بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين.ان للصبر اهمية وعلاقة بالايمان ويستحق عليه لعبد من الاجر والثواب وذلك لما ورد
في النصوص : عليك بالصبر في جميع أمورك ، فإن الله بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فأمره بالصبر ، فصبر حتى نالوه بالعظائم ورموه بها ، فأنزل الله : ( ولقد كذبت رسل من قبلك )فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا فصبر في جميع أحواله حتى قاتل أعداءه ، فقتلهم الله على أيدي رسول الله وأحبائه ، وجعله ثواب صبره مع ما ادخر له في الآخرة فمن صبر واحتسب ، لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله عينه في أعدائه .
والصبر رأس الإيمان ، فلا إيمان لمن لا صبر له
والحرّ حرّ في جميع أحواله ، إن نابته نائبة صبر لها ، وإن تتراكب عليه المصائب لم تكسره ، كما صبر يوسف الصديق فجعل الله الجبار العاتي عبداً له . فالصبر يعقب خيراً ، فاصبروا ووطّنوا أنفسكم بالصبر تؤجروا .
والجنة محفوفة بالمكاره فمن صبر عليها في الدنيا دخل الجنة .
والصبر في الأمور بمنزلة الرأس من الجسد . فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور .
والإنسان إن صبر على المصائب يغتبط ، وإن لا يصبر ينفذ الله مقاديره راضياً كان ام كارها.
والصبر ثلاثة : صبر عند المصيبة حسن جميل ، وأحسن منه الصبر على الطاعة ، وأحسن من ذلك ، الصبر على المعصية والوقوف عند ما حرم الله عليك .
وإذا فسد الزمان فصبر المؤمن على الفقر وهو يقدر على الغنى ، وعلى البغضة وهو يقدر على المحبة ، وعلى الذل وهو يقدر على العز آتاه الله ثواب خمسين صديقاً ممن صدق به .
وقد عجز من لم يعد لكل بلاء صبراً .
ولا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان .
ومن لم ينجه الصبر أهلكه الجزع .
وقال مولانا السجاد للباقر عليهما السلام حين وفاته : أوصيك بما أوصاني به أبي : إصبر على الحق وإن كان مراً .
والله إذا أخذ من عبده نعمة قسراً فصبر أعطاه الله ثلاثاً لو أعطى واحدة منها ملائكته لرضوا ، وذلك قوله تعالى : ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون ) .( فالاسترجاع دليل الصبر والتسليم ، والجزاء : الصلاة والرحمة والهداية )