إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

القيادة و الوحدة في آلية التمهيد لظهور الحجة المنتظر(عج)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • القيادة و الوحدة في آلية التمهيد لظهور الحجة المنتظر(عج)

    القیادة و الوحدة في آلیة التمهید لظهور الحجة المنتظر(عج)



    یقول ویل دیورانت في کتابه (بدأ عصر العقل ): ( ان التغییر أمر ضروري للحیاة، و الحس و الفکر. إن أي شيء جدید و مثیر قد یبدو بحداثته جمیلاً، حتی یعود الماضي المنسي علی عجلة الزمن فنرحب به کشيء غض جدید).

    إننا نحتاج في مسألة التمهید لظهور صاحب الزمان (عج) إلی مساءلة النفس و الوجدان: عن نوعیة التمهید المقصود، او کمیة التمهیدات المرغوبة، التي من شأنها فرش الجادة التي یظهر فیها الإمام المنتظر(ع) کأنصع صورة من صور الظهور المعلن، بعد ان کان لأکثر من عشرة قرون في مرحلة الظهور المخفي.

    و یأتي هنا التغییر النفسي و الجغرافي و الاجتماعي الذي قصده الکاتب (دیورانت) بفاعلیة جدیدة لظهور التمهید او لتمهید الظهور، بفواصل زمنیة یکون المفصل الحاکم فیها هو صاحب الزمان (عج) نفسه.

    فإذا کانت عملیة التمهید لظهور صاحب الزمان (عج) عملیة جماعیة، فهي تحتاج إلی أجهزة کما تحتاج إلی أفراد، و هي بما انها مشروع جماعي تفرض الوحدة الاجتماعیة، و الوحدة الاجتماعیة تفترض بدورها قیادة موحدة. و للنظر ما یقوله التوقیع الشریف: ( لو أن أشیاعنا وفّقهم الله لطاعته علی اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد علیهم لما تأخر عنهم الیمن بلقائنا....).

    و المکاتبة المعصومة تتحدث عن شرط الظهور أولا بالدعاء الإلهي ( ... وفّقهم الله لطاعته...) و من ثم الدعوة إلی الوحدة الاجتماعیة الإسلامیة، و هو اجتماع القلوب و هو عین معنی الوحدة و الاجتماع... ثم یحكم الإمام المعصوم علی وجود ذلك التغییر المفضي للوحدة الاجتماعیة و القیادة بأن قوامها الوفاء بالعهد للإمام (عج)، أي الاجتماع علی قضیة المهدي(عح) لأجل الظهور المقدّس.

    و من نافلة القول ان الانتماء العقائدي لمسألة الأطروحة المهدویة لا یکفي وحده لتصویب النظر لظهوره (عج) او التمهید له، لأنه لو کان هذا الشرط کافیاً لكان الخروج منه (عج) قد تحقق منذ زمن بعید.

    إذن، فالمؤکد المحقق ان الوحدة و الاجتماع هما المقصودان في إطار العمل المهدوي، و من ثم صب الجهد في مشروع التمهید لا بشكل عشوائي بل بشكل منظم له قیادة، و له نظام . و لعل البعض یسأل: من هو قائد هذه الحرکة و هذا النظام؟

    و الجواب ـ باعتقادنا ـ صرح به حدیث الإمام المهدي (عج) عندما حلّت مرحلة الغیبة الکبری: ( أما الحوادث الواقعة فارجعوا فیها إلی رواة حیدثنا....).

    إذن، فالقائد لحرکة الممهدین لظهور الأمر هو الولي الفقیه، فالولي الفقیه هو قائد تلك الحرکة الجماعیة و الموحدة التي تحمل توقاً إلی الإمام المهدي(عج) .. و من ثم یکون الإمام المهدي (عج) هو الذي یقوم برعایة الجماعات و الأفراد و الأجهزة و المؤسسات التي تعمل علی التهیؤ لاستقبال و استقدام الإمام (عج) من غیبته بما یحتاج إلیه من أفراد و أجهزة و مؤسسات ذات کفاءة و مهارات و جهوزیة للشروع في الحرکة الإصلاحیة العالمیة تحت لواء الإمام (عج) ... ثم بناء و إدارة دولة العدل الإلهي علی کل الأرض، و قد ورد في صفة أولئك الأولیاء و دورهم : (... هم النجباء و القضاة و الحکام...).

    و یکفي ان نقرأ الروایة الواردة عن الإمام الرضا (ع) في حق العلماء: ( لو لا من یبقی بعد غیبة قائمكم من العلماء الداعین إلیه و الدالین علیه و الذابین عن دینه بحجج الله و المنقذین لضعفاء عباد الله من شباك إبلیس و مردته و من فخاخ النواصب لما بقي احد إلا ارتد عن دین الله، و لكنهم الذین یمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشعیة کما یمسك صاحب السفینة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عزوجل...).

    و اذا ربطنا بین الحدیثین المعصومین السابقین، فإننا نلاحظ انهما یشیران إلی کیفیة قیادة هؤلاء الأولیاء لجموع العامة من الشیعة، و خاصة عندما شبههم الرضا (ع) بأنهم ربان السفینة.

    و قد یقال عن حاکمیة ولایة الفقیه في زمن الغیبة المقصودة في الحدیثین السابقین، بأن هناك وجهة نظر معینة للتاریخ تفسر علی أساس أن الإنسان عامل ثانوي فیه، و القوی الموضوعیة المحیطة به هي العامل الأساسي في حرکته الاجتماعیة، و هي إطار ذلك لن یكون الفرد أفضل الأحوال إلا التعبیر الذکي عن اتجاه هذا العامل الأساسي.

    و الحقیقة أن التاریخ یحتوي علی قطبین : أحدهما الإنسان، و الآخر القوی المادیة المحیطة به.

    و کما تؤثر القوی المادیة و ظروف الإنتاج و الطبیعة في الإنسان، یؤثر الانسان أیضاً فیما حوله من قوی و ظروف.

    و لا یوجد مسوغ لافتراض أن الحرکة تبتدیء من المادة و تنتهي بالإنسان، إلّا بقدر ما یوجد مسوغ لافتراض العکس، فالإنسان و المادة یتفاعلان علی مرّ الزمن.

    و في هذا الإطار بإمکان الفرد أن یكون أکبر من ببغاء في تیار التاریخ، و بخاصة حینما ندخل في الحساب عامل الصلة بین هذا الفرد و السماء، فإن هذه الصلة تدخل حینئذ کقوة موجهة لحرکة التاریخ.

    و هذا ما تحقّق في تاریخ النبوّات، و في تاریخ النبوة الخاتمة بوجه خاص، فإنه بحكم صلته الرسالیة بالسماء تسلم بنفسه زمام الحرکة التاریخیة، و أنشأ مدّاً حضاریاً لم یکن بإمكان الظروف الموضوعیة التي کانت تحیط به أن تتمخّض عنه بحال من الأحوال.

    و ما أمکن أن یقع علی ید الرسول الأعظم (ص) یمکن أن یقع علی ید القائد المنتظر من أهل بیته الذي بشّر به هو و نوّه عن دوره العظیم.

    و ینتقل ذلك الدور إلی ولي الفقیه بالتبع إلی حین الظهور المقدس لصاحب الأمر(عج).

    إذن، فإن الأدوار الإنسانیة السابقة هي التي تتحكم في مسیرة التاریخ نحو وجهة معینة ترتأیها تشریعات الظهور المقدس لصاحب الزمان (عج) لأنه هو حجة علی أولیاء الفقه ، عندما یكون الاخرون حجة علی الناس....

    فتفاعل حرکة التاریخ الموضوعیة تکون عرضیة مع العوامل الإنسانیة. و لكن عندما تصل الحرکة تلك إلی الإمام المهدي (عج) ترتفع الحرکة إلی حرکة طولیة.

    إذن، فإن الحرکة الاجتماعیة التي تقود أولیاء الفقه في تحدید مسار الظهور المقدس لإمامنا المنتظر(عج) هي التي أحیت هیبة الدین الإسلامي في النفوس العطشی للعدل المأمول.

    و یكفي نظرة واحدة إلی حیاة مراجعنا العظام ـ الأموات منهم و الأحیاءـ تغني القلب بوابل من الطمأنینة الداعیة إلی التمسك بالدین الإسلامي الذي وحّد القیادة الإنسانیة و الاجتماع التاریخي في طول الدنیا و عرضها.

    ابنا
    التعديل الأخير تم بواسطة رحيق مختوم; الساعة 10-07-2012, 01:10 AM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X