إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

البداية الحقيقية لمعنى الحب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البداية الحقيقية لمعنى الحب

    لابدّ أن يكون الانسان أشدّ حباً لله من كل أحد، ومن كل شيء، وأن يكون حبّ الله تعالى هو أمكن شيء في نفسه، يقول تعالى: (قُلْ إنْ كانَ آباؤُكم وأبناؤُكم وإخوانُكم وأزواجُكم وعشيرتُكم وأموالٌ اقترفتُموها وتجارةٌ تخشونَ كسادَها ومساكنُ تَرضَونها أحبَّ إليكم من اللهِ ورسولهِ وجهاد في سبيلهِ فتربّصوا حتى يأتيَ اللهُ بأمرهِ واللهُ لا يهدي القومَ الفاسقينَ)[438].

    فلا ينهى الله تعالى عن حبّ الاباء والابناء والاخوان والازواج والعشائر، ما لم يعادوا الله ورسوله، ولا ينهى عن حبّ المال والتجارة والمساكن، ما لم تكن من حرام... وإنّما ينهى أن يكون حبّ هذه الاُمور أقوى وأشدّ عند المؤمن من حبّ الله ورسوله وجهاد في سبيله، ويقول تعالى: (ومِن الناسِ من يتَّخِذُ مِن دونِ اللهِ أنداداً يُحِبّونَهم كحُبِّ اللهِ والذينَ آمنوا أشدُّ حبّاً للهِ)[439].

    والاية الثانية تكمل دلالة الاية الاولى، فلا ينبغي أن يكون في الكون شيء أحبّ إلى قلب المؤمن من الله، وعليه أن يجعل لحبّ الله المنزلة العليا في نفسه، وأن يمكِّن حبّ الله من نفسه أكثر من أي شيء آخر، مهما كان ذلك الشيء، وما لم يكن لحبّ الله على قلب المؤمن مثل هذه الهيمنة القوية والفاعلة لا يكون الانسان كامل الايمان.

    فإن الله تعالى يقول: (زُيِّنَ للناسِ حبُّ الشهَواتِ من النِساءِ والبنينَ والقناطيرِ المقنطرةِ من الذّهبِ والفِضّةِ والخيلِ المسوَّمةِ والانعامِ والحَرْثِ)[440].

    وليس على المؤمن بأس أن يحبّ كل ذلك ما لم يحرّمه الله... إذا كان حبّه لله أشد وأقوى حتى من حبّه لنفسه. فيكون الحبّ الالهي أقوى وأنفذ في نفس المؤمن من أي حبّ آخر وعلاقة اُخرى. وقد روي عن الصادق(عليه السلام): «لا يمحض رجلٌ الايمانَ باللهِ حتى يكونَ اللهُ أحبَّ إليهِ من نفسِهِ وأبيهِ واُمِّهِ وولدِهِ وأهلِهِ ومالِهِ ومِن الناسِ كلِّهم»[441].

    وليست هيمنة الحبّ الالهي على قلب المؤمن مسألة نظرية معزولة عن حياته وحبّه وعلاقاته، وتحرّكه.

    فللحبّ متطلّبات ومستلزمات وتبعات، وما لم يقترن الحبّ بها لن يكون من الحبّ الصادق (قُلْ إنْ كُنتم تُحِبُّونَ اللهَ فاتَّبعوني)[442].

    وعندما يتعارض حبّ وحبّ آخر في قلب المؤمن، وتتعارض أحكام ومتطلبات كل واحد منهما، يكون حبّ الله أقوى في نفسه، وأكثر نفوذاً وفاعلية، ويكون استجابته لحبّ الله دون غيره، هو علامة صدقه في الحبّ.

    وقد ورد هذا المعنى في الكثير من النصوص الاسلامية في الادعية، عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) فيما روي عنه من الدعاء: «اللّهم إني أسألك حبَّك وحبَّ من يحبّك، والعملَ الذي يبلّغني حبَّك، اللّهم اجعل حبَّك أحبَّ اليَّ من نفسي وأهلي»[443]. وورد مثله عن داود(عليه السلام)[444].

    وورد أيضاَ عن رسوله الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «اللّهم اجعل حبّك أحبّ الاشياء اليّ، واجعل خشيتك أخوف الاشياء عندي، واقطع عني حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك، وإذا أقررت أعين أهل الدنيا من دنياهم فأقرِر عيني من عبادتك»[445].
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
استجابة 1
5 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X