علام الهم؟!
رأى إبراهيم بن الأدهم رجلا مهموما..
فقال له : أيها الرجل : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟.. فقال : لا.
فقال : أينقص من رزقك شيء قدره الله؟.. فقال : لا.
فقال : أينقص من أجلك لحظة كتبها الله في عمرك؟.. قال : لا.
قال إبراهيم : فعلام الهم إذن؟!.
22 سراجي أتدري لم وليت؟!
أتدري لم وليت؟
استعمل الخليفة المنصور رجلا على خرسان، فأتته امرأة في حاجة فلم تر عنده ما يفيدها ولا قضى حاجتها.
فقالت له قبل أن تنصرف : أتدري لم ولاك الخليفة؟..
قال : لا!..
قالت : لينظر، هل يستقيم أمر خرسان بلا وال أم لا؟
23 فانظر أنت بأيهم تقتدي!
حُكي أن أحد القضاة في مدينة مرو بخراسان أراد أن يزوج ابنته، فشاور مجوسياً..
فقال له المجوسي : يستفتونك الناس وأنت تستفتيني؟!..
فقال : لابد أن تشير علي!..
فقال له : إن رئيسنا كسرى كان يختار المال، ورئيس النصارى قيصر كان يختار الجمال، وجاهلية العرب كانت تختار الحسب والنسب، ونبيكم محمد كان يختار الدين. فانظر أنت بأيهم تقتدي!.
24 سامر المولى من أنباء البرزخ
كان المرحوم المحدّث القمي الشيخ عباس صاحب كتاب (مفاتيح الجنان) من خيار علماء الشيعة وزهّادهم، وكان قد نذر حياته كلّها في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، وما من بيت من بيوت الشيعة اليوم إلا وفيه أثر من آثار مؤلفات الشيخ القمي (رحمة الله عليه) عادة.
توفّي هذا الرجل العظيم في النجف الأشرف ودفن إلى جوار أمير المؤمنين (سلام الله عليه). وبما أن عالم البرزخ عالم له أهميّة كبيرة وخطر عظيم بالنسبة إلى الإنسان الذي ينتقل من هذه الدنيا الفانية إليه، فهو لا يستغني عن الاستئناس بما يبعث إليه ذووه من الخيرات والمبرّات. والقصة التالية ـ التي نقلت عن نجل الشيخ وهو فضيلة الشيخ ميرزا علي محدّث زاده الذي توفي مؤخّراً ـ تؤيّد ذلك، إنه قال :
لما توفّي والدنا المرحوم الحاج الشيخ عباس القمي، وفرغنا من دفنه ومن مراسم التعزية والفاتحة إلى روحه فكّرنا في عمل الخيرات له، وحيث كان والدنا يعيش حياة زهيدة، لم يترك من بعده من أموال الدنيا قليلاً ولا كثيراً ـ وهكذا يكون دأب الصلحاء والعلماء والربانيّين ـ لذلك اتّفقتُ أنا وأخي على أن نسبل الماء ونسقي به زوّار الإمام أمير المؤمنين (ع) في ليالي الجمعة، وذلك بأن نملأ كوزاً لنا في صباح يوم الخميس بالماء ونجعله في مكان بارد حتى يبرد الماء، وفي المساء نأتي به بارداً ونسقيه الزائرين العطاشا بثواب والدنا (رحمه الله).
وقررنا تقسيم هذا العمل بيننا, بأن أعمله مرّة أنا في ليلة الجمعة الأولى مثلاً ويعمله هو في ليلة الجمعة الثانية وهكذا، وفي ليلة من ليالي الجمعة التي كانت القسمة فيها لأخي، وكان عليه أن يسقي الزائرين حسب القرار، رأيتُ في المنام والدنا المرحوم وهو يتلظّى عطشاً، وكان من شدّة عطشه يستغيث ويقول : العطش العطش، فتذكّرتُ وأنا في النوم أن والدنا في عالم البرزخ وأنا نسقي زوّار الإمام أمير المؤمنين (ع) ماء ً بثوابه، ولذلك قلت له : يا والدي، ألم يصلك الماء الذي نسبله على الزائرين بثوابك؟
قال : نعم، ولكن هذه الليلة لا.
استيقظتُ من النوم على أثر فزعي من مشهد والدي وشدّة عطشه وأسرعتُ إلى مأوى أخي فأيقظته من نومه وقصصتُ عليه رؤياي التي رأيتها عن والدنا وسألته عن قيامه بما تقرّر بيننا من تسبيل الماء.
فأجاب متعجّباً وهو يقول : الله أكبر، نعم لقد صدق والدنا حيث قال, ولكن هذه الليلة لا فإني نسيتُ تسبيل الماء في هذه الليلة، ثم قام وأسرع إلى الكوز وأخذه واتجّه به إلى صحن الإمام أمير المؤمنين (ع) وأخذ يسقي زوّار الإمام (ع) من مائه حتى نفذ الماء.
قلنا
نعم، إنّ هذه القصّة وما شابهها دليل على شدّة ما يحتاجه الإنسان من الخيرات والمبرّات في عالم البرزخ مهما كان ذلك الإنسان صالحاً، كما وتدلّ أيضاً على لزوم عمل الخيرات والمبرّات المادية أيضاً مضافاً إلى عمل الخيرات والمبّرات المعنوية، يعني أن الإنسان هناك محتاج إلى من يبعث له ثواب قراء ة القرآن والزيارة والبكاء على الإمام الحسين (ع) وثواب إقامة المجالس والشعائر الحسينية، وإطعام الجائعين، وسقي الظامئين، وتكفّل اليتامى والمساكين، وسدّ عوز المعوزين، وسدّ الفراغ الفكري وخاصّة لدى الشباب المسلم بنشر الكتب الثقافية والأخلاقية التي رويت عن الرسول (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) الذين جعلهم الله تعالى أسوة لنا وقدوة في سيرتهم وأخلاقهم وتعاملهم مع الحياة، فقهاً وسياسة واجتماعاً واقتصاداً وما إلى ذلك وإهداء ثوابه إلى أمواتنا، فإنهم بأمسّ الحاجة إليها.
حتى إنه نقل عن ملك مات، فرآه ذووه في المنام وهو يلتمسهم ويستجديهم فعل الخيرات والمبرّات ويقول لهم : أرأيتم كلبكم الذي يحرس لكم بيتكم كم هو بحاجة إلى ما تقدّمون له من عظام؟ فإني أشدّ احتياجاً منه إلى ما تبعثونه إليّ، وذلك لأن الكلب إذا حُرم منكم، استطاع أن يسدّ حاجته من غيركم، ولكني لو حرمتُ من خيراتكم ومبرّاتكم لي، فإني لا أستطيع تحصيلها من غيركم. إذن فما أحوجني إليكم وإلى ما تبعثون إليّ من صدقاتكم وخيراتكم ومبرّاتكم؟
منقول
25 سامر المولى حكاية النسر
يُحكى أن نسرا كان يعيش في إحدى الجبال، ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على أربع بيضات.. ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض، فسقطت بيضة من عش النسر، وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج..
وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس..
وفي أحد الأيام فقست البيضة، وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة..
وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج، شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، فتمنى هذا النسر أن لو يستطيع التحليق عاليا مثل هؤلاء النسور، لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له : ما أنت سوى دجاجة، ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور!.. وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
-------------
إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي، تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به.. فإذا كنت نسراً، وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح، فتابع أحلامك، ولا تستمع لكلمات الدجاج الخاذلين لطموحك ممن حولك!.. حيث أن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك، متواجدتين لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى..
واعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك، هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك.. لذا فاسع أن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك، فهي السبيل لنجاحك، ورافق من يقوي عزيمتك.
26 سراجي أقوال جميلة
- الابتسامة : طابع بريد مزخرف، تضعه المرأة على ظرف مختوم، لتوهم الرجل أن بداخله رسالة حب.
- البخيل : رجل ينتحر جوعا، ليقتل ورثته بالتخمة.
- البنوك : هي المؤسسات التي لا تقرض المال، إلا للذين ليسوا في حاجة إليه.
- البخيل : رجل ينتحر جوعا، ليقتل ورثته بالتخمة.
- البنوك : هي المؤسسات التي لا تقرض المال، إلا للذين ليسوا في حاجة إليه.
- الحمار : حيوان كريم يمنح اسمه وصفاته لكثير من الآدميين بلا مقابل.
- الرأسمالية : الكارثة التي نسخط عليها عندما تصيب الناس، ونرحب بها إذا أصابتنا نحن.
- الزواج : معاهدة تتيح للمرأة احتلال منزل الزوج، على أن يدفع هو كل متطلبات الاحتلال.
- الزوج المثالي : يفتح عينيه قبل الزواج، ويغمضها قليلا بعده.
- الغرور : نوع من المرض يصيب المرء، فيثير اشمئزاز كل من حوله ما عداه هو.
- الكذبة : كرة من الثلج تتضاعف كلما تدحرجت.
- المديون : الرجل الذي اخترع كلمة غدا.
- المليونير : هو الرجل الوحيد الذي يساعد موته على حل أزمات الكثير من أقاربه.
27 سامر المولى سحر آية الكرسي
يقال إنه كان ساحر في الهند هندوسي معروف بقوة سحره، وكان متفق مع أحد تجار العقارات بأنه كلما أُعجب التاجر بمسكن طلب من الساحر عمل سحر لساكني المنزل، لكي يهربوا منه..
وصدفة أُعجب التاجر بمنزل، وطلب من الساحر إخلائه بسرعة، حتى يشتري البيت بسعر قليل.. ومارس الساحر كل أنواع سحره، ولم يخرج صاحب المنزل.. لذلك قرر الساحر الذهاب بنفسه لصاحب المنزل، وكان يعتقد أن صاحب المنزل ساحر أقوى منه..
فصارحه بالحقيقة، وسأله : كيف أنه لم يؤثر السحر فيه؟!..
فقال له صاحب المنزل : وتكون على ديني؟..
قال : نعم..
قال : وتترك عملك؟..
قال : نعم..
فقال له : إني كل يوم أقرأ آية الكرسي على نفسي وأطفالي، وهذا هو سحري..
فأسلم الساحر، وغير اسمه من جابور إلى محمد.
28 سامر المولى الوزيـر والكلاب
يحكى أنه كان هناك ملكا يأمر بتجويع عشرة كلاب، لكي يحبس كل وزير يخطئ معها في السجن.. واتفق أن أحد الوزراء أعطى رأيا خاطئا، فأمر برميه للكلاب..
فقال له الوزير : أنا خدمتك عشر سنوات وتعمل بي هكذا!..
فطلب الوزير من الملك أن يمهله عشرة أيام..
فقال له الملك : لك ذلك..
فذهب الوزير إلى حارس الكلاب، فقال له : أريد أن اخدم الكلاب فقط لمدة عشرة أيام.
فقال له الحارس : وماذا ستستفيد؟!..
فقال له الوزير : سوف أخبرك بالأمر لاحقا!..
فقال له الحارس : لك ذلك!..
فقام الوزير بالاعتناء بالكلاب وإطعامهم وتغسيلهم، وتوفير كل شيء لها..
وبعد مرور عشرة أيام، جاء تنفيذ الحكم بالوزير، وزج به في السجن مع الكلاب.. والملك ينظر إليه والحاشية، فاستغرب الملك مما رآه، وهو أن الكلاب جاء ت تتودد له تحت قدميه!..
فقال له الملك : ماذا فعلت للكلاب؟!..
فقال له الوزير : خدمت هذه الكلاب عشرة أيام، فلم تنس الكلاب هذه الخدمة، وأنت خدمتك عشر سنوات فنسيت كل ذلك!..
فطأطأ الملك رأسه، وأمر بالعفو عنه.
29 سراجي لم يجاوب على أسئلة الامتحان ونجح!!
لم يجاوب على أسئلة الامتحان ونجح!!
قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية، واسمه بشير.. فبعد انتهاء مادة البلاغة، قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة، وكعادته ما أن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول ومن ثم السؤال الثاني وهكذا..
وفي بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالا أو سؤالين بدون إجابة وهو أمر معتاد، إلا أن ما أثار استغرابه ودهشته ورقة إجابة أحد الطلاب تركها خالية، لم يجب فيها على أي سؤال، ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان :
أبـشـيـر قل لي ما العمل... واليأس قد غلب الأملْ
قـيـل امـتـحان بلاغـة... فحسبته حــان الأجلْ
وفزعت من صوت المراقب.... إن تنحـنح أو سعـلْ
و أخذ يجول بين صفوفنـا... ويصول صـولات البطلْ
أبشير مـهـلاً يـا أخـي... مــا كل مسـألة تحلْ
فـمـن الـبـلاغة نـافع... ومن البــلاغة ما قتلْ
قـد كـنـت أبـلد طـالب... وأنــا و ربي لم أزلْ
فـإذا أتـتـك إجـــابتي... فيها السؤال بدون حلْ
دعها وصحح غيرهــــا... والصفر ضعه على عجلْ
فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة.. لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة، متوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة!!.
30 سامر المولى رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما
رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما
ترك رجل زوجته وأولاده من أجل وطنه، قاصدا أرض معركة تدور رحاها على أطراف البلاد, وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أخبر الرجل أن زوجته مرضت بالجدري في غيابه، فتشوه وجهها كثيرا جراء ذلك.
تلقى الرجل الخبر بصمتٍ وحزنٍ عميقين شديدين.. وفي اليوم التالي شاهده رفاقه مغمض العينين، فرثوا لحاله وعلموا حينها أنه لم يعد يبصر.. ورافقوه إلى منزله, وأكمل بعد ذلك حياته مع زوجته وأولاده بشكل طبيعي.
وبعد ما يقارب خمسة عشر سنة توفيت زوجته، وحينها تفاجأ كل من حولهُ بأنه عاد مبصرا بشكل طبيعي.. وأدركوا أنه أغمض عينيه طيلة تلك الفترة، كي لا يجرح مشاعر زوجته عند رؤيته لها..
تلك الإغماضة لم تكن من أجل الوقوف على صورة جميلة للزوجة، وبالتالي تثبيتها في الذاكرة، والاتكاء عليها كلما لزم الأمر, لكنها من المحافظة على سلامة العلاقة الزوجية، حتى لو كلف ذلك أن نعمي عيوننا لفترة طويلة، خاصة بعد نقصان عنصر الجمال المادي، ذاكَ المعبر المفروض إلى الجمال الروحي.
*********
ربما تكون تلك القصة من النوادر أو حتى من نسج الخيال، لكن هل منا من أغمضَ عينه قليلاً عن عيوب الآخرين وأخطائهم، كي لا يجرح مشاعرهم؟..
هناك أنشودة قديمة تقول : أحص البركات التي أعطاها الله لك، واكتبها واحدة واحدة، وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل..
إننا ننسى أن نشكر الله، لأننا لا نتأمل في البركات، ولا نحسب ما لدينا، ولأننا نرى المتاعب فنتذمر، ولا نرى البركات.
قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواكا.. وكان الأجدر بنا أن نشكره، لأنه جعل فوق الشوك وردا!.
ويقول آخر : تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين.. ولكنني شكرت الله بالأكثر، حينما وجدت آخر ليس له قدمين!.
رأى إبراهيم بن الأدهم رجلا مهموما..
فقال له : أيها الرجل : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله؟.. فقال : لا.
فقال : أينقص من رزقك شيء قدره الله؟.. فقال : لا.
فقال : أينقص من أجلك لحظة كتبها الله في عمرك؟.. قال : لا.
قال إبراهيم : فعلام الهم إذن؟!.
22 سراجي أتدري لم وليت؟!
أتدري لم وليت؟
استعمل الخليفة المنصور رجلا على خرسان، فأتته امرأة في حاجة فلم تر عنده ما يفيدها ولا قضى حاجتها.
فقالت له قبل أن تنصرف : أتدري لم ولاك الخليفة؟..
قال : لا!..
قالت : لينظر، هل يستقيم أمر خرسان بلا وال أم لا؟
23 فانظر أنت بأيهم تقتدي!
حُكي أن أحد القضاة في مدينة مرو بخراسان أراد أن يزوج ابنته، فشاور مجوسياً..
فقال له المجوسي : يستفتونك الناس وأنت تستفتيني؟!..
فقال : لابد أن تشير علي!..
فقال له : إن رئيسنا كسرى كان يختار المال، ورئيس النصارى قيصر كان يختار الجمال، وجاهلية العرب كانت تختار الحسب والنسب، ونبيكم محمد كان يختار الدين. فانظر أنت بأيهم تقتدي!.
24 سامر المولى من أنباء البرزخ
كان المرحوم المحدّث القمي الشيخ عباس صاحب كتاب (مفاتيح الجنان) من خيار علماء الشيعة وزهّادهم، وكان قد نذر حياته كلّها في سبيل خدمة الإسلام والمسلمين، وما من بيت من بيوت الشيعة اليوم إلا وفيه أثر من آثار مؤلفات الشيخ القمي (رحمة الله عليه) عادة.
توفّي هذا الرجل العظيم في النجف الأشرف ودفن إلى جوار أمير المؤمنين (سلام الله عليه). وبما أن عالم البرزخ عالم له أهميّة كبيرة وخطر عظيم بالنسبة إلى الإنسان الذي ينتقل من هذه الدنيا الفانية إليه، فهو لا يستغني عن الاستئناس بما يبعث إليه ذووه من الخيرات والمبرّات. والقصة التالية ـ التي نقلت عن نجل الشيخ وهو فضيلة الشيخ ميرزا علي محدّث زاده الذي توفي مؤخّراً ـ تؤيّد ذلك، إنه قال :
لما توفّي والدنا المرحوم الحاج الشيخ عباس القمي، وفرغنا من دفنه ومن مراسم التعزية والفاتحة إلى روحه فكّرنا في عمل الخيرات له، وحيث كان والدنا يعيش حياة زهيدة، لم يترك من بعده من أموال الدنيا قليلاً ولا كثيراً ـ وهكذا يكون دأب الصلحاء والعلماء والربانيّين ـ لذلك اتّفقتُ أنا وأخي على أن نسبل الماء ونسقي به زوّار الإمام أمير المؤمنين (ع) في ليالي الجمعة، وذلك بأن نملأ كوزاً لنا في صباح يوم الخميس بالماء ونجعله في مكان بارد حتى يبرد الماء، وفي المساء نأتي به بارداً ونسقيه الزائرين العطاشا بثواب والدنا (رحمه الله).
وقررنا تقسيم هذا العمل بيننا, بأن أعمله مرّة أنا في ليلة الجمعة الأولى مثلاً ويعمله هو في ليلة الجمعة الثانية وهكذا، وفي ليلة من ليالي الجمعة التي كانت القسمة فيها لأخي، وكان عليه أن يسقي الزائرين حسب القرار، رأيتُ في المنام والدنا المرحوم وهو يتلظّى عطشاً، وكان من شدّة عطشه يستغيث ويقول : العطش العطش، فتذكّرتُ وأنا في النوم أن والدنا في عالم البرزخ وأنا نسقي زوّار الإمام أمير المؤمنين (ع) ماء ً بثوابه، ولذلك قلت له : يا والدي، ألم يصلك الماء الذي نسبله على الزائرين بثوابك؟
قال : نعم، ولكن هذه الليلة لا.
استيقظتُ من النوم على أثر فزعي من مشهد والدي وشدّة عطشه وأسرعتُ إلى مأوى أخي فأيقظته من نومه وقصصتُ عليه رؤياي التي رأيتها عن والدنا وسألته عن قيامه بما تقرّر بيننا من تسبيل الماء.
فأجاب متعجّباً وهو يقول : الله أكبر، نعم لقد صدق والدنا حيث قال, ولكن هذه الليلة لا فإني نسيتُ تسبيل الماء في هذه الليلة، ثم قام وأسرع إلى الكوز وأخذه واتجّه به إلى صحن الإمام أمير المؤمنين (ع) وأخذ يسقي زوّار الإمام (ع) من مائه حتى نفذ الماء.
قلنا
نعم، إنّ هذه القصّة وما شابهها دليل على شدّة ما يحتاجه الإنسان من الخيرات والمبرّات في عالم البرزخ مهما كان ذلك الإنسان صالحاً، كما وتدلّ أيضاً على لزوم عمل الخيرات والمبرّات المادية أيضاً مضافاً إلى عمل الخيرات والمبّرات المعنوية، يعني أن الإنسان هناك محتاج إلى من يبعث له ثواب قراء ة القرآن والزيارة والبكاء على الإمام الحسين (ع) وثواب إقامة المجالس والشعائر الحسينية، وإطعام الجائعين، وسقي الظامئين، وتكفّل اليتامى والمساكين، وسدّ عوز المعوزين، وسدّ الفراغ الفكري وخاصّة لدى الشباب المسلم بنشر الكتب الثقافية والأخلاقية التي رويت عن الرسول (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) الذين جعلهم الله تعالى أسوة لنا وقدوة في سيرتهم وأخلاقهم وتعاملهم مع الحياة، فقهاً وسياسة واجتماعاً واقتصاداً وما إلى ذلك وإهداء ثوابه إلى أمواتنا، فإنهم بأمسّ الحاجة إليها.
حتى إنه نقل عن ملك مات، فرآه ذووه في المنام وهو يلتمسهم ويستجديهم فعل الخيرات والمبرّات ويقول لهم : أرأيتم كلبكم الذي يحرس لكم بيتكم كم هو بحاجة إلى ما تقدّمون له من عظام؟ فإني أشدّ احتياجاً منه إلى ما تبعثونه إليّ، وذلك لأن الكلب إذا حُرم منكم، استطاع أن يسدّ حاجته من غيركم، ولكني لو حرمتُ من خيراتكم ومبرّاتكم لي، فإني لا أستطيع تحصيلها من غيركم. إذن فما أحوجني إليكم وإلى ما تبعثون إليّ من صدقاتكم وخيراتكم ومبرّاتكم؟
منقول
25 سامر المولى حكاية النسر
يُحكى أن نسرا كان يعيش في إحدى الجبال، ويضع عشه على قمة إحدى الأشجار، وكان عش النسر يحتوي على أربع بيضات.. ثم حدث أن هز زلزال عنيف الأرض، فسقطت بيضة من عش النسر، وتدحرجت إلى أن استقرت في قن للدجاج..
وظنت الدجاجات بأن عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النسر هذه، وتطوعت دجاجة كبيرة في السن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس..
وفي أحد الأيام فقست البيضة، وخرج منها نسر صغير جميل، ولكن هذا النسر بدأ يتربى على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة..
وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة قن الدجاج، شاهد مجموعة من النسور تحلق عالياً في السماء، فتمنى هذا النسر أن لو يستطيع التحليق عاليا مثل هؤلاء النسور، لكنه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلين له : ما أنت سوى دجاجة، ولن تستطيع التحليق عالياً مثل النسور!.. وبعدها توقف النسر عن حلم التحليق في الأعالي، وآلمه اليأس، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياة طويلة مثل الدجاج.
-------------
إنك إن ركنت إلى واقعك السلبي، تصبح أسيراً وفقاً لما تؤمن به.. فإذا كنت نسراً، وتحلم لكي تحلق عالياً في سماء النجاح، فتابع أحلامك، ولا تستمع لكلمات الدجاج الخاذلين لطموحك ممن حولك!.. حيث أن القدرة والطاقة على تحقيق ذلك، متواجدتين لديك بعد مشيئة الله سبحانه وتعالى..
واعلم بأن نظرتك الشخصية لذاتك وطموحك، هما اللذان يحددان نجاحك من فشلك.. لذا فاسع أن تصقل نفسك، وأن ترفع من احترامك ونظرتك لذاتك، فهي السبيل لنجاحك، ورافق من يقوي عزيمتك.
26 سراجي أقوال جميلة
- الابتسامة : طابع بريد مزخرف، تضعه المرأة على ظرف مختوم، لتوهم الرجل أن بداخله رسالة حب.
- البخيل : رجل ينتحر جوعا، ليقتل ورثته بالتخمة.
- البنوك : هي المؤسسات التي لا تقرض المال، إلا للذين ليسوا في حاجة إليه.
- البخيل : رجل ينتحر جوعا، ليقتل ورثته بالتخمة.
- البنوك : هي المؤسسات التي لا تقرض المال، إلا للذين ليسوا في حاجة إليه.
- الحمار : حيوان كريم يمنح اسمه وصفاته لكثير من الآدميين بلا مقابل.
- الرأسمالية : الكارثة التي نسخط عليها عندما تصيب الناس، ونرحب بها إذا أصابتنا نحن.
- الزواج : معاهدة تتيح للمرأة احتلال منزل الزوج، على أن يدفع هو كل متطلبات الاحتلال.
- الزوج المثالي : يفتح عينيه قبل الزواج، ويغمضها قليلا بعده.
- الغرور : نوع من المرض يصيب المرء، فيثير اشمئزاز كل من حوله ما عداه هو.
- الكذبة : كرة من الثلج تتضاعف كلما تدحرجت.
- المديون : الرجل الذي اخترع كلمة غدا.
- المليونير : هو الرجل الوحيد الذي يساعد موته على حل أزمات الكثير من أقاربه.
27 سامر المولى سحر آية الكرسي
يقال إنه كان ساحر في الهند هندوسي معروف بقوة سحره، وكان متفق مع أحد تجار العقارات بأنه كلما أُعجب التاجر بمسكن طلب من الساحر عمل سحر لساكني المنزل، لكي يهربوا منه..
وصدفة أُعجب التاجر بمنزل، وطلب من الساحر إخلائه بسرعة، حتى يشتري البيت بسعر قليل.. ومارس الساحر كل أنواع سحره، ولم يخرج صاحب المنزل.. لذلك قرر الساحر الذهاب بنفسه لصاحب المنزل، وكان يعتقد أن صاحب المنزل ساحر أقوى منه..
فصارحه بالحقيقة، وسأله : كيف أنه لم يؤثر السحر فيه؟!..
فقال له صاحب المنزل : وتكون على ديني؟..
قال : نعم..
قال : وتترك عملك؟..
قال : نعم..
فقال له : إني كل يوم أقرأ آية الكرسي على نفسي وأطفالي، وهذا هو سحري..
فأسلم الساحر، وغير اسمه من جابور إلى محمد.
28 سامر المولى الوزيـر والكلاب
يحكى أنه كان هناك ملكا يأمر بتجويع عشرة كلاب، لكي يحبس كل وزير يخطئ معها في السجن.. واتفق أن أحد الوزراء أعطى رأيا خاطئا، فأمر برميه للكلاب..
فقال له الوزير : أنا خدمتك عشر سنوات وتعمل بي هكذا!..
فطلب الوزير من الملك أن يمهله عشرة أيام..
فقال له الملك : لك ذلك..
فذهب الوزير إلى حارس الكلاب، فقال له : أريد أن اخدم الكلاب فقط لمدة عشرة أيام.
فقال له الحارس : وماذا ستستفيد؟!..
فقال له الوزير : سوف أخبرك بالأمر لاحقا!..
فقال له الحارس : لك ذلك!..
فقام الوزير بالاعتناء بالكلاب وإطعامهم وتغسيلهم، وتوفير كل شيء لها..
وبعد مرور عشرة أيام، جاء تنفيذ الحكم بالوزير، وزج به في السجن مع الكلاب.. والملك ينظر إليه والحاشية، فاستغرب الملك مما رآه، وهو أن الكلاب جاء ت تتودد له تحت قدميه!..
فقال له الملك : ماذا فعلت للكلاب؟!..
فقال له الوزير : خدمت هذه الكلاب عشرة أيام، فلم تنس الكلاب هذه الخدمة، وأنت خدمتك عشر سنوات فنسيت كل ذلك!..
فطأطأ الملك رأسه، وأمر بالعفو عنه.
29 سراجي لم يجاوب على أسئلة الامتحان ونجح!!
لم يجاوب على أسئلة الامتحان ونجح!!
قصة طريفة حدثت أثناء فترة الامتحانات لأحد معلمي اللغة العربية، واسمه بشير.. فبعد انتهاء مادة البلاغة، قام الأستاذ بشير بتصحيح أوراق الإجابة، وكعادته ما أن يمسك الورقة حتى يبدأ بتصحيح إجابة السؤال الأول ومن ثم السؤال الثاني وهكذا..
وفي بعض الأحيان يلحظ أن بعض الطلاب يترك سؤالا أو سؤالين بدون إجابة وهو أمر معتاد، إلا أن ما أثار استغرابه ودهشته ورقة إجابة أحد الطلاب تركها خالية، لم يجب فيها على أي سؤال، ووضع بدل الإجابة القصيدة التالية التي نظمها خلال فترة الامتحان :
أبـشـيـر قل لي ما العمل... واليأس قد غلب الأملْ
قـيـل امـتـحان بلاغـة... فحسبته حــان الأجلْ
وفزعت من صوت المراقب.... إن تنحـنح أو سعـلْ
و أخذ يجول بين صفوفنـا... ويصول صـولات البطلْ
أبشير مـهـلاً يـا أخـي... مــا كل مسـألة تحلْ
فـمـن الـبـلاغة نـافع... ومن البــلاغة ما قتلْ
قـد كـنـت أبـلد طـالب... وأنــا و ربي لم أزلْ
فـإذا أتـتـك إجـــابتي... فيها السؤال بدون حلْ
دعها وصحح غيرهــــا... والصفر ضعه على عجلْ
فما كان من الأستاذ بشير سوى إعطائه درجة النجاح في مادة البلاغة.. لأن الهدف الذي يسعى لتحقيقه من خلال تدريسه لمادة البلاغة، متوفر في هذا الطالب الذي استطاع نظم هذه القصيدة الطريفة والبديعة!!.
30 سامر المولى رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما
رجل ادعى العمى خمسة عشر عاما
ترك رجل زوجته وأولاده من أجل وطنه، قاصدا أرض معركة تدور رحاها على أطراف البلاد, وبعد انتهاء الحرب وأثناء طريق العودة أخبر الرجل أن زوجته مرضت بالجدري في غيابه، فتشوه وجهها كثيرا جراء ذلك.
تلقى الرجل الخبر بصمتٍ وحزنٍ عميقين شديدين.. وفي اليوم التالي شاهده رفاقه مغمض العينين، فرثوا لحاله وعلموا حينها أنه لم يعد يبصر.. ورافقوه إلى منزله, وأكمل بعد ذلك حياته مع زوجته وأولاده بشكل طبيعي.
وبعد ما يقارب خمسة عشر سنة توفيت زوجته، وحينها تفاجأ كل من حولهُ بأنه عاد مبصرا بشكل طبيعي.. وأدركوا أنه أغمض عينيه طيلة تلك الفترة، كي لا يجرح مشاعر زوجته عند رؤيته لها..
تلك الإغماضة لم تكن من أجل الوقوف على صورة جميلة للزوجة، وبالتالي تثبيتها في الذاكرة، والاتكاء عليها كلما لزم الأمر, لكنها من المحافظة على سلامة العلاقة الزوجية، حتى لو كلف ذلك أن نعمي عيوننا لفترة طويلة، خاصة بعد نقصان عنصر الجمال المادي، ذاكَ المعبر المفروض إلى الجمال الروحي.
*********
ربما تكون تلك القصة من النوادر أو حتى من نسج الخيال، لكن هل منا من أغمضَ عينه قليلاً عن عيوب الآخرين وأخطائهم، كي لا يجرح مشاعرهم؟..
هناك أنشودة قديمة تقول : أحص البركات التي أعطاها الله لك، واكتبها واحدة واحدة، وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل..
إننا ننسى أن نشكر الله، لأننا لا نتأمل في البركات، ولا نحسب ما لدينا، ولأننا نرى المتاعب فنتذمر، ولا نرى البركات.
قال أحدهم : إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواكا.. وكان الأجدر بنا أن نشكره، لأنه جعل فوق الشوك وردا!.
ويقول آخر : تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين.. ولكنني شكرت الله بالأكثر، حينما وجدت آخر ليس له قدمين!.