بعد السوداني وكريم هل يقدم المالكي استقالته
العديد من ملوك وحكام العراق..وقعوا فريسة الاختيار السيء للحاشية والبطانة والوزراء والموظفين الكبار الذين استغلوا قربهم من الملوك والحكام لينهبوا البلاد ويظلموا العباد..
الملوك والحكام اغلبهم قتلوا وسحلوا في الشوارع..اما وزرائهم وحاشيتهم وبطانتهم -باستثناء القليل منهم-فقد فروا بجلدهم الى الى الخارج تاركين الملك والحاكم يعاني اشد انواع الويل والثبور من الجماهير الغاضبة..
قبل سقوط بغداد..كان النظام الصدامي من اكثر الانظمة السياسية في الشرق الاوسط رغبة في عملية عزل وتغيير الوزراء والحاشية
والقادة الكبار..كان لايثق باحد..ولا احد يثق به..بمجرد وشاية عزل لطيف نصيف جاسم..ليحل محله الصحاف..وفي جلسة عشائرية جعل من علي حسن المجيد وزيرا للدفاع ..ومن خلال امرأة عين برزان التكريتي رئيسا للمخابرات..عدم الثقة هذه جعلته يخطيء كثيرا في عملية الاختيار..وزراؤه وحاشيته وبطانته استغلت موقعها في الدولة لتمارس ابشع انواع السلب والنهب والقتل بذريعة الحفاظ على العروبة والوطن والنظام..انهارت الدولة واصبحت هيكل دولة..قبل ان ينهار صدام..
بعد السقوط..سقوط بغداد..البعض يسميه سقوط الدكتاتورية والدكتاتورية في العراق ابدا لاتسقط..اقول بعد السقوط..لم تكن هناك عمليات تغيير كبيرة في المناصب والحقائب الوزارية والوظيفية الكبيرة..الوزير يبقى محتفظا بمنصبه..ولايستطيع احد مهما كانت صفته ان يزحزحه عن كرسيه قيد انملة..واذا ما تعرض لضغوط سياسية وجماهيرية كبيرة..فان رئيس الوزراء يتوسل به لتقديم استقالته..حتى لايضطر سماحته لاقالته..وبالتالي يسمح للهيئات التشريعية ..بمحاسبته واستجوابه..وحرمانه من مخصصاته المالية..ثم ان المحاسبة والاستفسارات تفتح ملفات قديمة وجديدة ربما تفضح الكثير من خفايا الامور التي تخص شخص رئيس الوزراء وبطانته وربما عائلته..
وزير التجارة فلاح السوداني..اتهمته هيئة النزاهة بسرقة اموال وتزوير سجلات وبيع حبوب فاسدة..يقدم استقالته..بدلا من اقالته..يختار رئيس الوزراء شخصا آخر من حزبه..الصافي..رجل لاكفاءة..ولا نزاهة..ولادراية بالعمل الاداري..تسوء التجارة..البطاقة التموينية كانت عامرة في زمن السوداني قياسا لزمن الصافي..رئيس الوزراء يكرر تجربة الاختيار الخاطيء..هو يعلم ان هناك عباقرة واساتذة في وزارة التجارة اكفأ وأفضل من السوداني والصافي..لكنهم ليس من حزبه..الشعب بحاجة الى وزير تجارة قادر على اغناء مفردات البطاقة التموينية..رئيس الوزراء بحاجة الى شخص يستلم حقيبة التجارة شرط ان يكون من حزبه..المصلحة الحزبية..فوق جميع التطلعات والرغبات الجماهيرية..تسقط وزارة التجارة..وتنهار جميع مؤسساتها..باستثناء مؤسسات السلب والنهب..فهي شامخة ويقظة..وتعرف من اين يؤكل الكتف..
في الفترة الاخيرة..تسجل الصحف وقنوات التلفاز مشادات كلامية بين وزير الكهرباء ووزير النفط..الكهرباء تتهم النفط بعدم كفاية الوقود..النفط تكذب الخبر..الكهرباء تطالب النفط بضرورة زيادة كمية الوقود ..النفط ترفض..
الجو حار..البصرة تشتعل..لاماء صالح للشرب..ولا كهرباء..تنظر الى بنايات ودور المسئولين عامرة ومترفة بقناني الماء الباردة..واجهزة التبريد الشغالة ليلا ونهارا..البصرة ثائرة..البصرة دائما تثور..منذ العصور السالفة..وشرارة الثورات تقدح من البصرة..كريم وحيد يتهم الشهرستاني بسرقة الوقود..الشهرستاني يتهم وحيد ببيع الوقود..اهالي البصرة يفقدون صبرهم..يخرجون الى مبنى مجلس المحافظة الذي يسكن فيها الشلتاغيون ..يصرخون باعلى اصواتهم نادمون..يرفعون صورة فيها كف واصبع مغموس باللون الازرق لكنه مبتور..اهالي البصرة نادمون..لانهم انتخبوا الشلتاغية..يكسرون زجاج النوافذ..شرطة البصرة المزروعة غيرة من رأسها الى قدميها على ابناء مدينتها..ترمي الرصاص على المتظاهرين ..تقتل رجل عراقي من اب عراقي وام عراقية ..وتجرح اثنان..ايضا عراقيان وابويهما عراقيان..احد الجرحى يقتل في اليوم التالي متأثرا بجراحه..شلتاغ يهرب الى القصر الرئاسي الذي شيده صدام..شلتاغ هو من امر الشرطة البصرية..برمي الرصاص على المتظاهرين..شلتاغ يقتل اثنان من اهالي البصرة..يجب ان يعاقبه القانون..لكنه عضوا في دولة
القانون..كيف يحاسب القانون دولة القانون..
المالكي يطالب وحيد كريم بتقديم استقالته..قبل ان يضطر لاقالته..فيحرم وزيره الكفوء جدا من مخصصاته المالية التقاعدية..في نفس الوقت يصرح المالكي بانه ما زال ينظر في ورقة الاستقالة ..انه كفوء ونزيه..لكن قبول استقالته..افضل من اقالته..وحيد كريم يسارع الى تقديم استقالته..ويتحمل المسئولية وحده..طبعا الشهرستاني الذي كان موقفه سلبيا جدا مع وحيد التزم الصمت..المسالة لاتعنيه..فقد كان دائما يحاول تجهيز وزارة الكهرباء بالوقود..
الشهرستاني يعين في اليوم التالي وزيرا للكهرباء..بالوكالة..ياالله..هذا الرجل عبقري ولاينام الليل ابدا..والا كيف يكلف بوزارتين..ولابد انه نجح كثيرا في وزارة النفط..وحقق لها انجازات عظيمة يشار لها بالبنان..خاصة مسالة العقود النفطية مع الشركات العالمية الكبرى..التي بموجبها تمنح الحكومة العراقية لهذه الشركات قيمة سخية جدا من من واردات النفط..المواطن العراقي يشتري برميل النفط بمبلغ ستين الف دينار..والشهرستاني يمنح الاجانب حصة من النفط..الشهرستاني -ولا اعرف هل الشهرستاني يعني انه مولود في مدينة شهرستان الايرانية ام انه لقب العائلة الكريمة-يحاول بناء حقول مشتركة مع ايران..ربما الاراضي الايرانية ادنى مستوى من مستوى الاراضي العراقية..فيذهب النفط العراقي الى ايران بسهولة وببلاش..الشهرستاني ..رجل سياسي معروف الولاءات..وهو زعيم كتلة مستقلين المنظوية تحت لواء دولة القانون الناصع البياض..وهو يحتفظ بعلاقة طيبة جدا بالمرجعية الدينية في النجف..فهو ابنها البار المقدس الذي لايرفض لها امر..خاصة بعد ان عطلت الدراسة الحوزية وكلفت طلابها بمساندته في الانتخابات البرلمانية السابقة..وهو مرشح قوي لرئاسة الوزراء كرجل تسوية اذا ما فشل المالكي والجعفري وعادل عبد المهدي..المرجعية تؤكد مرارا ان رئاسة الوزراء يجب ان لاتخرج من حيز هؤلاء الاربعة..على الرغم من انها وفي عدة مناسبات وجهت علاوي للاسراع بتشكيل الحكومة لان قائمته حصلت على اكبر عدد من المقاعد..مسكين علاوي نايم ورجليه بالشمس..
المالكي قبل استقالة كريم وحيد الاكفا من الشهرستاني والانزه ايضا قياسا للشهرستاني..مثلما قبل استقالة فلاح السوداني الاكفا والانزه قياسا للصافي..
عادة الملوك والحكام..يعزلون الوزراء والقادة ليعينيوا بدلا منهم وزراء وقادة اكفأ وأنزه منهم..المهم ان التظاهرات ما زالت مستمرة..رغم قطع التيار الكهربائي عن المنطقة الخضراء كما يدعي البعض-بين الصدق والكذب اربعة اصابع-ورغم قطع خطوط الطواريء عن دوائر الدولة في بعض المحافظات،ورغم تقييد التظاهرات ببعض المسائل القانونية،ورغم تصريحات رئيس الوزراء بان هذه التظاهرات مدفوعة سياسيا وانه سوف يعاقب المثيرين للشغب اشد العقوبات..سبحان الله..الذين يخرجون للمطالبة بحقوقهم المسلوبة والمنتهكة اصبحوا غوغاء ومثيري شغب..والذين يسرقون مليارات الدولارات..يقدمون استقالتهم..ويسكنون في قصور الخضراء..
في اول تصريح للشهرستاني لوسائل الاعلام ذكر ان بعض المسئولين الكبار في الحكومة العراقية رفضوا قرار القطع المبرمج الذي اذا طبق بصورة صحيحة فان ذلك سوف يؤدي الى توفير ما مقداره 25ميغا واط من التيار الكهربائي يكفي لتجهيز 12 الف و500منزل في بغداد،كما صرح الشهرستاني بانه بصدد اعفاء سبعة مدراء عامون من وزارته الجديدة بسبب تلكؤهم في اداء واجباتهم..وتعيين سبعة مدراء بدلا عنهم طبعا من خواصه واتباعه..الشهرستاني قال بالحرف الواحد انه لا يقدم وعدا لاحد بشان تحسن التيار الكهربائي..يبدو انه تعلم الدرس جيدا من سلفه كريم وحيد الذي هزمته وعوده الكاذبة..الشهرستاني كعادة وزراء المالكي لم يعلن اسماء المسئولين الذين رفضوا القطع المبرمج..مخافة ان تتظاهر الجماهير ضدهم..
المالكي..في وضع لايحسد عليه..التظاهرات مستمرة في اغلب محافظات العراق..اعضاء الائتلاف الوطني ما زالوا يرفضون بشدة تسليم رئاسة الوزراء ليس للمالكي فحسب وانما لكل عضو في حزب الدعوة..المجلس الاعلى ما زال مصرا على عبد المهدي عادل..والتيار الصدري ما زال مصرا على الجعفري ابراهيم..
حتى الكرد يميلون صراحة الى عبد المهدي عادل..وكذلك العراقية في عدة مناسبات صرحت بقبولها عبد المهدي عادل كمرشح تسوية..المالكي-ما ينطيها-حتى لو يقتل جميع ابناء الشعب العراقي..ها هو من جديد يرمي آخر كراته في ملعب القائمة العراقية..اذ صار يفكر بضرورة الانسحاب من احضان الائتلاف الوطني الذي سد عليه جميع الطرق..ليرتمي في احضان علاوي الباردة من كثرة ولعه بالسفر..
المرجعية الدينية التي صرحت على لسان احد وكلاؤها المدعو الخفاف-ان المرجعية سوف تضطر للتدخل اذ ما مرت البلاد بازمة سياسية كبرى-ما زالت ترقب المالكي والمتظاهرين وهي في حيرة من امرها..هل تطالب المتظاهرين بالكف عن المطالبة بابسط حقوقهم المسلوبة من الحكومة المالكية..ام يطالب شلتاغ بضرورة دفع الدية لذوي المتظاهرين الذين قتلوا برصاص جندرمته كما طالب الناجي بضرورة دفع الدية لاهالي النساء اللواتي اغتصبهن في مدرسته الحوزية في ميسان..ام يطالب المالكي بضرورة تقديم استقالته..قبل ان تقيله المرجعية..وتحرمه من بيت المال..
http://www.kitabat.com/i72462.htm