إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

النفيس في بيان رزية الخميس ج 2 - ص 335كيف معاويه ظالم في غصب الخلافه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • النفيس في بيان رزية الخميس ج 2 - ص 335كيف معاويه ظالم في غصب الخلافه

    معاوية ظالم في غصبه للخلافة
    كان ما سبق دليل ظلمه قبل أن يغتصب الخلافة وخاصة ظلمه لأمير المؤمنين علي (ع) ، وكل الهدف من الحروب التي اشعلها وسفك الدماء الذي مارسه الوصول للحكم والإمارة ليس إلا ، وقد صرح هو بذلك فيما نقله عنه ابن كثير : " قال يعقوب بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد بن منصور قالا ثنا أبو معاوية
    - ج 2 ص 336 -
    ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال : " صلى بنا معاوية بالنخيلة – يعني خارج الكوفة – الجمعة في الضحى ثم خطبنا فقال : ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون " .
    رواه محمد بن سعد عن يعلى بن عبيد عن الأعمش به (1) .
    وذكر الخبر ابن عساكر في ( تاريخ دمشق ) (2) والذهبي في ( سير أعلام النبلاء ) (3) ، ومحقق الكتاب يدعي ضعف السند لأن سعيد بن سويد مجهول مع ذكر ابن حبان له في الثقات (4) وباقي رجال السند ثقات (5) .
    وللخبر سند آخر عند ابن عساكر ينتهي إلى عبدالملك بن عمير نقل فيها الخطبة مفصلة (6) .

    كيفية وصول معاوية إلى الحكم
    إن النقطة الأساسية التي لا يريد هؤلاء فهمها إن معاوية ارتقى رقاب المسلمين بالإكراه ، هذا الإكراه الواضح في كلمات الصحابة فضلا عن غيرهم ، وبيعتهم الواقعة تحت تلك الظروف القاهرة لا يمكن أن تعبر عن شرعية حكومة معاوية ، وأهم أمر كان الصحابة يراعونه ويخشونه في ظرفهم القاهر هو انجرار المجتمع الإسلامي إلى اقتتال داخلي ليس له نهاية إلا سفك دماء المسلمين ، خلافا للأمر زمن

    (1) البداية والنهاية ج 8 ص140 .
    (2) تاريخ دمشق ج 59 ص 150 .
    (3) سير أعلام النبلاء ج3 ص 147 .
    (4) الثقات لابن حبان ج4 ص 280 .
    (5) يعقوب بن سفيان : ثقة حافظ ( التقريب ج2 ص337 ) ، أبو معاوية الضرير محمد بن خازم التميمي : ثقة ( التقريب ج2 ص 70 ) ، الأعمش سليمان بن مهران : ثقة حافظ ، عمرو بن مرة : ثقة عابد كان لا يدلس ( التقريب ج1 ص 745 ) .

    (6) تاريخ دمشق ج52 ص 380 .
    - ج 2 ص 337 -

    علي (ع) إذ كان تمرد معاوية وخروجه على الامام واضحا للقاصي والداني ، ولم يكن بهذا الوضوح عند الأمة بعد علي (ع) إذ عاشت تضليلا إعلاميا واسعا .
    ويكفي دليلا على ذلك كلمة ابن عمر المروية في صحيح البخاري وهو يبرر عدم تصديه لمعاوية : " فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عني غير ذلك " ، فهذه لا تعبر عن قناعة بأحقية معاوية لأنه قال في الخبر نفسه : " أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الإسلام " ، وسنذكر الخبر مفصلا بعد قليل .
    وهنا يتببين الرد على مقولة الكاتب :
    " لو كان معاوية ظالما كيف سلم له الحسن بن علي أمر الأمة فالتبعة إذن على الحسن " .
    فالحسن يعرف ظلمه ، ولكنه يعيش القهر الذي ذكره ابن عمر في كلمته تلك ، وإلا فمصادر الحديث والتاريخ تذكر أول خطبة خطبها الحسن (ع)بطلب من معاوية رواها الذهبي عن هوذة عن عوف عن محمد قال : " لما ورد معاوية الكوفة واجتمع عليه الناس قال له عمرو بن العاص : إن الحسن مرتفع في الأنفس لقرابته من رسول الله (ص) وإنه حديث السن عيي ، فمره فليخطب ، فإنه سيعيى ، يسقط من أنفس الناس ، فأبى ، فلم يزالوا به حتى أمره ، فقام على المنبر دون معاوية ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : لو ابتغيتم بين جابلق وجابرس رجلا جده نبي غيري وغير أخي لم تجدوه ، وإنّا قد أعطينا معاوية بيعتنا ، ورأينا أن حقن الدماء خير ، ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) (1) ، وأشار بيده إلى معاوية ، فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عيية فاحشة ، ثم نزل وقال : ما أردت بقولك : فتنة لكم ومتاع ؟ قال : أردت بها ما أراد الله بها " .


    (1) الأنبياء / 111 ، قال النووي في شرحه لمسلم : " كثيرا ما يقع في كلام العرب صورة التشكيك والتقرير والمراد به اليقين كقوله تعالى ( وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ ) " ، ج9 ص 90 .


    - ج 2 ص 338 -

    قال إرناؤوط في الحاشية : " إسناده صحيح " (1) .
    ورواه ابن كثير عن ابن سعد صاحب الطبقات عن هوذة (2) .

    وروى الذهبي عن يوسف بن مازن قال : عرض للحسن رجل فقال : يا مسود وجوه المؤمنين ! قال : لا تعذلني ، فإن رسول الله (ص) أريهم يثبون على منبره رجلا رجلا ، فأنزل الله ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (3) ، قال : ألف شهر يملكونه بعدي ، يعني : بني أمية " (4) .
    وروى الخبر الحاكم في المستدرك ، وقال بعدها : " هذا إسناد صحيح وهذا القائل للحسن بن علي هذا القول هو سفيان بن الليل صاحب أبيه " ، وقال الذهبي في التلخيص : " وروي عن يوسف نوح بن قيس أيضا ، وما علمت أن أحدا تكلم فيه ، والقاسم وثقوه رواه عنه أبو داود والتبوذكي ، وما أدري آفته من أين ؟ " (5) .
    فلا يستطيع الذهبي تحمل أن يقول رسول الله (ص) ذلك ، فالخبر لأنه لا يوافق مذاقه الأموي يجب ان تكون له آفة وإن لم يستطع تحديدها !! فلا شك أنه لا يمكنه أن يتحمل ما فيه منقصة لمعاوية ، وإن كانت رواية عن رسول الله (ص) .
    إن إشكال هذا الكاتب كمن يشكل على رسول الله (ص) ويقول : " لو كان المشركون ظالمين كيف يسلم لهم رسول الله (ص) مكة والبيت الحرام فالتبعة إذن على رسول الله (ص) " ، وكلمته : " فالتبعة إذن على الحسن " نسخة من كلمة معاوية : " قتل عمار الذي جاء " .

    (1) سير أعلام النبلاء ج3 ص 271 – 272 .
    (2) البداية و النهاية ج 8 ص46 .

    (3) سورة القدر .

    (4) سير أعلام النبلاء ج3 ص 272 .
    (5) المستدرك على الصحيحين ج3 ص 186 – 187 ، والخبر رواه الترمذي في سننه ج5 ص444 .
    - ج 2 ص 339 -

    إن المبررات التي جعلت رسول الله (ص) يصالح المشركين في الحديبية هي نفسها تبرر صلح الحسن (ع) مع معاوية ، فلا الامام ولا الصحابة الآخرون اعتقدوا يوما إن معاوية مستحق للخلافة ، كما أن رسول الله (ص) لم يعتقد يوما أن قريش تستحق حكم مكة وإدارة شئون البيت الحرام ، ولا صلحه معهم يدل على ذلك .
    فالحسن (ع) صالح رجلا كان يسوم الأمة سوء العذاب لأن حربه لهذا الرجل ستكون نتائجه أكثر سوءا من ذلك الحال ، وقد ذكر ذلك (ع) في خطبته التي نقلناها : " ورأينا أن حقن الدماء خير " ، وكذلك روى ابن كثير عن كتاب نعيم بن حماد عن سفيان بن الليل قال : " قلت للحسن بن علي لما قدم من الكوفة إلى المدينة : يا مذل المؤمنين ، قال : لا تقل ذلك فإني سمعت رسول الله (ص) يقول : لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك معاوية ، فعلمت أن أمر الله واقع ، فكرهت أن تراق بيني وبينه دماء المسلمين " (1) .
    إن جبروت معاوية واستعلائة على رقاب المسلمين بالقوة واضح فيما رواه البخاري في كتاب المغازي باب غزوة الخندق عن ابن عمر قال : " دخلت على حفصة ونسواتها تنظف ، قلت : قد كان من أمر الناس ما ترين فلم يجعل لي من الأمر شيء ، فقالت : ألحق فإنهم ينتظرونك وأخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة ، فلم تدعه حتى ذهب ، فلما تفرق الناس ، خطب معاوية قال : من كان يريد أن يتكلم في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه فلنحن أحق به منه ومن أبيه ، قال حبيب بن مسلمة : فهلا أجبته ، قال عبد الله : فحللت حبوتي وهممت أن أقول : أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الإسلام ، فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عني غير ذلك ، فذكرت ما أعد الله في الجنان " (2) .

    (1) البداية والنهاية ج 8 ص 131 .


    (2) صحيح البخاري ج5 ص 140- 141 .
    - ج 2 ص 340 -

    ونقل الخبر عبدالرزاق في ( المصنف ) قال : قال معاوية : فمن كان متكلما في هذا الأمر فليطلع ليقرنه فو الله لا يطلع فيه أحد إلا كنت أحق به منه ومن أبيه قال : يعرّض بعبدالله بن عمر " (1) .
    وقال العيني في شرحه لصحيح البخاري : " قوله ( أحق به ) أي بأمر الخلافة ، قوله ( منه ) أي من عبدالله ( ومن أبيه ) أي أب عبدالله ، وهو عمر بن الخطاب " (2) .
    فإذا كان معاوية يرى نفسه أحق بالأمر من عمر ، فلماذا الطعن الشديد على الشيعة حينما يفضلون عليا (ع) على عمر ويوصمون بأسوء الأوصاف بسبب ذلك ، ومعاوية يمجد كل التمجيد مع كلمته تلك ؟! أو ليس علي أفضل من معاوية على الأقل ؟ تقيمون الدنيا ولا تقعدوها لأنا نقول علي أحق من عمر ، وتسكتوا عن معاوية وتمجدوه وهو يقول هو أحق من عمر ؟! نعم نعرف الفارق حصانة معاوية بالصحبة .
    ومما يدلك على أن بيعته لم تكن مقبولة من الصحابة ما نقله الذهبي : " وقال عمر بن الحكم عن عوانة : دخل سعد على معاوية فلم يسلم عليه بالإمارة فقال معاوية : لو شئت أن تقول غيرها لقلت ، قال : فنحن المؤمنون ولم نؤمرك فإنك معجب بما أنت فيه ، والله ما يسرني أني على الذي أنت عليه ، وإني هرقت محجمة دم " (3) .
    (1) المصنف لعبدالرزاق الصنعاني ج5 ص 465 .

    (2) عمدة القاري ج12 ص 148 . (3) تاريخ الإسلام ، تاريخ معاوية ص 220 ، وسير أعلام النبلاء ج1 ص 122 ، وروى الخبر ابن عساكر في تاريخ دمشق ج20 ص 359 .
    - ج 2 ص 341 -

    وينقل ابن كثير مدى ظلم أحد ولاة معاوية :
    " كتب زياد بن أبيه إلى معاوية إني قد ضبطت لك العراق بشمالي ويميني فارغة ، فارع لي ذلك ، وهو يعرض له أن يستنيبه على بلاد الحجاز أيضا ، فلما بلغ أهل الحجاز جاءوا إلى عبد الله بن عمر ، فشكوا إليه ذلك وخافوا أن يلي عليهم زياد فيعسفهم كما عسف أهل العراق ، فقام ابن عمر فاستقبل القبلة فدعا على زياد والناس يؤمنون … " (1) .
    فمثل ابن عمر يرى فظاعة ظلم بعض ولاة معاوية ، كل هذا ومعاوية لم يظلم بل كان ملكا عادلا ؟!
    وهنا يتبين الحق في انكاره لدعوى أن الصحابة استخدموا التقية مع معاوية بقوله : " كذب ... يعجز ... عن أن يأتينا بمثال واحد " .

    فنقول ألا يكفيك مثالا على ذلك ما نقله البخاري من قول ابن عمر تعليقا على قول معاوية : " هممت أن أقول أحق بهذا الأمر منك من قاتلك وأباك على الإسلام ، فخشيت أن أقول كلمة تفرق بين الجمع وتسفك الدم ويحمل عني غير ذلك فذكرت ما أعد الله في الجنان " (2) .
    فامتناع ابن عمر عن قول شيء - وهو يعرف إن كلام معاوية باطل - أليس من التقية التي تنكر صدورها من الصحابة ؟

    ألم يصرح الطحاوي بلفظ تقية ابن عباس من معاوية حينما قال : " ويجوز أن يكون قول ابن عباس : ( أصاب معاوية ) على التقية له " (3) .
    فهل عجزنا عن مثال واحد ؟! وسيأتيك مثال ثالث عن الأحنف .


    (1) البداية والنهاية ج8 ص 67 .


    (2) صحيح البخاري ج5 ص 140- 141 .(3) شرح معاني الآثار ج1 ص 289 .
    - ج 2 ص 342 -

    وأما قوله : " خير دليل على عدم استخدام الصحابة للتقية من معاوية موقف الأحنف بن قيس وحجر بن عدي وغيرهما " .
    أمنطق هذا ؟! متى كان عدم صدور أمر عن البعض دليل على عدم صدوره من الكل ، حتى يصل الدور إلى أنه خير دليل ؟

    والعجب إنه في قصة شهادة حجر يرجع إلى ما نقله الذهبي وتصريحه بأن معاوية أمر بقتله ، ومع ذلك ليس هذا شاهدا على ظلم معاوية بل كما قال الكاتب : " معاوية لم يكن ظالما بل كان خير الولاة " ، نعم هو عنده شاهد فقط على أن حجرا لم يستخدم التقية !!
    وليعلم أن المصدر الذي أرجع إليه في أمر الأحنف كما روى قول الأحنف لمعاوية : " يا معاوية لا ترد الأمور على أدبارها فإن السيوف التي قاتلناك بها على عواتقنا ، والقلوب التي أبغضناك بها بين جوانحنا والله لا تمد إلينا شبرا من غدر إلا مددنا إليك ذراعا من ختر " (1) .
    هذا المصدر نفسه نقل أيضا قول الأحنف لمعاوية : " أخاف الله إن كذبت ، وأخافكم إن صدقت " عندما قال له معاوية : " أبا بحر ما شأنك لا تتكلم ؟ " (2) ، أليس كلامه صريح في أنه يسكت عن أمور تقية ، فوجود نوعي المواجهة من قبل الأحنف يدل على أنه يعترض على بعض الأمور ولكن يسكت عن أخرى ، أولا يتجاهر بالاعتراض عليها علنا خوفا من بطشهم ، أليست هذه هي التقية ؟
    وإذا كان حجر اختار النطق بكلمة الحق عند سلطان جائر وإن أدت إلى شهادته ، فليس على الأحنف عتب إن اختار التقية .

    (1) تاريخ ابن عساكر ج24 ص326 .


    (2) المصدر السابق ج24 ص 327 .
    - ج 2 ص 343 -

    ظلمه في اكراه الناس على البيعة لابنه يزيد
    وبعد أن اغتصب الخلافة ، لم يكتف بذلك حتى أورثها لابنه تحت تهديد السلاح ، فقد روى خليفة بن خياط دخول الحسين وابن عمر وابن أبي بكر وابن الزبير على معاوية وطلبه البيعة لابنه يزيد عن وهب بن جرير قال حدثني جويرية بن أسماء قال : سمعت أشياخ أهل المدينة يحدثون : " ... فتكلم معاوية ... ويزيد بن أمير المؤمنين أخوكم ... وإنما أردت أن تقدموه باسم الخلافة ... فقال : هات يا ابن الزبير ... قال : نعم يا أمير المؤمنين نخيرك من خصال ثلاث ... إن شئت صنعت ما صنع رسول الله (ص) ، وإن شئت صنعت ما صنع أبوبكر ... وإن شئت صنعت ما صنع عمر ... قال : فهل عندك غير هذا ؟ قال : فأنتم ؟ قالوا : ونحن أيضا ، قال : أما لا فإني أحببت أن أتقدم إليكم أنه قد أعذر من أنذر وإنه قد كان يقوم منكم القائم إلي فيكذبني على رؤوس الناس ، فأحتمل له ذلك وأصفح عنه ، وإني قائم بمقالة إن صدقت فلي صدقي وإن كذبت فعلي كذبي ، وإني أقسم لكم بالله لئن رد علي إنسان منكم كلمة في مقامي هذا ألا ترجع إليه كلمته حتى يسبق إلي رأسه ، فلا يرعين رجل إلا نفسه .
    ثم دعا صاحب حرسه فقال : أقم على رأس كل رجل من هؤلاء رجلين من حرسك ، فإن ذهب رجل يرد علي ... فليضرباه بسيفيهما ، ثم خرج وخرجوا معه حتى إذا رقى المنبر ، فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : إن هؤلاء الرهط سادة المسلمين وخيارهم لا نستبد بأمر دونهم ولا نقضي أمرا لا عن مشورتهم ، وإنهم قد رضوا وبايعوا ليزيد بن أمير المؤمنين من بعده ، فبايعوا باسم الله ... فلقيهم الناس ، فقالوا : زعمتم وزعمتم ، فما أرضيتم وحبيتم فعلتم ! قالوا : إنا والله ما فعلنا ، قالوا : فما منعكم أن تردوا على الرجل إذ كذب ؟ " (1) .


    (1) تاريخ خليفة بن خياط ص 132 ، ورواه عنه الذهبي في ( تاريخ الإسلام ) تاريخ معاوية ص152.


    - ج 2 ص 344 -

    ورجال السند بين موثق وموصوف بالصدق (1) ، ولا اعتقد بأن عبارة أشياخ أهل المدينة يجعل الحديث ضعيفا .
    وروى ابن الجوزي عن محمد بن سعد خبر مخاطبة معاوية لأربعة وقوله : " إني أتكلم بكلام فلا تردوا عليّ شيئا فأقتلكم ، فخطب الناس وأظهر أنهم قد بايعوا ليزيد ، فسكت القوم ولم ينكروا ، خوفا منه ورحل من المدينة " (2) .
    وروى خليفة بن خياط قبلها قال : " حدثنا وهب قال حدثني أبي عن أيوب عن نافع قال : خطب معاوية فذكر ابن عمر فقال : " والله ليبايعن أو لأقتلنه " (3) .

    أما موقف عبدالرحمن بن أبي بكر فينقله البخاري في صحيحه في تفسير سورة الأحقاف عن يوسف بن ماهك قال :كان مروان على الحجاز استعمله معاوية ، فخطب ، فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يبايع له بعد أبيه ، فقال له عبدالرحمن بن أبي بكر شيئا ، فقال خذوه فدخل بيت عائشة فلم يقدروا ، فقال مروان : إن هذا الذي أنزل الله فيه ( وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي ) (4) فقالت عائشة من وراء الحجاب : ما أنزل الله فينا شيئا من القرآن إلا أن الله أنزل عذري " (5) .
    قال ابن حجر : " ( فقال له عبدالرحمن بن أبي بكر شيئا ) قيل قال له : بيننا وبينك ثلاث ، مات رسول الله (ص) وأبو بكر وعمر ولم يعهدوا ، كذا قال بعض الشراح وقد اختصره فأفسده ، والذي في رواية الإسماعيلي فقال عبدالرحمن : ما هي إلا هرقلية ، وله من طريق شعبة عن محمد بن زياد ، فقال مروان : سنة أبي بكر
    (1) وهب بن جرير بن حازم ثقة ( التقريب ج2 ص 291 ) ، جويرية بن أسماء صدوق ( التقريب ج1 ص168 ) .
    (2) المنتظم ج4 ص 105 .
    (3) تاريخ خليفة بن خياط ص132 ورجال السند موثقون فوهب مر ، وأبوه جرير ثقة ( التقريب ج1ص 158 ) ، أيوب السختياني ثقة ثبت حجة ( التقريب ج1 ص116 ) ، نافع مولى ابن عمر ثقة ثبت فقيه ( التقريب ج2 ص 239 ) .
    (4) الأحقاف / 17 .
    (5) صحيح البخاري ج6 ص166- 167 .

    - ج 2 ص 345 -

    وعمر ، فقال عبدالرحمن : سنة هرقل وقيصر ، ولابن المنذر من هذ الوجه : أجئتم بها هرقلية تبايعون لأبنائكم ؟! ولأبي يعلى وابن أبي حاتم من طريق إسماعيل بن أبي خالد حدثني عبدالله المدني قال : كنت في المسجد حين خطب مروان ... فقال عبدالرحمن : هرقلية إن أبا بكر والله ما جعلها في أحد من ولده ولا في أهل بيته ، وما جعلها معاوية إلا كرامة لولده " (1) .
    روى ابن عبدالبر قال : " وبعث إليه معاوية بمائة ألف درهم بعد أن أبى البيعة ليزيد فردها عليه عبد الرحمن وأبى أن يأخذها وقال أبيع ديني بدنياي فخرج إلى مكة فمات بها قبل أن تتم البيعة ليزيد بن معاوية .
    قال أبو عمر (رض) : يقولون إن عبدالرحمن بن أبي بكر مات فجأة بموضع يقال له الحبشي " (2) .
    وقال ابن الجوزي : " فأرسل – معاوية - إلى عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : يا ابن أبي بكر بأية يد أو رجل تقدم على معصيتي ، قال : أرجو أن يكون ذلك خيرا لي فقال : والله لقد هممت أن أقتلك قال : لو فعلت لأتبعك الله به لعنة في الدنيا وأدخلك به في الآخرة النار " (3) .
    فهل مات عبد الرحمن أم إن لله جنودا من عسل ؟ الله أعلم !

    وقال الذهبي : " قد مضى أن معاوية جعل ابنه يزيد ولي عهد بعده وأكره الناس على ذلك " (4) .
    وأما موقف الحسين (ع) وما تبعه من أحداث كربلاء الخالدة فغني عن التعريف ، وكذلك موقف ابن الزبير وثورته في مكة ضد بني أمية .

    (1) فتح الباري ج 8 ص 576 -577 .
    (2) الإستيعاب ج2 ص369 .

    (3) المنتظم ج4 ص105 .
    (4) تاريخ الإسلام ، تاريخ معاوية ص 167 .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X