كان الحسين (عليه السلام) ولم تكن الأخلاق سيدة العلاقات بين المسلمين، فنهض لكي يعيدها إليهم ويتخلقوا بالأخلاق الرسالية التي بعث جده رسول الله (صلى الله عليه وآله) لإتمامها.
الأخلاق.. تلك الركيزة الأولى للبعثة النبوية الشريفة، لولاها لما أثمر مال خديجة ولا سيف علي، ولولاها لما اعتنق الناس دين محمد (صلى الله عليه وآله) إلى يومنا هذان وفي عصر الدولة الأموية قد احتضرت هذه الأخلاق وأوشكت أن تلفظ أنفاسها، فأعاد لها الحسين (عليه السلام) الحياة، وأروى شجرتها الطيبة من دمه الزكي ودماء عياله وأنصاره، وبدأت مرة أخرى تنمو وتثمر.
وليس ما نمارسه من الإبتسامة والترحيب بالآخرين ـ وخاصة من يوافقنا الرأي والمذهب، أو يشترك معنا في المصلحة المادية ـ هو الأخلاق كلها، وإنما الأخلاق هي ما كان عليه الحسين (عليه السلام) وجده وأبوه وأمه وأخوه، عندما كانوا يحسنون إلى المسيئين ويعطون الباخلين ويعفون عن الظالمين ويحلمون مع المعاندين.. وهل هناك في المسلمين مَن رقى إلى هذا المرتقى سوى محمّد وأهل بيته ومحبوهم الحقيقيون؟!
ذلك قول الإمام الحسين (عليه السلام): "إن أوصل الناس من وصل من قطعه، والأوصل على مغارسها بفروعها تسمو، فمن تعجّل لأخيه خيراً وجده، ومن أحسن أحسن الله، إليه والله يحب المحسنين".
لقد تجسّدت الأخلاق الكريمة بأروع مفرداتها في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) وهو في أصعب الحالات، التي بأقلها يبرر البعض تجانبه عن الأخلاق، وهذه من عظمة الإمام الكاشفة عن خساسة أعدائه، فهو رغم مصائبه الفجيعة التي لاقاها في كربلاء، ورغم مظلوميته المحزنة ـ وهو القائد الأكفأ والإمام الحق ـ، فقد جرى مع الأخلاق جري السنن الإلهية في الكون، حتى وكأن ثورته إنما جاءت لقلب نظام الأخلاق السيئة لصالح نظام أخلاقي عظيم، وظلّت الحاجة إلى الأخلاق الحسينية تستحث المسلمين في طول التاريخ وتستحثنا اليوم أكثر من أمس، لأن الحسين بمفهومه الأخلاقي الحسن لا يزال مهجوراً في أكثرية الأمة وغريباً في كثير من الشيعة أيضاً، ولن يتغير أي واقع سلبي من حولنا إلا بقراءة واعية في تلك القيم الأخلاقية، وإرادة عالية على التغيير والتكامل، إرادة قد تحررت من العصبيات الضاربة في العادات السلبية المسترسلة.
من هنا كان على الفرد المسلم والشيعي بالخصوص أن يدوس مسبقاته العصبية، حتى يسمو بعدها إلى محاسن الصفات الأخلاقية، لأنها تسلك بصاحبها إلى سبل النجاح في الدنيا وتدخله الجنة بعد الممات، ويستحق هذا النجاح الشامل أن يبذل له العاقل جهده باستمرار وبيقظة دائمة ومراقبة هادفة لسيرته، وهذا ما علمنا الحسين (عليه السلام) في التزاماته الأخلاقية التي استقام عليها إلى اخر لحظات عمره المبارك، فالاخلاق الحسينية تعني عندنا التزام الفرد بالقيم الأخلاقية على كافة الأصعدة.
وانطلاقاً من قول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، فإننا مدعوون إلى تأصيل هذه الأخلاق في سلوكياتنا كلها.
المصدر: شبكة جنة الحسين (عليه السلام)
الأخلاق.. تلك الركيزة الأولى للبعثة النبوية الشريفة، لولاها لما أثمر مال خديجة ولا سيف علي، ولولاها لما اعتنق الناس دين محمد (صلى الله عليه وآله) إلى يومنا هذان وفي عصر الدولة الأموية قد احتضرت هذه الأخلاق وأوشكت أن تلفظ أنفاسها، فأعاد لها الحسين (عليه السلام) الحياة، وأروى شجرتها الطيبة من دمه الزكي ودماء عياله وأنصاره، وبدأت مرة أخرى تنمو وتثمر.
وليس ما نمارسه من الإبتسامة والترحيب بالآخرين ـ وخاصة من يوافقنا الرأي والمذهب، أو يشترك معنا في المصلحة المادية ـ هو الأخلاق كلها، وإنما الأخلاق هي ما كان عليه الحسين (عليه السلام) وجده وأبوه وأمه وأخوه، عندما كانوا يحسنون إلى المسيئين ويعطون الباخلين ويعفون عن الظالمين ويحلمون مع المعاندين.. وهل هناك في المسلمين مَن رقى إلى هذا المرتقى سوى محمّد وأهل بيته ومحبوهم الحقيقيون؟!
ذلك قول الإمام الحسين (عليه السلام): "إن أوصل الناس من وصل من قطعه، والأوصل على مغارسها بفروعها تسمو، فمن تعجّل لأخيه خيراً وجده، ومن أحسن أحسن الله، إليه والله يحب المحسنين".
لقد تجسّدت الأخلاق الكريمة بأروع مفرداتها في سيرة الإمام الحسين (عليه السلام) وهو في أصعب الحالات، التي بأقلها يبرر البعض تجانبه عن الأخلاق، وهذه من عظمة الإمام الكاشفة عن خساسة أعدائه، فهو رغم مصائبه الفجيعة التي لاقاها في كربلاء، ورغم مظلوميته المحزنة ـ وهو القائد الأكفأ والإمام الحق ـ، فقد جرى مع الأخلاق جري السنن الإلهية في الكون، حتى وكأن ثورته إنما جاءت لقلب نظام الأخلاق السيئة لصالح نظام أخلاقي عظيم، وظلّت الحاجة إلى الأخلاق الحسينية تستحث المسلمين في طول التاريخ وتستحثنا اليوم أكثر من أمس، لأن الحسين بمفهومه الأخلاقي الحسن لا يزال مهجوراً في أكثرية الأمة وغريباً في كثير من الشيعة أيضاً، ولن يتغير أي واقع سلبي من حولنا إلا بقراءة واعية في تلك القيم الأخلاقية، وإرادة عالية على التغيير والتكامل، إرادة قد تحررت من العصبيات الضاربة في العادات السلبية المسترسلة.
من هنا كان على الفرد المسلم والشيعي بالخصوص أن يدوس مسبقاته العصبية، حتى يسمو بعدها إلى محاسن الصفات الأخلاقية، لأنها تسلك بصاحبها إلى سبل النجاح في الدنيا وتدخله الجنة بعد الممات، ويستحق هذا النجاح الشامل أن يبذل له العاقل جهده باستمرار وبيقظة دائمة ومراقبة هادفة لسيرته، وهذا ما علمنا الحسين (عليه السلام) في التزاماته الأخلاقية التي استقام عليها إلى اخر لحظات عمره المبارك، فالاخلاق الحسينية تعني عندنا التزام الفرد بالقيم الأخلاقية على كافة الأصعدة.
وانطلاقاً من قول الله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)، فإننا مدعوون إلى تأصيل هذه الأخلاق في سلوكياتنا كلها.
المصدر: شبكة جنة الحسين (عليه السلام)