بحار الانوار ج32
عن عبدالرحمان بن مسعود العبدي قال : كنت بمكة مع عبدالله بن الزبير وطلحة والزبير فأرسلا إلى عبدالله بن الزبير فأتاهما وأنا معه فقالا له : إن عثمان قتل مظلوما وإنا نخاف أن ينقض أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله فإن رأت عائشة أن تخرج معنا لعل الله أن يرتق بها فتقا ويشعب بها صدعا ! ! قال : فخرجنا نمشي حتى انتهينا إليها فدخل عبد الله بن الزبير معها في سترها فجلست على الباب فأبلغها ما أرسلا [ ه به ] فقالت : سبحان الله والله ما أمرت بالخروج وما يحضرني من أمهات المؤمنين إلا أم سلمة فإن خرجت خرجت معها .
فرجع إليهما فبلغهما ذلك فقالا : ارجع إليها فلتأتها فهي أثقل عليها منا فرجع إليها فبلغها فأقبلت حتى دخلت على أم سلمة .
فقالت لها أم سلمة : مرحبا بعائشة والله ما كنت لي بزوارة فما بدا لك ؟ قالت : قدم طلحة والزبير فخبرا أن أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما ؟ ! قال : فصرخت أم سلمة صرخة أسمعت من في الدار فقالت : يا عائشة أنت بالامس تشهدين عليه بالكفر وهو اليوم أمير المؤمنين قتل مظلوما فما تريدين ؟ ! قالت : تخرجين معنا فلعل الله أن يصلح بخروجنا أمر أمة محمد صلى الله عليه
وسلم .
قالت : يا عائشة أتخرجين وقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما سمعنا ؟ نشدتك بالله يا عائشة الذي يعلم صدقك إن صدقت أتذكرين يوما كان يومك من رسول الله فصنعت حريرة في بيتي فأتيته بها وهو عليه وآله السلام يقول : " والله لا تذهب الليالي والايام حتى تتنابح كلاب ماء بالعراق يقال له " الحوأب " امرأة من نسائي في فئة باغية " فسقط الاناء من يدي فرفع رأسه إلي وقال : ما لك يا أم سلمة ؟ فقلت : يا رسول الله ألا يسقط الاناء من يدي وأنت تقول ما تقول ما يؤمنني أن يكون أناهي ؟ ! فضحكت أنت فالتفت إليك فقال : بما تضحكين يا حمراء الساقين إني أحسبك هي .
ونشدتك بالله يا عائشة أتذكرين ليلة أسرى بنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكان كذا وكذا وهو بيني وبين علي بن أبي طالب عليه السلام يحدثنا فأدخلت جملك فحال بينه وبين علي بن أبي طالب فرفع مقرعة كانت عنده يضرب بها وجه جملك وقال : أما والله ما يومه منك بواحد ولا بليته منك بواحدة أما إنه لا يبغضه إلا منافق كذاب .
وأنشدك بالله أتذكرين مرض رسول الله الذي قبض فيه فأتاه أبوك يعوده ومعه عمر - وقد كان علي بن أبي طالب عليه السلام يتعاهد ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعله وخفه ويصلح ما وهي منها فدخل قبل ذلك فأخذ نعل رسول الله وهى حضرمية وهو يخصفها خلف البيت - فاستأذنا عليه فأذن لهما فقالا : يا رسول الله كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت أحمد الله .
قالا : ما بد من الموت .
قال : أجل لابد منه .
قالا : يا رسول الله فهل استخلفت أحدا ؟ قال : ما خليفتي فيكم إلا خاصف النعل فخرجا فمرا على علي بن أبي طالب وهو يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وكل ذلك تعرفينه يا عائشة وتشهدين عليه .
ثم قالت أم سلمة : يا عائشة أنا أخرج على علي عليه السلام بعد الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ! فرجعت عائشة إلى منزلها وقالت : يا ابن الزبير أبلغهما أني لست بخارجة
بعد الذي سمعته من أم سلمة فرجع فبلغهما قال : فما انتصف الليل حتى سمعنا رغاء إبلها ترتحل فارتحلت معهما .
بيان نباح الكلب : صياحه قاله الجوهري : [ ويقال : ] وهي السقايهي وهيا إذا تخرق وانشق .
والرغاء : صوت الابل
ونسألكم الدعاء
عن عبدالرحمان بن مسعود العبدي قال : كنت بمكة مع عبدالله بن الزبير وطلحة والزبير فأرسلا إلى عبدالله بن الزبير فأتاهما وأنا معه فقالا له : إن عثمان قتل مظلوما وإنا نخاف أن ينقض أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله فإن رأت عائشة أن تخرج معنا لعل الله أن يرتق بها فتقا ويشعب بها صدعا ! ! قال : فخرجنا نمشي حتى انتهينا إليها فدخل عبد الله بن الزبير معها في سترها فجلست على الباب فأبلغها ما أرسلا [ ه به ] فقالت : سبحان الله والله ما أمرت بالخروج وما يحضرني من أمهات المؤمنين إلا أم سلمة فإن خرجت خرجت معها .
فرجع إليهما فبلغهما ذلك فقالا : ارجع إليها فلتأتها فهي أثقل عليها منا فرجع إليها فبلغها فأقبلت حتى دخلت على أم سلمة .
فقالت لها أم سلمة : مرحبا بعائشة والله ما كنت لي بزوارة فما بدا لك ؟ قالت : قدم طلحة والزبير فخبرا أن أمير المؤمنين عثمان قتل مظلوما ؟ ! قال : فصرخت أم سلمة صرخة أسمعت من في الدار فقالت : يا عائشة أنت بالامس تشهدين عليه بالكفر وهو اليوم أمير المؤمنين قتل مظلوما فما تريدين ؟ ! قالت : تخرجين معنا فلعل الله أن يصلح بخروجنا أمر أمة محمد صلى الله عليه
وسلم .
قالت : يا عائشة أتخرجين وقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما سمعنا ؟ نشدتك بالله يا عائشة الذي يعلم صدقك إن صدقت أتذكرين يوما كان يومك من رسول الله فصنعت حريرة في بيتي فأتيته بها وهو عليه وآله السلام يقول : " والله لا تذهب الليالي والايام حتى تتنابح كلاب ماء بالعراق يقال له " الحوأب " امرأة من نسائي في فئة باغية " فسقط الاناء من يدي فرفع رأسه إلي وقال : ما لك يا أم سلمة ؟ فقلت : يا رسول الله ألا يسقط الاناء من يدي وأنت تقول ما تقول ما يؤمنني أن يكون أناهي ؟ ! فضحكت أنت فالتفت إليك فقال : بما تضحكين يا حمراء الساقين إني أحسبك هي .
ونشدتك بالله يا عائشة أتذكرين ليلة أسرى بنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من مكان كذا وكذا وهو بيني وبين علي بن أبي طالب عليه السلام يحدثنا فأدخلت جملك فحال بينه وبين علي بن أبي طالب فرفع مقرعة كانت عنده يضرب بها وجه جملك وقال : أما والله ما يومه منك بواحد ولا بليته منك بواحدة أما إنه لا يبغضه إلا منافق كذاب .
وأنشدك بالله أتذكرين مرض رسول الله الذي قبض فيه فأتاه أبوك يعوده ومعه عمر - وقد كان علي بن أبي طالب عليه السلام يتعاهد ثوب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعله وخفه ويصلح ما وهي منها فدخل قبل ذلك فأخذ نعل رسول الله وهى حضرمية وهو يخصفها خلف البيت - فاستأذنا عليه فأذن لهما فقالا : يا رسول الله كيف أصبحت ؟ فقال : أصبحت أحمد الله .
قالا : ما بد من الموت .
قال : أجل لابد منه .
قالا : يا رسول الله فهل استخلفت أحدا ؟ قال : ما خليفتي فيكم إلا خاصف النعل فخرجا فمرا على علي بن أبي طالب وهو يخصف نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وكل ذلك تعرفينه يا عائشة وتشهدين عليه .
ثم قالت أم سلمة : يا عائشة أنا أخرج على علي عليه السلام بعد الذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ! فرجعت عائشة إلى منزلها وقالت : يا ابن الزبير أبلغهما أني لست بخارجة
بعد الذي سمعته من أم سلمة فرجع فبلغهما قال : فما انتصف الليل حتى سمعنا رغاء إبلها ترتحل فارتحلت معهما .
بيان نباح الكلب : صياحه قاله الجوهري : [ ويقال : ] وهي السقايهي وهيا إذا تخرق وانشق .
والرغاء : صوت الابل
ونسألكم الدعاء