
أحمد العيثان * - 22 / 9 / 2008م - 12:08 م
لا أريد الخوض في هذه المسألة التي شغلت الشارع في منطقتنا.. لأنها مسألة عائلية بالدرجة الأولى.. وان أردت التحدث فبنية الإصلاح والتقارب وليس بنية إشعال الأمر وصب الزيت على النار..
والذي دعاني إلى كتابة هذا الموضوع.. هو ما قرأته وشاهدته على صفحات الانترنت.. من وثيقة موقعة من قبل 32 من شخصيات دينية من منطقة الاحساء والقطيف والدمام.. في موضوع يتعلق بنسب أسرة النمر.
وأنا هنا لست طرفا.. في الأمر.. لكي أقبل أو ارفض.. ولكن هي وجهة نظر أحببت أن أطرحها.. من باب التوضيح.. لا أكثر..
ولي بعض الملاحظات على هذه الوثيقة المطروحة والمؤرخة في 15/9/1429هـ..
1- دعونا نفترض«جدلا».. أن هؤلاء الذين وقعوا على هذه الوثيقة قد اطلعوا اطلاع كامل على جميع الأمور المتعلقة بنسب أسرة النمر من المؤيدين والمعارضين «وأنا أقول جدلا» بعملهم هذا.. أصبحوا الآن طرف معارض مؤيد للطرف المعارض لهذه الأسرة.. والسؤال ما هو الدافع القوي لإقحام أنفسهم في ذلك؟؟؟ هل هو دافع شرعي.. ولنقل ذلك.. طيب.. نحن نرى أن الكثير من علماء المنطقة ممن هم أعلى منهم لم يتفوهوا بكلمة ولزموا الصمت.. هل هؤلاء لم يعرفوا تكليفهم الشرعي.. وأصحاب الوثيقة فهموا ذلك؟؟؟
2- الأمر الآخر ونحن نعلم والجميع يعلم أن المنطقة بها اسر ظاهرهم «سادة» ولكن حقيقتهم ليسوا كذلك.. والكثير يعرف ذلك..
هل أصحاب الوثيقة.. لديهم الشجاعة في كتابة وثيقة أخرى لنفي النسب عن هؤلاء الأسر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أم الشجاعة ظهرت لهم فجأة في هذه الأسرة بالذات؟؟!!!!!!!
3- مع الأسف الشديد.. أن هناك قضايا كثيرة واتهامات كثيرة وهجوم عنيف على الطائفة.. لم نرى أو نسمع أن هؤلاء قد كتبوا وثيقة تنديد واعتراض.. بل أن البعض ليس لديه الشجاعة في ذلك.. ولكن شجاعته تلك تظهر في خطب الجمعة فقط؟؟!!!! والتنديد والتهديد وغير ذلك.
4- إصدار هذه الوثيقة يعد «صب الزيت على النار» مع احترامي وتقديري الشديد لمن وقعوا عليها.. وهي تعد بمثابة خطأ كبير جدا.. ضرره أكثر من نفعه إن كانت بها منفعة.. وخصوصا أنه جاء في شهر المغفرة والرحمة.. وهم بعملهم هذا.. وقعوا في مسمى «الانجراف مع التيار» مع الأسف الشديد..
ودعونا نقول أيضا أن قصدهم كان هو لملمة الوضع ومحاولة إصلاح ذات البين؟
هل من أراد إصلاح ذات البين.. يقف طرفا في المشكلة؟؟؟؟ هل من أراد إنهاء المشكلة ولملة الوضع أن يقف حكما ويتهم الطرف الآخر ويصبح طرفا رئيسيا ومدافعا؟؟؟؟
5- نريد أن نسأل سؤال هنا.. وهو.. هل هناك حكم شرعي يفرض على هؤلاء الذين وقعوا بتبيان رأيهم بكل صراحة؟؟ إذا كان كذلك لماذا صمت الكثير من علماء المنطقة ولم يبينوا رأيهم؟؟؟
هل هؤلاء ملزمون بقول آرائهم أو توضيح اتجاهاتهم؟؟؟؟ أتصور ليس هناك أحد يلزم الآخر على تبيان موقفه ورأيه... وإذا كان تشخيصه يقول له عكس ذلك.. فله وجهة نظره ونحن نحترمها.. ولكن يجب أن يعي بكل وضوح ماذا يدور في الساحة ويجب أن يبتعد عن توجهاته السياسية.. وميوله العاطفي.. وأن يكون منصف في حكمه ورأيه..
6- لنفرض «جدلا».. أن الذين ادعوا السيادة قد وقعوا في خطأ في ادعائهم.. هل معالجة الأمر يأتي بطريقة استفزازية.. ومحاولة البحث عن مؤيدين وإصدار وثيقة ونشرها على عامة الناس وتفعيل الإعلام لذلك.. لكي أبين أن هؤلاء مخطئون؟؟ بالطبع.. أن هذه الطريقة غير سليمة وغير صائبة بالمرة لمعالجة الأمر.. بل هي طريقة استفزازية.. وتحريضية على طرف دون طرف ومحاولة لإسقاط الطرف الآخر من الاعتبار.. وهذا أمر محرم لا يرضاه الله وخصوصا أننا في شهر رمضان المبارك.. شهر الرحمة وصلة الرحم والتقارب.. والمغفرة..
7- بإمكاننا في هذه اللحظة عمل وثيقة كبيرة جدا وأخذ تواقيع الكثير من شخصيات المجتمع تندد بالوثيقة الموقعة من قبل 32 شخصية دينية.. لإسقاطها من الاعتبار وهذا أمر ليس صعبا.. ولكن العقل والمنطق يقف حاجز بين فعل هذا الأمر.. لأن فيه بلبلة.. وإشعال الوضع الاجتماعي.. وإذكاء نار الفرقة.. ولا نريد أن نكرر خطا هذه الشخصيات.. فالوثيقة الصادرة من قبل الـ 32 شخصية هي أسقطت نفسها بنفسها.. ولا داعي لإسقاطها..
فموضوع هذه الوثيقة يعد ظلما فاضحا إذا تمتعت بحالة استثناء لجهة دون جهة.. وهذا ماريناه.. ولمسناه.. مع احترامنا الشديد لوجهة نظرهم وتقديرنا لشخصياتهم المحترمة.. أتمنى أن يعيدوا النظر في هذه الوثيقة التي أصابت الأسرة بجرح كبير لا يندمل.. وأن لا يقعوا في مثلها مرة أخرى.. وأن يقدموا اعتذارهم لأسرة آل المبارك.. وأن يتعهدوا بأن لا يقحموا أنفسهم في مثل هذه الأمور ويتجهوا نحو أمور أخرى المجتمع بحاجة ماسة لها..
تحياتي،،
http://rasid9.myvnc.com/artc.php?id=24418