بعد 21عاما من كونه الوسيط المحبب والأكثر امانا لدى جميع مستخدمي الكمبيوتر يبدو ان الأقراص المرنة ستحال على التقاعد قريبا بسبب كونها لاتزال اصغر حجما واقل مساحة للتخزين لملف واحد للوسائط المتعددة كملفات MP3.
وتشير التوقعات في الأوساط التقنية والمبنية على دراسة اعدتها شركة TDK الشهيرة بتصنيع الأقراص المرنة والمدمجة ان اقل من 10% من المستخدمين للانترنت والكمبيوتر حاليا لايزالون يعتمدون على تلك الأقراص التي لا تتعدى مساحة التخزين فيها , 144ميجابايت فيما يؤكد عدد من المحللين ان النسبة اقل من ذلك ولاتتعدى في احسن الأحوال 5% فقط وذلك على الرغم من المزايا العديدة له والتاريخ الطويل الذي امتلكه لاكثر من عقدين من الزمن.
وما يجعل الأقراص المرنة قريبة من الاحالة الاجبارية على التقاعد رغم الخدمات التي قدمتها في السابق ولاتزال إلى الآن هو استمرار اجماع الشركات المصنعة لاجهزة الكمبيوتر الحديثة على عدم وضع السواقات الخاصة به في الأجهزة الجديدة والاكتفاء بوضع برامج التشغيل الخاصة بالأجهزة في قرص مدمج CD والتي ترى نفسها حاليا مجبرة لطرح اجهزة مزودة بمشغلات الأقراص المرنة لان نسبة قليلة من المستخدمين لايزالون يرون في أي جهاز جديد من دون مشغل القرص المرن بانه ناقص وغير مألوف بالنسبة له. ومما يجعل مشغلات الأقراص المرنة غير محببة لدى الشركات المصنعة لاجهزة الكمبيوتر هو اشغاله لحيز من الجهاز يمكن الاستفادة منه لوضع جهاز آخر مكانه مع انه لايكلف الكثير من المال لوضعه ولكن يبقى السؤال هو ما هو ذلك الجهاز البديل؟وترى عدة شركات مثل سوني وديل وكومباك واي بي ام وهيوليت باكارد انها ستستمر إلى حين في طرح الأجهزة المزودة بمشغلات الأقراص المرنة تلبية لطلب النسبة الأقل من المستخدمين لاجهزتها.
وفي المقابل فانه على الرغم من حسنات المشغل الرقمي وحمله وتخزينه للمشغلات الرئيسية لانظمة التشغيل المعروفة باسم اعادة التشغيل الطارئ او قرص الطوارئ كما يطلق عليه Booting فان الشركات المطورة لبرامج التشغيل نفسها كمايكروسوفت قد اتجهت إلى وضع اعادة التشغيل الطارئ من خلال القرص المدمج وليس بالضرورة من خلال القرص المرن كما كان في السابق وهو مسمار آخر يدق بقوة في نعش القرص المرن.
يذكر ان مشغل القرص المرن المعروف بشكله الحالي قد ورث اخاه الأكبر حجما الأقراص من فئة 5/14بوصة التي يعرفها العديد من المستخدمين الأوائل لاجهزة الكمبيوتر بعد ان انتهى زمانه في مطلع الثمانينات الميلادية من القرن الماضي واستمر إلى حين ظهور الأقراص المدمجة ومشغلاتها الخاصة وظهور وسائط تخزين اخرى تمكن من التشغيل والتحميل للملفات كما يفعله جهاز التخزين الخــــارجي الذي يستخــــدم الناقـــل التسلســـلــــي العالمي USB.x