إنه لمن عظيم الأمور ودواعي الأمل والسرور أن نجد بين المسلمين أناس يتحلون بالإنصاف. أناس يمارسون دورهم العلمي التخصصي من دون انحياز. في زمن كثرت فيه الأقلام، وقل فيه الأعلام، وصار فيه الهدف من الكلام هو الكلام. في زمن كهذا نجد أشهر علماء النسب في المغرب يستعملون معاييرهم العلمية دون استكبار أو عصبية، دون اعتبار لمرض الطائفية، يقرون بعد بحث طويل وجهد جليل أن الإمام الحسن العسكري (ع) ثبت أنه كان له ولد إسمه محمد والذي هو الثاني عشر من أئمة الشيعة الإثني عشرية.
فقد ذكر النسابة المغربي المريني العياشي في كتابه "الفهرس في عمود نسب الأدارسة" ما ننقله هنا حرفياً عند ترجمة محمد بن الحسن العسكري:
" محمد بن الحسن بن علي اختفى سنة ٢٦٥ هجرية ولا زال أنصاره ينتظرونه إلى الآن، وأنه سيظهر ويملأ الأرض عدلاً ولذا سمي الإمام المنتظر، كما يعتقدون ". وقول النسابة كما يعتقدون هنا إنما هو في تفاصيل الغيبة وليس في حقيقة ولادة الإمام الثاني عشر (عجل الله فرجه). ودليلنا على هذا كون النسابة لم ينف، ولم يشكك في ولادته لا قبل ولا بعد فصل ترجمته، وكأنه يرسلها إرسال المسلمات ولم يذكر حتى الأقوال الشاذة النافية لذالك.
وذكر النسابة الحاج الطاهر بن عبد السلام اللهيوي في "كتاب الحصن المتين للشرفاء أولاد مولاي عبد السلام مع أبناء عمهم العلميين " في ترجمة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ما نصه:
"مات بسامراء سنة ٢٦٠ هجرية وكان ميلاده سنة ٢٣٢ هجرية وله من العمر ٢٨ سنة.. ويقال إنه مات مسموماً أيضاً. ولم يخلف غير ولده ووارث سره محمد". أقول: سلام الله عليه وعلى آبائه.
ويذكر النسابة اللهيوي أيضاً في ترجمة امامنا المهدي (سلام الله عليه) تحت عنوان "أبو القاسم محمد الحجة" ما نصه:
"فهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، وكان له من العمر عند وفاة أبيه خمس سنوات وهو آخر الائمة الإثني عشرية".. وذكر في ذيل الترجمة أنه يوجد من الأحاديث عن غيبته ما له طرق الصحيح ومنها ما له طرق الضعيف. وفي آخر نفس الصفحة توضيح نصه:
" وكانوا إثني عشر وصياً بإضافة الإمام الحسن بن علي (رضي الله عنهم) " .
هنا نشير إلى بعض الإستنتاجات:
أولاً: إن الأقوال المشككة في ولادة الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) إنما هي أقوال شاذة معارضة للنقل قبل أن تكون معارضة للعقل. فإذا كان أهل الخبرة من النسابة يسلمون بأمر ولادته (عليه السلام)، فلا يلتفت إذن لرأي الشواذ.
ثانياً: إنه من الثابث عند أهل الخبرة تمسك الشيعة الإثني عشرية بسلسلة من الأوصياء كما جاء في الإشارة الواضحة للنسابة اللهيوي في الفقرة المخصصة له. وهذا مبعث الإطمئنان بأن الشيعة الإمامية الإثني عشرية ناصعة الإنتماء إلى سلسلة تبدأ في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتنتهي في المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف).
ثالثاً: لا يجوز عقلاً للشرفاء المغاربة – السادة - إنكار ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه). وذلك لكون موثقي نسبهم الشريف من النسابة الكبار يسلمون بولادته. والتسليم بالشيء أقوى من تصحيحه أو اعتباره، فكبار النسابة ممن ذكرنا يتحدثون عن أنساب صحيحة في كتبهم ولكنهم عندما يتحدثون عن محمد بن الحسن العسكري تراهم وكأنهم يتحدثون عن الحسن بن علي بن أبي طالب. إذ الإبن من الأب فيما ذكرنا يعد من المسلمات.
إنه وبالرغم من أن تفاصيل مسألة اختفاء أو غيبة الإمام الثاني عشر (عجل الله فرجه) لا تزال محل اختلاف بين مسلمي العالم. إلا أن مسألة ولادته لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون محل خلاف بينهم. وما ذكرناه ليس إلا نقطة من بحر لإثبات الولادة المباركة. فبناءً على هذا وجب التصدي المعرفي لمروجي الآراء والأقوال الشاذة بين المسلمين.
للامانة منقول:
http://www.jbolushi.com/vb/showthread.php?t=1331
فقد ذكر النسابة المغربي المريني العياشي في كتابه "الفهرس في عمود نسب الأدارسة" ما ننقله هنا حرفياً عند ترجمة محمد بن الحسن العسكري:
" محمد بن الحسن بن علي اختفى سنة ٢٦٥ هجرية ولا زال أنصاره ينتظرونه إلى الآن، وأنه سيظهر ويملأ الأرض عدلاً ولذا سمي الإمام المنتظر، كما يعتقدون ". وقول النسابة كما يعتقدون هنا إنما هو في تفاصيل الغيبة وليس في حقيقة ولادة الإمام الثاني عشر (عجل الله فرجه). ودليلنا على هذا كون النسابة لم ينف، ولم يشكك في ولادته لا قبل ولا بعد فصل ترجمته، وكأنه يرسلها إرسال المسلمات ولم يذكر حتى الأقوال الشاذة النافية لذالك.
وذكر النسابة الحاج الطاهر بن عبد السلام اللهيوي في "كتاب الحصن المتين للشرفاء أولاد مولاي عبد السلام مع أبناء عمهم العلميين " في ترجمة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) ما نصه:
"مات بسامراء سنة ٢٦٠ هجرية وكان ميلاده سنة ٢٣٢ هجرية وله من العمر ٢٨ سنة.. ويقال إنه مات مسموماً أيضاً. ولم يخلف غير ولده ووارث سره محمد". أقول: سلام الله عليه وعلى آبائه.
ويذكر النسابة اللهيوي أيضاً في ترجمة امامنا المهدي (سلام الله عليه) تحت عنوان "أبو القاسم محمد الحجة" ما نصه:
"فهو محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه)، وكان له من العمر عند وفاة أبيه خمس سنوات وهو آخر الائمة الإثني عشرية".. وذكر في ذيل الترجمة أنه يوجد من الأحاديث عن غيبته ما له طرق الصحيح ومنها ما له طرق الضعيف. وفي آخر نفس الصفحة توضيح نصه:
" وكانوا إثني عشر وصياً بإضافة الإمام الحسن بن علي (رضي الله عنهم) " .
هنا نشير إلى بعض الإستنتاجات:
أولاً: إن الأقوال المشككة في ولادة الإمام المنتظر (عجل الله فرجه) إنما هي أقوال شاذة معارضة للنقل قبل أن تكون معارضة للعقل. فإذا كان أهل الخبرة من النسابة يسلمون بأمر ولادته (عليه السلام)، فلا يلتفت إذن لرأي الشواذ.
ثانياً: إنه من الثابث عند أهل الخبرة تمسك الشيعة الإثني عشرية بسلسلة من الأوصياء كما جاء في الإشارة الواضحة للنسابة اللهيوي في الفقرة المخصصة له. وهذا مبعث الإطمئنان بأن الشيعة الإمامية الإثني عشرية ناصعة الإنتماء إلى سلسلة تبدأ في علي بن أبي طالب (عليه السلام) وتنتهي في المهدي المنتظر (عجل الله فرجه الشريف).
ثالثاً: لا يجوز عقلاً للشرفاء المغاربة – السادة - إنكار ولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه). وذلك لكون موثقي نسبهم الشريف من النسابة الكبار يسلمون بولادته. والتسليم بالشيء أقوى من تصحيحه أو اعتباره، فكبار النسابة ممن ذكرنا يتحدثون عن أنساب صحيحة في كتبهم ولكنهم عندما يتحدثون عن محمد بن الحسن العسكري تراهم وكأنهم يتحدثون عن الحسن بن علي بن أبي طالب. إذ الإبن من الأب فيما ذكرنا يعد من المسلمات.
إنه وبالرغم من أن تفاصيل مسألة اختفاء أو غيبة الإمام الثاني عشر (عجل الله فرجه) لا تزال محل اختلاف بين مسلمي العالم. إلا أن مسألة ولادته لا يجوز بحال من الأحوال أن تكون محل خلاف بينهم. وما ذكرناه ليس إلا نقطة من بحر لإثبات الولادة المباركة. فبناءً على هذا وجب التصدي المعرفي لمروجي الآراء والأقوال الشاذة بين المسلمين.
للامانة منقول:
http://www.jbolushi.com/vb/showthread.php?t=1331