العضو السائل : mohamad_fatima
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . من الامور المسلمة في المذهب الشيعي الامامي انه لا يوجد كتاب صحيح من الغلاف الى الغلاف وان كل كتاب فيه احاديث صحيحة واحاديث ضعيفة وتعيين الحجة منها والغير حجة يترك للمجتهد, وهذا لا اشكال فيه عندي وانا اعلم هذا علم اليقين, ولكن هناك مسألة غريبة وهي: هناك حديث في تفسير القمي حول المراد من البعوضة التي ذكرها الله في سورة البقرة والحديث يقول ان المراد من البعوضة هو الامام علي عليه السلام, وهذا غير صحيح قطعا ولا يوجد احد من الشيعة على استعداد ان يتقبل حديث كهذا, فالشيعة متفقون فيما بينهم على انه مردود, فلماذا ذكره القمي في كتابه ؟ (لا يقال) انه كان يجمع الروايات الصحيحة والضعيفة, لان الجمع لابد ان يكون منطقيا لا ان يشمل كل شئ والا لجاز ان نجمع حديثا ينص على ان الرسول مجرم مثلا والعياذ بالله.
ايضا هناك حديث آخر ذكره القمي عن ابيه ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن الامام الصادق عليه السلام ان رسول الله راى زينب بنت جحش حين كانت زوجة لزيد بن حارثة وقال سبحان الله على جمالها وانها وقعت في قلبه وهي على ذمة غيره, وذكر الميرزا النوري الطبرسي حديثا اظنه في المستدرك مفاده ان سلمان الفارسي اشتاق لرؤية الزهراء عليها السلام فقال له امير المؤمنين انها في البيت فذهب اليها بمفرده, وكان عليها لباس لا يستر كل جسدها وان سلمان خاطبها بقوله حبيبتي واشتقت اليك وما شابه من التعابير التي هي خارجة عن حدود الادب عند عامة الناس فكيف لمن هو في مقام الزهراء وسلمان, وهذا الحديث هو متروك عندنا قطعا لكونه يتعارض مع الادب والعصمة التي هي من ضروريات المذهب, ولكن اريد ان اعرف السبب الذي جعل القمي والنوري الطبرسي يوردان احاديث مقطوع بأنها موضوعة ؟
ومن المعلوم ان من يجمع الاحاديث لا بد ان يروي الاحاديث التي يحتمل ان تكون منطقية والتي يحتمل ان يتلقاها العلماء بالقبول, لا ان يجمع كل ما هب ودب ولو كان قدحا في اهل البيت ولو كان معلوم البطلان ولا احتمال واحد في المئة ان يكون صحيحا. اعيد واكرر سيدي ان لا يكون جوابك جوابا تقليديا بأنهم كانوا يجمعون الصحيح والضعيف لان هذا الجواب يقال فيما لو كان هناك احتمال لصدق الرواية لا فيما هو معلوم البطلان كما نحن فيه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب :
لا يمكن الحكم ببطلان الروايات لمجرد الاستبعاد او عدم تعقّل مفهومها ومضمونها، فقد يكون للأحاديث وجه لم يظهر للناقل أو لنا، وقد يكون لها تأويل وتفسير، وقد يكون صدورها تقية، وقد يكون الاشكال على ظاهرها لغير ذلك من الاسباب .. وبالتالي فان نقل الروايات التي يشكل ظاهرها لا يعني القبول بها بشكل مطلق ولا ردَّها أيضا، بل يرجع في اعتبارها وعدم اعتبارها وبيان مدلولها الى الموازين المعتبرة، ومن الاوجه التي تذكر مثلاً في توجيه الروايات المذكورة :
1. أما الرواية الأولى (البعوضة): فمعلومٌ أن القرآن الكريم قائم على اساس الكنايات والاشارات والتشبيهات، والتشبيه قد يكون من جميع الجهات، وقد يكون من بعض الجهات، ويمكن (على فرض صحة الحديث وصدوره عن المعصوم) توجيهه بأمور :
الأول : البعوضة وان كانت صغيرة وحقيرة في ظاهرها لكنها تشتمل على صفات وخصوصيات تدل على قدرة الله الكاملة، فانها على صغر حجمها اجتمعت فيها مميّزات وخصائص حيوانات عديدة، فعن الصادق عليه السلام : ما خلق الله خلقاً اصغر من البعوض، وما في الفيل إلا وفيه مثله، وفضّل على الفيل بالجناحين.
وعن الصادق عليه السلام : انما ضرب الله المثل بالبعوضة لأنها على صغر حجمها فيها جميع ما خلق الله في الفيل مع كبره وزيادة عضوية آخرين.
فلعلّ المراد من باطن الآية ان لا يستصغر الناس علياً (ع) ويقولوا انه شاب أصغر سناً من اعيان الصحابة، فإن فيه مميّزات وخصوصيات تجعله عظيماً كالبعوضة التي يتخيّل الناس انها صغيرة لا شأن لها، لكنها أكثر دلالة على عظمة الله وقدرته من الفيل ونحوه.
الثاني : بما ان الطبائع تميل الى الغلوّ، فان الله تعالى اراد ان يبيّن بأن النبي (ص) والوصي (ع) ليس لهما عظمة وشأن في جنب عظمة الله تعالى، بل هما كالبعوضة وما فوقها بالنسبة الى الله تعالى، وهذا لا ينافي عظمتهما وجلالتهما وأفضليتهما وكبر شأنهما بالقياس الى سائر الناس.
الثالث : قد ورد عن الائمة عليهم السلام ما يشبه مضمون هذا الحديث، ففي تفسير الامام العسكري عليه السلام عن الباقر (ع) : فقيل للباقر (ع) : فإن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي (ع) و أن ما فوقها و هو الذباب محمد رسول الله (ص).
فقال الباقر (ع) سمع هؤلاء شيئا [و] لم يضعوه على وجهه. إنما كان رسول الله (ص) قاعدا ذات يوم هو و علي (ع) إذ سمع قائلا يقول ما شاء الله و شاء محمد، و سمع آخر يقول ما شاء الله، و شاء علي.
فقال رسول الله (ص) لا تقرنوا محمدا و [لا] عليا بالله عز و جل و لكن قولوا ما شاء الله ثم [شاء محمد ما شاء الله ثم] شاء علي. إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوى، و لا تكافأ و لا تدانى. و ما محمد رسول الله في [دين] الله و في قدرته إلا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة. و ما علي ع في [دين] الله و في قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه الممالك. مع أن فضل الله تعالى على محمد و علي هو الفضل الذي لا يفي به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره. هذا ما قال رسول الله ص في ذكر الذباب و البعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً}
وهذا الحديث وان كان ظاهره المنافات مع ما في تفسير القمي، إلا أنه لا منافاة بينهما في الواقع كما قال المجلسي : يمكن الجمع بينهما بأنه (ع) إنما نفى كون هذا هو المراد من ظهر الآية (اي ظاهرها) لا بطنها (اي باطنها) و يكون في بطنها إشارة إلى ما ذكره (ع) من سبب هذا القول أو إلى ما مثل الله بهم (ع) لذاته تعالى من قوله {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ} و أمثاله لئلا يتوهم متوهم أن لهم (ع) في جنب عظمته تعالى قدرا أو لهم مشاركة له تعالى في كنه ذاته و صفاته أو الحلول أو الاتحاد تعالى الله عن جميع ذلك فنبه الله تعالى بذلك على أنهم و إن كانوا أعظم المخلوقات و أشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة و أشباهها..
2. أما الرواية الثانية : فقد يستغرب من قوله (فأعجبته)، وهذا أمر طبيعي يحصل لكل انسان حتى لو كان معصوماً، فإن الجمال نعمة من الله تعالى يعجب الآخرين، ومن لم يكن كذلك فهو ناقص والنقص لا يوجد في النبي (ص)، والذي يشمئز من الجمال لا يكون بشراً وانساناً، بل ورد ان الله جميلٌ يحب الجمال.
وان كان في اي رواية ما لم يقبل ظاهرها ولم يمكن توجيهها بوجه فيرد علمها إليهم، وإن عارضت الكتاب فترد.
3. أما بالنسبة للرواية الثالثة : فلقد كان عمر سلمان (400) سنة فما فوق، وكان من أوصياء الانبياء، ومن المعلوم ان اظهار حبه لفاطمة عليها السلام كان شفقةً نظير شفقة الأب والجدّ، وأما كلمة حبيبتي او اظهار الاشتياق فاذا كان فيه خلاف الادب فانما هو في هذا الزمان، والا ففي اللغة والعرف السابق لم يكن فيه دلالة على سوء الادب او ما ينافي العصمة، كما ورد ان العباس مرّ بفاطمة (ع) فرآها قاعدة على بابها، و قد أقعدت الحسن و الحسين (ع)، فقال لها : ما بالك قاعدة انظروا إليها كأنها لبوة بين يديها جرواها. فانه بمعنى مطلق الولد وان اصبح الآن ذا إهانة، وهكذا السيارة معناها في القرآن الكريم يختلف عن العصر الحاضر.
علماً ان الرواية ليس فيها ما يدل على انها سلام الله عليها لم تكن مستترة، إنما فيها وصف لحال قطعة عباءة تلبسها وهي قطعة صغيرة ليس من شأنها ستر كامل الجسد، ولكن هذا لا يعني ان الجسد كان مكشوفاً بل لا شك أنه كان مستوراً بلباس آخر تحت هذه العباءة.. وقد ورد وصف العباءة هذا في بعض الروايات دون بعضها الآخر..
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. . من الامور المسلمة في المذهب الشيعي الامامي انه لا يوجد كتاب صحيح من الغلاف الى الغلاف وان كل كتاب فيه احاديث صحيحة واحاديث ضعيفة وتعيين الحجة منها والغير حجة يترك للمجتهد, وهذا لا اشكال فيه عندي وانا اعلم هذا علم اليقين, ولكن هناك مسألة غريبة وهي: هناك حديث في تفسير القمي حول المراد من البعوضة التي ذكرها الله في سورة البقرة والحديث يقول ان المراد من البعوضة هو الامام علي عليه السلام, وهذا غير صحيح قطعا ولا يوجد احد من الشيعة على استعداد ان يتقبل حديث كهذا, فالشيعة متفقون فيما بينهم على انه مردود, فلماذا ذكره القمي في كتابه ؟ (لا يقال) انه كان يجمع الروايات الصحيحة والضعيفة, لان الجمع لابد ان يكون منطقيا لا ان يشمل كل شئ والا لجاز ان نجمع حديثا ينص على ان الرسول مجرم مثلا والعياذ بالله.
ايضا هناك حديث آخر ذكره القمي عن ابيه ابراهيم بن هاشم عن ابن ابي عمير عن الامام الصادق عليه السلام ان رسول الله راى زينب بنت جحش حين كانت زوجة لزيد بن حارثة وقال سبحان الله على جمالها وانها وقعت في قلبه وهي على ذمة غيره, وذكر الميرزا النوري الطبرسي حديثا اظنه في المستدرك مفاده ان سلمان الفارسي اشتاق لرؤية الزهراء عليها السلام فقال له امير المؤمنين انها في البيت فذهب اليها بمفرده, وكان عليها لباس لا يستر كل جسدها وان سلمان خاطبها بقوله حبيبتي واشتقت اليك وما شابه من التعابير التي هي خارجة عن حدود الادب عند عامة الناس فكيف لمن هو في مقام الزهراء وسلمان, وهذا الحديث هو متروك عندنا قطعا لكونه يتعارض مع الادب والعصمة التي هي من ضروريات المذهب, ولكن اريد ان اعرف السبب الذي جعل القمي والنوري الطبرسي يوردان احاديث مقطوع بأنها موضوعة ؟
ومن المعلوم ان من يجمع الاحاديث لا بد ان يروي الاحاديث التي يحتمل ان تكون منطقية والتي يحتمل ان يتلقاها العلماء بالقبول, لا ان يجمع كل ما هب ودب ولو كان قدحا في اهل البيت ولو كان معلوم البطلان ولا احتمال واحد في المئة ان يكون صحيحا. اعيد واكرر سيدي ان لا يكون جوابك جوابا تقليديا بأنهم كانوا يجمعون الصحيح والضعيف لان هذا الجواب يقال فيما لو كان هناك احتمال لصدق الرواية لا فيما هو معلوم البطلان كما نحن فيه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب :
لا يمكن الحكم ببطلان الروايات لمجرد الاستبعاد او عدم تعقّل مفهومها ومضمونها، فقد يكون للأحاديث وجه لم يظهر للناقل أو لنا، وقد يكون لها تأويل وتفسير، وقد يكون صدورها تقية، وقد يكون الاشكال على ظاهرها لغير ذلك من الاسباب .. وبالتالي فان نقل الروايات التي يشكل ظاهرها لا يعني القبول بها بشكل مطلق ولا ردَّها أيضا، بل يرجع في اعتبارها وعدم اعتبارها وبيان مدلولها الى الموازين المعتبرة، ومن الاوجه التي تذكر مثلاً في توجيه الروايات المذكورة :
1. أما الرواية الأولى (البعوضة): فمعلومٌ أن القرآن الكريم قائم على اساس الكنايات والاشارات والتشبيهات، والتشبيه قد يكون من جميع الجهات، وقد يكون من بعض الجهات، ويمكن (على فرض صحة الحديث وصدوره عن المعصوم) توجيهه بأمور :
الأول : البعوضة وان كانت صغيرة وحقيرة في ظاهرها لكنها تشتمل على صفات وخصوصيات تدل على قدرة الله الكاملة، فانها على صغر حجمها اجتمعت فيها مميّزات وخصائص حيوانات عديدة، فعن الصادق عليه السلام : ما خلق الله خلقاً اصغر من البعوض، وما في الفيل إلا وفيه مثله، وفضّل على الفيل بالجناحين.
وعن الصادق عليه السلام : انما ضرب الله المثل بالبعوضة لأنها على صغر حجمها فيها جميع ما خلق الله في الفيل مع كبره وزيادة عضوية آخرين.
فلعلّ المراد من باطن الآية ان لا يستصغر الناس علياً (ع) ويقولوا انه شاب أصغر سناً من اعيان الصحابة، فإن فيه مميّزات وخصوصيات تجعله عظيماً كالبعوضة التي يتخيّل الناس انها صغيرة لا شأن لها، لكنها أكثر دلالة على عظمة الله وقدرته من الفيل ونحوه.
الثاني : بما ان الطبائع تميل الى الغلوّ، فان الله تعالى اراد ان يبيّن بأن النبي (ص) والوصي (ع) ليس لهما عظمة وشأن في جنب عظمة الله تعالى، بل هما كالبعوضة وما فوقها بالنسبة الى الله تعالى، وهذا لا ينافي عظمتهما وجلالتهما وأفضليتهما وكبر شأنهما بالقياس الى سائر الناس.
الثالث : قد ورد عن الائمة عليهم السلام ما يشبه مضمون هذا الحديث، ففي تفسير الامام العسكري عليه السلام عن الباقر (ع) : فقيل للباقر (ع) : فإن بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي (ع) و أن ما فوقها و هو الذباب محمد رسول الله (ص).
فقال الباقر (ع) سمع هؤلاء شيئا [و] لم يضعوه على وجهه. إنما كان رسول الله (ص) قاعدا ذات يوم هو و علي (ع) إذ سمع قائلا يقول ما شاء الله و شاء محمد، و سمع آخر يقول ما شاء الله، و شاء علي.
فقال رسول الله (ص) لا تقرنوا محمدا و [لا] عليا بالله عز و جل و لكن قولوا ما شاء الله ثم [شاء محمد ما شاء الله ثم] شاء علي. إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوى، و لا تكافأ و لا تدانى. و ما محمد رسول الله في [دين] الله و في قدرته إلا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة. و ما علي ع في [دين] الله و في قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه الممالك. مع أن فضل الله تعالى على محمد و علي هو الفضل الذي لا يفي به فضله على جميع خلقه من أول الدهر إلى آخره. هذا ما قال رسول الله ص في ذكر الذباب و البعوضة في هذا المكان فلا يدخل في قوله {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً}
وهذا الحديث وان كان ظاهره المنافات مع ما في تفسير القمي، إلا أنه لا منافاة بينهما في الواقع كما قال المجلسي : يمكن الجمع بينهما بأنه (ع) إنما نفى كون هذا هو المراد من ظهر الآية (اي ظاهرها) لا بطنها (اي باطنها) و يكون في بطنها إشارة إلى ما ذكره (ع) من سبب هذا القول أو إلى ما مثل الله بهم (ع) لذاته تعالى من قوله {اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ} و أمثاله لئلا يتوهم متوهم أن لهم (ع) في جنب عظمته تعالى قدرا أو لهم مشاركة له تعالى في كنه ذاته و صفاته أو الحلول أو الاتحاد تعالى الله عن جميع ذلك فنبه الله تعالى بذلك على أنهم و إن كانوا أعظم المخلوقات و أشرفها فهم في جنب عظمته تعالى كالبعوضة و أشباهها..
2. أما الرواية الثانية : فقد يستغرب من قوله (فأعجبته)، وهذا أمر طبيعي يحصل لكل انسان حتى لو كان معصوماً، فإن الجمال نعمة من الله تعالى يعجب الآخرين، ومن لم يكن كذلك فهو ناقص والنقص لا يوجد في النبي (ص)، والذي يشمئز من الجمال لا يكون بشراً وانساناً، بل ورد ان الله جميلٌ يحب الجمال.
وان كان في اي رواية ما لم يقبل ظاهرها ولم يمكن توجيهها بوجه فيرد علمها إليهم، وإن عارضت الكتاب فترد.
3. أما بالنسبة للرواية الثالثة : فلقد كان عمر سلمان (400) سنة فما فوق، وكان من أوصياء الانبياء، ومن المعلوم ان اظهار حبه لفاطمة عليها السلام كان شفقةً نظير شفقة الأب والجدّ، وأما كلمة حبيبتي او اظهار الاشتياق فاذا كان فيه خلاف الادب فانما هو في هذا الزمان، والا ففي اللغة والعرف السابق لم يكن فيه دلالة على سوء الادب او ما ينافي العصمة، كما ورد ان العباس مرّ بفاطمة (ع) فرآها قاعدة على بابها، و قد أقعدت الحسن و الحسين (ع)، فقال لها : ما بالك قاعدة انظروا إليها كأنها لبوة بين يديها جرواها. فانه بمعنى مطلق الولد وان اصبح الآن ذا إهانة، وهكذا السيارة معناها في القرآن الكريم يختلف عن العصر الحاضر.
علماً ان الرواية ليس فيها ما يدل على انها سلام الله عليها لم تكن مستترة، إنما فيها وصف لحال قطعة عباءة تلبسها وهي قطعة صغيرة ليس من شأنها ستر كامل الجسد، ولكن هذا لا يعني ان الجسد كان مكشوفاً بل لا شك أنه كان مستوراً بلباس آخر تحت هذه العباءة.. وقد ورد وصف العباءة هذا في بعض الروايات دون بعضها الآخر..