
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
نذكر فيه بعض الروايات الخاصة بالأعور الدجال وتطبيقها على الغرب في الحاضر 0
أخرج مسلم في صحيحه عن حذيفة قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وسلم):-
(( لأنا أعلم بما مع الدجال منه ، معه نهران يجريان ، أحدهما رأى العين ماء أبيض ، والآخر رأى العين نار تتأجج فما أدركن أحداً ، فليأت النهر الذي يراه ناراً ، وليغمض ثم ليطأطأ رأسه فيشرب منه ، فأنه ماء بارد ، وأنه الدجال ممسوح العين عليها ظفرة غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كاتب وغير كاتب ))
ونفهم من الرواية إن الدجال على شكلين 0
الشكل الأول: تقليدي ، وهو إن الدجال شخص معين طويل العمر يظهر في آخر الزمان من أجل إضلال الناس وفتنهم عن دينهم 0 وهو طويل القامة بخلق غير طبيعي أعور العين ممسوح الجبهة مكتوب عليها دجال 0 فيحارب الإمام المهدي(عليه السلام)هو وجنده فينصر الله تعالى الأمام(عليه السلام)عليه وهذا ما دل عليه ظاهر بعض الروايات والأخبار ، وهذا صعب التصديق عقلياً 0
الشكل الثاني: وهو حمل الرواية بالأسلوب الرمزي الدال عليها وحسب تعبير أئمتنا وقادتنا المعصومين(عليهم السلام) 0
نفهم منه إن الدجال هو عبارة عن مستوى حضاري أيديولوجي معين معادٍ للإسلام والمسلمين وللإخلاص الإيماني ككل ، ونحن نعلم فيما يخص الحضارة المادية الغربية المعاصرة كيف استطاعت غزو المجتمع الإسلامي فكرياً وعسكرياً ونادت بأعلى صوتها فأسمعت ما بين الخافقين وذلك عن طريق وسائل الأعلام الحديثة فجمعت إليها أولياءها وهم كل من يؤمن بعظمتها وصدّق قولها وإغراء العيش في ربوعها وتطورها الحضاري ، والتخلي عن القيم والأخلاق والشرائع السماوية ، فنرى كيف مدت المنتفعين منها بالمال والقوة والسيطرة مما يضمن لهم مستقبل زاهر ملئ بالخيرات حسب تصورهم ، وفي نفس الوقت نرى المخلصين الذين شجبوا هذه الأفكار المادية التوسعية للحضارة الغربية وأنكروا عليها ظلمها وتصرفها اللاأخلاقي ، يعيشونه في الضرر والضيق المادي وعدم الاستقرار في الحالة النفسية والمعاشية وعدم الاطمئنان للمستقبل ، لما يدور من أفكار خبيثة معادية لهم من قبل الحضارة الغربية ومدى محاربتها للإسلام والمسلمين ومحاولة القضاء عليهم بداعي نشر الإسلام 0
ومما سبق يتضح لنا ان النهرين المذكوران في الرواية يمكن تفسيرهما كالآتي :
نهر الماء الأبيض: هو فتح المجال أمام المهاجرين من البلاد الإسلامية ومنحهم فرص العمل وفي أوسع المجالات الحضارية قد تصل إلى إدارة المكاتب الضخمة والمعامل المتطورة والشركات الكبيرة والبنوك ، ومما هو من الصعب نيله من قبل أفراد باقي الديانات ، وهذا هو من أساليب الغرب التي تسمى ( بالحرب الباردة ) والتي تسعى إلى تدمير البُنى التحتية للإسلام وطمس روح العقيدة وسلبها من حامليها وذلك بالأغراء المادي والفكري والجنسي ، وبمساعدة الجفاء الحاصل في البلاد الإسلامية من هذه العقائد والأفكار ورغبة العديد من الشباب للانحراف بسبب النفس وميلها للشهوات ، مما سهّل على الحضارة الغربية مهمتها وقد نجحت في هذا المجال ونرى التطبيق الفعلي لهذا ، فيما حصل لأغلب الشباب المهاجر من البلاد الإسلامية للبلاد الغربية وما يجاورها ومدى تأثره بالحضارة المادية اللاأخلاقية 0
ولم يقتصر ذلك التهديم الفكري والتحطيم الأخلاقي على المهاجر فقط بل امتد إلى من له صلة وقرابة بالمهاجر المغترب ، بل والى كافة الشرائح الاجتماعية الإسلامية وذلك من عمل الغرب أيضاً إذ قاموا بأعمال شيطانية منها ، إرسال المبالغ الضخمة من التحويلات وفتح مجالات اللهو في البلدان الإسلامية ونشر الفساد بتطور الأجهزة الناقلة لوسائل إعلامهم الخبيثة وفتح المكاتب المؤيدة لإعلامهم ونشر الأفكار الفاسدة في بلادنا ، وتسهيل السفر إلى حيث بؤرة الفساد أللا أخلاقي في بلادهم ومحاربة الملتزمين بالتعاليم الإلهية هنالك واغتيال رجال الدين الرافضين لأفكارهم الخبيثة في مختلف البلاد.
نهر النار المتأججة: وهو فرض العقوبات الاقتصادية والفكرية على البلدان الإسلامية وخاصة الملتزمة منها والتي يتوقعون ظهور الأمام المهدي(عليه السلام)منها أو تكون قاعدة مناصرة له فيها وجعلها بلاد فقيرة جداً من الصعب العيش فيها وممارسة الأعمال الحرة للفرد وعدم اكتفائه بالدخل اليومي لأنه محدود عليه فيبقى بالاحتياج المستمر للأمور المادية والفكرية 0
وهم من جهة يوعزون إلى معاونيهم وعملائهم في هذه البلاد ويأمروهم بالضغط على الشباب الملتزم وممارسة القمع والتشريد والاعتقال والتعذيب معهم والتنكيل عليهم بالأمور المعيشية وتقليل فرص العمل في بلادهم محاولة منهم لتغيير أفكارهم أو تشريدهم من بلادهم 0
وهذا كله عند الناس المحافظة الملتزمة بالتعاليم الدينية السائرة على نهج الشريعة المقدسة الساعية لتحمل التمحيص الإلهي وهؤلاء المؤمنين المطمئنين ، يرون ذلك من أجمل الأوقات وأحلاها لأنها ابتلاء لهم واختبار لصبرهم فهم يصبرون ويعدّون ذلك من عزم الأمور ، فيكون ظاهره صعب التحمل لا يطاق ، إما باطنه من ألذ الأمور وأحلاها وهي بالحقيقة الماء البارد كما روي عن الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) والشعور بذلك والثبات عليه يحتاج إلى الصبر والتحمل وطول النَفَس وسعة البال بإنتظار الفرج والتحلي بالأخلاق الحميدة والدعاء المخلص الخالص وبإلحاح للباري(عز وجل) بتعجيل فرج الظهور الشريف ، وهذا بإختصار مضمون النهرين 0
أما عن عين الدجال (الثالوث الغربي) وطبيعة خلقها وانه ممسوح العين عليها ظفره غليظة مكتوب بين عينيه كافر 0
فهذا ما نراه وبوضوح قد تطبق على الثالوث الغربي ( أمريكا – بريطانيا – إسرائيل ) ومما تدعيه أمريكا على نفسها بأنها ( حمامة السلام ) وإنها النظام الحقيقي الذي يكفل نشر السلام في أرجاء المعمورة 0