ِبسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ }فصلت33
إن لطلبة العلم وما لهم من خصوصية مقامات عظيمة أشارت إليها السنة الشريفة والأحاديث المستفيضة ، وطالب العلم العظيم حقا هو الذي يهتم للأمور العظام ، ولا نعتقد أن هناك أمرا ًأعظم من أمر محمد وآل محمد (عليهم السلام) المتمثل اليوم بمقام مولانا الحجة بن الحسن (عجل الله فرجه الشريف) ، حيث أن قضية التمهيد لظهوره المقدس تقع مسؤوليتها على عاتقنا جميعا ًوبالخصوص طلبة العلم الذين يُتعبون أنفسهم ويستنزفون أفكارهم في سبيل تحصيل المراتب العلمية وتوظيفها في خطّ التمهيد المقدس . فإذا كان طالب العلم يعلو عند الناس لكفاحه وجِده في أسباب تحصيله العلمي ، فإن الذي يعلو عند الله تعالى ، هو الذي يكافح من أجل أن يُقيم صرح الإسلام المحمدي الأصيل في الأرض لا أن يكتفي بارتداء زيّه الحوزوي ويكون بئرا معطلة ، بل من واجباته الدينية المقدسة هو أن يعلم الناس الفهم الرسالي والتمهيد الصادق للزعيم المغيّب ، ويتبحر مع أفكاره وجوانحه لبيان حقه المضيع وكشف مظلوميته وذلك من خلال كتاباته وبحوثه وخطاباته ، حتى يُجنب الناس غفلتهم عن إمامهم المهدي (عليه السلام) ويحذرهم من سبل الجهل والظلام ، والانضواء تحت رايات الضلال ...
إخوتنا أعزتنا قدوتنا - طلبة العلم - أنسيتم إن طالب العلم هو حبيب الله ، وولي من أولياءه ، وصفوة من أصفياءه ، وخيرة من خلقه ، فهو أحب أهل الأرض إلى الله ، وهو أول من يستجيب لدعوة إمامه ، يدعو الناس إلى نصرته ، ويحثهم على استجابة دعوته ، ( فو الله الذي لا إله إلا هو ) ، إن العمل على التمهيد للظهور المقدس عند طلبة العلم بما يطرحونه من كتب وبحوث ومحاضرات عقائدية سليمة ينقذون بها بسطاء الناس من الغرق في وحل الظلام والضلال لهو خير الأعمال عند الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك بما عندهم من ملكة العلم والمعرفة والإيمان واليقين بقضية إمامنا المهدي (عليه السلام) ما ليس عند غيرهم من بقية الناس .
فطالب العلم الداعي إلى الله تعالى يسعى لتحقيق إرادته العليا ، وليُحقق مراد الله من الخلق ، لأنه يتبع آثار الأنبياء والأوصياء ويقتدي بهم ليصور للناس حقيقة المنهج المهدوي وبيان واقعيتها التي لا تقبل الشك ، ومن هنا ينال (طالب العلم) هذا الشرف الرفيع ليكون أحب خلق الله أليه جل وعلا ...
أحبتنا أسوتنا - طلبة العلم – نُذكركم بأن الواجب العقلي والشرعي اليوم يفرض عليكم أن تكونوا أنتم السباقون إلى نشر الفكر المهدوي الحق المنزه عن الشبهات والأباطيل البعيد عن الخيال والأساطير والفهم السطحي الساذج وذلك بما مكنكم ربكم وتفضل عليكم بالمعارف والعلوم ، فأنتم أكثر الخلق وعيا وإدراكا ، و صبرا وإيمانا ، وتعبا وعناءً ، وأكثرهم ألما وحزنا ، لقضية الله ومعاناة أولياءه ، وكذلك أنتم أكثر الناس تلذذا بذكر الله وذكر إمامكم المهدي (عليه السلام) فأنتم أهلا لطاعته و نصرته (عليه السلام) ، تمر بكم لحظات من حلاوة الإيمان بقضية إمامكم تنسيكم كل تلك الآلام والأحزان ، وهذا ما لا يجده غيركم إلا في النادر . إن مصدر آلام (طلبة العلم الحقيقيون) هو أنهم يرون انتفاش الباطل وكثرة المعرضين والمغرضين ، وهم يعلمون علم اليقين إن المهدي (عليه السلام) هو الحق المبين ، فنناشدكم ونتوسل إليكم ألا تبخلوا بفكركم ووعيكم وجهادكم على الناس ؟؟ أنسيتم أنكم أكثر الناس مسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ؟؟ أنسيتم إن هناك علماء وفقهاء وطلبة يأتي بهم الله جل وعلا يوم القيامة فيعرضهم على الخلق جميعا فيقول الملائكة هؤلاء هم البخلاء الذين لم ينتفع الناس بعلمهم فيأتي النداء أن اجعلوا الخلق تطأ رؤوسهم حتى تسيل أدمغتهم من آذانهم ؟!
فيا أحبتنا يا طلبة العلم انتم القدوة والأسوة وأنتم الأدلاء على الله تبارك وتعالى ، فبادروا بكتاباتكم وبحوثكم ومحاضراتكم ( فإن الفجر قد لاح وآن للظهور الفلاح ) .
قال تعالى : " فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ "يونس72
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على الهداة الميامين محمد وآله الطيبين الطاهرين .
مؤسسة
مهدي الأمم الثقافية