العضو السائل : ZeroQ8
السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سماحة السيد الفاضل
ما هو تعريفكم للسحر وهل له تأثير حقيقي؟
الجواب :
السحر هو كلام أو عمل او كتابة يحدث بسببه ضرر على من عُمِلَ له في بدنه أو عقله من دون ان يعرف سببه، ومنه عقد الرجل عن حليلته وإلقاء البغض بين متحابّين واستخدام الجن واستنزال الشياطين في كشف الغائبات، وتلبّسهم ببدن امرأة او صبي في كشفِ أمرٍ على لسانه ونحو ذلك ..
والظاهر أن له أثراً حقيقياً وليس مجرّد تخيُّل، ولا ينافي ذلك قوله تعالى {فَإِذا حِبالُهُمْ وَ عِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى}، وقوله تعالى {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَ اسْتَرْهَبُوهُم} اذ لا دلالة في هذه الىيات على ان السحر على الاطلاق أمر خيالي وانه متقوم بكونه خيالياً، بل كان في هذا المورد كذلك.
وذلك لان الحل والعقد يكونان بالسحر، ويبعد كونهما بالخيال فقط، بل يحصل أثر واقعي في نفس الزوجين او الازواج.
نعم الساحر لا يتمكّن من كل ما يريده، ففي حديث مسائل الزنديق عن الامام الصادق عليه السلام : قال : فأخبرني عن السحر ما أصله ؟ و كيف يقدر الساحر على ما يوصف من عجائبه و ما يفعل ؟
قال : إن السحر على وجوه شتى وجه منها بمنزلة الطب كما أن الأطباء وضعوا لكل داء دواء فكذلك علم السحر احتالوا لكل صحة آفة و لكل عافية عاهة و لكل معنى حيلة، و نوع آخر منه خطفة و سرعة و مخاريق و خفة و نوع آخر ما يأخذ أولياء الشياطين عنهم.
قال : فمن أين علم الشياطين السحر ؟
قال : من حيث عرف الأطباء الطب بعضه تجربة و بعضه علاج ...
الى ان قال : أفيقدر الساحر أن يجعل الإنسان بسحره في صورة الكلب أو الحمار أو غير ذلك ؟
قال : هو أعجز من ذلك و أضعف من أن يغير خلق الله، إن من أبطل ما ركبه الله و صوره و غيره فهو شريك الله في خلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، لو قدر الساحر على ما وصفت لدفع عن نفسه الهرم و الآفة و الأمراض و لنفى البياض عن رأسه و الفقر عن ساحته..
الى ان قال : فأقرب أقاويل السحر من الصواب أنه بمنزلة الطب إن الساحر عالج الرجل فامتنع من مجامعة النساء فجاء الطبيب فعالجه بغير ذلك العلاج فأبرئ ..
ومن هذا الحديث يظهر ان بعض اقسام السحر وهمي وتخييلي، وبعضه له تأثير حقيقي، والله العالم.
وأما قوله (انه بمنزلة الطب) فقد فسّره المجلسي قدس سره بقوله : أي إن الله تعالى كما جعل لبعض الأدوية المضرة تأثيرا في البدن ثم جعل في بعض الأدوية ما يدفع ضرر تلك الأدوية فكذلك جعل لبعض الأعمال تأثيرا في أبدان الخلق و عقولهم فهذا هو السحر و أجرى على لسان الأنبياء و الأوصياء آيات و أدعية و أسماء و أعمالا تدفع ضرر ذلك عنهم فالمراد بقوله فجاء الطبيب أي العالم بما يدفع السحر بالآيات و الأدعية و يحتمل أن يكون بعض أنواع السحر يدفع بعمل الطب أيضا.
السؤال :
بسم الله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سماحة السيد الفاضل
ما هو تعريفكم للسحر وهل له تأثير حقيقي؟
الجواب :
السحر هو كلام أو عمل او كتابة يحدث بسببه ضرر على من عُمِلَ له في بدنه أو عقله من دون ان يعرف سببه، ومنه عقد الرجل عن حليلته وإلقاء البغض بين متحابّين واستخدام الجن واستنزال الشياطين في كشف الغائبات، وتلبّسهم ببدن امرأة او صبي في كشفِ أمرٍ على لسانه ونحو ذلك ..
والظاهر أن له أثراً حقيقياً وليس مجرّد تخيُّل، ولا ينافي ذلك قوله تعالى {فَإِذا حِبالُهُمْ وَ عِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى}، وقوله تعالى {فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَ اسْتَرْهَبُوهُم} اذ لا دلالة في هذه الىيات على ان السحر على الاطلاق أمر خيالي وانه متقوم بكونه خيالياً، بل كان في هذا المورد كذلك.
وذلك لان الحل والعقد يكونان بالسحر، ويبعد كونهما بالخيال فقط، بل يحصل أثر واقعي في نفس الزوجين او الازواج.
نعم الساحر لا يتمكّن من كل ما يريده، ففي حديث مسائل الزنديق عن الامام الصادق عليه السلام : قال : فأخبرني عن السحر ما أصله ؟ و كيف يقدر الساحر على ما يوصف من عجائبه و ما يفعل ؟
قال : إن السحر على وجوه شتى وجه منها بمنزلة الطب كما أن الأطباء وضعوا لكل داء دواء فكذلك علم السحر احتالوا لكل صحة آفة و لكل عافية عاهة و لكل معنى حيلة، و نوع آخر منه خطفة و سرعة و مخاريق و خفة و نوع آخر ما يأخذ أولياء الشياطين عنهم.
قال : فمن أين علم الشياطين السحر ؟
قال : من حيث عرف الأطباء الطب بعضه تجربة و بعضه علاج ...
الى ان قال : أفيقدر الساحر أن يجعل الإنسان بسحره في صورة الكلب أو الحمار أو غير ذلك ؟
قال : هو أعجز من ذلك و أضعف من أن يغير خلق الله، إن من أبطل ما ركبه الله و صوره و غيره فهو شريك الله في خلقه تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، لو قدر الساحر على ما وصفت لدفع عن نفسه الهرم و الآفة و الأمراض و لنفى البياض عن رأسه و الفقر عن ساحته..
الى ان قال : فأقرب أقاويل السحر من الصواب أنه بمنزلة الطب إن الساحر عالج الرجل فامتنع من مجامعة النساء فجاء الطبيب فعالجه بغير ذلك العلاج فأبرئ ..
ومن هذا الحديث يظهر ان بعض اقسام السحر وهمي وتخييلي، وبعضه له تأثير حقيقي، والله العالم.
وأما قوله (انه بمنزلة الطب) فقد فسّره المجلسي قدس سره بقوله : أي إن الله تعالى كما جعل لبعض الأدوية المضرة تأثيرا في البدن ثم جعل في بعض الأدوية ما يدفع ضرر تلك الأدوية فكذلك جعل لبعض الأعمال تأثيرا في أبدان الخلق و عقولهم فهذا هو السحر و أجرى على لسان الأنبياء و الأوصياء آيات و أدعية و أسماء و أعمالا تدفع ضرر ذلك عنهم فالمراد بقوله فجاء الطبيب أي العالم بما يدفع السحر بالآيات و الأدعية و يحتمل أن يكون بعض أنواع السحر يدفع بعمل الطب أيضا.