بسم الله الرحمن الرحيم
من أقصى ما يتمناه المرء إتقان عمله وزيادة الإنتاجية ، وهي أمنية يعمل عليها الفرد لمسببات كثيرة منها ما يمس إرضاء الآخرين من حوله ، إما بدافع الحب كأن يرضي الموظف الشاب والديه أو رئيسه قبلها إرضاء رب العالمين ، أو بدافع الالتزام كأن يكسب رب الأسرة رزق العيش من عمل يكدفيه يومه لا ينتظر إلى الراتب الشهري مقصيا الأحلام والطموحات فلا مكان لها مع شظف العيش ومتطلبات التزامات الحياة المعاصرة .
فتحدد الإنتاجية في المدرسة العلاقة بين المدير والمشرف التربوي ، فالعلاقات الإيجابية بين الأفراد في المنظومة الواحدة والتي تعتمد على تفهم عميق لقدرات الأفراد وطاقاتهم وإمكانياتهم وظروفهم ودوافعهم وحاجاتهم , واستخدام كل هذه العوامل مجتمعة في حفزهم على العمل معاً كجماعة تسعى إلى تحقيق هدف ما في جو من التفاهم والتعاون والتعاطف لنيل أعلى درجات الإنتاجية في العمل فالأساس المعرفي بقدرات الأشخاص هو الذي يحدد هذه الإنتاجية بحيث لا يكلف بما لا يستطيع أدائه خارج معارف الشخص واقصد هنا المدير وينتج من ذلك تقريب وجهات النظر بين المشرف والمدير بحيث لا يخرق قانون هنا أو هناك ، ليصب العمل بتقريب وجهات النظر بمراجعة القوانين النافذة وتقبل وجهة النظر المخالفة بعد المراجعة وعدم التزمت بالرأي المطروح من هذا الشخص او ذاك ( المدير والمشرف ) والتفهم للأفكار المطورة للإنتاجية داخل المدرسة والتي تصب بالنهاية بالاحترام المتبادل للأفكار والإيمان بأهمية العمل الجماعي واحترام الموروث الثقافي .
إن الأساس المهني لأي دائرة والتي تعتبر المدرسة من اهم مرتكزات العملية التربوية هو معرفة المهام المسندة واحترام تلك المهمات المناطة بالأشخاص ومعرفة حدودها ضمن الأنظمة والقوانين المنظمة للعمل التربوي والتي أساسها معرفة الصلاحيات .
فالاحترام المتبادل وحسن الاستقبال والضيافة وتهيئة المكان المناسب للمشرف التربوي حسب الإمكانات المتاحة داخل المدرسة وتسهيل مهمته واعتبار المشرف التربوي من أسرة المدرسة وعدم التذمر من زيارته واحترام وجهات النظر المتبادلة واحترام وقت الآخر ، وبناء الثقة المتبادلة وصدق التعامل والموضوعية في طرح الآراء والشفافية في النقد والنقاش والمحافظة على سرية المعلومات في المجالات الخاصة بين المشرف والمدير وإشراك المشرف ببعض القرارات المهمة التي يتخذها المدير وعدم تحميل أي طرف للآخر تبعات ذلك الإجراء بعد المشاورة واتخاذ القرار المناسب .
فالنظرة الايجابية للتعامل وفق مبدأ حسن النية والتركيز على الايجابيات في الحديث والمواقف وعدم تضخيم الأخطاء وإبداء التفاؤل وعدم تبني الانطباع السابق الذي تولد نتيجة الزيارات السابقة وترك المدير يتحمل بعض الإجراءات والقرارات دون تدخل من قبل المشرف .
كل هذه الإجراءات تساعد على زيادة الإنتاجية في المدرسة والوصول بحالة من التفاهم المسبق بين المشرف والمدير بحيث ترتقي المدرسة ويصبح دور المشرف التربوي موجها ومساعدا لحل بعض ما يعاني المدير من صعوبة هنا وهناك والتي هي مهمة المشرف اصلا .
تربوي كربلائي