الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم .
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
الحديث الشريف ( كنت نبياً و آدم بين الماء و الطين ) رواه الشيعة و السنة بألفاظ متعددة و إليك بعض المصادر :
*********************************
المستدرك - الحاكم النيسابوري ج 2 ص 608 : -
( حدثنا ) أبو النضر الفقيه واحمد بن محمد بن سلمة العنزي ( قالا ) ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن سنان العوفى ثنا ابراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفخر قال قلت لرسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
*********************************
مجمع الزوائد - الهيثمي ج 8 ص 223 : -
وعن ميسرة العجر قال قلت يارسول الله متى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد . رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قيل يا رسول الله متى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد . رواه الطبراني في الأوسط والبزار ، وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف .
*********************************
الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 5 ص 184 :
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج ابن سعد رضي الله عنه قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم متى استنبئت قال وآدم بين الروح والجسد حين أخذ منى الميثاق * وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * واخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة قال بين خلق آدم ونفخ الروح فيه * وأخرج أبو نعيم عن الصنابحي قال قال عمر رضي الله عنه متى جعلت نبيا قال وآدم منجدل في الطين * وأخرج ابن سعد عن ابن أبى الجدعاء رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والطين * وأخرج ابن أبى شيبة عن قتادة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال بدئ بي في الخير وكنت آخرهم في البعث * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال ذكر لنا إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث .
*********************************
فتح القدير - الشوكاني ج 4 ص 267 :
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك قال وآدم بين الروح والجسد وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عنه قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد وفي الباب أحاديث قد صحح بعضها .
*********************************
الإصابة - ابن حجر ج 6 ص 189 :
من طريق بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد وهذا سند قوي ..........وأخرجه من طريق أخرى عن حماد فقال عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله وأخرجه أحمد من هذا الوجه وسنده صحيح .
*********************************
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – عليه الرحمة - ج 18 :
اعلم أن الذي ظهر لي من الأخبار المعتبرة و الآثار المستفيضة هو أنه( ص ) كان قبل بعثته مذ أكمل الله عقله في بدو سنه نبيا مؤيدا بروح القدس يكلمه الملك و يسمع الصوت و يرى في المنام ثم بعد أربعين سنة صار رسولا و كلمه الملك معاينة و نزل عليه القرآن و أمر بالتبليغ و كان يعبد الله قبل ذلك بصنوف العبادات إما موافقا لما أمر به الناس بعد التبليغ و هو أظهر أو على وجه آخر إما مطابقا لشريعة إبراهيم ع أو غيره ممن تقدمه من الأنبياء ع لا على وجه كونه تابعا لهم و عاملا بشريعتهم بل بأن ما أوحي إليه ص كان مطابقا لبعض شرائعهم أو على وجه آخر نسخ بما نزل عليه بعد الإرسال و لا أظن أن يخفى صحة ما ذكرت على ذي فطرة مستقيمة و فطنة غير سقيمة بعد الإحاطة بما أسلفنا من الأخبار في هذا الباب و أبواب أحوال الأنبياء ع و ما سنذكره بعد ذلك في كتاب الإمامة و لنذكر بعض الوجوه لزيادة الاطمئنان على وجه الإجمال .
الأول : أن ما ذكرنا من كلام أمير المؤمنين( ع ) من خطبته القاصعة المشهورة بين العامة و الخاصة يدل على أنه ص من لدن كان فطيماً كان مؤيدا بأعظم ملك يعلمه مكارم الأخلاق و محاسن الآداب و ليس هذا إلا معنى النبوة كما عرفت في الأخبار الواردة في معنى النبوة و هذا الخبر مؤيد بأخبار كثيرة سبقت في الأبواب السابقة في باب منشئه ص و باب تزويج خديجة و غيرها من الأبواب.
الثاني : الأخبار المستفيضة الدالة على أنهم ع مؤيدون بروح القدس من بدء حالهم بنحو ما مر من التقرير .
الثالث : صحيحة الأحول و غيرها حيث قال نحو ما كان رأى رسول الله ( ص ) من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل من عند الله بالرسالة فدلت على أنه ( ص ) كان نبيا قبل الرسالة و يؤيده الخبر المشهور عنه ( ص ) كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين أو بين الروح و الجسد
و يؤيده أيضا الأخبار الكثيرة الدالة على أن الله تعالى اتخذ إبراهيم ( ع ) عبدا قبل أن يتخذه نبيا و أن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و أن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و أن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما.
الرابع : ما رواه الكليني في الصحيح عن يزيد الكناسي قال سألت أبا جعفر ( ع ) أ كان عيسى ابن مريم حين تكلم في المهد حجة لله على أهل زمانه فقال كان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل أ ما تسمع لقوله حين قال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّا قلت فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال و هو في المهد فقال كان عيسى في تلك الحال آية للناس و رحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها و كان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان و كان زكريا الحجة لله على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة و هو صبي صغير أ ما تسمع لقوله عز و جل يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيّا فلما بلغ عيسى ( ع ) سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحى الله تعالى إليه فكان عيسى الحجة على يحيى و على الناس أجمعين إلى آخر الخبر. و قد ورد في أخبار كثيرة أن الله لم يعط نبيا فضيلة و لا كرامة و لا معجزة إلا و قد أعطاه نبينا ( ص ) فكيف جاز أن يكون عيسى ( ع ) في المهد نبيا و لم يكن نبينا ( ص ) إلى أربعين سنة نبيا و يؤيده ما مر في أخبار ولادته ( ص ) و ما ظهر منه في تلك الحال من إظهار النبوة و ما مر و سيأتي من أحوالهم و كمالهم في عالم الأظلة و عند الميثاق و أنهم كانوا يعبدون الله تعالى و يسبحونه في حجب النور قبل خلق آدم ( ع ) و أن الملائكة منهم تعلموا التسبيح و التهليل و التقديس إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في بدء أنوارهم . و يؤيده ما ورد في أخبار ولادة أمير المؤمنين ع أنه ( ع ) قرأ الكتب السماوية على النبي ص بعد ولادته و ما سيأتي من أن القائم (ع) في حجر أبيه ( ع ) أجاب عن المسائل الغامضة و أخبر عن الأمور الغائبة و كذا سائر الأئمة ( ع ) كما سيأتي في أخبار ولادتهم ( ع ) و معجزاتهم فكيف يجوز عاقل أن يكون النبي ( ص ) في ذلك أدون منهم جميعا.
الخامس : أنه ص بعد ما بلغ حد التكليف لا بد من أن يكون إما نبياً عاملا بشريعته أو تابعا لغيره لما سيأتي من الأخبار المتواترة أن الله لا يخلي الزمان من حجة و لا يرفع التكليف عن أحد و قد كان في زمانه أوصياء عيسى ( ع ) و أوصياء إبراهيم ( ع ) فلو لم يكن أوحي إليه بشريعة و لم يعلم أنه نبي كيف جاز له أن لا يتابع أوصياء عيسى ( ع ) و لا يعمل بشريعتهم إن كان عيسى ( ع ) مبعوثا إلى الكافة و إن لم يكن مبعوثا إلى الكافة و كان شريعة إبراهيم ( ع ) باقيا في بني إسماعيل كما هو الظاهر فكان عليه أن يتبع أوصياء إبراهيم ( ع ) و يكونوا حجة عليه ( ص ) و هو باطل بوجهين : أحدهما أنه يلزم أن يكونوا أفضل منه كما مر تقريره.
و ثانيهما ما مر من نفي كونه محجوجا بأبي طالب و بأبيه بل كانا مستودعين للوصايا.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ونسألكم الدعاء جزيتم خيرا
و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .
و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين .
الحديث الشريف ( كنت نبياً و آدم بين الماء و الطين ) رواه الشيعة و السنة بألفاظ متعددة و إليك بعض المصادر :
*********************************
المستدرك - الحاكم النيسابوري ج 2 ص 608 : -
( حدثنا ) أبو النضر الفقيه واحمد بن محمد بن سلمة العنزي ( قالا ) ثنا عثمان بن سعيد الدارمي ومحمد بن سنان العوفى ثنا ابراهيم بن طهمان عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفخر قال قلت لرسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
*********************************
مجمع الزوائد - الهيثمي ج 8 ص 223 : -
وعن ميسرة العجر قال قلت يارسول الله متى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد . رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح . وعن عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد . رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح . وعن ابن عباس قال قيل يا رسول الله متى كتبت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد . رواه الطبراني في الأوسط والبزار ، وفيه جابر بن يزيد الجعفي وهو ضعيف .
*********************************
الدر المنثور - جلال الدين السيوطي ج 5 ص 184 :
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج ابن سعد رضي الله عنه قال قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم متى استنبئت قال وآدم بين الروح والجسد حين أخذ منى الميثاق * وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * واخرج أحمد والبخاري في تاريخه والطبراني والحاكم وصححه وأبو نعيم والبيهقي معا في الدلائل عن ميسرة الفخر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج الحاكم وأبو نعيم والبيهقي عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم متى وجبت لك النبوة قال بين خلق آدم ونفخ الروح فيه * وأخرج أبو نعيم عن الصنابحي قال قال عمر رضي الله عنه متى جعلت نبيا قال وآدم منجدل في الطين * وأخرج ابن سعد عن ابن أبى الجدعاء رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله متى جعلت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد * وأخرج ابن سعد عن مطرف بن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه إن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والطين * وأخرج ابن أبى شيبة عن قتادة رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال بدئ بي في الخير وكنت آخرهم في البعث * وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه وإذا أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح قال ذكر لنا إن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث .
*********************************
فتح القدير - الشوكاني ج 4 ص 267 :
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال قيل يا رسول الله متى أخذ ميثاقك قال وآدم بين الروح والجسد وأخرج البزار والطبراني في الأوسط وأبو نعيم في الدلائل عنه قال قيل يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد وفي الباب أحاديث قد صحح بعضها .
*********************************
الإصابة - ابن حجر ج 6 ص 189 :
من طريق بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن ميسرة الفجر قال قلت يا رسول الله متى كنت نبيا قال وآدم بين الروح والجسد وهذا سند قوي ..........وأخرجه من طريق أخرى عن حماد فقال عبد الله بن شقيق عن رجل قال قلت يا رسول الله وأخرجه أحمد من هذا الوجه وسنده صحيح .
*********************************
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – عليه الرحمة - ج 18 :
اعلم أن الذي ظهر لي من الأخبار المعتبرة و الآثار المستفيضة هو أنه( ص ) كان قبل بعثته مذ أكمل الله عقله في بدو سنه نبيا مؤيدا بروح القدس يكلمه الملك و يسمع الصوت و يرى في المنام ثم بعد أربعين سنة صار رسولا و كلمه الملك معاينة و نزل عليه القرآن و أمر بالتبليغ و كان يعبد الله قبل ذلك بصنوف العبادات إما موافقا لما أمر به الناس بعد التبليغ و هو أظهر أو على وجه آخر إما مطابقا لشريعة إبراهيم ع أو غيره ممن تقدمه من الأنبياء ع لا على وجه كونه تابعا لهم و عاملا بشريعتهم بل بأن ما أوحي إليه ص كان مطابقا لبعض شرائعهم أو على وجه آخر نسخ بما نزل عليه بعد الإرسال و لا أظن أن يخفى صحة ما ذكرت على ذي فطرة مستقيمة و فطنة غير سقيمة بعد الإحاطة بما أسلفنا من الأخبار في هذا الباب و أبواب أحوال الأنبياء ع و ما سنذكره بعد ذلك في كتاب الإمامة و لنذكر بعض الوجوه لزيادة الاطمئنان على وجه الإجمال .
الأول : أن ما ذكرنا من كلام أمير المؤمنين( ع ) من خطبته القاصعة المشهورة بين العامة و الخاصة يدل على أنه ص من لدن كان فطيماً كان مؤيدا بأعظم ملك يعلمه مكارم الأخلاق و محاسن الآداب و ليس هذا إلا معنى النبوة كما عرفت في الأخبار الواردة في معنى النبوة و هذا الخبر مؤيد بأخبار كثيرة سبقت في الأبواب السابقة في باب منشئه ص و باب تزويج خديجة و غيرها من الأبواب.
الثاني : الأخبار المستفيضة الدالة على أنهم ع مؤيدون بروح القدس من بدء حالهم بنحو ما مر من التقرير .
الثالث : صحيحة الأحول و غيرها حيث قال نحو ما كان رأى رسول الله ( ص ) من أسباب النبوة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل من عند الله بالرسالة فدلت على أنه ( ص ) كان نبيا قبل الرسالة و يؤيده الخبر المشهور عنه ( ص ) كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين أو بين الروح و الجسد
و يؤيده أيضا الأخبار الكثيرة الدالة على أن الله تعالى اتخذ إبراهيم ( ع ) عبدا قبل أن يتخذه نبيا و أن الله اتخذه نبيا قبل أن يتخذه رسولا و أن الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا و أن الله اتخذه خليلا قبل أن يجعله إماما.
الرابع : ما رواه الكليني في الصحيح عن يزيد الكناسي قال سألت أبا جعفر ( ع ) أ كان عيسى ابن مريم حين تكلم في المهد حجة لله على أهل زمانه فقال كان يومئذ نبيا حجة لله غير مرسل أ ما تسمع لقوله حين قال إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيّا وَ جَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَ أَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَ الزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيّا قلت فكان يومئذ حجة لله على زكريا في تلك الحال و هو في المهد فقال كان عيسى في تلك الحال آية للناس و رحمة من الله لمريم حين تكلم فعبر عنها و كان نبيا حجة على من سمع كلامه في تلك الحال ثم صمت فلم يتكلم حتى مضت له سنتان و كان زكريا الحجة لله على الناس بعد صمت عيسى بسنتين ثم مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمة و هو صبي صغير أ ما تسمع لقوله عز و جل يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيّا فلما بلغ عيسى ( ع ) سبع سنين تكلم بالنبوة و الرسالة حين أوحى الله تعالى إليه فكان عيسى الحجة على يحيى و على الناس أجمعين إلى آخر الخبر. و قد ورد في أخبار كثيرة أن الله لم يعط نبيا فضيلة و لا كرامة و لا معجزة إلا و قد أعطاه نبينا ( ص ) فكيف جاز أن يكون عيسى ( ع ) في المهد نبيا و لم يكن نبينا ( ص ) إلى أربعين سنة نبيا و يؤيده ما مر في أخبار ولادته ( ص ) و ما ظهر منه في تلك الحال من إظهار النبوة و ما مر و سيأتي من أحوالهم و كمالهم في عالم الأظلة و عند الميثاق و أنهم كانوا يعبدون الله تعالى و يسبحونه في حجب النور قبل خلق آدم ( ع ) و أن الملائكة منهم تعلموا التسبيح و التهليل و التقديس إلى غير ذلك من الأخبار الواردة في بدء أنوارهم . و يؤيده ما ورد في أخبار ولادة أمير المؤمنين ع أنه ( ع ) قرأ الكتب السماوية على النبي ص بعد ولادته و ما سيأتي من أن القائم (ع) في حجر أبيه ( ع ) أجاب عن المسائل الغامضة و أخبر عن الأمور الغائبة و كذا سائر الأئمة ( ع ) كما سيأتي في أخبار ولادتهم ( ع ) و معجزاتهم فكيف يجوز عاقل أن يكون النبي ( ص ) في ذلك أدون منهم جميعا.
الخامس : أنه ص بعد ما بلغ حد التكليف لا بد من أن يكون إما نبياً عاملا بشريعته أو تابعا لغيره لما سيأتي من الأخبار المتواترة أن الله لا يخلي الزمان من حجة و لا يرفع التكليف عن أحد و قد كان في زمانه أوصياء عيسى ( ع ) و أوصياء إبراهيم ( ع ) فلو لم يكن أوحي إليه بشريعة و لم يعلم أنه نبي كيف جاز له أن لا يتابع أوصياء عيسى ( ع ) و لا يعمل بشريعتهم إن كان عيسى ( ع ) مبعوثا إلى الكافة و إن لم يكن مبعوثا إلى الكافة و كان شريعة إبراهيم ( ع ) باقيا في بني إسماعيل كما هو الظاهر فكان عليه أن يتبع أوصياء إبراهيم ( ع ) و يكونوا حجة عليه ( ص ) و هو باطل بوجهين : أحدهما أنه يلزم أن يكونوا أفضل منه كما مر تقريره.
و ثانيهما ما مر من نفي كونه محجوجا بأبي طالب و بأبيه بل كانا مستودعين للوصايا.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ونسألكم الدعاء جزيتم خيرا