إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أودية العشق والكواكب السبعة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أودية العشق والكواكب السبعة

    أودية العشق والكواكب السبعة


    أأودية هذه .. أم نيران سبع تستبطن سبع جنان ؟؟؟
    يا لباب باطنه فيه الرحمة ، ظاهره من قبله العذاب .
    فامض أيها القلب عبرها ، إلى الأعتاب العليّة ، ولا يهمّك طولها ، أو زمن قطعها ، فما عاد أحد قط ليخبرك بالحقيقة ، وكل من سلكوه فنوا فيه كلية ، وتركوا لك الشوق يشحذ همتك ، ويضرم شعلتك .
    هاهو أول الغيث يهطل يا يمامة ، وها أنت بوادي الطلب ، فاقطعيه متطهرة من الصفات ، صادية الشفة ، ظمآنة ، ذاكرتك نسيان ، وقد تساوى بعينكِ الكفر والإيمان ، لما لاح بريق من نور الذات .
    ثم امضي إلى الوادي الثاني ، وادي العشق , وما أجمله من اسم .
    مختلجةً , مضطربةً , تقلبي على ناره ، منعتقة من أسر المادة ، خالعة عمامة العقل ، ممزقة جلباب الوقار , غير آبهة بالعاقبة , ولا عارفة ما الكفر والإيمان , ما الشك واليقين , بل أين الخير والشر .
    مقامر ، ثمل ، خليع ، قلبك العاشق الحيّ ، المرّ عنده حلاوة ، والنار نور ، يدفعه العشق لوادي المعرفة ، الذي لا أول له ولا آخر ، وسلوكك يا يمامة مرهون بكماله ، وقربك حسب حالك ، وإبصار شمس المعرفة على قدر استطاعتك ، ليشرق سر ذاتك عليك ، فإذا بك ترين الحبيب وحده ، وتغيبين عن نفسك .
    لتجدين أنك وصلت وادي الاستغناء الخالي من كل دعوى ومعنى ، ولا قيمة فيه للأشياء ، ولا رغبة في قديم أو جديد أو امتلاك .
    البحار السبعة هنا بركة ماء ، والكواكب السبعة ومضة ضوء أما النيران السبعة فثلج متجمد ، وكل ما رأيتيه في الدنيا مجرد حلم .
    وما أن يأتيك وادي التوحيد ، حتى ترين الوحدة في الكثرة ، وكل الوجود وجهاً واحداً ، وإذ بالأزل والأبد يتلاشيان ، والكل عدم .
    وإلى وادي الحيرة تصلين ، فلا تدرين ، هل أنت موجودة أو لا ، هل أنت بين الخلق أو خارجة عنه ، هل أنت خفية أو ظاهرة ، هل قلبك ملئ بالعشق أم خلو منه ، لكأن الطريق قد ضاع منك ، ولكأن سيفاً مسلطاً مع كل آهة وألم .
    يا يمامة المحبة ، ابشري بالخلاص ، لقد انتهت حيرتك بك إلى وادي الفقر والفناء ، كل الظلال الخالدة تلاشت أمام شعاع واحد من شمسك الوضاءة ، والعالمين إن هما إلا نقشٌ على سطح البحر الكلي ، أما القلب فلا يجد إلا الفناء ، وما عاد لك يا طير الله أثر .
    سلوك الطير للطريق
    صوب السيمرغ
    السابقون السابقون ، أولئك كانوا الثلاثين طائراً الّذين وصلوا إلى السيمرغ ، من بين مئات الألوف من الطيور .
    وصلوا الحضرة عديمي الريش والأجنحة ، منهكين متعبين ، محطمي القلوب ، فاقدي الأرواح ، سقيمي الأجساد .
    أين الرفاق يا يمامة ، وأين من قطعوا المسير معكم ؟
    أجابت : قلبي عليهم ……. ففي الطريق إليه مرّ عمر مديد لم ندر عدد سنينه وأيامه ، وكم من رفيق تهاوى ، وسط الآلام والأهوال .
    البعض غرق في البحر ،
    أو أسلم الروح على قمم الجبال من شدة الحرارة والآلام ،
    والبعض احترقت أجنحته من وهج الشمس ،
    أو أصيب بالذلة والهوان ، من أسود الطريق ونموره ،
    أو أتعبته الصحراء فمات صادي الشفة ظمآن ،
    أو قتل نفسه كالفراشة ،
    أو تخلف من من وهن وألم
    والبعض داهمته عجائب الطريق فأجفل ، ولزم موقعه ،
    وهناك من أسلم الجسد للطرب وكفّ بعد ذلك عن الطلب .
    ولأن مسيرنا فردي رغم مضينا أسرابا إليه ، ما كان بمقدورنا الوقوف كثيراً ، والانشغال بالآخر عن الحبيب ، فالحافز والشوق إن لم يكن من داخلنا ، كيف الوصول ؟
    وصل السابقون .. يا يمامة
    ورأوا عدداً وفيراً من الشموس المعتبرة ، والأقمار والنجوم الزاهرة ، فاضطربوا كذرة حائرة وقالوا :
    ” إذا كانت الشموس تبدو كذرة فانية بجانب ذلك السلطان الأعظم ، فكيف نبدو نحن في هذه الأعتاب ؟ يا للحسرة على ما تحملناه ،من آلام الطريق ! لقد قطعنا الأمل من أنفسنا ، ولكن لم نقطع الأمل من الهدف المنشود ، وإذا كانت مئات العوالم مجرد ذرة من تراب هناك ، فأي خوف إن وجدنا ، أو أصابنا العدم ؟ ”
    وفنت أرواحهم وتطهرت عن الكلّ ، فوجدوها من جديد من نور الحضرة ، وعادوا عبيداً للروح الجديدة ، وتملكتهم حيرة من نوع جديد ، وأضاءت من جباههم شمس القربة ، لتضيء أرواحهم من هذا الشعاع ،
    ” وفي تلك الآونة رأى الثلاثون طائراً طلعة السيمرغ في مواجهتهم ، وعندما نظر الثلاثون طائراً على عجل ، رأوا أن السيمرغ هو الثلاثون طائراً بالتمام ، فكلما نظروا صوب السيمرغ ، كان هو نفسه الثلاثين طائراً في ذلك المكان ، وكلما نظروا إلى أنفسهم ، كان الثلاثون طائراً هم ذلك الشيء الآخر ، فإذا نظروا إلى كلا الطرفين ، كان كلّ منهما السيمرغ بلا زيادة ولا نقصان ، فهذا هو ذاك ، وذاك هو هذا ، وما سمع أحد قط في العالم بمثل هذا .”
    حينها ….
    غرقوا في الحيرة
    وعمي العقل والبصيرة
    فسألوا من غير حروف .. عن الأنا والأنت
    فجاء الجواب من غير لفظ
    أن صاحب الحضرة مرآة ساطعة كالشمس
    وكل من يقبل عليه يرى نفسه
    وأنتم أيها السابقون جوهره الحقيقي
    فامحوا أنفسكم فينا
    لتجدوها
    وهكذا انمحوا على الدوام
    كما ينمحي الظل في الشمس ، والسلام

    خاتمة

    اطوِ سِفرك يمامة الحبّ في يمينه ، حتى يأتي عاشق مثلك ، يقلّب صفحاته ، فها قد أوغلت عميقاً في منطق الطير ، ويكاد يلمّ بك ما ألمّ بمولاك ، حين راح يئنّ في عجزه وفقره :
    ” يا خالقي المنعم ، اصفح عن وقاحتنا وجسارتنا ، لا تورد دنسنا أمام أعيننا ”
    ” لا تبعد وجه الفضل عن وجهي ، فحينما ينهال عليّ التراب ، أكون في اضطراب ، فلا توجه نحو وجهي أي شيء من أي صوب . وكم أتمنى ألا تواجهني بأي شيء من خطاياي العديدة يا إلهي ، أنت كريم مطلق ، فاصفح عن كلّ ما انقضى وولّى يا إلهي ”
    وما أكثر ما سيسألك جاهل حين يحاول بفكره أن يفهم : ” إن كان نهاية الدرب العجز والفقر ، فعلام كل هذا العناء والبلاء . ”
    فتردين بصبر الأوّاه الحليم : ” إن خطيئة من سلكوه أشرف من حسنة من لم يسلكوه ”
    ” وعلوّ المقامات على قدر المجاهدات ”
    ” فظنّ خيراً ولا تسأل عن السببِ ”

    والحمد لله ربّ العالمين


    بقلم : ثناء درويش
    سوريا – مصياف
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X