إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

راية الخراساني بريق الأمل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • راية الخراساني بريق الأمل

    بسم الله الرحمن الرحيم

    راية الخراساني بريق الأمل
    وردت روايات كثيرة عن الرايات السود التي تخرج من خراسان، والتي تدعم الإمام المهدي(عج) وتسير تحت رايته، فهي رايات حق، ويُعبَّر عنها أيضاً براية الخراساني، نسبة إلى قائدها من بلاد إيران، وهي من مؤشرات قرب الظهور. فعن أمير المؤمنين علي(ع):
    "انتظروا الفرج من ثلاث.
    فقيل: يا أمير المؤمنين، وما هنَّ؟
    فقال(ع):اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان"(1).
    حثَّت الروايات على تأييد هذه الراية ومناصرتها، لأنَّها تجسِّد نهج الإمام المهدي(عج)، فهو فيها قلباً وروحاً ومنهجاً وإيماناً. قال رسول الله(ص): "إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان، فائتوها، فإنَّ فيها خليفة الله المهدي"(2).
    وهي راية صلبة، لا تخشى أحداً إلاَّ الله جلَّ وعلا، تقاتل أعداء الله المعاندين للحق والصلاح، ويصمد أنصارها بقوة في مواجهة المحن، فهم أشداء في المواجهات، وعلى المؤمنين أن يلتفوا حول هذه الراية الصادقة والصامدة. قال رسول الله (ص): "تجيء الرايات السود من قبل المشرق، كأنَّ قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم، فيبايعهم ولو حبواً على الثلج"(3).
    أنصارها منصورون دائماً من الله تعالى، مهما تكالبت عليهم الأعداء، وهم المهيأون لوضع انتصاراتهم في خدمة وقيادة صاحب العصر والزمان(عج). روي أنَّه أقبل فتية من بني هاشم على النبي(ص) فرأوا عينيه قد اغرورقت بالدموع وتغيّر لونه، فقالوا له: يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه؟ فقال(ص): "إنَّا أهلُ بيتٍ اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريداً وتطريداً، حتى يأتي قوم من قبل المشرق، ومعهم رايات سود، فيسألون الحقَّ فلا يُعطَونه، فيقاتلون وينصرون، فيُعطون ما سألوا، فلا يقبلون حتى يدفعوه إلى رجلٍ من أهل بيتي، فيملؤها قسطاً كما ملأُوها جوراً، فمن أدرك ذلك منكم، فليأتهم ولو حبواً على الثلج"(4).
    نستنتج من الرواية مجموعة خصائص لأصحاب الرايات السود:
    1- "يريدون الحق فلا يُعطَونه"، مع أنَّ حقَّهم بيِّنٌ وواضح، فهم يتحركون باستقامة، يريدون ما هو حقٌ ولا يعتدون على الآخرين، فيتمسكون به ويدافعون عنه، ويصبرون لتحصيله. وعندما تقول الرواية "فلا يُعطَونه"، إنَّما تدل على وجود جهة أو جهات فاعلة في زمانهم على المستوى الدولي، لها تأثيرها في السماح والمنع، وتتحكم بحركة الدول، ما يُبرز المنازعة بين دولة إيران والجهة أو الجهات الدولية التي تحرمها من حقها. وقد يشمل الحق ما هو أعم من مسألة خاصة بعينها، إنما هو الحق بشكل عام في مقابل الباطل الذي يتضمن الانحياز والظلم والتسلط والعدوان والحرمان وغير ذلك.
    2-"يقاتلون" دفاعاً عن حقهم، ودفعاً للعدوان عليهم، حيث لا يمكنهم استنقاذ حقهم إلاَّ بالقتال، وتكون النتيجة لصالحهم فيحصلون على مرادهم"وينصرون"، مهما كانت الصعوبات التي تواجههم، وهم الذين تحدثت عنهم الرواية السابقة بأنَّهم أشداء "كأنَّ قلوبهم زبر الحديد"، وهذا تعبيرٌ عن الصلابة والثبات والعزم.
    3-"يُعطون ما سألوا" أي يُعطون ما أرادوا، كنتيجة لانتصارهم وفشل أعدائهم، وليس مِنَّةً أو منحةً من أحد، ولم يكن ما سألوه أو أرادوه إلاَّ حقهم، الذي تدخلت لحرمانهم منه جهاتٌ فاعلة ومؤثرة على حركتهم ودولتهم.
    4-"فلا يقبلون حتى يدفعوه إلى رجل من أهل بيتي"، وهنا يُعبِّر عدم القبول بعدم الاكتفاء، إذ لا يريدون حقاً محصوراً في قضية واحدة، بل يريدون الحق هدفاً دائماً في مسيرتهم، وبما أن البشرية موعودة بإقامة الحق والعدل الإلهيين على يد الإمام المهدي(عج)، فهو أولى باستثمار إيمانهم ونصرتهم للحق، ولذا كان اتجاهم وتطلعهم أن يكونوا في خدمة وقيادة الإمام المهدي المخلِّص للبشرية، الذي يملأ الأرض عدلاً بعدما ملئت ظلماً وطغياناً وفساداً وجوراً.
    5-انهم أهلٌ للنصرة والقيادة، فمن أدرك زمان وجود رايات الحق في خراسان، فليكن معهم في عناوين حركتهم وأهدافهم المشروعة التي تتمركز حول الحق، ولو كان الوصول إلى ما وصلوا إليه يستلزم الوقت والعناء، فوضع الهدف يصحح المسار ولو كان بطيئاً وشاقاً، ولو كان حبواً على الثلج.
    فالواضح إذاً أنَّ هذه الرايات السود توطئ للمهدي(عج) سلطانه، بمبايعته والسير تحت لوائه، ووضع إمكاناتها بتصرفه.
    وقد تردد في الروايات الحديث عن شخصيتين أساسيتين في قيادة إيران فترة الظهور، واحدة تمثل القيادة العامة، ومن صفاتها الشخصية وجود علامة فارقة بالكف اليمنى للقائد وانتسابه إلى بني هاشم، والثانية بين يدي الأولى، تمثِّل القائد العسكري واسمه المذكور شعيب بن صالح، ونحن نورد الرواية كما وردت من دون الاجتهاد في تطبيقها، فالزمان القادم كفيل بالتطبيق والتصحيح. عن الإمام الباقر(ع): "يخرج شابٌ من بني هاشم بكفّه خال، من خراسان برايات سود، بين يديه شعيب بن صالح، يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم"(8).

    الهوامش:
    1- النعماني، كتاب الغيبة، ص: 251..
    2- مسند أحمد، ج5، ص: 277.
    3- ابن أبي الفتح الاربلي، كشف الغمة،ج3، ص:273.
    4- المصدر نفسه، ج3 ، ص: 272.
    5- المروزي، كتاب الفتن، ص: 189.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X