمسلم في أن النبي الخاتم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أفضل الأنبياء وأشرفهم في الدنيا والآخرة ، وشريعته خاتمة الشرائع وناسختها ; وأن هذا وأمثاله يشكل إحراجا شديدا لمن يعتقد بصحة البخاري ، وهذا ما دفع بالنهاية ابن حجر في " فتح الباري " إلى الإعلان عن هذه الرواية تؤكد أفضلية النبي موسى ( عليه السلام ) على سيدنا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وهو خلاف الإجماع الذي تؤكده جميع الفرق الإسلامية . . وهناك أيضا رواية المعراج . وقد أثارت الرواية جدلا لدى شارحي البخاري ، لأن قبولها يعني تأكيد أعلمية موسى ( عليه السلام ) من نبينا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأمته ، وهي تصرح ذلك علنا في قول موسى : أنا أعلم بالناس منك ! ! وهناك قضايا أخرى من هذا القبيل يعج بها صحيح البخاري .