نبيل أبو جعفر
استغربت بعض الآراء التي صدرت على هامش مؤتمر الحوار الذي دعا إليه عاهل السعودية، إندفاعهُ المبالغ فيه باتجاه التواصل العلني والمباشر مع الأعداء الذين ثبت عدم وجود أي أمل في التعاطي معهم بالكلام الموضوعي، في الوقت الذي لا يحاور فيه شعبه وأمته، بداعي أن بعضه معارض وشبه إرهابي، والبعض الآخر لا يدين بمذهب الحركة الوهابية أو لا يتطابق مع أطروحاتها وأسلوبها المتخلّف في إدارة البلاد والعباد.
وثمة من استغرب – ومعه الحق في ذلك – حرص الملك عبد الله على عقد هذا المؤتمر في الأمم المتحدة، مع أنه التجربة الخامسة في مسلسل حوارات الائمة والحاخامات التي لم تُفضِ الى أية نتيجة، بينما استنكف "طويل العمر" عن حضور مؤتمر القمة العربية الأخير الذي عُقد في دمشق بسبب خلافه مع سورية حول لبنان، وعدم رغبته في محاورة الرئيس بشار الأسد. وتساءلوا: هل شمعون بيريس وتسيفي ليفني أقرب إليه من رئيس بلد عربي ، وأكثر استعداداً للتفهم والتفاهم في قضية الصراع الذي استحال على الحل حتى الآن، من حوار الأشقاء حول قضاياهم التي لا يُفترض الإختلاف عليها من حيث المبدأ والأساس؟! أم أن بمقدوره التكلم معهم بهدوء يفتقده اذا أراد توجيه كلامه الى العقيد معمر القذافي؟