بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعتقد الجميع ان الوهابية في السعودية ثمثل على اقل تقدير نسبة 80% من مجموع سكان مملكة الوهابية ,الا ان الحقيقة غير ذلك واليكم هذا الموضوع الذي يكشف الحقيقة والذي انقله عن موقع الجزيرة :-
الخارطة المذهبية في السعودية
اعتاد الباحثون والكتاب النظر إلى المملكة العربية السعودية كـ"دولة متجانسة" Homogeneous State. كان -وربما مازال- هذا مظهرها، أو هذا ما قُدم من معلومات عنها فارتسمت تأسيساً على ذلك صورتها في مخيلة الآخرين. غير أن حقيقة المملكة -بل الجزيرة العربية- وعلى مدى التاريخ تحكي قصة أخرى.
الخارطة الدينية/المذهبية في المملكة متوائمة مع الخارطة السياسية المناطقية. وبهذا الاعتبار يمكن النظر إلي مجتمع المملكة كـ"مجتمع أقليات" لا يحوز أي منها ما نسبته ثلث عدد السكان. فالمملكة تتشكل من أربع مناطق رئيسية:
1-المنطقة الوسطى (نجد) حيث يغلب عليها المذهب الحنبلي بقراءته السلفية الوهابية. وعلماء المذهب هنا هم عماد المؤسسة الدينية الرسمية وهم من يسيطر على كل الحقول الدينية والقضائية والتعليم والتوجيه الديني والمساجد والأوقاف وغيرها. إن وجه الدولة الديني يرسم في هذه المنطقة دون أي مساهمة من سواها. ويبلغ عدد سكان هذه المنطقة حسب الإحصاءات الرسمية المنشورة (وهي إحصاءات لا يؤخذ بها عادة من قبل الباحثين بسبب البواعث السياسية التي تقف وراءها) نحو 32.12% من مجموع السكان، ويعيشون على مساحة 36.20% من مجمل مساحة المملكة. وكانت "نجد" نفسها تحوي عدداً من الشيعة يقيمون في حائل تحت سلطة التسامح التي أقامها ابن الرشيد (من قبيلة شمر) قبل أن يسيطر عليها الملك عبد العزيز، وقد استخدم وجود أولئك الشيعة مبرراً دينياً للحرب ضدهم
2-المنطقة الغربية (الحجاز) ويغلب عليها المذهب المالكي والشافعي إضافة إلى وجود مجموعات دينية أخرى صغيرة من المذاهب الإسلامية الأخرى، بما فيها الزيدية والشيعة الجعفرية في المدينة المنورة، والشيعة الكيسانية في ينبع والفرق الصوفية. وحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد السكان في الحجاز يبلغ نحو 32.87% من مجموع سكان المملكة ويعيشون على مساحة تقدر بـ20.99% من مجمل مساحة المملكة. والحجازيون لهم مرجعية دينية خاصة بهم، ورموزاً دينية مثل السيد محمد علوي المالكي، ويميلون إلى المدرسة الدينية الأزهرية في مصر، ولهم تواصل مع شخصيات دينية عديدة في الخليج (الإمارات) وسوريا وغيرهما. لقد غاب دور الحجاز في صناعة القرار الديني وانتقل بعد سيطرة السعوديين عليه إلى العاصمة الرياض وبريدة في المنطقة الوسطى، ولم يتبق للحجازيين من دور ديني على مستوى المملكة سوى النزر اليسير
3-المنطقة الجنوبية (عسير وجيزان ونجران) وهي منطقة فسيفسائية من حيث النسيج القبلي والمذهبي. فكل المذاهب الإسلامية توجد في تلك المنطقة بما فيها المذهب الرسمي الذي حقق بعض الانتشار هناك نتيجة خلوّ المنطقة من المدارس الفكرية الفاعلة. ويوجد في المنطقة الجنوبية المذهب الشافعي والمالكي إضافة إلى الزيدي، وتقطن نجران أغلبية ساحقة تنتمي إلى المذهب الإسماعيلي وله مرجعيته المحلية الخاصة به (المكارمة) ويقدر عددهم في المملكة بنحو نصف مليون نسمة
4-المنطقة الشرقية (القطيف والأحساء) حيث تقطنها أكثرية شيعية، ولكن هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 31.28% من مساحة المملكة ويبلغ تعداد سكانها حسب الإحصاء الرسمي ما نسبته 14.67% من مجموع السكان، هذه المنطقة حوت منذ قرون بعيدة مدارس دينية عديدة كانت قويّة وحاضرة حتى منتصف القرن الماضي، وكان على رأسها بيوتات معروفة حتى اليوم. فالمدرسة المالكية وجدت من يمثلها في بيت علم "آل مبارك" والشافعية في "آل عبد القادر" والأحناف في "آل الملا". أما الحنابلة فقد أُضعفوا من قبل السعوديين وأجبرت زعامتهم الدينية منذ العقود الأولى في القرن الثالث عشر الهجري إلى الهجرة خشية الانتقام (الشيخ ابن فيروز مثالاً).
ما يمكن استنتاجه هنا هو الآتي:
النزوع إلى القفز فوق الواقع التعددي يراد منه افتعال حقيقة التوافق الديني والانتصار لاتجاه مذهبي معين على حساب الاتجاهات الأخرى
”إن المملكة العربية السعودية لا تحكمها أغلبية مذهبية معيّنة. والثنائية التي تعيشها لم تكن في تاريخها الحديث ثنائية شيعية سنيّة بقدر ما كانت ولاتزال ثنائية سلفية وهابية جرت على أساسها حروب توحيد المملكة من جهة، ومن جهة أخرى تصطف بقيّة المذاهب، وهي كلّها -دون استثناء- تستشعر الغبن الديني والسياسي المفروض عليها.
إن جغرافيا الشيعة في المملكة العربية السعودية ليس محصوراً في المنطقة الشرقية، وهم اليوم موجودون في كل أنحاء البلاد بما فيها العاصمة، حيث يقيم نحو 30 ألفاً من المواطنين الشيعة إما للعمل أو الدراسة.
إن تاريخ الجزيرة العربية يكشف عن حقيقة التعدد الثقافي والديني، ولقد قامت دول سنيّة في مناطق شيعية (الجبور والخوالد وغيرهم في المنطقة الشرقية) كما قامت دول شيعية في مناطق سنيّة بما فيها نجد نفسها (دولة الأخيضريين) وكذلك في المدينة المنورة.. هذا فضلاً عن دولة الإمامة في عمان وهي إباضية، ودولة الإمامة في اليمن وهي زيدية. أكثر من ذلك يمكن القول إن أقليّة دينيّة يهودية عربية كانت تسكن جنوب المملكة، ولم ترحل عنها إلا بعد قيام الدولة اليهودية. ومن هنا يجب إدراك حقيقة هذا التعدد والكفّ عن محاولات إخفائه وطمسه وكأنّه عيب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعتقد الجميع ان الوهابية في السعودية ثمثل على اقل تقدير نسبة 80% من مجموع سكان مملكة الوهابية ,الا ان الحقيقة غير ذلك واليكم هذا الموضوع الذي يكشف الحقيقة والذي انقله عن موقع الجزيرة :-
الخارطة المذهبية في السعودية
اعتاد الباحثون والكتاب النظر إلى المملكة العربية السعودية كـ"دولة متجانسة" Homogeneous State. كان -وربما مازال- هذا مظهرها، أو هذا ما قُدم من معلومات عنها فارتسمت تأسيساً على ذلك صورتها في مخيلة الآخرين. غير أن حقيقة المملكة -بل الجزيرة العربية- وعلى مدى التاريخ تحكي قصة أخرى.
الخارطة الدينية/المذهبية في المملكة متوائمة مع الخارطة السياسية المناطقية. وبهذا الاعتبار يمكن النظر إلي مجتمع المملكة كـ"مجتمع أقليات" لا يحوز أي منها ما نسبته ثلث عدد السكان. فالمملكة تتشكل من أربع مناطق رئيسية:
1-المنطقة الوسطى (نجد) حيث يغلب عليها المذهب الحنبلي بقراءته السلفية الوهابية. وعلماء المذهب هنا هم عماد المؤسسة الدينية الرسمية وهم من يسيطر على كل الحقول الدينية والقضائية والتعليم والتوجيه الديني والمساجد والأوقاف وغيرها. إن وجه الدولة الديني يرسم في هذه المنطقة دون أي مساهمة من سواها. ويبلغ عدد سكان هذه المنطقة حسب الإحصاءات الرسمية المنشورة (وهي إحصاءات لا يؤخذ بها عادة من قبل الباحثين بسبب البواعث السياسية التي تقف وراءها) نحو 32.12% من مجموع السكان، ويعيشون على مساحة 36.20% من مجمل مساحة المملكة. وكانت "نجد" نفسها تحوي عدداً من الشيعة يقيمون في حائل تحت سلطة التسامح التي أقامها ابن الرشيد (من قبيلة شمر) قبل أن يسيطر عليها الملك عبد العزيز، وقد استخدم وجود أولئك الشيعة مبرراً دينياً للحرب ضدهم
2-المنطقة الغربية (الحجاز) ويغلب عليها المذهب المالكي والشافعي إضافة إلى وجود مجموعات دينية أخرى صغيرة من المذاهب الإسلامية الأخرى، بما فيها الزيدية والشيعة الجعفرية في المدينة المنورة، والشيعة الكيسانية في ينبع والفرق الصوفية. وحسب الإحصاءات الرسمية فإن عدد السكان في الحجاز يبلغ نحو 32.87% من مجموع سكان المملكة ويعيشون على مساحة تقدر بـ20.99% من مجمل مساحة المملكة. والحجازيون لهم مرجعية دينية خاصة بهم، ورموزاً دينية مثل السيد محمد علوي المالكي، ويميلون إلى المدرسة الدينية الأزهرية في مصر، ولهم تواصل مع شخصيات دينية عديدة في الخليج (الإمارات) وسوريا وغيرهما. لقد غاب دور الحجاز في صناعة القرار الديني وانتقل بعد سيطرة السعوديين عليه إلى العاصمة الرياض وبريدة في المنطقة الوسطى، ولم يتبق للحجازيين من دور ديني على مستوى المملكة سوى النزر اليسير
3-المنطقة الجنوبية (عسير وجيزان ونجران) وهي منطقة فسيفسائية من حيث النسيج القبلي والمذهبي. فكل المذاهب الإسلامية توجد في تلك المنطقة بما فيها المذهب الرسمي الذي حقق بعض الانتشار هناك نتيجة خلوّ المنطقة من المدارس الفكرية الفاعلة. ويوجد في المنطقة الجنوبية المذهب الشافعي والمالكي إضافة إلى الزيدي، وتقطن نجران أغلبية ساحقة تنتمي إلى المذهب الإسماعيلي وله مرجعيته المحلية الخاصة به (المكارمة) ويقدر عددهم في المملكة بنحو نصف مليون نسمة
4-المنطقة الشرقية (القطيف والأحساء) حيث تقطنها أكثرية شيعية، ولكن هذه المنطقة التي تبلغ مساحتها 31.28% من مساحة المملكة ويبلغ تعداد سكانها حسب الإحصاء الرسمي ما نسبته 14.67% من مجموع السكان، هذه المنطقة حوت منذ قرون بعيدة مدارس دينية عديدة كانت قويّة وحاضرة حتى منتصف القرن الماضي، وكان على رأسها بيوتات معروفة حتى اليوم. فالمدرسة المالكية وجدت من يمثلها في بيت علم "آل مبارك" والشافعية في "آل عبد القادر" والأحناف في "آل الملا". أما الحنابلة فقد أُضعفوا من قبل السعوديين وأجبرت زعامتهم الدينية منذ العقود الأولى في القرن الثالث عشر الهجري إلى الهجرة خشية الانتقام (الشيخ ابن فيروز مثالاً).
ما يمكن استنتاجه هنا هو الآتي:
النزوع إلى القفز فوق الواقع التعددي يراد منه افتعال حقيقة التوافق الديني والانتصار لاتجاه مذهبي معين على حساب الاتجاهات الأخرى
”إن المملكة العربية السعودية لا تحكمها أغلبية مذهبية معيّنة. والثنائية التي تعيشها لم تكن في تاريخها الحديث ثنائية شيعية سنيّة بقدر ما كانت ولاتزال ثنائية سلفية وهابية جرت على أساسها حروب توحيد المملكة من جهة، ومن جهة أخرى تصطف بقيّة المذاهب، وهي كلّها -دون استثناء- تستشعر الغبن الديني والسياسي المفروض عليها.
إن جغرافيا الشيعة في المملكة العربية السعودية ليس محصوراً في المنطقة الشرقية، وهم اليوم موجودون في كل أنحاء البلاد بما فيها العاصمة، حيث يقيم نحو 30 ألفاً من المواطنين الشيعة إما للعمل أو الدراسة.
إن تاريخ الجزيرة العربية يكشف عن حقيقة التعدد الثقافي والديني، ولقد قامت دول سنيّة في مناطق شيعية (الجبور والخوالد وغيرهم في المنطقة الشرقية) كما قامت دول شيعية في مناطق سنيّة بما فيها نجد نفسها (دولة الأخيضريين) وكذلك في المدينة المنورة.. هذا فضلاً عن دولة الإمامة في عمان وهي إباضية، ودولة الإمامة في اليمن وهي زيدية. أكثر من ذلك يمكن القول إن أقليّة دينيّة يهودية عربية كانت تسكن جنوب المملكة، ولم ترحل عنها إلا بعد قيام الدولة اليهودية. ومن هنا يجب إدراك حقيقة هذا التعدد والكفّ عن محاولات إخفائه وطمسه وكأنّه عيب