القصيدة السابعة / في حق قمر بني هاشم سيدنا أبي الفضل العباس عليه السلام :
مَلِكُ النهرِ الظامئ
مــِـــــن عــَـــلِـــــــِيّ العُلا ، وأُمِّ الـبَـنــــــيْـنـا === قد زها في الوجودِ فخرُ السنينا
ذا أبو الفضلِ والندى والســـرايـا === مَن غدَتْ لِلذُرى عُلاهُ قَرينا
إنْ دهـى الـخــَـطْبُ فــَــهْوَ عَـبّاسُ حَرْبٍ === أو عـَـــــرا الـــجـَـــــدْبُ كانَ غــيـــثاً مُــبــيــنا
سجدتْ عِندَهُ البُطولاتُ فـخـراً === وازدهتْ في يديهِ تَرفلُ حِينا
ما سَمِعْـنـا بـِـفارسٍ مَلَكَ الماءَ ، === وآلى أن لا يَذوقَ الـمَـعـيـنا
قبلَ أنْ يَشرَبَ الحُسينَ وأهــلٌ === قد تَلَوَّوا على الثرى ظامئينا
وَهْوَ ظامٍ يـَـجـُـولُ في عـَـسْـكرِ الفِـسْـــقِ === لِـــيَـحِمي بـِـصـَـوْلــَـتـَــــيْـهِ الدِينا
قد سما للجُموعِ يضربُ فيهِمْ === وعلى الــتُـربِ كم أطــــاحَ جـَـبـينا
فــَـتـَـحاشـَـوْهُ لا يُطيقونَ دَفــــْـــــعَـاً === لـِـــمَــــنـايـاهـُـمُ .. فأخـْـفـَـوا كــمِـينا
ثُمَّ جـَــذّوا لهُ يَمينَ المَعالــــــــــي === ويــْــــحَ قلبي إذ أفــْـــقـَـدوه الـيـمـينا
وَبـِـرَغمِ النـزيفِ والألَمِ الجــبّـارِ === أفــَـنَتْ شمالُهُ الظالمينا
فــَـغـَـــدَوا خـَـلْـفَ بأسِهِ خاسئينا === وأعــادُوا كـَـمِـــــيـْــــــــنَـــــهُــــمْ غــــــادرينا
فــَـــــبـَـروها .. وأمْطَرُوْهُ سِهـامـاً === فَقَأتْ عينَهُ وشَجَّتْ جَبينا
وأراقتْ ماءَ القـُـرَيـْــبَـةِ ظُـلْـماً === وعـــلــــى الرأسِ بالعَمودِ أُبـِـيْـنا
فــَـخـَـطا لِلخُلودِ لــَـمّا تــَـهاوى === فــــــوقَ كُثــبــــــانِ كربلاءَ طــَــــعـينا
تخميس مناسب لهذه الليلة :
عباسُ ؛ يا فحلَ البطولةِ في الِلـقــا === وبنَيْلِ هامِ المجدِ كنتَ الأسبقا
كرُمَ الحسينُ وقد أَجَدْتَ المَنْطِقا === ( إنّـي أنا العباسُ أغدو بالسقا
نفسي لنفسِ المصطفى الطهرِ وقا )
تخميس آخر :
نظرَ الحـُـســيـنُ بــلــوعةٍ وتــَـلـَـهّـُـفِ === ولواؤهُ بين الأســنّــةِ مـُـخــتــفي
هل كان يدري ما جرى في المَوقفِ === ( حسَــمـــوا يديهِ وهامـَـهُ ضــربـوهُ فـي
عمَدِ الحديدِ فخرَّ خيرَ طعين )
مسَح الحسينُ دماءَهُ في ثوبهِ === وأســـــــال أدمـُـــعَــــهُ بـــــقـــانــــــي تــُـــــــربـِــهِ
ناداهُ لَـمّــا أنْ دنا مِنْ قــــلــبِــهِ === ( يا ساعدي في كُـِلّ مُعتَرَكٍ بهِ
أسطو وسيفَ حمايتي بيميني )
سَترشُّ تُربَتَكَ الطَهُورَ مَدامعُ === ولصوتِكَ الحاني تحنُّ مَسامعُ
وحدي أصولُ وذي عِداي تدافعوا === ( لِمَنِ الِلوا أُعطي ومَن هو جامعُ
شملي وفي ضَـنْكِ الزحامِ يقيني )
القصيدة الثامنة / أيضاً في حق قمر بني هاشم سيدنا أبي الفضل العباس عليه السلام :
راكب العروج سفينا
أيَّ سِـــــٍرّ يــُـخـَـــِبّئُ اللهُ فـيـنـــــــا === وعلى فــَـيْءِ عُمْـقِـهِ يطوينا ؟
ما الذي شاءَهُ الإلهُ فكُنّا === مِثْلَ ما شاءَ أكرمُ الخالقينا ؟
عـُــمْــقــُـــنا مِــثــْـلُ أَلــْـفٍ أُفـــْـــقٍ ، مـَـلِـيْءٍ === بــِــــــــنـَـــــجــــــاوى الــنـُـجومِ والــــــســـــــاهــــريـنا
مَنْ يـَــفـُـكُّ الألغازَ في عـُـمْـقِـنا النا ئـي ؟ === ومَنْ يركبُ العُــــــــــــــروجَ سـَـــفـــيـــــــنا
آهِ لو أننا اسـْـتـَــنـَـرْنا بفيضِ === الــــــنُورِ مِـــنْ آلِ أحــــمـــدَ الطاهرينا
وعـَـرَفــْـــنا مَـخـابــِــئَ الـسِــــِرّ والإشــــــــــــراقِ === في عـُـمْقِ أنــْــفــُـسٍ تـــَــــسْـتــَــــبـِـيْنا
مِـثــْـلَما شامَها أبو الفضلِ فانجابت === بــِـرؤياه داجــِـــــــيَـاتٌ عـَـمـِـــــيْـنا
فــَـخــَـطا لِلندى الـمُـجــَـنَّحِ بالــــــروحِ === فـــكـانــتْ ســــاعـــاتــُـــــهُ كـالــسِــــنـيـنا
لـــيْـسَ عـُـــــمْـراً تـــَـــقـَـوْقــُـعُ المَرْءِ في الظِــــِلّ ، === وكــَـوْنُ الإحـــــســــاسِ مـــــاءً وطــــــيـــــنا
إنــّـما العُمْرُ في عُلاً تــُـــسْــِرجُ الـــعــقــلَ === وتـســـقــيـهِ طُـهـرَها والـيـقـينا
ذا أبو الفضلِ وَهْوَ تِلميذُ وَحــْـــٍي قـــَـدْ وَعــــــــــاهُ فكانَ فـــــــي الـسـابـقـينا
لــَــمْ تـــَــرُعـْــهُ الجُموعُ ، لــَـمْ يــُــثـــْـنِـهِ === الــتــرغــيـبُ .. ما آثــَـــرَ الضـَــلالَ الـمُـبـينا
وبجنبِ الفُراتِ فاضتْ دِماهُ === لــِـــــيُـــرَوّي بــِـــــنَـزْفـِــــهِ الـحــائـريـنا
وعلى هــَـدْيِ جُرحـِـهِ كــَـــــبْـوةُ التـــــــــاريـخِ === تُمحى .. لـِـــــيُـــــــنْــبتَ الياسمينا
قد قضى والنهرُ ذا يـبـكي عليهْ === ظـــامـِــئـاً ، والـــقـَـومُ قد حـَـزّوا يديهْ
وَدَّ لو سارَ مع الماءِ إليهْ === والدمُ الحـُـرُّ دنا من ضفّتيهْ
صابراً والقلبُ يُرخي نبضتـَــــيْـهْ === وأخــــوهُ بالأســـــــــى جــــاثٍ لــَـديهْ
ترجمة متخيلة لنداء عيون كل طفل من أطفال معسكر الإمام الحسين عليه السلام تخاطب به أبا الفضل العباس ، حيث تيبست الألسنة من الظمأ ، وضاعت الحروف :
كانتْ تُناديهِ العُيونُ بلوعةٍ === رُحماكَ يا عماهُ شربةَ ماءِ
جفَّ اللسانُ على اللهاةِ ، وشهقتي === أصـداؤهــــا صـَـخـَـــبٌ يــُـــــشِـبُّ دِمـــــائـي
أنتَ الرجاءُ وذا الــفـــراتُ تـرقـرقـتْ === فيهِ المياهُ .. فهل يَخيْبُ رجائي ؟!
عمّاهُ ؛ حَرُّ الموتِ أيْــبَسَ أحرُفي === فـــاسمَعْ مـِـــن الــعـــيـنينِ صوتَ ندائي
الدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
---------------------------------------------------
الإخوة الأعزاء الذين لديهم ملاحظات أو اقتراحات أو نقد حول هذه القصائد .. أو الذين يرغبون التواصل مع الشاعر فبإمكانهم ذلك عن طريق دار فرج الله الأدبية على العنوان التالي :
darfarajulah@yahoo.com
مع الشكر الجزيل .
مَلِكُ النهرِ الظامئ
مــِـــــن عــَـــلِـــــــِيّ العُلا ، وأُمِّ الـبَـنــــــيْـنـا === قد زها في الوجودِ فخرُ السنينا
ذا أبو الفضلِ والندى والســـرايـا === مَن غدَتْ لِلذُرى عُلاهُ قَرينا
إنْ دهـى الـخــَـطْبُ فــَــهْوَ عَـبّاسُ حَرْبٍ === أو عـَـــــرا الـــجـَـــــدْبُ كانَ غــيـــثاً مُــبــيــنا
سجدتْ عِندَهُ البُطولاتُ فـخـراً === وازدهتْ في يديهِ تَرفلُ حِينا
ما سَمِعْـنـا بـِـفارسٍ مَلَكَ الماءَ ، === وآلى أن لا يَذوقَ الـمَـعـيـنا
قبلَ أنْ يَشرَبَ الحُسينَ وأهــلٌ === قد تَلَوَّوا على الثرى ظامئينا
وَهْوَ ظامٍ يـَـجـُـولُ في عـَـسْـكرِ الفِـسْـــقِ === لِـــيَـحِمي بـِـصـَـوْلــَـتـَــــيْـهِ الدِينا
قد سما للجُموعِ يضربُ فيهِمْ === وعلى الــتُـربِ كم أطــــاحَ جـَـبـينا
فــَـتـَـحاشـَـوْهُ لا يُطيقونَ دَفــــْـــــعَـاً === لـِـــمَــــنـايـاهـُـمُ .. فأخـْـفـَـوا كــمِـينا
ثُمَّ جـَــذّوا لهُ يَمينَ المَعالــــــــــي === ويــْــــحَ قلبي إذ أفــْـــقـَـدوه الـيـمـينا
وَبـِـرَغمِ النـزيفِ والألَمِ الجــبّـارِ === أفــَـنَتْ شمالُهُ الظالمينا
فــَـغـَـــدَوا خـَـلْـفَ بأسِهِ خاسئينا === وأعــادُوا كـَـمِـــــيـْــــــــنَـــــهُــــمْ غــــــادرينا
فــَـــــبـَـروها .. وأمْطَرُوْهُ سِهـامـاً === فَقَأتْ عينَهُ وشَجَّتْ جَبينا
وأراقتْ ماءَ القـُـرَيـْــبَـةِ ظُـلْـماً === وعـــلــــى الرأسِ بالعَمودِ أُبـِـيْـنا
فــَـخـَـطا لِلخُلودِ لــَـمّا تــَـهاوى === فــــــوقَ كُثــبــــــانِ كربلاءَ طــَــــعـينا
تخميس مناسب لهذه الليلة :
عباسُ ؛ يا فحلَ البطولةِ في الِلـقــا === وبنَيْلِ هامِ المجدِ كنتَ الأسبقا
كرُمَ الحسينُ وقد أَجَدْتَ المَنْطِقا === ( إنّـي أنا العباسُ أغدو بالسقا
نفسي لنفسِ المصطفى الطهرِ وقا )
تخميس آخر :
نظرَ الحـُـســيـنُ بــلــوعةٍ وتــَـلـَـهّـُـفِ === ولواؤهُ بين الأســنّــةِ مـُـخــتــفي
هل كان يدري ما جرى في المَوقفِ === ( حسَــمـــوا يديهِ وهامـَـهُ ضــربـوهُ فـي
عمَدِ الحديدِ فخرَّ خيرَ طعين )
مسَح الحسينُ دماءَهُ في ثوبهِ === وأســـــــال أدمـُـــعَــــهُ بـــــقـــانــــــي تــُـــــــربـِــهِ
ناداهُ لَـمّــا أنْ دنا مِنْ قــــلــبِــهِ === ( يا ساعدي في كُـِلّ مُعتَرَكٍ بهِ
أسطو وسيفَ حمايتي بيميني )
سَترشُّ تُربَتَكَ الطَهُورَ مَدامعُ === ولصوتِكَ الحاني تحنُّ مَسامعُ
وحدي أصولُ وذي عِداي تدافعوا === ( لِمَنِ الِلوا أُعطي ومَن هو جامعُ
شملي وفي ضَـنْكِ الزحامِ يقيني )
القصيدة الثامنة / أيضاً في حق قمر بني هاشم سيدنا أبي الفضل العباس عليه السلام :
راكب العروج سفينا
أيَّ سِـــــٍرّ يــُـخـَـــِبّئُ اللهُ فـيـنـــــــا === وعلى فــَـيْءِ عُمْـقِـهِ يطوينا ؟
ما الذي شاءَهُ الإلهُ فكُنّا === مِثْلَ ما شاءَ أكرمُ الخالقينا ؟
عـُــمْــقــُـــنا مِــثــْـلُ أَلــْـفٍ أُفـــْـــقٍ ، مـَـلِـيْءٍ === بــِــــــــنـَـــــجــــــاوى الــنـُـجومِ والــــــســـــــاهــــريـنا
مَنْ يـَــفـُـكُّ الألغازَ في عـُـمْـقِـنا النا ئـي ؟ === ومَنْ يركبُ العُــــــــــــــروجَ سـَـــفـــيـــــــنا
آهِ لو أننا اسـْـتـَــنـَـرْنا بفيضِ === الــــــنُورِ مِـــنْ آلِ أحــــمـــدَ الطاهرينا
وعـَـرَفــْـــنا مَـخـابــِــئَ الـسِــــِرّ والإشــــــــــــراقِ === في عـُـمْقِ أنــْــفــُـسٍ تـــَــــسْـتــَــــبـِـيْنا
مِـثــْـلَما شامَها أبو الفضلِ فانجابت === بــِـرؤياه داجــِـــــــيَـاتٌ عـَـمـِـــــيْـنا
فــَـخــَـطا لِلندى الـمُـجــَـنَّحِ بالــــــروحِ === فـــكـانــتْ ســــاعـــاتــُـــــهُ كـالــسِــــنـيـنا
لـــيْـسَ عـُـــــمْـراً تـــَـــقـَـوْقــُـعُ المَرْءِ في الظِــــِلّ ، === وكــَـوْنُ الإحـــــســــاسِ مـــــاءً وطــــــيـــــنا
إنــّـما العُمْرُ في عُلاً تــُـــسْــِرجُ الـــعــقــلَ === وتـســـقــيـهِ طُـهـرَها والـيـقـينا
ذا أبو الفضلِ وَهْوَ تِلميذُ وَحــْـــٍي قـــَـدْ وَعــــــــــاهُ فكانَ فـــــــي الـسـابـقـينا
لــَــمْ تـــَــرُعـْــهُ الجُموعُ ، لــَـمْ يــُــثـــْـنِـهِ === الــتــرغــيـبُ .. ما آثــَـــرَ الضـَــلالَ الـمُـبـينا
وبجنبِ الفُراتِ فاضتْ دِماهُ === لــِـــــيُـــرَوّي بــِـــــنَـزْفـِــــهِ الـحــائـريـنا
وعلى هــَـدْيِ جُرحـِـهِ كــَـــــبْـوةُ التـــــــــاريـخِ === تُمحى .. لـِـــــيُـــــــنْــبتَ الياسمينا
قد قضى والنهرُ ذا يـبـكي عليهْ === ظـــامـِــئـاً ، والـــقـَـومُ قد حـَـزّوا يديهْ
وَدَّ لو سارَ مع الماءِ إليهْ === والدمُ الحـُـرُّ دنا من ضفّتيهْ
صابراً والقلبُ يُرخي نبضتـَــــيْـهْ === وأخــــوهُ بالأســـــــــى جــــاثٍ لــَـديهْ
ترجمة متخيلة لنداء عيون كل طفل من أطفال معسكر الإمام الحسين عليه السلام تخاطب به أبا الفضل العباس ، حيث تيبست الألسنة من الظمأ ، وضاعت الحروف :
كانتْ تُناديهِ العُيونُ بلوعةٍ === رُحماكَ يا عماهُ شربةَ ماءِ
جفَّ اللسانُ على اللهاةِ ، وشهقتي === أصـداؤهــــا صـَـخـَـــبٌ يــُـــــشِـبُّ دِمـــــائـي
أنتَ الرجاءُ وذا الــفـــراتُ تـرقـرقـتْ === فيهِ المياهُ .. فهل يَخيْبُ رجائي ؟!
عمّاهُ ؛ حَرُّ الموتِ أيْــبَسَ أحرُفي === فـــاسمَعْ مـِـــن الــعـــيـنينِ صوتَ ندائي
الدكتور الشيخ عبد المجيد فرج الله
---------------------------------------------------
الإخوة الأعزاء الذين لديهم ملاحظات أو اقتراحات أو نقد حول هذه القصائد .. أو الذين يرغبون التواصل مع الشاعر فبإمكانهم ذلك عن طريق دار فرج الله الأدبية على العنوان التالي :
darfarajulah@yahoo.com
مع الشكر الجزيل .