إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من يتحكم بالسياسة الدولية ويصيغها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من يتحكم بالسياسة الدولية ويصيغها

    من قلم : أمين دايخ
    www.arabtimes.com

    يظن البعض أن أسباب النزاع في الشرق الأوسط، بل والعالم أجمع حاليا وإلى أقرب تاريخ ممكن، إنما تنبعث من خلافات أثنية أو عرقيَّة أو دينيَّة لتصل إلى المذهبيَّة أو الفئويَّة والحزبيَّة، متغافلين أو متناسين أنه بالفعل والأصل والنهج، لا يوجد خلافات لا سنيَّة ولا شيعيَّة ولا خلافات بين الديمقراطيَّة أو الجمهوريَّة ولا يوجد شيء يسمى ب"السياسات الدوليَّة العادلة" أو "حقوق الإنسان" أو "القانون"، بل ولا يوجد "شرعيَّة" حتى لرؤساء الدول العربية التي يتوارثونها ويحكمونها، إنما المتواجد "أشخاص" تتحكم ب "دول" و "قوى"، عندهم "توجهات" ولديهم "خيارات"، يهدفون للسيطرة إقتصاديا على العالم والوسيلة الوحيدة عندنا في الشرق الأوسط تخديرنا بشعارات مختلفة برَّاقة عصرية تتغيَّر حسب اتجاه السيل، منها الحريَّة والديمقراطية، أو تمزيقنا مذهبيا وفئويا، ومثلا أن الحرب على العراق "كانت لأجل الحريَّة"، وأن الحرب على لبنان كانت "من أجل ولادة شرق أوسط جديد"، فالسياسة المُتَّبعة هي مُسَاسَات الناس وتَسييسهم، وتأسيس فيما يؤسسون خلايا وجمعيات لجمع المعلومات وهو كخط دفاع هجومي واجب لتحقيق المخطط الذي يهدف لل"الهيمنة" عسكريا و سياسيا على العالم، أو تجنيد آخرين مباشرة أو فتح ثغرات في الكيان الشعوبي عبر زرع فئات إيديولوجيَّة جديدة.
    إن الموجود في هذا العالم "طاولة" تطوِّر الفكرة والأساليب حسب المتغيِّرات والمعطيات، وهي التي تترجم وتسيِّر كل السياسات والرؤساء والأدوات التي تستخدم لخدمة وتحقيق الأطماع من رتبة ملك إلى أصغر مواطن في الوطن. ولكل منا وطن ينتمي إليه، يحبه ويدافع عنه، بحسب "رؤيته" للوطن الطامح للحصول عليه، وبحسب "أجندة" أصحاب القرار مما قرروه أن يكونه هذا الوطن، وبحسب مدى وثاقة العلاقة بينه وبين قطره ثم بين الشعب والدولة، وداخل الوطن الواحد نحن نختلف على حجم ومعنى وأبعاد العلاقات ودستور هذا الوطن، ثم العلاقات الإستراتيجية مع أوطان أخرى، هكذا نتمزق.
    فما الذي غيَّر المعادلات كلها للسياسات المتبعة غير تلك الفئة القليلة المؤمنة التي تأسست في أصغر بلد عربي والوحيد على خط المواجهة والتي لم تهزم في يوم من الأيام برغم قلَّة عددها وسلاحها المتواضع؟.
    10452 كلم مربع كان جزئين وحيدين منها قِدَما دفعا ضريبة التخاذل والتآمر، وبشعبهم الجبار المتكاتف حولهم كانت هذه الرقعة الصغيرة كفيلة لقلب كل موازين السياسات والتحولات والرهانات والإستراتيجيات في منطقتنا، على مستوى القادة والشعوب، وفي منظومة القيادة والسيطرة والتحرك. فهذه الدول العربية جدا الذليلة لحكامها بحكامها الأذلاَّء، الخاضعة لسلطة "ولي الأمر" وحكوماتها الخانعة البعيدة عن قضايا وهموم المواطن، وجامعتها العربيَّة المتسوِّلة المتوسِّلة والمنبطحة على أقدام الغزاة، هذه المنطقة ماهو مستقبلها إن لم تتوحد الفئات المختلفة والمتخالفة والمتخلِّفة داخل الوطن للإتفاق على مسمَّى "الوطن" وكينونيَّته؟!.
    إن أي قوى تتواجد على خريطة العالم العربي تهدف إلى تقسيم أي جزء من الأرض إنما هي قوى دخيلة ومأجورة ولا مكان لها بيننا، وهي الآداة للمجموعة الدوليَّة التي تهدف لتمزيقنا وتمزيق وحدتنا وعيشنا من أجل المصالح والتحالفات والتعهدات التي أبرمت وقامت عام 1948 ولازالت تتطور إلى يومنا هذا، وهي تعمل دون أن تدري أو بدراية مطلقة لخدمة المشروع الصهيوني، فهي التي تبث فتنها وهي التي تنفث سمومها وهي التي تستهدف وتستخدم أشخاص وجماعات في الدول العربية، وهي التي نفذَّت بإيعاز دولي وصمت عربي جريمة قتل الشهيد الحريري لتمزيق لبنان مذهبيا كما حصل في العراق وتابعت بدقة متناهية مسلسل التفجيرات والإختلافات.
    في لبنان وسوريا لا يوجد نفط ولا ذهب ولا ألماس، إنما يوجد شعب مشرَّد يحمل "قضيَّة" ومباديء وإلتزام على قاب قوسين أو أدنى من الكيان الغاصب الذي زرعته "الشرعيَّة الدوليَّة" في منطقتنا لترويعنا وتخويفنا وحُكمِنا مباشرة كما كانت النظرة في حينه أو عبر حكام محكومون لحكمهم أو نظرتهم ولازال قسم منها قائم. هذا الشعب قسمين: منه مَن حُرِمَ مِن "وطنه" و "العيش بكرامة" في بلاد "أشقائه العرب"، تشرَّد في خِيَم التنك المصديء والخِيم العربيَّة فلم يجد مأوى إلا في بلاد الشياطين، ومنه "شعب" و"مقاومة"، و"مقاومة شعب"، ووطن مقاوِم، يأبون الضيم والذلَّ والإستذلال والتذلُّل ويؤمنون بالحريَّة والعزَّة والكرامة في عصر عنوانه الذل والإستسلام.
    هذا الخط يريد إسترجاع تلك الأرض المقدَّسة، وذلك الوطن المُغتَصب جهراً وعلى أعين ومرأى ومسمع "الشرعيَّة الدوليَّة"، في الوقت الذي تنادي فيه "بالحياديَّة والحرية والعدالة والتسامح والمساواة والحفاظ على القوانين"، فيؤلفون لنا –الأشخاص أصحاب الطاولة- القصص الخرافيَّة، وتعزف أبواقهم ألحان فتنتها على مسمعنا صبح مساء، ثم يرسلون "كلابهم" المؤسَّسة والمموَّلة ممن "جمع مالا وعدده" والطامعة "بدور" أو "مركز" أو "منصب" أو إقامة "إمارة إسلاميَّة" لتفجير هذا الشعب العظيم الذي دائما ينتصر بشهدائه ولُحمته وصبره وعزمه ودموعه. فلا بُدَّ ويجب تأديب هذا الشعب وترويضه على منظومة الخنوع ولحس النعال.
    في محيطنا يوجد "كيان صهيوني غاصب" أُنزِلَ بالقوَّة وجاء بالقوَّة وأقام عرشه على أجسادنا بالقوَّة، وهزمناهم لأول مرَّة بتاريخهم بالقوة والنوعية والهدف والإستهداف و"لو اعترف من اعترف بإسرائيل فهم لن يعترفوا بها"، وهذه رسالة واضحة وتفسيرها واضح لمن "يصنع القرار الدولي" ويهيمن عليه، ولهذا ترى الإنشقاقات المستمرَّة في صفوف بعض هذه الفئات التي لم تبلور الفِكر والفِكرة والنَّهج ولم تتفق فيما بينها على السُبل الكفيلة بإنجاح مهمَّتها لاستعادة الأرض، ولهذا أيضا لا بد من زرع الفتن الدينيَّة والمذهبيَّة من خلال خلايا تعمل عبر من أسسهم ويمكنه ضبتهم "صندل بن صباط" الخادم المخلص لسياسات التي تفتك بالبشر والبشريَّة بواسطة من أسَّسهم أيضا ووضعهم في وضعهم الذي هم عليه.
    في العراق "نفط" حملوا من أجله قميص "الطاغية" فكان لابد من عزف أوتار عاطفيَّة والأغاني النشويَّة للمغرضين الذين ظنوها لتحقيق أحلامهم وأطماعهم، إنهم السفلة القادمون على ظهور الدبابات الغازية والطائرات القاذفة للصواريخ لل Installation of Democracy وال Freedom of Iraqi people، ونحن في كل مرَّة علينا أن نكون على قَدْر كامل من الغباء والسذاجة والسطحيَّة لنصدق بأن الحرب على العراق –كما على أي شعب في العالم- كانت من أجل "الحرية" لا "النفط" لا ولا "الإقتصاد"، وإذا دُرست الحرب جيِّدا وما فتحته من باب التوظيفات والإستثمارات وأبواب عمل للشركات والمؤسسات (ومنها الإنسانيَّة التي تهدف لامتصاص مقدرة الشعوب وبنائهم حسب الأجندة الدوليَّة) ثم الهيمنة السياسيَّة والإقتصاديَّة لأصحاب الشركات والقيِّمين عليها والمساهمين فيها لزال كل إلتباس في الرؤية الشاملة لما يحصل في منطقتنا. وأقول لقد سقط "العراقي المُغترب" المتعرقِن القادم مع شعب "الفريدوم" مرتين: مرة بقدومه على دبابات الغزاة، وأخرى بتمكينه إياهم من رقبة ولقمة عيش وأمان وأمن ووحدة العراق، فتجاوزوا كل ذلك تحت قنابل الدخان الكلاميَّة وزرعوا الفتن المذهبيَّة لتمرير وتطويل أمد المشروع الدولي لاقتسام تركتي "الشعب العراقي" و"العراق"، وظنوا –ربما- أنهم يحققون مصالحهم فحققوا مصالح الغزاة.
    في أفريقيا نفط وألماس وذهب، ذَهَب ضحيتهم الملايين من البشر فقط للسيطرة على منابع النفط والغاز الطبيعي ومد الأنابيب وفتح شركات التنقيب والسيطرة على الثروات الطبيعية، وأُرسلت كالعادة مئات من المؤسسات الخيرية الإجتماعية التنموية والسياسية لتوعية وتنمية الإنسان الأفريقي بعد سحله وقتله ونهب وطنه، ويصرف على تلك الجمعيات من الدول المنهوبة المنكوبة. والملفت للنظر تدخلها السافر في التنمية السياسية للفكر الإفريقي عبر الجمعيات الناشطة خلال الإنتخابات كما يحصل في بلادنا تحت مسميات مختلفة.
    وفي كل اربع سنوات يزداد الضجيج والحجيج وترتفع الأصوات وتعلَّق الآمال بخيط رفيع على مظلة الشرعيَّة الدوليَّة، والدول الإستعماريَّة وأميركا بالتحديد، وتُلعَقُ النِّعال من رؤسائنا المستأسدين علينا لرئيسها القادم –أيا كان- على "حمامة" سلام، ودبَّابة مدمِّرة بقذائق كيميائية، وإعتراف بالكيان، والذي لولا إعترافه به وفيه لما يحصل على صوتين اثنين حتى ممَّن يُسمُّون ب"عرب أميركا"، لأن صياغة القرار في "البيت الأبيض" إنما تتم على "الطاولة" التي تقتسم العالم ما بينها، إقصاديا عبر الهيمنة السياسيَّة أو العسكريَّة عليه. ومن إدارة منحازة كليا بشكل واسع إلى إدارة منحازة بشكل شامل وواسع للصهاينة، لازال العرب يحلمون بالديمقراطيَّة والحرية، والفلسطينيين يأملون بعودة الوطن والعودة للوطن، واللبنانيين مستمرين في النهج المقاوم لاستعادة الأرض وهاهو العراق يتخبط في المشروع الإستعماري والصراع على السلطة.
    أمام هذه الفتن لابد وأن نكون على قدر كامل من التنبه والحذر من كل المسميات المختلفة ويجب علينا أن نستيقظ لنعلم أن الديمقراطية الدولية لا وجود لها وهي ليست أكثر من إستيطان واستعباد من نوع عصري عبر قنوات مختلفة متعددة، وليس بالضرورة أن تكون حائزا على شهادة في العلوم السياسية ولا المحاماة لفهم ما هو الوطن وما هو الواجب فعله لاستنقاذ الوطن، وما يجب إجتنابه لمصلحة الوطن العليا. فالسياسة الدولية هي أن تحصل على ماتريد والسياسة الوطنية هي الدفاع عما تريد. وإن المشكلة كل المشكلة أن صاحب القرار لا يجرؤ على الإعتراف بالخطأ ولا يريد، بل ولا يجرؤ على تحمُّل المسؤولية الكاملة لما يجري من جرَّاء سياسته وتوطينها، لذلك لابد بين الفينة والفينة "حصان طروادة" جديد وبزوغ نجم جديد، للجم أطراف النزاع ولملمة "بطانيَّة" الصراع قليلا والحصول على لحظات جديدة من الأمل بتخدير الشعوب بمنظومة جديدة لن تكون أفضل ممن سبقتها.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X