إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اقتراح احد مفكري السنة على مفتي سنة لبنان ان يتبى الامام الحسين عليه السلام شهيدا للا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اقتراح احد مفكري السنة على مفتي سنة لبنان ان يتبى الامام الحسين عليه السلام شهيدا للا

    اقتراح احد مفكري السنة على مفتي سنة لبنان ان يتبى الامام الحسين عليه السلام شهيدا للاسلام و ليس للشيعة فقط
    اللواء الركن الدكتور ياسين سويد
    جريدة النهار - لبنان 2008-12-24



    اقتراح إلى المفتي محمد قباني
    نكبة كربلاء نكبة المسلمين جميعاً

    صاحب السماحة.
    يشرفني أن أرفع لسماحتكم اقتراحاً أرجو أن يجد لديكم الرضى والقبول، والقصد منه وضع المسلمين أمام حقائق تاريخية لا يرقى اليها الشك، ولا بد ان تنتهي، إن أدركوها، الى تعاطفهم واتحادهم وتآزرهم ومنع الفرقة بينهم، وهو ما نراه يحدث اليوم، بسبب جهل الكثيرين منهم، وخصوصاً عامتهم، لهذه الحقائق، وأهم ما ينتج عن ذلك ما نشاهده من فرقة، بين السنة والشيعة، تجاه نكبة الحسين بن علي (ع) في كربلاء، مما خلق التباساً لدى السنّة ان هذه النكبة تخصّ الشيعة وحدهم، ولا تخصّ السنّة، وهي، في حقيقتها، نكبة المسلمين جميعاً، بلا تمييز بين سنّة وشيعة.
    وقبل أن أعرض اقتراحي، أرجو أن لا يستنتج القارئ الكريم أنني أجنح الى التعصب الديني على حساب وحدة المواطنين جميعاً، مسلمين ومسيحيين، فانا عضو مؤسس لحركة اللاطائفيين في لبنان، حيث القناعة التامة ان الدين لله، والوطن للجميع، وحيث ننظر الى التطيّف أو التمذهب، تعصباً، كعامل مخرب لحياتنا الوطنية في لبنان، إلا أن ما ابتغيه من فكرتي التي سوف أطرحها، هو تحقيق الوحدة بين المسلمين أولاً، لتسهل، بعدها، وحدتهم مع المسيحيين ثانياً وأخيراً، ومن خلال الوحدة الاسلامية المسيحية، يتم بناء الوحدة الوطنية على أسس سليمة ومتينة.
    والحقيقة التاريخية التي لا يرقى اليها الشك هي ان الخلاف بين السنّة والشيعة لم يكن، على الاطلاق، خلافاً دينياً، وإنما كان خلافاً بين العائلتين الأكثر نفوذاً، في مكّة المكرمة، وهما: بنو هاشم (الجد الأعلى للعائلة الهاشمية التي أعطت الاسلام أهم رموزه وهو الامام علي بن أبي طالب (ع)، وبنو أمية (الجد الأعلى للعائلة الأموية التي أعطت الاسلام احد أهم رموزه كقائد في الفتوحات الاسلامية، وهو أبو سفيان بن حرب... بن أمية).
    ورغم ان العائلتين: الهاشمية والأموية، هما "أبناء عمومة"، وتنتسبان الى جد واحد هو "قصي"، الجد الخامس للنبي محمد (ص)، من بني كنانة، فان الخلاف بينهما كان قائماً قبل ظهور الاسلام واستمر بعده، خصوصاً أن الله عز وجل أكرم الهاشميين بالنبوة، مما زاد من فرقة العائلتين، ومن شدّة سخط الأمويين على الهاشميين، وعدائهم للنبي الذي بُعث فيهم، مما اضطره للهجرة من مكة، حيث ولد، الى المدينة، حيث انطلق منها، مع أتباعه من المهاجرين والأنصار، ليدخل مكة فاتحاً، ويقول عبارته الشهيرة: "من دخل بيت أبي سفيان فهو آمن"، مظهراً من الحلم والحكمة والترفّع ما دفع أبي سفيان، نفسه، وزوجته هنداً، آكلة كبد حمزة عم النبي (صلعم)، في "أحد"، لأن يتقدما من النبي مستغفرين تائبين مسلمين، ويشتد اسلام ابي سفيان وهند الى درجة انهما أبلياً في معركة "اليرموك" بلاء مجيداً.
    أسوق هذه الحقيقة التاريخية كي أنطلق منها الى قاعدة ثابتة هي: إن صلة الدم، بالاضافة الى وحدة العقيدة، بين الامويين والهاشميين، أقوى من كل عوامل الكراهية والخصومة والعداء، حتى لو أتت على الشكل الذي جرى لشهيد الاسلام "الحسين بن علي" حفيد رسول الله (ص).
    تطالعني هذه الافكار في مطلع "المحرم" من كل عام، حيث تستعيد الطائفة الشيعية الكريمة، في الأيام العشرة الاولى منه، ذكرى استشهاد حفيد رسول الله (ص) على يدي "عبيد الله بن زياد" قائد الجيش الأموي، فترتفع اللافتات، وتقام مجالس العزاء، طوال تلك الايام.
    ويحزّ في النفس أن يقف باقي المسلمين موقف اللامبالي امام هذه المظاهر التي تستعيد ذكرى أكرم شهداء المسلمين، وأحب الناس الى قلب نبيّهم الكريم، بدلاً من ان يشاركوا، في هذه الذكرى، مشاركة تدلّ على مدى تأثير هذه النكبة في قلوب المسلمين، جميعاً، بلا تفرقة.
    لم يكن الامام علي (ع) سنيّاً ولا شيعياً، بل كان اول المسلمين، واول التابعين لرسول الله، والمقتدين به، والمؤتمنين على رسالته، وكذلك ابنه الحسين الذي لم يكن أقل من ابيه ايماناً برسالة الاسلام ورغبة في الجهاد الصادق لنشرها.
    ولم تكن نكبة "كربلاء" التي استشهد الحسين فيها، مع كوكبة من صحبه المسلمين الأبرار، نكبة "الشيعة" لوحدهم، بل كانت نكبة المسلمين، جميعاً، على اختلاف مذاهبهم. فلماذا لا يشارك المسلمون، جميعاً، في استعادة هذه الذكرى، كحدث جلل يجتمعون، على اختلاف طوائفهم، حوله، فيأخذون منه الدروس والعبر، بحيث يشكل عامل توحيد لا عامل تفرقة؟.
    إن أشد ما يؤلم النفس هو أن اجيالاً اسلامية تنشأ وتتربى، منذ قرون، على الاعتقاد بأن حدث استشهاد الحسين شأن يخص الشيعة وحدهم، ولا يخص باقي المسلمين، ففي ذلك تشويه للحقائق، وتدمير لوحدة المسلمين.
    الاقتراح: وعلى هذا، جئت أرفع لسماحتكم الاقتراح الآتي:
    1 – تقوم دار الافتاء كل عام، وقبل حلول شهر محرم، بالاعلان عن سلسلة من المحاضرات التي يعدّها ويلقيها رهط من المثقفين، من الطوائف كافة (مسلمين ومسيحيين)، لتبيان معنى شهادة الحسين بن علي(ع) وما يمكن ان نستخلص منها من عبر ودروس تكون نافعة، ليس للمسلمين فحسب، بل للناس كافة.
    2 – تشارك دار الافتاء، رسمياً، في الاحتفالات التي تقيمها الطائفة الشيعية، في هذه المناسبة، وطوال الايام العشرة، بوفود من قبلها، تعيّنهم لهذه الغاية.
    كما أني أهيب بالعلماء والمثقفين المسلمين أن يبادروا الى الاشتراك مع اخوانهم، في الطائفة الشيعية، لاستعادة ذكرى هذا الحدث الجلل، وذلك بعقد الندوات وتنظيم المحاضرات، في الايام العشرة الأولى من شهر محرم (أيام عاشوراء من كل عام) بغية استنتاج العبر والافادة من دروس الحدث، وتحقيقاً لوحدة المسلمين، باعتباره من أهم الاحداث المؤثرة في حياتهم، لعل في هذه المشاركة ما يخفف من حدة التباعد، ولا نقول الاحتقان، الذي يمكن أن تولّده الذكرى، بين أتباع المذهبين.
    وفي الوقت نفسه، أهيب بالعلماء والمثقفين، في الطائفة الشيعية الكريمة، أن يسعوا الى التوقف عن عادة شج الرؤوس وإهراق الدماء جزافاً، في يوم عاشوراء، وأن يقتدوا بسيرة الامام العالم الشيخ محمد مهدي شمس الدين الذي دعا الى وقف هذه العادة، واستبدالها بالتبرع بالدم للمؤسسات الصحية، لعله يعيد الحياة الى مريض محتاج بدلاً من أن يهرق هدراً، فيرتقون، بذلك، الى مستوى الحدث، قولاً وفعلاً.
    وبهذا فقط، نستطيع إصلاح الخطأ الجسيم الذي يتكرر كل عام، والذي يحفر، عميقاً، في نفوس اجيالنا المسلمة، جيلاً بعد جيل.
    ولعل الغاية النبيلة من استعادة هذه الذكرى تتجسد في وحدة اسلامية نبتغيها، جميعاً، في مسيرة طويلة، اسلامية – مسيحية، لا بد أن تنتهي بوحدة الوطن.



المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X