السائل : عبر البريد
السؤال :
سماحة اية الله السيد حسين الشاهرودي حفظه الله
هل علم الأصول سني المنشأ وتأثر به علماء الأصول وأدخلوه في استنباط الحكم الشرعي ؟
الجواب :
لا ريب أن علماء أهل السنة كانوا اكثر احتياجاً الى علم الاصول من أصحاب الائمة وفقهاء الشيعة لأن السنة انقطعت علاقتهم بعالم الوحي بعد وفاة الرسول الأعظم (ص)، لكن الشيعة كانوا مرتبطين بالعترة الطاهرة الذين هم مهبط الوحي والرسالة، فكانوا يأخذون الأحكام الشرعية من المعصومين عليهم السلام الذين هم ورثة علم رسول الله (ص)، ولم يحتاجوا الى قواعد اصولية للاستنباط الا ما هو قطعي وثابت كحجيّة الظهور مثلاً بخلاف السنة، فانهم كانوا يعتمدون على آراء وفتاوى الصحابة والاخبار المروية عن رسول الله (ص)، وبما أن الكثير من هذه الاخبار ضاعت لمنع الخلفاء عن كتابة الحديث، لم يكن للعامة مصادر للأحكام الشرعية، فاضطروا الى تأسيس قواعد اصولية باطلة كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة وسدّ الذرايع والاجتهاد في مقابل النص، فرأى علماؤنا الأبرار ان ذلك هدمٌ للدين واضلال للناس، فوضعوا علم الاصول وذكروا له قواعد مستحكمة ومتينة واستدلّوا على صحتها بالكتاب والسنة والعقل.
فالاصول عند الشيعة في حقيقة الأمر من تأسيس علماء الشيعة ولا ربط له بعلم الاصول عند العامة، نعم يطرح علماؤنا آراء العامّة لتفنيدها وتمحيصها .
بل لا يبعد أن يقال أن علمَ الأصول من تأسيس علماء الشيعة، فراجع كتاب (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام) للسيد حسن الصدر.
ولا يخفى أن أول من أسس أصول الفقه وفتح بابه وفتق مسائله هو الإمام ابو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام، ثم بعده الامام جعفر الصادق عليه السلام، وقد أملَيَا على أصحابهما قواعده، وجمعوا من ذلك مسائل رتّبها المتأخرون على ترتيب المصنّفين في علم الاصول بروايات مسندة الى الامامين الصادقين عليهما السلام، ومن هذه الكتب :
1. كتاب اصول آل الرسول، مرتب على ترتيب مباحث علم الاصول الدائر بين المتأخرين، جمعه السيد الشريف الموسوي هاشم بن زين العابدين الخونساري الاصبهاني.
2. الاصول الاصلية للسيد عبد الله شبر، وهذا الكتاب احسن ما روي فيه اصول الفقه.
3. الفصول المهمة في اصول الائمة للشيخ الحر العاملي صاحب الوسائل.
ويظهر من ذلك ان قول السيوطي في كتاب الاوائل ان اول من صنّف في اصول الفقه هو الشافعي بالاجماع ليس صحيحاً ان اراد التأسيس والابتكار، بل حتى لو اراد التأليف والتصنيف، لأن أول من صنّف في الاصول هو هشام بن الحكم، وقد صنّف كتاب الألفاظ ومباحثها وهو أهم مباحث علم الاصول، ثم يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين، صنّف كتاب (اختلاف الحديث ومسائله) وهو مبحث تعارض الحديثين، رواه عن الامام موسى بن جعفر عليه السلام، وقد ذكرهما أبو العباس النجاشي في رجاله، والشافعي متأخر عنهما. (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص310 مع تغيير وتلخيص).
السؤال :
سماحة اية الله السيد حسين الشاهرودي حفظه الله
هل علم الأصول سني المنشأ وتأثر به علماء الأصول وأدخلوه في استنباط الحكم الشرعي ؟
الجواب :
لا ريب أن علماء أهل السنة كانوا اكثر احتياجاً الى علم الاصول من أصحاب الائمة وفقهاء الشيعة لأن السنة انقطعت علاقتهم بعالم الوحي بعد وفاة الرسول الأعظم (ص)، لكن الشيعة كانوا مرتبطين بالعترة الطاهرة الذين هم مهبط الوحي والرسالة، فكانوا يأخذون الأحكام الشرعية من المعصومين عليهم السلام الذين هم ورثة علم رسول الله (ص)، ولم يحتاجوا الى قواعد اصولية للاستنباط الا ما هو قطعي وثابت كحجيّة الظهور مثلاً بخلاف السنة، فانهم كانوا يعتمدون على آراء وفتاوى الصحابة والاخبار المروية عن رسول الله (ص)، وبما أن الكثير من هذه الاخبار ضاعت لمنع الخلفاء عن كتابة الحديث، لم يكن للعامة مصادر للأحكام الشرعية، فاضطروا الى تأسيس قواعد اصولية باطلة كالقياس والاستحسان والمصالح المرسلة وسدّ الذرايع والاجتهاد في مقابل النص، فرأى علماؤنا الأبرار ان ذلك هدمٌ للدين واضلال للناس، فوضعوا علم الاصول وذكروا له قواعد مستحكمة ومتينة واستدلّوا على صحتها بالكتاب والسنة والعقل.
فالاصول عند الشيعة في حقيقة الأمر من تأسيس علماء الشيعة ولا ربط له بعلم الاصول عند العامة، نعم يطرح علماؤنا آراء العامّة لتفنيدها وتمحيصها .
بل لا يبعد أن يقال أن علمَ الأصول من تأسيس علماء الشيعة، فراجع كتاب (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام) للسيد حسن الصدر.
ولا يخفى أن أول من أسس أصول الفقه وفتح بابه وفتق مسائله هو الإمام ابو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام، ثم بعده الامام جعفر الصادق عليه السلام، وقد أملَيَا على أصحابهما قواعده، وجمعوا من ذلك مسائل رتّبها المتأخرون على ترتيب المصنّفين في علم الاصول بروايات مسندة الى الامامين الصادقين عليهما السلام، ومن هذه الكتب :
1. كتاب اصول آل الرسول، مرتب على ترتيب مباحث علم الاصول الدائر بين المتأخرين، جمعه السيد الشريف الموسوي هاشم بن زين العابدين الخونساري الاصبهاني.
2. الاصول الاصلية للسيد عبد الله شبر، وهذا الكتاب احسن ما روي فيه اصول الفقه.
3. الفصول المهمة في اصول الائمة للشيخ الحر العاملي صاحب الوسائل.
ويظهر من ذلك ان قول السيوطي في كتاب الاوائل ان اول من صنّف في اصول الفقه هو الشافعي بالاجماع ليس صحيحاً ان اراد التأسيس والابتكار، بل حتى لو اراد التأليف والتصنيف، لأن أول من صنّف في الاصول هو هشام بن الحكم، وقد صنّف كتاب الألفاظ ومباحثها وهو أهم مباحث علم الاصول، ثم يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين، صنّف كتاب (اختلاف الحديث ومسائله) وهو مبحث تعارض الحديثين، رواه عن الامام موسى بن جعفر عليه السلام، وقد ذكرهما أبو العباس النجاشي في رجاله، والشافعي متأخر عنهما. (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام ص310 مع تغيير وتلخيص).