إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا نبكي على فاجعة كربلاء؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا نبكي على فاجعة كربلاء؟

    لماذا نبكي على فاجعة كربلاء؟
    يطل علينا محرم الحرام كعادته بمظهره الحزين،وتتراءى لنا من أيامه العشر الأولى، مسيرة سيد شباب أهل الجنة،أبي عبد الله الحسين بن علي ريحانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو في حركة فريدة، ساعيا إلى الإصلاح في أمة جده، التي تلقّف سلطتها طلقاء الأمة وفجارها، حول مسيرتها من الإتجاه إلى الله تعالى وصراطه المستقيم، إلى الإتجاه المنحرف للشيطان وأوليائه.
    ومظاهر إحياء مسيرة الإمام الحسين عليه السلام، وتتويجها بالتواصل يأتي ضمن الإمتثال لحكم شرعي، معنية به الأمة الإسلامية بأكملها، منذ أن نزل ذلك الحكم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر بتبليغه للمسلمين، ساري المفعول بعد وفاته، الى أن حصلت الفاجعة، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، تنفيذا لأمر الله سبحانه وتعالى، في مودة قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال تعالى:" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى"
    لما نزلت هذه الآية﴿قُل لا أسألُكُم عَليه أجراً إلاّ المودَّةَ في القُربىقالوا : يارسولالله، من قرابتك هؤلاء الذين وجّبت علينا مودتهم ؟ قال صلىاللهعليه وآله وسلم) : علي وفاطمة وولداهما)الدر المنثور | السيوطي 6 : 7 ، وروي الحديث أيضاً في : فضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 669 | 1141 . والمستدرك على الصحيحين 3 : 172 . وشواهد التنزيل | الحسكاني 2 : 130 منعدّة طرق . والصواعق المحرقة | ابن حجر : 170 . وتفسير الرازي 27 : 166 . ومجمع الزوائد | الهيثمي 9 : 168 . والكشاف | الزمخشري 4 : 219 . وذخائرالعقبى | المحب الطبري : 25 .
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ "‏حسين مني، وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط‏"‏‏.‏الترمذي
    وأخرج أحمد بسنده قال‏:‏خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه حسن وحسين، هذا على عاتقه الواحد، وهذا على عاتقه الآخر، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة، حتى انتهى إلينا، فقال له رجل‏:‏ يا رسول الله ‏!‏ والله إنك لتحبهما‏.‏فقال‏:‏ "‏من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني‏"
    وأخرج بسنده أيضا: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي والحسن والحسين وفاطمة فقال‏:‏ ‏"‏أنا حرب لمن حاربكم، سلم لمن سالمكم‏"‏‏.البداية والنهاية لابن كثير ج8ص131/239
    إذا فمودة قربى النبي صلى الله عليه وآله تستوجب منا، تطبيقها على أرض الواقع، والعمل بمقتضاها،فيجب أن نحبهم محبة خاصة بهم مطابقة لمحبة النبي صلى الله عليه وآله، وهي التقديم على النفس والاهل والمال، "والله لا يؤمنن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه".
    والمحبة كما يعرف المحبون،هي تواصل مع المحبوب وسعي لنيل رضاه وكسب مكانة عنده، ثم إاظهار الفرح الحقيقي لفرحه، وإظهر الحزن الحقيقي لحزنه، هكذا هو الحب بكل بساطة، مشاعر وأحاسيس لا تعقيد فيها، تنساب مع الفطرة،وتطبق على أرض الواقع، وتتفاعل في مظاهر معلنة غير مخفية،لأنها من السنن الكونية التي أوجدها الخالق، ومن الفطر التي فطر الناس عليها فاطر السماوات والأرض .
    لقد أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يرشدنا إلى كيفية محبة أهل بيته عليهم السلام، خاصة بعد إعلامه للامة بم سيلقاه أهل البيت عليهم السلام من بعده"إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا..."(ابن ماجة في سننه) فجاءت تطبيقاته مبينة بيانا توضيحيا بسيطا لا يختلف عليه اثنان من المسلمين، ومع ذلك فان الاختلاف وقع وظهر علينا أناس يدعون الاسلام، يقولون بخلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وآله، ويعتبرون أن هذه المظاهر التي تعلن تضامنا مع محن أئمة الهدى، هي بدع ما أنزل الله بها من سلطان، وأن تلك الأفراح التي تقام هنا وهناك، فرحا بمولد النبي صلى الله عليه وآله واهل بيته عليهم السلام، هي أعمال ليست من الدين في شيئ.
    إذا فالمسألة هنا ليست متعلقة بفهم النصوص، وإنما هي مواقف تأسست من أجل إعفاء شعيرة من شعائر الله تعالى، والغائها من الوجدان الاسلامي، لإضعاف روح ولاية أهل البيت عليهم السلام عند المسلمين، ومحاولة لنزع مكانتهم الرفيعة، التي نالوها باعمالهم الهامة، واستعداداتهم الروحية الفريدة، وتزكية الباري تعالى لهم.
    ونحن كمسلمين - بقطع النظر عن انتماءاتنا العقائدية والفكرية- بقدر ما نبكي على مصيبة سيد شباب أهل الجنة، بقدر ما نبكي على أجيالنا السابقة، التي فرطت في تكاليفها، واستهانت بدينها، ومدت أيديها إلى أئمة النار، والدعاة إلى الدنيا وشياطينها.
    بكاءنا على الامام الحسين عليه السلام، ياتي في حقيقته بالفائدة لنا، فنحن الذين سنجني أجر ذلك التعاطف، ونغنم مقدار تلك المودة، ونحن الذين ننحت في داخلنا شخصيات، تزن الاشياء بموازين الحق والقسط والعدل، وتحترم النفس البشرية، مهما صغرت في أعين المخلوقين.
    بكاءنا على سيد الشهداء عليه السلام، يربي فينا روح الشعور بإنسانيتنا، فلو لم نكن قد استلهمنا من إحياء ذكرى مصيبة أهل البيت عليهم السلام في كربلاء، الوعي والإحساس والشعور والمسئولية، لكانت محن الناس ومصائبهم وآلامهم بعيدة عنا، شعورا وتفاعلا.
    وبكاءنا على الامام الحسين عليه السلام، سنة نبوية رأينا من الواجب إحياءها وتطبيقها، تأسيا بسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، الذي بكى على إبنه الإمام الحسين عليه السلام، قبل أن يستشهد بعشرات السنين، وبمجرد تلقيه خبرا غيبيا من جبرائيل عليه السلام، بأن أمته ستقتل إبنه من بعده.
    أخرج امام الحنابلة بسنده عن عبد الله بن يحي عن أبيه أنه سار مع علي عليه السلام، فلما جاؤوا نينوى وهو منطلق إلى صفين، نادى علي:إصبر أبا عبد الله،إصبر ابا عبد الله بشط فرات. قلت له: وماذا تريد؟ قال:دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان،فقلت: ما أبكاك يا رسول الله؟
    قال صلى الله عليه وآله وسلم:بلى قام من عندي جبريل،فحدثني أن الحسين يقتل بشط فرات. قال: هل لك أن أشمك من تربته؟
    قال: فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.
    لم أجد في ردي على هؤلا الناعقين والمستنكرين لمراسم الحزن على الامام الحسين عليه السلام،أحسن مما أخرجه ابن كثير في تاريخه حيث قال: وأحسن ما يقال عند ذكر هذه المصائب وأمثالها ما رواه علي بنالحسين‏:‏ عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏ما من مسلم يصاببمصيبة، فيتذكرها وإن تقادم عهدها، فيحدث لها استرجاعاً، إلا أعطاه الله من الأجر مثليوم أصيب منها‏"‏‏.‏البداية والنهاية،الجزء الثامن أحداث سنة 61 هجرية/رواه الإمام أحمد وابن ماجه‏.‏
    وباعتبار أن الإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام ليسوا منا فقط، بل هم ساداتنا ورؤساءنا دنيا وآخرة،فإن مصيبتهم هي مصيبتنا بلا فصل، وإحداث استرجاع لها وإن تقادم عهدها من شانه أن يعطينا من الأجر بمثل أول المصيبة،وهذا فوق ما كنت قد أشرت اليه، من التكليف الواجب وجوبا عينيا، بمودة قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما تعنيه تلك المودة من تطبيقات.
    وأحداث غزة اليوم تتشابه في محنتها ومصيبتها أحداث مسيرة أبي الأحرار عليه السلام، فالمعابر هي هي والحصار هو هو، والعطش هو هو، والقتل هو هو، وإن اختلفت الأماكن والأزمنة،هي أحد شواهد العصر على ما حل بالإمام الحسين وأهل بيته عليهم السلام، الأمة مسلوبة الإرادة والقرار ترى ما يصنع بالمسلمين في غزة لكنها لا تستطيع أن تصنع شيئا ينفعهم، ويتكرر واقع أهل الكوفة فيصبح واقعا عربيا إسلاميا، لكن هل يقبل الأحرار بمثل هذا التبرير؟
    ليس لنا اليوم الا أن نختار أحد الموقفين،إذ لا يوجد موقف ثالث هنا:
    إما أن نكون مع أبي عبد الله الحسين عليه السلام في موقفه وابائه ونصرته لدينه، فنكون تبعا لذلك مع إخوتنا في غزة، وفي كل مكان يبتلى فيه مسلم، واما أن نكون من أهل الكوفة في سلبيتهم وتخاذلهم، فنصطف خلف أنظمة لا تريد بنا ولا بإسلامنا خيرا، ولا تهمها نتيجتنا فيهما، فنخسر صفقتنا مع الله تعالى، ونبوء بالذل في الدنيا والعذاب يوم القيامة.
    وأنت أيها المسلم،وان كنت على غير ولاية الائمة الاطهار عليهم السلام مكلف بمودتهم أحببت ذلك أم كرهت، دين معلق على رقبتك قلده إياك ربك سبحانه وتعالى، أجرا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،عن تبليغه لنا رسالته الالهية الخاتمة،وعليه فانني أهمس في أذنك إن كانت صالحة، وفيها شيئ من الوعي، إذا كنت من المستنكرين لاقامة شعائر عاشوراء، فاصرف نظرك وغير موقفك، قبل أن تلقى الله بتبعة لا تقوى على تحملها عند الحساب، وان لم تستطع ذلك وشيطانك قد غلب عليك أمرك، فكن حرا حتى في نفسك ولا تتعرض مستقبلا لهذه الشعيرة ودع المسلمين والناس في أعمالهم ومعتقداتهم، فإن ذلك أقل كلفة لك، وأخف تبعة،وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
    بكيت حسينا والعيون نــواضب** حيث لم يبق لي الحزن من دمع
    وجاشت بخاطري ذكرى محرم** ومــــقتل أبــــرار في ذلك الـربع
    ومولد أمـــــــة من بعد مــقتله** ومـــــقتل أمــــة عديمة الــسمع
    أمة لاذت برسم الحسين وجده** وأمــة والت أئمة الظلم والقمع
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
ردود 2
13 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X